منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   المقربون الى الله (https://hwazen.com/vb/t15282.html)

مريم مصطفى رفيق 02-01-2017 06:59 AM

المقربون الى الله
 
لمقربون الشعور بالقرب فضلٌ يختار الله له الصفوة من عباده، واسمهم: {الْمُقَرَّبُونَ}، {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [الواقعة: 10 - 11]. كان عيسى عليه السلام: {وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} [آل عمران: 45]. القريب من أسمائه تعالى القريب، وحين حكى سؤال الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربهم، قال: {فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186]، ولم يقل: فقل لهم إني قريب؛ لأن من مقتضى قربه أن يخاطبهم مباشرة. وذكر إحابة الدعاء؛ لأنها من مظاهر قربه بسمعه لهم، واطِّلاعه عليهم، وقدرته ورحمته. ثم طلب منهم أن يستجيبوا له ويؤمنوا به، وهذا من مظاهر قربهم منه، واستحضار وجوده، وامتلاء القلب باستشعار ألوهيته، والتحقق بمعاني أسمائه الحسنى {فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]. هما نوعان من القرب - قرب الله من عبده. - وقرب العبد من ربه. فمن تقرَّب منه شبرًا تقرَّب الله منه ذراعًا، ومن تقرَّب منه ذراعًا تقرَّب الله منه باعًا، وله الفضل والمنة. القرب يعنى وجود فاصل بين العبد والرب؛ فالعبد عبدٌ، والرب ربٌّ. وفي التنزيل: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16]، {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ} [الواقعة: 85]، وفي السُّنة: "أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ مَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِبًا، إِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا، إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتِهِ". (رواه أحمد، والطبراني عن أبى موسي). هيا اقترب تعبير القريب يدل على الفصل والتمييز، وقطع دابر الأوهام والظنون والتلبيس، وحفظ مقام الألوهية، وعدم الخلط بينه وبين مقام المخلوقين؛ سواءً كانوا من الملائكة أو من الأنبياء أو من غيرهم. نحاول أن نتقرَّب إلى الله .. أن نكون قريبين منه بالتفكُّر في مخلوقاته، والتأمل في وحيه وآياته، ودوام ذكره ومناجاته، والإحسان إلى خلقه، ونقول: إنه قريبٌ منا بسلطانه وسمعه وبصره وعلمه وإحاطته، ولكننا لا ندَّعي: "إننا قريبون من الله"، فهذه تزكية للنفس يعزف عنها أصحاب القرب الصادق، ومن ادَّعاها حُرم منها في الغالب. حين نحاول الاقتراب تنبعث فينا روحٌ مختلفة وحياة جديدة، تولد لغة تعطي للكلمات معنى أعمق وأوسع وأبعد مما تعوَّدنا أن نفهم، وبها تتجلَّى لنا أسرار التنزيل فتلامس شغاف قلوبنا، وتسري في كياننا، وتفتح عيوننا على عوالم هائلة هي بقربنا ولكننا لا نراها. {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [ق: 22]. في الأثر المروي عن حارثة حين وصف حقيقة الإيمان، فَقَالَ: عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا، وَأَسْهَرْتُ لِذَلِكَ لِيَلِي، وَاطْمَأتُ نَهَارِي، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي بَارِزًا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ النَّارِ يَتَضَاغَوْنَ فِيهَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "يَا حَارِثُ عَرَفْتَ فَالْزَمْ", ثَلاثًا. (رواه البزار، والطبراني، والعقيلي من طرق). تمرُّ في العمر لحظات قليلة أقرأ فيها القرآن بشيء من حضور، فأتذكر هذا المعنى وأتمناه، وأدرك أنه بعيد المنال، وتبقى تلك اللحظات ذكرى جميلة تؤكد أن الأمر ممكن وإن كان له أهله الذين اختارهم الله واصطفاهم. تمضي سحابة العمر والمرء في السفوح، يتشبث بمثل قوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الحجرات: 14]. حاول الاقتراب حين نحاول الاقتراب تتغير الأشياء والأفعال فنؤديها بسموٍ وحبٍ وإيمان وذوق، وتتحول العادات إلى عبادات وقربات .. حين نحاول الاقتراب نفهم الكون بطريقة أفضل، وندرك طرفًا من الأسرار والحكم في الخلق، ونستوعب اللطف الرباني في خلق الأنثى والذكر، السرور والألم، السعادة والشقاء، الحياة والموت، وفي كل ما قدَّر وقضى، وله الحكمة البالغة. حين نحاول الاقتراب ندرك أن بركة الدعاء ليست مهدئًا نفسيًا يوصف لمكتئب، ولا وهمًّا يتداوله درويش، بل تعامل واثق مع الله الذي بيده كل شيء، والذي وضع نواميس الكون ونظامه الدنيوي، وجعل من نواميسه اللُّطف والرحمة، يمضي بها قدر الله في الوقت والمكان الذي يشاء.

بقلم الشيخ
سلمان العودة

حمامة الاسلام 02-01-2017 11:22 AM

رد: المقربون الى الله
 
بارك الله فيك و نفعك و نفع بك

ام خولة 02-01-2017 05:37 PM

رد: المقربون الى الله
 
جزاك الله كل خير على هذا الموضوع القيم

نوال 02-01-2017 06:03 PM

رد: المقربون الى الله
 
اللهم اجعلنا من المقربين اليك

موضوع في غاية الروعة سيدتي


جزاك الله خيرا ونفع بك

امي فضيلة 02-01-2017 06:08 PM

رد: المقربون الى الله
 

حياك الله
جزاك الله خيرا على الموضوع القيم المضمون

أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم

وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم

ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم

وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم

اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا

قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى

حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا


هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين

ودمتم على طاعة الرحمن

وعلى طريق الخير نلتقي دوما

مريم مصطفى رفيق 02-05-2017 06:16 AM

رد: المقربون الى الله
 
حياكن الله اخواتي الحبيبات
تشرفت بتواجدكن المشرف على متصفحي
حمامة الاسلام
ام خولة
نوال
امي فضيلة
نسال الله أن يجعلنا من المقبربات إليه
وفقكم الله

ام عبدالله وامنه 02-05-2017 04:17 PM

رد: المقربون الى الله
 
http://www.islamup.com/do.php?img=6880

مريم مصطفى رفيق 02-08-2017 06:37 AM

رد: المقربون الى الله
 
بارك الله فيك اختي ام عبد الله
شرفني مرورك الطيب

مريم مصطفى رفيق 02-08-2017 06:37 AM

رد: المقربون الى الله
 
بارك الله فيك اختي ام عبد الله
شرفني مرورك الطيب

عطر الجنة 02-08-2017 06:05 PM

رد: المقربون الى الله
 
اللهم اجعلنا من المقربين إلى الله..
بوركت جهودك أستاذتي
طرح قيم المضمون
جزاك الله خير الجزاء الأوفى,,



الساعة الآن 07:26 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)