لابد منك و إن طالت بي السبلُ و عذبت روحي
 

لا بد منك و إن طالت بي السبلُ
و عذبت روحي الخيبات و الأملُ

لا بد منك و إن حارت خطاي و إن
تاه الطريق و ضلت خطوها الإبلُ

لا بد منك لأني كل ثانيةٍ
أُحِسُ أنك في الأعماق تشتعلُ

لا بد منك لأني رغم ما جرحت
كفاي أرفعها ليلا و أبتهلُ

لأن روحي بلا عينيك ناقصةٌ
و كل من حاولوا إكمالها فشلوا

لأن قلبي خواءٌ قاتلٌ و به
من المواجع ما يعيى بها الجبلُ

ضيعتُ أيام عمري في سواك و هل
يجني الهداية من رشادُهُ الخَبَلُ؟!

بحثتُ عنكَ لأني ضاع بي زمني
و ضيعتني وجوهٌ ملؤها الدَجَلُ

بحثتُ عنك لأني ضائعٌ تعِسٌ
و لم تَضعْ أنت أنت الحقُ و الأزلُ

و في حنايا الحنايا منك طالعةٌ
براعمُ الضوءِ تهديني لكي أصلُ

أُحِسُ رفقكَ بي و الدهر مجدبةٌ
أيامُهُ و بنو الإنسان قد رحلوا

أُحِسُ عدلكَ في قلبي و ألمسه
و لم أجد أبدا في الأرض من عدلوا

فتحتُ عيني على الدنيا فما وجدت
في الناس إلا جراحا ليس تندملُ

و فَتَشَ الناسُ عن برءِ لها و شفا
لكنهم رغم طول البحث ما حصلوا

و أنت أنت شفاءُ الجرحِ لو علموا
لكنهم في غباءٍ فاحشٍ غَفلوا

سافرتُ نحوك يحدوني الفؤادُ فكم
قد خانني العقلُ كم أودت بي العللُ

سافرتُ نحوك أوجاعي مبعثرةٌ
و كلما رمتُ جمعي رامني الكللُ

زنداني التهامي

رد: لابد منك و إن طالت بي السبلُ و عذبت روحي