منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   قوة النية في الإسلام (https://hwazen.com/vb/t17991.html)

امي فضيلة 04-09-2018 09:12 PM

قوة النية في الإسلام
 


بسم الله الرحمن الرحيم

قوة النية في الإسلام





الحمد لله رب العالمين.. إياك نعبد.. وإياك نستعين.. إهدنا الصراط المستقيم..

هذه الكلمات هي بداية كلام الله في كتابه الشريف.. وتعني أن الخطوة الأولى دائما تأتي من العبد..

يحمد ويعبد ويستعين فيهديه الله الصراط المستقيم.. وبناءا على ما تقدم من مقالات نعرف

النية الآن أنها حاصل مجموع ما تحويه النفس من مشاعر وأفكار.. وهي القوة الكامنة والاداة الفاعلة

في تشكيل حياة الإنسان.. يقول المولى عز وجل في حديثه القدسي المثبت "أنا عند ظن عبدي بي..

فإن ظن خيرا فله، وإن ظن شرا فله".. وهذه هي قوة النية في أوضح صورها..

حيث ينعم الله علينا بنعمة قوة الظن به.. وما الظن بالله الا فكره نعتنقها ونحيا بها فيستجيب الله لنا وفقا لنوع هذه الفكرة..

وثمة اشارة اخرى من الله عز وجل في قوله تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"..

لاحظ عبارة (ما بأنفسهم) .. وسواء كانت الباء هنا للتبعيض أو للمصاحبة.. فالمطلوب تغييره هو شيئ ما بداخل نفسك..

وما هو الذي بداخل نفسك يا عزيزي سوى المشاعر والأفكار ؟.. اذن الدعوة هنا:

غير أفكارك ومشاعرك تتغير حياتك.. هذه هي قوة النية.


وعند النظر الى ماورد في الأحاديث الشريفة يبرز لنا قول الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -

"إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى".. لاحظ حرف التوكيد في عبارة (وإنما لكل امرئ ما نوى)

أي أن المرء حتما سيدرك ما كانت عليه نيته.. وهذا ربط مباشر بين النية وبلوغ الهدف..

مما يشير إلى أن الأمر أعمق من مجرد كونه ربط بين ثواب العمل ونيته كما هو مطروح في التفسير التقليدي

لمعنى الحديث الشريف. كذلك عندما تتأمل ما أمر به الرسول الكريم في حديثه عن تغيير المنكر حيث

قال "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" ..

تفهم أن القلب أي مكنون الإنسان ونيته هو أحد أدوات تغيير الواقع بالفعل بل أنه الأداة الرئيسة..

فلا تغيير باليد أو باللسان ما لم يسبقه تغيير بالقلب.. أما كونه أضعف الإيمان فذلك ليس لضعف التغيير بالنية

ولكن لأنك ربما تخشى التدخل باليد او اللسان فيصيبك اذى من موقفك الشجاع فتكتفي بتغيير المنكر بقلبك

وفي ذلك نقص في ايمانك بحفظ الله جل وعلا وحمايته لك.. يمكنك أن تفهم أن كلا من السحر والحسد اللذان

قد يصاب بهما الإنسان.. ما هما إلا صورتان من صور التأثير السلبي لقوة النوايا الشريرة عليه..

في المقابل يدعوك نبيك الأكرم إلى تفعيل قوى نواياك في الإتجاه الإيجابي لتغيير المناكر..

وهذه أيضا إيضاءة جديدة توضح ان القلب بمفرده يمكنه تغيير المنكر وليس فقط انكاره كما ورد في التفسير

التقليدي لمعنى الحديث الشريف.. فلا تستهن بقوة التغيير بالقلب.


يبقى لي أن اتكلم عن مخ العبادة.. الدعاء.. يقول المولى عز وجل "وقال ربكم ادعوني استجب لكم"..

وكما تعلم أن للدعاء شروط يتحقق بها.. منها الإخلاص في نية الطلب واليقين من الإستجابه وشكر الله

على ما أنت فيه (ولئن شكرتم لأزيدنكم).. بل أنك إذا تأملت رفع يديك أثناء الدعاء بالوضعيه المعروفه

وهي سنة مؤكدة عن النبي المكرم - صلى الله عليه وسلم - ستكتشف أنك كما لو كنت تستقبل على يديك

ما تطلب وهو ينزل إليك من السماء.. وفي هذا يقين في الإستجابه وإجراء تفاؤلي يضعك على تردد التلقي ..

كل ذلك يتفق تماما مع مفهوم قوة النية - كما سأعرض فيما بعد -.. لاسيما عندما ألفت نظرك عزيزي القارئ

إلى إشكالية كبيرة لم يدركها المسلمون أو أي من أصحاب المعتقدات الأخرى.. فالثابت أن المسلم يدعو

وقد يستجاب له، والمسيحي يدعو وقد يستجاب له، واليهودي والبوذي والهندوسي واللاديني.. بل أن الملحدين

ربما يدعون ما يدعونه وقد يستجاب لهم.. فكل يدعو وقد يستجاب له، فماذا يعني ذلك؟! يعنى ذلك أن هناك

آلية كونية للطلب والإجابه أبعد من الدعاء في حد ذاته يستفيد منها كل من قصدها والتزم بشروطها..

هذه الآليه هي النية.. وسأعطي مثالا أوضح به الفكرة.. البصر : لم يخص الله المؤمنين بنعمة البصر وحدهم

دون غيرهم، بل أنعم به على خلقه كافه، من آمن به ومن كفر.. الجميع ينعم بالبصر ويستفيد منه..

لكن الله أمر المؤمنين به أن يستفيدوا بنعمة البصر بالكيفية التي يريدها ويرضاها.. فيأمرهم أن يغضوا

من ابصارهم عما حرمه على اعينهم.. بذلك يتمتع المؤمن ببصره في الدنيا وينال بر طاعته لله في الأخره..

أما غير المؤمنين فهم ما زالوا يستفيدون من أبصارهم في الدنيا .. ولكنها ستكون حجه عليهم يوم القيامة..

انتهى المثال. كذلك النية تماما يا عزيزي.. أراد الله للمؤمنين أن يستفيدون من قوى نواياهم عن طريق

الدعاء إليه وحسن الظن به وتغيير ما بالأنفس من مشاعر وأفكار.. واما من لم يؤمن بالله فمازال قادرا

على الإستفادة من آلية النية طالما التزم بشروطها.. وقد يعطيه ذلك مطلبه في الدنيا ولكن يستحيل

الى حجة عليه في الدار الآخرة.


الآن كيف لك أن ترفع من قوة وفاعلية نواياك..

هذا ما نكشفه لاحقا باذن الله.. دمتم سالمين.


- عمرو بكر -

عطر الجنة 04-09-2018 10:50 PM

رد: قوة النية في الإسلام
 
جزاك الله خيرا ..أمي الغالية
ع سكبك المفيد
جعله الله في ميزان اعمالك..

نوال 04-10-2018 02:39 AM

Re: قوة النية في الإسلام
 
جزاك الله خيرا امي

اثابك الله

امي فضيلة 04-10-2018 04:29 PM

رد: قوة النية في الإسلام
 
حياك الله ابنتي الغالية عطر الجنة


حياك الله ابنتي الغالية نوال


جزاكن الله خيرا على المرور والتعقيب

أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم

وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم

ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم

وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم

اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا

قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى

حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا


هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين

ودمتم على طاعة الرحمن

وعلى طريق الخير نلتقي دوما


http://s4.picofile.com/file/8169246434/28057710.gif




الساعة الآن 04:57 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)