منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد - هل يقصدونك الناس بكلامهم.....


	[formatting="font-family: Tahoma; font-size: 16px; color: Rgb(240, 232, 232); font-weight: Normal; font-style: Normal; text-align: Center; background-color: Rgb(255, 255, 255); border-style: Inset; border-width: 9px; border-color: Rgb(0, 0, 0); width: 91%; background-image: Url(massy/images/backgrounds/2.gif);"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل الناس يقصدونك بكلامهم العابر ؟! ظاهرةٌ بدأت تتفشَّى في حياتنا اليوميَّة ومجالسنا ومناسباتنا حتى في وسائل التواصل الاجتماعي ؛ قطعت علاقاتنا ، وأوغرت صدورنا ، وأسهرت ليل بعضنا !! تلك هي الكلمات العابرة التي يُطلقها بعضهم بقصدٍ أو بغير قصدٍ .. هل يقصدني بها ؟ هل تغريدته التي كتبها هي بسبب معرفته بحالي ؟ هل كلامه في المجلس الفلاني بناءً على خلفيَّة سمعها عنِّي ؟ هل نقل له أحدٌ عنِّي كَذِباً وزوراً فقصدني بكلامه ذاك ؟ أسئلة كثيرة تعتركُ إجاباتها في نفوس بعض الناس ؛ ربما كثيرٌ منها لا رصيد له من أوهامه .. ضاقت نفوسنا ، وساءت علاقتنا بربنا ، وانشغلت قلوبنا بما يُمرِضها ؛ حتى أصبحنا لا نحتمِلُ بعضنا ، حمَّلنا كلمات إخواننا أكثر ممَّا تحتمل ، وأطلقنا لأوهامنا العَنان ، وانطلقنا مع ظنوننا السيئة بدون حساب .. إذا ساء فِعْلُ المرء ساءتْ ظنونُهُ وصــدَّقَ مــا يعتــادهُ مِـنْ توهُّم ولاقى مُحبُّيـهِ بــوجـــه عُــداتــهِ وأصبح في ليلٍ مِنَ الشكِّ مُظلمِ في كثيرٍ من الأحيان تكْبُر في نفوسنا كلمات مَنْ هم حولنا وهم لا يقصدوننا بها ؛ وقد نتَّخذُ قرارت مصيريَّة بناءً على كلمةٍ سمعناها في مجلسٍ عابر وافقت حالاً عندنا غير معروف عند المُتكلِّم ، أو نقطع أواصر قويَّة بسبب عدم الردِّ على مكالمة جوالٍ جزمنا بسوء قصده إذ لم يرُدَّ علينا !! كل ذلك بسبب أوهامنا ، وبسُوء ظنوننا ، وبعجلتنا في ردود أفعالنا !! وهناك سببٌ خفي يجعل بعضنا يقع في سُوء ظنونه ؛ ألاَ وهو غفلتنا عن أمراض قلوبنا ؛ فالحسدُ وضعْفُ المُحاسبة ، وخلل النيَّات في عبادتنا ؛ كلها وغيرها ممَّا يُنسينا فضيلة سلامة الصدر وسمو النفس ونقائها .. نعم ؛ هناك مِنَ الناس مرضى قلوب وسفهاء اعتادوا على ما يُسمَّى ( بالدقِّ ) في الكلام ، يغمزون ويهمزون دائماً ؛ هؤلاء كالنار تأكلُ بعضها إن لم تجد ما تأكله ؛ فلا ينبغي أن نُعيرَهُم أي اهتمام ؛ لأنهم من معادنهم يغرفون ، وبنقصهم وعيوبهم يلمزون . أخيراً .. صدِّقني أنَّ صاحب الظنِّ الحَسَن الذي أصلح قلبه لا يُرعِي لكلِّ كلمة تُقال كبير اهتمام ، ولا يُحمِّل كلمات الآخرين مالا تحتمل ، ولا يتحسَّسُ من كل كلمة وعبارة ؛ هنيئاً له .. يعيشُ سعادةً وراحةً وسلامة صدرٍ هي النعيمُ المُعجَّل في الدنيا قبل نعيم الآخرة .. ✍🏼 سلطان العَرابي ٢٢ / ١١ / ١٤٣٨هـ [/formatting]