منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   براعم شعاع (https://hwazen.com/vb/f37.html)
-   -   يا بني أنصت لي (https://hwazen.com/vb/t17280.html)

إسمهان الجادوي 11-07-2017 01:06 PM

يا بني أنصت لي
 
وقفة
* يا بنيَّ، عهدتُك صغيرًا حبيبًا طريًّا كغصنٍ نديٍّ، تسمع الكلام إشارةً؛ وتنزجر إذا زجرت، فلما أينعت وشببتَ صرتَ تقسو كجذع غليظ لا ماء فيه ولا حياة، فإذا أمسك الماء انتفخ ظاهرًا، دون فائدة.
ما أجمل الفتى في أدبه وطاعته يا بني!!


الكاتب: أ.محمد خير رمضان يوسف

إسمهان الجادوي 11-07-2017 01:07 PM

رد: يا بني إسمعني
 
الإسلام ... دينك
* يا بني، كل الطرق تؤدي إلى الإسلام إذا كانت النية سليمة والعزم أكيدًا، وما ضل الطريق إليه إلا أعمى البصيرة معوجُّ اللسان، قد بيت النية على الغدر بالحق، أو لم يكن جادًا في بحثه ولم يعزم على الحق.
* يا بني، راية الحق مرفوعة دائمًا، ولكن لا يبصرها إلا من أحبها وعزم على اتباعها وانتصر لها.
*يا بنيَّ لا تنظر إلى الإسلام على أنه قيدٌ للحرياتِ.إنه دين الحياةِ,ولكلِّ فئاتِ الناسِ
والأصل في الأشياء الحل والإباحة. ولا ينهاك الدين إلا عن شيء فيه مضرة لك، ولا يأمرك إلا بما فيه خير وبر وفائدة. فخذ حريتك في الحياة كما تريد على ألا تضر بنفسك وبالآخرين.
* يا بني، شغلتني في الدنيا ثلاثة أشياء: الصلاة، والأدب، والجهاد.
أما الصلاة: فأمر ربي، والعهد الذي بينه وبيني.
وأما الأدب فأساس التفاهم بيني وبين الآخرين.
وأما الجهاد ففيه عزتي وعزة أمتي.
فاشغل نفسك بهن، فوالله نِعْمَ الشغل الذي يرضى بهن الرب.
* يا بني، ترفَّع عن كل فكر لا يمدُّ إلى الإسلام بِصلة، وتبرأ من كل جماعة لا تتخذ دين الله منهجًا في الحياة، واهجر كل صديق يضيع حقوق الله، ولا تتفوه بمصطلحات جاهلية يَمجُّها الإسلام.
* يا بني، ليكن أنيسك القرآن، وحبيبك الرسول، ونهجك الإسلام، وأمنيتك الشهادة، وغايتك رضى الله.


* * *

إسمهان الجادوي 11-07-2017 01:08 PM

رد: يا بني إسمعني
 
أخلاق .. وآداب
* يا بني، أكرمْ من أكرمك، وجازِ من صانعك، وسامح من أخطأ معك، واسمع ممن نصحك.
* يا بني، لا تمنن إذا أحسنت، ولا تشتم إذا عاقبت، ولا تضجر إذا خولفت، ولا تتردد إذا عزمت.
* يا بني، هذه ثلاث زيادات لا تنسها: أكرم من أكرمك وزد عليه، واردُد سلام من سلَّم عليك وزد عليه، واهدِ لمن أهدى إليك وزد عليه.
* يا بني، جميل أن تقبل عذر أخيك، وأجمل منه أن تعذره ولو لم يعتذر، فإذا قدرت على الانتقام وعفوت فأنت كريم حليم. والله يحب المحسنين.
* يا بني، نعم الخلق الحلم والأناة تتزيَّنُ بهما، وكفى بهما جلالة وسموًّا أن الله يحبهما.
* يا بني، مفتاح شخصيتك في لباقتك، وسرها في معاملتك.
* يا بني، استعمل سلاح الرفق، فإنه أمضى من السيف، وأهنأ للعيش.
* يا بني، كن عصاميًا، عزيز النفس، فما رأيت أثقل من منَّةِ الرجال، وما رأيت أذل لرقاب الرجال من السؤال.
* يا بني، ثلاث من شيم أهل المروءات: النجدة، والكرم، وقضاء الحوائج. ولا مروءة لظلوم.
* يا بني، إذا كان السخاء يغطي قبائح كثيرة، فإن قلَّة الحياء يغطي محاسن كثيرة، فكن سخيًا حييًّا.
* يا بني، إذا احتاج إليك أحد فانشرح صدرًا، واحمد الله على أن جعلك أهلاً لأن يطلب منك، وإنها لفرصة لإثبات شهامتك ومروءتك وكرمك.
* يا بني، لا تنس معروف أحد، اشكره له أولاً، وكافئه عليه ثانيًا، وزد عليه إذا قدرت، فإن المعروف عند الحاجة غيره عند القدرة.
* يا بني، شكر الناس خصلة جميلة، تدل على تربية وذوق وأدب. لا تنسه في لقاءاتك.
* يا بني، كن سوي النفس، عاقلاً، مهذبًا. وإياك وغرائب العادات، ومنكرات الأخلاق، وشواذ الأفكار.
* يا بني، بماذا تشفي غيظك إذا غضبت؟
إنه قلَّ أن يسلم غاضب من الظلم، فما عليك إلا أن تتجنب أسبابه، فإذا وقع فتجنب آثاره الوخيمة، فاسكت، أو غير وضعك، واستشعر ثواب من كظم غيظه، وابتعد عمن يقع غضبك عليه. وإياك أن تروي غليلك ممن هو أضعف منك ولا علاقة له بالموضوع، فإنه يدل على نفسية سيئة.
*يا بنيَّ, أصعب المواقف هي التي تكون فيها شديد الغضب, لأنك لا تدري ما تقول.
* يا بني، من رأيته غاضبًا فهدئه، فإن لم تقدر فاتركه، فإنه في شعبة من جنون!
* يا بني، لا تكن فظًا فيلفظك الناس، ولا ضعيفًا فيستخفَّك الناس، ولا شتَّامًا فيشتمك الناس.
* يا بني، إذا رأيت متكبرًا فتأسف عليه وانعه لنفسه، وإذا كنت في موقف تقدر على أداء سجدة شكر لله فاسجد له أن عافاك من هذه الصفة البشعة، أو تصدق لله شكرًا على أن لم يجعلك مثله.
* يا بني، خفف من إعطاء المواعيد ما استطعت، فإنه لم يكثر منها أحد إلا ووقع في الخُلف، ولا توجب على نفسك التزامات وعهودًا لا تقدر على إنفاذها، فإنه قلَّ من جمع ذلك على نفسه إلا وعجز عن بعضها، ولكن افعل الخير واقض الحوائج دونما مواعيد تذكر، إلا ما لابد منه.
* يا بني، لا ترتبط بموعد لست عازمًا على الوفاء به، فإن خُلف الوعد من صفات المنافقين، ومع هذا لا يأْبَهُ به كثير من الأصدقاء، فلا تأبه بهم أنت كذلك.
* يا بني، إياك والغدر، فإنه خلق دنيّ.
* يا بني، لا تستحقر أخاك المسلم مهما كان شأنه، فقد يكون أطيب نفسًا منك وأنقى سريرة، وأسبق منك في درك الحسنات، وقد يكون أطوع لوالديه منك لوالديك، وراضيًا مقتنعًا بما قسم الله له، مع قليل ما عنده وكثير ما عندك، صادقًا في تعامله، لا يحمل في قلبه غشََّا ولا غلاًّ لأحد، وقد يكون أرفع منك درجة في الجنة، إن كتب لكما ذلك.
* يا بني، لا تُتبِع نظرك أهل البطر والغنى ممن تكبر وطغى؛ فيختلف عليك قلبُك، وتنكر عليه ما لم تتعهد منه.
وإذا رآك البَطِرُ مشدوهًا أمام قصره ازداد تعلقًا به وتمادى، وإذا رآك تحملق في سيارته الفارهة طغى وظن أنه استغنى.
إذا تجاوز ما تراه من ذلك مسرعًا وتعالى عليه، فإن «مناديل سعدٍ» خير وأبقى([1]).
* * *


([1]) اهديت للنبي r حلة حرير، فجعل أصحابه يمسونها ويعجبون من لينها، فقال: «أتعجبون من لين هذه؟ لمناديل سعد بن معاذ خير منها وألين». رواه البخاري في صحيحه، كتاب مناقب الأنصار، باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه 4/227.



إسمهان الجادوي 11-07-2017 01:09 PM

رد: يا بني إسمعني
 
*يا بني، هناك من المحسنين من لا تقدر أن تصف شعورك تجاههم؛ لكثرة إحسانهم ولين طبائعهم وبشاشة وجوههم وطيب نفوسهم، حتى تظن أنهم سيتبرعون بأولادهم وأنفسهم وحشمهم ومراكبهم!! فأحبَّهم لله يا ولدي، وادعُ لهم كثيرًا، وإذا جالستهم فاحترمهم، وإياك أن تطلب منهم شيئًا.
* يا بني، إذا مرضت فاطلب الشفاء من الله أولاً، فهو الشافي، وما الطبيب والدواء إلا أسباب، إن شاء الله جعل فيها الشفاء، وإن لم يشأ فلا شفاء، وهذا هو سر اشتراك مرضى في مرض وشفاء بعضهم دون آخرين. فليكن قلبك مرتبطًا بالله يا بني، أولاً وآخرًا.
* يا بني، إذا تقززت نفسك وتقلبت أمعاؤك من جليس جالسته فرأيت ما تحت أظافر يديه ورجليه قد ازرق واخضر، وتطاولت حتى تعدت أو حفرت، فاعلم أنه مهمل لأشياء أخرى أقلّ أو أغلى من صحته. ولتكن مثل هذه المناظر درسًا لك للحفاظ على صحتك وامتثال آداب دينك في الحث على النظافة وقص الأظافر وما إليها، ونِعْمَ المؤدِّب إذا كان أكرم خلق الله r، ونعم الممتثل إذا كان من أمته.
* يا بني، إذا دخلت بيتًا فألق عليه نظرة عامة عند دخولك، ولا تحملق هنا وهناك وكأنك لم تلق بيتًا، أو لم يقع نظرك على متاع، أولم تر أهل بيت وأضيافهم!
وإذا قضيت حاجتك فاخرج هادئًا، مسلمًا، مبتسمًا، وانظر أمامك، حتى لا يقع نظرك على ما يكره مضيفك. فإذا تجاوزت محيط الدار فلا تذع سرًّا له وهو لك مكرم ولا تقل إلا خيرًا.
* يا بني، في هذا الزمان صار أكثر ما تطرق أبواب الناس ليلاً، وكان رسول الله r يتعوذ من طارق الليل إلا أن يطرق بخير. فكن إمَّا طارقًا يطرق بخير لعلم أو ضرورة، وإما ذا مجلس خير إذا طُرقت، والله يتولاك بحفظه.
* يا بني، إذا كنت في مجلس قوم فكن مستمعًا فيه أكثر منك متكلمًا، وإذا قلت فأوجز لتعطي المجال للآخرين، ولا تكثر الهمس مع من يليك، وإذا حدث منكر فحاول تغييره برفق، فإن لم تقدر فقم.
* يا بني، إذا أردت أن تكون ذا شخصية محترمة، فلا تكن مهذارًا في الكلام.
* يا بني، حسن إصغائك يدل على أدبك، وابتسامتك إلى أخيك تدل على تواضعك، وصمتك وتفكرك يدل على تمكنك ورزانتك، وعدم تكلمك فيما لا يعنيك يدل على عقلك وإيمانك.
* يا بني، إذا أكلت عند قوم فلا تستعجل، ولا تخرج لسانك، ولا تُغِرْ بعينيك على لقم الآخرين، ولا بيدك على ما يليهم، ولا تتكلم وفي فمك طعام، ولا تشبع، فقد يأتيك عصير أو فاكهة، ولا تكن آخر أصحابك قيامًا، وإذا تنظفت فاستر فمك، ولا تطل الجلوس من بعد.
* يا بني، لا تتحكمن بك عادة قبيحة، كترديد كلمة أو جملة شائنة، أو تحريك طرف من جسمك كلما هممت بشيء، أو مجابهة زميل لك بفعل تعرف كراهته له، أو مواصلة التلهي بآلة في يدك، أو شعرات في لحيتك، أو وضع أشياء في فمك أو بين أسنانك.
* يا بني، استملح المُْلح المليحة، فإنها تطرد الملل، وتنشط النفس، ولا تكثر من ذلك حتى لا تصبح لك عادة، ولئلا تصرِفك عن واجباتك، وكي لا تُخرجك عن آدابك.
* يا بني، في هذه الحياة متنفس كبير لك، فابتسم واضحك، واركض والعب، ونم وتمدد، وترفه وتنسم، وسافر وتنزه، وإياك أن تنسى واجباتك، ولا تؤذِ نفسك والآخرين في خضم هذا كله.
* يا بني، لا تدعْ فُرَجًا للشيطان في حياتك.املأ وقتك بما هو مفيد، واستمتع في الحياة بما هو حلال، فهو كثير، وكافٍ. وما عدا ذلك فإن الشيطان ينتظر منك غفلة أو فلته ليوقعك في فخٍّ لا تعرف مداه.
* * *

إسمهان الجادوي 11-07-2017 01:10 PM

رد: يا بني إسمعني
 
لحظات تفكير
* يا بني، إذا رابَكَ أمر فدعه، فكم من أمور يقدر المرء أن يشغل بها وقته. فإذا ألحت عليك نفسك فتعوذ بالله، ثم انصرف من مكانك إلى من تسكن إليه نفسك المطمئنة، فإذا عاد إلى تفكيرك ما تهرب منه فإنه وسواس ونزغات شيطان ستذهب من الزمن، فلا تلتفت إليها ولا تشغل نفسك بها، ونوِّر قلبك بذكر الله وقراءة كتابه.
* يا بني، لا يشترط أن تنتصر لنفسك كل مرة، الأفضل أن تعلمها العدل والإنصاف، وأن تنتصف منها إذا كانت هي السبب، وتنتصر عليها إذا أرادت أن تتجاوز حدها.
وجميلٌ منك أن تعترف بتقصيرك عند الآخرين.
* يا بني، أحيانًا يكون السكون أو التوقف خيرًا. فإذا شعرت بدوار عقلي وحيرة فكرية توقف واسترح حتى تهدأ الأمور، ويسكن الفوران، وتنجلي الظواهر، ويظهر المكنون؛ عندئذ تقدَّم إلى الأمام بخطوات هادئة، وقد تضطر للرجوع إلى الوراء عدة خطوات.
* يا بني، ضع لنفسك برنامجًا، وخطط لها، واحملها على الالتزام، فإنها تحب الفوضى، وإذا لم تجد من يحاسبها تمادت في السوء أو ركنت إلى الكسل، فتخسر بذلك ليلك ونهارك!
* يا بني، إذا لم تضع في منهج حياتك جلسات تفكير عميقة بمفردك فإنك ستضيع؛ للصخب الإعلامي الذي يحيط بك من كل جانب، ولكثرة ما ينزلق فيه المرء وهو لا يشعر، حتى يصبح المرء حيران لا يدري أين يضع رأسه؟!. فكن على حذرٍ شديدٍ في حياتك، ولا تفارق جماعة المسلمين، أهل الإصلاح والتقويم.
* يا بني، لا بد أن تتخذ لنفسك وقت فراغ تخلو فيه بها، وتفكر وحدك، وبعقلك، دون مؤثرات خارجية، لتنظر ما أنت فيه، وأين أنت من أوامر ربك ،ومن حياتك الحقيقية التي ينبغي أن تكون عليها؟! فإن الأصدقاء والأسرة، وأشغال الدنيا، والعلاقات الاجتماعية؛ كل هذه تلهي حتى لا يحس المرء بوظيفته الحقيقة.
* يا بني، السلامة لا تأتي إلا بعد مقدمات فيها تعب، ولا تنتظر ثمرة شيء إلا بعد تخطيط وعمل.
* يا بني، لو جعلت من هواياتك البحث عن الحكمة في مخلوقات الله، لملأت حياتك أنسًا وعلمًا وبهجة، وازددت إيمانًا ويقينًا بربك ودينك. ونعم الهواية التي تجمع الأنس والفائدة.
* * *


إسمهان الجادوي 11-07-2017 01:10 PM

رد: يا بني إسمعني
 
الأصدقاء
* يا بني، هناك أصدقاء تتقوى بهم كالمغذيات، وآخرون تستأنس بهم ولا تمل من مجالستهم كالفاكهة، وغيرهم كإخوة لا تستطيع أن تعيش بدونهم كالماء والهواء.
* يا بني، أصدقاؤك المخلصون جزء من حياتك فلا تفرط فيهم.
* يا بني، لتكن معروفًا بين أصدقائك بالصدق وعدم المواربة، فإنهم بذلك يزدادون ثقة بك، ويلتجئون إليك للفصل بينهم وحل مشكلاتهم، وتزداد أنت بذلك رفعة وسؤددًا.
* يا بني، كن شامة بين زملائك، تبتسم لهم، وتفرحهم، وتؤنسهم، وتساعدهم، تهنئهم وتعزيهم، ترشدهم وتبين لهم الحق برفق إذا انحرفوا، فالحياة دنيا ودين، والإسلام كذلك.
* يا بني، نِعْمَ الصديق أن يكون عونًا لك على الطاعة، فلا يؤخرك إذا زارك عن صلاة جماعة، ولا يكون سببًا في تأخيرك قضاء حاجة لآخرين. فإذا رأيته داخلاً خارجًا دونما سبب، وأنت جادٌّ وهو هازل، فقلل من حركة رجله، وطوق من آفاق صداقتك معه.
* يا بني، أظهر المودة لإخوانك ولا تكتمها، فإنهم سيبادلونك بمثلها.
* يا بني، كن لطيفًا مع إخوانك، هينًا لينًا، ولا تجرح شعور أحد منهم، فإنه لا يقل مثاله عن توجيه لكمة إليه، والألم النفسي له تأثير مزدوج، في النفس والجسد.
* يا بني، إذا عاتبت أخًا لك فليكن بلطف، ولا تزد.
* يا بني، لا تحمل حقد أحد من إخوانك في قلبك، فكيفما كان هو مسلم، واحمل أخطاءه على الجهل بالدين، أو عدم تقدير عواقب الأمور. وتميز أنت بطيب القلب، وسعة الصدر، والحلم والصبر، وتجاوز عن زلات إخوانك، فنِعْمَ الخلق العفو والغفران. وبقدر انتشار مثل هذه الأخلاق ينتشر الصفاء والوئام.
* يا بني، تحمل زلَّة أخيك مرة ومرتين وثلاثًا، إذا كان ممن تثق به، فإذا كثرت فانسحب بلطف، ولا تؤذِ مشاعره، فقد يكون ما يصدر منه من قبيل اللامبالاة وعدم الاكتراث، وهكذا هي طبيعة بعض الأشخاص.
* يا بني، إذا رأيت أصدقاءك يزدرون كلامك كلما حدثتهم عن أمر من أمور الدين، فاصبر على أذاهم مدة، فإذا رأيتهم تمادوا فاهجرهم، واتخذ لك أصدقاء ممن إذا نظرت إليهم ذكروك بالله، وأعانوك على طاعته.
* يا بني، خذ حذرك ممن يفرِّط في أمر الله، فمن كان لحق الله مضيعًا فهو لحقوقك وحقوق الآخرين أضيع. ولا تتهاون بصغائر تبدو منه، فإنها تجر إلى كبائر. فمن كان دأبه النظر إلى النساء وقع في حبائلهن وجرَّك بحديثه إليهن، ومن كان شأنه التهكم والاستهزاء استصغرك أيضًا ونم عليك، وإن قلد كافرًا فقد نبذ سنة...
* يا بني، من رأيته لاعبًا بدينه، مستخفًا بقيمه، فإنه ذاهب الحياء، قليل المروءة، مستهتر بالواجبات. والبعد عنه غنيمة.
* يا بني، سالم من سالمك إلا أن يكون شيطانًا، فإنَّ سِلْمه عن نفاق، ونُصْحه كمين، ولينه عن خبث، وودَّهُ لوقيعة، وقربه لغدر، وسياسته لحرب!
* يا بني، إذا لم تستفد ممن تتردد عليهم علمًا أو أدبًا أو مالاً، فدعهم إلى غيرهم، وإذا تردد عليك من لا تلمس فيهم نجابة أو علمًا أو إصلاحًا فاصرفهم بأدب.
* يا بني، لو ذهبت إلى بلاد الكفر فلابد أن تتلوث بآدابهم وسلوكياتهم، ولو عاشرت أهل السوء فلابد أن يصيبك من رشاشهم، ولو صحبت أهل الانحراف والضلال فلابد أن تتلوث بأفكارهم لكثرة ما يرددونه، حتى تنسى ما هو البديل في دينك! فلا تصحب إلا أهل الخير، ولا تنهج سوى نهج الإسلام، ويكفيك من شر الغرب، ما أكرهوك عليه وأنت في بلدك الإسلامي!
* * *


إسمهان الجادوي 11-07-2017 01:11 PM

رد: يا بني إسمعني
 
إرشادات .. ونصائح
* يا بني، إن افتخرت بي أبًا فلست مفتخرًا بك ابنًا ما لم تعد إلى طريق الحق وتسلك سبيل الرجال، وتنبذ طريق الغواية والضلال.
* يا بني، ما زالت كفك طرية فلا تجففها بالمنكرات، مازالت قدمك قوية فلا توهنها بالمعاصي، ومازال نظرك حادًّا فلا تضعفه بالنظر إلى الحرام، ومازال سمعك مرهفًا فلا تنصت به إلى ما حرم الله. لا تستخدم حواسك فيما يضرك }إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا{ [الإسراء: الآية 36].
* يا بني، أنت قوي إذا استطعت أن تكبح جماح نفسك، وأنت غني إذا اقتنعت بما يكفيك، وأنت سيد إذا كنت صاحب علم وأدب ومروءة، وأنت في عبادة وجهاد ما دام همك رضا الله والانتصار لدينه.
* يا بني، كن نجمًا يُهتدى بك، لا «نجمًا» يُضحك منك.
* يا بني، طلبك للراحة لا يعني الغفلة عن الله.
* يا بني، ذقتُ مرارة الحياة ولم أذق نعيمها إلا قليلاً، فما غرَّني نعيمها ولا تماديت فيه، ولا طولت الأمل. ولا أيأسني مرارتها، ولا استسلمت لآلامها، بل كان كل ذلك دافعًا لي للتمسك بالباقي وإيثاره على الفاني، فليكن في ذلك عبرة لك، ولا يصدنك عن الحق نعيم أو جحيم، فإنه رسالة الحق إلى الإنسان.
* يا بني، من استراح في الدنيا ركن إليها، فاعمل واتعب ولا تضعف، وصارع الباطل قبل أن تصرع.
* يا بني، وُجدت الدنيا وفي بذرتها الخراب، فاعمل لما يبقى.
* يا بني، اطلب من الدنيا حلالها فإن حرامها كثير، وتنافس على خيرها فإن شرها كثير، وأقبل فيها على الطاعة فإن المعاصي فيها منتشرة.
* يا بني، من طلب الحلال وجده وزيادة عن حاجته، ومن طلب الحرام وجده وزيادة. وليس من حرام مضر إلا وله بديل من حلال هنيء. ولكل طالبوه.إن الحياة فتنة، نعود بالله من مضلاتها.
* يا بني، لا تغتر بالدنيا، فقد اغتر بها كثيرون وماتوا فما ربحوا، وشبعوا من ملذاتها فما هنئوا، وبنوا القصور وكنزوا الأموال فما خلدوا.
* يا بني، لا تتشبث بالدنيا فإنها ملصقة بك أصلاً، لكن جاهد نفسك أن تبتعد عنها وسترى أنها تلحقك! فبادر إلى السلامة منها قبل أن تحرقك.
* يا بني، البكاء من خشية الله هبة منه لا يُؤتاه كل أحد، ولا يؤتاه المرء كل حين أو كلما أراد، فإذا ذكرت الله وداخلتك رقة في القلب فاسترسل معها بكل مشاعرك وحواسك، واعتزل الناس حينئذ إن قدرت، لتسكب العبرات وتناجي خالقك، بكلام ضعيف وفؤاد رقيق وجناح كسير وتوبة صادقة، فقد تدركك رحمته يا ولدي، ومن أدركته رحمته نجا.
* يا بني، ألست تعرف أخاك من بين المئات حتى من قِبَلِ ظهره؟ هذا لأنك عرفته. وكذلك هو. فلن يضيعك الله بين العالمين وقد عرفك مؤمنًا مطيعًا.
* يا بني، إذا رأيت أمامك فخًّا فهل ترمي بنفسك إليه، حتى لو ظننت أنك تقدر على الخلاص منه؟
كذلك لا تلق بنفسك في مواطن الشبهات ومواقع التهمة، حتى لو ظننت أنك لا تقع في الحرام، فإن الشيطان يقنع منك في المرة الأولى بنظرة محرمة، أو مصافحة آثمة، أو خطوة مشبوهة.
* يا بني، إن قلت لك لا تخطئ فأنا مخطئ، ولكن إذا أخطأت فاستغفر الله وتب إليه بصدق، واندم على ما فعلت، واعقد العزم على ألا تعود إلى ذلك، فإن التزمت بذلك فكأنك لم تخطئ!
* يا بني، استر على أهل الذنوب ما ستروا أنفسهم، فإن رأيت بينهم نادمًا واجمًا فقد أقلع، ومن لم يبالِ فاحذره وحذِّر منه.
* يا بني، قد تتراكم الهموم عليك فتظلم الدنيا في عينيك، ولا ترى منفذًا لما أنت فيه إلا باليأس، أو ارتكاب ما لا يرضي الله. فإياك ثم إياك، فإن اليأس قتل بطيء للنفس، وما لا يرضي الله كبير على مؤمن يقدر عظمة من عصى. فالْجأ إلى ربك بكل خشوع، واذرف دموع الندم، وأقبل على التوبة، فلا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه، فهو مفرج الهموم ومنفس الكروب، ومغيث القلوب ومعز النفوس.
* يا بني، الهموم تجر الهموم، فقف عند بعضها وتجاوز بعضها، ولا يحملنك ذلك على الانكماش والانعزال والتقاعس عن أداء الواجبات، واصبر واتق الله، فإن الفرج آتٍ بإذن الله.
* يا بني، لا يمنعنك كثرة الباطل وتراكمه من رؤية الحق، فالمؤمن نوره في قلبه، يرى الحق وراء الظلمات. ولا تألف الباطل، ولتكن بينك وبينه وحشة، فإن من ألفه كان من أهله. وهذه المعاصي والمنكرات التي تصبِّحك وتمسيك في الشوارع ووسائل الإعلام حتى صارت شيئًا مألوفًا في حياة الناس، يكون المؤمن عنها متجافيًا، يراها، ويمر بجانبها، ولا ينغمس فيها.
* يا بني، مخالفتك للحق يعني إعلانك الحرب على الاستقامة والفضيلة، وإذا بدر منك هذا ومن زملائك وآخرين في المجتمع، فإنه يعني انتشار الرذيلة، وتسلط الهوى وسيادة الشيطان، ومن ثم انصباغ المجتمع بالفساد، وانتظار غضب الله. فالحذرَ الحذرَ.
* يا بني، إذا اقترفت معصية ولم تندم رحَّب بك الشيطان وفتح لك بابه على مصراعيه، وفتح شهيتك على معصية أخرى ألذ وأكبر.
* يا بني، أربعة خسروا: من جاهر بالمعاصي قتل حياءه، ومن تمادى في غيه خسر نفسه، ومن اتخذ الناس غرضًا لإساءته فهو مجرم، ومن اتقاه الناس لشره فهو شيطان؛ فلا تكن من الخاسرين.
* يا بني، أسوأ أيامك هي التي عصيت فيها ربك، أو عققت فيها والديك، أو قطعت فيها رحمك، أو ظلمت فيها غيرك، أو فضحت فيها مستورًا، أو نممت عن أخ لك، أو حقرت فيها مسلمًا، أو كففت عن خير كان جاريًا.
* يا بني، ما أسعدك مطيعًا لربك، راضيًا عنك، وما أتعس امرأً بارزه بالمعصية وهو ساخط عليه.
* يا بني، حياتك لا تخلو من غفلة ومعصية، ومن نعمة ورفاهية، فكن بين استغفار وتوبة، وحمد وشكر.
* يا بني، تجنب النظرة الحرام، فما أمعنت النظر في عين إلا قالت لك شيئًا وأجبتها بشيء، وما لا ترغبه لأخواتك الشقيقات، لا ترغبه لأخواتك المسلمات.
* يا بني، قد يحدث في حياتك العملية ما يلجئك إلى سلوك الباطل، وارتكاب الخطأ، وعدم الصدق في المعاملة، فإياك أن تبيت وأنت راض عما فعلت فتسخط ربك، وكن دائم المعاتبة لنفسك حتى تستقيم ظاهرًا باطنًا، واستغفر الله من ذنوبك حتى لا تتراكم فتحول بينك وبين رؤية الحق.
* يا بني، إذا تذكرت أنك ظلمت أحدًا فدع كل أعمالك وارددْ مظلمة ذلك الشخص، فقد يدعو عليك فتحول حياتك شقاءً، فتصاب في جسمك أو أهلك أو مالك، ولن تنتفع بعدها بشيء، ودعوة المظلوم مستجابة.
* يا بني، لا يكن عقابك ظلمًا، فإذا تجاوزت عادت دائرة العقاب عليك.
* يا بني، من استمر الظلم مات ذليلاً.
* يا بني، لا تكن ظلا للظالم، ولا تجلس في ظله.
* يا بني، إذا أغلق الظالم أمامك بابًا، فتح الله لك أبوابًا.
* يا بني، أسوأ الناس أظلمهم، بل أعقهم لوالديه، بل أخونهم لصديقه وأكفرهم للنعمة، بل المستهتر الذي لا يبالي بمعاصي الله.
* يا بني، المرء في هذه الدنيا ممتحن ومختبر، وينظر الله ما يفعله بعد أن بين له طريق الخير وطريق الشر، ولا يستشعر هذه المسؤولية إلا المؤمن العميق الإيمان، وكل يندم على ما فرط عند سكرات الموت. فليكن من دعائك يا بني: اللهم أعني على ما امتحنتني به في هذه الحياة الدنيا، فإنه لا هداية إلا منك، ولا توفيق إلا منك، ولا حول ولا قوة إلا بك.
* يا بني، لا تحرص على الحياة، فإن حرصك عليها قبيح لأمرين:
الأول: أنك ستزداد حرصًا عليها، لأن حب الحياة مفطور عليه الإنسان.
الثاني: أنك لست في عز ما دامت أمتك ذليلة بين الأمم، فلا شيء يشجع على الحياة.
وعلى كل حال فإن هذا أو ذاك لن يزيد من عمرك ولن ينقصه. وكن فدائيًّا توهب لك الحياة الحقيقية.
* يا بني، لا تنس الموت، فإنه لا يعرف الشاب من الشيخ، وكم هم الذين في عمرك قد حصدهم فباتوا حبيسي أعمالهم! فقدِّم لنفسك، وتجهز لما لابد منه.
* يا بني، لو تفكر الناس في الموت حق التفكير لاستقام سلوك كثير منهم، فليكن من أوليات تفكيرك.
* يا بني، إذا أتتك الدنيا وخفت البطر فاذكر الموت، وأنه قد يفجأك بزيارته قبل أن تزورك الهناءة، فإن تذكر الموت دواء البطر وأوبةُ المؤمن.
* يا بني، إنما يكون فرح المؤمن بفضل الله وبرحمته، فإذا فرحت بالدنيا نسيت الله وفضله، وإذا بحثت عن الدواء فاذكر الموت والبلى، فإنه يفرق فرحك، ويسدد سهام نفسك، ويعيدك إلى حقيقتك: لم تكن شيئًا فكنت، ثم لا تكون شيئًا فتكون.
* يا بني ، كم مرة وضعت رأسك على الوسادة فنمت أو استرحت، ثم أفقت أو اعتدلت؟ لن يستمر هذا معك إلى الأبد، سيأتي يوم تضع رأسك ولا تقدر أن تقيمه. متى يكون هذا وكيف؟ سيكون قريبًا أو بعد زمن، ولا يهم الكيف، المهم أن تكون مستعدًا، وتحسن خاتمتك.
* يا بني، أبق لنفسك ذكرًا طيبًا بعد حياتك، وجسرًا تمد به حسناتك، بما تخلده من صدقات جارية، أو علوم نافعة، أو تربية صالحة تودعه أولادك. المهم ألا تدخل القبر ويقفل عليك كصندوق لا يدخل منه نور، ولا تنفذه نسمة هواء، وأنت أحوج ما تكون إلى ذلك.
* * *

إسمهان الجادوي 11-07-2017 01:12 PM

رد: يا بني إسمعني
 
وصايا .. وعبر
* يا بني، ما حملك مثل عقلك، وما هنأك مثل التوفيق، ولا أسعدك مثل العافية، ولا صالحك مثل أهل ودِّك.
* يا بني، يعرف رشدك من تصرفاتك، وعقلك من حديثك، وحكمتك بعد استشارتك.
* يا بني، إذا أردت أن تعرف فاقرأ واسأل، وإذا أردت أن تكسب فاعمل وانشط، وإذا أردت أن تسود فاحلم ودارِ، وإذا أردت أن تنجو فأخلص واستقم، وإذا أردت حياة عزٍّ فأصلح وجاهد.
* يا بني، استعمل دهاءك لعدوك، وحلمك لصديقك ولطفك لأهلك، وحنانك لأولادك وضعفاء مجتمعك وصبرك لمن هو فوقك ودونك.
* يا بني، راقب نفسك أكثر مما تراقب الآخرين، فما يزالُ المرء معجبًا بنفسه حتى ينسى عيوبه!
* يا بني، ما لم يكن الحق واضحًا أمامك فاتَّئد، واجمع قواك لمعرفته، فإن الحق يستحق أن يبذل له الجهد. فإذا عرفته فتشبث به ودافع عنه. ولو تواضع أفراد المجتمع على هذا لاستقام أمرهم، وابتعدوا عن أخطاء كثيرة متكررة.
* يا بني، امتط صهوة الحق فإنه لا يخذلك، وتأبط حقيبة الخير فإنها ستسعفك، وصاحب أهل المروءات فإنهم شفعاؤك.
* يا بني، كن مقدِّسًا للحق، مواليًا له، فهو من أسماء الله الحسنى، وبه أنزل دينه، وأمر أنبياءه، وجعله ميزان قبول الأعمال.
* يا بني، كن جبهة للحق، وعونًا للمظلوم، وقوة في الأمة، وسندًا لمشاريع الخير، ومشجعًا لأعمال البر، ورفيقًا للموهوبين، ومصلحًا نبيلاً في مجتمعك.
* يا بني، كن جبلاً ضاربًا في أعماق الأرض في صمودك مع الحق، وغصنًا رطبًا في خضوعك له.
* يا بني، سدد سهمك قبل أن ترميه، فإن لم تفعل طاش وأصاب خطأ.
* يا بني، إذا أُسر إليك فاكتم، وإذا أسررت فليكن لأمين، ولا تبح بأسرارك إلا لضرورة أو طلب مساعدة.
* يا بني، جلوسك إلى من هو أكبر منك اقتباس من عقولهم، وجلوس من هو أصغر منك إليك اقتباس من عقلك، فلا تحرم نفسك من أولئك، ولا تبخل على هؤلاء من علمك. وكن مع الأولين مهذبًا مؤدبًا، ومع الآخرين مريبًا وناصحًا.
* يا بني، إذا اعتبرت من تجارب الآخرين أضفت أعمارهم إلى عمرك، وصرت حكيمًا.
* يا بني، إذا اتخذت قرارًا مهمًا في حياتك دون استشارة فلا تلومنَّ إلا نفسك.
* يا بني، امش في مناكب الأرض، وفكر بآلاء الله وعجائب قدرته، واقرأ من العلوم الطبيعية ما يملأ رأسك فكرًا وقلبك نورًا وإيمانًا، وإذا تعمقت وعجبت، وانبهر عقلك بما رأيت وسمعت وقرأت، فقل بلسان المؤمن: }رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ{ [آل عمران: 191]، فإن الله خلق الكون لحكم عظيمة، وليكون ما فيه دليلاً على وجوده وحكمته وقدرته، وإيذانًا بخضوع ما فيه لقهره وجبروته.
* يا بني، كن دقيق النظر، فطنًا، وخذ كل شيء بحقه، صغيره وكبيره، وأعط كل شيء ميزانه، فلا تحمله زيادة على حده، ولا تسئ الظن إلا بأهله، ولا تتدخل فيما لا يعنيك، ولا تغر في السطوح، ولا تظاهر في الأعماق، فلا التنطع يفيدك، ولا التظاهر يكفيك.
* يا بني، لا تكن كالبيت المهجور لا يؤوى إليه.
* يا بني، كن شخصية معتدلة جادة، ولا تتعالى فيمجك الناس، ولا تستخف فيحقروك. وكن باشا في لقائك، هادئًا في حديثك، متكلمًا بالخير، ساكتًا دون ذلك.
* يا بني، انشغال المرء بأمور ثانوية يدل على عقلية صغيرة.
* يا بني، لا تسافر إلا لحاجة أو ضرورة، ومادام هناك عوض عن السفر بوسائل الاتصال الأخرى فلا لزوم له، وإذا اضطررت لسفرٍ فلا تطل، وعد بعد قضاء حوائجك مباشرة.
* يا بني، لا تجعل أيامك ترفيهًا وتسلية، ولا تعلِّم جسمك الليونة والنعومة. علم نفسك أوضاعًا صعبة تعينك على نوائب الدهر وأحوال الجهاد. نم على الأرض ليالي مثلاً، وامش مرات بدون سيارة، وقم قبل الفجر، وغير نظام طعامك أحيانًا.. فإن الرجولة تقتضى ألا تكون عبدًا لعادة أو حاجة. وقد بكى في السجون رجال، وجزع آخرون في أسفار.. لأنهم لم يتعلموا حياة الجد والخشونة.
* يا بني، املأ رأسك تفكيرًا وتدبيرًا لإنقاذ نفسك وأمتك، ولا تهتم بسفاسف الأمور والخطط الصبيانية وطيش الشباب، فلا اعتبار لك إلا بجديتك وكفاحك.
* يا بني، لا تستسلم للملمات، بل جابهها بقلب واع وفكر سليم. ولا تدع المشكلات تتراكم عليك، فإن تأجيلها أو الهروب منها لا يعني حلها، ولا يدل ذلك على شجاعة وحلم، بل فيه لا مبالاة وجبن. فإذا تعذر عليك مجابهة أمر، أو استعصت عليك مشكلة بعد بذل الجهد، ففوض الأمر إلى الله، فإن الأمر كله بيده.
* يا بني، لا تكثر من الشكوى فإنها لا تأتي بشيء، وهي دالة على تذبذب الشخصية وضعفها. ارفع يديك إلى ربك، وافعل ما تقدر عليه، وبح بشيء من ذلك لآمنِ أصدقائك أو لوالديك، على ألا يكون فيه حزن لهما.
* يا بني، لا يخدعنك صاحب اللسان المعسول بحلاوة حديثه، فإنه قد يلدغك. كما لا يغرنك نعومة الملمس، فإن الحية لينٌ ملمسها.
* يا بني، لو كان الثقيل ماء لما جاوزت به حلقي، ولو كان طعامًا لما استسغته، ولو كان لبسًا لما تدثرت به.
* يا بني، ما أخلص معك من ألهاك، ولا صدقك من هول عليك، ولا راعى أخوة من نقص منك أو ازدراك، ولا ناصحك من أبعدك عن أهلك وإخوانك.
* يا بني، احذر ممن يحذرك مما لا يحذر منه، فإنه يثبط همتك.
* يا بني، احذر تغيرات قلبين: قلب الأنثى ما لم تكن أما، وقلب الحسود مهما كان صديقًا.
* يا بني، لكل صوت صدى، ولو كان هناك صوت لم تسمعه لكان له صدى لم تسمعه، فلكل شيء أثر ولو لم تره، حتى لو كان تمثيلاً وصورة لا أصل له ولا حقيقة. ألا ترى الناس كيف يجتمعون على أفلام وتمثيليات وتلمح على وجوههم آثار الانفعال والتأثر وهم يعلمون أنها تمثيل ووهم؟ فخذ العبرة من كل هذا يا بني، وانظر إلى أصوات الباطل كم هي وكم يكون تأثيرها، وما لم يكن هناك حق دخل الباطل فباض وفرخ. فأفرغوا الخير في كل مكان، ولا تدعوا فرجة للشيطان.
* يا بني، تباينت مشارب الناس وأمزجتهم نتيجة ابتعادهم عن الدين الحنيف، فمن متأثر بفنان متهتك، ومن معجب بمغنية بغية، ومن متعصب لسياسي مخادع، ومن مقدس لشيخه... كن أنت يا بني تلميذ النبوة، معظمًا لنبيك، ممتثلاً لأقواله، متمثلاً بأفعاله، فإنه نعم المربي العظيم والسيد الكريم، الذي لا يخشى من متبعه أن يضل أو يزيغ.
* يا بني، تذكر أمر ذلك الرجل الذي دعا الله أن يوسع عليه، ثم ضجر من الحال التي فيها ولم يصبر، فعزم على طرق باب غني ظالم مستبطر، فساعده، فمال إليه قلبه، فصار من أعوانه. أليس هذا واقعًا ملموسًا في الحياة الاجتماعية بصور ومناسبات شتى؟ أرأيت كيف يكون الغنى أحيانًا وبالاً؟ أليس الله أعلم بأحوال عباده وما يصلحهم منها وما يفسدهم؟
* * *

إسمهان الجادوي 11-07-2017 01:13 PM

رد: يا بني إسمعني
 
دعوة ... وجهاد
* يا بني، ذكر نفسك بأصول وظائف نفسك قلبك للعبادة والذكر، وعقلك للدعوة والعلم، وجسمك للجهاد والعمل.
* يا بني، لا تجعل من نفسك مراقبًا أو وصيًّا على الآخرين، فإن الإنسان يحب الحرية في تصرفاته، والاستقلالية في شؤونه. فإذا رأيت انحرافًا فسدد برفق وأنكر بحكمة. وإذا علِمت أن تدخلك يزيد الأمر سوءًا فاكتف بإنكار قلبك.
* يا بني، لا تستهن بكلام من يحاورك فقد يكون على حق، ولا تسارع إلى نفي ما يقوله فقد يقول شيئًا تجهله.
* يا بني، اهدأ إذا حاورت، وانفعل إذا خطبت، وابتسم إذا صافحت، وتدبر إذا كتبت، وارجع إذا أخطأت.
* يا بني، إذا حاورت صديقك وغلبته فلا تبكته ولا تضحك منه، فإن هذا يزرع الحقد ويوغر بالانتقام، ولكن أمهله وأعطه الحرية، فإنه إن قام أو انتقل إلى حديث آخر، فهذا يعني أنه اقتنع وكفى، فقد بلغت مُناك.
* يا بني، أين تصنف نفسك من هؤلاء؟ أنت تعرف أصدقاءَ لك لا حديث لهم سوى عن السيارات وأنواعها، وماركاتها وأسعارها، أو المطاعم ومواقعها، وجودة أكلاتها وسمات طباخيها، أو المقاهي ومرتاديها، والشيشة وورق اللعب..
كن أنت يا بني من أهل المساجد، واعرف خطباءها وأئمتها، وعمارها وأهل الصفوف الأولى منها، والدروس القيمة في أي منها. احمل معك أصدقاءك إليها، وحبب بيوت الله إليهم، لتتعلق قلوبهم بها، فنعم البيت الطاهر الذي يتربى فيه المسلم المبارك، نبتةٌ طيبةٌ في تربةٍ طيبةٍ. سيكون وجهك منورًا، وأبوك عنك راضيًا، ولك داعيًا، وبك مفتخرًا.
* يا بني، ادع لمن يعمر بيوت الله أن يعمر الله قلوبهم بالإيمان والتقوى، وبيوتهم بالألفة والمحبة، وأن يكفيهم ويؤويهم، ويرزقهم الذرية الصالحة، ويبارك في أموالهم وينسأ في آجالهم، فنعمت التجارة تجارتهم، وطوبى للمسلم الذي يشكر للناس صنائعهم وهم لا يدرون.
يا بني، حادد الإعلام المضلل وكن له بالمرصاد، فإنه يضل أقوامًا كانوا على الفطرة، ويزداد به الضالون ضلالاً، فتزداد بذلك مساحة الفساد والبعد عن الحق. ورد على الشبهات فيها ما قدرت، فإذا عم الضلال وطغى الانحراف فتمسك بالحق وبين الصراط السوي، فإن الحق أبلج.
* يا بني، إذا تأوهت لألم أخيك المريض، واقشعر بدنك لرؤية مصاب أو محتاج، ودمعت عينك لنظرة يتيم، وخشع قلبك لمنظر مؤثر يوحي بالرهبة والإيمان؛ فإن لك قلبًا حيًّا وإحساسًا نابضًا واهتمامًا بمجتمعك. بقيت مشاركتك العملية، وأن تحول إحساسك إلى واقع وعمل – إن قدرت – وهو المهم.
* يا بني، إذا كانت العراقيل التي وضعت للسفر إلى بلاد الإسلام عديدة، فتمنعك من رؤية إخوانك في الدين، والوقوف على أحوالهم، فلا أقل من أن تقرأ أخبارهم في الكتب والمجلات الإسلامية، أو تزور مراكز إسلامية لأجل ذلك، أو أشخاصًا يأتون من تلك البلاد، أو إخوانًا لك يزورونها فتسمع منهم. ولا تنس أن بلادك الإسلامية كانت على مدى قرون قطعة أرض واحدة، تمشي فيها من المشرق إلى المغرب بدون جواز سفر. فاعرف أعداءك، واعرف من يكرس هذه الأحوال من خلفائهم وحلفائهم.
* * *
* يا بني، الشهادة هبة من الله لا يؤتاها كل من أحب، بل يؤتيها الله من أحب. فكم طلبها خالد ولم يؤتها, ووالله لو علمت أن هناك خصلة حرص عليها الشهيد فلذلك وهب الشهادة، لأفنيت عمري في سبيل تحصيلها. واحرص يا بني على مكارم الأخلاق، فلعل من بينها خصلة تتعلق بذلك، فإن لها مكانة عظيمة عند الله.
* يا بني، إن لم يمت أبوك شهيدًا فاستغفر له كثيرًا وتصدق عنه، فوالله إنه على حافة الخطر، وقد عقد لسانه وأفزع قلبه موقف الصراط.. لا يدري هل يتجاوزه أم ينقلب فيقع في النار؟ اللهم رحمتك أرجو يؤمئذ.
* يا بني، اجعل صلاتك ونسكك ومحياك ومماتك كله لله رب العالمين، وبذلك أمرت مادمت من المسلمين، ولا يبقى لك إلا هذا، وما عداه فهو باطل. ولا تظن أنك بعد هذا تستحق الجنة! فوالله لا يطمئن قلبي حتى أرى دم الشهادة يكلل جبيني، وأنفاس الحياة الأولى تنطفئ وأنا في ساحة الجهاد لإرضاء ربي، ثم أبشر برحمته.
* يا بني، ما بكيت على شيء بحرقة وحنين مثلما بكيت على الشهادة، فهل أنالها كرامة من الله؟
* يا بني، من أحب الجهاد لم يحب الدنيا، وغلب حب الشهادة عنده على هموم الدنيا فاستراح!
* يا بني، أنت بخير مادامت فيك جذوتان متقدتان: جذوة الإيمان، وجذوة الجهاد.
* يا بني، لا تنقطع عن العلوم العسكرية وتطورات السلاح وأخبار الجيوش، فأنت فرد من أمة تقدس الجهاد، وقد تدعى لدفاع عن دينك وعرضك، فلا تكن مهملاً من ذلك.
* يا بني، لا شيء يشجع على الحياة ودين الله ينبذ ويحارب.
* يا بني، ادع للمسلمين ومجاهديهم كل يوم، ولا تنقطع عن ذلك لئلا ينقطع عنك الشعور بالأخوة الإسلامية وقد نفذ الأعداء خططهم بتفريق المسلمين عن بعضهم البعض.




إسمهان الجادوي 11-07-2017 01:14 PM

رد: يا بني إسمعني
 
إصلاح وتربية
* يا بني، حياتك تنعكس على آخرين استقامة واعوجاجًا، فكن قدوة حسنة.
* يا بني، التمس لنفسك صحبة طيبة، أو لازم بيتك في صحبة كتاب، أو معاشرة أهل بمعروف، أو أديب ولد، أو إصلاح شأن.
* يا بني، من رأيته متفكرًا، مهتمًا بأمر الناس، لا يفتأ يتحدث عن المجتمع وسبل إصلاحه، فاعلم أن له تأثيرًا، فاقترب منه وشاركه في همه إن كان ملتزمًا بدينه، واحذره إن كان غير ذلك.
* يا بني، ليس من البر أن تطيع والديك فيما وافق مزاجك ولا تسمع منهما إذا خالفه.
* يا بني، لا تجرح شعور والدك ولو بكلمة جافية، أو صوت يفهم منه الضجر }فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ{ [الإسراء: 23]. فإنه قد يجبر خاطره من آخرين دونك، لأنه لم يتعب معهم كما تعب معك.. رباك صغيرًا، وقبَّلك بكل حنان، وحملك وضمك إلى قلبه، وأشفق عليك فأحسن مأواك، وأنفق عليك واعتنى بصحتك، وعلمك .. حتى إذا كبرت تمعر وجهك وتصعر خدك، وقلت ما قلت؟!
* يا بني، لا تلم أباك على تغير مزاجه وخروجه عن مألوف خُلُقِه في أوقات من مدة إشرافه على الأسرة، فإن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، وليست هي على طبيعة فرد أو جماعة؛ وسترى أن الأب يواجه من مصاعب الحياة وظروف طلب المعيشة ومعاشرة أصناف من الناس، ما تعذره به إن شاء الله.
* يا بني، إذا غاب عنك رؤياي، وكنت بارًا بي، فادع لي بالرحمة والمغفرة، فإني أحوج ما أكون إلى برك يومئذ.
* يا بني، لا يطرقن سمعي أنك قاطعت رحمًا لك، ولو كان هو السبب في ذلك، فإذا قاطعك فلتكن أنت المتفضل في صلته، عندها أعرف طيب قلبك ونبل أخلاقك، وستكون مهجة القلب وسواد العين.
* يا بني، لا تهمش نفسك في هذه الحياة، فقد خلق الله فيك روحًا، وجعل لك موقعًا على الأرض، وهداك النجدين. وهذا يعني إمكانية تحركك في عدة جهات. وإذا اقتنعت بمحدودية قدرتك فاستعمل طرقًا أخرى للتأثير. علم ولدك، أو ساعد في تربية آخرين. اعمل وأثر في مواضع تقدر عليها، تكون بذلك قد أطلت يدك القصيرة، ووسعت من خطوات رجلك، وأبعدت في نظرك، وأصبت هدفك.
واعلم أنك إذا أبقيت مكانك أو دورك فارغًا، هرع إليه أهل الباطل فملئوه بباطلهم!
* يا بني، هناك دول تبث في أهلها روح العنصرية، فتنغرس بذلك الكراهية في النفوس، ولا تتحقق الأخوة الإسلامية المطلوبة بني هؤلاء وإخوانهم في بقاع الأرض، فكل يفضل «عنصره» ويتعلق بعلمائه وقادته، وينظر نظرة الدون إلى الآخرين، فيتحقق بذلك حلم الأعداء في تفريق المسلمين بعضهم عن بعض. فلا يغرنك كل هذا التهويل للمواطنة والقومية والعنصرية، وتحاش الإعلام المضلل كله، ولا تكن عنصريًا مثل آخرين، وكن عالميًا مثل عالمية الإسلام.
* يا بني، إياك أن تركن إلى ظالم فتمسك النار، ولا تتفوه بالرضا عنه فتسخط ربك، ولا تنعم في ظله فتشاركه الإثم.
* يا بني، كلما أردت أن أستريح تذكرت أنني لم أقدم شيئًا لأمة محمد r، وأنني محتاج إلى حسنات كثيرة لأغطي بها هذا التقصير العظيم، فتنقلب راحتي إلى قلق وهم، فأهرع إلى ما تفضل به الله عليَّ من خدمة دينه، وأفرج به بعض ما أهمني. فلا تكن مفرطًا مثل أبيك، وقدم لأمتك ما تقدر عليه من الآن، ولتكن همتك في صميم دينك، وتفكيرك في الفوز برضا ربك.
* يا بني، الرجال أولو العزم لا يختارون طريق الراحة. إنهم يختارون طريق الجهاد والكفاح، ويرون في العمل المفيد راحة لأجسادهم وسعادة لنفوسهم وسرورًا لقلوبهم، خذ قسطك من الراحة لتكون عونًا لك على العمل الصالح، ولا تكن من صنف الكسالى أو فئة البطالين، وقدم لأمتك ما تقدر عليه.
* يا بني، سائل نفسك بين كل فترة وأخرى: ما الذي قدمته لأمة محمد r وأنت فرد منها؟ هل أنت ممن يأخذون ولا يعطون؟ بئس الرجل أنت إن كنت كذلك. إذا لم تجاهد عن أمتك فكن عنصرًا فاعلاً وشعلة نشاط في مجتمعك، وإذا لم تكن كذلك فكن مربيًا نافعًا ومدبرًا حكيمًا في أسرتك. وإذا لم تكن كذلك فلا أقل من أن تكون محافظًا على عباداتك. وإذا كنت مقصرًا في هذا أيضًا فأمسك شرَّكَ عن الناس، فلا تؤذ الآخرين، ولا تظلم نفسك بأكثر من هذا فتموت وأنت كذلك.
* يا بني, إذا واتتك فرصة فراغ فلا تنم. كن يقظًا، وفكر بما كنت تؤجله من مشاريع وأعمال فابدأ بها. ولا يشترط أن يكون وقت الفراغ بحجم تلك الأعمال، فالمهم أن تبدأ، ثم ترى نفسك أنك ارتبطت بها فلا بد أن تنهيها. والله يوفقك.
* يا بني، الجلوس مع المثقفين غير الجلوس مع العمال، والجلوس مع هؤلاء غير الجلوس مع الشيوخ والعجزة.. وغير الجلوس مع المرضى والمحتاجين.. وغير مجتمع الأطفال والناشئين.
فقد يخجلك المثقف ويوقعك في ورطة! وقد يقترب منك العامل فيستند عليك أو يرسل نفسه في منخريك، وقد يطيل عليك الشيخ حديثه فتمل أنت ولا يمل هو! وقد يفاجئك الفقير بطلبات تخل توازنك، ويريك المريض من أحواله ما لا ترضى، ويسألك طفل فلا يحضرك الجواب.. ولا يصبر على هؤلاء جميعًا إلا صبور كامل المروءة، حليم عالي المزاج.
* يا بني، إذا قدرت على عمل فلا تسأله غيرك، فإن القادر السائل كالغني المتسول.
* يا بني، اتعب واكسب، ولا تنم فتتعب.
* يا بني، ابدأ بالسهل، فإن النفس صعبة المراس.
* يا بني، إذا خالفك التوفيق فقد حالفك التقصير، وإذا راقك الكسل فليرقك الفقر والأرق.
* يا بني، لو كان للرزق باب واحد لتكالب الناس عليه وضيقوا على بعضهم البعض، ولكنه أبواب كثيرة. فاطلب حلاله بنفس طويل، ولا تضيق على نفسك.
* يا بني، إذا رأيت مهمومًا فاقترب منه، فإذا رأيت آهاته تزداد، ولا تعرف البسمة طريقًا إليه، فتطرق معه إلى هموم الدين، فإنه يقض مضاجع الرجال، ويذلهم في النهار. حاول أن لا تقوم من عنده إلا والبسمة قد تسللت إلى وجهه الحزين، وقد يفرج الله عنه بهذا ما أظلم عليك ولم تفرجه صلاة ولا دعاء، وإن لتفريج الهموم من الأجر والثواب مالا يعلمه إلا الله.
* يا بني، ارحم الضعيف، وكن عونًا للمحتاج، واقترب من اليتيم، وليكن قلبك نابضًا بالحنان بين هؤلاء. أعط شيئًا من وقتك للضعيف، وساعد المحتاج بما تقدر عليه، وضم اليتيم إلى صدرك، وامسح على رأسه، وانظر إلى عينيه جيدًا عندما يرفعهما إليك، واقرأ فيهما ما تشاء.
* يا بني، احمد الله على ما نشَّأتُك عليه، وانظر إلى آخرين ممن لا يقدر أحدهم أن يبيت إلا إذا تجرع الخمرة، وآخر لا يرى للعمل معنى إذا لم يكن بين النساء، وآخر لا يرى للحياة معنى إذا لم يشجع فريقًا ما ..!
* يا بني، لا تلجئ أخاك إلى ما يؤذيه، ولا تساعده على مضرة نفسه، ولو كان هو السبب في ذلك. فإذا عكس عليك بالسيارة والطريق لك، وعلمت أنك إذا لم تعطه الطريق وقع في حادث، أو حتى لم يقع فيه، فدعه يمر، إنك بذلك رجل خير وإصلاح، وفوق الانفعالات والمعاكسات التي لا تليق بالنفوس الطيبة.
* يا بني، كثرت الانحرافات في المجتمع حتى عمت وطمت، أدبًا وعلمًا وسلوكًا، أينما اتجهت وحيثما ذهبت فإما أن يكون عقلك أكبر من هؤلاء فتخالط وتصلح، وتأمر وتنهى. وإما أن تقتصر في علاقاتك مع أهل الخير والصلاح، فتصلح نفسك وتتعاون معهم على البر والتقوى.
* يا بني، أنت ترى الناس كيف يتسوقون وينتقون، ويتحدثون عن أصناف الطعام وأنواع الكماليات، ويتهافتون على الملذات والموديلات..
اختر لنفسك يا بني سوقًا أخرى تفتح قلبك وتلج بك إلى مستقبل أعظم. أبواب الخير كثيرة لا تحصى، ادخل ما استطعت من هذه الأبواب، وامش واختر، وأقبل وافعل، فإنها الكنوز الحقيقية التي ستنفعك في يوم شديد تكون فيه الحاجة إلى حسنة.
* يا بني، إذا أردت أن تقر عيني بك فكن أحد ثلاثة:
- صالحًا بين أفراد أسرتك، تهديهم وتعمل لهم.
- داعية في مجتمعك.
- مجاهدًا في سبيل ربك.
وأمنيتي أن أحيا بالشهادة، وإلا فأبًا لشهيد.
* يا بني، احرص على أن تنشئ أولادك على تربية صالحة وعادات حسنة،وما لم يكن ذلك فإن تغيير العادة في الكبر من الصعوبة بمكان. انظر إلى شيخ كبير لا تفوته صلاة الجماعة، ولا يفتأ يذكر الله، ولكنه حليق اللحية، ويجد صعوبة في حلقها كل مرة في هذه السن، كما يجد صعوبة في توفيرها؛ لأنه لم يفعل ذلك منذ الصغر. وقس على ذلك أمورًا عديدة.
* يا بني، لا تسمع كل ناعق، ولا تمش خلف كل صافر، فإن مما يسمونه حرية وتحضرًا نسميه نحن جاهلية وهمجًا. نحن أخلاقنا نابعة من القرآن الكريم، وآدابهم لا ضابط لها ولا رقيب، بعد أن أباحوا الزنا واللواط والخمر ولحم الخنزير، فكن رجل أدب وعلم وأخلاق، وداعية إلى الإصلاح والخير.
* يا بني، لا تذهب إلى بلاد الكفر لئلاً تنبهر بمدنيتهم فيعظم عندك قدرهم، وتعود فتتحدث عنهم بإعجاب، فيكون هذا ولاء لهم قلبًا ولسانًا، فتخسر دينك ومبدأك الذي هو عصمة أمرك. وكل شيء بعده يسهل ويمر.


الساعة الآن 12:41 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)