منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العـــام (https://hwazen.com/vb/f24.html)
-   -   شبحٌ يغزو العالَم (https://hwazen.com/vb/t20034.html)

أم يعقوب 03-21-2020 05:30 PM

شبحٌ يغزو العالَم
 
بالتاكيد هو حديث الساعة - بل هلع الساعة - فهو من أكبر الأزمات التي يمر بها العالم الإنساني على مر العصور ..
هو ليس إعصار تسونامي الذي أباد مناطق كاملة .. بل أخطر .. وخطره يكمن في اتساع دائرة انتشاره وسرعتها ..
فلأول مرة منذ عصور وباء يصيب الكرة الأرضية من شرقها لغربها لم يترك دولة إلا وانتشر بها حتى صنف على أنه "جائحة "(pandemic) ..
والعجيب في الأمر أن فايرس مثل هذا شل حركة العالم كله .. فتوقفت معظم رحلات الطيران في ظاهرة الاولى من نوعها في عصرنا هذا ..وأغلقت محال ومباني تجارية كبيرة .. بل وهز اقتصاد عدد لا يستهان به من الدول الكبرى ..
حتى أن الحروب العالمية الكبرى لم تحدث مثل هذه الحالة من الذعر والهلع العالمي .. بل ولم تسبب بمثل تلك الخسائر في الأرواح والأموال ..
لم أعمد إلى كتابة هذا المقال على سبيل التدقيق العلمي للإحصاءات ، ولا بصدد تأكيد أو نفي ما إذا كان نشر هذا الفيرس هو حرب بيولوجية أو اقتصادية بين الدول العظمى .. فالجميع تضرر على حدٍ سواء .. سواء كانت خسائر في الأرواح أو في الأمول ..
لكنني أردت أن أنظر من زاوية أخرى لهذا الحدث .. فالمدهش في الأمر أن كائن بحجم ....! لا أظن هناك ما أستطيع ان أساوي حجمه به فهو كائن دقيق لا يرى بالعين المجردة ؛ هذا الكائن بصغره المتناهي قد أربك العالم كله وشل حركته واضر باقتصاده ..
هل تتخيلون أن رؤساء دول عظمى - لا تؤمن بوجود الله - يدعون شعوبهم للتضرع لله لكي يُذهب هذه الغمة ..
هل تتخيلون أن يُخلى البيت الأبيض لتعقيمه وإصابة بعض أعضائه بهذا الفايرس .. نعم بكل هيلمانه وتحصيناته غزاه هذا الكائن الهزيل !!
هل تخيلتم يوما أن تغلق المساجد وتمنع صلاة الجمعة .. هل تخيلتم رؤية صحن الكعبة فارغا في يومٍ من الأيام ؟!
هل تخيلتم خلو شوارع أكثر العواصم ازدحاما في وقت الذروة ..
كأني في مشهد هوليودي لفيلم خيالي .. كنت دائما أتعجب من خيالهم لماذا يتخيلون العالم في المستقبل يغزوه الدمار على عكس سير منحنى التطور التكنولوجي الذي نحياه !! الآن فقط بدأت أفهم ..
وتذكرت الآية في قوله عز وجل : ( حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )
كأن المولى عز وجل يريد أن يرينا كم نحن ضعفاء .. في الوقت الذي ظن العالم أنه يستطيع خلق إنسان آلي ينافس القدرات والعقل البشري بتطوره التكنولوجي !!
يسخر الله من غرورنا ليعطينا درسًا عظيما .. كم أنت حقير وضعيف وقليل الحيلة يابن آدم ..
أأعجبت بنفسك لأنك تطاولت في البنيان ووصلت به للسحاب ؟! أم غرك وصولك للقمر ..
حسنا أيها المغرور أرني كيف ستتعامل مع هذا الكائن الذي بحجم الذرة واستطاع أن يجبرك على البقاء في منزلك خشية منه .. لم يحبسك أنت فقط بل ألجأ شعوب بأكملها للمكوث في بيوتهم ذعرا وهلعا منه ..
خطر ببالي السؤال الذي أورده المولى عز وجل في كتابه الكريم على لسان الجن حينما مُلئت السماء بالشهب "أشرٌ أُريدَ بمن في الأرضِ أم أرادَ بهم ربهم رشدا"؟!
هل هو غضب من الله علينا من جراء ذنوبنا ؟! أهو عذاب سيهلكنا الله به كما أهلك أمم من قبلنا ؟!
أستقوم الساعة ؟!
أم هو درس وعظة أراد الله بها أن يرينا ضعفنا ويكسر غرورنا ويرينا كم نحن فقراء إليه وإلى رحمته ،
هل هو ابتلاء لمحو السيئات ورفع الدرجات "ولنبلونكم بشيءٍ من الخوف ..."
مهما تعددت الأسباب فالنتيجة واحدة .. يابن آدم أنت بدون معية الله لاشيء
لا تملك الآن سوى التضرع والتذلل لمولاك .. أخفت من هذا المشهد ؟ مابالك بمشهد يوم الحساب وقد أتيت حاملا كل ذنوبك
ستحاسب وحدك لن ينفعك جاه ولا مال إلا من أتى الله بقلبٍ سليم .. هيا تدبر الدرس الآن قم راجع نفسك وحياتك وعجل بالتوبة وصحح أخطاءك فمازلت تملك هذه الفرصة فاغتنمها قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال أو بنون ..
اللهم ارفع عنا البلاء والوباء واكفنا شر القضاء ..
وساختم بأبيات كتبتها .. ..
يا من ذُعـرتَ من الأوباء والسقمِ
دع عن فـؤادك ذاك الوهم وابتسمِ
من يتــق الله لايـــأبـه بــأيِّ أذى
وليحمــدِ الله في البأســاءِ والنعمِ
احتـطْ لنفسك لكن لاتـمتْ وجــلا
أقـدارنا كُتبت في اللــوحِ بالقــلمِ
وواصلِ الأخذ بالأسباب محترزا
وعِــشْ قريرا بلا حزنٍ ولا ندمِ
إن البــلاء به للنـــاس موعظــةٌ
فاملأ فــؤادك إيمــانا بذي الحكمِ
بقلم/
وئام الليثي

عطر الجنة 03-21-2020 08:35 PM

رد: شبحٌ يغزو العالَم
 

وتذكرت الآية في قوله عز وجل : ( حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )



أخالف الكاتب في استشهاده للأية الكريمة في موضوعه
الآية تدل على أشراط الساعة الدالة على قربها .
أما ما نحن فيه الان فهو وباء مثله كمثل الطاعون كي يردنا الله سبحانه وتعالى اليه

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي اللَّه عَنْهُمَا أنَّ عُمَر بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه
خَرَجَ إلَى الشَّامِ حَتَّى إذَا كَانَ بِسَرْغٍ لَقِيَهُ أُمَراءُ الأجْنَادِ أبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ وَأصْحَابُهُ فَأَخْبَرُوهُ أنَّ الْوبَاءَ قَدْ وَقَعَ بالشَّامِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقَالَ لي عُمَرُ:
ادْعُ لِي المُهاجرِين الأوَّلِينَ فَدَعَوتُهم، فَاسْتَشَارهم، وَأَخْبرَهُم أنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ، فَاخْتلَفوا، فَقَالَ بَعْصُهُمْ: خَرَجْتَ لأَمْرٍ، وَلاَ نَرَى أنْ تَرْجِعَ عَنْهُ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعَكَ بَقِيَّة النَّاسِ وَأصْحَابُ رسُولِ اللَّه صل الله عليه وسلم،
وَلا نَرَى أنْ تُقْدِمَهُم عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ، فَقَالَ: ارْتَفِعُوا عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لِي الأَنْصَارَ، فَدعَوتُهُم، فَاسْتَشَارهمْ، فَسَلَكُوا سَبِيلَ المُهاجرِين، وَاختَلَفوا كَاخْتلافهم، فَقَال: ارْتَفِعُوا عَنِي، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لِي مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ مِنْ مُهَاجِرةِ الْفَتْحِ، فَدَعَوْتُهُمْ، فَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْهِ مِنْهُمْ رَجُلانِ، فَقَالُوا: نَرَى أنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ وَلاَ تُقْدِمَهُم عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ، فَنَادى عُمَرُ رضي الله عنه في النَّاسِ: إنِّي مُصْبِحٌ عَلَى ظَهْرِ، فَأَصْبِحُوا عَلَيْهِ. فَقَال أبُو عُبَيْدَةَ بْن الجَرَّاحِ رضي الله عنه : أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللَّه؟ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه : لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أبَا عُبيْدَةَ، وكَانَ عُمَرُ يَكْرَهُ خِلافَهُ، نَعَمْ نَفِرُّ منْ قَدَرِ اللَّه إلى قَدَرِ اللَّه، أرأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ إبِلٌ، فَهَبَطَتْ وَادِيًا لهُ عُدْوَتَانِ، إحْدَاهُمَا خَصْبةٌ، والأخْرَى جَدْبَةٌ، ألَيْسَ إنْ رَعَيْتَ الخَصْبَةَ رعَيْتَهَا بقَدَرِ اللَّه، وإنْ رَعَيْتَ الجَدْبَةَ رعَيْتَهَا بِقَدَر اللَّه، قَالَ: فجَاءَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه ، وَكَانَ مُتَغَيِّبًا في بَعْضِ حَاجَتِهِ، فَقَال: إنَّ عِنْدِي مِنْ هَذَا عِلْمًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صل الله عليه وسلم يَقُولُ: إذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأرْضٍ، فلاَ تَقْدمُوا عَلَيْهِ، وإذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلا تخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ فَحَمِدَ اللَّه تَعَالى عُمَرُ رضي الله عنه وَانْصَرَفَ،
متفقٌ عَلَيْهِ.


بوركت غالية
نفع الله بك
يعطيك العافية
شكرا لك

أم يعقوب 03-21-2020 10:32 PM

رد: شبحٌ يغزو العالَم
 
الحمد لله
ليس في الآية إشارة إلى الساعة وأنها تقوم بعدما تبلغ حضارة الدنيا أوجها ، وأقصى حدودها .
ومعنى الآية واضح ، وله نظائر عديدة في القرآن ، يشبه الله عز وجل حال الدنيا وسرعة زوالها من أهلها ، مع اغترارهم بها بالنبات ، حيث لا يلبث حتى يصير هشيما ؛ كما قال تعالى: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا) [ الكهف : 45 ] .
وسياق الآية بتمامه ظاهر جدا في ذلك ، قال الله تعالى : (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) يونس/24
فقد صرحت الآية بأن سياقها سياق مثل للحياة الدنيا ، وما يكون من مآلها ، وسرعة زوالها .
قال ابن كثير :
" ضرب تبارك وتعالى مثلا لزهرة الحياة الدنيا وزينتها وسرعة انقضائها وزوالها ، بالنبات الذي أخرجه الله من الأرض بما أنزل من السماء من الماء ، مما يأكل الناس من زرع وثمار ، على اختلاف أنواعها وأصنافها ، وما تأكل الأنعام من أبٍّ وقَضْبٍ وغير ذلك ، ( حتى إذا أخذت الأرض زخرفها ) أي : زينتها الفانية ، ( وازينت ) أي : حسنت بما خرج من رُباها من زهور نضرة مختلفة الأشكال والألوان ، ( وظن أهلها ) الذين زرعوها وغرسوها ( أنهم قادرون عليها ) أي : على جذاذها وحصادها ، فبينا هم كذلك ، إذ جاءتها صاعقة ، أو ريح باردة ، فأيبست أوراقها ، وأتلفت ثمارها ؛ ولهذا قال تعالى : ( أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا ) أي : يبسا بعد تلك الخضرة والنضارة ، ( كأن لم تغن بالأمس ) أي : كأنها ما كانت حسناء قبل ذلك " انتهى من " تفسير ابن كثير " (4/260) .
وقال الشيخ محمد رشيد رضا ، رحمه الله :
" (كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) أَيْ كَهَذَا الْمَثَلِ فِي جَلَائِهِ وَتَمْثِيلِهِ لِحَقِيقَةِ حَالِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَغُرُورِ النَّاسِ فِيهَا، وَسُرْعَةِ زَوَالِهَا، عِنْدَ تَعَلُّقِ الْآمَالِ بِنَوَالِهَا = نُفَصِّلُ الْآيَاتِ فِي حَقَائِقِ التَّوْحِيدِ، وَأُصُولِ التَّشْرِيعِ، وَأَمْثَالِ الْوَعْظِ وَالتَّهْذِيبِ، وَكُلِّ مَا فِيهِ صَلَاحُ النَّاسِ فِي عَقَائِدِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأَخْلَاقِهِمْ وَمَعَاشِهِمْ، وَاسْتِعْدَادِهِمْ لِمَعَادِهِمْ، لِقَوْمٍ يَسْتَعْمِلُونَ عُقُولَهُمْ وَأَفْكَارَهُمْ فِيهَا، وَيَزِنُونَ أَعْمَالَهُمْ بِمَوَازِينِهَا، فَيَتَبَيَّنُونَ رِبْحَهَا وَخُسْرَانَهَا.
وَالْعِبْرَةُ لِمُسْلِمِي عَصْرِنَا فِي هَذِهِ الْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ الْمُنَزَّلَةِ وَأَمْثَالِهَا، الَّتِي اهْتَدَى بِهَا الشَّعْبُ الْعَرَبِيُّ فَخَرَجَ مِنْ شِرْكِهِ وَخُرَافَاتِهِ وَأُمِّيَّتِهِ وَبَدَاوَتِهِ، إِلَى نُورِ التَّوْحِيدِ وَالْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ وَالْحَضَارَةِ، ثُمَّ اهْتَدَى بِدَعْوَتِهِ إِلَيْهَا الْمَلَايِينُ مِنْ شُعُوبِ الْعَجَمِ، فَشَارَكَتْهُ فِي هَذِهِ السَّعَادَةِ وَالنِّعَمِ = أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ لَهُمْ حَظٌّ مِنْهَا إِلَّا تَرْتِيلَهَا بِالنَّغَمَاتِ فِي بَعْضِ الْمَوَاسِمِ والْمَآتِمِ، وَلَا يَخْطُرُ لَهُمْ بِبَالٍ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِمُ التَّفَكُّرُ لِلِاهْتِدَاءِ بِهَا!!
وَلَوْ تَفَكَّرُوا: لَاهْتَدَوْا، وَإِذًا لَعَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا يَشْكُو مِنْهُ الْبَشَرُ مِنَ الشَّقَاءِ بِالْأَمْرَاضِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ وَالرُّوحِيَّةِ، وَالرَّذَائِلِ النَّفْسِيَّةِ، وَالْعَدَاوَاتِ الْقَوْمِيَّةِ، وَالْحُرُوبِ الدَّوْلِيَّةِ، فَإِنَّمَا سَبَبُهُ التَّنَافُسُ فِي مَتَاعِ هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَأَنَّ مَنْ تَفَكَّرَ فِي هَذَا، وَكَانَ عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْهُ، فَهُوَ جَدِيرٌ بِأَنْ يَلْتَزِمَ الْقَصْدَ وَالِاعْتِدَالَ فِي حَيَاتِهِ الدُّنْيَوِيَّةِ الْمَادِّيَّةِ، وَيَصْرِفَ جُلَّ مَالِهِ وَهِمَّتِهِ فِي إِعْلَاءِ كَلِمَةِ اللهِ وَعِزَّةِ أَهْلِ مِلَّتِهِ، وَقُوَّةِ دَوْلَتِهِ، وَالِاسْتِعْدَادِ لِآخِرَتِهِ، فَيَكُونَ مِنْ أَهْلِ سَعَادَةِ الدَّارَيْنِ." انتهى، من "تفسير المنار" (11/284) .

ولم نجد أحدا فسّر الآية بمثل ما قاله السائل سوى تفسير محدَث قاله به الشيخ أحمد الغماري ، ورد عليه فيه الشيخ حمود التويجري ، في كتابه " إيضاح المحجة " .
قال الشيخ حمود التويجري في " إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة " (ص74) ، ناقلا قول الغماري :
وقال في صفحة (38) ما نصه :
" ومن ذلك زينة الأرض وحضارتها ، بتعبيد الطرق وإحداث الشوارع وإضاءتها بالأنوار ووجود الأبنية الطويلة ذات الطبقات المتعددة ، وغير ذلك من أنواع الزينة والحضارة .
وقد ذكر الله تعالى ذلك من أشراط الساعة الدالة على قربها جداً ، فقال تعالى ( حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ ) .

والجواب أن يقال: إن هذه الآية ليست واردة في أشراط الساعة كما زعمه المصنف ، وإنما هي مثل ضربه الله تعالى لزهرة الحياة الدنيا وزينتها ، وسرعة انقضائها وزوالها ، بالنبات الذي يخرجه الله تعالى من الأرض ، بالماء الذي ينزله من السماء .
ولهذه الآية نظائر في سورة الكهف وسورة الزمر وسورة الحديد وقد ذكرتها فيما تقدم " انتهى .

والله أعلم .
المصدر ..موقع الاسلام سؤال وجواب


##############

خلاصة القول _________
والجواب أن يقال: إن هذه الآية ليست واردة في أشراط الساعة كما زعمه المصنف ، وإنما هي مثل ضربه الله تعالى لزهرة الحياة الدنيا وزينتها ، وسرعة انقضائها وزوالها .
.........

شكرا لك على مرورك

بريق الافق 04-07-2020 05:27 AM

Re: شبحٌ يغزو العالَم
 
https://hwazen.com/vb/picture.php?al...&pictureid=380




موضوع هادف ونقاش عذب ومفيد حفظكما الله
لكما شكري وتقديري والاحترام

دمتمابخير وراحة بال


https://hwazen.com/vb/picture.php?al...&pictureid=379


الساعة الآن 08:34 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)