منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع الأمومة والطفولة (https://hwazen.com/vb/f107.html)
-   -   الطفل المبدع.. في زمن النهضة (https://hwazen.com/vb/t13443.html)

حمامة الاسلام 09-22-2016 01:38 PM

الطفل المبدع.. في زمن النهضة
 
لا شك أنَّ إيجاد جيل مبدع من أهم ما يحلم به كبار وعظماء هذه الأمة، التي جعلها الله خير أُمة أُخرجت للناس، لاسيما وأنَّ قوام النهضة وعمادها وجودُ أمثال هؤلاء الأطفال الأبطال الرجال المبدعين، الذين يفكرون للمستقبل أكثر ما يفكرون في هموم أنفسهم فقط؛ من هموم الطعام والشراب والملبس.
ولا يعني ذلك أنْ يغيب عن أطفالنا حياة الطفولة بملامحها ولعبها وسعادتها، لكنْ في ذات الوقت لا يغيب عن المسئولين التربويين أهمية تربية النشء الصاعد على الإبداع، والأخذ بيديه إلى بحار التفكير والإبداع، الذي يسهم في نهضة الأمة ورقيها، وصَدَق القائل:
بالعلم والمال يبني الناسُ ملكهمُ لم يُبْنَ ملك على جهل وإقلال
ولقد اهتم الناس- قديمًا وحديثًا- بالأطفال وبالنشء، بل ووضعت كثير من الأمم تصوراتها في خدمة هذا الحلم وذاك الهدف العظيم، غير أنَّ أمتنا- الأمة الرائدة الرشيدة- لها تصورها القرآني والنبوي في إعداد وصناعة الطفل المبدع؛ مما يجعلنا أقرب، بإذن الله، إلى النهضة والرقي والحضارة.
تعريف الإبداع وأهميته
الإبداع عملية عقلية وذهنية ينتج عنها عدة نتائج، منها الآتي:
1. التعامل مع مجريات الحياة بطرق جديدة.
2. تطوير طرق قائمة وموجودة.
3. عدم الالتزام بطرق تقليدية واحدة.
4. السماح بالأفكار الغريبة والمبتكرة.
5. تطور العلاقات المتبادلة.
حاجتنا إلى الطفل المبدع
لقد لاحظتْ الأمة ولاحظنا مرور أمتنا بفترة قاسية مظلمة مرَّت في العصر الحديث عبر حكامٍ ظلمة، ببطانة فاسدة، أفسدت الجيل أخلاقيًّا وسلوكيًّا وتربويًّا وعلميًّا قبل أنْ تفسده ماديًّا، وقد اختصرت المسافات لصناعة الإبداع والنهضة بفضلٍ من الله ومِنَّةٍ.
وباتت الأمة الآن معدَّة للنهوض والرقي، ولها سابق عهد منير وراقٍ حدث فيه ما حدث؛ من حضارة وتقدم على يد أبناء شباب، متميزين ومبدعين، وما كانوا إلا أطفالًا في مدرسة تربوية علمتهم الصمود في طريق العلم، والتفكير الأوسع والأرحب للعلم، والذي ما كان يومًا من الأيام عبارة عن حفظ للمتون فحسب؛ بل كان تفكيرًا مراعيًا للواقع، ومقاومًا للشبهات والفتن، حتى ظهرت الأمة ونجحت وكان لعلم أبنائها صدًى في كل دول العالم الخارجي.
والآن بات الأمر أكثر فريضة علينا أنْ نعمل على إعداد وصناعة الأطفال المبدعين؛ لاسيما وأمتنا بدأت تستعيد بضاعتها التي سرقت منها أو غفلت عنها فترة طويلة، فما كانت رياح الربيع العربي إلا إيذانًا بذلك، والحمد لله رب العالمين.
وسائل صناعة الطفل المبدع
قد يقول قائل: لقد تربينا قديمًا ووصلنا إلى ما وصلنا إليه وآباؤنا لم يفكروا يومًا في قضية إبداعٍ أو ما شابه...! لكنِّي أقول:
إنَّ زماننا اليوم غير زماننا الماضي، وتحديات هذا العصر أضحت أصعب وأشد من تحدياتٍ كانت أخف في الماضي؛ لذا نحن بحاجة إلى أنْ نتدرب وأنْ نتعلم مهارات صناعة الأبناء المتميزين، وما أرى من العيب أبدًا أنْ يلتحق الأبُ والأم بدورةٍ تدريبية يتعلمان منها كيف يتعاملون مع الأبناء، ولا عيب- كذلك- من استشارة الخبراء والمختصين في هذه الجوانب.
بل يمكن القول بأنَّ من الإثم والخطأ أنْ يتباطأ مسئولو التربية في مجتمعنا عن تعلم المهارات، والوسائل الممكنة لإخراج الجيل الناشئ والصاعد، الذي تهفو نفوسنا لأنْ يكون جيلًا صانعًا للنهضة.
الأسرة المسئولة رقم 1 في التربية الإبداعية
لا شك أنَّه يقع على الأسرة دورٌ مهم في تكوين الجوانب المختلفة لشخصية الطفل، خاصة في مراحل النمو المبكرة؛ حيث يرى علماء النفس أنَّ السنوات الأولى في حياة الطفل هي التي تُكوِّن شخصيته، وتحدد سلوكه، وأسلوب تفكيره الذي سيواجه به مشوار حياته الطويل.
ويتطلب ذلك أنْ يكون لدى الآباء وعيٌ تربوي لتوفير جوٍّ أسري ملائم، وعناية دقيقة تجاه الصغار لتكسبهم الشخصية السوية، وحتى تهيئهم للحياة المدرسية، فتتولاهم المدرسة لتكمل الدور التربوي؛ فيحدث تكامل بين دور الأسرة والمدرسة في بناء المفاهيم والجوانب المعرفية.
وأهم هذه الجوانب تنمية القدرة على التفكير الابتكاري، تلك القدرة الإنسانية التي يُعزَى إليها ما أحرزته البشرية من انتصارات ومنجزات.
وللتفكير الابتكاري الصائب فوائد جليلة من النجاح في الحياة، ولاسيما في الحياة العصرية المعقدة التي تتطلب الكثير من المعارف والخبرات والمهارات.
ملحوظة
كل واحد من أبنائنا لديه ملكة الإبداع، والمطلوب منَّا فقط معرفة بعض الوسائل والطرق لتفجير تلك الطاقات المكبوتة.
معوِّقات الإبداع الطفولي
هناك عدة معوِّقات تعوق الأبناء عن الإبداع، نحذر منها، نرجو البعد عنها:
1. إهمال الوالدين للابن وخاصة الأب.
2. النقد الجارح الهدام.
3. الاستهزاء لجميع عمليات التفكير الإبداعي.
4. النظرة الجذرية من جانب واحد.
5. عدم التفريق في المعاملة بين الأبناء لأي سبب.=
6. المقارنة بين الولد وبين غيره؛ مما يولِّد كراهية الترقي والإبداع، ويولِّد الكراهية للآخرين.
سؤالٌ يطرح نفسه
هل الأطفال يولدون مبدعين أم يكتسبون الإبداع؟.
في الحقيقة- عندما نجيب على هذا السؤال- يجب أنْ نقرَّ بداية أنَّ مسألة الولادة بالإبداع قد تكون موجودة، والعكس موجود أيضًا- الاكتساب للإبداع- ولكلٍّ صفة جميلة طيبة، وهناك دراسة تثبت الآتي:
1. هناك 2% من الأطفال يولدون مبدعين بالفطرة ولعوامل أخرى.
2. وهناك 2% ليسوا مبدعين ويستحيل إبداعهم في الحياة لعلل كثيرة؛ إمَّا مرضية أو وراثية، ونسبتهم قليلة بالنسبة للمبدعين في المجتمع.
3. وهناك 96% يمكنهم اكتساب الإبداع- بكل تأكيد- ولكنْ من خلال عوامل مختلفة ومتنوعة، سنتحدث عنها هنا.
- ومن النوع المبدع بالفطرة: (حاتم الطائي، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير،..... وغيرهم كثير).
- ومن النوع الذي يستحيل إبداعه: (غالب المرْضَى العقليين، وأصحاب الأمراض الوراثية، وأقول: "غالب" لأنَّ هناك مرضى عقليين مبدعين وهم كُثُر، ومنهم: ألفا أديسون، وغيره).
لكن باقي البشر يستطيعون اكتساب مهارات الإبداع، لكن في الحقيقة ينبغي أنْ تتدخل يدٌ في تدريب وإخراج هذه النوعية من الأطفال المبدعين، والمسئولية في المقام الأول على الأبوين، ثم المدرسة والمعلمين، والإعلام، والمجتمعات.
فتعالَ معي أيها الأبُ وأنتِ أيتها الأم، وأنتَ أيها المعلم وأنتِ أيتها المعلمة، ويا أهل الفن والإعلام، ويا كل شريف يريد أنْ ينهض بأمته؛ تعالوا جميعًا لنتعرف على بعض عوامل ووسائل صناعة الأطفال المبدعين، ومنها الآتي:
1. اكتشاف الأطفال المبدعين فطريًّا، من خلال النظر في صفات الإبداع منذ الصغر، ومنها: (الثقة بالنفس، والمبادرة، والمغامرة، والعناد، والمرونة، وحب الاستطلاع، وكثرة الأسئلة، والمرونة، والإيجابية، والمحاولة، والمبادرة، وحب التجريب للأشياء، وعدم رؤية الأحلام مستحيلة،...)؛ فإنْ وجدت- أيها المربي- صفةً في ولدك من هذه الصفات فاهتم بشأنه، وخذ على عاتقك أنْ تكون سببًا في بناء أمتك من خلال هذا الولد، والمتابعة معه بالوسائل الآتية.
2. النظرة الطيبة للأبناء (التركيز على الإيجابيات لا السلبيات)، وأقول هذا الكلام للآباء الذين لا يرون من أبنائهم إلا الشقاوة والعناد والأخطاء، وينسون أنَّ لهم إيجابيات؛ فلنحترم إيجابيات أطفالنا، ونقدرها، ونضخمها أحيانًا بقدر محدود.
3. التشجيع والتحفيز ولو معنويًّا، والمقصود بذلك أنْ ينمي الوالدان في ابنهما الإبداع، والابتكار، والبناء، والنهضة، وأنْ يستطيع= وقادر على أنْ يكون شيئًا وليس أي شيء، ومن الأمثلة على ذلك: ما قامت به هند بنت عتبة مع ولدها معاوية بن أبي سفيان، عندما كانت تلاعبه يومًا في مكة، ومر عليها رجل من سادة قريش، فقال: (إني أتوسم يا هند لولدك هذا أنْ يسود العرب)، فردت قائلة محفزة لولدها الصغير: (ثكلته أمه إنْ لم يسد الدنيا كلها) هذا هو التشجيع والتحفيز للإبداع.
4. مكافأة السلوك الجيد مكافأةً سريعة دون تأجيل، فلقد استخدم القرآن الكريم في أسلوبه دائمًا أسلوب الترغيب والترهيب، ونحن كذلك مطالبون بأنْ نستخدم أسلوب الترغيب لو أحسن الأبناء، وأنْ نكافئهم ونثيبهم إنْ أحسنوا شيئًا من مذاكرةٍ أو سلوك أو كلمة طيبة، وإذا وعدناهم بشيء نوفي بوعودنا ولا نخلفها أبدًا؛ كما أنَّ الطفل الذي يثاب على سلوكه الجيد المقبول يُشَجَّع على تَكرار هذا السلوك مستقبلًا، والمكافأة تختلف ما بين مكافأة مادية ومعنوية وحسية.
5. القراءة في صفات الشخصية المبدعة وطرق التعامل معها، وحسب كل مرحلة عمرية، وهذه مهمة المربين- أصحاب الرسالة- أنْ يبحثوا ويقرءوا ويتدربوا، ويفتشوا عن صفات كل مرحلة عمرية؛ للتعرف على سمات كل مرحلة، وطرق التعامل الناجعة والناجحة مع الأبناء.
6. استخدام الألعاب التركيبية والتحليلية، وهي عبارة عن ألعاب تحفز الذاكرة للإبداع وتدعوها للابتكار، لاسيما إذا ارتبطت هذه الألعاب بالعمل الجماعي.
7. حكاية القصة القصيرة ذات القيمة المبدعة للطفل قبل النوم، وطلب أنْ يَستخرِج عنوانًا للقصة من عنده، أو استخراج قيم وأخلاقيات وآداب من خلال القصة التي تُحْكَى.
8. لابد من توفير البيئة المشجعة والمحفزة للأبناء على الإبداع، والتي تُرِي الأبناء دائمًا الهدفَ المنشود والذي يحقق الحياة الكريمة.
وهكذا يمكن أنْ نصنع أبناءنا المبدعين، ونساهم في بناء نهضة الأمة، ونذكِّر أخيرًا بحديث النبي- صلى الله عليه وسلم-: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث...، منها: وولد صالح يدعو له".


نور اية 10-09-2016 10:04 PM

رد: الطفل المبدع.. في زمن النهضة
 
جزاك الله خيرا اختي وبارك فيك

حمامة الاسلام 10-10-2016 01:05 PM

رد: الطفل المبدع.. في زمن النهضة
 
بارك الله فيك

عطر الجنة 01-08-2018 04:43 PM

رد: الطفل المبدع.. في زمن النهضة
 
موضوع رااااااااااا*يستحق التثبيت* اااااااااااااااائع جدا وقيم
تسلم هالأكف أختي حمامة يارب
بوركت ونفع الله بك ,,

إسمهان الجادوي 04-11-2018 05:30 PM

رد: الطفل المبدع.. في زمن النهضة
 
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك


الساعة الآن 12:16 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)