&#913mr=massy/images/backgrounds/143gif&#93 خطبة جمعة: الشيخ عبد الله بلقاسم الشيطانعداوة تاريخية إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ذكر الله سبحانه وتعالى الشيطان في القرآن في عشرات المواضع، فقد جاء ذكره بلفظ الشيطان فقط في ستة وخمسين موضعا غير المواضع التي ذكر فيها إبليس والشياطين بلفظ الجمع وغير ذلك، إن موضوعا اعتنى القرآن العظيم ببيانه بهذه الكثافة والتكرار جدير بالتأمل والتوقف والاهتمام والسؤال هل نحن نستشعر هذه العداوة ، وهل نعيشها ، هل نهتم بخطورتها فكرة الشيطان في أذهاننا وعقولنا وحياتنا هل هي بهذه الوضوح التي حذر منها القرآن العظيم العدو التاريخي الأخطر والأكبر والأكثر ضراوة وحقدا وكيدا واستمرار واقترابا وكفاحا وحربا هل يجد منا عناية بهذه العداوة والحذر منها أم أننا قد منحنا عدونا مساحات من الغفلة يمارس فيها عدواة الضارية في حياتنا التصور لحقيقة الشيطان ومعناه في حياتنا هل هي واضحة كما وضحها القرآن في عشرات النصوص الشيطان ليس وهما ولا خيالا ولا نوازع نفسيية ولا خواطر ذهنية ولا أحلاما ولا مجرد صور مرعبة يرسمها الأطفال الشيطان حقيقة ماثلة موجودة له عرش وجنود وأولياء وخدم وأحزاب وخطط وخطوات وأتباع وتخطيط ودعاة وأفكار كل شر في هذا العالم من كفر أو نفاق أو معصية أو ظلم أو قهر فهي من تدبيره وتخطيطه إنها عدواة ضارية ساخنة مستمرة من أول يوم في الحياة حيث يطعن في خاصرة الطفل في لحظة خروجه إلى آخر لحظة فيها إنه يجري منا مجرى الدم في أفكارنا وعقولنا وذاكرتنا يعبث في أدمغتنا في تصورتنا في رؤيتنا للأشياء يجمل الأشياء القبيحة لنا، ويقبح الأشياء الجميلة في عيوننا في أسماعنا وكلامنا إنه ينزغ بكلماتنا، ويغير معانيها في أسماعنا، يوسوس في صدرونا، يدعونا يهتف بنا، إن أصواته تضج في دواخلنا ، كل صوت يدعونا للشر فهو صوته وخطواته واستدراجه، كل الذين قتلوا أو زنوا أو سرقوا أو شربوا الخمر سمعوا صوته دعاهم أزهم دفعهم حركهم الذين ناموا عن صلاة الفجر عقد على أققيتهم إنها حقائق شرعية لا تراها النفوس المادية الغافلة التي لا تؤمن إلا بما تحسه بأيديها إنه قرين الإنسان معه في كل مكان في كل لحظة في الطاعة والمعصية، في السفر والحضر، في اليقظة والمنام يفسد تصوراته للأشياء وحقائقها، يثبتطه ويكسله عن الطاعة ، ويحركه للشر والمعصية والأذى كل المشاعر الرديئة عن زوجتك وأولادك وأقاربك والمسلمين يصنعها في ذهن يشوههم يضخم أخطاءهم يزين مقاطعتهم وعداوتهم حتى الأحلام والمنامات يفزع الإنسان فيها ويخييفه، ويبيت على خيشومه ويفسد عباداته ووضوءه وصلاته وزكاته وصومه إنها همزات الشيطان وعقده ونفخه ونفصه وخطواته إنه أخطر بكثير من تصوراتنا الساذجة ، إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم لقد خدع أباكم وهو في الجنة ، لقد كان ماكرا خبيثا خداعا استزل آدم وكذب عليه واستدرجه وأخرجه من الجنة الخوف والرعب والقلق وسوء الظن بالله يصنعها في فكرك بدهاء الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه إنها حرب ضارية ومعركة مستمرة بلا هوادة لا توقف، بكل أدواته القذرة بكل ما مكنه الله منه، يطوعه بكل أحقاد الدهر وبغضه وكراهيته ونفاذه في نفسياتنا وعقولنا وأفكارنا وعلاقاتنا إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا 117 لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا 118 وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا 119 يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا 120 أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا 121 المسألة ليست مزاحا ولا خيالا إنه أخطر حرب يعيشها الإنسان قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ 16 ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ وفي صحيح مسلم وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا قال ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال فيدنيه منه ويقول نعم أنت قال الأعمش أراه قال ” فيلتزمه ” رواه مسلم إننا كأمة مؤمنة بالوحي نقرأ مئات النصوص في القرآن والسنة تحذر من عدونا الأكبر ، يجب أن نأخذ الحذر والحيطة، إن كوننا لا نرى الشيطان لا يعني أنه ليس حاضرا حضورا مستمرا في حياتنا حتى في مسجدنا هذا مع الخطيب والمصلين ، يعبث في أفكارنا، يفسد نياتنا، المؤمن الحق يعيش اليقين بحقائق القرآن فيستعد استعدادا كاملا بأسلحةالإيمان لذه الحرب التي لا تنتهي إلا بخروج روحه حتى استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من أن يتخطبه الشيطان عند الموت قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا 62 قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا 63 وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا يجب أن نميز صوته الخبيث الماكر ودعواته الخادعة يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ليس هناك دين ولا ملة ولا فلسفة ولا علم وضح حقيقة الشيطان كما وضحه القرآن بكل التفاصيل التي تجعل الإنسان على بصيرة بعدوه إن وعي الإنسان بعدوه واستشعاره لهذه العداوة هو الخطوة الأولى والأهم في معركته معه ثم قد بينت الشريعة أوضح بيان أدوات الحذر والتوقي والتحصن منه على الإجمال والتفصيل أعلن الحرب الآن على عدوك استعد بدروعك وقوسك وسهامك كن قويا بإيمانك وذكرك لربك، لا تغفل أبدا عن ثغورك وحدودك وكنوزك استجمع كل بغض الدنيا للشيطان وصوته وخطواته وكذبه وزيفه ومكره ومعاصيه وآثامه تذكر قول الله عنه وهو يخطب والنيران تلتهم جلود أتباعه الذين أطاعوه وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ