منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع القران الكريم وعلومه (https://hwazen.com/vb/f28.html)
-   -   شرح الدروس المهمة لعامة الأمة (سورة العصر) (https://hwazen.com/vb/t13293.html)

دكتورة سعاد 09-04-2016 10:05 AM

شرح الدروس المهمة لعامة الأمة (سورة العصر)
 
شرح الدروس المهمة لعامة الأمة

سورة العصر

_________________


وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)


-تأتي سورة العصر في طليعة مجموعة من السور

_القصار في [مبناها]،

_العظيمة في [معناها]،

ختم الله بها كتابه الكريم.


-وإنَّ الإنسان ليعجب من حكمة الله عز وجل بختم المصحف، حسب العرضة الأخيرة، بهذه السور،

•السهلة الألفاظ.

•الجزلة المعاني.

•البديعة التراكيب.

من قصار المفصل، التي يقرأها عامة المسلمين، ويحفظونها، ويرددونها في صلواتهم؛ فرائضهم، ونوافلهم، لما تتضمنه من المعاني الكبيرة، التي تحيي القلوب، فلله الحكمة البالغة فيما حكم، وقضى، وقدر.


-ومع قصر سورة (العصر) إلاَّ أنَّ الإمام الشافعي - رحمه الله – قال عنها: "لو ما أنزل الله حجةً على خلقه، إلاَّ هذه السورة، لكفتهم".


-أي: لكانت حجة عليهم، في بيان مقاصد الدين، وأركانه، وآدابه. وليس المراد تضمنها لتفاصيل الشريعة.

__________


مقصد السورة الرئيس:

-بيان المنهج الوحيد للنجاة؛ إذ أنَّ الله - سبحانه وتعالى - حكم على الإنسان من حيث هو إنسان- بالخسار،

واستثنى مَنْ جمع أربع خصال، يأتي بيانها.


-يقول الله تعالى: (وَالْعَصْرِ) هذا قسم من الله تعالى بـ (العصر).


_و[العصر]:


1-قيل: هو مطلق الدهر، يعني: الزمان.

2-وقيل: هو ما بعد الزوال، الذي هو وقت العشي.

3-وقيل: إن المراد الصلاة نفسها، صلاة العصر.


-والأولى حمل هذه المعاني على أولها، وهو [الدهر]؛

إذ أنَّ ذلك يشمل ما بعد الزوال، وهو وقت العشي، ووقت صلاة العصر، والليل، والنهار.

-بمعنى أنَّ الله سبحانه وتعالى أقسم بالعصر، الذي هو ظرف الأعمال، صالحها، وسيئها، والذي يترتب عليه إما النجاة، وإما الخسار، فمن المناسب جدًا، أن يقسم الله تعالى بالزمن، الذي هو مضمار الأعمال، وظرفها، لعظيم خطره.


-وبمقدار عقل الإنسان، وإيمانه، يكون اهتمامه بالوقت،

قال نبينا صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ". [البخاري:( 6412)، من حديث ابن عباس]


_مغبون: أي خاسر


-فكثير من الناس يغبن في صحته، وفي فراغه، فيمضي عليه العمر سبهللا، فلا يبالي، وهو في حال الصحة والفراغ، فإذا ما مرض، أو شغل، تمنى أن لو كان صحيحاً، فارغًا، وهذا هو [الغبن الحقيقي].


-وقد كان السلف الصالح - رحمهم الله- يعتنون بأوقاتهم غاية العناية، يحسبون الدقائق، والثواني، حتى حفظ عن بعضهم العجب:


-فقد ذكر عن المجد ابن تيمية رحمه الله:

أنَّه كان يضن بوقته، حتى إنَّه كان إذا دخل بيت الخلاء، أمر قارئا أن يقرأ، من وراء الحائط، حتى لا يذهب عليه شيء من وقته، دون فائدة.


-ويذكر أن الحافظ ابن رجب رحمه الله:

كان يضن بوقته، فكان إذا حضره بعض أصحابه، الذين يتشاغلون بالأحاديث الدنيوية، ومجريات الحياة اليومية، يخصص للبقاء معهم، على أوراقاً يقطعها، ويرتبها، ويعدها لكتابته،

ولا يدع مجلس أصحابه.


-فبمقدار ما يشعر المؤمن، باليوم الآخر، وتقوم في قلبه حقائق الإيمان، يشعر بأهمية الوقت،

-وإذا ضعف ذلك صار الوقت عنده أرخص ما يكون، حتى أنك تجد بعضهم يقول: "نقتل الوقت"، سبحان الله وهل الوقت يقتل؟!، الوقت أغلى الأثمان،

-وفي هؤلاء يقول الشاعر:

والوقت أعظم ما عنيت بحفظه *** وأراه أسهل ما عليك يضيع


-(إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) هذا جواب القسم.

والمقصود: [جنس الإنسان].


-ووقعت اللام في جواب القسم، للتأكيد.

-والمعنى:

أن الإنسان في نقص وهلاك؛ لأن في طبعه قصور، وتقصير، يستغلهما، الشيطان، والنفس، والهوى، وغير ذلك من المؤثرات، فتفضي به إلى الهلاك. فالأصل في الإنسان أن يؤول إلى خسار، إلا ما استثني.


-والمستثنى أقل من المستثنى منه،

فلهذا قال تعالى، في مواضع:

_﴿وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ [سبأ:13]،

_﴿وَقَلِيلٌ مَا هُمْ﴾ [ص:24]، وقال عن إبليس

_﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾[ص:82-83].


_فنجد أن المستثنى هم أهل الإيمان، مما يدل على أن الكثرة الكاثرة، تؤول إلى الخسار، والبوار،


-ويشهد لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم عند وصفه يوم القيامة، لأصحابه ، فقال: "ذَاكَ يَوْمٌ يُنَادِي اللَّهُ فِيهِ آدَمَ، فَيُنَادِيهِ رَبُّهُ فَيَقُولُ: يَا آدَمُ ابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَمَا بَعْثُ النَّارِ، فَيَقُولُ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعُ مِائَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ " [رواه الترمذي(3169)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي]


-(إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا):

أي صدقوا بقلوبهم، وأيقنوا بخبر الله، وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم ، كما قال ربنا عز وجل:

﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا﴾.


-فأصل الإيمان:

التصديق المستلزم للقبول، والإقرار، والإذعان، والرضا.


-ولهذا ينبغي للعاقل قبل أن يشتغل بإصلاح [الظاهر]، والعناية بالسنن، والنوافل،

_أن [يصلح قلبه]، وأن يتعاهده، فإذا صلح قلبه، انقادت جوارحه، واستسهلت كل عمل صعب، بل وتلذذت به، كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم -:

«أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ: صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ: فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ: الْقَلْبُ».[متفق عليه، واللفظ للبخاري]

_______________




{إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [العصر: 3]
فإنهم في تجارة لن تبور؛ حيث
•باعوا الفاني الخسيس •واشتروا الباقي النفيس، •واستبدلوا الباقيات الصالحات بالغاديات الرائحات؛
فيا لها من صفقة ما أربحها، ومنفعة جامعة للخير ما أوضحها!! .

وقد ورد في هذه الآيات الصفات المنجية من الخسران وهي:

1) الإيمان بما أمر الله به، ولا يكون الإيمان بدون العلم؛ فهو فرع عنه ولا يتم إلا به.
2) والعمل الصالح: وهذا شامل لأفعال الخير كلها الظاهرة والباطنة المتعلقة بحقوق الله وحقوق عباده الواجبة والمستحبة.

3) والتواصي بالحق الذي هو الإيمان والعمل الصالح أي: يوصي بعضهم بعضاً بذلك، ويحثُّه عليه، ويرغِّبه فيه.

4) التواصي بالصبر على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله المؤلمة.

فبالأمرين الأوَّلين يكمِّل العبد نفسه،
وبالأمرين الأخيرين يكمِّل غيره،

وبتكميل الأمور الأربعة يكون العبد قد سلم من الخسار وفاز بالربح العظيم [تفسير السعدي].
وعن مجاهد: {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [العصر، : 3]

يقول:
"إلا الذين صدَّقوا الله، ووحَّدوه، وأقروا له بالوحدانية والطاعة،
وعملوا الصالحات: وأدُّوا ما لزمهم من فرائضه، واجتنبوا ما نهاهم عنه من معاصيه.

واستُثني الذين آمنوا من الإنسان؛ لأن الإنسان بمعنى الجمع لا بمعنى الواحد.
[ابن جرير الطبري].

قوله: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
عن قتادة وعن الحسن:
{وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} اي : كتاب الله.
{وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} طاعة الله [جامع البيان].

ويعتبر التواصي بالحق من الخاص بعد العام؛ لأنه داخل في عموم الصالحات،
وقد جاءت آيات في القرآن تدل على أن الوصية بالحق تشمل الشريعة كلها:
أصولها وفروعها، ماضيها وحاضرها،

من ذلك ما وصَّى الله به الأنبياء عموماً من نوح وإبراهيم عليهما السلام ومن بعدهم في قوله تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: 13].
وقد كانت هذه الوصية عمل الرسل لأممهم من بعدهم.

ويأتي عقبها قوله: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 3].
بمثابة التثبيت على هذا الصراط المستقيم؛ إذ الصبر لازم على عمل الطاعات كما هو لازم لترك المنكرات . [اضواء البيان].

وفي جعل التواصي بالصبر قريناً للتواصي بالحق دليل على عظيم قَدْره، وفخامة شرفه، ومزيد ثواب الصابرين على ما يحق الصبر عليه
{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153]،

وأيضاً التواصي بالصبر مما يندرج تحت التواصي بالحق؛ فإفراده بالذكر وتخصيصه بالنص عليه من أعظم الأدلة الدالة على إنافته على خصال الحق، ومزيد شرفه عليها، وارتفاع طبقته عنها. [فتح القدير].
(وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ):
الصبر: في أصل اللغة: هو الحبس.

وأنواعه ثلاثة:
1) الصبر على طاعة الله،
2) والصبر عن معصية الله،
3) والصبر على أقدار الله المؤلمة.

وهو من أعلى مراتب الدين، وورد ذكره في القرآن في نحو [تسعين] موضعاً.

وجاء في الأثر:
"أن منزلة الصبر من الدين، كمنزلة الرأس من الجسد".
وهو من أمهات الأخلاق، وأصولها.

والتواصي بين أهل الإسلام، في هذه الأزمان، وللأسف، أندر من الكبريت الأحمر - كما يقال -، قل أن يتواصى الناس فيما بينهم، بل إنه يبلغ الحال عند بعض الناس، أن يغض بعضهم الطرف عن خطأ الآخر، حتى لا يقابله بالمثل!،
وهذا علامة خذلان.

والواجب على أهل الإيمان أن يتناصحوا، وأن يتواصوا كما أمر الله - سبحانه وتعالى، فالمؤمن للمؤمن كالبنيان، والمؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى.

ولو أن كل أحد صمت عن خطأ أخيه، لضاعت السنن، ووقع التساهل.

لكن إذا قرعت سمع الإنسان نصيحة أخيه، فربما يندهش لأول وهلة، ويزعجه ذلك، لكنه يحمد العاقبة.

فلو تأملنا في هذه الخصال الأربع، التي ذكر الله تعالى، لوجدناها أسباب النجاة، والفلاح، والفوز:

1) إيمان يباشر القلب، ويرسخ فيه،
2) عمل صالح باللسان، والجوارح، يصدقه.
3) تواص بين المؤمنين بالحق، يثبته.
4) تواص بينهم بالصبر، يقويه.

ولو اختل شيء من هذه الأربعة، لوقع الاضطراب، والخلل،
•فلو فسد أصله، لفسد باقيه، وفرعه،
•ولو وجد معرفة لا يقترن بها عمل، لما كان ذلك تصديقاً بحق،
•ولو وجد تصديق، وعمل، لكن بلا تواصٍ بالحق، ولا تواصٍ بالصبر، لنشأ عن ذلك ملل، وفتور، وضعف، وقصور.

فلهذا كانت هذه السورة حجة من الله، على عباده، ولو لم ينزل الله - سبحانه وتعالى - حجة سواها، لكفتهم، كما قال الشافعي، وإنما أراد الشافعي - رحمه الله - الأصول الكبار، وإلا فإنه لا غنى للعباد عن معرفة التفاصيل.
__________

الفوائد المستنبطة:

الفائدة الأولى:

أهمية الوقت، وأنه مضمار الأعمال، التي يترتب عليها الثواب، والعقاب.

الفائدة الثانية:

أن الأصل في الإنسان حصول الخسار، بسبب القصور، والتقصير المفضي إلى الهلاك،
أما القصور: فإنه طبعي، وأما التقصير: فإنه كسبي، ولا يكاد أحد ينفك من هذين الوصفين إلا من رحم الله.

الفائدة الثالثة:

بيان أركان الفوز، والنجاة، وهي الخصال الأربعة المذكورة.

الفائدة الرابعة:

أن الإيمان أصل الدين، يعني ما يقوم في القلب، من العقائد الصحيحة، والمعارف النافعة، المصحوبة بالقبول، والرضا، والإذعان.

الفائدة الخامسة:

أن العمل داخل في حقيقة الإيمان، ومسماه، فلا يتحقق بدونه.

الفائدة السادسة:

أهمية التواصي بالحق والصبر بين اهل الإيمان.

الفائدة السابعة:

عظم منزلة الصبر من الدين.

انتهى بفضل الله


تلخيص الأستاذة ميرنا حفظها الله تعالى

حمامة الاسلام 09-04-2016 11:32 AM

رد: شرح الدروس المهمة لعامة الأمة (سورة العصر)
 
بارك الله فيك و نفعك و نفع بك

نصيرة 09-16-2016 02:31 PM

رد: شرح الدروس المهمة لعامة الأمة (سورة العصر)
 
جزاكم الله خيرا ::::lllll


الساعة الآن 07:49 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)