منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع السيرة النبوية، الصحابة و السلف الصالح (https://hwazen.com/vb/f35.html)
-   -   رضينا برسول الله قسْمًا وحظًّا (https://hwazen.com/vb/t19935.html)

عطر الجنة 02-25-2020 12:16 AM

رضينا برسول الله قسْمًا وحظًّا
 




https://avatars.mds.yandex.net/get-p...a7c9cfe11/orig


في شهر شوال من السنة الثامنة من الهجرة كانت غزوة حُنَيْن آخر غزوات النبي صل الله عليه وسلم لمشركي العرب، والتي دارت رحاها في حنين، وهو واد أجوف ذو شعاب ومضايق قريب من الطائف، بينه وبين مكة بضعة عشر ميلًا من جهة عرفات، وهذه الغزوة فيها من الدروس التربوية الكثير...


وقد أشار الله تعالى إليها في القرآن الكريم
فقال تعالى {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ . ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} [التوبة:25-26].

والمتأمِّل في هذه الغزوة يرى حكمته وفقهه صل الله عليه وسلم في معاملة النفوس،
وعلاج ما بها من خلل أو خطأ، ومن ذلك موقفه صل الله عليه وسلم مع الأنصار.

بعد أن تحقق النصر للمسلمين في هذه الغزوة
أمر رسول الله صل الله عليه وسلم بجمع الغنائم، وكانت نحو أربعة وعشرين ألف بعير، وأكثر من أربعين ألف شاة، وأربعة آلاف أوقية من الفضة، وأمر أن تساق إلى الجعرّانة..

ثم وزَّع رسول الله صل الله عليه وسلم هذا الخير على المسلمين، وأعطى قبائل العرب عطايا ملأت رحب الفضاء من النعم والشاة والغنم، ومن الذهب والفضة والمال، تأليفًا لقلوبهم لحداثة عهدهم بالإسلام، فأعطى لزعماء قريش وغطفان وتميم عطاءً عظيمًا..

إذ كانت عطية الواحد منهم مائة من الإبل،
ومن هؤلاء... أبو سفيان بن حرب، وسهيل بن عمرو، وحكيم بن حزام، وصفوان بن أمية، وعيينة بن حصن الفزاري، والأقرع بن حابس.

وترك الأنصار لعلمه بقوة إيمانهم.
وكان هدف النبي صل الله عليه وسلم من هذا العطاء المجزي للبعض -مع تأليفهم وتثبيتهم- تحويل قلوبهم من حب الدنيا إلى حب الإسلام،

بعد أن يخالط الإيمان بشاشة قلوبهم، ويتذوقون حلاوته، وقد حدث ذلك بالفعل..


فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
"إن كان الرجل ليُسلِم ما يريد إلا الدنيا، فما يُسلِم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها" (رواه مسلم).


غير أن بعض أهل الزيغ والنفاق انتقد رسول الله صل الله عليه وسلم في صنيعه هذا ونسبه إلى الجور والظلم، فخاطب رسولَ الله صل الله عليه وسلم بلهجة تنبئ عما انطوت عليه نفسه من الحقد والنفاق..

فعن جابر رضي الله عنه قال: "أتى رجل بالجعرانة منصرفه من حنين وفي ثوب بلال فضة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقبض منه ويعطي الناس، فقال: يا محمد اعدل، فقال: «ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل؟ لقد خبتُ وخسرت إن لم أكن أعدل»، فقال عمر بن الخطاب: دعني يا رسول الله فأقتل هذا المنافق، فقال: «معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي، إن هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية»" (رواه مسلم).


قال ابن القيم: "ومعلوم أن الأنفال لله ولرسوله يقسمها رسوله حيث أمره لا يتعدى الأمر، فلو وضع الغنائم بأسرها في هؤلاء لمصلحة الإسلام العامة، لما خرج عن الحكمة والمصلحة والعدل، ولما عميت أبصار ذي الخويصرة التميمي وأضرابه عن هذه المصلحة والحكمة..

قال له قائلهم: اعدل فإنك لم تعدل، وقال مشبهة: إن هذه لقسمة ما أريدَ بها وجه الله.. ولعمر الله إن هؤلاء من أجهل الخلق برسوله، ومعرفته بربه، وطاعته له، وتمام عدله، وإعطائه لله، ومنعه لله".


وقد تأثر بعض الأنصار من هذا العطاء بحكم الطبيعة البشرية، فعالج النبي صل الله عليه وسلم هذا الموقف بحكمةٍ ورفق، مبينًا فضل الأنصار وحبه صل الله عليه وسلم لهم.


عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "لما أعطى رسول الله صل الله عليه وسلم ما أعطى من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب، ولم يكن في الأنصار منها شيء، وجد -غضب- هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت فيهم القالة.. حتى قال قائلهم: لقي رسول الله صل الله عليه وسلم قومه، فدخل عليه سعد بن عبادة، فقال: يا رسول الله، إن هذا الحي قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك وأعطيت عطايا عِظامًا في قبائل العرب، ولم يكن في هذا الحي من الأنصار شيء، قال: «فأين أنت من ذلك يا سعد؟» قال: يا رسول الله، ما أنا إلا امرؤ من قومي، وما أنا من ذلك، قال: «فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة»، قال: فخرج سعد فجمع الناس في تلك الحظيرة، قال: فجاء رجال من المهاجرين فتركهم، فدخلوا وجاء آخرون فردهم، فلما اجتمعوا أتاه سعد، فقال: قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار.. قال: فأتاهم رسول الله صل الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو له أهل، ثم قال: «يا معشر الأنصار ما قالة بلغتني عنكم وجدة وجدتموها في أنفسكم، ألم تكونوا ضُلالًا فهداكم الله، وعالة -فقراء- فأغناكم الله، وأعداء فألَّف الله بين قلوبكم؟» قالوا: بل الله ورسوله أمن وأفضل، قال: «ألا تجيبونني
يا معشر الأنصار؟».. قالوا: وبماذا نجيبك
يا رسول الله، ولله ولرسوله المنُّ والفضل، قال: «أما والله لو شئتم لقلتم، فَلَصَدَقْتُمْ، وَصُدِّقْتُمْ، أتيتنا مُكَذَّبًا فصدقناك، ومخذولًا فنصرناك، وطريدًا فآويناك، وعائِلًا فآسيناك، أوجدتم في أنفسكم

يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تألَّفتُ بها قومًا ليُسلِموا، ووكلتكم إلى إسلامكم، ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله صل الله عليه وسلم في رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنتُ امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شِعبًا، وسلكت الأنصار شعبًا لسلكتُ شعب الأنصار،

اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار»، قال: فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسمًا وحظًا، ثم انصرف رسول الله صل الله عليه وسلم وتفرَّقوا" (رواه أحمد).


فضل الأنصار: بلغ حب النبي صل الله عليه وسلم للأنصار مبلغًا عظيمًا حتى تمنى أن لو كان واحدًا منهم، وقد بوَّب البخاري في صحيحه..
(باب: حب الأنصار من الإيمان).


والأحاديث التي أثنى النبي صل الله عليه وسلم فيها على الأنصار مشيرًا إلى فضلهم ومنزلتهم كثيرة، منها:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «لو أن الأنصار سلكوا واديًا -أو: شِعبًا- لسلكتُ في وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنتُ امرًأ من الأنصار» فقال أبو هريرة رضي الله عنه: "ما ظلم بأبي وأمي! آووه ونصروه" (رواه البخاري).


وجعل النبي صل الله عليه وسلم حبهم علامة على الإيمان، وبغضهم أمارة على النفاق،

فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار» (رواه البخاري).

وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله علبيه وسلم: «الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله» (رواه البخاري).


وقبل وفاته صل الله عليه وسلم بأيام أوصى بهم قائلًا: «أوصيكم بالأنصار، فإنهم كرشي وعيبتي -بطانتي وخاصتي-، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم» (رواه البخاري).


ويكفي في فضلهم وحب النبي صل الله عليه وسلم لهم دعاؤه بالمغفرة لهم، ولأبنائهم، وأبناء أبنائهم، ونسائهم،

فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال: «اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار، ولنساء الأنصار» (رواه البخاري).


لقد اتبع الرسول صل الله عليه وسلم مع الأنصار منهجًا تربويًا حكيمًا لعلاج تأثرهم بتوزيعه للغنائم في حنين، وخاطب فيه عقولهم وعواطفهم، فكانت النتيجة أن انقادوا طائعين مختارين راضين بقسمة الله تعالى ورسوله قائلين:

"رضينا برسول الله قسْمًا وحظًا".

بأبي أنت وأمي يارسول الله
عليه أفضل الصلاة السلام وعلى آله وصحبه أجمعين,,

https://img-fotki.yandex.ru/get/1548...a094bfc_XL.png

مريم مصطفى رفيق 03-22-2020 10:15 PM

رد: رضينا برسول الله قسْمًا وحظًّا
 
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
موضوع قيم مبدعتنا عطر الجنة حفظك الله يالغالية

عطر الجنة 05-19-2020 05:19 AM

رد: رضينا برسول الله قسْمًا وحظًّا
 
جزاك الله خيرا حببتي
ع المرور والتعقيب
دمت بخير وسعادة

امي فضيلة 05-19-2020 07:17 PM

رد: رضينا برسول الله قسْمًا وحظًّا
 
https://i.pinimg.com/originals/36/58...8d8f788ce8.gif


حياك الله ابنتي الغالية عطر الجنة


اللهم صلِ وسلم على حبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين


مبارك عليك الشهر وعلى جميع المسلمين

وجزاك الله خيرا على الطرح القيم

نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يوفقون

لقيام هذا الشهر الفضيل ويعيننا على صيامه،

ونسأله أن يجعل قيامنا بين يديه خير قيام، ونسأله إخلاصا لوجهه

وخشوعا بين يديه

اَللّهُمَّ اجْعَلْ صِيامنا في رَمَضَان صِيامَ

الصائِمينَ، وَقِيامنا فيهِ قِيامَ القائِمينَ، ونَبِّهْنا

فيهِ عَنْ نَوْمَةِ الْغافِلينَ، اَللّهُمَّ قَرِّبْنا فيهِ إلى

مَرْضاتِكَ وَجَنّبْنا سَخَطِكَ وَنقِمتِكَ،

وَوَفِّقْنا فيهِ لِقِرآءةِ آياتِكَ

بارك الله بك ووفقك لما يحب ويرضاه ولما فيه الخير والصلاح

ودمت على طاعة الرحمن

وعلى طريق الخير نلتقي دوما





عطر الجنة 05-24-2020 09:20 PM

رد: رضينا برسول الله قسْمًا وحظًّا
 
الله يحييك أمى الغالية

جزاك الله خيرا
ع المرور والتعقيب

دمت بحفظ الله ورعايته


الساعة الآن 02:52 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)