منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد - تخريج حديث " زر غبّاً تزدد حبّاً "


	http://img.rjeem.com/imgcache/2012/12/21599.png ( ما صحّة حديث زر غبّاً تزدد حبّاً ؟؟ )) يروى عن النبي صلّ الله عليه و سلّم من عدّة طرق أنّه قال : " زر غبّاً تزدد حبّاً " أي باعد بين الزيارات حتّى تزداد المحبّة و لا يملّ الأخ من أخيه . و هذا الحديث لا يصحّ عن النبي صلّ الله عليه و سلّم ، فقال الإمام أبو حاتم بن حبان فى (( روضة العقلاء )) ( ص116) (( و قد روي عن النبي صل الله عليه وسلم أخبار كثيرة تصرح بنفي الإكثار من الزيارة ، حيث يقول (( زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً )) إلا أنه لا يصح منها خبرٌ من جهة النقل ، فتنكبنا عن ذكرها و إخراجها في الكتاب )) . و قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري : " و كأن البخاري رمز بالترجمة إلى توهين الحديث المشهور زر غباً تزدد حباً و قد ورد من طرق أكثرها غرائب لا يخلو واحد منها من مقال " . و لا يعني القول بعدم صحة الحديث أنّ معناه لا يصح ,, بل إنَّ المعنى صحيح و يوافق واقع نفوس عامّة البشر . و لكن هذا القول أقرب إلى أن يكون حكمةً قديمة ؛ قال المعلمي في تعليقه على الفوائد المجموعة للشوكاني : الصحيح أنَّها حكمةٌ قديمةٌ ، قال عبيد بن عمير لعائشة لـمّا لامته على انقطاعه عنها : أقول يا أمه ما قال الأول : زر غبًا تزدد حبًّا . (حديث مرفوع) " زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا " ، البزار والحارث بن أبي أسامة في مسنديهما ، ومن طريق ثانيهما ، أبو نُعيم في الحلية ، من حديث طلحة بن عمرو عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة به مرفوعا ، وكذا أخرجه العسكري في الأمثال ، والبيهقي في الشعب ، وقال : إن طلحة غير قوي ، وقد روي هذا الحديث بأسانيد هذا أمثلها ، وفي بعضها أنه قيل له : أين كنت أمس يا أبا هريرة ، قال : زرت ناسا من أهلي ، فقال : يا أبا هريرة زر غبا تزدد حبا ، وقال العقيلي : هذا الحديث إنما يعرف بطلحة ، وقد تابعه قوم نحوه في الضعف ، وإنما يروى هذا عن عطاء عن عبيد بن عمير قوله انتهى ، يشير إلى ما رواه ابن حبان في صحيحه ، عن عطاء قال : دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها ، فقال لعبيد : قد آن لك أن تزورنا ، فقال : أقول لك يا أمه ، كما قال الأول : زر غبا تزدد حبا ، فقال : دعونا من بطالتكم هذه ، وذكر حديثا ، وقد رواه الطبراني في الأوسط ، من طريق منصور بن إسماعيل الحراني عن ابن جريج وطلحة بن عمرو ، كلاهما عن عطاء به ، ومن طرق حديث أبي هريرة أيضا ، ما رواه الخلعي في فوائده من حديث عون بن سنان بن الحكم عن أبيه عن يحيى بن عتيق عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة ، قال : قال رسول اللَّه صل اللَّه عليه وسلم : يا أبا هريرة ، وذكره ، وللعسكري من طريق ابن علاثة عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول اللَّه صل اللَّه عليه وسلم وذكره ، والحديث مروي أيضا عن أنس وجابر وحبيب بن مسلمة وابن عباس وابن عمرو وعلي ومعاوية بن حيدة وأبي الدرداء وأبي ذر وعائشة وآخرين حتى قال ابن طاهر : إن ابن عدي أورده في أربعة عشرة موضعا من كامله ، وعللّها كلها ، وأفرد أبو نُعيم طرقه ثم شيخنا في " الإنارة ، بطرق غب الزيارة " ، وبمجموعها يتقوى الحديث ، وإن قال البزار : إنه ليس فيه حديث صحيح ، فهو لا ينافي ما قلناه ، وقد أنشد ابن دريد في معناه : عليك بإغباب الزيارة إنها إذا كثرت كانت إلى الهجر مسلكا فإني رأيت الغيث يسأم دائما ويسأل بالأيدي إذا هو أمسكا وقال غيره : قلل زيارتك الصديق تكون كالثوب استجده وأمل شيء لامرئ ألا يزال يراك عنده . مع التنبيه إلى أنّه لا يلزم دائماً مباعدة الزيارة بين فترة و فترة . فقد بوّب البخاري في صحيحه باباً بعنوان ( باب هل يزور صاحبه كل يوم أو بكرة وعشيا ؟ ) و ذكر حديث عائشة رضي الله عنها قالت : لم أعقل أبَوَيَّ إلا و هما يدينان الدين و لم يمر عليهما يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صل الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة و عشية فبينما نحن جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة قال قائل : هذا رسول الله صل الله عليه وسلم في ساعة لم يكن يأتينا فيها ، قال أبو بكر : ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر ، قال : إنّي قد أذن لي بالخروج . و الشاهد من الحديث أنّ النبي صلّ الله عليه و سلّم كان يزور أبا بكرٍ كلّ يومٍ بكرةً و عشيّة . و لعلَّ هذا يعود إلى خصوصية المودّة بين النبي صلّ الله عليه و سلّم و أبي بكر رضي الله عنه ،،، فمن كانت علاقته بأخيه علاقة مودّة خاصّة فلا إشكال في تكرار الزيارة و تقاربها . قال ابن بطال : " الصديق الملاطف لا يزيده كثرة الزيارة إلا محبة ، بخلاف غيره " و الله أعلم . http://cdn-th.tunwalai.net/files/mem...959-member.jpg