منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد - هكذا نقتل أحلامنا بسكين بارد


	لا شيء يمكن أن يبقينا على حالنا الراهن الغير مرغوب فيه كتلكؤنا المستمر في التغيير، وفشلنا في تغليب "ما يجب" على حساب "ما أرغب". في مكتبتي عشرات الكتب التي اقتنيتها بنية القراءة ولم أفعل، أكثر من مرة اتصلت بمركز لتعلم لغة جديدة لكني لم أذهب، نيتي للاشتراك في صالة للألعاب الرياضية أمر مقرر سلفا، طبيب الأسنان لا أذهب إليه إلا وأنا في حالة يرثى لها، أعلم ما يجب علي فعله، لكني لا أفعله، لا أقول لن أفعله، لا فنيتي أن أفعله غير أني أؤجل الأمر إلى وقت ما .. وقت لا يجيء في غالب الأمر!. علماء النفس يسمون هذا الأمر "الانحياز الحالي" يقصدون به أننا نلجأ لترحيل كثير من المهام الشاقة أو التي تحتاج لجهد إلى زمان قادم، مع ترجيح الأمور السلسة البسيطة التي تعودنا عليها، ننحاز للاختيارات عديمة الجهد والتعب والمشقة والمواجهة، مع عدم إدراك أن ما نريده الآن قد لا يكون نفس ما نريده لاحقاً، الانحياز الحالي يفسر لنا لماذا نشتري كتباً ولا نقرأها، أو نهتم بجمع معلومات عن حمية لانقاص الوزن ثم لا نقوم بها، إنه السبب في كونكِ تتخذين نفس الموقف وتقررين نفس الشيء للعام الخامس على التوالي. الانحياز الحالي هو الذي يلح عليكِ كي تبدأي الريجيم أول الإسبوع القادم أو ربما الشهر القادم!، ومن ثم تجلسين لتلتهمي علبة الآيس كريم بضمير مستريح!، هو الذي يرجح خيار مشاهدة الحلقة الخامسة بعد المائة من المسلسل التركي أو الهندي بدلاً من الجري لمدة نصف ساعة، للأسف يكشف التسويف عن نفسه في جميع جوانب حياتك، ربما في أكوام الأطباق التي تريد تنظيف، في أطروحتك الدراسية، في ذهابك إلى الطبيب، في تهربك من الجلوس مع شريك حياتك لقول ما يجب قولة وتقرر تأجيله!. والآن، يمكنك رؤية كيف صار التسويف عنواناً لحياتك بأكملها، بل لقد صار جزء من شخصيتك، ومع هذا ها أنت لا تفتأين إخبار نفسك ِ أنكِ ستفعلينها هذة المرة، عشرات من خطط العمل، مئات الوعود، لا شيء يُنفذ، والمأساة أنكِ ذاهلة عما يحدث فيكِ، إنها إرادتك يا عزيزتي، تموت بسبب كثرة الخذلان، للأسف هكذا نقتل أحلامنا بسكين بارد.. #كريم_الشاذلي كتاب #امرأة_من_طراز_خاص