منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

للنحو تعريفان: تعريف لغوي، وتعريف اصطلاحي.

إذا قلت: اذهب نحوَ فلانٍ. فإنما تعني جهته،

وإذا قال لك شخص: أنت نحو فلان، أي: مُشْبِهٌ له أو مُشابِهٌ له أو مُمَاثِلٌ له،

فالنحوُ هو: القريب أو الشَّبه أو الناحية، هذا من الناحية اللغوية.

أمَّا من الناحية الاصطلاحيَّة: فهو علمٌ يُعرف به أحوال أواخر الكلمة،

وما تستحِقُّه من إعرابٍ أو بناءٍ، ثم إذا كانت مُستحِقَّةً للبناء؛

فما علامة البناء؟ وإذا كانت مُستحقَّةً للإعراب؛ فما حركة الإعراب؟

وهل أُعرب بعلامةٍ أصليَّةٍ أم أُعربَ بعلامةٍ فرعيَّةٍ؟

ثم إنَّ في النحو شيئا مهما في التعريف الاصطلاحي، وهو:

أنَّه يَدْرُس تركيب الكلام، وما الذي يستحق التَّقديم؟ وما الذي يستحقُّ التأخير؟

وما الذي يجب أحيانًا تقديمه أو يجب أحيانًا تأخيره

بل إنَّ الكلام العادي الذي هو غير مُركَّبٍ لا يُسمَّى نحوًا ولا نُعربه،

فإذا وُجدَ شخصٌ يَعُدُّ حروف الهجاء مثلًا فيقول:

أ، ب، ت، ث، ج، إلى آخره؛ هذا لا يُعرب، فهذا ليس كلامًا، وليس نحوًا،

ولا يُعدُّ من باب النحو، ولذلك تجد أن الذي يقول: أ، ب، ت، ث، يُسَكِّن

أواخر الكلمات، ولا يهتم بحركتها، بل ليس مسؤولًا عن ذلك؛

لأن هذا ليس نحوًا، والنحوُ خاصٌّ بتركيب الكلام،

فإذا لم يُوجد في الكلام تركيبٌ؛ فإنَّه لا يُعدُّ نحوًا،

فكل ما يتحدث عنه النحويُّ أنَّه يتحدث عن تركيب الكلام،

فإذا لم يُوجد تركيبٌ فليس الكلامُ نحوًا، أو لا علاقة للنحوي به.