شعاع العلوم الشرعية مقالات- ارشاد- توجيه- خواطر تهدف للدعوة الى الله- حملات دعوية و ثقافة إسلامية.... |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||
| |||||||||||
حقوق الأخوة في اللسان و هي بالسكوت تارة و بالنطق أخرى .. 1) السكوت على المكاره : 1- لا يذكر عيوبه : فمن حق الأخ على أخيه،أن يسكت عن ذكر عيوبه في غيبته و حضرته بل يتجاهل عنه أما ذكر عيوبه و مساويه في غيبته فهو من الغيبة المحرمة و ذلك حرام في حق كل مسلم ، و يزجرك عنه أمران بالإضافة إلى زجر الشرع : أحدهما : أن تطالع أحوال نفسك فإن وجدت فيها شيئا واحدا مذموما ، فهوِّن على نفسك ما تراه من أخيك و قدر أنه عاجز عن قهر نفسه في تلك الخصلة الواحدة كما أنت عاجز عن قهر نفسه في تلك الخصلة الواحدة ، كما أنت عاجز عما أنت مبتلى به و الأمر الثاني : أنك تعلم أنك لو طلبت منزها عن كل عيب اعتزلت عن الخلق كافة ، و لم تجد من تصاحبه أصلا كما قال النابغة الذبياني : : و لست بمستبق أخا لا تلُمُّه *** على شعث أيّ الرجال المهذّب فما من أحد من الناس إلا و له محاسن و مساوئ فإذا غلبت المحاسن المساوئ فهو الغاية ، و المؤمن أبدا يحضر في نفسه محاسن أخيه لينبعث من قلبه التوقير و الودّ و الاحترام و أما المنافق اللئيم فإنه أبدا يلاحظ المساوئ و العيوب قال ابن المبارك : المؤمن يطلب المعاذير ، و المنافق يطلب العثرات و قال الفضيل : الفتوة العفو عن زلات الإخوان 2- أن لا يفشي أسراره : و من ذلك أن يسكت عن إفشاء أسراره و لا إلى أخصّ أصدقائه و لو بعد القطيعة و الوحشة ، فإن ذلك من لؤم الطبع و خبث النفس قيل لبعض الأدباء : كيف حفظك للسر؟ قال : أنا قبره . و أفشى بعضهم سرا إلى أخيه ثم قال له حفظت ، قال : بل نسيت . و قالوا : قلوب الأحرار قبور الأسرار كان أبو سعيد الثوري يقول : إذا أردت أن تؤاخي رجلا فأغضبه ثم دس عليه من يسأله عنك فإن قال خيرا و كتم سرا فاصحبه 3- أن لا يجادله و لا يماريه : و من ذلك أن يسكت عن مماراته و جداله : قال بعض السلف : من لاحى الإخوان و ماراهم ، قلّت مروءته ، و ذهبي كرامته و قال عبد الله بن الحسن:إياك و مماراة الرجال، إنك لن تعدم مكر حليم أو مفاجأة لئيم و بالجملة فلا باعث على المماراة إلا إظهار التميّز بمزيد العقل و الفضل واحتقار المردود عليه بإظهار جهله و بالغ بعضهم في ترك المراء و الجدال فقال : إذا قلت لأخيك قم فقال : إلى أين؟ فلا تصحبه ، بل ينبغي أن يقوم و لا يسأل والمراء يفتن القلب وينبت الضغينة و يجفي القلب و يقسيه ويرقق الورع في المنطق و الفعل عن أبي أمامة رضي الله عنه قال :" قال رسول الله صل الله عليه و سلم : "من ترك المراء و هو مبطل بنى له بيت في ربض الجنة و من تركه و هو محقّ بنى له في وسطها ، و من حسن خلقه بنى له في أعلاها" (رواه أبو داود و غيره) قال خالد بن يزيد بن معاوية الأموي :"إذا كان الرجل مماريا لجوجا معجبا برأيه فقد تمت خسارته " قال الحسن البصري :"إياكم و المراء ، فإنه ساعة جهل العالم ، و بها يبتغي الشيطان زلّته" 2) النطق بالمحاب : و كما تقتضي الأخوة السكوت عن المكاره ، تقتضي أيضا النطق بالمحاب ، بل هو أخص بالأخوة لأن من قنع بالسكوت صحب أهل القبور 1- التودد باللسان : فمن ذلك أن يتودد إليه بلسانه ، و يتفقده في الأحوال التي يحب أن يتفقد فيها و كذا جملة أحواله التي يسر بها ينبغي أن يظهر بلسانه مشاركته له في السرور بها فمعنى الأخوةالمساهمة في السراء و الضراء 2- إخباره بمحبته : و من ذلك أن يخبره بمحبته له : عن أنس بن مالك قال : مر رجل بالنبي صل الله عليه و سلم و عنده ناس فقال رجل ممن عنده : إني لأحب هذا لله ، فقال النبي صل الله عليه و سلم :"أعلمته؟" قال : لا قال : " قم إليه فأعلمه " فقام إليه فأعلمه ، فقال : أحبّك الذي أحببتني له ثم قال ثم رجع فسأله النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره بما قال فقال النبي صل الله عليه و سلم :"أنت مع من أحببت و لك ما احتسبت " (رواه أحمد و الحاكم و صححه الذهبي) و عن المقدام بن معدى كرب عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه " (رواه أحمد و غيره) و إنما أمر النبي صل الله عليه و سلم بالإخبار ، لأن ذلك يوجب زيادة حب فإن عرف أنك تحبه أحبك بالطبع لا محالة ، فإذا عرفت أنه أيضا يحبك زاد حبك لا محالة فإذا عرفت أنه أيضا يحبك زاد حبك لا محالة ، فلا يزال الحب يتزايد من الجانبين و يتضاعف و التحابب بين المسلمين مطلوب في الشرع محبوب في الدين ، قال النبي صلى الله عليه و سلم : " لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، و لا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم " ( رواه مسلم) و قال النووي : قوله :" لا تؤمنوا حتى تحابوا " معناه لا يكمل إيمانكم ، و لا يصلح حالكم في الإيمان إلا بالتحاب " 3- دعوته بأحبّ الأسماء إليه : و من ذلك أن يدعوه بأحبّ أسمائه إليه في غيبته و حضوره قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ثلاث يصفين لك ودّ أخيك : أن تسلّم عليه إذا لقيته أولا و توسّع له في المجلس ، و تدعوه بأحب الأسماء إليه 4- الثناء عليه : و من ذلك : أن تثني عليه بما تعرف من محاسن أحواله و آكد من ذلك أن تبلغه ثناء من أثنى عليه مع إظهار الفرح ، فإن إخفاء ذلك محض الحسد ، و ذلك من غير كذب و لا إفراط ، فإن ذلك من أعظم الأسباب في جلب المحبة 5- الذّبّ عنه في غيبته : و أعظم من ذلك تأثيرا في جلب المحبة ، الذبّ عنه في غيبته مهما قصد بسوء أو تعرّض لعرضه بكلام صريح ، أو تعريض فحق الأخوة التشمير في الحماية و النصرة و تبكيت المتعنت و تغليظ القول عليه ، و السكوت عن ذلك موغر للصدر و منفر للقلب و تقصير في حق الأخوة قال رسول الله صل الله عليه و سلم : " المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه و لا يحرمه و لا يخذله " (رواه مسلم) 6- التعليم و النصيحة : و من ذلك التعليم و النصيحة : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله قال : " لله و لكتابه ، و لرسوله ، و لأئمة المسلمين و عامتهم " (رواه مسلم) ، و بخاصة إذا استنصح الأخ أخاه وجب عليه أن يخلص له النصيحة ، كما سلف في الحقوق العامة للمسلمين و ينبغي أن تكون النصيحة في سرّ لا يطلع عليه أحد فما كان على الملإ فهو توبيخ و فضيحة ، و ما كان في السر ، فهو شفقة و نصيحة قال الشافعي رحمه الله : من وعظ أخاه سرا فقد نصحه و زانه ، و من وعظه علانية فقد فضحه و شانه و قال رحمه الله : : تعمّدني بنصحك في انفرادي *** و جنّبني النصيحة في الجماعة فإنّ النصح بين الناس نوع *** من التوبيخ لا أرضى استماعه و إن خالفتني و عصيت قولي *** فلا تجزع إذا لم تعط طاعة و تتأكد النصيحة كذلك إذا تغيّر أخوك عما كان عليه من العمل الصالح قال أبو الدرداء : إذا تغيّر أخوك ، و حال عما كان عليه ، فلا تدعه لأجل ذلك ، فإن أخاك يعوج مرة و يستقيم مرة و حكى عن أخوين من السلف انقلب أحدهما عن الاستقامة ، فقيل لأخيه : ألا تقطعه و تهجره؟ فقال: أحوج ما كان إليّ في هذا الوقت لما وقع في عثرته أن آخذ بيده ،و أتلطف له في المعاتبة، و أدعو له بالعود إلى ما كان عليه و الأخوة عقد ينزل منزلة القرابة ، فإذا انعقد تأكد الحق ووجب الوفاء بموجب العقد ، و من الوفاء به أن لا يهمل أخاه أيام حاجته و فقره و فقر الدين أشدّ من فقر المال ، و الأخوة عند النائبات و حوادث الزمان ، و هذا من أشدّ النوائب و القريب ينبغي أن لا يهجر من أجل معصيته حتى يقام له بواجب النصيحة ، و ذلك لأجل قرابته ، قال الله تعالى لنبيه صل الله عليه و سلم في عشيرته : " فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون " ( الشعراء 216) و لم يقل : إني برئ منكم ، مراعاة لحق القرابة و لحمة النسب ، و لهذا أشار أبو الدرداء لما قيل له : ألا تبغض أخاك و قد فعل كذا؟ فقال : إنما أبغض عمله و إلا فهو أخي و كذا التفريق بين الأحباب من محاب الشيطان ، كما أن مقارفة العصيان من محابه فإذا حصل للشيطان أحد غرضيه ، فلا ينبغي أن يضاف إليه الثاني 7- الدعاء له في حياته و بعد مماته : و من ذلك الدعاء لأخيه في حياته و بعد مماته : عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صل الله عليه و سلم : " ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك : و لك بمثل (رواه مسلم) |
10-15-2019 | #2 |
|
رد: حقوق الأخوة في اللسان الثلاثاء 16 صفر 1441 صباحك ورد وسلام الله عليك ورحمته وبركاته موضوع يستحق ان يكون محاضره دمتي بخير 7- الدعاء له في حياته و بعد مماته : و من ذلك الدعاء لأخيه في حياته و بعد مماته : عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صل الله عليه و سلم : " ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك : و لك بمثل (رواه مسلم) |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
10-15-2019 | #3 |
العلوم الشرعية |
Re: حقوق الأخوة في اللسان جزاك الله خير الجزاء
|
إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
01-01-2020 | #5 |
|
رد: حقوق الأخوة في اللسان حياك الله ابنتي الغالية عطر الجنة جزاك الله خيرا على الموضوع القيم المضمون أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم ودمتم على طاعة الرحمن وعلى طريق الخير نلتقي دوما |
حين تستيقظ يوماً لتجد الأرجاء خاوية من الأحبة, وقد تفلتت منا سبُلُ" اللقاء " . فلا تحزن وتضيق بك الأكوان , واعمل للغد حتى لا نفترق عند أعتاب الجنان فرُب فراق غـــدٍ لاينفعه البكاء ولا شفعاء !" ، وحين الرحيل للوجه الآخر من الحياة ." لا تحزنوا فبرحمت الله اللقاء عند أعتاب الجنان |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 5 : | |
, , , , |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الحياة الزوجية حقوق وواجبات( فقهيات) | هوازن الشريف | شعاع القفص الذهبي | 3 | 03-25-2017 02:55 PM |
موضوع قصير عن حقوق الجار | أم إلياس | شعاع العلوم الشرعية | 2 | 06-30-2016 05:16 PM |
الأخوة الإيمانية: | ام عبدالله وامنه | شعاع الصوتيات والمرئيات للدروس الدينيـة | 3 | 01-11-2016 03:56 PM |
الأخوة النافعة | أم يعقوب | شعاع العـــام | 6 | 11-30-2015 01:08 AM |
حقوق الطفل | ام مصطفى | شعاع الأمومة والطفولة | 6 | 05-13-2014 01:16 PM |