منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع الفقه (https://hwazen.com/vb/f284.html)
-   -   سنن الصلاة (https://hwazen.com/vb/t18435.html)

هوازن الشريف 08-17-2018 04:38 PM

سنن الصلاة
 
سنن الصلاة



1) سنن الصلاة: هي أقوال وأفعال لا تبطل الصلاة بترك شيء منها عمداً أو سهواً ، ويباح للسهو فيها سجود السهو .

2) وسنن الصلاة تنقسم إلى سنن قولية وسنن فعلية .

3) فالسنن القولية هي:

أ – دعاء الاستفتاح:
وهو الدعاء الذي يقال بعد تكبيرة الإحرام وقبل قراءة الفاتحة . وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه أكثر من صيغة ، من ذلك ما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : (كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلاَةَ قَالَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ) [أبو داود والترمذي ، وصححه ابن الجوزي ، وابن الملقن].

ب- الاستعاذة قبل البسملة والقراءة:
وصفة الاستعاذة في الصلاة ورد بيانها في حديث أبي سعيد الخدري: (أَعُوذُ بِالله السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ) [أحمد وأبوداود، بإسناد حسن] .

ج- البسملة . لحديث أم سلمة:
(أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَرَأَ فِي الصَّلاةِ « بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ » ، فَعَدَّهَا آيَةً ، « الحَمْدُ لله رَبِّ العَالمَيِنَ » آيتين...) [الحاكم وابن خزيمة ، وصححه البيهقي] .

والسُّنة أن يقولها سراً لا جهراً لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمانَ ، فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَداً مِنْهُمْ يَقْرَأُ بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [مسلم] ، وفي رواية : (لا يَجْهَرُونَ بـ « بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ») [أحمد بإسناد صحيح على شرط مسلم].

د – التأمــين:
وهو قول (آمين) بعد قوله (ولا الضالين) ، لما جاء في حديث وائل بن حجر قال : (كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا قَرَأَ : ﴿ وَلا الضَّالِّينَ ﴾ ؛ قال :« آمِينْ » . وَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ) [أبو داود والترمذي، وصححه الدارقطني وابن حجر].

هـ- قراءة سورة بعد الفاتحة:
لما روى أبو قتادة قال: (كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنْ صَلاةِ الظُّهْرِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَتَيْنِ ، يُطَوِّلُ فِي الْأُولَى وَيُقَصِّرُ فِي الثَّانِيَةِ ، وَيُسْمِعُ الْآيَةَ أَحْيَانًا ، وَكَانَ يَقْرَأُ فِي الْعَصْرِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَتَيْنِ وَكَانَ يُطَوِّلُ فِي الْأُولَى ، وَكَانَ يُطَوِّلُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ وَيُقَصِّرُ فِي الثَّانِيَةِ) [البخاري ومسلم].

و – الجهر بالقراءة في الصلاة الجهرية:
كصلاة الصبح والجمعة ، والركعتين الأوليين من المغرب والعشاء، والعيدين؛ وهذا بإجماع السلف والخلف ، لما ثبت من فعل النبي صلى الله عليه وسلم .

أما المأموم فيكره له الجهر في القراءة الجهرية ؛ لأنه مأمور بالإنصات لقراءة الإمام، وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه (أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم انْصَرَفَ مِنْ صَلاةٍ جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةَ فَقَالَ : هَلْ قَرَأَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مَعِيَ آنِفاً ؟ فَقَالَ رَجُلٌ : نَعَمْ يَا رَسُولَ الله . فَقَالَ : مَا لِي أُنَازِعُ القُرْآنَ ؟ قَالَ : فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ القِرَاءَةِ مَعَهُ ، فِيمَا جَهَرَ فِيهِ مِنَ الصَّلَوَاتِ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْهُ) [أحمد وأبو داود والترمذي، وحسنه] .

أما المنفرد فيُخَيَّرُ بين الجَهْرِ والإسْرَار في القراءة ؛ لأنه غير مأمور بالإنصات لغيره .

ز – الدعاء بعد التحميد (ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد):
لما روى ابن أبي أوفى قال : (كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا رَفَعَ ظَهْرَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا لَكَ الحْمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ وَمِلْءَ الأَرْضِ وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيءٍ بَعْدُ) [مسلم] .

أما المأموم فيستحب له الاقتصار على قوله (ربنا ولك الحمد) لقوله صلى الله عليه وسلم : (وَإِذَا قَالَ : سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا : رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ) [مسلم] ، إذ لم يأمر المأموم بالزيادة على ذلك الدعاء.

ح- الزيادة في تسبيح الركوع والسجود وقول (رب اغفر لي) أكثر من مرة:
لما ثبت من حديث حذيفة بن اليمان (أنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِذَا رَكَعَ : سُبْحَانَ رَبِّيَ العَظِيمُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَإِذَا سَجَدَ قَالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى ثَلاثَ مَرَّاتٍ) [أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح].

ولما روى حذيفة أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين : (رَبِّ اغْفِرْ لِي ، رَبِّ اغْفِرْ لِي) [النسائي وابن ماجه، بإسناد صحيح رجاله ثقات]

ط- الصلاة على آل النبي صلى الله عليه وسلم والبركة عليه وعليهم في التشهد الأخير:
لما جاء في حديث كعب بن عجرة قال: (خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ الله ، قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: قُولُوا : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) [البخاري ومسلم].

ي- الدعاء بعد التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وآله:
لما جاء في حديث أبي هريرة مرفوعاً: (إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الأَخِيرِ فَلْيَتَعَوَّذْ بِالله مِنْ أَرْبَعٍ : مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ ، وَمِنْ عَذَابِ القَبْرِ ، وَمْنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ ، وَمْنْ شَرِّ المَسِيحِ الدَّجَّالِ) [مسلم] .



4) وأما السنن الفعلية ، وتسمى الهيئات ، فهي :

أ – رفع اليدين مع التكبير ؛ سواء في تكبيرة الإحرام أو تكبيرات الانتقال:
لما جاء في حديث عبد الله ابن عمر قال : (رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ فِي الصَّلاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يَكُونَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ ، وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ حِينَ يُكَبِّرُ لِلرُّكُوعِ ، وَيَفْعَلُ ذَلِكَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ ، وَيَقُولُ : سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ ، وَلا يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ) [البخاري ومسلم] .

ب – وضع اليمين على الشمال تحت السُّرَّة:
لما جاء في حديث وائل بن حجر (أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ دَخَلَ فِى الصَّلاَةِ كَبَّرَ ، ثُمَّ الْتَحَفَ بِثَوْبِهِ ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى) [مسلم] ، وعن علي قال: (مِنَ السُّنَّةِ في الصَّلاةِ المَكْتُوبَةِ وَضْعُ الأَيْدِي عَلَى الأَيْدِي تَحْتَ السُّرَّةِ) [أحمد وأبوداود، وضعفه أبو داود والبيهقي والنووي وابن الملقن وابن حجر] .

والرواية الأخرى في المذهب أنه يضعهما فوق السُّرَّة ؛ لما صح من حديث وائل ابن حجر(أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَضَعَ يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ ثُمَّ وَضَعَهُمَا عَلَى صَدْرِهِ] [البيهقي ، بإسناد حسن] .

ج – النظر إلى موضع السجود في الصلاة:
لما جاء في حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كَانَ إِذَا صَلَّى رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَنَزَلَتْ ﴿الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ ، فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ) [الحاكم ، وقال : صحيح على شرط الشيخين].

د – التفرقة بين القدمين أثناء القيام للصلاة:
لما جاء في حديث عبد الله بن مسعود (أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً صَفَّ بَيْنَ قَدَمَيْهِ – يَعْنِي فِي الصَّلاةِ – فَقَالَ : أَخْطَأَ السُّنَّة ، وَلَوْ رَاوَحَ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ) [النسائي وقال: والحديث جيد ].

هـ- القبض على الركبتين مع التفريج بين الأصابع أثناء الركوع:
لما جاء في حديث أبي حميد في صفة ركوع النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثُمَّ رَكَعَ فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ كَأَنَّهُ قَابِضٌ عَلَيْهِمَا ، وَوَتَرَ يَدِيْهِ فَتَجَافَى عَنْ جَنْبَيْهِ) [أحمد وأبو داود ، بإسناد صحيح].

و – مد الظهر في الركوع مستوياً مع الرأس:
لما جاء في حديث أبي حميد في صفة ركوع النبي صلى الله عليه وسلم : (وَإِذَا رَكَعَ أَمْكَنَ يَدَيْهِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ هَصَرَ ظَهْرَهُ) [البخاري] ، ومعنى هَصَرَ ظهره : أي ثناه في استواءٍ من غير تَقْويسٍ، وفي حديث عائشة: (وَكَانَ إِذَا رَكَعَ لَمْ يُشْخِصْ رَأَسَهُ وَلَمْ يُصَوِّبْهُ، وَلَكِنْ بَيْنَ ذَلِكَ) [مسلم].

ز – البدء بوضع الركبتين أثناء النزول إلى السجود قبل اليدين ، ثم الجبهة ثم الأنف:
لما جاء في حديث وائل بن حجر قال: (رَأَيْتُ رَسُولَ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ وَضَعَ رُكْبَتَيْهِ قَبْلَ يَدَيْهِ) [أبو داود والترمذي وابن ماجه والنسائي، وصححه ابن حبان والحاكم وابن الملقن ، وحسنه الترمذي].

ح – تمكين أعضاء السجود من الأرض:
لما ثبت في حديث أبي حميد أن النبي صلى الله عليه وسلم : (كَانَ إِذَا سَجَدَ أَمْكَنَ أَنْفَهُ وَجَبْهَتَهُ مِنَ الأَرْضِ) [الترمذي وأبو داود بإسناد صحيح]، ومعنى التمكين : أن يتحامل على جبهته وأنفه بثقل رأسه ، بحيث لو سجد على قطن أو حشيش انكبس وظهر أثره .

ط – ومن السنة أن يباشر المصلي بأعضاء السجود محل سجوده:
بأن لا يكون عليها حائل متصل به من قماش وجلد ونحوهما ، ولا يجب عليه ذلك ؛ لما روى أنس رضي الله عنه قال: (كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فِي شِدَّةِ الحَرِّ ، فَإِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدُنَا أَنْ يُمَكِّنَ وَجْهَهُ مِنَ الأَرْضِ بَسَطَ ثَوْبَهُ فَسَجَدَ عَلَيْهِ) [البخاري ومسلم]

أما مباشرة الركبتين لموضع السجود فمكروه إجماعاً؛ لأن الركبتين محل لما أمر ستره من العورة في الصلاة ، فإذا باشر المصلي فيهما موضع السجود لزم منه انكشاف شيء من العورة .

ي- مجافاة العضدين عن الجنبين أثناء السجود:
لما جاء في حديث عبد الله بن بحينة قال: (كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ) [البخاري ومسلم]

ك- مجافاة الفخذين عن البطن ، والفخذين عن الساقين ؛ لحديث أبي حميد قال: (كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ فَرَّجَ بَيْنَ فَخِذَيْهِ غَيْرَ حَامِلٍ بَطْنَهُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَخِذَيْهِ) [أبوداود، وهو ضعيف بهذا السياق]. وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ) [البخاري ومسلم] .

ل- التفريق بين الركبتين في السجود:
لحديث أبي حميد قال: (كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ فَرَّجَ بَيْنَ فَخِذَيْهِ) [أبوداود ، وضعفه ابن الملقن].

م- نصب القدمين أثناء السجود وإقامتهما مع جعل باطن الأصابع على الأرض مفرقة:
لحديث أبي حميد قال: (فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَ يَدَيْهِ غَيْرَ مُفْتَرِشٍ وَلا قَابِضَهُمَا ، وَاسْتَقْبَلَ بِأَطْرَافِ رِجْلَيْهِ القِبْلَةَ) [البخاري] ، وفي رواية : (ثُمَّ جَافَى بَيْنَ عَضُدَيْهِ عَنْ إِبْطَيْهِ وَفَتَحَ أَصَابِـعَ رِجْلَيْهِ) [الترمذي وقال : حسن صحيح] .

ن – وضع اليدين في السجود حذو المنكبين مبسوطة مضمومة الأصابع تجاه القبلة:
لحديث أبي حميد قال: (ثُمَّ سَجَدَ فَأَمْكَنَ أَنْفَهُ وَجَبْهَتَهُ وَنَحَّى يَدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ) [أبوداود والترمذي وقال: حسن صحيح]، وفي حديث البراء قال: (فَبَسَطَ كَفَّيْهِ) [أبو داود والنسائي، وحسنه النووي] ، وعن وائل بن حجر: (أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَجَدَ ضَمَّ أَصَابِعَهُ) [ابن خزيمة والحاكم وصححه ووافقه الذهبي]، وعن البراء قال: (وَإِذَا سَجَدَ وَجَّهَ أَصَابِعَهُ قِبَلَ القِبْلَةِ) [البيهقي وإسناده صحيح] .

س – رفع اليدين أولاً عند القيام إلى الركعة:
مع القيام على صدور القدمين والاعتماد على الركبتين ؛ لحديث وائل بن حجر قال: (رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ وَضَعَ رُكْبَتَيْهِ قَبْلَ يَدَيْهِ ، وَإِذَا نَهَضَ رَفَعَ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ) [أبو داود والترمذي وابن ماجه والنسائي، وصححه ابن حبان والحاكم وابن الملقن] ، وفي رواية: (وَإِذَا نَهَضَ نَهَضَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَاعْتَمَدَ عَلَى فَخِذَيْهِ) [أبوداود ، وضعفه النووي وابن الملقن] ، وعن أبي هريرة (أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي الصَّلاةِ يَنْهَضُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيْهِ) [الترمذي وضعفه] .وعن عبد الرحمن ابن يزيد قال: (رَمَقْتُ عَبْدَ الله بْنَ مَسْعُودٍ فِي الصَّلاةِ ، فَرَأَيْتُهُ يَنْهَضُ وَلا يَجْلِسْ ، قَالَ: يَنْهَضُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيْهِ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى وَالثَّالِثَةِ) [الطبراني في الكبير والبيهقي ، بإسناد صحيح] .

ع – الافتراش في الجلوس بين السجدتين وفي التشهد الأول:
ومعنى الافتراش : أن يثني رجله اليسرى فيبسطها ويجلس عليها ، وينصب رجله اليمنى ويجعل بطون أصابعه على الأرض أطراف أصابعها إلى القبلة ، وقد ورد بيان ذلك في حديث أبي حميد قال: (فَإِذَا جَلَسَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ جَلَسَ عَلَى رِجْلِهِ اليُسْرَى وَنَصَبَ اليُمْنَى) [البخاري].

ف – التَّوَرُّك في التشهد الثاني:
وصفة التَّوَرُّك أن ينصب رجله اليمنى ، ويجعل باطن رجله اليسرى تحت فخذه اليمنى ، ويجعل أليته (مقعدته) على الأرض؛ وهذه الصفة وردت في حديث أبي حميد قال: (وَإِذَا جَلَسَ فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ ، قَدَّمَ رِجْلَهُ اليُسْرَى وَنَصَبَ الأُخْرَى وَجَلَسَ عَلَى مَقْعَدَتِهِ) [البخاري].

ص – وضع اليدين على الفخذين مبسوطتين مضمومتي الأصابع بين السجدتين وفي التشهد:
إلا أنه في التشهد يقبض الخنصر والبنصر من يده اليمنى ، ويحلق الإبهام مع الوسطى ، ويشير بالسبابة عند ذكر الله؛ لما ثبت من حديث ابن عمر (أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا جَلَسَ فِي الصَّلاةِ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَرَفَعَ إِصْبَعَهُ اليُمْنَى الَّتِي تَلِي الإِبْهَامَ فَدَعَا بِهَا ، وَيَدُهُ اليُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ اليُسْرَى بَاسِطَهَا عَلَيْهَا) [مسلم].

ق – الالتفات يميناً وشمالاً عند التسليم من الصلاة مع نيته به الخروج من الصلاة:
لحديث سعد بن أبي وقاص قال: (كُنْتُ أَرَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ حَتَّى أَرَى بَيَاضَ خَدِّهِ) [مسلم] .

ر- ويسن الالتفات عن اليسار أكثر من اليمين:
لحديث عمار رضي الله عنه قال : (كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ الأَيْمَنِ ، وَإِذَا سَلِّمَ عَنْ شِمَالِهِ يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ الأَيْمَنِ وَالأَيْسَرِ) [رواه الدارقطني، وصححه النسائي وابن حبان] .





هوازن الشريف 08-17-2018 04:40 PM

رد: سنن الصلاة
 
المباح والمكروه في الصلاة ومبطلاتها هل تعرفها؟


السلام عليكم
· يباح في الصلاة: (أ) دفع المارين بين يديه (ب) إصلاح الصف
(ج) الجهر بالتسبيح للإمام إن سها (د) الإشارة بالكف لمن سلم عليه
(هـ) التنحنح والتثاؤب وحك الجلد وإصلاح الثوب ما لم يكثر
(و) قتل العقرب أو الحية إن تعرضت له.
· يكره في الصلاة: (أ) الالتفات بالرأس أو العين، ورفع البصر إلى أعلى (ب) التشاغل والعبث باليدين أو الشعر أو الثياب أو غير ذلك (ج) التخصر، أى وضع اليدين على الخصر (د) مدافعة البول أو الغائط (هـ) الصلاة بحضرة الطعام (و) الجلوس على العقبين وافتراش الذراعين (ز) قراءة القرآن في الركوع أو السجود.
· تبطل الصلاة بأي من الأفعال الآتية: (أ) ترك ركن من أركانها
(ب) الكلام؛ إلا لإصلاحها (ج) الأكل والشرب (د) القهقهة (هـ) الحركة الكثيرة، وفي بعض المذاهب أيضا: (و) ذكر فرض نسيه قبلها
(ز) السهو الكبير بزيادة مثل عدد الركعات أو أكثر.
· من سها في صلاته بالزيادة أو ترك سنة مؤكدة سجد سجدتين قبل التسليم، ومن سلم قبل إتمام صلاته عاد لإتمامها على الفور وسجد بعد السلام.


شواهد الدرس في الكتاب والسنة
مايباح في الصلاة :
دفع المارين أمامه:
الحديث :((إذا صلَّى أَحَدُكُم إلى شىءٍ يَسْتُرُهُ من الناس ، فَأَرَادَ أحدٌ أن يَجْتازَ بين يَدَيْهِ فَلْيَدْفَعْه، فإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ فَإِنَّهُ شَيْطان)) (متفق عليه) .
إصلاح الصف:
كما أدارَ رسولُ اللهِ e ابنَ عباسٍ من يسارِه إلى يمينـِهِ لما وَقَفَ بالليل يُصَلِّى إلى جَنْبِه (فيما رواه البخاري) .
التسبيح لتنبيه الإمام:
الحديث :((مَن نابَهُ شىءٌ فى صَلاتِه فَلْيَقُلْ سُبْحانَ الله)) (متفق عليه)
الإشارة بالكف لمن سلم عليه:
لِفِعْلِه e (فيما رواه الترمذي) .
قتل ما يتعرض له من حشرة ونحوها:
الحديث :((اقْتُلُوا الأسْوَدَيْن في الصلاة ، الحَيَّةَ والعَقْرَب)) (الترمذي) .
مكروهات الصلاة:
الالتفات:
الحدِيث : ((هو اخْتِلاس يَخْتَلِسُهُ الشيطان من صلاةِ العبد)) (البخارى) .
و: ((مابالُ أقوامٍ يَرْفَعون أَبْصارَهُم إلى السماءِ فى صَلاتِهِم ، لَيَنْتَهُنَّ عنْ ذلك ، أو لَتُخْطَفَنَّ أَبْصارُهُم)) (متفق عليه).
العبث:
الحديث :((اسْكُنُوا فى الصلاة)) (مسلم).
و: ((أُمِرْتُ أن أسجدَ على سبعةِ أَعْظُمٍ ولا أَكُفَّ ثَوْبًا ولا شَعْراً)) (مسلم).
و: ((إذا قامَ أحدُكم إلى الصلاة فلا يَمْسَحِ الحَصَى فإن الرحمةَ تُوَاجِهُه))، وقوله :((إِن كُنْتَ لا بُدَّ فاعلاً فمرَّةً واحدة)) (أبو داود والترمذى).
التخصر:
الحديث : نَهَى النبيُّ e أن يُصلِّى الرجلُ مُخْتَصِرًا (متفق عليه).

مدافعة الأخبثين وفى حضرة الطعام:
الحديث: ((لا صلاةَ بحَضْرَةِ الطعامٍ ولا هو يُدافِعُهُ الأَخْبَثان)) (مسلم).
الجلوس المكروه:
الحديث : كان رسولُ اللهِ يَنْهَى عن عُقْبَةِ الشيطان (الجلوس على العقبين) وينهى أن يَفْتَرِشَ الرجلُ ذِراعَيْهِ افْتِراشَ السَّبْع (مسلم).
القراءة فى الركوع والسجود:
الحديث :((نُهِيتُ أن أقرأَ القرآنَ راكعًا أو ساجدًا)) (متفق عليه).
مبطلات الصلاة :
ترك ركن:
الحديث :((ارْجِعْ فَصَلّ فإنك لَمْ تُصَلّ)) (مسلم).
الكلام لغير إصلاحها:
الآية: ]وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ[ [البقرة: 238].
والحديث : ((إن هذه الصلاةَ لايَصْلُحُ فيها شىءٌ من كلامِ الناس)) (مسلم).
الأكل والشرب:
الحديث :((إن فى الصلاةِ لشُغُلاً)) (البخاري).
القهقهة:
الحديث: ((لايَقْطَعُ الصلاةَ الكَشْرُ ولكن يَقْطَعُها القَهْقَهة)) (البيهقي : عن منهاج المسلم).
سجود السهو:
لقولِ رسولِ اللهِ e عندما قامَ من الركعةِ الثانيةِ ولم يَتَشَهَّدْ فسجدَ قبل السلام وقال : ((إذا شكَّ أحدُكُم في صلاتِه فلَمْ يَدْرِكَمْ صلَّى أثلاثًا أَمْ أربعًا ؟ فَلْيَطْرَحِ الشكَّ ولْيَبْنِ على ما استَيْقن ، ثم يَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ قبل أن يُسَلِّم، فإن كان صلى خمسًا شَفَعْنَ له صلاتَه ، وإن كان صلى إِتْمامًا لأَرْبَعٍ كانتا ترغيمًا للشيطان)) (مسلم).
وكذلك : فقد سَلَّمَ e من اثْنَيْنِ فأُخْبِرَ بذلك ، فعادَ فأَتمَّ الصلاةَ وسجدَ بعد السلام (متفق عليه).

هوازن الشريف 08-17-2018 06:33 PM

رد: سنن الصلاة
 
ارجع فصلِّ فإنك لم تصل

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد : أخي الحبيب : بيني وبينك نصيحة خالصة لوجهه الكريم ، فأنت ممن نحبهم في الله ، فإن حرصك على الصلاة مع جماعة المسلمين علامة خير وطريق استقامة وهي استجابة لنداء خالقك وبارئك الذي ترجو رحمته ، وتخاف عقابه ، فاحمد الله عز وجل أن لم تكن ممن ضيعها وفرط فيها فورد المهالك ... قال صلى الله عليه وسلم ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)) بل أبشر بحديث يسر قلبك ويؤنس خطوتك قال صلى الله عليه وسلم : (( إذا رأيتم الرجل يعتاد الصلاة فاشهدوا له بالإيمان)) [رواه الترمذي ]. وأبشر - أخي المصلي - وأنت تسير في ظلام الليل الدامس بنور تام يوم القيامة كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ((بشِّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة )) [رواه أبو داود والترمذي] . إننا نفرح حينما نرى تلك الوجوه النيرة تتسابق إلى بيوت الله فيهم كبير السن الذي أثقلته السنون والشاب الذي ولى وجهه عن الملهيات والفتن ... وفيهم أمل الأمة طفل لم بتجاوز العاشرة من عمره يسابق الجميع إلى الصف الأول فالحمد لله على هذا الفضل العظيم . أخي المسلم .. أما وقد دلف المصلون إلى المسجد فإن لنا وقفات معهم لا تخلو من نصيحة صادقة وهمسة عتاب للأحبة .. فحال المصلين اليوم يجب الوقوف عندها لأننا نرى مظاهر تسئ إلى الصلاة ومن أبرزها : 1- عدم الطمأنينة وتأدية الصلاة بسرعة وعجلة ونقرها كنقر الغراب . 2- العبث بالفرش أو الحصى وتقليب العين في النقوش والزخارف . 3- الالتفات في الصلاة ورفع البصر إلى السماء . 4- السهو في الصلاة وعدم التركيز فلا يدري على كم ينصرف من الركعات . 5- كثرة الهواجس والخواطر وذكر أمور الدنيا في الصلاة . 6- العبث بالساعة والنظر إليها أو إصلاح أطراف الثوب وتحريك العباءة . 7- مسابقة الإمام في الركوع والسجود . وهناك مظاهر أخرى توحي بعدم الطمأنينة والخشوع في الصلاة يلحظها كل مصل .. قد ذمها الله عز وجل في كتابه الكريم ، وعلى لسان رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم . أخي المصلي .. ما أتيت إلى هذه المساجد إلا طاعة لله عز وجل وامتثالاً لأمره فما بالك تُضيع ذلك بكثرة الحركة والغفلة في الصلاة .. ألم تعلم أن الخشوع هو روح الصلاة ومادة حياتها وإنسان عينها .. وهو ثمرة الإيمان وطمأنينة النفس . وأنك ربما تنصرف ولم يكتب لك من صلاتك إلا الشيء اليسير . قال صلى الله عليه وسلم : (( إن الرجل لينصرف ، وما كتب له إلا عُشر صلاته ، تُسعها ، ثُمنها، سُبعها ، سُدسها ، خُمسها ، ربُعها ، ثُلثها ، نُصفها )) [رواه أبو داود والنسائي] . ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نقرة الغراب ، وافتراش السبع ، وأن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير [رواه أحمد وأبو داود وغيرهم] . وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته. قالوا يا رسول الله :وكيف يسرق من صلاته ؟ قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها)) وروى الإمام أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا ينظر الله إلى رجل لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده)) . وقال صلى الله عليه وسلم : (( تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني شيطان قام فنقرها أربعاً لا يذكر الله فيها إلا قليلاً )) [رواه مسلم ]. وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رجلاً دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فيه فرد عليه السلام ، ثم قال له : ارجع فصل فإنك لم تصل . فرجع فصلى كما صلى ، ثم جاء فسلم علي النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام ثم قال : ارجع فصل فإنك لم تصل ، فرجع فصلى كما صلى ، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام , وقال : ارجع فصل فإنك لم تصل ثلاث مرات ، فقال في الثالثة : والذي بعثك بالحق يا رسول الله ما أحسن غيره فعلمني . فقال صلى الله عليه وسلم : إذا قمت إلى الصلاة فكبر ، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ، ثم اجلس حتى تطمئن جالساً ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ، وافعل ذلك في صلاتك كلها )) . وروى البخاري عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه رأى رجلاً يصلي ولا يتم ركوع الصلاة ولا سجودها فقال له حذيفة : ما صليت ولو مت وأنت تصلي هذه الصلاة ، مت على غير فطرة محمد صلى الله علية وسلم . وروى الإمام أحمد رضي الله عنه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود )) [رواه أبو داود والترمذي] ، وفي رواية أخرى : (( حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود )) . وهذا نص عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن من صلى ولم يُقم ظهره بعد الركوع والسجود كما كان ، فصلاته باطلة ، وهذا في صلاة الفرض ، وكذا الطمأنينة أن يستقر كل عضو في موضعه . وقال صلى الله عليه وسلم : (( خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن ولم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة)) [رواه أبو داود والنسائي ]. قال الله تعالى: { قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون } أي خائفون ساكنون ، والخشوع هو السكون والطمأنينة والتؤدة والوقار والتواضع ، والحامل عليه هو الخوف من الله ومراقبته ،والخشوع أيضاً هو قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل . ويروى عن مجاهد أنه قال { وقوموا لله قانتين } فمن القنوت : الركود والخشوع وغض البصر وخفض الجناح من رهبة الله عز وجل . والخشوع في الصلاة إنما يحصل لمن فرغ قلبه لها،واشتغل بها عما عداها وآثرها على غيرها وقد ذكر الله عز وجل الخاشعين والخاشعات في صفات عباده الأخيار. وأنه أعد لهم مغفرة وأجراً عظيماً . من أحوال الخاشعين في الصلاة لا تعرضن بذكرهم في ذكرنا********ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على المنبر : إن الرجل ليشيب عارضاه في الإسلام وما أكمل لله تعالى صلاة ، قيل : لا يُتم خشوعها وتواضعها وإقباله على الله عز وجل. هذا قول عمر بن الخطاب في صدر الإسلام ، ماذا عن واقعنا نحن اليوم ، والكثير -إلا من رحم ربي- تذهب به أحوال الدنيا كل مذهب ، فهو يصلي ببدنه ولكنه يذهب بفكره إلى الدنيا وأسواقها ؛ يبيع ويشتري ، ويزيد وينقص... وما ذاك إلا من الغفلة. وقال الحسن: سمعهم عامر بن عبد قيس وما يذكرون من ذكر الضيعة في الصلاة ، قال: تجدونه؟ قالوا : نعم ، قال: والله لئن تختلف الأسنة في جوفي أحب إليَّ أن يكون هذا في صلاتي. أخي الحبيب : ما بالنا هكذا عن الصلاة معرضين ولواجباتنا مضيعين . لقد كان عبد الله بن مسعود إذا قام في الصلاة كأنه ثوب ملقى. وكان سعيد بن جبير إذا قام إلى الصلاة كأنه وتد. أخي الحبيب... أين نحن من هؤلاء؟ هذا عبد الله بن الزبير يركع ، فيكاد الرخم يقع على ظهره ، ويسجد فكأنه ثوب مطروح. إننا نستغرب من ذلك الخشوع وتلك الطمأنينة وما ذاك إلا لأننا لا نرى هذا في واقع حياتنا وإلا فإن العنبس بن عقبة كان يسجد حتى تقع العصافير على ظهره ، فكأنه جذم حائط. ونسير مع الصالحين ... فهذا أبو بكر بن عياش يقول : رأيت حبيب بن أبي ثابت ساجداً ، فلو رأيته قلت ميت ، يعني من طول السجود . وكان إبراهيم التيمي إذا سجد كأنه جذم حائط ينزل على ظهره العصافير. أما ابن وهب فقد قال : رأيت الثوري في الحرم بعد المغرب ، صلى ، ثم سجد سجدة ، فلم يرفع حتى نودي بالعشاء . ولم يكن يشغلهم عن الصلاة شاغل ، ولم يكن بينهم وبين الله حائل ، فالانتباه مقتصر على الصلاة والخشوع لله والتذلل بين يديه. فقد صلى أبو عبد الله النباحي يوماً بأهل طرسوس ، فصيح بالنفير ، فلم يخفف الصلاة ، فلما فرغوا قالوا : أنت جاسوس ، قال : ولم؟ قالوا : صيح بالنفير وأنت في الصلاة فلم تخفف . قال: ما حسبت أن أحداً يكون في الصلاة فيقع في سمعه غير ما يخاطب به الله عز وجل. وكان الإمام البخاري يصلي ذات ليلة ، فلسعه الزنبور سبع عشرة مرة ، فلما قضى الصلاة ، قال : انظروا أيش آذاني. وعن ميمون بن حيان قال: ما رأيت مسلم بن يسار متلفتاً في صلاته قط خفيفة ولا طويلة ، ولقد انهدمت ناحية المسجد ففزع أهل السوق لهدته وإنه في المسجد في صلاته فما التفت. وعندما سُئل خلف بن أيوب : ألا يؤذيك الذباب في صلاتك فتطردها قال: لا أُعوِّد نفسي شيئاً يفسد علي صلاتي ، قيل له : وكيف تصبر على ذلك؟ قال : بلغني أن الفساق يصبرون تحت سياط السلطان فيقال : فلان صبور ويفتخرون بذلك ؛ فأنا قائم بين يدي ربي أفأتحرك لذبابة؟!!. وكان ابن الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود من الخشوع. وهذا أبو طلحة -رضي الله عنه- صلى في حائط وفيه شجر فأعجبه دبس طار في الشجر يلتمس مخرجاً ، فأتبعه بصره ساعة ثم لم يَدرِ كم صلى؟ فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصابه من الفتنة ، ثم قال :يا رسول الله هو صدقة فضعه حيث شئت. قال القاسم بن محمد : غدوت يوماً وكنت إذا غدوت بدأت بعائشة -رضي الله عنها- أسلِّم عليها ، فغدوت يوماً إليها فإذا هي تصلي الضحى وهي تقرأ : { فمنَّ الله علينا ووقانا عذاب السَّــموم } [ الطور : آية 27 ] . وتبكي وتدعو وتردد الآية فقمت حتى مللت وهي كما هي ، فلما رأيت ذلك ذهبت إلى السوق فقلت : أفرغ من حاجتي ثم أرجع ، ففرغت من حاجتي ثم رجعت وهي كما هي تردد الآية وتبكي وتدعو . وعن حاتم الأصم رضي الله عنه أنه سئل عن صلاته فقال : إذا حانت الصلاة أسبغت الوضوء وأتيت الموضع الذي أريد الصلاة فيه فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحي ، ثم أقوم إلى صلاتي وأجعل الكعبة بين حاجبي والصراط تحت قدمي والجنة عن يميني والنار عن شمالي وملك الموت ورائي أظنها آخر صلاتي ، ثم أقوم بين الرجاء والخوف وأكبر تكبيراً بتحقيق وأقرأ قراءة بترتيل وأركع ركوعا بتواضع وأسجد سجوداً بتخشع وأقعد على الورك الأيسر وأفرش ظهر قدمها وأنصب القدم اليمنى على الإبهام وأتبعها الإخلاص ، ثم لا أدري أقبلت مني أم لا؟ وهذه وصية بكر المزني تنادي بالحرص على الصلاة وإتمامها على وجهها الصحيح إذ قال : إذا أردت أن تنفعك صلاتك ، فقل : لا أصلي غيرها . ورغم تلك العناية بالصلاة وشدة المحافظة عليها فإن عثمان بن أبي دهرش قال : ما صليت صلاة قط إلا استغفرت الله تعالى من تقصيري فيها. إخواني ... لله أقوام امتثلوا ما أمروا ، وزجروا عن الزلل فانزجروا ، جنَّ عليهم الليل فسهروا ، وطالعوا صحف الذنوب فانكسروا ، وطرقوا باب المحبوب واعتذروا { إني جزيتهم اليوم بما صبروا } . ولكن !! كيف السبيل إلى الخشوع في الصلاة ؟ وما هي الوسائل التي تعين على ذلك ؟ هناك -أخي المصلي- أسبابٌ يرجى لمن فعلها أن يرزق الخشوع في الصلاة وهي على قسمين : أولاً: أسباب لا تتعلق بالصلاة وهي : 1- توحيد الله عز وجل في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته . 2- تعظيم جناب الرب تبارك وتعالى والإخلاص له ومراقبته في السر والعلانية . 3- تجريد الاتباع للرسول صلى الله عليه وسلم . 4- تقوى الله بفعل المأمورات وترك المحظورات. 5- أكل الحلال الطيب والبعد عن الحرام وتجنب الشبهات . 6- الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل بأن يرزقك الخشوع . 7- صحبة الخاشعين ومسايرتهم. ثانياً : تتعلق بالصلاة ... منها: 1- اجمع نفسك وأحضر قلبك قبل الدخول في الصلاة . 2- استشعار عظمة من ستقف أمامه وهو الله عز وجل. 3- الرجاء في الحصول على ثواب الصلاة كاملاً. 4- إحسان الوضوء وعدم الإسراف وترك الأعقاب . 5- تهيأ قبل الدخول في الصلاة فــ ((لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان )) [رواه مسلم] ، وليكن المكان مهيأً للصلاة . 6- الحذر من التهاون في أداء الصلاة مع الجماعة والسعي لها مع الأذان. 7- لا تدع النوافل وبخاصة الرواتب كالوتر وسنة الفجر وعليك بقيام الليل . 8- تفكر في معاني الآيات والأذكار التي تقرأها وترددها . 9- لا تتعجل في صلاتك ولا تكن الصلاة أهون شيء عندك تؤديها كيفما كان . 10- التأدب في الصلاة بعدم الحركة أو الالتفات أو العبث المنهي عنه . 11- التزم بأحكام الصلاة وآدابها ، واجعل نظرك في موضع سجودك ... قال صلى الله عليه وسلم ((صلوا كما رأيتموني أصلي )). 12- تابع الإمام فإنما جعل الإمام ليؤتم به . 13- فرغ قلبك من شواغل الدنيا ... فهي كلها بما فيها من فتن وشواغل لا تساوي عند الله جناح بعوضة . 14- تجنب الصلاة في الأماكن التي فيها آلات اللهو أو التصاوير أو تشويش أو أصوات ولغط . 15- صلِّ صلاة مودع فكل من نعرفهم رحلوا بعد صلاة مكتوبة وأنت لا بد منهم. أخي المسلم ... قال صلى الله عليه وسلم : (( ما من امرئ تحضره صلاة مكتوبة ، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها ، إلا كانت كفارة من الذنوب ما لم تؤت كبيرة ، وذلك الدهر كله )) [رواه مسلم]. جعل الله لنا من العمل أصوبه وأخلصه ومن الأجر أتمه وأكمله. اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع ومن دعاء لا يستجاب له ، اللهم تجاوز عن سيئاتنا واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين .... وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا...

نوال 08-18-2018 06:13 PM

رد: سنن الصلاة
 
جزاك الله خيرا معلمتي

كتب الله اجرك

عطر الجنة 08-19-2018 02:51 AM

رد: سنن الصلاة
 
تبارك الله ..
سلمت يداك أستاذتنا الحبيبة
ونفعنا الله بما قدمت
ويعطيك العافية يارب
لروعة ما سكبت من قيم ،،
شكرا وتقديرا يليق بك
ودي وعبق وردي لروحك الطاهرة..


الساعة الآن 10:42 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)