منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   اخطار الذنوب والمعاصي (https://hwazen.com/vb/t1440.html)

هوازن الشريف 09-04-2013 12:39 AM

اخطار الذنوب والمعاصي
 

بسم الله الرحمن الرحيم

كما أن الطاعات لها آثار طيبة ونافعة فإن للمعاصي لها آثار سيئة ومؤلمة كذلك، فهي سبب حدوث الأضرار والشرور، ونزول العقوبات السماوية، وما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، قال تعالى: { وَمَاأَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ } (الشورى:30)، وآثار المعاصي متعددة تشمل المصائب البدنية: كالأمراض، والعاهات،والحوادث السيئة، والموت، والفتن، وتسليط الأعداء، وتشمل العقوبات السماوية: كالقحط والجدب، وغور المياه، ويبس الأشجار، وقلة الثمار، أو فسادها، والغرق، والصواعق،والرجفة، والآفات السماوية، كعقوبة قوم هود بالريح العقيم، وقوم صالح بالصيحةالطاغية، وقوم نوح بالغرق، وفرعون وقومه بالغرق، ونحوهم.

ومن أخطر آثارالذنوب والمعاصي ما يتعلق بالقلوب مثل: قسوة القلوب، وعدم تأثرها بالمواعظ والآيات والأدلة والتخويف والتحذير والإنذار، فلا تسمع ولا تفقه ولا تقبل.

وقد ذكرالإمام "ابن القيم" - رحمه الله- عقوبات الذنوب في كتابه الجواب الكافي، وها نحننقف عند بعضها سائلين الله أن يحفظنا وجميع المسلمين:

1- حرمان العلم النافع:فإن هذا العلم نور يقذفه الله في القلب والمعصية تطفئه،ولهذا كان السلف يرشدون تلاميذهم إلى ترك المعاصي؛ لكي يورثهم الله حقيقة العلم،ومن حرم العلم تخبط في دنياه، وسار على غير هدى مولاه.

2- الوحشة بين العبد وربه:وهي وحشة لو اجتمعت لصاحبها ملذات الدنيا كلها لمتذهبها، ومن علاماتها وفروعها: الوحشة بينه وبين أهل التقوى والإيمان.

3- الظلمة التي يجدها العاصي في قلبه: فإن الطاعة نور والمعصية ظلمة، وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته حتى يقع في البدع والضلالات.

قال ابن عباس : [[ إن للحسنة ضياءً في الوجه ونوراً في القلب وسعة في الرزقوقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القبروالقلب ووهناً في البدن ونقصاً في الرزق وبغضة في قلوب الخلق ]]

4- وهن القلب:فلا تزال المعاصي توهنه حتى تزيل حياته بالكلية،وهذا الوهن يظهر أثره على البدن، فتأمل قوة أبدان فارس والروم كيف خانتهم عند أحوجما كانوا إليها، وقهرهم أهل الإيمان بقوة أبدانهم وقلوبهم.

5- تقصير العمر ومحق بركته:بمقدار ما تمرض القلب وتذهب حياته،فإن حقيقة الحياة هي حياة القلب وعمر الإنسان هو مدة حياته، فكلما كثرت الطاعة زاد تحياته فزاد عمره الحقيقي، وكلما كثرت المعاصي أضاعت حياته وعمره.

6- أن العبد كلما عصى خفّت عليه المعصية حتى يعتادها ويموت إنكارقلبه لها، فيفقد عمل القلب بالكلية، حتى يصبح من المجاهرين بها المفاخرين بارتكابها، وأقل ذلك أن يستصغرها في قلبه ويهون عليه إتيانها، حتى لا يبالي بذلكوهو باب الخطر.

روى البخاري في صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ( إنالمؤمن يرى ذنوبه كأنها في أصل جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذبابوقع على أنفه فقال به هكذا فطار ) .

7- الذل:فالمعصية تورث الذل ولا بد، فالعز كل العز في طاعة الله تعالى، قال تعالى: مَنْكَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً (فاطر:10) أي: فيطلبهابطاعة الله، فإنه لا يجدها إلا في طاعته.

وكان من دعاء بعض السلف : اللهمأعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك.

وقال عبد الله بن المبارك :

رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها

وترك الذنوب حياةالقلوب وخير لنفسك عصيانها

وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبـار سوءورهبـانها

8- الصدى والران والطبع والقفل والختم: وذلك أن القلب يصدأ من المعصية، فإذا زادت غلب عليه الصدأ حتى يصير راناً،كما قال تعالى: كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (المطففين:14) ثم يغلب حتى يصير طبعاً وقفلاً وختماً، فيصير القلب في غشاوة وغلاف،فإذا حصل له ذلك بعد الهدى والبصيرة انتكس، فصار أعلاه أسفله؛ فحينئذٍ يتولاه عدوهويسوقه حيث أراد، وبمثل هذا اتخذ الشيطان من البشر دعاة وجنوداً.

9- إطفاء الغيرة من القلب: وهي الغيرة على محارم الله أن تنتهك،وعلى حدوده أو تقتحم، وعلى دينه أن يضعف أو يضيع، وعلى إخوانه المسلمين أن يهانواأو يبادوا، بل على أهله ونفسه أن يقعوا في المعصية والهلاك، ولهذا كان النبي صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أغير الناس، كما ثبت في الصحيح: ( أتعجبون من غيرة سعد ،لأنا أغير منه والله أغير مني ) متفق عليه.

10- إذهابالحياء الذي هو مادة الحياة للقلب وهو أصل كل خير، وذهابه ذهاب كل خيربأجمعه.والذنوب تضعف الحياء من العبد حتى ربما انسلخ منه بالكلية، فلايستحيي لا من الله ولا من العباد، والتلازم بين ارتكاب المحرمات وقلة الحياء لايخفى على أحد.

11- إذهاب تعظيم الله ووقاره منالقلب:فكما أن تعظيم الله وتوقيره يحجز عن المعصية، فإن ارتكاب المعصيةيضعف التعظيم والتوقير - حتى يستخف العبد بربه ويستهين بأمره ولا يقدره حق قدره.

12- مرض القلب وإعاقته عن الترقي في مراتب الكمالودرجاته -وقد سبق بيان تفاضل الناس في أعمال القلوب- فالذنوب تخرج صاحبها مندائرة اليقين وتنزله من درجة الإحسان، بل تخرجه من دائرة الإيمان، كما في الحديثالصحيح: ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ) متفق عليه، فلا يبقى له إلا اسم الإسلام وربما أخرجته منه؛ فإن المعاصي بريد الكفر.

13- إضعاف همة القلب وإرادته وتثبيطه عن الطاعة وتكسيلهعنها،حتى يؤول به الأمر من الاستثقال إلى الكراهية والنفور، فلا ينشرح صدره لطاعة ولا يتحرج ويضيق من معصية ويصير جسوراً مقداماً على الخطايا جباناً رعديداًعلى الحسنات.

14- الخسف بالقلب كما يخسف بالمكان وما فيه،فيخسف به -بسبب ارتكاب الرذائل- إلى أسفل سافلين وصاحبه لا يشعر، وعلامة ذلكالخسف أن يكون القلب جوالاً حول السفليات والقاذورات، متعلقاً بالمحقرات والأمورالتافهة، عكس القلب الذي تزكى بالطاعات، فصار جوالاً في معالي الأمور ومكارمالأخلاق، كما قال بعض السلف : [[ إن هذه القلوب جوَّالة، فمنها ما يجول حول العرشومنها ما يجول حول الحش أي: مكان قضاء الحاجة ]] .

15- مسخالقلب:فإن المعاصي والقبائح ما تزال تتكاثر عليه حتى تمسخه كما تمسخالصورة، فيصير القلب على قلب الحيوان الذي شابهه في أخلاقه وأعماله وطبيعته، فمن القلوب ما يمسخ على قلب خنزير، كقلب الديوث. ومنها ما يمسخ على قلب كلب أو حمار أوحية أو عقرب...بحسب عمله، وقد شبه الله تعالى أهل الجهل والغي بالحمر تارة وبالكلبتارة وبالأنعام تارة وربما وصل الأمر إلى المسخ التام؛ وهو مسخ الصورة مع القلب،كما حصل لبني إسرائيل حين جعل الله منهم القردة والخنازير.

16- نكد القلب وقلقه وضنكه: وهذا ملازم للمعصية ملازمة الظللأصله، كما قال تعالى: { ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةًضَنْكاً ونَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } (طه:124) فالمعرض عن ذكر اللهمتعرض لذلك، لكن قد يتوارى داؤه بسكرات الشهوات والعشق وحب الدنيا والرياسة، إن لمينضم إلى ذلك الخمر، كالمشاهد في عصرنا الحاضر من إدمان المسكرات والمخدرات، تخلصاًمن ضيق الحياة ونكد العيش.

أم الخير 09-04-2013 02:16 AM

بارك الله فيك كتبت فنفعت ...

http://hwazen.com/vb/mwaextraedit4/extra/49.gif




ام عبدالله وامنه 09-04-2013 08:39 PM

kkhj
بارك الله فيك ياغالية

أم يعقوب 09-05-2013 03:43 AM


هوازن الشريف 09-05-2013 11:34 AM

ام الخير
الطيب كله
ام يعقوب وعماد


سعيده جدا انكم مررتم هنا
حفظكم الله

أم صافية 09-05-2013 01:00 PM

بارك الله فيك ياغالية
tgy

لؤلؤة الخير 09-05-2013 02:47 PM


صافي 11-04-2013 09:38 AM



الساعة الآن 06:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)