شعاع القفص الذهبي ❤ تجارب زوجيه❤ حورات نافعه-❤ |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||||
| |||||||||||||
التفاصيل الصغيرة التي تصنع الحب الكبير Αmr=massy/images/backgrounds/149gif]
سحب كرسيًا وجلس قبالتي بلا مقدمات!
لسنا بأصدقاء، غير أن جِلسة سابقة جمعتنا في نفس المقهى، كان مصاحبًا لصديق لنا، وأذكر أن كلامي وقتها لم يرق له، لذا تعجبت كثيرًا من اقتحامه لطاولتي، غير أن الأدب ـ أو ربما الفضول ـ جعلني ابتسم له مرحبًا!
تمتم بصوت خافت ما حسبته رد التحية قبل أن يقول: سمعتك تتحدث عن الزواج، وعرفت أن لك في هذا الميدان صولات، وها قد جئت إليك اليوم، لنرى ما الذي يمكن أن تفيدني به!
شخصيًا أتفهم أن يتشكك بعضهم فيما أقدمه، أما أن يقتحم أحدهم عزلتي بتغطرس ليخبرني أنني في اختبار، فهذا مالم يرق لي
على كل، الأدب أيضًا ـ ولعله الفضلول كما قلنا ـ ساعد على نحت ابتسامة مصطنعة على شفتي وأنا أقول بهدوء: أتمنى أن أكون عند حسن ظنك، كلي أذن مصغية
اقترب برأسه إلى الأمام قائلًا: تزوجت منذ سبعة أشهر، كانت زميلتي في العمل لمدة عام، اطمئن فؤادي لها، واختبرت مشاعري قبل أن أحملها معي إلى عش الزوجية، كما تعلم أسرفنا كثيرًا في وعود الحب ومواثيق الهوى، كنا نحب بعضنا بصدق
صمت لبرهة شرب خلالها كأس الماء المثلج الموضوع أمامي قبل أن يستدرك: الحقيقة أننا لا زلنا نحب بعضنا البعض، ولكن هناك شيء ما عشعش في حياتنا، شيء اسمه الملل!
عند هذه النقطة قررت أن أخرسه، لسوء حظه رصيد الأدب عندي ـ والفضول كذلك ـ قد انتهى، أمامي زوج بائس آخر، عشعش الملل على حياته فجاء يطلب المشورة، حان دوري إذن!
بشكل مباغت مددت يدي بالصحيفة التي كنت أقرأها قبل اقتحامه لطاولتي قائلًا: ضع هذه أمام عينيك مباشرة أريدها أن تلمس أنفك ثم أخبرني بما تراه!
نظر إلى باستغراب، غير أن نظرتي البادردة دفعته إلى تنفيذ ما أطلبه قبل أن يقول وهو يعيد الجريدة على الطاولة: بالتأكيد لا أرى شيئًا، أنت تعلم أن
قاطعته للمرة الثانية قائلًا: حسنًا، هذا ما حدث لك بعدما تزوجت، بل هذا ما يحدث لنا جميعًا!
قبل أن نتزوج كنا ننظر للزواج من الخارج، نتخيل، نحلم، نصنع سيناريوهات متعددة لما ستكون عليه حياتنا بعد الزواج، فإذا ما تزوجنا نجد أنفسنا أقرب من التفاصيل، نغرق في الالتزامات، والأعباء، لا أظنك حلمت يومًا بأنك ستحمل أكياس القمامة في أثناء خروجك من المنزل، ولا بعودتك إلى الشارع ثانية بعدما صعدت إلى شقتك كي تحضر ما أخبرتك زوجتك به ونسيت إحضاره من البقالة
حسنًا، لقد حدث كل هذا وأكثر، وبالرغم من أن الإنسان كائن متحرك، إلا أنه مع الوقت يشعر بحركته وقد صارت متشابهة، مما يستدعي زائر الرتابة والملل كي يدخل بيتنا عنوة، ويصبح "صاحب مكان"، فيبدأ في خنق الدهشة، وإجهاض المفاجآت، وزرع الروتين في حياتنا
المشكلة الكبرى أننا نسيء الظن بالزواج، نظن بأن الملل جزء من تكوينه، والزواج براء من هذا، نحن السبب يا هذا!
كما توقعت، تململ صاحبنا على كرسيه متشككًا فيما أقول، لدى الناس قدرة كبيرة على خداع النفس والالتفاف عليها، يأتونني طلبًا للنصيحة الذهبية، التعويذة التي ألقيها عليهم فتختفي مشاكلهم، أما أن تخبرهم بأن عليهم أن يتحملوا مسؤولية حياتهم، فهذا آخر ما يودون الاستماع إليه، أغلب الظن أنه سيعود إلى بيته ليبدد ملل حياته قاصًا على زوجته قصة نصاب آخر من نصابين التنمية البشرية!
ولو، على أن أكمل كلامي، أنا صاحب قضية كما تعلمون!
وعليه أكملت مسترسلًا بجدية: عليك أن تسأل نفسك في شجاعة عما توقفت عنه بعد الزواج، أن تتسائل هل نقص منسوب الرومانسية، منسوب التقدير والاحترام، منسوب المرح والدعابة؟
هل طغت التزاماتك الوظيفية على التزاماتك العاطفية، فصرت تعطي الأقل متوقعًا أن تحصل على ما كنت تحصله عليه سابقًا؟
ثم عليك أن تفهم شيئًا هامًا، وهو أن لا شيء مجاني على سطح الأرض، الحياة أكثر شحًا مما نظن، لا تعطينا ما نرغب لكنها في كثير من الأحيان تعطينا ما نستحق! من هنا نحن بحاجة إلى أن نسأل أنفسنا دائمًا عن الاستحقاقات التي دفعناها كي يظل الحب حيًا، عن التضحيات التي نحتاج أن نقوم بها كي نُبقي الحب نضرًا وسط حشائش الملل والفتور، غالب الظن أنك ستعيد الجزء الأكبر من المسؤلية عليها، كلنا نفعل هذا، نلقي بالاتهامات على الطرف الآخر مؤكدين أنه السبب في تعاستنا، وأنه لا يفعل ما يجب عليه فعله، بينما الحقيقة أن كلانا متجن، وعلينا أن نهب لنجدة ما يموت فينا
قطع النادل كلامي وهو يخلي الطاولة من الأكواب الفارغة، فوجدها صاحبي فرصة كي يمسك بطرف الكلام محاولًا أن يحصل على ما أتى من أجله! فقال بنفاذ صبر لم يبذل جهدًا في إخفائه: حسنًا، والآن ما الذي يجب على فعله بالضبط!
اللعنة، وكأني كنت أتحدث لقرين من الجن، إنه لا يريد أن يفهم ما الذي حدث كي يتسنى له معالجته، إنه مثلهم يريدها "روشتة" مليئة بافعل ولا تفعل
اصنع الدهشة، فاجئ الروتين، طارد الملل قلتها بسرعة تليق بمسعر حرب، قبل أن أكمل وأنا أنظر لعينه التائهة: في كتبي كثيرًا ما أؤكد أن التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الحب الكبير، وعليه حاول كل يوم أن تفعل شيئًا صغيرًا ـ لكنه مستمر ـ يثبت أنك تحبها، وتهتم بها، وتقدر جهدها، رسالة على هاتفها تخبرها أنك تفكر فيها، شيكولاته تحبها تحضرها معك، اسألها في الهاتف عما تحتاجه وحاول ألا تنسى إحضاره، يوم في الشهر للعشاء سويًا خارج البيت، رحلة مفاجئة، لا أظنك ستعجز عن اكتشاف أشياء بسيطة تسعدها، وأرجوك لا تخبرني أن المشكلة فيها، عندما تبدأ بنفسك ستكتشف كيف تتغير هي الأخرى، ستجد أن توجيه النصح والنقد لها صار مقبولًا لديها، وعندها حاول أن تثني على كل تغيير تقوم به ولو كان بسيطًا، وفي غالب الأمر ستجد شكواها من أنها الطرف الوحيد الذي يعمل على إنجاح العلاقة قد توقف
صدقني الأمر ليس صعبًا، مشكلتنا أننا نظن أن الزواج امتلاك، وأن وجود الشريك معنا تحت سقف واحد يعني أن لا ضرائب إضافية وعلينا أن نجني الأرباح فقط، وهذا لن يحدث، بعض الجهد يا صاحبي، وقليل من الإبداع، وكثير من النية الصادقة سيفعل الكثير
أشرق وجه الرجل أخيرًا بابتسامة امتنان، قبل أن يقول مداعبًا: بالمناسبة أشربها سكر زيادة!
تنبهت إلى أنني لم أهتم بواجب الضيافة، فطلبت من النادل أن يلبي مطالب الرجل، قبل أن أسأله مرتبكًا: معذرة ولكن، "اسم الكريم ايه! "
#كريم_الشاذلي [/3mr] آخر تعديل أم يعقوب يوم
09-18-2016 في 06:29 PM. |
09-12-2016 | #2 |
إدارة قناة اليوتوب |
رد: التفاصيل الصغيرة التي تصنع الحب الكبير رااااائع ,, ما سطرت هنا ياغالية فسلمتي وسلمت يداكِ مع خالص تحياتي وتقديري |
|
09-12-2016 | #3 |
|
رد: التفاصيل الصغيرة التي تصنع الحب الكبير كم أحبذ إقتراب من طوابع التجارب الإجتماعية.... و ها قد أتت هنا على شكل دراما قصصية باحت بالموجود العاطفي الفاقد لسيطرة بسيطة سببه الملل أثناء الزواج ...( هل حقا يشكل الملل خللا أسريا ) جزاك الله خيرا مراقبتنا الغالية .. |
|
09-16-2016 | #5 |
|
رد: التفاصيل الصغيرة التي تصنع الحب الكبير موضوع مميز جدا اختي ام يعقوب الملل يؤثر جدا على العلاقة الزوجية و يسبب اثار وخيمة ان لم يعالج علاجه سهل ان بادر احد الطرفين لذلك بارك الله فيك و نفعك و نفع بك |
|
09-18-2016 | #7 |
|
رد: التفاصيل الصغيرة التي تصنع الحب الكبير حياك الله غاليتي أم يعقوب جزاك الله خيرا على الموضوع القيم المضمون أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين ودمتم على طاعة الرحمن وعلى طريق الخير نلتقي دوما |
حين تستيقظ يوماً لتجد الأرجاء خاوية من الأحبة, وقد تفلتت منا سبُلُ" اللقاء " . فلا تحزن وتضيق بك الأكوان , واعمل للغد حتى لا نفترق عند أعتاب الجنان فرُب فراق غـــدٍ لاينفعه البكاء ولا شفعاء !" ، وحين الرحيل للوجه الآخر من الحياة ." لا تحزنوا فبرحمت الله اللقاء عند أعتاب الجنان |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 6 : | |
, , , , , |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
واجب العزاء لاختنا الغالية زوليخة في ابنة اختها الصغيرة | أم إلياس | شعاع الدعاء بالشفاء و التعازي | 14 | 11-08-2015 12:16 AM |
كيف نستغل الاماكن الصغيرة بالاثاث الذكي بالصور | امي فضيلة | شعاع الديكور المنزلي | 10 | 11-06-2015 03:43 PM |
نانا النحلة الصغيرة | ام بشري | براعم شعاع | 4 | 08-20-2014 02:44 PM |
دقائق تصنع الفرق | ام عبدالله وامنه | شعاع العـــام | 12 | 05-31-2014 08:40 PM |