منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع نصرة الحديث ونصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم (https://hwazen.com/vb/f29.html)
-   -   تخريج حديث : إني رأيت البارحة عجبا … الحديث (https://hwazen.com/vb/t17750.html)

هوازن الشريف 02-21-2018 04:39 PM

تخريج حديث : إني رأيت البارحة عجبا … الحديث
 
1 - نـــصُ الــحــديــثِ :
عن عبد الرحمن بن سمرة قال :
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة بالمدينة ، فقام علينا فقال :
إني رأيت البارحة عجبا :
رأيت رجلا من أمتي أتاه ملك الموت ليقبض روحه، فجاءه بره بوالديه فرد ملك الموت عنه .
ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الشياطين ، فجاء ذكر الله فطير الشياطين عنه .
ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب ، فجاءته صلاته فاستنقذته من أيديهم .
ورأيت رجلا من أمتي عطشا ، كلما دنا من حوض مُنع وطُرد ، فجاءه صيامه شهر رمضان فأسقاه ورواه .
ورأيت رجلا من أمتي ورأيت النبيين جلوسا حلقا حلقا ، كلما دنا إلى حلقة طُرد ومُنع ، فجاءه غسله من الجنابة فأخذ بيده فأقعده إلى جنبي .
ورأيت رجلا من أمتي من بين يديه ظلمة ، ومن خلفه ظلمة ، وعن يمينه ظلمة، وعن يساره ظلمة ، ومن فوقه ظلمة ، وهو متحير فيها ، فجاءه حجه وعمرته فاستخرجاه من الظلمة وأدخلاه في النور .
ورأيت رجلا من أمتي يتقي وهج النار وشررها ، فجاءته صدقته فصارت سترا بينه وبين النار وظلا على رأسه .
ورأيت رجلا من أمتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه ، فجاءته صلته لرحمه فقالت : يا معشر المؤمنين ، إنه كان وصولا لرحمه، فكلِّموه ، فكلمه المؤمنون وصافحوه وصافحهم .
ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الزبانية ، فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه من أيديهم ، وأدخله في ملائكة الرحمة .
ورأيت رجلا من أمتي جاثيا على ركبتيه ، وبينه وبين الله حجاب ، فجاءه حسن خلقه ، فأخذ بيده فأدخله على الله عز وجل .
ورأيت رجلا من أمتي قد ذهبت صحيفته من قبل شماله ، فجاءه خوفه من الله عز وجل فأخذ صحيفته فوضعها في يمينه .
ورأيت رجلا من أمتي خف ميزانه ، فجاءه أفراطه –أي من مات من أولاده - فثقلوا ميزانه .
ورأيت رجلا من أمتي قائما على شفير جهنم ، فجاءه رجاؤه من الله عز وجل فاستنقذه من ذلك ومضى .
ورأيت رجلا من أمتي قد هوى في النار ، فجاءته دمعته التي قد بكى من خشية الله عز وجل فاستنقذته من ذلك .
ورأيت رجلا من أمتي قائما على الصراط، يرعد كما ترعد السعفة في ريح عاصف ، فجاءه حسن ظنه بالله عز وجل فسكن روعه ومضى .
ورأيت رجلا من أمتي يزحف على الصراط ، يحبو أحيانا ويتعلق أحيانا ، فجاءته صلاته فأقامته على قدميه وأنقذته .
ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة ، فغلقت الأبواب دونه ، فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله ففتحت له الأبواب وأدخلته الجنة .



وهذا تخريج لهذا الحديث ، من كتاب (الإخبار عما ورد في ظل يوم القيامة من أخبار) (الطبعة الأولى - دار ابن حزم 1422هـ) (ص110-118):

حديث عبد الرحمن بن سمرة في فضائل جملة من أعمال الخير

هذا الحديث له عن عبد الرحمن بن سمرة طرق ضعيفة جداً - ومع ذلك – يوجد في مواضع من متنه نكارة لا تكاد تخفى.

واليك تلخيص تلك الطرق:

الأولى : عن الفرج بن فضالة عن هلال أبي جبلة عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة .
أخرجها ابن الجوزي في (العلل المتناهية) (1165) وفي (مشيخته) (ص187-190) ولكن تبدل في المشيخة اسم هلال أبي جبلة خطأ .
قال ابن الجوزي في (العلل المتناهية) (1165):
(حدثنا ابو زيد جعفر بن زيد الشامي لفظا قال اخبرنا ابو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف قال انا ابو محمد الحسن(1) بن علي الجوهري قال انا ابو الحسن علي بن لؤلؤ الوراق قال انا ابو حفص عمر بن ايوب السقطي قال نا ابو الوليد بشر بن الوليد القاضي قال نا الفرج بن فضالة قال حدثنا هلال ابو جبلة عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن في مسجد المدينة فقال :
إني رأيت الليلة عجباً، قالوا: وما هو يا رسول الله ؟ قال : رأيت رجلاً من امتي جاءه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالده فرده عنه ، ورأيت رجلاً من أمتي قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله عز وجل فخلصه من بينهم؛ ورأيت رجلاً من أمتي يسلط عليه عذاب القبر فجاءه وضوءه فاستنقذه منه ، ورأيت رجلاً من أمتي احتوشته ملائكة العذاب فجاءته صلاته فاستنقذته من أيديهم ، ورأيت رجلاً من أمتي يلهث عطشاً، كلما ورد حوضاً منع منه فجاءه صومه رمضان فسقاه وأرواه ، ورأيت رجلاً من أمتي والنبيون حلقاً حلقاً كلما دنا إلى حلقة ظن أنه منها رُدَّ فجاءه اغتساله من الجنابة فأخذه بيده فاجلسه إلى جنبي ، ورايت رجلاً من أمتي من بين يديه ظلمة وعن شماله ظلمة من فوقه ظلمة ومن تحته ظلمة وهو متحير فيها فجاءه حجه وعمرته واستنقذاه من الظلمة وأدخلاه النور ، ورأيت رجلاً من أمتي يكلم المؤمنين فلا يكلمونه فجاءته صلة الرحم فقالت يا معشر المؤمنين كلموه فإنه كان واصلاً للرحم فكلموه وصافحوه ، ورأيت رجلاً من أمتي يتقي وهج النار وشررها بيده عن وجهه فجاءته صدقته فصارت ستراً على رأسه وظلا على وجهه ، ورأيت رجلاً من امتي قد أخذته الزبانية من كل مكان فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذاه من أيديهم وأدخلاه في ملائكة الرحمة وصار معهم ، ورأيت رجلاً من أمتي جاثياً على ركبتيه بينه وبين الله حجاب فجاءه حسن خلقه فأخذه بيده فأدخله على الله عز وجل ، ورأيت رجلاً من أمتي قد هوت صحيفته قبل شماله فجاءه خوفه من الله تعالى فأخذ صحيفته فجعلها في يمينه ، ورأيت رجلاً من أمتي قد خف ميزانه فجاءته أفراطه، يعني أولاده الصغار، فثقلت ميزانه ، ورأيت رجلاً من أمتي على شفير جهنم فجاءه وجله من الله تعالى فاستنفذه من ذلك ، ورأيت رجلا من امتي يهوى به(2) في النار فجاءته دموعه التي بكى من خشية الله عز وجل فاستخرجته من النار ، ورأيت رجلاً من أمتي قائماً على الصراط يرعد كما ترعد السعفة في ريح عاصف فجاءه حسن ظنه بالله عز وجل فسكنت رعدته ومضى على الصراط ، ورايت رجلاً من أمتي يحبو حبواً أحياناً [ويزحف أحياناً](3) ويتعلق أحياناً فجاءته صلاته علي فأخذته بيده وأقامته على الصراط ومضى ، ورأيت رجلاً من أمتي انتهى إلى الجنة فغلقت الأبواب دونه فجاءته شهادة أن لا إلا إلا الله وفتحت الأبواب وأدخلته الجنة)(4).

ثم ساق ابن الجوزي طريقاً آخر، فقال:
(أنبأنا ابن خيرون قال أنبأنا الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم ابن حبان قال نا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان قال حدثنا عامر بن سيار قال نا مخلد بن عبد الواحد الهذيل البصري عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ---).

ثم ذكر ابن الجوزي طرف الحديث، ثم قال: (وذكر نحو الحديث المتقدم).
وقال عقب ذلك:
(وهذا حديث لا يصح.
أما الطريق الأول ففيه هلال أبو جبلة وهو مجهول.
وفيه الفرج بن فضالة قال ابن حبان: يقلب الأسانيد ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة لا يحل الاحتجاج به.
فأما الطريق الثاني ففيه علي بن زيد قال أحمد ويحيى: ليس بشيء، وقال أبو زرعة: يهم ويخطئ فاستحق الترك؛ وفيه مخلد بن عبد الواحد قال ابن حبان: منكر الحديث جداً ينفرد بمناكير لا تشبه أحاديث الثقات).
وقال ابن الجوزي في (مشيخته) (ص187 -190):
(حدثنا أبو زيد جعفر بن زيد بن جامع الشامي الحموي من لفظه في شعبان سنة ثمان وأربعين وخمس مئة ، قال : أنا أبو طالب عبد القادر بن اليوسفي قال : ثنا أبو محمد الحسين بن علي الجوهري قال : أنا أبو الحسن علي بن لؤلؤ الوراق ، قال : أنا أبو حفص عمر بن أيوب السقطي قال : أنا أبو الوليد بشر بن الوليد القاضي ثنا الفرج بن فضالة(5) عن سعد عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة قال----).
ثم ذكره ابن الجوزي .

وقال العقيلي في (الضعفاء) (4/350) :
(هلال بن عبد الرحمن الحنفي [يعني أبا جبلة] منكر الحديث ثم أشار إلى ثلاثة أحاديث له هذا أحدها، وقال : كل هذا مناكير لا أصول لها ولا يتابع عليها .

الثانية : عن علي بن زيد بن جدعان وسعد بن ابراهيم وهلال أبي جبلة وعمر بن ذر وغيرهم عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة . وهي رواية منكرة جداً.

قال ابن حبان في (المجروحين) (3/43-44) في ترجمة مخلد بن عبد الواحد أبي الهذيل ما نصه :
(من أهل البصرة يروي عن البصريين وعلي بن زيد بن جدعان وغيره ، روى عنه المكي بن ابراهيم والناس ، منكر الحديث جداً ينفرد بأشياء مناكير لا تشبه حديث الثقات فبطل الاحتجاج به فيما وافقهم من الروايات(6).
وهو الذي روى عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة قال :
"خرج علينا رسول صلى الله عليه وسلم ونحن في مسجد المدينة فقال : لقد رأيت البارحة عجبا ، رأيت رجلاً من أمتي جاءه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه فرده عنه .
وذكر حديثاً طويلا مشهورا تركت ذكره لشهرته(7).
أخبرنا القطان بالرقة من كتابه قال : حدثنا عامر بن يسار قال حدثنا مخلد بن عبد الواحد أبو الهذيل البصري عن علي بن زيد بن جدعان . الحديث بطوله). انتهى

فانظر كيف أورد ابن حبان في ترجمة هذا الراوي الهالك - الذي قال فيه (منكر الحديث جداً---) - هذا الحديثَ، دون غيره ، ومن عادة المصنفين في الضعفاء أن يذكروا في ترجمة الرجل أنكر ما وجدوه من أحاديثه .

ثم تأمل قوله : (وهو الذي روي عن علي بن زيد---) إلى آخره، فإنه يحتمل أن يكون معناه هو أن ابن حبان يرى أن هذا الراوي هو أول من روى هذا الحديث فتكون بقية الطرق مسروقة أو ملقنة أو مدخلة أو متوهماً فيها.

ثم إن مخلداً هذا هو الذي روى ذاك الخبر الطويل الباطل في فضل السور وفيه قال الذهبي في (الميزان) (4/83): (فما أدري من وضعه إن لم يكن مخلد افتراه).

وقال الطبراني - على ما نقله ابن كثير رحمه الله في (جامع المسانيد والسنن) (8/331 – 333) - :
(حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا سلمان بن أحمد الواسطي حدثنا مروان بن معاوية حدثنا الراوي بن عبد الرحمن(8) عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة---)، فذكره مرفوعاً.

الثالثة: عن عمر بن ذر عن سعيد بن المسيب به.

قال الطبراني - كما في (جامع المسانيد والسنن) أيضاً - :
حدثنا محمد بن جعفر بن شقير حدثنا علي بن شعيب الحراني حدثنا خالد بن عبد الرحمن المخزومي عن عمر بن ذر(9) عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: رأيت الليلة عجباً.
قال ابن كثير: فذكر مثل حديث علي بن زيد.
قال الهيثمي في (المجمع) (7/179 -180) : (رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما سليمان بن أحمد الواسطي وفي الآخر خالد بن عبد الرحمن المخزومي، وكلاهما ضعيف).

قلت: بل كلاهما ضعيف جداً بل كلاهما متهم ، سليمان بن أحمد الواسطي الحافظ صاحب الولبد بن مسلم كذبه يحيى بن معين.
وقال البخاري: فيه نظر.
وقال ابن عدي: هو عندي ممن يسرق الحديث، وله أفراد.
وقال عبد الله بن علي بن المديني: سألت أبي عن حديث رواه [سليمان هذا] عن الأوزاعي يعني بسند صحيح فقال: هذا كذب موضوع.
وقال صالح جزرة: كان يتهم في الحديث، وقال مرة: كذاب.
وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي وأحمد ويحيى ثم تغير وأخذ في الشرب والمعازف فترك.
وتكلم فيه آخرون.
ترجمته في (التاريخ الكبير) للبخاري (2/2/3) و(الجرح والتعديل) لابن أبي حاتم و(لسان الميزان) (3/87) وأكثر كتب الضعفاء .

وخالد قال فيه البخاري وأبو حاتم: ذاهب الحديث؛ زاد أبو حاتم: تركوا حديثه.
وقال البخاري في (الأوسط) : رماه عمرو بن علي بالوضع.
وقال صالح بن محمد جزرة: منكر الحديث.
وقال الحاكم أبو أحمد: حديثه ليس بالقائم؛ وترجمته في (تهذيب الكمال) و(تهذيبه) وغيرهما.

الرابعة: عن يحيى بن سعيد عن سعيد به.
أخرجه أبو الشيخ في (طبقات المحدثين بأصبهان) (2/303) ، وعنه أبو نعيم في (أخبار أصبهان) (2/332).

قال أبو الشيخ : (حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا قال : ثنا علي بن بشر قال ثنا نوح بن يعقوب بن عبد الله الأشعري قال ثنا أبي قال ثنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة----)، فذكره مرفوعاً.

علي بن بشر منكر الحديث ، ونوح ذكره أبو الشيخ في (الطبقات) ولم يزد فيه على قوله (روى عنه علي بن بشر) ثم أخرج له هذا الحديث الواحد ؛ ولم أقف له على ترجمة فهو إذن في حكم المجهول ، فالسند ساقط جداً.

وأخرج هذا الحديث الخرائطي في (مكارم الأخلاق) (ص9) وابن شاذان في (مشيخته) والباغيان في (فوائده) والقاضي أبو يعلى في كتاب (إبطال التأويلات لأخبار الصفات) وأبو القاسم التيمي الأصبهاني في (الترغيب) وأبو المحاسن الروياني في كتابه (الألف حديث عن مئة شيخ) والحكيم الترمذي في (نوادر الأصول) - ومتنه في مطبوعة (النوادر) المجردة من الأسانيد (ص 327 -329) - والديلمي في (مسند الفردوس).

وهو عندهم – على ما يظهر – من بعض هذه الطرق، لا من طرق أخرى غيرها.

هذا حال هذا الحديث ، فمن العجب ميل الإمامين الكبيرين شيخي الاسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى إلى قبول هذا الحديث وتقويته؟
قال ابن القيم في (الوابل الصيب) (128-129) في هذا الحديث:
(رواه الحافظ أبو موسى المديني في كتاب (الترغيب في الخصال المنجية والترهيب من الخلال المردية) وبنى كتابه عليه وجعله شرحاً له وقال : هذا حديث حسن جداً ، رواه عن سعيد بن المسيب عمر بن ذر وعلي بن زيد بن جدعان وهلال أبو جبلة ؛ وكان شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يعظم شأن هذا الحديث ، وبلغني عنه انه كان يقول : شواهد الصحة عليه).

وكذلك قبِله، أو مال إلى تقويته، غيرهما ، فقد نقل كلام ابن القيم هذا – ولم يتعقبه بشيء - تلميذه ابن رجب في أحوال الآخرة وأهوالها (ص54).

وقال القرطبي في (التذكرة في أحوال الموتى والآخرة) (ص293):

(هذا حديث عظيم ذكر فيه أعمالاً خاصة تنجي من أهوال خاصة).

وقال الرشيد العطار فيما نقله عنه السخاوي في (القول البديع) (ص119):
(هذا أحسن طرقه)، يريد رواية فرج بن فضالة عن هلال أبي جبلة عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة، وهي عند أبي موسى المديني.

ولكن كلمته هذه تحتمل أنه أقل طرقه ضعفاً، وهو ضعيف، وتحتمل أن له طرقاً حسنة وأن هذه الطريق أحسنها.
وعلى كل حال فإنه بكلمته هذه يتبين حال هذا الحديث ؛ فما ظنك بحديث يكون أحسن طرقه هذه الطريق الواهية؟!

وقال السخاوي في (القول البديع) (ص121):
(وذكر الشيخ العارف أبو ثابت محمد بن عبد الملك الديلمي في كتابه (أصول مذاهب العرفاء بالله) مامعناه: إن هذا الحديث وان كان غريباً عند أهل الحديث فهو صحيح لا شك فيه ولا ريب، حصل له العلم القطعي بصحته من طريق الكشف في كثير من وقائعه وأحواله، كذا قال، والعلم عند الله تعالى).

قلت: كذا اكتفى السخاوي بهذه الإشارة إلى تبرّئه من هذا القول وهو من مثله رحمه الله تقصير ظاهر، فمثل قول أبي ثابت هذا ينبغي أن يصرح العلماء ببطلانه وذمه ويشنعوا على قائله ويحذروا الناس منه فإنه والله فُـوضى وحكم لا يُرضى ، بل هو كذب أو لعب ، وهو أمر عظيم الخطر سيء العاقبة ، فيه إبطال طريقة العلم ونقض بناء النقد ، وهل تذهب العلوم وتهدم أركان الاديان إلا بمثل هذا الهذيان؟

ومتى يصح في الدين أو العقل أن تأخذ الامة أصول علومها عمن يجهلها ولا يفهمها ، وهل يعذر محدث عالم إذا ارتاب في بطلان ما يخالف علمه المجمع عليه بين علماء السلف ، وكاد يصدق ما يقوله بعض الجاهلين أو الضالين؟!

ليس في الأرض كلها من يُرجع إليه في تمييز صحيح الحديث من سقيمه إلا علماء الحديث.
لا يُرجع في نقد الحديث إلى صاحب كشف تصوفي ولا صاحب عقل مجرد عن الاستسلام للنقل ولا إلى صاحب تجربة غير منضبطة ولا إلى مستشرق ولا إلى مستغرب ، وفي علماء الحديث بحمد الله غنى عمن سواهم وكفاية
للحرب فرسان لها خلقوا******وللدواوين حُسّابٌ وكُتّابُ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية في (منهاج السنة النبوية) (7/34-36) بعد كلام له في بعض مسائل العلم :
(ولكن المقصود هنا أنا نذكر قاعدة فنقول :
المنقولات فيها كثير من الصدق وكثير من الكذب؛ والمرجع في التمييز بين هذا وهذا إلى أهل علم الحديث كما نرجع إلى النحاة في الفرق بين نحو العرب ونحو غير العرب ونرجع إلى علماء اللغة فيما هو من اللغة وما ليس من اللغة وكذلك علماء الشعر والطب وغير ذلك فلكل علم رجال يعرفون به ، والعلماء بالحديث أجل هؤلاء قدراً وأعظمهم صدقاً وأعلاهم منزلة وأكثر ديناً ، وهم من أعظم الناس صدقاً وأمانة وعلماً وخبرة فيما يذكرونه من الجرح والتعديل، مثل مالك وشعبة وسفيان ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن المهدي وابن المبارك ووكيع والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وأبي عبيد وابن معين وابن المديني والبخاري ومسلم وأبي داود وأبي زرعة وأبي حاتم والنسائي والعجلي وأبي أحمد ابن عدي وأبي حاتم البستي والدارقطني؛ وأمثال هؤلاء خلق كثير لا يُحصى عددهم، من أهل العلم بالرجال والجرح والتعديل، وإن كان بعضهم أعلم بذلك من بعض، وبعضهم أعدل من بعض في وزن كلامه، كما أن الناس في سائر العلوم كذلك). انتهى

بل إن وجوب الرجوع إلى المحدثين وحدهم – دون سواهم - في الحكم على الأحاديث وتمييز سقيمها من مستقيمها وفصل معلولها عن مقبولها: أمرٌ ظاهر لا يحتاج إلى برهان وعلم ضروري لا يفتقر إلى بيان، والله الموفق والمستعان.


وكان شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يعظم شان هذا الحديث ، وبلغني عنه انه كان يقول : شواهد الصحة عليه .ا.هـ.

ولكن كما ذكرنا أن الحديث لا يثبت ، وكلام شيخ الإسلام وابن القيم على العين والرأس ولكن هذا أمر غيبي لا يثبت إلا بصحة السند ، والسند لا يثبت بعد نقل كلام جمع من أهل العلم على الحديث .
ومن كان لديه زيادة على ما ذكرنا فليتحفنا بها جزاه الله خيرا " . اهـ كلام الشيخ عبد الله - جزاه الله خيرًا .

وقد ضعفه الشيخ الألباني - رحمه الله - في " الضعيفة " المجلد الرابع عشر ، القسم الثالث . ************************************************** ****************************************

(1) في المشيخة (االحسين) بدل (الحسن) .

(2) أصلحت بعض الكلمات في هذا الموضع اعتماداً على ما في مشيخة ابن الجوزي .

(3) زيادة من المشيخة .

(4) إنما آثرت سوق المتن بطوله على الاختصار ليعلم الواقف عليه ما فيه من نكارة .

تنبيه : ما بين الأقواس تصحيح من (القول البديع) للسخاوي .

(5) سقط من هذا الموضع ذكر هلال أبي جبلة وهو ثابت في (العلل المتناهية)، كما مر بك .

(6) يريد الأحاديث التي لها أصل ثابت أو شواهد صحيحة.

(7) يعني لولا شهرته لذكره ليظهر ما فيه من نكارة شديدة .

(8) كذا ورد اسم هذا الرجل ويظهر أنه محرف. وتأملت من ذكرهم المزي في (تهذيب الكمال) من شيوخ مروان بن معاوية ومن ذكرهم من الآخذين عن علي بن زيد ، فلم أجد ما أرجح أنه الأصل الذي تحرف إلى هذا الاسم.

(9) تنبيه : تحرفت كلمة (ذر) في (الوابل الصيب) (ص128-129) /طبعة بغداد/ تبعاً للطبعات السابقة لها ولم يهتد ناشروها إلى صوابها وهو ما هنا.
__________________

عطر الجنة 02-21-2018 06:00 PM

رد: تخريج حديث : إني رأيت البارحة عجبا … الحديث
 
نفع الله بك أ. هوازن
لا خلا ولا عدم
وعساك ع القوة ياارب
وجزاك الله خير الجزاء

نوال 02-23-2018 01:21 AM

Re: تخريج حديث : إني رأيت البارحة عجبا … الحديث
 
لاإله إلا الله
جزاك الله خيرا معلمتي الحبيبة
فعلا موضوع رائع

هوازن الشريف 02-24-2018 09:17 PM

رد: تخريج حديث : إني رأيت البارحة عجبا … الحديث
 
شكرا لمروركم


الساعة الآن 04:53 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)