"قلبي حساس والجليس في البناء أساس"
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساؤكن بناء..
وأرواحٌ سمت نحو السماء..
لو جلست في مكان امتلأت أجواؤه بالعود والبخور لمدة ساعة واحدة.. أو جلست في مكان امتلأ برائحة لِحام أو شواء مثلا

هل تؤثر هذه الجلسة فيك بشيء؛* إذا كانت إجابتك بنعم اذكري الأثر للمكانين ❓..

🔖نعم يؤثر كلا المكانين لايخرج من جلس فيهما إلا برائحة المكان طيبة كانت أم خبيثة
وهذا ماتفعله تماماً مُجالسة الصالحين أو أصحاب السوء أوأهل الغفلة* ..

*الجـليس*

لبنة البناء يافخر أمتي هذا المساء لبنة تؤثر في قلوبنا فلذا هي لبنة تُعد أساسية في بنائنا ونستمدها من قول نبي الرحمة..

عن أبو موسى الأشعري*رضي* الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالحِ والجَلِيسِ السّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِير، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً).. متفق عليه.

🔖فإننا وبحكم اختلاطنا بالمجتمع لابد لنا من أصدقاء وجلساء في أماكن العمل والتجمعات
وهذه فطرة جبل الله عليها الإنسان وجعل* ميالاً بطبعه إلى مخالطة الآخرين ومجالستهم والاجتماع بهم،

🔖وهذه المجالسة لها أثرها الواضح فى فكر الإنسان ومنهجه وسلوكه، وربما كانت سبباً فعالاً في مصير الإنسان وسعادته الدنيوية والأخروية، وقد دل على ذلك الشرع والعقل والواقع.

📖ومن هنا أحبة القلب نخْلُص بفائدة أن على الإنسان العاقل أن يختار بدقة من يُجالس حفاظا على قلبه..

فقد قال الشيخ ابن عثيمين :📘

"ولا شك أن الصحبة والمجالسة تؤثر في القلب، والقلب حساس جدًّا أشد من المرآة. انظر إلى المرآة حينما تلمسها بيدك يؤثر ذلك فيها ينطبع، فالقلب أشد تأثراً من هذه المرآة"*

والحديث يعلمنا أن للجليس أثره البالغ على القلب سلبا أو إيجابا .

وإليكم يارفقاء صفات الجليس الصالح لنبني عليها :

حصر الإمام*ابن القيم -رحمه الله*- أنواع الأصدقاء فقال: "الأصدقاء*ثلاثة، الأول: كالغذاء لا بد منه، والثاني: كالدواء يحتاج إليه وقت دون وقت، والثالث: كالداء لا يُحتاج إليه قط"،
فالأول هو الجليس الصالح، والثاني هو الجليس الذي به بعض صفات السوء ولكن يُرتجى منه الخيروالثالث هو الجليس السوء"

💡وقال أهل العلم في شرح حديث رسول الله السابق "وكذلك الجليس الصالح فإنه يسد خلتك، ويغفر زلتك، ويقيل عثرتك، ويستر عورتك، وإذا اتجهت إلى الخير حثك عليه، ورغبك فيه، وبشرك بعاقبة المتقين، وأجر العاملين وقام معك فيه، وإذا تكلمت سوءًا أو فعلت قبيحاً زجرك عنه، ومنعك منه، وحال بينك وبين ما تريد." انتهى

💎فالجليس الصالح تقوم من جلسته بقلب زاد إيمانه، وروح محلقة في سماء المعالي جليسٌ لايشقى من يُجالسه أبدا لايُسمع منه إلا طيبا ولايرى منه إلا الطيب..

🍂وإياك وجليسُ سوءٍ أو صاحب غفلة فإنك لاتقوم من مجلسه إلا بقلب ضعُف إيمانه وربما غشيته ظلمة وقد يحرق حسناتك في ذلك المجلس بما يُقال فيه من آثام كما يحرق نافخ الكير ثياب من يُجالسه..

واحذر جليسا يثبطك عن خير أو يراك على زلة ولايحذرك وإن كنت ترى خيرا فيه..

وقد قيل أن من جالس أقوام ألفاظهم وفعالهم سيئة أدمنوا المعاصي والمنكرات ؛فإنه ما يعود لقلبه تلك الشفافية التي تكون تجاه الباطل، والمنكر، والكلام السيئ..فيصبح لاينكر شيئا من كلامهم وأفعالهم!

🔖ومن جالس أصحاب الههم الضعيفة ماتت همته إن لم يتدارك نفسه!

لي جليسٌ كأنه أُتْرُجَه..
يشدني معه للخير أينما توَجَه..
إن أنكر فعلي قال لي برفقٍ :
إياك إياك فإنهُ طريقُ مَزَلَّه..دائما يُسمعني إنني وأنت "نبتغي المنابرَ والجَنَّة" ..

وفي الختام
هاكِ إنجاز أسبوعنا..

"قلبي حساس والجليس في البناء أساس"
واختاري من الجلساء مايرقى بدينك همتك

واستودعكن الله راجية من الله أن يجمعني بكن في لقاء خير قادم..
__
كتبته: أ. أمة الله .. ‏

رد: "قلبي حساس والجليس في البناء أساس"
 

رد: "قلبي حساس والجليس في البناء أساس"
 

جزاك الله خيرا و بارك الله فيك