_ الرّؤية العكسيّة في المشاكل الزّوجية !! _ دخلتُ على زوجي قبل أيّام فوجدّتُه يقرأ كعادته وكنتُ أريده في سؤال غير مستعجل فأخذتُ أناديه وأناديه وهو غارق في الكتاب حتّى انتبه _ سألتُه ما أردت ثمّ مضيت لكنّني أحسست بالذّنب أنّني قطعت عليه متعة القراءة وأخرجته من سياقها - فعدت لأقول له : عمر يا عمر يا عمر حتّى رفع رأسه وقال نعم ؟! - قلتُ: أريد أن أعتذر أنّني قاطعتك وأنت منهمك في سؤال كان بإمكانه أن ينتظر - اتّسعت عيناه ثمّ هزّ برأسه أن نعم وعاد إلى الكتاب عابسا لا أدري لمَ !! _وخرجتُ من الغرفة وأنا منتعشة بأنّني راضيته !!! - لكنْ سرعان ما خطر ببالي سؤال آخر متعلّق بالأوّل فرجعتُ على عجل أنادي عمر يا عمر واستغربتُ عندما نظر أنّ بياض عينيه أصبح بالّلون الأحمر فقلتُ في نفسي لن أزعجه إذن بل أستأذن أوّلا - سألتُه: هل يمكنني أن أقاطعك ؟! قال : لااااا بحدّة ومدّ مع غُنّة فأذعنتُ للأمر كم أنّني لطيفة أنا لكنّه لا ينتبه حقّا - فقد أطعتُه ومضيت رغم أنّ السّؤال كان يلحّ في رأسي ورغم أنّني كبتّه في نفسي ومَنْ مِنَ النّساء مثلي ؟!! - ثمّ وجدّتُ بعد تفكير أنّ من واجبه أن يشكرني على حُسن تبعّلي -فعدتُ إليه أُنادي: عمر يا عمر فنظر وقال: نعم ؟!! فوجدتُ عينيه مازال لونهما أحمر ولكن بدا لي أنّه صار يتطاير منهما الشرّر قلتُ: ما بك تغضب اطمئن لن أقاطعك ألم أسألك وقلتَ لا قال: إذن ما الذي أتى بك أيضا !! قلتُ : أليس كان من واجبك أن تشكرني حقّا وأنا في كلّ مرّة أسألك هل أستطيع أن أقاطعك ثمّ عندما تقولُ &quotلا&quot أتقبّل ولا أزعل وأيضا تشكرني لأنّني زوجة لطيفة تراعي شعورك !!! _ ثمّ لا أدري لماذا بعد هذا &gt&gt أصابه الغضب رمى الكتاب وذهب!! عجيب أمر الرّجال #شبو_ليش_زعل _ وإذا كانت تلك القصص كوميديّة وأنا أفتعلها في البيت من أجل -الأكشن- والخروج من الرّتابة اليوميّة فإنّ بعض النّساء تفعلها وبكل دراية ثمّ تقول بأنّ زوجها دائم العصبيّة !! _ إذ كلمتني سيّدة تشتكي من زوجها تقول بأنّه في البيت عصبيّ غاضب وخارج البيت لطيف ضاحك وهذا يزعجها!! فأخذتُ أسألها بعض الأسئلة عن حياتها فهمتُ منها أنّ الرّجل يعمل بدوامين و يأتي في الظّهيرة لمدّة ساعتين - قلتُ: وماذا تفعلين خلال ساعات وجوده تلك؟! - قالتْ: عندما يصل أضع له الغداء ولكن هو ريثما أضعه يغضب ويقول بأنّني أتأخّر بينما أنا لا أريد الطّعام أن يبرد أريد أن يأكله ساخنا وطازجا وأنا الّتي يجب أن تغضب إذ بينما أرتّب المائدة يعبث هو بالطّبخة ويمدّ يده إلى الحلّة قبل أن أنسّق الطاولة !! قلتُ: وماذا بعد أن يأكل؟! قالت: ينام , فهو يعشق نوم الظّهيرة كما ويقول لي لن أستطيع المواصلة إلّا إذا نمتُ قليلا وبخاصّة أنّكم تريدون الخروج والتّنزه ليلا قلتُ: جميل جدا وماذا تفعلين خلال نومه قالتْ هنا المشكلة إذ لا يفهم أنّ أولاده صغار وبأنّني لا أستطيع ضبط أصواتهم عندما ينام !! -وبعد حديث وسرد في الكلام تبيّن لي أنّ السّيّدة ما إن ينام زوجها حتّى تقرّر أن تحمّم الأولاد -الذّين لا يحبّون الاستحمام- فيبدؤون بالصّراخ ثمّ يأتيها الصّدى من زوجها بصراخ آخر ويبدأ برنامج #الاتجاه_المعاكس مع #صدى_الملاعب و #أوبرا جميلة تُسمع الجيران!!! - ثم أنّها قد تستعمل مكنسة الكهرباء إذا أوقعوا على الأرض أشياء أو قد تتركهم يتشاجرون بجانب غرفة والدهم إذا انشغلت بتلفون قصير مع أختها لمدة أربع ساعات!! - ورغم أنّني كنتُ انتهيت ووصلت إلى لبّ المشكلة لكنّني استمعت لها عندما أكملت قائلة: - لا يجعلنا نهنأ لا بداخل البيت ولا خارجه ودوما يقول الخروج مع أصحابه أمتع له !! قلتُ: ولماذا ؟! وما هي شكواه ؟! _ قالت: يتّهمنا بأنّنا نتأخّر في الخروج وكذا في العودة وهو يحبّ أن ينام في مواعيد محدّدة وبأنّنا رغم ذهابنا إلى مطعم نأكل ونشرب في السيّارة ونرمي القشر ونسبب الفوضى!! أو نذهب إلى #السّوق فنطيل المكوث حتّى يغلق كلّه بل يحلف بأنّنا قد نبقى هناك حتّى الصّباح لو لم تقفل المحلّات بل بأننا نرضى بأن نبقى وهي مقفلة نتفرّج على المعروضات من خلف الزّجاج وبأنه لا أحد يفكّر بأنّه نعسان ولديه عمل في الصّباح!! _ أترك لكم استنباط المشكلة والحلّ حتّى لا أطيل المقال~ وأسرد لكم مشكلة زوج كي يتحقق العدل ولا تكرهني النّساء _ يقول ذلك الزّوج متبرّما من زوجته بأّنّه اُضّطر لإحضار أمّه وأخوته بعد أحداث سوريّة ليقيموا في بيته فصارت الزّوجة تتذمّر بعد مدّة وتشتكي بأنّه لم يعد لديها وقت للعناية بطفلها وقد انشغلت بأهله !! - وأصبحت تقول بأنّها تعبت وتطلب منه أن يجعل لهم بيتا مستقلاّ أو يساعدها بخادمة وصار يحكي ويحكي وأنا أسمعُ وأعجب - يقول هل أتخلّى عن أمّي وإخوتي ويسرد أحاديث العقوق ونتائجه في الحياة و السّيرة حتّى قلتُ: مهلا , أخي كم هي أعمار إخوتك وما هو وضع أمّك ؟! فتبين لي بعد سرده بأنّ والدته تحسب نفسها ضيفة وهي بهذا لا تشارك في أعمال البيت متذرعة بعدم التّدخل في شؤون الكنّة وقد أقنعته بهذه الحجّة وبأنّ التّدخل يجلب مشاكلات جمّة !! - ولهذا فلتطبخ الزّوجة ما شاءت دون تدخّل منها ولتعمل في بيتها كما تريد وترغب وتنظّف على كيفها في الوقت الّذي أهله يرتاحون في الغرفة رغم مرور شهور على وصولهم وانقضاء أيّام الضيّافة الثّلاثة بل والسّتة !! _ وأمّا العجيب في القصّة أنّ الرّجل ما زال يرى أنّ أمّه محقّة وما زال يضع الّلوم على الزّوجة والأعجب أنّه يأتي بأدّلة من القرآن والسّنة!!! وأنا نصحته بأن يلبس نظّارة كي يرى الأمر على حقيقته لا كما تريد أمّه !! أيضا أترك لكم حلّ المشكلة لكن أعلّق فقط بجملة - أهمّ ما نحتاج إليه في المشاكل القريبة هو الإحساس لا النّظر - لأنّ المشاكل القريبة جدا كوجوهنا لا نراها بل نحسّ بما لصق بها أو اعتراها و أحيانا قد لا نحسّ فنحتاج الشّخص النّاصح المخلص فالنّاصح يخبرك أنّه يوجد كتشب على وجهك كي تمسحه فورا ولا تصبح أضحوكة والمخادع يجلس ليضحك عليك وينادي الآخرين كي يضحكوا أيضا~ حكمة اليوم : &quotنصيحة منّي لا تاخد بنصيحة حدا وإذا أخدت بنصيحتي هي معناها أنت ما أخدت بنصيحتي&quot !!! كتبه أروى العظم