شعاع العلوم الشرعية مقالات- ارشاد- توجيه- خواطر تهدف للدعوة الى الله- حملات دعوية و ثقافة إسلامية.... |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||
| |||||||||||
في العام الهجري في العام الهجري ها هو عام هجري قد انقضى من عمر الإنسان المحتوم، وها هي صحيفة سودت من كتابه المرقوم، وها هو فصل قد انتهى من رواية الحياة، ونحن الآن على باب عام جديد وفي ابتداء صحيفة جديدة، وفي طليعة فصل آخر من تلك الرواية التي يمثلها الإنسان على مسرح الدنيا، ولا أدري ماذا يكون شأنكم مع الله فيه، بل لا أدري ما يفعل بي وبكم، ولو تأملتم معي قليلاً لعلمتم أن في مثل هذا اليوم من العام الماضي كان معكم في هذا المسجد أناس يصلون، وبجواركم في البيت أناس يسكنون، وإلى جانبكم في المزرعة يعملون، أو معكم في السوق يتحركون، وكانت لهم آمال كآمالكم، وأحلام كأحلامكم ولكن وقف القضاء دون تحقيقها، وحال القدر بينهم وبين وما يشتهون، وهجم عليهم الموت بغتة وهم لا يشعرون، وهم الآن رهن أعمالهم تحت التراب ينتظرون الحساب والمصير، ولا يبعد أن يكون في مثل هذا اليوم من العام المقبل من تفتك به المنية منا وتغتاله ريب المنون، فلسنا بأعظم من أولئك الراحلين منصباً ولا جاهاً، ولا أشد بأساً ولا قوة، بل كلنا جميعاً أمام الموت سواء، إنه شواهد العظة والأذكار وآيات العبر قائمة ماثلة، اسألوا التاريخ ماذا فعل الأجداد والآباء لقد عمروا الدنيا وشادوا فيها قصورهم، وأقاموا فيها دعائم سلطانهم ثم جاءهم النذير وأطبق عليهم الموت. إن الإنسان في هذه الدنيا مسافر وعابر سبيل وما الزمن إلا سفينة يقطع الآدمي عليها لجة الحياة حتى توصله إلى شاطئ الموت فإذا هو أثر بعد عين، وما المناسبات والأيام إلا محطات على هذا الطريق وموانئ على هذا الشاطئ، لا أقول إن المناسبات محطات استراحة فلا راحة في الدنيا، إنها دار عمل وامتحان والجزاء والراحة في الآخرة، إنما المناسبات محطات للمحاسبة والتصحيح والتقويم، واليوم لن أتحدث عن عظمة هذه المناسبة، مناسبة هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ولا عن أبعادها ونتاجها فلعل الله يحيينا إلى جمعة قادمة لنتحدث عن ذلك، ولكن أقول اليوم أن هذه المناسبة بقدومها تذكرنا أن الأيام مرت، وأن الشهور والأعوام انصرمت، وأن عجلة الزمن طوت عاماً كاملاً من حياتنا اقتطعته من أعمارنا، وقربت به آجالنا، فما أحوجنا اليوم إلى الوقوف قليلاً على مفترق الطرق نتأمل في الزمن فنحن نصرف الزمن ونفني العمر مقابل ماذا، ما هو البديل الذي استلمناه حين أنفقنا من الزمن ساعة، نحن تعلمنا في تجارتنا أن لا نعدم ليرة واحدة إلا وفق حسابات ومقابل ربح مادي أو معنوي تحققه، فما هو الربح وما هي السلعة التي حصلنا عليها حين قدمنا ساعة من الزمن بل عاماُ من عمرنا. والإسلام حين حض على الاستغلال الأكمل للزمن إنما كان من أجل هذا البدل فقال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [ آل عمران: 133 ] ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [ الحديد: 21 ] ﴿ إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ* تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ * وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ﴾ [ المطففين: 22-28 ]، كل هذه الآيات من أجل أن تكون لدى العباد نزعة إلى استغلال الزمن حتى يعيشوا مسابقين لعصرهم حتى يعيشوا مطمئنين، وحتى يحققوا العبودية كاملة عبر كل السلوكيات والأفعال والأقوال والأحوال. |
10-02-2016 | #2 |
|
رد: في العام الهجري . :|:-“”“”“”-:|: * #وانقضى_العام * ⏰ |•° ماذا تُملي على ملائكتك: ▫أخي ▫.. لسانك أقلام وريقك مداد، ولا يكف الملكان عن كتابة أعمالك ورصد خطواتك ورفع التقارير عنك في حلك وترحالك. (: واعلم أنك بعملك تبني في عام وتحصد على مدار الأعوام .. فأفعالك تعيد تشكيل سلوكك، وحسناتك تعمِّق جذور إيمانك، أما سيئاتك فتقتلعه، فلا تحتقر حسنة بعد اليوم، ولا تستصغر أي سيئة. . |
|
10-03-2016 | #3 |
العلوم الشرعية |
رد: في العام الهجري إن الإنسان في هذه الدنيا مسافر وعابر سبيل وما الزمن إلا سفينة يقطع الآدمي عليها لجة الحياة حتى توصله إلى شاطئ الموت فإذا هو أثر بعد عين، وما المناسبات والأيام إلا محطات على هذا الطريق وموانئ على هذا الشاطئ، لا أقول إن المناسبات محطات استراحة فلا راحة في الدنيا، إنها دار عمل وامتحان والجزاء والراحة في الآخرة |
إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 3 : | |
, , |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مع نهاية العام الهجرى | ام اسلام | شعاع العلوم الشرعية | 1 | 09-27-2016 02:19 PM |
عطف الخاص على العام | ناجية عثمان | شعاع اللغة العربية | 8 | 01-16-2016 12:48 AM |
التقويم الهجرى وسر ارتباطه بالتشريعات الإسلامية | ناجية عثمان | شعاع العلوم الشرعية | 6 | 04-14-2015 12:42 PM |
كيف نستقبل العام الهجري الجديد وماذا أعددنا له | ام اسلام | شعاع العلوم الشرعية | 5 | 10-23-2014 03:17 AM |