منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع القران الكريم وعلومه (https://hwazen.com/vb/f28.html)
-   -   ما مفهوم القصة وأهدافها والعبرة منها في القرءان الكريم (https://hwazen.com/vb/t13391.html)

عطر الجنة 09-15-2016 01:55 PM

ما مفهوم القصة وأهدافها والعبرة منها في القرءان الكريم
 
[postback=massy/images/backgrounds/2.gif]
[formatting="font-family: Tahoma; font-size: 13px; color: rgb(0, 0, 0); font-weight: normal; font-style: normal; text-align: center; background-color: rgb(255, 255, 255); border-style: groove; border-width: 1px; border-color: rgb(0, 0, 0); width: 91%; background-image: url(massy/images/backgrounds/30.gif);"]


http://img3.dreamies.de/img/669/b/8d6zhb0xbw.gif




http://cdn-tunwalai.obapi.io/files/m...552-member.jpg

ما مفهوم القصة وأهدافها والعبرة منها
في القرءان الكريم

http://cdn-tunwalai.obapi.io/files/m...552-member.jpg

الحمد لله رب العالمين, وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛

القصص في القرءان

هي القصص التي أخبر بها الله في القرآن عن أحوال الأمم الماضية، والنبوات السابقة، والحوادث الواقعة ‘ وقد اشتمل القرآن على كثير من وقائع الماضي، وتاريخ الأمم، وذكر البلاد والديار. وتتبع آثار كل قوم، وحكى عنهم صورة ناطقة لما كانوا عليه وذلك لقوة تأثيرها في إصلاح القلوب والأعمال والأخلاق[1]


مفهوم القصة في القرآن الكريم

أ) القصة لغة : ( القصة : الخبر ، وهو القَصَض ، وقصَّ علي خبره يقصه قصا : أورده ).

ومنه: (القص وهو تتبع الأثر), (والقـَـصص: الأثر)
(والقصص: الأخبار المتتبعة).


وللقصة معان أخرى متقاربة، فهي تأتي بمعنى(الخبر), و(الأمر والحديث) و(الجملة من الكلام)

(والقــَـصـص: الخبر المقصوص، بالفتح, وُضِع موضعَ المصدر حتى صار أغلب عليه, والقِـصص, بكسر القاف: جمع القِصة التي تكتب).

فمدلول القصة في اللغة واضح, وواسع, ولكن بعض المُحْدَثين يختار مدلولا للقصة فيه بعض القيود, وهو: ( الحكاية عن خبر وقع في زمن مضى لا يخلو من بعض عبرة فيه شيء من التطويل في الأداء)


ب) القصة اصطلاحا: أما مفهوم القصة في القرآن الكريم, فهو وإن كان واضحا في مفرداته , وذلك من خلال وضوحه في اللغة, غير أن ضبطه بحدٍّ في القرآن الكريم قد تتفاوت فيه وجهات النظر, وذلك نظرًا لما في القصة القرآنية من خصائص تميزها عن غيرها؛ من صدقٍ في الواقعية التاريخية, وجاذبيةٍ في العرض والبيان, و( شموليةٍ في الموضوع, وعلوٍ في الهدف, وتنوعٍ في المقصد والغرض, ووضوحٍ في الأيات البينات).



http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14093357721.png
- مدلول القصة في القرآن
هو مدلولها اللغوي مضافاً إليه تلك الخصائصُ والسِمَاتُ التي تميز بها القَصص القرآني على غيره...
والله تعالى أعلم.

- وللقصة ألفاظ تداخلها في مدلولها كثيرًا, كـ ( النبأ, والخبر, والمَثَل) ولا يتسع المقام لتفصل ذلك.




http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14093357721.png
أثر القصة وأهميتها في القرآن الكريم


أ) أثر القصة في النفوس:
لقد جاء القرآن الكريم داعيًا إلى الهداية والرشاد, بأساليبَ شتى؛ فتارةً بالوعد والوعيد, وتارة بالإقناع العقلي, وتارة ثالثة بوخز الضمير والوجدان, ورابعةً بتوجيه الفطرة إلى حقيقتها, وخامسة الآيات البينات بشتى ألوانها.

وأحيانا كثيرة: بأسلوب القصص الذي هو أقرب الوسائل التربوية إلى فطرة الإنسان, وأكثر العوامل النفسية تأثيرًا فيه, وذلك لما في هذا الأسلوب من المحاكاة لحالة الإنسان نفسه, فتراه يعيش بكل كيانه في أحداث القصة, وكأنه أحد أفرادها, بل وكأنـه هو" بطل القصة" أو" الشاهد" فيها, فيَرَى من خلالها كلٌ من الصالح والطالح ما في نفسه من أحاسيس, وما في خَلَده من أحاديث, وما يجري حوله من أحداث وحوار.. كل ذلك من خلال تجاوبه مع القصة..

فالقصة ـ لا سيّما إن كانت بأسلوب شيِّق, وبيان رائق ـ لها من التأثير والجاذبية مالا تبلغه أيُّّ وسيلة أخرى من الوسائل الدعوية أو التعليمية أو التربوية, فكيف إذا كانت بأسلوب ربانيٍّ له من الواقعية والصدق ودقة التصوير, ومِن السِمَاتِ ما ليس لغيره!!

- ولو أننا قمنا بمقارنة سريعة بين أحدث المناهج التعليمية والتربوية اليوم.. لوجدنا أن أكثر المناهج نجاحا في عرض الفكرة أو صياغة المادة العلمية بأسلوب قـَـصصي جذاب..هي أكثرها نجاحا وأينعها ثمارا.. لأنها تكون حينئذ أحب إلى قلب الطالب, وأقرب إلى فطرته, وأسهل عليه حفظا وفهما, وأدعى لتلقيها بدون أيّ مشقة أو ملل..

- ولذلك؛ « كانت القصة ولا تزال مدخلا طبيعيا يدخل منه أصحابُ الرسالاتِ والدعواتِ, والهداةُ, والقادةُ, إلى الناس وإلى عقولهم وقلوبهم, ليلقوا فيها بما يريدونهم عليه, من آراءَ, ومعـتقداتٍ, وأعمالٍ..»





http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14093357721.png
ب) أهمية القصة في القرآن:
ومما زاد من أهمية القصة في القرآن الكريم ما يلي:


أ- ورودها منسوبة إلى رب العزة والجلال في قوله تعالى:
{نحن نقص عليك أحسن القصص} {سورة يوسف: 12\3}.


ب-أمر الله رسوله ضل الله عليه وسلم أن يقص على الناس ما أوحي إليه:
{فاقصص القَصَص لعلهم يتفكرون} {سورة الأعراف: 7\176}.


ج- القصة مَعلم بارز من معالم القرآن لتوضيح الحقائق وإزالة الشبه:
{إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون}
{سورة النمل 27\76}.


د- والَقصُّ ـ بالمفهوم العام ـ كان من مهمات الرسل عليهم الصلاة والسلام:
{ يا معشر الجن والإنس ألم يأتِـكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي}
{ سورة الأنعام \6\130 }.


هـ- وحياة الأنبياء هي محور القصص, وهم موضع القدوة والأسوة
{أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده } {سورة الأنعام\6\90 }.
والله تعالى أعلم
.


خصائص القرآن الكريم

يتميز القَصَص القرآنيّ عن غيره من سائر القصص بخصائص يعلو بها جلالةً وقداسةً, ويزداد بها بلاغةفي الآيات البينات, ويعظم بها أهمية وتأثيرًا, وبهذه الخصائص استحق أن يُوسَم بأحسن القصص
في قوله تعالى:
{نحن نقص عليك أحسن القصص } {سورة يوسف: 12\ 3}.





http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14093357721.png
فمن تلك الخصائص:


1ـ التكرار الهادف
ولما لهذه الخِصِّـيصة من تميز وظهور.. فإنما أفردنا الحديث عنها لبيان المراد بإطلاق ( التكرار) في القرآن, وبيانِ مغازيه وأهدافه التي تزيده سموا ورفعة, وبيانِ الكتب التي ألفت خاصة في بيان تلك الروعة القرآنية .


2ـ الواقعية التاريخية
هي حقائق تاريخية صادقة لا يصادمها عقل, ولا يخالفها نقل, وسواءٌ في تلك المصداقية ما كان من أخبار الأنبياء مع أقوامهم, وما كان من قبل الأيات البينات ــ كانفلاق البحر وكلام الهدهد والنملة, وليس فيها أي نوع من التناقض أو الاختراع, ولا أي شكل من أشكال الخيال أو التصوير المجرد عن الحقيقة, ولا أي صورة من صور الرمز أو الإشارة, كما يدعي بعض المستشرقين, أو أذنابهم ممن ختم الله على قلوبهم, فهم ينعقون بما لا يعلمون؛ باسم الإبداع الأدبي تارةً, وباسم الفن القصصي تارة أخرى, وباسم الإمتاع وسعة الخيال تارة ثالثة, وبأسماء أخرى تاراتٍ و تاراتٍ, وليس لهؤلاء همٌّ ولا هدفٌ من أدبٍ وغيره.. إلا تقويضَ دعائم القرآن, والتشكيكَ في مصداقيته

{يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون }
{سورة الصف:61\8} .


ما ضرَّ هذا البحرَ أمسى زاخِرًا **أنْ رمَى فـيـه غـلامٌ بـحَـجَـر

وأيُّ مصداقية أعظم مما يقول الله فيه ـ وهو أصدق القائلين ـ :
{ إنَّ هذا لهو القـَـصـص الحق } {آل عمران: 3\62}.



3- الشمولية المطلقة
فـقـصص القرآن شاملة من عدة جهات:


أ- ( في حصر النفوس المخاطبة وطباعها وخلالها ووجهاتها ومكامن شعورها..

ب- في تـنـويع الأساليب والوسائل الملائمة لكل جنس وطبقة ولون..

ج- ومن حيث الزمن؛ فالقصة تـتحـدث عن الماضي والحاضر والمستقبل..)

د- ومن حيث شمولية موضوعاتها؛ فكما أنك تجد في موضوعات القرآن شمولا.. فكذلك تجد في قصص القرآن شمولا لكل تلك الموضوعات, من عقائد وعبادات وأخلاق وآداب اجتماعية واقتصادية وسلطانية وغير ذلك..



4- ويكون غاية
فالغاية الأولى من قصص القرآن هي تأملها وأخذ العبرة منها وتصحيح الدين والأخلاق, حتى ينصلح الفرد والمجتمع, وليست الغاية قاصرةً على إمتاع النفوس بسماع قصص مسـليِّة أو بطولات خيالية, أو إظهارَ براعة أدبية مجردة عن هدف الإصلاح, كما هو الحال في عامة الفنِّ القصصي, وليست الغاية أيضا سردًا تاريخيًا جافا, كما هي مهمة المؤرخين,

فالقرآن بكل ما فيه من قصص وغيرها هو كتاب هداية وعبرة بالدرجة الأولى.
قال جل شأنه: { لقد كان في قصصهم عبرةٌ لأولي الألباب, ما كان حديثا يفترى, ولكن تصديقَ الذي بين يديه وتفصيلَ كل شيء, وهدًى ورحمة لقوم يؤمنون[ { سورة يوسف: 12\111}.


5- البرهان الـقـصـصـي :
إن القصة تمثل جزءًا كبيرًا من القرآن, وبالتالي فهي كسائر القرآن في كل خصائصه وسِمَاته العامة, ومن ذلك كونه أيات بينات تجدها في سائر القرآن تجدها في القصص, لكن القصص يزيد على ذلك بوجوه أخرى من برهان الآيات فتميزه عن غيره..

فمن تلك الوجوه:
التكرار الهادف؛ حيث تجـد في كل موطن من العبر واللطائف والإشارات ما لا تجده في نفس القصة في موطن آخر, ومن وجه آخر؛ حيث يبرهن للإنسان ـ مهما أوتي من البيان ـ عن التـنويع في قصة واحدة بضروب من الفصاحة, دون أن تظهـر عليه علامات الضعف أو الرِّكَّـة أو التفكك أو التكلف. ومنها: إخباره عن قصص ماضية دارسة صـدَّقـهـا أهل الكتاب. ومنها: إخباره عن قصص مستقبلة غيبية.. منها ما صدقتها الأيام, ومنها ما سيقع.. وغير ذلك . والله تعالى أعلم .



http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14093357721.png
أهداف القصص القرآني

العبرة في القَصَص القرآني


إن الهدف الأول من القصص القرآني لا يتجاوز المحور الأعظم لأهداف القرآن الكريم, ألا وهو كونه هداية للناس أجمعين فالقصة القرآنية تمثل جزءا كبيرا من القرآن الكريم, وهي تتحد مع ما سواها مصدرًا وموضوعًا وغايةً, ولـكـن إذا ما أردنا شيئا من التـفـصيـل فإننا نستطيع أن نجمل أهداف القصص القرآني في النقاط التالية.

{وذلك من خلال ما أشارت إليه آيات القرآن متفرقة في معرض حديثها عن قـَصص متعددة}- :


1- تثبيت قلب النبي : , قال تعالى: {وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك } {سورة هود: 11\120}

ففي أخبار المرسلين وتكذيب أقوامهم تسلية وتصبيـر لقلب النبي صل الله عليه وسلم ـ وللمؤمنين والدعاة من بعده ـ على ما يلقاه من أذى المشركين وتكذيبهم, كما قال تعالى:

{ قد نعلم إنه ليَحْـزُنُـك الذي يقولون..} الآية

{ولقد كُذِبتْ رسلٌ مِن قبْـلِك فصبروا على ما كُذبوا وأُوذوا حتى أتاهم نصرُنا ولا مبدِّلَ لكلماتِ اللهِ ولقد جاءَكَ من نبأِ المرسلين }
لأنعام: 6\ 33ـ 34}.


2- إثبات صدق النبي صل الله عليه وسلم في رسالته.. فمن وجه؛ أن دعوة الأنبياء واحدة ومنهجهم واحد, وبالتالي فإن النبي r كما قال جل شأنه:
{قل ما كنتُ بِـدْعًا من الرسل } {سورة الأحقاف: 46\9}

وقال أيضا:{وما أرسلنا مِن قبلِك إلا رجالا نوحي إليهم فاسْـألـوا أهلَ الذكرِ إن كنتم لا تعلمون } { سورة النمل: 16 \ 43}

ومن وجه آخر؛ حيث ينبئ النبي صل الله عليه وسلم بأخبار الأمم السابقة والقرون الساحقة مما لا يعلمه أحد من كتاب العرب فضلا عن أميٍّ مثلِهِ » صلى الله عليه وسلم « وهذا ما أشار إليه الحق سبحانه حين قال: ـ وهو يعرض قصص الأنبياء في {سورة هود عليه السلام: 11\49 } :

{ تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنتَ تعلمُها أنت ولا قومُـك من قبلِ هذا } , وحين قال ـ مخاطبا نبيه صل الله عليه وسلم في
{سورة القصص: 28\44-46 }

بعد عرض شيق وطويل لنبأ موسى عليه السلام وفرعون
ـ : {وما كنتَ بجانب الغربيِّ إذ قضينا إلى موسى الأمرَ وما كنتَ من الشاهدين ولكنا أنشأنا قرونا فتطاولَ عليهِمُ العُمُرُ وما كنتَ ثاويًا في أهل مَدْيَـنَ تتلواْ عليهم آياتِـنِا ولكنا كنا مرسلين * وما كنتَ بجانبِ الطورِ إذ نادَينا ولكنْ رحمةً من ربِّك لتنذرَ قومًا ما أتاهم من نذيرٍ مِنْ قبلِكِ لعلهم يتذكرون}

3- الاعتبار والاتعاظ من خلال النظر في سنة الله النافذة في هذا الكون, فالعاقبة دائما للمتقين, والبوار والخزي دائما على الظالمين, وما أكثر الآيات التي تأمرنا بالسير في الأرض للنظر والاعتبار من عواقب وآثار الماضين, وفي هذا يقول سبحانه: { لقد كان في قـَصَصِهم عبرةٌ لأولي الألبابِ }
{سورة يوسف: 12\111}





http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14093357721.png
ومعنى العبرة
هو التأمل والاتعاظ والاعتبار بأن نقيسَ أنفسنا على السابقين ممن قصَّ الله علينا نبأهم بالحق, فـنعلمَ أنَّ سنة الله ماضية فينا كما خلت في الذين من قبلنا, إن خيرا فخير.. وإن شرا فشر..

4- تصحيح الملل الفاسدة وتثبيت الدين الصحيح » ومحورها أمران : الإيمان بالله وحده, والإيمان بالبعث بعد الموت « , وهذا ظاهر من خلال دعوات الرسل والأنبياء جميعا لأقوامهم .

5- تقويم الخلق والسلوك الفردي والجماعي, وتحقيق خلافة الإنسان في الأرض, وهذا ظاهر من خلال معالجة كل نبي لصفة معينة في قومه ـ عدا الكفر ـ كان يسعى لإصلاحها؛ فالقصص يصوِّرُ ـ مثلا ـ شناعة ما كان عليه قوم لوط.. وما كان عليه أهل مَدين.. وما كان عليه الطغاة والمفسدون من ظلم وجور ومنع للفقراء.. وتصوِّر شناعة الحسد الذي حمل أحد ابني آدم على قتل أخيه.. وشناعة طبائع اليهود...

وفي جانب آخر تصور ما كان عليه الأنبياء والصالحون من صبر وعدل وعطاء .. وكيف حقق سيدنا سليمان عليه السلام وغيره الخلافة في الأرض على أساس من العدل والخلق والاستقامة...

6- وثمة أهداف أخرى كثيرة لمن تأملها من » أولي الألباب« ,
مثل التوكل على الله, لاسيما بالنسبة للدعاة والمصلحين, وانتهاج الأسوة الحسنة في الأنبياء, والتجمل بمكارم الأخلاق, وتعلم آداب الحوار, والجدال بالحسنى, وأساليب الدعوة إلى الله تعالى, وكيف يدخل الداعية إلى قلوب المدعوين, ومعرفة طبائع الناس عامةً عند كفرهم وإيمانهم, وطبائع أقوام بعينهم مثل بني إسرائيل, وكيفية التعامل معها, وتشخيص أمراض المنحرفين والمعاندين, وكيفية معالجتها, وغير ذلك ...

- هذا ما يتعلق بأهداف القصص القرآني عموما, أما إنْ أردنا تفصيلا أكثر فإننا سنجد أنفسنا أمام بحر لا ساحل له ولا قرار, حيث إنَّ المتدبر لقصص القرآن واجدٌ في كل قصة, بل في كل آية، وفي كل كلمة والتـفاتة قرآنية, من الأهداف والعبر والإشارات واللطائف.. ما تخرس عنه الألسن ولا تبلغ مداه الأفهام, وقد قال لله العظيم ـ مبينا تلك الأهداف العظيمة من القصص ـ :
{ لقد كان في قـَصَصِهم عبرةٌ لأولي الألباب ما كان حديثا يُفترَى ولكنْ تصديقَ الذي بين يديه وتفصيلَ كلِّ شيءٍ وهدًى ورحمة لقوم يؤمنون}
{سورة يوسف: 12\111}
.

وتأمَّلْ كيف جاء لفظ ]عبرةٌ[ منكرًا ليفيد الشمول والعموم ؛ ففي قصصهم عبرة عن كل شيء, وفي كل شيء من قصصهم عبرة.. ولكنْ مَن يستخرجُ تلك الدرر والجواهر؟!!.. إلا من آتاه الله عقلا نيرًا وقلبًا مبصرًا..
ولذلك جعل العبرة في الآية السابقة قاصرة على » أولي الألباب « ..
{ إنَّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيدٌ}
{ سورة ق: 50\37}.


والله تعالى أجل وأعلم .




http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14093357721.png
التكرار الهادف في القَصَص القرآنيّ


( يطلق التكرار بمعنى ذكر الشيء مرة بعد مرة. وأكثر ما يتحـقـق في ذلك المفهوم أن يعاد ذكر الشيء بلفظه أو مرادفه من غير أن يكون هناك جديد في الإفادة، وهذا المعنى لا يتحقق في القصص القرآني الكريم، بل لا يمكن أن يتحقق أو يكون.. ) .

فالتكرار نوعان:صوري وحقيقي ..
فالأول هو الواقع في القرآن الكريم، لأن ظاهره التكرار، وحقيقةً ليس فيه أيُّ تكرار.
والثاني يستحيل وقوعه في القرآن الكريم.. ونحن إذ ننفي عن القرآن أمرًا ما فـإننا ننفيه أولا لإيماننا المطلق بأنه كلام الله القدير الذي أنزله على رسوله عليه الصلاة والسلام ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.



http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14093357721.png

ومن هنا يمكننا أن نفهم أهداف التكرار في ضوء الحِـكَـم والأسرار التالية:

أ- إذا كرر القصة الواحدة فإنما هو لفائدة اشتمل عليها كل موضع خلت منها المواضع الأخرى.

ومن أمثلة ذلك: عصا موسى عليه السلام:
ففي{ سورة طه: 20\20} وصـفـَها الحقُ سبحانه بأنـها { حيةٌ تسعى}
وفي {سورة الأعراف: 7\107 }{ ثعبانٌ مبينٌ}
وفي{سورة النمل: 27\10} ] تهتز كأنها جان

( فهي حية باعتبار ضخامتها، وثعبان من حيث الخِفة والنشاط وسرعة الحركة، وهي كأنها جان ويطلق على الجان الحية البيضاء).

ب- أن القصة المكررة تكون متجهة إلى هدف غير الهدف الذي تتجهُ إليه القصة في مواضع أخرى.. أو تـتحـدث من جهةٍ غير الجهة التي تعرضت إليها في مواضع أخرى.. ـ وذلك نظرا لأن القرآن كتاب هداية وعبرة، وليس كتاب سرد تاريخي، ولا متعة أدبية فارغة ـ فتكون القصة وسيلة لتحقيق تلك الأهداف المتعددة، متجهة نحو الغرض الذي سـيقت من أجله .

ج- المعالجة الحكيمة للنفوس بترسيخ الدين والمفاهيم الصحيحة في عقول المدعوِّين عن طريق التكرار في قالب القصص الواقعي الجذاب.. ولقد قرر علم النفس الحديث أن الشيء يرسخ في النفس بتكراره مرارًا مالا يرسخ بعرضه مرة واحدة أو مرتين.. لاسيما إن كان جديدا تنفر منه طبائع المشركين، وتشذ عنه عادات الجاهلين.

د-أن عرض الحادثة الواحدة في أساليب كثيرة متلونة وصور بيانية متـنـوعة، دون أن يختـل نظمه، أو يضطرب معناه، أو تتفكك روعته، أو يضعف مستواه، لهو مما يعجز عنه أبلغ الفصحاء.. وفي هذا المعنى يقول الإمام الباقلاني رحمه الله تعالى في كتابه » إعجاز القرآن « (23): (إن إعادة القصة الواحدة بألفاظ مخـتـلفة تؤدي معنى واحدًا.. من الأمر الصعب الذي تظهر فيه الفصاحةُ وتَـبِـيـنُ البلاغةُ ).

هـ- أن القرآن كما تحدَّاهم بتنوع أساليبه الكثيرة.. تحداهم كذلك بمحاكاة أسلوب واحد من أساليبه الكثيرة، ولون واحد من ألوانه العجيبة.. فعجزوا خاسئين.. وفي هذا المعنى يقول الإمام الباقلاني رحمه الله تعالى في كتابه» إعجاز القرآن « (24): ( ونبهوا بذلك على عجزهم عن الإتيان بمثله مبتدأً ومكررًا!! ).

- ولو ذهبنا لنضرب أمثلة لكل ما ذكرنا لطال بنا المقام وضاق عنه المقال.. (وكم من سرٍ بلاغي وحكمةٍ ومغزًى ودلالةٍ تكمن وراء ظاهرة التكرار يحسبه الفارغون فراغـًا وما هو به ) .

"هذا والله تعالى أعلم"


http://d.top4top.net/p_258vx141.gif

http://img3.dreamies.de/img/669/b/8d6zhb0xbw.gif



[/formatting]
[/postback]

عطر الجنة 09-15-2016 02:39 PM

رد: ما مفهوم القصة وأهدافها والعبرة منها في القرءان الكريم
 
[postback=massy/images/backgrounds/30.gif]


http://img3.dreamies.de/img/669/b/8d6zhb0xbw.gif


http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14093357721.png
طريقة عرض قصص القرآن


للقرآن في طريقة عرض القصص صور متعددة:
  1. يسرد القصة من أولها إلى آخرها كما في سورة يوسف.
  2. يعرض جانبا من القصة في سورة والجانب الآخر في سورة أخرى.
  3. يعرض السورة مرة مبسوطة ومرة مقبوضة، ويراعي مكان العبرة ومقتضى المقام والغرض من القصة.




http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14093357721.png




فوائد ذكر القصص في القرآن

  1. التحذير من وقوع المسلمين فيما وقع فيه بنو إسرائيل[2]
  2. لأنها جمعت ذكر الأنبياء، والصالحين، والملائكة، والشياطين، والأنعام، وسير الملوك، والمماليك، والتجار، والعلماء، والرجال، والنساء، وحيلهن، وذكر التوحيد، والفقه، والسرّ، وتعبير الرؤيا، والسياسة، والمعاشرة، وتدبير المعاش، والصبر على الأذى، والحلم والعزّ، والحكم، إِلى غير ذلك من العجائب.[3]
  3. ليس مقصوده مقصوراً على ذكر الأولين فقط بل كل قصة منه إنما ذكرت لما يلحق هذه الأمة في أمد يومها من شبه أحوال من قص عليهم قصصه [4]
  4. لا يراد بها سرد تاريخ الأمم أو الأشخاص، وإنما هي عبرة للناس.[5]

  5. ليست مخترعة ولا مفتراة، بدليل وجود أمثالها بين الناس، قبل نزوله[6]
  6. جميعها مملوءة بالحكم[7]
  7. جعلها كالتمهيد لتفسيرها[8]
  8. آيات بينة على صدق دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ونذر عظيمة مما فيها من بيان سنن الله تعالى في الأمم، وعاقبة أمرهم مع الرسل، [9]
  9. تبين سنن الله في خلقه مع الأقوام الذين كذبوا الرسل وكان عاقبة أمرهم الدمار والنكال.[10]
  10. بيان أصول الدين المشتركة بين جميع الأنبياء من الإيمان بالله وتوحيده وعلمه وحكمته وعدله ورحمته والإيمان بالبعث والجزاء.
  11. بيان أن وظيفة الرسل تبليغ وحي الله لعباده فحسب، ولا يملكون وراء ذلك نفعا ولا ضرا.
  12. بيان سنن الله في استعداد الإنسان النفسي والعقلي لكل من الإيمان والكفر والخير والشر.
  13. بيان سنن الله في الاجتماع وطباع البشر وما في خلقه للعالم من الحكمة.
  14. آيات الله وحججه على خلقه في تأييد رسله.
  15. نصائح الأنبياء ومواعظهم الخاصة بكل قوم بحسب حالهم كقوم نوح في غوايتهم وغرورهم، وقوم فرعون وملئه في ثروتهم وعتوهم، وقوم عاد في قوتهم وبطشهم، وقوم لوط في فحشهم.
فإن أمكن أن يكون كل هذا حديثا مفترى، فان مفتريه يكون أكمل منهم جميعا علما وعملا وهداية وإصلاحا، فما أجدرهم أن يتبعوه، وما أحقهم أن يهتدوا بهديه،[11]




http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14093357721.png
القصص المذكورة في القرآن

قصص الأنبياء و الرسل
أدم عليه السلام
  • نوح عليه السلامهود عليه السلام
    صالح عليه السلام
    إبراهيم عليه السلام
    إسماعيل وإسحاق عليهما السلام
    لوط عليه السلام
    يعقوب ويوسف عليهما السلام
    الأسباط
  • أيوب عليه السلام
  • ذو الكفل عليه السلام

  • شعيب عليه السلام
  • سونس علسيه السلام

  • موسى وهارون عليهما السلام

  • يوشع بن نون وصموئيل عليهما السلام
    داود وسليمان عليهما السلامزكريا ويحي عليهما السلام
  • عيسى عليه السلام
    إلياس وإليسع عليهما السلام


http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14093357721.png
قصص الحكماء

لقمان عليه السلام

قصص النساء
حواء عليها السلام
آسية بنت مزاحم
  • إمرأة نوح
  • إمرأة لوط
  • زليخة زوجة العزيز مصر

  • مريم عليها السلام
    هاجر وسارة زوجتا إبراهيم علايه السلام
    رحمة أوليا بنت أفرائيم
  • سمية بنت خياطأم كلثوم بنت عتبة
    أم جمل زوجة أيبي لهب
بلقيس




http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14093357721.png
قصص الأقوام
قوم ثمود وعاد
  • قوم تبع
    أصحاب الرس
    أصحاب السبت
    أصحاب الجنة
  • أصحاب الأيكة
  • أصحاب الأخدود
  • أصحاب الكهف
    سد مأرب



http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14093357721.png
قصص الظالمين
فرعون
قارون
نمرود بن كنعان
جالوت
  • قابيل
    السامري



http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14093357721.png
قصص الحيوانات
أصحاب الفيل
بقرة بني إسرائيل
ناقة صالح عليه السلام
  • نملة سليمان عليه السلامحوت يونس
    حمار العزير
غراب ابني آدم عليه السلام
كلب أهل الكهف
  • دابة الأرض
    هدهد سليمان عليه السلام



http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14093357721.png
المراجع

  1. ^ نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، إبراهيم البقاعي ,ج1 ص 390
  2. ^ التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد»، ابن عاشور، ج15 ص 39
  3. ^ زاد الميسر في علم التفسير\ج2\ص413
  4. ^ نظم الدررفي تناسب الأيات والسور|ج1|ص390
  5. ^ تفسير القاسمي محاسن التأويل، ج1 ص74
  6. ^ تفسير القاسمي محاسن التأويل، ج6 ص237
  7. ^ تفسير القاسمي محاسن التأويل، ج6 ص247
  8. ^ تفسير المنار، ج2 ص373
  9. ^ تفسير المنار، ج7 ص291
  10. ^ تفسير المراغي الإيضاح، ج7 ص99
  11. ^ تفسير المراغي ماحوته قصص القرآن,12 ص14





[/postback]

حمامة الاسلام 09-15-2016 05:41 PM

رد: ما مفهوم القصة وأهدافها والعبرة منها في القرءان الكريم
 
بارك الله فيك و نفعك و نفع بك

ناجية عثمان 09-15-2016 07:57 PM

رد: ما مفهوم القصة وأهدافها والعبرة منها في القرءان الكريم
 
ماشاء الله عليك يا عطر
جزاك الله خيرا


الساعة الآن 06:59 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)