شعاع الثقافة العامة والتغير للافضل كيف نتغير للافضل- ثقافة عامة |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||||
| |||||||||||||
كفانا خداعا للناس Αmr=massy/images/backgrounds/114gif]
نكذب على الناس حينما نخبرهم أن بإمكانهم جميعاً النجاح!
نلعب بأفئدتهم حينما نحكي قصص من صنعوا المستحيل، وحطموا القواعد، وأذهلوا الدنيا!
نخدعهم حينما نضعهم في زاوية ضيقة، وننهال عليهم بكلمات كالسياط عن وجوب إخراج المارد الكامن، وتحرير الشخصية الأسيرة، والوصول إلى قمم المعالي!
بحسن نية أو ربما بسوء نية نغفل دور الظروف الاجتماعية، والسياسية، والبيئة والتربية، والإرث الجاسم فوق صدورنا، ونحن نتحدث عن إمكانية كل واحد ـ هكذا نقولها بكل صلف ـ في الوصول إلى الأحلام وتحطيم المستحيل!
نختصر مشكلة الإنسان في مشكلات الإنسانية، ونطرح الحلول وكأن الناس قد تشكلوا من طينة واحدة، وشربوا من معين واحد، وخبروا الحياة بنفس النضج والوعي والثبات
في حديث عبقري للنبي محمد صلى الله عليه وسلم يخبرنا فيه أن يأتي النبي يوم القيامة وليس معه أحد، خالي الوفاض من الإنجاز، صفر في تحقيق النتائج الإيجابية، لكنه مع ذلك لا يصفه بالفاشل، بل يخبرنا أن أبواب الجنة تفتح له يدخل منها راضياً ممتناً، ذلك أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ لا يتعامل معنا بمنطق البشر، بل إنه ـ جل اسمه ـ يعاملنا بمبدأ الجهد المبذول لا النتيجة المتحققة من جهة، والإعذار على ما لم نقدر على تحقيقه لأن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، وعليه فإن "الظروف" عامل مهم جداً في تيسير أو عرقلة عجلة النجاح
للأسف الموجب للاعتذار أنني كنت أحد هؤلاء الذين يرجعون أمر النجاح لإرادة الإنسان بالكلية، مغفلاً دور الظروف في تهيئة الأبطال، أضرب الأمثلة بإديسون الذي سخر منه الجميع لكنه انتصر، والحقيقة أن تربية أمه الواعية كانت هي البطل، وأحفز الناس بقصة الصماء البكماء العمياء هيلن كيلر مع أن كلمة السر في القصة هي معلمتها "آن سوليفان" التي تحملت جهد وصبر تعليمها، وأجادل بأن ستيف جوبز، وتشرشل، وأبومسلم الخراساني ومحمد بن أبي عامر قابلوا الصعاب والتحديات لكن إرادتهم كانت أقوى، غير عابئ أن البيئة من جهة، وحركة الريح من جهة أخرى ساعدوا على تحريك السفينة وإبحارها
أجهل أن بيننا آلاف إديسون قتلت مواهبهم التربية المتطرفة، وآلاف هيلن كيلر قضت عليهم الظروف، وآلاف ستيف جوبز أردتهم رصاصات الواقع
ما الذي أود قوله؟!
أنا ممن يمقتون الفشل واليأس وانعدام المقاومة، وهذا مما لا بأس فيه، لكننا بحاجة إلى أن نفهم جيداً أن قدرة الناس على التحمل متفاوتة، وعدم تحقيقهم للنتائج لا يعني في كل الأحوال أنهم فشلة سيئين، نعم من واجبنا أن نحفزهم، ونحرك هممهم، لكن علينا قبل ذلك أن نرفق بهم، ونتفهم ما هم فيه، ولا نكون عوناً للأيام عليهم، ولا نزيد الثقل الذي وضعته الحياة على كواهلهم
إن المصلحين، والملهمين، وأصحاب الرسالات في كل زمان ومكان، كانوا قادرين على تحريك الهمم من خلال تفهمهم للطبيعة البشرية، وتقدير عامل الضعف الإنساني، كانوا يتفهمون الناس أولاً قبل أن يفهموهم، كان الرجل يأتي للنبي وقد أتى بالذنب فيحزن عليه قبل أن يحزن منه، يتفهم "الظروف" التي أدت به إلى الخطيئة دون أن يغير هذا من كونها خطيئة تستوجب الاستغفار أو حتى العقاب، حتى أنه في مرة غمز أصحاب النبي محمد أحدهم وقد أتى به مراراً وقد شرب الخمر فنهرهم مذكراً أن لعل هذا الذي تزدرونه يحب الله ورسوله، ولا يعد هذا بأي حال من الأحوال تبريراً للخطأ وموافقة عليه، لكنه يوجه النظر إلى أن الناس تحب أن تكون عند حسن الظن بهم، فدعونا نحسن ظننا بالآخرين حتى في حالات الضعف، لعل هذا يكون حافزاً لهم كي يتغلبوا على ما بهم فيه خلل، ويتحدون بنا ظروفهم الصعبة وعثراتهم المتكررة
وأراني مضطر للإجابة على سؤال من معترض أني بهذا أفتح الباب للناس كي يستسلموا للواقع، ويغمدوا سيف التحدي والمقاومة!
لا يا صديق، لا زلت عند رأيي بأن المرء منا يجب أن يقاوم، وعليه ألا يصنع من الظروف شماعة يعلق عليها فشله وتراجعه، لكنني أهيب بنفسي وبكل من يتصدر الحديث للناس أن يخفف من خطاب اللوم، ويجعل حماسته أكثر واقعية، ويعلم الناس كيف يوسعون خياراتهم، وأن عليهم كثيراً أن يتعاملوا وفق المتاح لا وفق ما يأملون
علينا ـ إن كنا صادقين حقاً ـ ألا نجعل من تجاربنا الشخصية إن كان التوفيق ملازم لنا هو المعيار الذي نحكم به على الناس ونحاكمهم عليه
وأذكر نفسي وإياك أن الله سبحانه وتعالى عندما أراد أن يواسي نبيه حينما ناله الأذى من أعدائه قال " قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون" ذلك أن العظماء لا يغضبون، لا يستاؤون، لا يتكبرون حينما تواجه دعواهم بالتكذيب أو السخرية، وإنما يواجهون هذا بالحزن النبيل، الحزن على بعد الناس عن الحقيقة، الألم على ما أصابهم من وهن، حتى وإن ناله جهلهم وآذاه!
وعندما نحزن عليهم سيفهون أننا نشعر بهم، سيتأكدون من أن كلماتنا مجردة من المصلحة، سيفهون أننا نريد لهم الخير
أما التكبر، والاستهزاء من أوضاعهم، ومقارنتهم الدائمة بمن لازمة التوفيق لزمن، فهذا مما يؤثر سلباً عليهم ويؤذيهم فكفانا خداعاً للناس وإيذاء لهم!
كتبه
كريم الشاذلي [/3mr] آخر تعديل أم يعقوب يوم
09-10-2016 في 03:56 PM. |
09-10-2016 | #2 |
|
رد: كفانا خداعا للناس أنا ممن يمقتون الفشل واليأس وانعدام المقاومة، وهذا مما لا بأس فيه، لكننا بحاجة إلى أن نفهم جيداً أن قدرة الناس على التحمل متفاوتة، وعدم تحقيقهم للنتائج لا يعني في كل الأحوال أنهم فشلة سيئين، نعم من واجبنا أن نحفزهم، ونحرك هممهم، لكن علينا قبل ذلك أن نرفق بهم، ونتفهم ما هم فيه، ولا نكون عوناً للأيام عليهم، ولا نزيد الثقل الذي وضعته الحياة على كواهلهم. ذكرتني بايام الدراسة في الابتدائي كانت المعلمة تقول وهل كل القسم ينال العشرة ؟تواسي التلميذات اللواتي يبكون بسبب نتيجتهن السيئة حقا قدرات الناس متفاوتة والنجاح ياتي بالصبر و المثابرة و قوة العزيمة لكن لي تعقيب لا يجب ان نكون سجناء الخيبة و الياس فلكل مجتهد نصيب بارك الله فيك و نفعك و نفع بك |
|
09-10-2016 | #3 |
|
رد: كفانا خداعا للناس جميل وأظن أيضا أن الخلل هو نظرتنا لمعنى النجاح للنجاح عدة معاني و كل شخص منا يرى النجاح بطريقته الخاصة وذلك حسب تفكيره و منطقه و معرفته و تجربته في الحياة .. فهناك من يلخص النجاح على مستوى الشهادات أو درجات الإمتحانات أو مثلا العمل في شركة معينة ، أو الحصول على مدخول شهري معين... و بذلك يظن أن النجاح هو الوصول بتحقيقه لهذه الأشياء ، و لكن للأسف عقول هؤلاء الأشخاص محدودة و يفكرون بطريقة خاطئة للمعنى الصحيح للنجاح . النجاح هو تحقيق أحلامك مهما كانت تافهة في أعين البعض ، هو استغلالك الأمثل لطاقاتك ، هو العلاقات الطيبة ، هو تحقيق ما تريده وتوده ، هو التعلم من الماضي والاستفادة منه ، أو هو نتيجة فشل متكرر أو هو التغلب على العادات السلبية ، هو أن تكتشف ذلك. إن تعريف أو ماهية النجاح مختلف من شخص إلي أخر فحدد ما هو النجاح بالنسبة لك.. أعرف طريقك وإلي أين أنت سائر؟ ماذا تريد بالضبط؟ حدد ماذا تريد من نفسك من علاقاتك من ربك من مهنتك ، ماذا تريد من الحياة ، أعرف إلي أين أنت ذاهب وإلا ذهبت لمكان مظلم وأنت في وسط المحيط فوجه السفينة وإلا بقيت تصارع الأمواج . |
|
09-10-2016 | #4 |
|
رد: كفانا خداعا للناس حياك الله غاليتي أم يعقوب جزاك الله خيرا على الاختيار الموفق للموضوع القيم المضمون أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين ودمتم على طاعة الرحمن وعلى طريق الخير نلتقي دوما |
حين تستيقظ يوماً لتجد الأرجاء خاوية من الأحبة, وقد تفلتت منا سبُلُ" اللقاء " . فلا تحزن وتضيق بك الأكوان , واعمل للغد حتى لا نفترق عند أعتاب الجنان فرُب فراق غـــدٍ لاينفعه البكاء ولا شفعاء !" ، وحين الرحيل للوجه الآخر من الحياة ." لا تحزنوا فبرحمت الله اللقاء عند أعتاب الجنان |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 6 : | |
, , , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مدخل بيتك عنوانك للناس | ناجية عثمان | موسوعة شعاع للصور | 9 | 01-10-2015 08:22 PM |
الناس للناس | أم يعقوب | شعاع القصص الوعظية | 5 | 11-11-2014 03:34 PM |
كنتم خير امة اخرجت للناس | ام معاذ | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 06-13-2013 11:32 AM |