منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى : أما بعد
نكمل بعونه تعالى في الجزء الأخير من سلسلة التربية والدين واليوم
سأسرد بعض القصص القيمة من تاريخنا الاسلامي الغني
بأشخاص عظماء ربتهم أمهات عظيمات لتكون لنا مثلآ نتبعه لعل الله يخرج من ذرياتنا من ينفع الاسلام والمسلمين

القصة الأولى :
فيما يذكر أن سيدنا عمر بن الخطاب كان يمر والأطفال يلعبون وكان لسيدنا عمر رضي الله عنه هيبة عجيبة وعندما شاهده الأطفال انطلق كل واحد منهم في اتجاه يختبئ إلا طفلآ صغيرآ وقف ينظر إلى عمر بن الخطاب .وقف سيدنا عمر أمام الغلام وجثا على ركبتيه بكل تواضع لهذا الغلام الصغير ثم قال له : يا بني لماذا لم تنصرف مثلما انصرف باقي الأطفال ؟ فقال له الطفل البالغ من العمر ست سنوات : يا أمير المؤمنين ليست الطريق ضيقة حتى أوسعها لك ولست جانيآ حتى أخاف منك
فابتسم سيدنا عمر للباقة وبلاغة هذا الطفل وسأله عن اسمه قائلآ من أنت ؟ فقال الطفل انا عبدالله بن الزبير فقال سيدنا عمر ابن العوّام ؟ فقال الطفل نعم فقبّل سيدنا عمر يد الصبي ورأسه ودعا له بالبركة .لقد تربى هذا الطفل الرائع على يد أسماء بنت ابي بكر لذلك اتسم بشخصية جريئة شجاعة قوية كيف لا وامه اسماء بنت ابي بكر

القصة الثانية :
بينما كان الآذان يتردد بين جوانب المدينة كانت الأم تقترب من ابنها ذي العشر سنوات هامسة في أذنه استيقظ يا أحمد إنه نداء الفجر .يستيقظ أحمد فيجد أمه اعدّت له ماء الوضوء ويتوضأ بينما تقف هي عند باب البيت تستعد لتوصله الى المسجد لأنه بعيد والطريق مظلم ويمسك أحمد بيد أمه ويسيران معآ في اتجاه المسجد هذه القصة التي لم ينسها يومآ الامام أحمد بن حنبل بعد أن كبر وصار امامآ من أئمة المسلمين في الفقه والحديث الشريف فكان يجلس يحدّث الناس بفضل أمه عليه وما قامت به لتربيته واعداده ليكون عالمآ من علماء المسلمين كان يقول : حفّظتني أمي القرآن وعمري عشر سنوات فلما بلغت السادسة عشرة من عمري قالت لي : اذهب في طلب الحديث فإن السفر في طلب الحديث هجرة الى الله الواحد الأحد وودعته أمه قائلة يا بني إن الله إذا استودع شيئآ لا يضيعه أبدآ فأستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه وفرحت الأم الصابرة بابنها يعود من رحلات طلب العلم ليصبح الإمام أحمد بن حنبل من أئمة الفقه الإسلامي الأربعة المعروفين وصاحب أحد الكتب الستة المعروفة في الحديث الشريف المروي عن رسول الله صل الله عليه وسلم وهو كتاب مسند الإمام أحمد ويتردد اسمه عقب آلاف الأحاديث النبوية ليكتب بعدها رواه الإمام أحمد

القصة الثالثة :
(والله لمثل هذا ربيتك ، ولخدمة الإسلام والمسلمين نذرتك وعلى شرائع الدين علمتك ولا تظنّن يا ولدي أن قربك مني أحب إليّ من قربك من دينك وخدمتك للإسلام والمسلمين في شتّى الأمصار ، بل يا ولدي إن غاية رضائي عليك لا يكون إلا بقدر ما تقدمه لدينك وللمسلمين ، وإني يا ولدي لن أسألك غدآ أمام الله عن بعدك عني ، لأني أعلم أين وفيم أنت ، ولكن سأسألك أمام الله وأحاسبك إن قصرت في خدمة دين الله ، وخدمة اتباعه من إخوانك المسلمين )
هذه رسالة والدة شيخ الاسلام أحمد ابن تيمية إليه بعد أن أرسل لها يعتذر عن إقامته بمصر لأنه يرى ذلك أمرآ ضروريآ لتعليم الناس الدين .

القصة الرابعة :
في قرية صغيرة على حدود إحدى المدن البحرية والتي كان اسمها في ذلك الوقت القسطنطينية كانت تعيش سيدة مسلمة اسمها هوما خاتون ذات يوم علمت أن الرسول محمد صل الله عليه وسلم بشّر بفتح القسطنطينية وتمنت أن تتقرب إلى الله بتربية ابنها محمد وتتعهده بالرعاية وتغرس فيه ما يؤهله ليكون فاتح المدينة وكانت تخرج كل صباح الى حدود قريتها وفي يدها ابنها الصغير محمد وتقول له : يا محمد هذه القسطنطينية وقد بشّر الرسول بفتحها على أيدي المسلمين اسأله الله القدير أن يكون هذا الفتح على يديك .

ويرد الطفل الصغير كيف يا أمي افتح هذه المدينة الكبيرة ؟ فترد عليه بالقرآن والسلطان والسلاح و حب النّاس ويكبر محمد وتكبر معه أمنية أمه ويسعى الى تحقيقها بالتدريب المتواصل وتعلم العلوم والمعارف التي أهلته ليصبح من أفضل قادة جيش الدولة العثمانية انه محمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية .

أخيرآ أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويرزقنا سبل الرشاد والسداد في تربية ابناءنا وصل الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .