منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع القصص الوعظية (https://hwazen.com/vb/f23.html)
-   -   معاناة فتاة (https://hwazen.com/vb/t18388.html)

ام عبدالله وامنه 08-08-2018 03:08 PM

معاناة فتاة
 


قصة وعبرة
( معاناة فتاة ) :

قصتي اليوم ليس فيها مقدمات هي قصة لفتاة اسمها (مها) من القصيم
تعيش مع والديها بين أربع أخوات وهي الرابعة وبكر والديها وثلاث إخوة أكبرهم يبلغ الثالثة عشر .
نشأت في أسرة فقيرة جداً والدها يملك سيارة أجرة ينقل عليها المسافرين من بريدة إلى المحافظات والمدن القريبة .
عاش كثيراً من حياته على سيارته وبقائه في البيت قليل جداً بحكم هذه المهنة الشاقة عليه، والدتها امرأة لم تتلقَ التعليم الكافي فهي تزوجت بعد بلوغها التاسعة عشر وأنجبت أطفالها واحداً تلو الأخر .
كانت أولهم صاحبة القصة فهي ترعرعت في بيئة فقيرة جداًً حتى وصلت المستوى الجامعي وبعد دخولها لهذا العالم المختلف وجدته عالم مختلف تماماً عن عالمها السابق وعهدها بالزي المدرسي الموحد والنظام الصارم للطالبات !!
دخلت عالم الجامعة فدهشت بالعرض للأحذية والحقائب والقمصان وتسريح وقصات الشعر والعطور بأنواعها !!
والتي تقول إني لم أكن أعلم أن هناك عدة روائح كنت أعتقد أن العطور رائحتها واحدة لكن تختلف درجاتها ما أن دخلت عالم الجامعة إلا وهي تنتظر تلك المكافأة بفارغ الصبر والتي خططت ورسمت
لها خطط بحيث توزعها كما ينبغي .
وبعد مضي الفصل الأول وبنجاح باهر فهي متفوقة جداً كان أول تواصل لها معي برسالة نصية لمديرة أعمالي حيث طلبت التواصل معي شخصياً للضرورة وبالفعل استقبلت تواصلها برسالة نصية وطلبها للتواصل الهاتفي (مكالمة) فقلت لها :
إذا كان لديك استشارة لك كتابتها أو تسجيلها صوتياً على الواتس أب وبإذن الله يتم الرد عليك قريباً .
فقالت: أستاذتي ليس لدي استشارة فقط أريد الاتصال بك والحديث معك بأمر يخصني (رسالة نصية) قلت لها:
وهو كذلك لك الاتصال بالوقت كذا وكذا وحددت معها وقت للاتصال .
وفي الوقت المحدد تلقيت اتصال منها بعد أن قمت بحفظ رقمها في قائمة جهات الاتصال ليتم الرد عليها استقبلت اتصالها وأنا لا أعرف من تكون ؟ ولا ماذا تريد ؟
ولا إن كانت صغيرة أم كبيرة ؟أو فتاة أو متزوجة ؟
لا أعرف عنها سوى أنها ترغب بالاتصال لغرض شخصي هذا ما ألحت عليّ بالاتصال لأجله . سمعت صوتها فعلمت أنها فتاة في ريعان شبابها قلت لها: حياك الله عزيزتي قالت: أستاذتي كنت أراك في جامعة القصيم في كلية الشريعة أثناء عملك كمستشارة في مركز أسرة قبل تركك للعمل المستوى الأول وأعرفك جيداً وكنت موجودة في المركز لحضور ما تقدمينه للطالبات ومع بداية المستوى الثاني رغبت بالحضور إليك بالمركز فلم أجدك وعلمت أنك تركتي العمل فرغبت بالتواصل معك هاتفياً لعل الله يأذن لي بما فيه خير على يديك قلت لها: تفضلي .
قالت: أنا فتاة من بريدة في المستوى الثاني الجامعي ووضع أسرتي بحاجة ماسة للمال وأنا الكبيرة من بين سبعة أبناء والدي يعمل سائق أجرة ودخله المادي ضعيف جداً ولا يفِ بسد حاجتنا وهو مريض ويحتاج للراحة لذلك أحتاج أن أعمل بأي وظيفة أيا كانت لعلي أتمكن من سد بعض الاحتياجات لوالدتي وإخوتي الصغار وللبيت كنت أعتقد أنه بدخولي للجامعة ستكون المكافأة كافية لسد ذلك لكن يبدو أن ٨٠٠ ريال لا تفعل شيئاً في زماننا هذا رغم أنني لا أخذ منها ريالاً واحداً !!
فأنا سلمت بطاقتي البنكية التابعة للجامعة لوالدتي مباشرة .
قلت لها: لكن يا عزيزتي أنا ليس لدي صلاحيات في توظيف أحد وكم أتمنى أن يكون لدي صلاحيات في أمور كثيرة قالت: سألتك بالله أستاذة أن تأتي لبيتنا وتري بعينك أرجوك يا أستاذتي فالحال متعب لي نفسياً وتخرجي من الجامعة ليس بالقريب ووالدي لن تساعده صحته على العمل .
والله يا أستاذتي أننا في حال لا يعلم عنه سوى الله !!
حينها استدرت عاطفتي ورحمتي معاً فقلت لها أعدك أن يكون لي زيارة قريبة لبيتكم بإذن الله ولم تغلق الهاتف حتى وعدتها أن أحضر
لبيتهم وقلت لها :
لعلك ترسلين لي موقع البيت على الو اتس أب فقالت: أستاذتي عذراً لا أملك جهاز ذكي ولا أملك المال الذي يوفر لي التواصل بالأنترنت وأنا أعاني من ذلك مع زميلاتي فجميع الطالبات يجمعهم قروب لمناقشة المواد والجداول والغياب واعتذرت منهم بحجة أني لا أحتاج لذلك .
قلت لها: أعطيني العنوان عزيزتي وبإذن الله إذا اقتربت من البيت سوف اتصل عليك هاتفياً لاستكمال الوصف استبشرت بذلك كثيراً وأغلقت الاتصال معها .
بعد أيام ذهبت لبيت مها وعندما اقتربت من حي الشماس الذي ضاقت شوارعه نوعاً ما اتصلت بمها لأخذ الوصف الدقيق للبيت وبالفعل وصلت لباب البيت .
كان البيت متواضع جداً.
بناء شعبي كان الباب مفتوح فطرقته بلطف مع مناداتي لمها فقالت تفضلي أستاذة .
دخلت ومع دخولي رحلت لعالم آخر لم يتبادر لي مطلقاً أن يكون هناك أسرة تعيش بمثل هذه الحال كنت أتأمل ملامح تلك النفس التي تسعى للعمل لأجل أن تعيش أسرتها بكل كرامة كنت أنظر لنظرات مها وتعجبت أنها تشعر بالعزة والقوة وهي تقول :
(يا لله إنك تحيي أم اليسر ببيتنا المتواضع) ثم أمسكت بيدي بعد سلامي عليها وقالت تعالي لتري بعينك ما دفعني أن أطلب العمل لعلك تحكمين بنفسك حينها أيقنت أن دعوتها لزيارة منزلهم كانت من باب الاستشهاد بصدق
حديثها وضرورة حاجتها
فأدخلتني مع باب صغير بدا لي أنه المطبخ الذي يحتوي على ثلاجة شبه فارغة إلا من بعض الأواني وموقد نار على طاولة خشبية ودولاب صغير يحمل بعض الأواني
ثم خرجت بي لغرفة أخرى فيها مجموعة حقائب سفر ودولاب متوسط وبعض الإسفنج المعد للنوم عليه ليلاً وقالت :
هذه الغرفة نضع فيها (فرش النوم وملابسنا) ثم خرجت بي إلى غرفة أخرى قالت :
أنها غرفة والديها فيها سرير خشبي ودولاب البيت شبه خالي من الأثاث فقط قطع متناثرة بين الزوايا وتسريحة من النجارة القديمة خشيت أن ترسم الدهشة علاماتها على ملامحي فكنت أحرص بين الفينة وأختها على التحكم بملامحي قدر ما أمكن وكانت مها سعيدة جداً بزيارتي لها ويبدو أن أم مها غير
موجودة قد أعدت مها القهوة وألحت عليّ بالجلوس فهي ترغب بالحديث معي على انفراد .
جلست معها وأخذت منها فنجال القهوة فقالت مها:
يا أستاذتي لعلك رأيتي ما يجعلك تسعين لي بعمل مسائي أجد فيه ما يسد حاجتنا ويقضي أمورنا دون أن نمد أيدينا للخلق فالله أكرمني بالصحة والعافية والتفوق ولن يكون لعملي تأثير على دراستي بإذن الله وكأنها ترسل لي رسالة توثيق بأن لا تعتلي هم التوفيق بين دراستي وعملي .
أردت معرفة بعض الأمور من مها حتى يكون لدي فكرة
عن شخصيتها فأنا لا أعرف عن شخصيتها أي شيء .
فقلت لها: كيف تقضين يومك بالجامعة ؟
لعلمي أنها لا تملك نقوداً لتكون مع مجموعة من زميلاتها كما هو معتاد في أروقة الجامعة فكل مجموعة تضم عدد من الطالبات تكون لهم جلسة خاصة بهم مع الاستعداد اليومي بالقهوة ونوع من الحلويات والفطائر للإفطار وهذا معروف لدى الجميع فانتابني استفسار وتقصي لمعرفة كيفية قضاء مها يومها مع هذه
الطريقة المتعارف عليها ؟
فقالت: أستاذتي إنني لم التزم بأي مجموعة رغم عرض الكثير من زميلاتي للانضمام معهم رغبة منهم بتواجدي معهم وسبب عدم استجابتي لطلبهم هو أنني لا أستطيع أن أسير على نهجهم وطريقتهم
فأنا لا أملك المال مثلهم لمجاراتهم ولا أملك حتى جهاز ذكي للتواصل معهم وهذا يوقعني في الحرج وأنا بغنى عن كشف فقرنا للآخرين .
لذا فإني أعتذر من الجميع واكتفيت بطريقتي
الخاصة التي قد تضحكين عليّ بها ولكن أقسم لك بالله أنها الحقيقة وطريقتي أنني اشتريت كوب خاص أضع فيه حبات من التمر بعد نزع النوى منها فأتناولها من الكوب مباشرة مع دفعة بالماء بقرورة ماء أقوم بتعبئتها من المنزل مسبقاً أو من الماء البارد في الكلية .
حينها سالت من عيني دمعة ساخنة لم أنتبه لها فقد خرجت وأنا أرى مها تتحدث عن ذلك
بعزة وأنفة قلت لها :
سبحان من كملك بالعقل !!
ثم بادرتها بسؤال فقلت لها :
وماذا تفعلين في فصل الشتاء والتدفئة بالملابس رغم أنك لا تملكين القدرة في تنويع اللباس ؟
فتبسمت وقالت : أنا ألبس كذا قطعة تحت القميص مع جاكيت واحد أرتديه يومياً.
والله أنه لا يهمني ولا يعني لي نظراتهم مطلقاً لأني في صرح علم وهدفي الرئيس هو العلم والتعلم للوصول لأمنيتي بإذن الله تعالى .
حينها انهالت على عقلي كثير من التعجب كيف يكون هناك على الواقع وأمام عيني ما كنت أقرأ عنه بالقصص أو أسمع عنه بالمسلسلات هل يعقل هذا ؟
كنت أردد بيني وبين نفسي :
(يا لله) يا لله ما هذا!!
أيعقل أن يكون هناك فتاة بهذا الشموخ والعزة والأنفة وفي زماننا !!
هذا زمان المادة والريال والمظاهر وحب إظهار الذات وحب البهرجة زمن التقنية التي نقلت العالم إلى عالم التقليد واللهث خلف المشاهير على اختلاف جنسياتهم وعقولهم .
قطعت مها عليّ حبل أفكاري بقولها : لا تخافي عليّ يا أستاذتي فأنا سأعجبك لأني وبفضل الله نلت إعجاب الجميع .
والله إنه ليس غرور لكن لك سؤال الطالبات والأستاذات ثم تحدثت لي عن الطالبات وعن إعجابهن بها وبعقلها وذكائها وتميزها العلمي وعن إعجاب كادر التدريس بقسمها بها .
وأن هذا من فضل الله وهذا هو المهم والهدف الاساسي لطلب
العلم .
أعجبتني كثيراً بل ادهشتني أكثر وأكثر .
كانت تتحدث لي وكنت أتأمل ملامحها وحركاتها التي توحي أن خلف هذا الكيان عقل يندر وجوده أوشكت على إنهاء زيارتي لها وقمت بالنهوض من مكاني استعداداً للخروج كانت زيارتي لها ذات تأثير قوي عليّ .
عرفت كيف تصل لهدفها ؟
قبل خروجي من عند مها وعدتها بأني سوف أسعى بكل قدرتي لإيجاد وظيفة مناسبة تليق بعقلها المميز .
خرجت منها بعد توديعها ووعدي لها بتكرار الزيارة قريباً .
خرجت منها وكأني أخرج من أحد المنامات بين الحقيقة والخيال والواقع تارة أندهش وتارة أتعجب وتارة أتألم وكثيراً .
بعد أيام بدأت بالبحث لمها عن وظيفة مسائية مناسبة لها وتكون ذات مردود مالي جيد جداً .
فقمت بالتواصل مع أحد المسؤولين الذي وعدني بالخدمة لي في أي وقت وكان رجل محب للخير كثيراً
فقمت بإرسال رسالة له أوضح له رغبتي بالاتصال عليه للأهمية لأنه في الحقيقة الحديث يطول والهدف يحتاج للتواصل المباشر .
وبعد أخذ موعد للاتصال قمت بالاتصال عليه وشرحت له حالة مها بالتفصيل الدقيق والشامل وسألته بالله أن يكون سبباً لسد حاجتهم قدر استطاعته فوعدني خيراً وقال سوف أرد عليك قريباً
كان هذا الرجل يعمل بقطاع خاص (رجل أعمال) ولديه مستوصف أهلي خاص وله مكانة عالية حفظه الله وجزاه الله كل خير عني وعن مها .
بعد أيام أرسل لي على الو اتس أب أن أطلب من مها تزوديهم بمعلومات معتادة للتوظيف فسألته ما نوع الوظيفة التي قد تكون فقال: موظفة بالمستوصف الذي أملكه براتب 2000 ريال .
يا لله كيف سخر هذا الرجل لتلك الأسرة الفقيرة ليرفعهم من الفقر بعد الله وهو ولم يدفع ريالاً واحداً .
دعوت الله له كثيراً ولا زلت ادعو الله له كلما تذكرته -بعد وقت ليس بالطويل
انخرطت مها بالعمل وكنت على تواصل مستمر معها وبعد أول راتب لها اشترت جوال ذكي وشريحة أنترنت وبدأت تتواصل معي على الو اتس أب حتى استقرت وانتعشت حياتهم وتحسن مستوى المعيشة لديهم ولله الحمد .
والآن مها تخرجت من الجامعة وتم تثبيت عملها بأحد المراكز الطبية ببريدة (موظفة استقبال براتب 3000 ريال علما أن والدها تُوفي بسبب مرضه ولا يوجد لهم عائل بعد الله سوى (راتب مها) بعد تخرج مها تقدم لها شاب وأصرت والدتها على تزويجها فوافقت على مضض بشرط
واحد يسجل بعقد الزواج وهو
بقائها على قيد العمل وتقديم راتبها لوالدتها وكان الخاطب موافق حينها ولكن بعد زواجه من مها ظهرت حقيقته وانكشفت نيته ورفض رفضاً تاماً أن تعطي مها راتبها لوالدتها ولكن مها أصرت على التمسك بشرطها ومع عناد زوجها دخلت في مشاكل مع زوجها انتهت بطلاقه لمها ورجوعها لبيت والدتها مطلقة وهي في ريعان شبابها ولاتزال مها عند والدتها وهي العائل الوحيد للأسرة حتى يومنا .
هذا ما أود أن أهمس به لكم أنه
كم هناك من الناس من لا يظهر عليه حاله ومعيشته وفقره .
أناس تحسبهم أغنياء من التعفف أين مها من بعض فتيات اليوم ومتطلباتهم ؟
أين مها من بعض فتيات اليوم وعزيمتهم وصلابتهم وتحديهم واصرارهم ؟
أين مها من أبناء وبنات اليوم وكيفية صرفهم للمال وتقدير قيمته ومدى الحاجة له ؟
أين من يفكر بعقله ويحكمه ويسير عليه ؟
أتمنى ممن يقرأ القصة أن يعطي أبنائه مجال لقرأتها فهي درس حقيقي وقفت عليه بنفسي أسأل الله الكريم رب العظيم أن يرزق مها الزوج الصالح الذي يكون لها عوناً
انتهى.
بقلم المستشارة الأسرية والمدربة المعتمدة دوليا
أ/ حصة صالح المحيميد .
منقول

عطر الجنة 08-27-2018 09:46 PM

رد: معاناة فتاة
 
جزاك الله خيرا غالية
ع النقل المتميز الطيب


الساعة الآن 04:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)