منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

أنا لوحدي.. كيف أفعل ؟
كثيرا ما راودنا هذا السّؤال.. وكثيراً ما اعترانا هذا الشّعور.. الشّعور أنك تسير على طريق التّغيير والإصلاح وحدك، كأنّك الوحيد الذي يتألّم من كل هذا الفساد المحيط بنا من كلّ جانب.. الوحيد المتذمّر من الظُّلمةِ الحالكة التي عمّت العقول والأرجاء، وحدك الذي يتقّطع ألما مما آلت له أحوال وأخلاق مَن حوله من إخوانه المسلمين.. فتتساءل؛ بين كلّ هذا الظّلام الحالك كيف لي أن أُعيد ولو القليل من النّور؟ ماذا لامرأةٍ واحدةٍ أن تفعل؟ وماذا لرجلٍ واحدٍ أن يفعل؟.. سؤالٌ سأله كثيرون سبقونا.. سأله محمد عندما قال له ربّه 《قُم فأنذِر》 عندما وجد نفسه وحيداً وسط جاهليةِ قُريش وقد كُلّف بمهمّةٍ عظيمة وهي تبليغ أرقي وأبلغ رسالةٍ في الوجود للعالمين أجمع...
سؤالٌ سأله ويسألهُ كلُّ حاملٍ لهمِّ تبليغ الرّسالة.. كلُّ إنسان مُدركٍ لحقيقةِ الغاية من وجوده وخِلقَته، كلّ إنسانٍ آمن أنّه خليفةُ اللهِ على هذه الأرض.. .
أقف على مسافة عن كلّ ما يدور بي.. وأتأمّل.. كيف لي أن أفعل؟ وماذا أفعل؟ هل سأستطيع النجاح، أم.. أنسحبُ من كلّ هذا وألتحقُ بالذين يِجرُون وراء الدّنيا وأترك هذه أقف على مسافة عن كلّ ما يدور بي.. وأتأمّل.. كيف لي أن أفعل؟ وماذا أفعل؟ هل سأستطيع النجاح، أم.. أنسحبُ من كلّ هذا وألتحقُ بالذين يِجرُون وراء الدّنيا وأترك هذه الأمور التي لا تزيدني سوى ألماً وقلقا وتوتراً...
.
أعيد قراءة المشهد من جديد وأقلّب صفحات التاريخ أبحث عن تتمّمةِ القصّة.. يا تُرى ماذا فعل محمدٌ (وحده) وسط ذلك الظلام الكبير، كيف فعل مع من كانو يَئِدون بناتهم ويظلمون أيتامهم، كيف فعل مع من استعبدوا بشرا مثلهم ومع من عاثوا في الأرضِ فساداً.. أُقلّبُ الصفحات بلهفةٍ لأُكملَ تتِمّةَ القصّة.. .
هاقد وجد من يؤازره ومن يشدّ بيده ومن يقول له 《كلا والله ما يخزيك الله أبدا》.. زوجه ثم صاحبه رفيق دربه، ابن عمّه ومولاه وبناته.. ثم ها هو ذا صاحبه يمضي معه في الطريق ويكسر معه الحواجز وأوثان العقول ليصبحو عشراتٍ فمئاتٍ فآلافٍ.. ليؤسسوا أعظم وأمتن حضارة لم يسبق لها مثيل؛ حضارة العدل والأخلاق والإنصاف والحبّ.. .
أقف مجددا على مسافة أبعد من المشهد كي أتمكّن من الؤية بشكلٍ أوضح وأوسع.. أهمسُ لنفسي.. كان رجُلاً واحداً، لكنّهُ فَعَل..

ثم أسأل نفسي؛ هل أنا حقاً لوحدي أم أنّ هناكَ الكثير من الذين يخوضون هذا المخاض مثلي؟ فأشعر بمواساتٍ خفيّةٍ تُخبرني؛ "اطمئني.. لستِ لوحدِك.. " .
.
من أقاصي اليأس يولد منتهى الأمل.
.
خاطرة_إيمان 💭