منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع الأدب العربي (https://hwazen.com/vb/f19.html)
-   -   منظومة عشرة الإخوان (https://hwazen.com/vb/t20247.html)

عطر الجنة 05-01-2020 03:20 AM

منظومة عشرة الإخوان
 

https://lh3.googleusercontent.com/pr...Dpcof3ECt7PcfI


نغمة الأغاني
في عشرة الإخوانِ
يَقُولُ رَاجِي الصَّمَدِ ** عليٌّ ابْنُ أَحْمَدِ
حَمْدًا لِمَنْ هَدَانِي ** بِالنُّطْقِ وَالبَيَانِ
وَأَشْرَفُ الصَّلاَةِ ** مِنْ وَاهِبِ الصِّلاَتِ
عَلَى النَّبِيِّ الهَادِي ** وَآلِهِ الأَمْجَادِ
وَبَعْدُ فَالكَلاَمُ ** لِحُسْنِهِ أَقْسَامُ
وَالقَوْلُ ذُو فُنُونِ ** فِي الجِدِّ وَالمُجُونِ
وَرَوْضَةُ الأَرِيضِ ** اَلسَّجْعُ فِي القَرِيضِ
وَالشِّعْرُ دِيوَانُ العَرَبْ ** وَكَمْ أَنَالَ مِنْ أَرَبْ
فَانْسَل إِذَا رُمْتَ الأَدَبْ ** إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ حَدَبْ
رِوَايَةُ الأَشْعَارِ ** تَكْسُوالأَدِيبَ العَارِي
وَتَرْفَعُ الوَضِيعَا ** وَتُكْرِمُ الشَّفِيعَا
وَتُنْجِحُ المَآرِبَا ** وَتُصْلِحُ المَعَائِبَا
وَتُطْرِبُ الإِخْوَانَا ** وَتُذْهِبُ الأَحْزَانَا
وَتُنْعِشُ العُشَّاقَا ** وَتُؤْنِسُ المُشْتَاقَا
وَتَنْسَخُ الأَحْقَادَا ** وَتُثْبِتُ الوِدَادَا
وَتُقْدِمُ الجَبَانَا ** وَتَعْطِفُ الغَضْبَانَا
فَقُمْ لَهُ مُهْتَمَّا ** وَاحْفَظْهُ حِفْظًا جَمَّا
وَخَيْرُهُ مَا أَطْرَبَا ** مُسْتَمِعًا وَأَعْجَبَا
وَهَذِهِ أُرْجُوزَهْ ** فِي فَنِّهَا وَجِيزَهْ
بَدِيعَةُ الأَلفَاظِ ** تَسْهُلُ لِلحُفَّاظِ
تُطْرِبُ كُلَّ سَامِعِ ** بِحُسْنِ لَفْظٍ جَامِعِ
أَبْيَاتُهَا قُصُورُ ** وَمَا بِهَا قُصُورُ
ضَمَّنْتُهَا مَعَانِي ** فِي عِشْرَةِ الإِخْوَانِ
تَشْرَحُ لِلأَلبَابِ ** مَحَاسِنَ الآدَابِ
فَإِنَّ خَيْرَ العِشْرَهْ ** مَا حَازَ قَوْمٌ عُشْرَهْ
وَأَكْثَرُ الإِخْوَانِ ** فِي الوَصْلِ وَالأَوَانِ
صُحْبَتُهُمْ نِفَاقُ ** مَا شَانَهَا وِفَاقُ
يَلقَى الخَلِيلُ خِلَّهُ ** إِذَا أَتَى مَحِلَّهُ
بِظَاهِرٍ مُمَوَّهِ ** وَبَاطِنٍ مُشَوَّهِ
يُظْهِرُ مِنْ صَدَاقَهْ ** مَا هُوَ فَوْقَ الطَّاقَهْ
وَالقَلبُ مِنْهَا خَالِي ** كَفَارِغ المَخَالِي
حَتَّى إِذَا مَا انْصَرَفَا ** أَعْرَضَ عَنْ ذَاكَ الصَّفَا
وَإِنْ يَكُنْ ثَمَّ حَسَدْ ** أَنْشَبَ إِنْشَابَ الأَسَدْ
فِي عِرْضِهِ مَخَالِبَهْ ** مُسْتَقْصِيًا مَثَالِبَهْ
مُجْتَهِدًا فِي غِيبَتِهْ ** لَمْ يَرْعَ حَقَّ غَيْبَتِهْ
فَهَذِهِ صُحْبَةُ مَنْ ** تَرَاهُ فِي هَذَا الزَّمَنْ
فَلاَ تَكُنْ مُعْتَمِدَا ** عَلَى صَدِيقٍ أَبَدَا
وَإِنْ عَصَيْتَ أَلاَّ ** تَصْحَبَ مِنْهُ خِلاَّ
فَإِنَّكَ المُوَفَّقُ ** بَلِ السَّعِيدُ المُطْلَقُ
وَإِنْ قَصَدْتَ الصُّحْبَهْ ** فَخُذْ لَهَا فِي الأُهْبَهْ
وَاحْرِصْ عَلَى آدَابِهَا ** تُعَدَّ مِنْ أَرْبَابِهَا
وَاسْتَنْبِ مِنْ شُرُوطِهَا ** تُوَقَّ مِنْ سُقُوطِهَا
فَإِنْ أَرَدتَّ عِلمَهَا ** وَحَدَّهَا وَرَسْمَهَا
فَاسْتَمْلِهِ مِنْ رَجَزِي ** هَذَا البَدِيعِ المُوجَزِ
فَإِنَّهُ كَفِيلُ ** بِشَرْحِهِ حَفِيلُ
فَصَّلتُهُ فُصُولاَ ** تُقَرِّبُ الوُصُولاَ
لِمَنْهَجِ الآدَابِ ** فِي صُحْبَةِ الأَصْحَابِ
تَهْدِي جَمِيعَ الصَّحْبِ ** إِلَى طَرِيقٍ رَحْبِ
سَمَّيْتُهُ إِذْ أَطْرَبَا ** بِنَظْمِهِ إِذْ أَغْرَبَا
بِـ«نَغْمَةِ الأَغَانِي ** فِي عِشْرَةِ الإِخْوَانِ»
وَاللهَ رَبِّي أَسْأَلُ ** وَهْوَ الكَرِيمُ المُفْضِلُ
اَلهَادِ لِلسَّدَادِ ** وَمَانِحُ الإِمْدَادِ


https://ekladata.com/0r8oB3Sfl3jPWOZ...06@200x200.png

فَصْلٌ فِي تَعْرِيفِ الصَّدِيقِ وَالصَّدَاقَةِ
قَالُوا: الصَّدِيقُ مَنْ صَدَقْ ** فِي وُدِّهِ وَمَا مَذَقْ
وَقِيلَ: مَنْ لاَ يُطْعَنَا ** فِي قَوْلِهِ: أَنْتَ أَنَا
وَقِيلَ: لَفْظٌ لاَ يُرَى ** مَعْنَاهُ فِي هَذَا الوَرَى
وَفَسَّرُوا الصَّدَاقَهْ ** بِالحُبِّ حَسْبَ الطَّاقَهْ
وَقَالَ مَنْ قَدْ أَطْلَقَا: ** هِيَ الوِدَادُ مُطْلَقَا
وَالآخَرُونَ نَصُّوا ** بِأَنَّهَا أَخَصُّ
وَهْوَ الصَّحِيحُ الرَّاجِحُ ** وَالحَقُّ فِيهِ وَاضِحُ
عَلاَمَةُ الصَّدِيقِ ** عِنْدَ أُولِي التَّحْقِيقِ
مَحَبَّةٌ بِلاَ غَرَضْ ** وَالصِّدْقُ فِيهَا مُفْتَرَضْ
وَحَدُّهَا المَعْقُولُ ** عِنْدِي أَنَا أَقُولُ:
فَهْيَ بِلاَ اشْتِبَاهِ ** مَحَبَّةٌ فِي اللهِ



https://ekladata.com/0r8oB3Sfl3jPWOZ...06@200x200.png
فَصْلٌ فِي مَنْ يُصَادَقُ وَيُصَافَى


أَخُو صَلاَحٍ وَأَدَبْ ** ذُو حَسَبٍ وَذُو نَسَبْ
رَبُّ صَلاَحٍ وَتُقَى ** يَنْهَاكَ عَمَّا يُتَّقَي
مِنْ حِيلَةٍ وَغَدْرِ ** وَبِدْعَةٍ وَمَكْرِ
مُهَذَّبُ الأَخْلاَقِ ** يَطْرَبُ لِلتَّلاَقِي
يَحْفَظُ مَا فِي عَيْبَتِكْ ** يَصُونُ مَا فِي غَيْبَتِكْ
يَزِينُهُ مَا زَانَكَ ** يَشِينُهُ مَا شَانَكَ
يُظْهِرُ مِنْكَ الحَسَنَا ** وَيَذْكُرُ المُسْتَحْسَنَا
وَيَكْتُمُ المَعِيبَا ** وَيَحْفَظُ المَغِيبَا
يَسُرُّهُ مَا سَرَّكَا ** وَلاَ يُذِيعُ سِرَّكَا
إِنْ قَالَ قَوْلًا صَدَقَكْ ** أَوْ قُلتَ قَوْلًا صَدَّقَكْ
وَإِنْ شَكَوْتَ عُسْرَا ** أَفَدتَّ مِنْهُ يُسْرَا
يَلقَاكَ بِالأَمَانِ ** فِي حَادِثِ الزَّمَانِ
يُهْدِي لَكَ النَّصِيحَهْ ** بِنِيَّةٍ صَحِيحَهْ
خُلَّتُهُ مُدَانِيَهْ ** فِي السِّرِّ وَالعَلاَنِيَهْ
صُحْبَتُهُ لاَ لِغَرَضْ ** فَذَاكَ لِلقَلبِ مَرَضْ
لاَ يَتَغَيَّرْ إِنْ وَلِيْ ** عَنِ الوِدَادِ الأَوَّلِيْ
يَرْعَى عُهُودَ الصُّحْبَهْ ** لاَ سِيَّمَا فِي النَّكْبَهْ
لاَ يُسْلِمُ الصَّدِيقَا ** إِنْ نَالَ يَوْمًا ضِيقَا
يُعِينُ إِنْ أَمْرٌ عَنَا ** وَلاَ يَفُوهُ بِالخَنَا
يُولِي وَلاَ يَعْتَذِرُ ** عَمَّا عَلَيْهِ يَقْدِرُ
هَذَا هُوَ الأَخُ الثِّقَهْ ** اَلمُسْتَحِقُّ لِلمِقَهْ
إِنْ ظَفِرَتْ يَدَاكَا ** فَكِدْ بِهِ عِدَاكَا
فَإِنَّهُ السِّلاَحُ ** وَالكَهْفُ وَالمَنَّاحُ
وَقَدْ رَوَى الرُّوَاةُ ** السَّادَةُ الثِّقَاتُ
عَنِ الإِمَامِ المُرْتَضَى ** سَيْفِ الإِلَهِ المُنْتَضَى
فِي الصَّحْبِ وَالإِخْوَانِ ** إِنَّهُمُو صِنْفَانِ
إِخْوَانُ صِدْقٍ وَثِقَههْ ** وَأَنْفُسٌ مُتَّفِقَهْ
هُمُ الجَنَاحُ وَاليَدُ ** وَالكَهْفُ وَالمُسْتَنَدُ
وَالأَهْلُ وَالأَقَارِبُ ** أَدْنَتْهُمُ التَّجَارِبُ
فَافْدِهِمُو بِالرُّوحِ ** فِي القُرْبِ وَالنُّزُوحِ
وَاسْلُكْ بِحَيْثُ سَلَكُوا ** وَابْذُل لَهُمْ مَا تَمْلِكُ
فَلاَ يَرَوْكَ مَالِكَا ** مِنْ دُونِهِمْ لِمَالِكَا
وَصَافِ مَنْ صَافَاهُمُو ** وَنَافِ مَنْ نَافَاهُمُو
وَاحْفَظْهُمُو وَصُنْهُمُو ** وَانْفِ الظُّنُونَ عَنْهُمُو
فَهُمْ أَعَزُّ فِي الوَرَى ** إِنْ عَنَّ خَطْبُ أَوْ عَرَى
مِنْ أَحْمَرِ اليَاقُوتِ ** بَل مِنْ حَلاَلِ القُوتِ
وَإِخْوَةٌ لِلأُنْسِ ** وَنَيْلِ حَظِّ النَّفْسِ
هُمْ عُصْبَةُ المُجَامَلَهْ ** لِلصِّدْقِ فِي المُعَامَلَهْ
مِنْهُمْ تُصِيبُ لَذَّتَكْ ** إِذَا الهُمُومُ بَذَّتَكْ
فَصِلهُمُو مَا وَصَلُوا ** وَابْذُل لَهُمْ مَا بَذَلُوا
مِنْ ظَاهِرِ الصَّدَاقَهْ ** بِالبِشْرِ وَالطَّلاَقَهْ
وَلاَ تَسَل إِنْ أَظْهَرُوا ** لِلوُدِّ عَمَّا أَضْمَرُوا
وَاطْوِهِمُو مَدَّ الحُقَبْ ** طَيَّ السِّجِلِّ لِلكُتُبْ
وَقَالَ بِشْرُ الحَافِي ** بَل عِدَّةُ الأَصْنَافِ
ثَلاَثَةٌ فَالأَوَّلُ ** لِلدِّينِ فَهْوَ الأَفْضَلُ
وَآخَرٌ لِلدُّنْيَا ** يَهْدِيكَ نَجْدَ العُليَا
وَثَالِثٌ لِلأُنْسِ ** لِكَوْنِهِ مِنْ جِنْسِ
فَأَعْطِ كُلًا مَا يُحِبّْ ** وَعَنْ سِوَاهُمْ فَاجْتَنِبْ


https://ekladata.com/0r8oB3Sfl3jPWOZ...06@200x200.png
فَصْلٌ فِي شُرُوطِ الصَّدَاقَةِ


صَدَاقَةُ الإِخْوَانِ ** اَلخُلَّصِ العُوَّانِ
لَهَا شُرُوطٌ عِدَّهْ ** عَلَى الرَّخَا وَالشِّدَّهْ
وَالرِّفْقُ وَالتَّلَطُّفُ ** وَالوُدُّ وَالتَّعَطُّفُ
وَكَثْرَةُ التَّعَهُّدِ ** لَهَا بِكُلِّ مَعْهَدِ
اَلبِِرُّ بِالأَصْحَابِ ** مِنْ أَحْكَمِ الأَسْبَابِ
وَالنُّصْحُ لِلإِخْوَانِ ** مِنْ أَعْظَمِ الإِحْسَانِ
وَالصِّدْقُ وَالتَّصَافِي ** مِنْ أَحْسَنِ الإِنْصَافِ
دَعْ خِدَعَ المَوَدَّهْ ** وَأَوْجُهًا مُسْوَدَّهْ
فَالمَحْضُ فِي الإِخْلاَصِ ** كَالذَّهَبِ الخَلاَصِ
حِفْظُ العُهُودِ وَالوَفَا ** حَقٌّ لإِخْوَانِ الصَّفَا
عَامِلهُمُو بِالصِّدْقِ ** وَاصْحَبْ بِحُسْنِ الخُلقِ
وَالعَدْلِ وَالإِنْصَافِ ** وَقِلَّةِ الخِلاَفِ
وَلاقِهِمْ بِالبِشْرِ ** وَحَيِّهِمْ بِالشُّكْرِ
صِفْهُمْ بِمَا يُسْتَحْسَنُ ** وَأَخْفِ مَا يُسْتَهْجَنُ
وَإِنْ رَأَيْتَ هَفْوَهْ ** فَانْصَحْهُمُو فِي خَلوَهْ
بِالرَّمْزِ وَالإِشَارَةِ ** وَأَلطَفِ العِبَارَةِ
إِيَّاكَ وَالتَّعْرِيفَا ** وَالعَذَلَ العَنِيفَا
وَإِنْ تُرِدْ عِتَابَهُمْ ** فَلاَ تُسِئْ خِطَابَهُمْ
وَأَحْسَنُ العِتَابِ ** مَا كَانَ فِي كِتَابِ
وَالَعَتْبُ بِالمُشَافَهَهْ ** ضَرْبٌ مِنَ المُسَافَهَهْ
وَعَنْ إِمَامِ النُّجْلِ ** فَاتِكِ كُلِّ فَحْلِ:
عَاتِبْ أَخَاكَ الجَانِي ** بِالبِرِّ وَالإِحْسَانِ
حَافِظْ عَلَى الصَّدِيقِِ ** فِي الوُسْعِ وَالمَضِيقِ
فَهُمْ نَسِيمُ الرُّوحِ ** وَمَرْهَمُ الجُرُوحِ
وَفِي الحَدِيثِ النَّاطِقِ ** عَنِ الإِمَامِ الصَّادِقِ:
مَنْ كَانَ ذَا حَمِيمِ ** يُنْجَى مِنَ الجَحِيمِ
كَقَوْلِ أَهْلِ النَّارِ ** وَعُصْبَةِ الكُفَّارِ:
فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِ ** وَلاَ حَمِيمٍ نَافِعِ
فَالقُرْبُ فِي الخَلاَئِقِ ** أَمْنٌ مِنَ البَوَائِقِ
فَقَارِبِ الإِخْوَانَا ** وَكُنْ لَهُمْ مِعْوَانَا
لاَ تَسْمَعِ المَقَالاَ ** فِيهِمْ وَإِنْ تَوَالَى
فَمَنْ أَطَاعَ الوَاشِي ** سَارَ بِلَيْلٍ عَاشِي
وَضَيَّعَ الصَّدِيقَا ** وَكَذَّبَ الصِّدِّيقَا
وَإِنْ سَمِعْتَ قِيلاَ ** يَحْتَمِلُ التَّأْوِيلاَ
فَاحْمِلهُ خَيْرَ مَحْمَلِ ** فِعْلَ الرِّجَالِ الكُمَّلِ
وَإِنْ رَأَيْتَ وَهْنَا ** فَلاَ تَسُمْهُمْ طَعْنَا
فَالطَّعْنُ فِي الكَلاَمِ ** عِنْدَ أُولِي الأَحْلاَمِ
أَنْفَذُ فِي الجَنَانِ ** مِنْ طَعْنَةِ السِّنَانِ
فَعَدِّ عَنْ زَلاَّتِهِمْ ** وَسُدَّ مِنْ خَلاَّتِهِمْ
سَل عَنْهُمُو إِنْ غَابُوا ** وَزُرْهُمُو إِنْ آبُوا
وَاسْتَنْبِ عَنْ أَحْوَالِهِمْ ** وَعِفَّ عَنْ أَمْوَالِهِمْ
أَطِعْهُمُو إِنْ أَمَرُوا ** وَصِلهُمُو إِنْ هَجَرُوا
فَقَاطِعُ الوِصَالِ ** كَقَاطِعِ الأَوْصَالِ
إِنْ نَصَحُوكَ فَاقْبَلِ ** وَإِنْ دَعَوْكَ أَقْبِلِ
وَاصْدُقْهُمُو فِي الوَعْدِ ** فَالخُلفُ خُلفُ الوَعْدِ
وَاقْبَل إِذَا مَا اعْتَذَرُوا ** إِلَيْكَ مِمَّا يُنْكَرُ
وَارْعَ صَلاَحَ حَالِهُمْ ** وَاشْفِقْ عَلَى مَحَالِهِمْ
وَكُنْ لَهُمْ غِيَاثَا ** إِذَا الزَّمَانُ عَاثَا


https://ekladata.com/0r8oB3Sfl3jPWOZ...06@200x200.png
فَصْلٌ فِي الحَثِّ عَلَى إِعَانَةِ الإِخْوَانِ


حَقِيقَةُ الصَّدِيقِ ** تُعْرَفُ عِنْدَ الضِّيقِ
وُتُخْبَرُ الإِخْوَانُ ** إِذَا جَفَا الزَّمَانُ
لاَ خَيْرَ فِي إِخَاءِ ** يَكُونُ فِي الرَّخَاءِ
وَإِنَّمَا الصَّدَاقَهْ ** فِي العُسْرِ وَالإِضَاقَهْ
لاَ تَدَّخِرْ مَوَدَّهْ ** إِلاَّ لِيَوْمِ شِدَّهْ
وَلاَ تَعُدَّ خَلَّهْ ** إِلاَّ لِسَدِّ الخَلَّهْ
أَعِنْ أَخَاكَ وَاعْضُدِ ** وَكُنْ لَهُ كَالعَضُدِ
لاَ سِيَّمَا إِنْ قَعَدَا ** بِهِ زَمَانٌ أَوْ عَدَا
بِئْسَ الخَلِيلُ مَنْ نَكَل ** عَنْ خِلِّهِ إِذَا اتَّكَل
لاَ تَجْفُ فِي حَالٍ أَخَا ** ضَنَّ الزَّمَانُ أَوْ سَخَى
وَإِنْ شَكَا مِنْ خَطْبِهِ ** فَرُمْ مِنَ اللُّطْفِ بِهِ
وَكُنْ لَهُ كَالنُّورِ ** فِي ظُلَمِ الدَّيْجُورِ
وَلاَ تَدَعْ وَلاَ تَذَرْ ** مَا تَسْتَطِيعُ مِنْ نَظَرْ
حَتَّى يَزُولَ الهَمُّ ** وَيُكْشَفُ المُلِمُّ
إِنَّ الصَّدِيقَ الصَّادِقَا ** مَنْ فَرَّجَ المَضَايِقَا
وَأَكْرَمَ الإِخْوَانَا ** إِذَا شَكَوْا هَوَانَا
وَأَسْعَفَ الحَمِيمَا ** وَحَمَّلَ العَظِيمَا
وَأَنْجَدَ الأَصْحَابَا ** إِنْ رَيْبُ دَهْرٍ رَابَا
أَعَانَهُمْ بِمَالِهِ ** وَنَفْسِهِ وَآلِهِ
وَلاَ يُرَى مُقَصِّرَا ** فِي بَذْلِ مَالٍ أَوْ قِرَى
فِعْلَ أَبِي أُمَامَهْ ** فِي خُلَّةِ الحَمَامَهْ
فَإِنْ أَرَدتَّ فَاسْمَعِ ** حَدِيثَهُ لِكَيْ تَعِي


https://lh3.googleusercontent.com/pr...Dpcof3ECt7PcfI









عطر الجنة 05-01-2020 03:30 AM

رد: منظومة عشرة الإخوان
 
https://f.top4top.io/p_1581xrbum1.png


حِكَايَةُ الفَأْرِ وَالحَمَامَةِ

حَكَى أَرِيبٌ عَاقِلُ ** لِكُلِّ فَضْلٍ نَاقِلُ

عَنْ سِرْبِ طَيْرٍ سَارِبِ ** مِنَ الحَمَامِ الرَّاعِبِيْ

بَكَّرَ يَوْمًا سَحَرَا ** وَسَارَ حَتَّى أَسْحَرَا

فِي طَلَبِ المَعَاشِ ** وَهْوَ رَبِيطُ الجَاشِ

فَأَبْصَرُوا عَلَى الثَّرَى ** حَبًّا مُلَقًّى نُثِرَا

فَأَحْمَدُوا الصَّبَاحَا ** وَاسْتَيْقَنُوا النَّجَاحَا

فَأَسْرَعُوا إِلَيْهِ ** وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ

حَتَّى إِذَا مَا اصْطَفُّوا ** حِذَاءَهُ أَسَفُّوا

فَصَاحَ مِنْهُمْ حَازِمُ ** لِنُصْحِهِمْ مُلاَزِمُ

مَهْلًا فَكَمْ مِنْ عَجَلَهْ ** أَدْنَتْ لِحَيٍّ أَجَلَهْ

تَمَهَّلُوا لاَ تَقَعُوا ** وَأَنْصِتُوا لِي وَاسْمَعُوا

أَلَيْتُكُمْ بِالرَّبِّ ** مَا نَثْرُ هَذَا الحَبِّ

فِي هَذِهِ الفَلاَةِ ** إِلاَّ لأَِمْرٍ عَاتِي

إِنِّي أَرَى حِبَالاَ ** قَدْ ضُمِّنَتْ وَبَالاَ

وَهَذِهِ الشِّبَاكُ ** فِي ضِمْنِهَا هَلاَكُ

فَكَابِدُوا المَجَاعَهْ ** وَانْتَظِرُونِي سَاعَهْ

حَتَّى أَرَى وَأَخْتَبِرْ ** وَالفَوْزُ حَظُّ المُصْطَبِرْ

فَأَعْرَضُوا عَنْ قَوْلِهِ ** وَاسْتَضْحَكُوا مِنْ حَوْلِهِ

قَالُوا وَقَدْ خَطَّ القَدَرْ ** لِلسَّمْعِ مِنْهُمْ وَالبَصَرْ

لَيْسَ عَلَى الحَقِّ مِرَا ** حَبٌّ مُعَدٌّ لِلقِرَى

أُلقِيَ فِي التُّرَابِ ** لِلأَجْرِ وَالثَّوَابِ

مَا فِيهِ مِنْ مَحْذُورِ ** لِجَائِعٍ مَضْرُورِ

اُغْدُوا عَلَى الغِذَاءِ ** فَالجُوعُ شَرُّ دَاءِ

فَسَقَطُوا جَمِيعَا ** لِلَقْطِهِ سَرِيعَا

وَمَا دَرَوْا أَنَّ الرَّدَى ** أُكْمِنَ فِي ذَاكَ الغَدَا

فَوَقَعُوا فِي الشَّبَكَهْ ** وَأَيْقَنُوا بِالهَلَكَهْ

وَنَدِمُوا وَمَا النَّدَمْ ** مَجْدٌ وَقَدْ زَلَّ القَدَمْ

فَأَخَذُوا فِي الخَبْطِ ** لِحَلِّ ذَاكَ الرَّبْطِ

فَالتَوَتِ الشِّبَاكُ ** وَالتَقَتِ الأَشْرَاكُ

فَقَالَ ذَاكَ النَّاصِحُ ** مَا كُلُّ سَعْيٍ نَاجِحُ

هَذَا جَزَاءُ مَنْ عَصَى ** نَصِيحَهُ وَانْتَقَصَا

لِلحِرْصِ طَعْمٌ مُرُّ ** وَشَرُّهُ شَمِرُّ

وَكَمْ غَدَتْ أُمْنِيَّهْ ** جَالِبَةً مَنِيَّهْ

فَقَالَتِ الجَمَاعَهْ ** دَعِ المَلاَمَ السَّاعَهْ

إِنْ أَقْبَلَ القَنَّاصُ ** فَمَا لَنَا مَنَاصُ

وَالفِكْرُ فِي الفِكَاكِ ** مِنْ وَرْطَةِ الهَلاَكِ

أَوْلَى مِنَ المَلاَمِ ** وَكَثْرَةِ الكَلاَمِ

وَمَا يُفِيدُ اللاَّحِي ** فِي القَدَرِ المُتَاحِ

فَاحْتَل عَلَى الخَلاَصِ ** كَحِيلَةِ ابْنِ العَاصِ

فَقَالَ ذَاكَ الحَازِمُ ** طَوْعُ النَّصُوحِ لاَزِمُ

فَإِنْ أَطَعْتُمْ نُصْحِي ** ظَفِرْتُمُ بِالنُّجْحِ

وَإِنْ عَصَيْتُمْ أَمْرِي ** خَاطَرْتُمُ بِالعُمْرِ

فَقَالَ كُلٌّ هَاتِ ** فِكْرَكَ بِالنَّجَاةِ

جَمِيعُنَا مُطِيعُ ** وَكُلُّنَا سَمِيعُ

وَلَيْسَ كُلَّ وَقْتِ ** يَزُولُ عَقْلُ الثَّبْتِ

فَقَالَ لاَ تَحَرَّكُوا ** فَتَسْتَمِرَّ الشَّبَكُ

وَاتَّفِقُوا فِي الهِمَّهْ ** لِهَذِهِ المُلِمَّهْ

حَتَّى تَطِيرُوا بِالشَّبَكْ ** وَتَأْمَنُوا مِنَ الدَّرَكْ

ثُمَّ الخَلاَصُ بَعْدُ ** لَكُمْ عَلَيَّ وَعْدُ

فَقَبِلُوا مَقَالَهُ ** وَامْتَثَلُوا مَا قَالَهُ

وَاجْتَمَعُوا فِي الحَرَكَهْ ** وَارْتَفَعُوا بِالشَّبَكَهْ

فَقَالَ سِيرُوا عَجَلاَ ** سَيْرًا يَفُوتُ الأَجَلاَ

وَلاَ تَمَلُّوا فَالمَلَل ** يَعُوقُ فَالخَطْبُ جَلَل

فَأَمَّهُمْ وَرَاحُوا ** كَأَنَّهُمْ رِيَاحُ

وَأَقْبَلَ الحَبَّالُ ** فِي مَشْيِهِ يَخْتَالُ

يَحْسَبُ أَنَّ البَرَكَهْ ** قَدْ وَقَعَتْ فِي الشَّبَكَهْ

فَأَبْصَرَ الحَمَامَهْ ** قَدْ حَلَّقَتْ أَمَامَهْ

وَخَلَّتِ الحِبَالَهْ ** وَأَوْقَعَتْ خَبَالَهْ

فَعَضَّ غَيْظًا كَفَّهْ ** عَلَى ذَهَابِ الكِفَّهْ

فَرَاحَ يَعْدُو خَلفَهَا ** يَرْجُو اللِّحَاقَ سَفَهَا

حَتَّى إِذَا مَا أَيِسَا ** عَادَ وَهُوْ مُبْتَئِسَا

وَأَقْبَلَ الحَمَامُ ** كَأَنَّهُ غَمَامُ

عَلَى فَلاَةٍ قَفْرِ ** مِنَ الأَنَامِ صِفْرِ

فَقَالَتِ الحَمَامَهْ ** بُشْرَاكُمُ السَّلاَمَهْ

هَذَا مَقَامُ الأَمْنِ ** مِنْ كُلِّ خَوْفٍ يَعْنِي

وَإِنْ أَرَدتُّمْ فَقَعُوا ** لاَ يَعْتَرِيكُمْ فَزَعُ

فَهَذِهِ المَوْمَاتُ ** لَنَا بِهَا النَّجَاةُ

وَلِي بِهَا خَلِيلُ ** إِحْسَانُهُ جَمِيلُ

يُنْعِمُ بِالفِكَاكِ ** مِنْ رِبْقَةِ الشِّبَاكِ

فَلَجَئُوا إِلَيْهَا ** وَوَقَعُوا عَلَيْهَا

فَنَادَتِ الحَمَامَهْ ** أَقْبِل أَبَا أُمَامَهْ

فَأَقْبَلَتْ فُوَيْرَهْ ** كَأَنَّهَا نُوَيْرَهْ

تَقُولُ مَنْ يُنَادِي ** أَبِي بِهَذَا الوَادِي

قَالَ لَهَا المُطَوَّقُ ** أَنَا الخَلِيلُ الشَّيِّقُ

قُولِي لَهُ فَليَخْرُجِ ** وَآذِنِيهِ بِالمَجِي

فَرَجَعَتْ وَأَقْبَلاَ ** فَأْرٌ يَهُدُّ الجَبَلاَ

فَأَبْصَرَ المُطَوَّقَا ** فَضَمَّهُ وَاعْتَنَقَا

فَقَالَ أَهْلًا بِالفَتَى ** وَمَرْحَبًا بِمَنْ أَتَى

قَدِمْتَ خَيْرَ مَقْدَمِ ** عَلَى الصَّدِيقِ الأَقْدَمِ

فَادْخُل بِيُمْنِ دَارِي ** مُشَرِّفًا مِقْدَارِي

وَانْزِل بِرَحْبٍ وَدِعَهْ ** وَجَفْنَةٍ مُدَعْدَعَهْ

وَاشْفِ جَوَى القُلُوبِ ** بِوَصْلِكَ المَحْبُوبِ

فَالشَّوْقُ لِلتَّلاَقِ ** قَدَ بَلَغَ التَّرَاقِي

فَقَالَ كَيْفَ أَنْعَمُ ** أَمْ كَيْفَ يَهْنَأُ المُنَعَّمُ

وَهَل يَطِيبُ عَيْشُ ** أَمْ هَل يَقَرُّ طَيْشُ

وَأُسْرَتِي فِي الأَسْرِ ** يَشْكُونَ كُلَّ عُسْرِ

أَعْنَاقُهُمْ فِي غُلِّ ** وَكُلُّهُمْ فِي ذُلِّ

فَقَالَ مُرْنِي أَئْتَمِرْ ** عَدَاكَ نَحْسٌ مُسْتَمِرّْ

قَالَ اقْرُضِ الحِبَالَهْ ** قَرْضًا بِلاَ مَلاَلَهْ

وَحُلَّ قَيْدَ أَسْرِهِمْ ** وَفُكَّهُمْ مِنْ أَسْرِهِمْ

قَالَ أَمْرَتَ طَائِعَا ** وَخَادِمًا مُطَاوِعَا

فَقَرَضَ الشِّبَاكَا ** وَقَطَّعَ الأَشْرَاكَا

وَخَلَّصَ الحَمَامَا ** وَقَدْ رَأَى الحِمَامَا

فَأَعْلَنُوا بِحَمْدِهِ ** وَاعْتَرَفُوا بِمَجْدِهِ

فَقَالَ قَرُّوا عَيْنَا ** وَلاَ شَكَوْتُمْ أَيْنَا

وَقَدَّمَ الحُبُوبَا ** لِلأَكْلِ وْالمَشْرُوبَا

وَقَامَ بِالضِّيَافَهْ ** بِالبِشْرِ وَاللَّطَافَهْ

أَضَافَهُمْ ثَلاَثَا ** مِنْ بَعْدِ مَا أَغَاثَا

فَقَالَ ذَاكَ الخِلُّ ** اَلخَيْرُ لاَ يُمَلُّ

فُقْتَ أَبَا أُمَامَهْ ** جُودًا عَلَى ابْنِ مَامَهْ

وَجِئْتَ بِالصَّدَاقَهْ ** بِالصِّدْقِ فَوْقَ الطَّاقَهْ

أَلبَسْتَنَا نِطَاقَا ** وَزِدْتَنَا أَطْوَاقَا

مِنْ فِعْلِكَ الجَمِيلِ ** وَفَضْلِكَ الجَزِيلِ

مِثْلُكَ مَنْ يُدَّخَرُ ** لِرَيْبِ دَهْرٍ يُحْذَرُ

وَتَرْتَجِيهِ الصَّحْبُ ** إِنْ عَنَّ يَوْمًا خَطْبُ

فَأْذَنْ بِالاِنْصِرَافِ ** لَنَا بِلاَ تَجَافِي

دَامَ لَكَ الإِنْعَامُ ** مَا غَرَّدَ الحَمَامُ

وَدُمْتَ مَشْكُورَ النِّعَمْ ** مَا رَنَّ شَادٍ بِنَغَمْ

فَقَالَ ذَاكَ الفَارُ ** جَفَا الصَّدِيقِ عَارُ

وَلَسْتُ أَرْضَى بُعْدَكُمْ ** لاَ ذُقْتُ يَوْمًا فَقْدَكُمْ

وَلاَ أَرَى خِلاَفَكُمْ ** إِنْ رُمْتُمُ انْصِرَافَكُمْ

عَمَّتْكُمُ السَّلاَمَهْ ** فِي الظَّعْنِ وَالإِقَامَهْ

فَوَدَّعُوا وَانْصَرَفُوا ** وَالدَّمْعُ مِنْهُمْ يُذْرَفُ

فَاعْجَبْ لِهَذَا المَثَلِ ** اَلمُعْرِبِ المُؤَثَّلِ

أَوْرَدتُّهُ لِيُحْتَذَى ** إِذَا عَرَى الخِلَّ أَذَى

فَصْلٌ فِي اتِّحَادِ الصَّدِيقَيْنِ

وَاتِّصَافِ كُلٍّ مِنْهُمَا بِصِفَاتِ الآخَرِ

اَلصِّدْقُ فِي الوِدَادِ ** يَقْضِي بِالاِتِّحَادِ

فِي النَّعْتِ وَالصِّفَاتِ ** وَالحَالِ وَالهَيْئَاتِ

فَيُكْتَسَى المَشُوقُ ** مَا كُسِيَ المَعْشُوقُ

حَتَّى يُظَنَّ أَنَّهُ ** مِنَ الحَبِيبِ كُنْهُهُ

لِشِدَّةِ العَلاَقَهْ ** وَالصِّدْقِ فِي الصَّدَاقَهْ

وَهَذِهِ القَضِيَّهْ ** فِي حُكْمِهَا مَرْضِيَّهْ

أَثْبَتَهَا البَيَانُ ** اَلنَّقْلُ وَالعِيَانُ

لِذَاكَ قَالَ الأَوَّلُ ** وَالحَقُّ لاَ يُؤَوَّلُ

نَحْنُ مِنَ المُسَاعَدَهْ ** نَحْيَى بِرُوحٍ وَاحِدَهْ

وَمَثَّلُوا بِالجَسَدِ ** وَالرُّوحِ ذِي التَّجَرُّدِ

فَالرُّوحُ إِنْ أَمْرٌ عَنَا ** تَقُولُ لِلجِسْمِ: أَنَا

وَقَالَ جَدُّ النَّاظِمِ ** مُسْتَنَدُ الأَعَاظِمِ

مَنْ لِلعُلُومِ قَدْ نَشَرْ ** مَنْصُورُ أُسْتَاذُ البَشَرْ

وَلِمَ هَذَا الحُكْمُ ** لَمْ يَقْتَرِنْ بِعْلِمِ

وَإِنَّهُ قَدْ ظَهَرَا ** مُشَاهَدًا بِلاَ مِرَا

فَمِنْهُ مَا جَرَى لِي ** فِي غَابِرِ اللَّيَالِي

أَصَابَنِي يَوْمٌ أَلَمْ ** مِنْ غَيْرِ إِنْذَارٍ أَلَمّْ

فَاحْتَرْتُ مِنْهُ عَجَبَا ** لَمَّا فَقَدتُّ السَّبَبَا

وَاسْتَغْرَقَتْنِي الفِكَرُ ** حَتَّى أَتَانِي الخَبَرُ

أَنَّ صَدِيقًا لِي عَرَضْ ** لِجِسْمِهِ هَذَا المَرَضْ

فَازْدَادَ عِنْدَ عِلمِي ** تَصْدِيقُ هَذَا الحُكْمِ

فَالصِّدْقُ فِي المَحَبَّهْ ** يُوجِبُ هَذِي النِّسْبَهْ

فَكُنْ صَدِيقًا صَادِقَا ** وَلاَ تَكُنْ مُمَاذِقَا

حَتَّى تَقُولَ مُعْلِنَا ** إِنِّي وَمَنْ أَهْوَى أَنَا

https://f.top4top.io/p_1581xrbum1.png

عطر الجنة 05-01-2020 03:33 AM

رد: منظومة عشرة الإخوان
 
https://f.top4top.io/p_1581xrbum1.png
فَصْلٌ فِي تَزَاوُرِ الإِخْوَانِ وَتَلاَقِيهِمْ

تَزَاوُرُ الإِخْوَانِ ** مِنْ خَالِصِ الإِيمَانِ

إِنَّ التَّآخِي شَجَرَهْ ** لَهَا التَّلاَقِي ثَمَرَهْ

لاَ تَتْرُكِ الزِّيَارَهْ ** فَتَرْكُهَا حَقَارَهْ

كُلُّ أَخٍ زَوَّارُ ** وَإِنْ تَنَاءَتْ دَارُ

وَقَدْ رَأَوْا آرَاءَ ** وَاخْتَلَفُوا أَهْوَاءَ

فِي الحَدِّ لِلزِّيَارَةِ ** وَالمُدَّةِ المُخْتَارَةِ

فَقِيلَ كُلَّ يَوْمِ ** كَالشَّمْسِ بَيْنَ القَوْمِ

وَقِيلَ كُلَّ شَهَرِ ** مِثْلَ طُلُوعِ القَمَرِ

وَقِيلَ مَا نَصَّ الأَثَرْ ** عَلَيْهِ نَصًّا وَاشْتَهَرْ

زُرْ مَنْ تُحِبُّ غِبًّا ** تَزْدَدْ إِلَيْهِ حُبَّا

وَاخْتَلَفُوا فِي الغِبِّ ** عَنْ أَيِّ مَعْنًى يُنْبِي

فَقِيلَ عَنْ أَيَّامِ ** خَوْفًا مِنَ الإِبْرَامِ

وَقِيلَ عَنْ أُسْبُوعِ ** وَقْفًا عَلَى المَسْمُوعِ

وَقِيلَ بَل مَعْنَاهُ زُرْ ** يَوْمًا وَيَوْمًا لاَ تَزُرْ

فَاعْمَل بِمَا تَرَاهُ ** فِي وَصْلِ مَنْ تَهْوَاهُ

وَزُرْ أَخَاكَ عَارِفَا ** بِحَقِّهِ مُلاَطِفَا

وَإِنْ حَلَلتَ مَنْزِلَهْ ** فَاجْعَل صَنِيعَ الفَضْلِ لَهْ

وَاقْبَل إِذَا مَا رَامَا ** مِنْهُ لَكَ الإِكْرَامَا

فَمَنْ أَبَى الكَرَامَهْ ** حَلَّتْ بِهِ المَلاَمَهْ

وَإِنْ أَتَاكَ زَائِرَا ** فَانْهَضْ إِلَيْهِ شَاكِرَا

وَقُل مَقَالَ مَنْ شَكَرْ ** فَضْلَ الصَّدِيقِ وَذَكَرْ

إِنْ زَارَنِي بِفَضْلِهِ ** أَوْ زُرْتُهُ لِفَضْلِهِ

فَالفَضْلُ فِي الحَالَيْنِ لَهْ ** وَوَصْلُ مَنْ تَهْوَى صِلَهْ

وَالضَّمُّ وَالمُصَافَحَهْ ** مِنْ سُنَّةِ المُصَالَحَهْ

أَوْ كَانَ يَوْمَ عِيدِ ** أَوْ جَاءَ مِنْ بَعِيدِ

هَذَا هُوَ المَشْهُورُ ** يَصْنَعُهُ الجُمْهُورُ

وَقَدْ أَتَى فِي الأَثَرِ ** عَنِ النَّبِيِّ المُنْذِرِ

تَصَافُحُ الإِخْوَانِ ** يُسَنُّ كُلَّ آنِ

مَا افْتَرَقَا وَاجْتَمَعَا ** يَغْشَاهُمَا الخَيْرُ مَعَا

https://f.top4top.io/p_1581xrbum1.png
فَصْلٌ فِي مُحَادَثَةِ الإِخْوَانِ

إِنْ رُمْتَ أَنْ تُحَدِّثَا ** بِمَا مَضَى أَوْ حَدَثَا

لِتُؤْنِسَ الأَصْحَابَا ** فَأَحْسِنِ الخِطَابَا

وَاخْتَصِرِ العِبَارَهْ ** وَلاَ تَكُنْ مِهْذَارَهْ

وَاخْتَرْ مِنَ الكَلاَمِ ** مَا لاَقَ بِالمَقَامِ

مِنْ فَائِقِ العُلُومِ ** وَرَائِقِ المَنْظُومِ

وَاذْكُرْ مِنَ المَنْقُولِ ** مَا صَحَّ فِي العُقُولِ

وَاجْتَنِبِ الغَرَائِبَا ** كَيْلاَ تُظَنَّ كَاذِبَا

وَإِنْ أَخُوكَ أَسْمَعَا ** فَكُنْ لَهُ مُسْتَمِعَا

وَالزَمْ لَهُ السُّكَاتَا ** وَأَحْسِنِ الإِنْصَاتَا

وَلاَ تَكُنْ مُلتَفِتَا ** عَنْهُ إِلَى أَنْ يَسْكُتَا

وَإِنْ أَتَى بِنَقْلِ ** سَمِعْتَهُ مِنْ قَبْلِ

فَلاَ تَقُل هَذَا الخَبَرْ ** عَلِمْتُهُ فِيمَا غَبَرْ

فَلاَ تُكَذِّبْ مَا رَوَى ** وَدَعْ سَبِيلَ مَنْ غَوَى


https://f.top4top.io/p_1581xrbum1.png

عطر الجنة 05-01-2020 03:38 AM

رد: منظومة عشرة الإخوان
 
https://f.top4top.io/p_1581xrbum1.png


فَصْلٌ فِي مِزَاحِ الإِخْوَانِ وَمُدَاعَبَتِهِمْ

اَلمَزْحُ وَالدُّعَابَهْ ** مِنْ شِيَمِ الصَّحَابَهْ

فَإِنَّهُ فِي الخَلقِ ** عُنْوَانُ حُسْنِ الخُلقِ

تُولِي بِهِ السُّرُورَا ** خَلِيلَكَ المَصْدُورَا

فَامْزَحْ مِزَاحَ مَنْ قَسَطْ ** وَكُنْ عَلَى حَدٍّ وَسَطْ

وَاجْتَنِبِ الإِيحَاشَا ** وَلاَ تَكُنْ فَحَّاشَا

فَالفُحْشُ فِي المِزَاحِ ** ضَرْبٌ مِنَ السِّلاَحِ

يَجُرُّ لِلسَّخِيمَهْ ** وَالوَظْنَةِ الوَخِيمَهْ

وَجَانِبِ الإِكْثَارَا ** وَحَاذِرِ العِثَارَا

وَكَثْرَةُ الدُّعَابَهْ ** تَذْهَبُ بِالمَحَابَهْ

وَعَثْرَةُ اللِّسَانِ ** تُوقِعُ بِالإِنْسَانِ

وَاحْمِل مِزَاحَ الإِخْوَهْ ** وَخَلِّ عَنْكَ النَّخْوَهْ

فَالبَسْطُ فِي المُصَاحَبَهْ ** يُفْضِي إِلَى المُدَاعَبَهْ

وَإِنْ سَمِعْتَ نَادِرَهْ ** فَلاَ تَفُهْ بِبَادِرَهْ

لاَ تَغْضَبَنَّ فَالغَضَبْ ** في المَزْحِ مِنْ سُوءِ الأَدَبْ

وَانْظُرْ إِلَى المَقَامِ ** وَقَائِلِ المَقَامِ

فَإِنْ يَكُنْ وَلِيَّا ** وَصَاحِبًا صَفِيَّا

فَقَوْلُهُ وَإِنْ نَبَا ** فَهْوَ الوَلاَءُ المُجْتَبَى

وَإِنْ يَكُنْ عَدُوَّا ** وَكَاشِحًا مَجْفُوَّا

فَقَوْلُهُ وَإِنْ حَلاَ ** لِسَامِعٍ هُوَ البَلاَ

أَلاَ تَرَى لِلعَرَبِ ** تَقُولُ عِنْدَ العَجَبِ

قَاتَلَهُ اللهُ وَلاَ ** تَقُولُ ذَاكَ عَنْ قِلَى

https://f.top4top.io/p_1581xrbum1.png
فَصْلٌ فِي ضِيَافَةِ الإِخْوَانِ

إِذَا صَدِيقٌ طَرَقَا ** مِنْ غَيْرِ وَعْدٍ سَبَقَا

فَقَدِّمَنَّ مَا حَضَرْ ** فَلَيْسَ فِي البِرِّ خَطَرْ

وَلاَ تَرُمْ تَكُلَّفَا ** خَيْرُ الطَّعَامِ مَا كَفَى

وَاعْلَمْ بِأَنَّ الأُلفَهْ ** مُسْقِطَةٌ لِلكُلفَهْ

وَإِنْ دَعَوْتَ فَاحْتَفِل ** وَلاَ تَكُنْ كَمَنْ بَخِل

وَقُمْ بِحَقِّ الضَّيْفِ ** فِي شَتْوَةٍ وَصَيْفِ

وَاسْأَلهُ عَمَّا يَشْتَهِي ** مِنْ طُرُقِ التَّفَكُّهِ

وَأْتِ بِمَا يَقْتَرِحُ ** فَاللُّطْفُ لاَ يُسْتَقْبَحُ

وَاعْمَل بِقَوْلِ الأَوَّلِ ** اَلضَّيْفُ رَبُّ المَنْزِلِ

وَأَظْهِرِ الإِينَاسَا ** وَلاَ تَكُنْ عَبَّاسَا

فَالبِشْرُ وَاللَّطَافَهْ ** خَيْرٌ مِنَ الضِّيَافَهْ

وَخِدْمَةُ الأَضْيَافِ ** سَجِيَّةُ الأَشْرَافِ

اِحْرِصْ عَلَى سُرُورِهِمْ ** بِالبَسْطِ فِي حُضُورِهِمْ

لاَ تَشْكُ دَهْرًا عِنْدَهُمْ ** وَلاَ تُكَدِّرْ وِرْدَهُمْ

وَاحْلُمْ عَنِ الخُدَّامِ ** فِي الفِعْلِ وَالكَلاَمِ

وَإِنْ أَسَاءُوا الأَدَبَا ** كَيْلاَ يَرْوَكَ مُغْضَبَا

وَقَدِّمِ الخِوَانَا ** وَأَكْرِمِ الإِخْوَانَا

عَنِ انْتِظَارِ مَنْ يَجِي ** فَذَاكَ فِعْلُ المَهْرَجِ

وَقَدْ رَوَوْا فِيمَا وَرَدْ ** أَعْظَمُ مَا يُضْنِي الجَسَدْ

مَائِدَةٌ تَنْتَظِرُ ** بِأَكْلِهَا مَنْ يَحْضُرُ

آنِسْهُمُو فِي الأَكْلِ ** فِعْلَ الكَرِيمِ الجَزْلِ

وَأَطِلِ الحَدِيثَا ** وَلاَ تَكُنْ حَثِيثَا

فَاللُّبْثُ بِالطَّعَامِ ** مِنْ شِيَمِ الكِرَامِ

وَشَيِّعِ الأَضْيَافَا ** إِنْ طَلَبُوا انْصِرَافَا

وَإِنْ دَعَاكَ مَنْ تُحِبّْ ** إِلَى طَعَامٍ فَأَجِبْ

إِجَابَةُ الصَّدِيقِ ** فَرْضٌ عَلَى التَّحْقِيقِ

فَإِنْ أَجَبْتَ دَعْوَتَهْ ** فَاحْذَرْ وَجَانِبْ جَفْوَتَهْ

وَلاَ تَزُرْ بِصَاحِبِ ** أَوْ أَحَدِ الأَقَارِبِ

وَاجْلِسْ بِحَيْثُ أَجْلَسَكْ ** وَأْنَسْ بِهِ مَا آنَسَكْ

لاَ تَأْبَ مِنْ كَرَامَتِهِ ** وَكُفَّ عَنْ غَرَامَتِهِ

إِيَّاكَ وَالتَّنْقِيلاَ ** وَلاَ تَكُنْ ثَقِيلاَ

لاَ تَحْتَقِرْ مَا أَحْضَرَا ** وَلاَ تَعِبْ مَا حَضَرَا

فَالذَّمُّ لِلطَّعَامِ ** مِنْ شِيمَةِ الطَّغَامِ

لاَ تَحْتَشِمْ مِنْ أَكْلِ ** كَفِعْلِ أَهْلِ الجَهْلِ

مَا جِيءَ بِالطَّعَامِ ** إِلاَّ لِلاِلتِقَامِ

https://f.top4top.io/p_1581xrbum1.png
فَصْلٌ فِي عِيَادَةِ الإِخْوَانِ

عِيَادَةُ العَلِيلِ ** فَرْضٌ عَلَى الخَلِيلِ

فَعُدْ أَخَاكَ إِنْ مَرِضْ ** وَاعْمَل بِحُكْمِ مَا فُرِضَ

وَاسْأَلهُ عَنْ أَحْوَالِهِ ** بِاللُّطْفِ فِي سُؤَالِهِ

وَسَلهُ عَمَّا بِهِ ** يُسَلَّ عَنِ اكْتِآبِهِ

وَادْعُ لَهُ بِالعَافِيَهْ ** وَالصِّحَّةِ المُوَافِيَهْ

وَاحْذَرْ مِنَ التَّطْوِيلِ ** بِضَجَرِ العَلِيلِ

فَمُكْثُ ذِي الصَّدَاقَهْ ** قَدْرُ احْتِلاَبِ النَّاقَهْ

إِلاَّ إِذَا مَا التَمَسَا ** بِنَفْسِهِ أَنْ تَجْلِسَا

وَالعَوْدُ لِلعِيَادَهْ ** بَعْدَ ثَلاَثٍ عَادَهْ

هَذَا لِمَنْ أَحَبَّا ** وَإِنْ تَشَأْ فَغِبَّا

وَسُنَّةُ المُعْتَلِّ ** إِيذَانُ كُلِّ خِلِّ

لِيَقْصِدُوا وِفَادَتَهْ ** وَيَغْنَمُوا عِيَادَتَهْ

وَليَتْرُكِ الشِّكَايَهْ ** وَيَكْتُمِ النِّكَايَهْ

عَنْ عَائِدٍ وَزَائِرِ ** فِعْلَ الكَرِيمِ الصَّابِرِ

وَليَحْمَدِ اللهَ عَلَى ** بَلاَئِهِ بِمَا ابْتَلَى

لِيُحْزِرَ الثَّوَابَا ** وَالأَجْرَ وَالصَّوَابَا

فَصْلٌ فِي مُكَاتَبَةِ الإِخْوَانِ

تَوَاصُلُ الأَحْبَابِ ** فِي البُعْدِ بِالكِتَابِ

فَكَاتِبِ الإِخْوَانَا ** وَلاَ تَكُنْ خَوَّانَا

فَتَرْكُكَ المُكَاتَبَهْ ** ضَرْبٌ مِنَ المُجَانَبَهْ

وَالبَدْءُ لِلمُسَافِرِ ** فِي الكَتْبِ لاَ لِلحَاضِرِ

وَالرَّدُّ لِلجَوَابِ ** فَرْضٌ بِلاَ ارْتِيَابِ

https://f.top4top.io/p_1581xrbum1.png
فَصْلٌ فِي التَّحْذِيرِ مِنْ صُحْبَةِ الأَحْمَقِ

لاَ تَصْحَبَنَّ الأَحْمَقَا ** اَلمَائِقَ الشَّمَقْمَقَا

عَدُوُّ سُوءٍ عَاقِلُ ** وَلاَ صَدِيقٌ جَاهِلُ

إِنَّ اصْطِحَابَ المَائِقِ ** مِنْ أَعْظَمِ البَوَائِقِ

فَإِنَّهُ لِحُمْقِهِ ** وَغَوْصِهِ فِي عُمْقِهِ

يُحِبُّ جَهْلاً فِعْلَهُ ** وَأَنْ تَكُونَ مِثْلَهُ

يَسْتَحْسِنُ القَبِيحَا ** وَيُبْغِضُ النَّصِيحَا

بَيَانُهُ فَهَاهَهْ ** وَحِلمُهُ سَفَاهَهْ

وَرُبَّمَا تَمَطَّى ** وَكَشَفَ المُغَطَّى

لاَ يَحْفَظُ الأَسْرَارَا ** وَلاَ يَخَافُ عَارَا

يَعْجَبُ مِنْ غَيْرِ عَجَبْ ** يَغْضَبُ مِنْ غَيْرِ غَضَبْ

كَثِيرُهُ وَجِيزُ ** لَيْسَ لَهُ تَمْيِيزُ

وَرُبَّمَا إِذَا نَظَرْ ** أَرَادَ نَفْعًا فَأَضَرّْ

كَفِعْلِ ذَاكَ الدُّبِّ ** بِخِلِّهِ المُحِبِّ


https://f.top4top.io/p_1581xrbum1.png

عطر الجنة 05-01-2020 03:39 AM

رد: منظومة عشرة الإخوان
 
https://f.top4top.io/p_1581xrbum1.png

حِكَايَةُ الدُّبِّ وَانْعِكَاسِ فِعْلِهِ الجَمِيلِ

رَوَوْا أُولُو الأَخْبَارِ ** عَنْ رَجُلٍ سَيَّارِ

أَبْصَرَ فِي صَحْرَاءِ ** فَسِيحَةِ الأَرْجَاءِ

دُبًّا عَظِيمًا مُوثَقَا ** فِي سَرْحَةٍ مُعَلَّقَا

يَعْوِي عِوَاءَ الكَلبِ ** مِنْ شِدَّةٍ وَكَرْبِ

فَأَدْرَكَتْهُ الشَّفَقَهْ ** عَلَيْهِ حَتَّى أَطْلَقَهْ

وَحَلَّهُ مِنْ قَيْدِهِ ** لأَِمْنِهِ مِنْ كَيْدِهِ

وَنَامَ تَحْتَ الشَّجَرَهْ ** مَنَامَ مَنْ قَدْ ضَجَّرَهْ

طُولُ الطَّرِيقِ وَالسَّفَرْ ** فَنَامَ مِنْ فَرْطِ الضَّجَرْ

فَجَاءَ ذَاكَ الدُّبُّ ** عَنْ وَجْهِهِ يَذُبُّ

وَقَالَ ذَاكَ الخِلُّ ** جَفَاهُ لاَ يَحِلُّ

أَنْقَذَنِي مِنْ أَسْرِي ** وَفَكَّ قَيْدَ عُسْرِي

فَحَقُّهُ أَنْ أَرْصُدَهْ ** مِنْ كُلِّ سُوءٍ قَصَدَهْ

فَأَقْبَلَتْ ذُبَابَهْ ** تَرِنُّ كَالرَّبَابَهْ

فَوَقَعَتْ لِحَيْنِهِ ** عَلَى شِفَارِ عَيْنِهِ

فَجَاشَ غَيْظُ الدُّبِّ ** وَقَالَ لاَ وَرَبِّي

لاَ أَدَعُ الذُّبَابَا ** يَسُومُهُ عَذَابَا

فَأَسْرَعَ الدَّبِيبَا ** لِصَخْرَةٍ قَرِيبَا

فَقَلَّهَا وَأَقْبَلاَ ** يَسْعَى إِلَيْهِ عَجِلاَ

حَتَّى إِذَا حَاذَاهُ ** صَكَّ بِهَا مَجْلاَهُ

لِيَقْتُلَ الذُّبَابَهْ ** مِنْ غَيْرِ مَا إِرَابَهْ

فَرَضَّ مِنْهُ الرَّاسَا ** وَفَرَّقَ الأَضْرَاسَا

وَأَهْلَكَ الخَلِيلاَ ** بِقَصْدِهِ الجَلِيلاَ

فَهَذِهِ الرِّوَايَهْ ** تَنْهَى عَنِ الغِوَايَهْ

فِي طَلَبِ الصَّدَاقَهْ ** عِنْدَ أُولِي الحَمَاقَهْ

إِذْ كَانَ فِعْلُ الدُّبِّ ** هَذَا لِفَرْطِ الحُبِّ

وَجَاءَ فِي الصَّحِيحِ ** نَقْلاً عَنِ المَسِيحِ

عَالَجْتُ كُلَّ أَكْمَهِ ** وَأَبْرَصٍ مُشَوَّهِ

لَكِنَّنِي لَمْ أُطِقِ ** قَطُّ عِلاَجَ الأَحْمَقِ


https://f.top4top.io/p_1581xrbum1.png

عطر الجنة 05-01-2020 03:41 AM

رد: منظومة عشرة الإخوان
 
https://f.top4top.io/p_1581xrbum1.png


حِكَايَةُ «مُزَبِّدٍ» وَ«رَبْرَبَ» المَدَنِيَّةِ

حَكَى أُولُو الأَخْبَارِ ** وَنَاقِلُو الآثَارِ

عَنْ غَادَةٍ عُطْبُولِ ** تَلعَبُ بِالعُقُولِ

بِطَرْفِهَا الكَحِيلِ ** وَخَصْرِهَا النَّحِيلِ

وَخَدِّهَا المُوَرَّدِ ** وَصُدْغِهَا المُزَرَّدِ

وَقَدِّهَا القَضِيبِ ** وَرِدْفِهَا الكَثِيبِ

وَتَعْمُرُ المَغَانِي ** بِرَنَّةِ الأَغَانِي

كَانَتْ تُسَمَّى «رَبْرَبَا» ** تُحْيِي النُّفُوسَ طَرَبَا

وَكَانَتِ الأَشْرَافُ ** وَالسَّادَةُ الظِّرَافُ

يَجْمَعُهُمْ مَغْنَاهَا ** لِيَسْمَعُوا غِنَاهَا

وَكَانَ مَوْلاَهَا فَتَى ** بِكُلِّ ظَرْفٍ نُعِتَا

فَاجْتَمَعَتْ جَمَاعَهْ ** لِلبَسْطِ وَالخَلاَعَهْ

وَاسْتَطْرَدُوا فِي النَّقْلِ ** لِذِكْرِ أَهْلِ البُخْلِ

فَاتَّفَقُوا بِأَسْرِهِمْ ** أَنْ لَمْ يَرَوْا فِي عَصْرِهِمْ

وَلاَ رَأَوْا فِيمَا مَضَى ** مِنَ الزَّمَانِ وَانْقَضَى

بَل لاَ يَكُونُ أَبَدَا ** شَخْصًا عَلاَ «مُزَبَّدَا»

فِي بُخْلِهِ وَالشُّحِّ ** وَحِرْصِهِ المُلِحِّ

فَقَالَتِ الفَتَاةُ ** اَلغَادَةُ الا لايا

إِنِّي لَكُمْ كَفِيلَهْ ** بِأَخْذِهِ بِالحِيلَهْ

حَتَّى يَجُودَ بِالذَّهَبْ ** وَيَسْتَقِلَّ مَا وَهَبْ

فَقَالَ مَوْلاَهَا لَهَا ** أُشْهِدُ أَرْبَابَ النُّهَى

إِنْ تَخْدَعِي «مُزَبَّدَا» ** عَلَيْكِ حِينَ مَا بَدَا

لأَنْثُرَنَّ الذَّهَبَا ** عَلَيْكِ حَتَّى يَذْهَبَا

قَالَتْ إِذَا جَاءَ فَلاَ ** تَحْجُبْهُ عَنِّي عَجِلاَ

وَخَلِّ عَنْكَ الغَيْرَهْ ** وَلاَ تُنَفِّرْ طَيْرَهْ

فَقَالَ أَقْسَمْتُ بِمَنْ ** حَلاَّكِ بِالخَلقِ الحَسَنْ

لأَرْفَعَنَّ الغَيْرَهْ ** وَلَوْ حَبَاكِ أَيْرَهْ

فَأَرْسَلُوا رَسُولاَ ** يَسْأَلُهُ الوُصُولاَ

فَجَاءَهُمْ عَشِيَّهْ ** وَأَحْسَنَ التَّحِيَّهْ

فَأَهَّلُوا وَرَحَّبُوا ** حَتَّى إِذَا مَا شَرِبُوا

تَسَاكَرُوا عَنْ عَمْدِ ** وَهَوَّمُوا عَنْ قَصْدِ

كَيْمَا يَرَوْا وَيَسْمَعُوا ** لِـ«رَبْرَبٍ» مَا تَصْنَعُ

فَعِنْدَمَا رَأَتْهُمُو ** قَدْ سَكِرُوا وَهَوَّمُوا

مَالَتْ إِلَى «مُزَبِّدِ» ** بِالبِشْرِ وَالتَّوَدُّدِ

وَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِ ** مُشِيرَةً إِلَيْهِ

قَالَتْ أَبَا إِسْحَاقِ ** نَعِمْتَ بِالتَّلاَقِ

كَأَنَّنِي بِنَفْسِكَا ** إِذْ غَرِقَتْ بِأُنْسِكَا

تَهْوَى بِأَنْ أُغَنِّي ** سَارَ الفَرِيقُ عَنِّي

فَقَالَ زَوْجِي طَالِقُ ** وَخَدَمِي عَتَائِقُ

إِنْ لَمْ تَكُونِي عَارِفَهْ ** بِالغَيْبِ أَوْ مُكَاشَفَهْ

فَأَسْمَعَتْهُ وَطَرِبْ ** ثُمَّ سَقَتْهُ وَشَرِبْ

وَخَاطَبَتْهُ ثَانِيَهْ ** بِلُطْفِهَا مُدَانِيَهْ

قَالَتْ أَبَا إِسْحَاقِ ** يَا سَيِّدَ الرِّفَاقِ

إِنِّي أَظُنُّ قَلبَكَا ** يَهْوَى جُلُوسِي قُرْبَكَا

لِتَلثِمَ الخُدُودَا ** وَتَقْطِفَ الوُرُودَا

فَقَالَ مَالِي صَدَقَهْ ** وَامْرَأَتِي مُطَلَّقَهْ

إِنْ لَمْ تَكُونِي فِي الوَرَى ** مِمَّنْ مَضَى وَغَبَرَا

عَالِمَةً بِالغَيْبِ ** حَقًّا بِغَيْرِ رَيْبِ

فَنَهَضَتْ إِلَيْهِ ** وَجَلَسَتْ لَدَيْهِ

فَضَمَّهَا وَقَبَّلاَ ** وَقَالَ نِلتُ الأَمَلاَ

يَا غُرَّةَ الغَوَانِي ** وَمُنْتَهَى الأَمَانِي

تَفْدِيكِ أُمِّي وَأَبِي ** وَكُلُّ شَادٍ مُطْرِبِ

فَحِينَ ظَنَّتْ أَنْهَا ** قَدْ أَوْسَعَتْهُ مِنْهَا

قَالَتْ لَهُ أَلاَ تَرَى ** لِزَلَّةٍ لَنْ تُغْفَرَا

مِنْ هَؤُلاَءِ القَوْمِ ** فِي مِثْلِ هَذَا اليَوْمِ

يَدْعُونَنِي لِلطَّرَبِ ** وَكُلُّهُمْ يَأْنَسُ بِي

وَلَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ فَتَى ** لِلبِرِّ بِي مُلتَفِتَا

فَيَشْتَرِي رَيْحَانَا ** بِدَرْهَمٍ مَجَّانَا

فَهَاتِ أَنْتَ دِرْهَمَا ** وَفُقْهُمُو تَكَرُّمَا

فَقَامَ عَنْهَا وَوَثَبْ ** وَصَاحَ يَدْعُو مِنْ كَثَبْ

وَقَالَ: مَهْ! أَيْ زَانِيَهْ ** صَلِيتِ نَارًا آنِيَهْ

دَنَّسْتِ عِلمَ الغَيْبِ ** مِنْكِ بِكُلِّ عَيْبِ

فَضَحِكَ الأَقْوَامُ ** مِنْ فِعْلِهِ وَقَامُوا

وَعَلِمُوا أَنَّ الخِدَعْ ** لَمْ تُجْدِ فِي ذَاكَ اللُّكَعْ

فَأَقْبَلَتْ بِاللَّوْمِ ** عَلَيْهِ بَيْنَ القَوْمِ

فَسَبَّهَا وَأَغْضَبَا ** وَسَارَ عَنْهُمْ مُغْضَبَا

فَهَذِهِ الحِكَايَهْ ** تَكْفِي أُولِي الهِدَايَهْ

فِي شِيمَةِ البَخِيلِ ** وَدَائِهِ الدَّخِيلِ


https://f.top4top.io/p_1581xrbum1.png

عطر الجنة 05-01-2020 03:43 AM

رد: منظومة عشرة الإخوان
 
https://f.top4top.io/p_1581xrbum1.png

فَصْلٌ فِي التَّحْذِيرِ مِنْ مَوَدَّةِ البَخِيلِ

مَوَدَّةُ البَخِيلِ ** جَهْلٌ بِلاَ تَأْوِيلِ

يَسْتَكْثِرُ القَلِيلاَ ** وَيَحْرِمُ الخَلِيلاَ

يَبْخَلُ إِنْ جَدْبٌ عَرَا ** وَلاَ يَجُودُ بِالقِرَا

يَمْنَعُ ذَا الوِدَادِ ** مَوَارِدَ الإِمْدَادِ

يَقُولُ لاَ إِنْ سَأَلاَ ** بُخْلاً وَيُولِيهِ القِلَى

يَحْرِمُهُ مَا عِنْدَهُ ** وَلاَ يُرَاعِي وُدَّهُ

إِنْ رَامَ مِنْهُ قَرْضَا ** رَأَى البِعَادَ فَرْضَا

يَضِنُّ بِالزَّهِيدِ ** فِي الزَّمَنِ الشَّدِيدِ

فَصُحْبَةُ الشَّحِيحِ ** تَمَسُّكٌ بِالرِّيحِ

لاَ تَحْسَبِ المَوَدَّهْ ** تَحُلُّ مِنْهُ عُقْدَهْ

إِنَّ وُجُوهَ الحِيلَهْ ** فِي البُخْلِ مُسْتَحِيلَهْ

وَاسْمَعْ حَدِيثًا عَجَبَا ** قَدْ نَقَلَتْهُ الأُدَبَا

فِي البُخْلِ عَنْ «مُزَبِّدِ» ** مَعْ «رَبْرَبٍ» لِتَهْتَدِي
https://f.top4top.io/p_1581xrbum1.png

فَصْلٌ فِي التَّحْذِيرِ مِنْ صُحْبَةِ الكَذَّابِ

صَحَابَةُ الكَذَّابِ ** كَلاَمِعِ السَّرَابِ

يُخْلِفُ مَا يَقُولُ ** مَعْلُومُهُ مَجْهُولُ

يُقَرِّبُ البَعِيدَا ** وَيَأْمَنُ الوَعِيدَا

وَيُخْلِفُ المَوْعُودَا ** وَلاَ يَلِينُ عُودَا

يَمِينُ فِي اليَمِينِ ** وَلَيْسَ بِالأَمِينِ

وَفِي كَلاَمِ الأُدَبَا ** اَلعُلَمَاءِ النُّجَبَا

لَمْ يُرَ فِي القَبَائِحِ ** وَجُمْلَةِ الفَضَائِحِ

كَالكِذْبِ أَوْهَى سَبَبَا ** وَلاَ أَضَلَّ مَذْهَبَا

وَلاَ أَعَزَّ طَالِبَا ** وَلاَ أَذَلَّ صَاحِبَا

يُسْلِمُ مَنْ يَعْتَصِمُ ** بِهِ وَمَنْ يَلتَزِمُ

طُلُوعُهُ أُفُولُ ** وَفَضْلُهُ فُضُولُ

غَلِيلُهُ لاَ يَنْقَعُ ** وَخَرْقُهُ لاَ يُرْقَعُ

صَاحِبُهُ مُكَذَّبُ ** وَفِي غَدٍ مُعَذَّبُ

فَجَانِبِ الكَذَّابَا ** وَأَوْلِهِ اجْتِنَابَا

فَاسْمَعْ حَدِيثًا عَجَبَا ** فِي ذَمِّ مَنْ قَدْ كَذَبَا


https://f.top4top.io/p_1581xrbum1.png

عطر الجنة 05-01-2020 03:45 AM

رد: منظومة عشرة الإخوان
 
https://f.top4top.io/p_1581xrbum1.png

حِكَايَةُ الفَتَى البَغْدَادِيِّ مَعَ الأَمِيرِ المُهَلَّبِي

رَوَى أُولُو الأَخْبَارِ ** وَنَاقِلُو الآثَارِ

عَنْ حَدَثٍ ذِي أَدَبِ ** وَخُلُقٍ مُهَذَّبِ

ليسكن في بغداد ** في نعمه تلادي

فَارَقَ يَوْمًا وَالِدَهْ ** وَطِرْفَهُ وَتَالِدَهْ

وَحَلَّ أَرْضَ البَصْرَهْ ** بِلَوْعَةٍ وَحَسْرَهْ

فَظَلَّ فِيهَا حَائِرَا ** يُكَابِدُ الفَوَاقِرَا

وَلَمْ يَزَل ذَا فَحْصِ ** يَسْأَلُ كُلَّ شَخْصِ

عَمَّنْ بِهَا مِنْ نَازِلِ ** وَفَاضِلٍ مُشَاكِلِ

فَوَصَفُوا نَدِيمَا ** ذَا أَدَبٍ كَرِيمَا

مُنَادِمَ المُهَلَّبِ ** وَهْوَ أَمِيرُ العَرَبِ

فَأَمَّهُ وَقَصَدَهْ ** وَحِينَ حَلَّ مَعْهَدَهْ

عَرَّفَهُ بِأَمْرِهِ ** وَحُلوِهِ وَمُرِّهِ

فَقَالَ أَنْتَ تَصْلُحُ ** بَل خَيْرُ مَنْ يُسْتَمْلَحُ

لِصُحْبَةِ الأَمِيرِ ** اَلسَّيِّدِ الخَطِيرِ

إِنْ كُنْتَ مِمَّنْ يَصْبِرُ ** لِخَصْلَةٍ تُسْتَنْكَرُ

فَقَالَ أَيُّ خَصْلَهْ ** فِيهِ تُنَافِي وَصْلَهْ

فَقَالَ هَذَا رَجُلُ ** لاَ يَعْتَرِيهِ المَلَلُ

مِنِ افْتِرَاءِ الكَذِبِ ** فِي حَزَنٍ وَطَرَبِ

فَإِنْ أَرَدتَّ طَوْلَهْ ** فَصَدِّقَنْ قَوْلَهْ

فِي كُلِّ مَا يَخْتَلِقُ ** وَيَفْتَرِي وَيَنْطِقُ

حَتَّى تَنَالَ نَائِلَهْ ** وَلاَ تَرَى غَوَائِلَهْ

قَالَ الفَتَى سَأَفْعَلُ ** ذَاكَ وَلَسْتُ أَجْهَلُ

فَذَهَبَ النَّدِيمُ ** وَهْوَ بِهِ زَعِيمُ

فَعَرَّفَ الأَمِيرَا ** بِفَضْلِهِ كَثِيرَا

حَتَّى دَعَاهُ فَحَضَرْ ** وَسَرَّهُ عِنْدَ النَّظَرْ

فَرَاشَهُ فِي الحَالِ ** بِكُسْوَةٍ وَمَالِ

فَلاَزَمَ المُلاَزَمَهْ ** لِلأُنْسِ وَالمُنَادَمَةْ

وَلَمْ يَزَل يُصَدِّقُهُ ** فِي كُلِّ إِفْكٍ يَخْلُقُهْ

فَقَالَ يَوْمًا وَافْتَرَى ** بُهْتًا وَكِذْبًا مُنْكَرَا

لِي عَادَةٌ مُسْتَحْسَنَهْ ** أَفْعَلُهَا كُلَّ سَنَهْ

أَطْبُخُ لِلحُجَّاجِ ** مِنْ لَحَمِ الدَّجَاجِ

فِي فَرْدِ قِدْرٍ نَزَلاَ ** يَكْفِي الجَمِيعَ أَكْلاَ

فَحَارَ ذَلِكَ الفَتَى ** مِنْ قَوْلِهِ وَبُهِتَا

وَقَالَ لَيْتَ شِعْرِي ** مَا قَدْرُ هَذَا القِدْرِ

هَل هِيَ بِئْرُ زَمْزَمِ ** أَمْ هِيَ بَحْرُ القُلزُمِ

أَمْ هِيَ فِي الفَضَاءِ ** بَادِيَةُ الدَّهْنَاءِ

فَغَضِبَ الأَمِيرُ ** وَغَاظَهُ النَّكِيرُ

فَقَالَ رُدُّوا صِلَتَهْ ** مِنْهُ وَقُدُّوا خِلعَتَهْ

وَأَخْرِجُوهُ الآنَا ** عَنَّا فَلاَ يَرَانَا

فَنَدِمَ الأَدِيبُ ** وَسَاءَهُ التَّكْذِيبُ

وَعَاوَدَ النَّدِيمَا ** لِعُذْرِهِ مُقِيمَا

وَقَالَ مُنْذُ دَهْرِي ** لَمْ أَشْتَغِل بِسُكْرِ

فَغَالَنِي الشَّرَابُ ** وَحَاقَ بِي العَذَابُ

وَقُلتُ مَا لاَ أَعْقِلُ ** وَالهَفْوُ قَدْ يُحْتَمَلُ

فَسَل لِيَ الإِغْضَاءَ ** وَالعَفْوَ وَالرِّضَاءَ

قَالَ النَّدِيمُ إِنِّي ** أُرْضِيهِ بِالتَّأَنِّي

بِشَرْطِ أَنْ تُنِيبَا ** وَتَتْرُكَ التَّكْذِيبَا

فَرَاجَعَ الأَمِيرَا ** وَاسْتَوْهَبَ التَّقْصِيرَا

وَاسْتَأْنَفَ الإِنْعَامَا ** عَلَيْهِ وَالإِكْرَامَا

فَعَادَ لِلمُنَادَمَهْ ** بِاللُّطْفِ وَالمُلاَئَمَهْ

فَكَانَ كُلَّمَا كَذَبْ ** وَقَالَ إِفْكًا وَانْتَدَبْ

صَدَّقَهُ وَأَقْسَمَا ** بِكَوْنِهِ مُسَلِّمَا

حَتَّى جَرَى فِي خَبَرِ ** ذِكْرُ كِلاَبِ عَبْقَرِ

وَوَصْفِهَا بِالصِّغَرِ ** وَخَلقِهَا المُخْتَصَرِ

قَالَ الأَمِيرُ وَابْتَكَرْ ** لَيْسَ العِيَانُ كَالخَبَرْ

قَدْ كَانَ مُنْذُ مُدَّهْ ** لَدَيَّ مِنْهَا عِدَّهْ

أَضَعُهَا فِي مُكْحُلَهْ ** لِلهَزْلِ وَالخُزَعْبَلَهْ

وَكَانَ عِنْدِي مَسْخَرَهْ ** أَكْحُلُ مِنْهَا بَصَرَهْ

فَكَانَتِ الكِلاَبُ ** فِي عَيْنِهِ تَنْسَابُ

وَهْيَ عَلَى مُجُونِهِ ** تَنْبَحُ فِي جُفُونِهِ

فَقَامَ ذَلِكَ الفَتَى ** يَقُولُ لاَ عِشْتُ مَتَى

صَدَّقْتُ هَذَا الكَذِبَا ** شَاءَ الأَمِيرُ أَوْ أَبَى

وَرَدَّ مَا كَسَاهُ ** بِهِ وَمَا حَبَاهُ

وَرَاحَ يَعْدُو عَارِيَا ** مِنَ البَلاَءِ نَاجِيَا


https://f.top4top.io/p_1581xrbum1.png

عطر الجنة 05-01-2020 03:47 AM

رد: منظومة عشرة الإخوان
 
https://f.top4top.io/p_1581xrbum1.png

فَصْلٌ فِي التَّحْذِيرِ مِنْ صُحْبَةِ الأَشْرَارِ

وَصُحْبَةُ الأَشْرَارِ ** أَعْظَمُ فِي الأَضْرَارِ

مِنْ خُدْعَةِ الأَعْدَاءِ ** وَمِنْ عُضَالِ الدَّاءِ

يُقَبِّحُونَ الحَسَنَا ** وَدَأْبُهُمْ قَوْلُ الخَنَا

شَأْنُهُمُ النَّمِيمَهْ ** وَالشِّيَمُ الذَّمِيمَهْ

إِذَا أَرَدتَّ تَصْنَعُ ** خَيْرًا بِشَخْصٍ مَنَعُوا

اَلغِلُّ فِيهِمْ وَالحَسَدْ ** وَالشَّرُّ حَبْلٌ مِنْ مَسَدْ

إِنْ مُنِعُوا مَا طَلَبُوا ** تَنَمَّرُوا وَكَلَّبُوا

وَأَعْرَضُوا إِعْرَاضَا ** وَمَزَّقُوا الأَعْرَاضَا

لَيْسَ لَهُمْ صَلاَحُ ** حَرَامُهُمْ مُبَاحُ

لاَ يَتَّقُونَ قُبْحَا ** وَلاَ يَعُونَ نُصْحَا

يُغْرُونَ بِالقَبِيحِ ** وَالضَّرِّ وَالتَّبْرِيحِ

كَلاَمُهُمْ إِفْحَاشُ ** وَأُنْسُهُمْ إِيحَاشُ

اَلخَيْرُ مِنْهُمْ وَانِ ** وَالشَّرُّ مِنْهُمْ دَانِ

شَيْطَانُهُمْ مُطَاعُ ** وَدِينُهُمْ مُضَاعُ

لاَ يَرْقُبُونَ إِلاَّ ** وَلاَ يَرَوْنَ خِلاَّ

إِخْلاَصُهُمْ مُدَاهَنَهْ ** وَوُدُّهُمْ مُشَاحَنَهْ

صَلاَحُهُمْ فَسَادُ ** رَوَاجُهُمْ كَسَادُ

عَزِيزُهُمْ ذَلِيلُ ** صَحِيحُهُمْ عَلِيلُ

ضِيَاؤُهُمْ ظَلاَمُ ** وَعُذْرُهُمْ مَلاَمُ

تَقْرِيبُهُمْ تَبْعِيدُ ** وَوَعْدُهُمْ وَعِيدُ

إِذَا سَأَلتَ ضَنُّوا ** أَوْ مَنَحُوكَ مَنُّوا

وَإِنْ عَدَلتَ مَالُوا ** وَإِنْ سَأَلتَ قَالُوا

رِبْحُهُمُو خُسْرَانُ ** وَشُكْرُهُمْ كُفْرَانُ

شَرَابُهُمْ سَرَابُ ** وَعَذْبُهُمْ عَذَابُ

وِفَاقُهُمْ نِفَاقُ ** إِنْجَاحُهُمْ إِخْفَاقُ

وَفَاؤُهُمْ مُحَالُ ** وَخِصْبُهُمْ إِمْحَالُ

وِدَادُهُمْ خِدَاعُ ** وَسِرُّهُمْ مُذَاعُ

إِذْعَانُهُمْ لَجَاجُ ** مَعِينُهُمْ أُجَاجُ

وَلَيْسَ فِيهِمْ عَارِ ** مِنِ ادِّرَاعِ العَارِ

اَلبُعْدُ عَنْهُمْ خَيْرُ ** وَالقُرْبُ مِنْهُمْ ضَيْرُ

فَاحْذَرْهُمُو كُلَّ الحَذَرْ ** لَحَاكَ لاَحٍ أَوْ عَذَرْ

وَاسْمَعْ مَقَالَ النَّاصِحِ ** سَمْعَ اللَّبِيبِ الرَّاجِحِ

وَقَالَ أَرْبَابُ الحِكَمْ ** اَلعَالِمُونَ بِالأُمَمْ

إِنْ شِئْتَ أَنْ تُصَاحِبَا ** مِنَ الأَنَامِ صَاحِبَا

مِنْ حَالَةٍ تُرِيدُهَا ** أَوْ حَاجَةٍ تُفِيدُهَا

فَإِنَّ أَشَارَ نَاصِحَا ** بِالخَيْرِ كَانَ صَالِحَا

فَأَوْلِهِ الصَّدَاقَهْ ** وَلاَ تَخَفْ شِقَاقَهْ

فَالخَيْرُ فِيهِ طَبْعُ ** وَأَصْلُهُ وَالفَرْعُ

وَإِنْ أَشَارَ مُغْرِيَا ** بِالشَّرِّ كَانَ مُغْوِيَا

فَاجْتَنِبِ اصْطِحَابَهْ ** وَأَوْجِبِ اجْتِنَابَهْ

فَالشِّيَمُ الرَّدِيَّهْ ** أَضْحَتْ لَهُ سَجِيَّهْ

هَذَا وَقَدْ تَمَّ الرَّجَزْ ** بِعَوْنِ رَبِّي وَنَجَزْ

وَهَاكَهَا أَحْكَامَا ** أَحْكَمْتُهَا إِحْكَامَا

كَدُرَرِ البُحُورِ ** عَلَى نُحُورِ الحُورِ

تُشَنِّفُ المَسَامِعَا ** وَتُطْرِبُ المَجَامِعَا

تُفْحِمُ كُلَّ نَاظِمِ ** وَصَادِحٍ وَبَاغِمِ

وَالحَمْدُ للهِ عَلَى ** إِبْلاَغِهِ المُؤَمَّلاَ

ثُمَّ الصَّلاَةُ أَبَدَا ** عَلَى النَّبِيِّ أَحْمَدَا

وَآلِهِ الأَطْهَارِ ** وَصَحْبِهِ الأَبْرَارِ

مَا طَارَ طَيْرٌ وَشَدَا ** وَلاَحَ فَجْرٌ وَبَدَا



انتهى منظومة عشرة الإخوان
https://f.top4top.io/p_1581xrbum1.png

رشا ام عمرو وكريم 05-01-2020 02:57 PM

Re: منظومة عشرة الإخوان
 
ما شاء الله تبارك الله
نظم رائع للشعر القصصى
أهوى هذا النوع من النظم
اعجبنى
وَنَدِمُوا وَمَا النَّدَمْ ** مَجْدٌ وَقَدْ زَلَّ القَدَم

كله حكم وعبر ودروس مستفادة
بارك الله فيك حبيبتى عطر
وسلمت يداك


الساعة الآن 03:02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)