![]() |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
| |||||||||||
![]() نغمة الأغاني في عشرة الإخوانِ يَقُولُ رَاجِي الصَّمَدِ ** عليٌّ ابْنُ أَحْمَدِ حَمْدًا لِمَنْ هَدَانِي ** بِالنُّطْقِ وَالبَيَانِ وَأَشْرَفُ الصَّلاَةِ ** مِنْ وَاهِبِ الصِّلاَتِ عَلَى النَّبِيِّ الهَادِي ** وَآلِهِ الأَمْجَادِ وَبَعْدُ فَالكَلاَمُ ** لِحُسْنِهِ أَقْسَامُ وَالقَوْلُ ذُو فُنُونِ ** فِي الجِدِّ وَالمُجُونِ وَرَوْضَةُ الأَرِيضِ ** اَلسَّجْعُ فِي القَرِيضِ وَالشِّعْرُ دِيوَانُ العَرَبْ ** وَكَمْ أَنَالَ مِنْ أَرَبْ فَانْسَل إِذَا رُمْتَ الأَدَبْ ** إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ حَدَبْ رِوَايَةُ الأَشْعَارِ ** تَكْسُوالأَدِيبَ العَارِي وَتَرْفَعُ الوَضِيعَا ** وَتُكْرِمُ الشَّفِيعَا وَتُنْجِحُ المَآرِبَا ** وَتُصْلِحُ المَعَائِبَا وَتُطْرِبُ الإِخْوَانَا ** وَتُذْهِبُ الأَحْزَانَا وَتُنْعِشُ العُشَّاقَا ** وَتُؤْنِسُ المُشْتَاقَا وَتَنْسَخُ الأَحْقَادَا ** وَتُثْبِتُ الوِدَادَا وَتُقْدِمُ الجَبَانَا ** وَتَعْطِفُ الغَضْبَانَا فَقُمْ لَهُ مُهْتَمَّا ** وَاحْفَظْهُ حِفْظًا جَمَّا وَخَيْرُهُ مَا أَطْرَبَا ** مُسْتَمِعًا وَأَعْجَبَا وَهَذِهِ أُرْجُوزَهْ ** فِي فَنِّهَا وَجِيزَهْ بَدِيعَةُ الأَلفَاظِ ** تَسْهُلُ لِلحُفَّاظِ تُطْرِبُ كُلَّ سَامِعِ ** بِحُسْنِ لَفْظٍ جَامِعِ أَبْيَاتُهَا قُصُورُ ** وَمَا بِهَا قُصُورُ ضَمَّنْتُهَا مَعَانِي ** فِي عِشْرَةِ الإِخْوَانِ تَشْرَحُ لِلأَلبَابِ ** مَحَاسِنَ الآدَابِ فَإِنَّ خَيْرَ العِشْرَهْ ** مَا حَازَ قَوْمٌ عُشْرَهْ وَأَكْثَرُ الإِخْوَانِ ** فِي الوَصْلِ وَالأَوَانِ صُحْبَتُهُمْ نِفَاقُ ** مَا شَانَهَا وِفَاقُ يَلقَى الخَلِيلُ خِلَّهُ ** إِذَا أَتَى مَحِلَّهُ بِظَاهِرٍ مُمَوَّهِ ** وَبَاطِنٍ مُشَوَّهِ يُظْهِرُ مِنْ صَدَاقَهْ ** مَا هُوَ فَوْقَ الطَّاقَهْ وَالقَلبُ مِنْهَا خَالِي ** كَفَارِغ المَخَالِي حَتَّى إِذَا مَا انْصَرَفَا ** أَعْرَضَ عَنْ ذَاكَ الصَّفَا وَإِنْ يَكُنْ ثَمَّ حَسَدْ ** أَنْشَبَ إِنْشَابَ الأَسَدْ فِي عِرْضِهِ مَخَالِبَهْ ** مُسْتَقْصِيًا مَثَالِبَهْ مُجْتَهِدًا فِي غِيبَتِهْ ** لَمْ يَرْعَ حَقَّ غَيْبَتِهْ فَهَذِهِ صُحْبَةُ مَنْ ** تَرَاهُ فِي هَذَا الزَّمَنْ فَلاَ تَكُنْ مُعْتَمِدَا ** عَلَى صَدِيقٍ أَبَدَا وَإِنْ عَصَيْتَ أَلاَّ ** تَصْحَبَ مِنْهُ خِلاَّ فَإِنَّكَ المُوَفَّقُ ** بَلِ السَّعِيدُ المُطْلَقُ وَإِنْ قَصَدْتَ الصُّحْبَهْ ** فَخُذْ لَهَا فِي الأُهْبَهْ وَاحْرِصْ عَلَى آدَابِهَا ** تُعَدَّ مِنْ أَرْبَابِهَا وَاسْتَنْبِ مِنْ شُرُوطِهَا ** تُوَقَّ مِنْ سُقُوطِهَا فَإِنْ أَرَدتَّ عِلمَهَا ** وَحَدَّهَا وَرَسْمَهَا فَاسْتَمْلِهِ مِنْ رَجَزِي ** هَذَا البَدِيعِ المُوجَزِ فَإِنَّهُ كَفِيلُ ** بِشَرْحِهِ حَفِيلُ فَصَّلتُهُ فُصُولاَ ** تُقَرِّبُ الوُصُولاَ لِمَنْهَجِ الآدَابِ ** فِي صُحْبَةِ الأَصْحَابِ تَهْدِي جَمِيعَ الصَّحْبِ ** إِلَى طَرِيقٍ رَحْبِ سَمَّيْتُهُ إِذْ أَطْرَبَا ** بِنَظْمِهِ إِذْ أَغْرَبَا بِـ«نَغْمَةِ الأَغَانِي ** فِي عِشْرَةِ الإِخْوَانِ» وَاللهَ رَبِّي أَسْأَلُ ** وَهْوَ الكَرِيمُ المُفْضِلُ اَلهَادِ لِلسَّدَادِ ** وَمَانِحُ الإِمْدَادِ ![]() فَصْلٌ فِي تَعْرِيفِ الصَّدِيقِ وَالصَّدَاقَةِ قَالُوا: الصَّدِيقُ مَنْ صَدَقْ ** فِي وُدِّهِ وَمَا مَذَقْ وَقِيلَ: مَنْ لاَ يُطْعَنَا ** فِي قَوْلِهِ: أَنْتَ أَنَا وَقِيلَ: لَفْظٌ لاَ يُرَى ** مَعْنَاهُ فِي هَذَا الوَرَى وَفَسَّرُوا الصَّدَاقَهْ ** بِالحُبِّ حَسْبَ الطَّاقَهْ وَقَالَ مَنْ قَدْ أَطْلَقَا: ** هِيَ الوِدَادُ مُطْلَقَا وَالآخَرُونَ نَصُّوا ** بِأَنَّهَا أَخَصُّ وَهْوَ الصَّحِيحُ الرَّاجِحُ ** وَالحَقُّ فِيهِ وَاضِحُ عَلاَمَةُ الصَّدِيقِ ** عِنْدَ أُولِي التَّحْقِيقِ مَحَبَّةٌ بِلاَ غَرَضْ ** وَالصِّدْقُ فِيهَا مُفْتَرَضْ وَحَدُّهَا المَعْقُولُ ** عِنْدِي أَنَا أَقُولُ: فَهْيَ بِلاَ اشْتِبَاهِ ** مَحَبَّةٌ فِي اللهِ ![]() فَصْلٌ فِي مَنْ يُصَادَقُ وَيُصَافَى أَخُو صَلاَحٍ وَأَدَبْ ** ذُو حَسَبٍ وَذُو نَسَبْ رَبُّ صَلاَحٍ وَتُقَى ** يَنْهَاكَ عَمَّا يُتَّقَي مِنْ حِيلَةٍ وَغَدْرِ ** وَبِدْعَةٍ وَمَكْرِ مُهَذَّبُ الأَخْلاَقِ ** يَطْرَبُ لِلتَّلاَقِي يَحْفَظُ مَا فِي عَيْبَتِكْ ** يَصُونُ مَا فِي غَيْبَتِكْ يَزِينُهُ مَا زَانَكَ ** يَشِينُهُ مَا شَانَكَ يُظْهِرُ مِنْكَ الحَسَنَا ** وَيَذْكُرُ المُسْتَحْسَنَا وَيَكْتُمُ المَعِيبَا ** وَيَحْفَظُ المَغِيبَا يَسُرُّهُ مَا سَرَّكَا ** وَلاَ يُذِيعُ سِرَّكَا إِنْ قَالَ قَوْلًا صَدَقَكْ ** أَوْ قُلتَ قَوْلًا صَدَّقَكْ وَإِنْ شَكَوْتَ عُسْرَا ** أَفَدتَّ مِنْهُ يُسْرَا يَلقَاكَ بِالأَمَانِ ** فِي حَادِثِ الزَّمَانِ يُهْدِي لَكَ النَّصِيحَهْ ** بِنِيَّةٍ صَحِيحَهْ خُلَّتُهُ مُدَانِيَهْ ** فِي السِّرِّ وَالعَلاَنِيَهْ صُحْبَتُهُ لاَ لِغَرَضْ ** فَذَاكَ لِلقَلبِ مَرَضْ لاَ يَتَغَيَّرْ إِنْ وَلِيْ ** عَنِ الوِدَادِ الأَوَّلِيْ يَرْعَى عُهُودَ الصُّحْبَهْ ** لاَ سِيَّمَا فِي النَّكْبَهْ لاَ يُسْلِمُ الصَّدِيقَا ** إِنْ نَالَ يَوْمًا ضِيقَا يُعِينُ إِنْ أَمْرٌ عَنَا ** وَلاَ يَفُوهُ بِالخَنَا يُولِي وَلاَ يَعْتَذِرُ ** عَمَّا عَلَيْهِ يَقْدِرُ هَذَا هُوَ الأَخُ الثِّقَهْ ** اَلمُسْتَحِقُّ لِلمِقَهْ إِنْ ظَفِرَتْ يَدَاكَا ** فَكِدْ بِهِ عِدَاكَا فَإِنَّهُ السِّلاَحُ ** وَالكَهْفُ وَالمَنَّاحُ وَقَدْ رَوَى الرُّوَاةُ ** السَّادَةُ الثِّقَاتُ عَنِ الإِمَامِ المُرْتَضَى ** سَيْفِ الإِلَهِ المُنْتَضَى فِي الصَّحْبِ وَالإِخْوَانِ ** إِنَّهُمُو صِنْفَانِ إِخْوَانُ صِدْقٍ وَثِقَههْ ** وَأَنْفُسٌ مُتَّفِقَهْ هُمُ الجَنَاحُ وَاليَدُ ** وَالكَهْفُ وَالمُسْتَنَدُ وَالأَهْلُ وَالأَقَارِبُ ** أَدْنَتْهُمُ التَّجَارِبُ فَافْدِهِمُو بِالرُّوحِ ** فِي القُرْبِ وَالنُّزُوحِ وَاسْلُكْ بِحَيْثُ سَلَكُوا ** وَابْذُل لَهُمْ مَا تَمْلِكُ فَلاَ يَرَوْكَ مَالِكَا ** مِنْ دُونِهِمْ لِمَالِكَا وَصَافِ مَنْ صَافَاهُمُو ** وَنَافِ مَنْ نَافَاهُمُو وَاحْفَظْهُمُو وَصُنْهُمُو ** وَانْفِ الظُّنُونَ عَنْهُمُو فَهُمْ أَعَزُّ فِي الوَرَى ** إِنْ عَنَّ خَطْبُ أَوْ عَرَى مِنْ أَحْمَرِ اليَاقُوتِ ** بَل مِنْ حَلاَلِ القُوتِ وَإِخْوَةٌ لِلأُنْسِ ** وَنَيْلِ حَظِّ النَّفْسِ هُمْ عُصْبَةُ المُجَامَلَهْ ** لِلصِّدْقِ فِي المُعَامَلَهْ مِنْهُمْ تُصِيبُ لَذَّتَكْ ** إِذَا الهُمُومُ بَذَّتَكْ فَصِلهُمُو مَا وَصَلُوا ** وَابْذُل لَهُمْ مَا بَذَلُوا مِنْ ظَاهِرِ الصَّدَاقَهْ ** بِالبِشْرِ وَالطَّلاَقَهْ وَلاَ تَسَل إِنْ أَظْهَرُوا ** لِلوُدِّ عَمَّا أَضْمَرُوا وَاطْوِهِمُو مَدَّ الحُقَبْ ** طَيَّ السِّجِلِّ لِلكُتُبْ وَقَالَ بِشْرُ الحَافِي ** بَل عِدَّةُ الأَصْنَافِ ثَلاَثَةٌ فَالأَوَّلُ ** لِلدِّينِ فَهْوَ الأَفْضَلُ وَآخَرٌ لِلدُّنْيَا ** يَهْدِيكَ نَجْدَ العُليَا وَثَالِثٌ لِلأُنْسِ ** لِكَوْنِهِ مِنْ جِنْسِ فَأَعْطِ كُلًا مَا يُحِبّْ ** وَعَنْ سِوَاهُمْ فَاجْتَنِبْ ![]() فَصْلٌ فِي شُرُوطِ الصَّدَاقَةِ صَدَاقَةُ الإِخْوَانِ ** اَلخُلَّصِ العُوَّانِ لَهَا شُرُوطٌ عِدَّهْ ** عَلَى الرَّخَا وَالشِّدَّهْ وَالرِّفْقُ وَالتَّلَطُّفُ ** وَالوُدُّ وَالتَّعَطُّفُ وَكَثْرَةُ التَّعَهُّدِ ** لَهَا بِكُلِّ مَعْهَدِ اَلبِِرُّ بِالأَصْحَابِ ** مِنْ أَحْكَمِ الأَسْبَابِ وَالنُّصْحُ لِلإِخْوَانِ ** مِنْ أَعْظَمِ الإِحْسَانِ وَالصِّدْقُ وَالتَّصَافِي ** مِنْ أَحْسَنِ الإِنْصَافِ دَعْ خِدَعَ المَوَدَّهْ ** وَأَوْجُهًا مُسْوَدَّهْ فَالمَحْضُ فِي الإِخْلاَصِ ** كَالذَّهَبِ الخَلاَصِ حِفْظُ العُهُودِ وَالوَفَا ** حَقٌّ لإِخْوَانِ الصَّفَا عَامِلهُمُو بِالصِّدْقِ ** وَاصْحَبْ بِحُسْنِ الخُلقِ وَالعَدْلِ وَالإِنْصَافِ ** وَقِلَّةِ الخِلاَفِ وَلاقِهِمْ بِالبِشْرِ ** وَحَيِّهِمْ بِالشُّكْرِ صِفْهُمْ بِمَا يُسْتَحْسَنُ ** وَأَخْفِ مَا يُسْتَهْجَنُ وَإِنْ رَأَيْتَ هَفْوَهْ ** فَانْصَحْهُمُو فِي خَلوَهْ بِالرَّمْزِ وَالإِشَارَةِ ** وَأَلطَفِ العِبَارَةِ إِيَّاكَ وَالتَّعْرِيفَا ** وَالعَذَلَ العَنِيفَا وَإِنْ تُرِدْ عِتَابَهُمْ ** فَلاَ تُسِئْ خِطَابَهُمْ وَأَحْسَنُ العِتَابِ ** مَا كَانَ فِي كِتَابِ وَالَعَتْبُ بِالمُشَافَهَهْ ** ضَرْبٌ مِنَ المُسَافَهَهْ وَعَنْ إِمَامِ النُّجْلِ ** فَاتِكِ كُلِّ فَحْلِ: عَاتِبْ أَخَاكَ الجَانِي ** بِالبِرِّ وَالإِحْسَانِ حَافِظْ عَلَى الصَّدِيقِِ ** فِي الوُسْعِ وَالمَضِيقِ فَهُمْ نَسِيمُ الرُّوحِ ** وَمَرْهَمُ الجُرُوحِ وَفِي الحَدِيثِ النَّاطِقِ ** عَنِ الإِمَامِ الصَّادِقِ: مَنْ كَانَ ذَا حَمِيمِ ** يُنْجَى مِنَ الجَحِيمِ كَقَوْلِ أَهْلِ النَّارِ ** وَعُصْبَةِ الكُفَّارِ: فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِ ** وَلاَ حَمِيمٍ نَافِعِ فَالقُرْبُ فِي الخَلاَئِقِ ** أَمْنٌ مِنَ البَوَائِقِ فَقَارِبِ الإِخْوَانَا ** وَكُنْ لَهُمْ مِعْوَانَا لاَ تَسْمَعِ المَقَالاَ ** فِيهِمْ وَإِنْ تَوَالَى فَمَنْ أَطَاعَ الوَاشِي ** سَارَ بِلَيْلٍ عَاشِي وَضَيَّعَ الصَّدِيقَا ** وَكَذَّبَ الصِّدِّيقَا وَإِنْ سَمِعْتَ قِيلاَ ** يَحْتَمِلُ التَّأْوِيلاَ فَاحْمِلهُ خَيْرَ مَحْمَلِ ** فِعْلَ الرِّجَالِ الكُمَّلِ وَإِنْ رَأَيْتَ وَهْنَا ** فَلاَ تَسُمْهُمْ طَعْنَا فَالطَّعْنُ فِي الكَلاَمِ ** عِنْدَ أُولِي الأَحْلاَمِ أَنْفَذُ فِي الجَنَانِ ** مِنْ طَعْنَةِ السِّنَانِ فَعَدِّ عَنْ زَلاَّتِهِمْ ** وَسُدَّ مِنْ خَلاَّتِهِمْ سَل عَنْهُمُو إِنْ غَابُوا ** وَزُرْهُمُو إِنْ آبُوا وَاسْتَنْبِ عَنْ أَحْوَالِهِمْ ** وَعِفَّ عَنْ أَمْوَالِهِمْ أَطِعْهُمُو إِنْ أَمَرُوا ** وَصِلهُمُو إِنْ هَجَرُوا فَقَاطِعُ الوِصَالِ ** كَقَاطِعِ الأَوْصَالِ إِنْ نَصَحُوكَ فَاقْبَلِ ** وَإِنْ دَعَوْكَ أَقْبِلِ وَاصْدُقْهُمُو فِي الوَعْدِ ** فَالخُلفُ خُلفُ الوَعْدِ وَاقْبَل إِذَا مَا اعْتَذَرُوا ** إِلَيْكَ مِمَّا يُنْكَرُ وَارْعَ صَلاَحَ حَالِهُمْ ** وَاشْفِقْ عَلَى مَحَالِهِمْ وَكُنْ لَهُمْ غِيَاثَا ** إِذَا الزَّمَانُ عَاثَا ![]() فَصْلٌ فِي الحَثِّ عَلَى إِعَانَةِ الإِخْوَانِ حَقِيقَةُ الصَّدِيقِ ** تُعْرَفُ عِنْدَ الضِّيقِ وُتُخْبَرُ الإِخْوَانُ ** إِذَا جَفَا الزَّمَانُ لاَ خَيْرَ فِي إِخَاءِ ** يَكُونُ فِي الرَّخَاءِ وَإِنَّمَا الصَّدَاقَهْ ** فِي العُسْرِ وَالإِضَاقَهْ لاَ تَدَّخِرْ مَوَدَّهْ ** إِلاَّ لِيَوْمِ شِدَّهْ وَلاَ تَعُدَّ خَلَّهْ ** إِلاَّ لِسَدِّ الخَلَّهْ أَعِنْ أَخَاكَ وَاعْضُدِ ** وَكُنْ لَهُ كَالعَضُدِ لاَ سِيَّمَا إِنْ قَعَدَا ** بِهِ زَمَانٌ أَوْ عَدَا بِئْسَ الخَلِيلُ مَنْ نَكَل ** عَنْ خِلِّهِ إِذَا اتَّكَل لاَ تَجْفُ فِي حَالٍ أَخَا ** ضَنَّ الزَّمَانُ أَوْ سَخَى وَإِنْ شَكَا مِنْ خَطْبِهِ ** فَرُمْ مِنَ اللُّطْفِ بِهِ وَكُنْ لَهُ كَالنُّورِ ** فِي ظُلَمِ الدَّيْجُورِ وَلاَ تَدَعْ وَلاَ تَذَرْ ** مَا تَسْتَطِيعُ مِنْ نَظَرْ حَتَّى يَزُولَ الهَمُّ ** وَيُكْشَفُ المُلِمُّ إِنَّ الصَّدِيقَ الصَّادِقَا ** مَنْ فَرَّجَ المَضَايِقَا وَأَكْرَمَ الإِخْوَانَا ** إِذَا شَكَوْا هَوَانَا وَأَسْعَفَ الحَمِيمَا ** وَحَمَّلَ العَظِيمَا وَأَنْجَدَ الأَصْحَابَا ** إِنْ رَيْبُ دَهْرٍ رَابَا أَعَانَهُمْ بِمَالِهِ ** وَنَفْسِهِ وَآلِهِ وَلاَ يُرَى مُقَصِّرَا ** فِي بَذْلِ مَالٍ أَوْ قِرَى فِعْلَ أَبِي أُمَامَهْ ** فِي خُلَّةِ الحَمَامَهْ فَإِنْ أَرَدتَّ فَاسْمَعِ ** حَدِيثَهُ لِكَيْ تَعِي ![]() |
![]() | #2 (permalink) |
![]() إدارة قناة اليوتوب ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]() ![]() حِكَايَةُ الفَأْرِ وَالحَمَامَةِ حَكَى أَرِيبٌ عَاقِلُ ** لِكُلِّ فَضْلٍ نَاقِلُ عَنْ سِرْبِ طَيْرٍ سَارِبِ ** مِنَ الحَمَامِ الرَّاعِبِيْ بَكَّرَ يَوْمًا سَحَرَا ** وَسَارَ حَتَّى أَسْحَرَا فِي طَلَبِ المَعَاشِ ** وَهْوَ رَبِيطُ الجَاشِ فَأَبْصَرُوا عَلَى الثَّرَى ** حَبًّا مُلَقًّى نُثِرَا فَأَحْمَدُوا الصَّبَاحَا ** وَاسْتَيْقَنُوا النَّجَاحَا فَأَسْرَعُوا إِلَيْهِ ** وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ حَتَّى إِذَا مَا اصْطَفُّوا ** حِذَاءَهُ أَسَفُّوا فَصَاحَ مِنْهُمْ حَازِمُ ** لِنُصْحِهِمْ مُلاَزِمُ مَهْلًا فَكَمْ مِنْ عَجَلَهْ ** أَدْنَتْ لِحَيٍّ أَجَلَهْ تَمَهَّلُوا لاَ تَقَعُوا ** وَأَنْصِتُوا لِي وَاسْمَعُوا أَلَيْتُكُمْ بِالرَّبِّ ** مَا نَثْرُ هَذَا الحَبِّ فِي هَذِهِ الفَلاَةِ ** إِلاَّ لأَِمْرٍ عَاتِي إِنِّي أَرَى حِبَالاَ ** قَدْ ضُمِّنَتْ وَبَالاَ وَهَذِهِ الشِّبَاكُ ** فِي ضِمْنِهَا هَلاَكُ فَكَابِدُوا المَجَاعَهْ ** وَانْتَظِرُونِي سَاعَهْ حَتَّى أَرَى وَأَخْتَبِرْ ** وَالفَوْزُ حَظُّ المُصْطَبِرْ فَأَعْرَضُوا عَنْ قَوْلِهِ ** وَاسْتَضْحَكُوا مِنْ حَوْلِهِ قَالُوا وَقَدْ خَطَّ القَدَرْ ** لِلسَّمْعِ مِنْهُمْ وَالبَصَرْ لَيْسَ عَلَى الحَقِّ مِرَا ** حَبٌّ مُعَدٌّ لِلقِرَى أُلقِيَ فِي التُّرَابِ ** لِلأَجْرِ وَالثَّوَابِ مَا فِيهِ مِنْ مَحْذُورِ ** لِجَائِعٍ مَضْرُورِ اُغْدُوا عَلَى الغِذَاءِ ** فَالجُوعُ شَرُّ دَاءِ فَسَقَطُوا جَمِيعَا ** لِلَقْطِهِ سَرِيعَا وَمَا دَرَوْا أَنَّ الرَّدَى ** أُكْمِنَ فِي ذَاكَ الغَدَا فَوَقَعُوا فِي الشَّبَكَهْ ** وَأَيْقَنُوا بِالهَلَكَهْ وَنَدِمُوا وَمَا النَّدَمْ ** مَجْدٌ وَقَدْ زَلَّ القَدَمْ فَأَخَذُوا فِي الخَبْطِ ** لِحَلِّ ذَاكَ الرَّبْطِ فَالتَوَتِ الشِّبَاكُ ** وَالتَقَتِ الأَشْرَاكُ فَقَالَ ذَاكَ النَّاصِحُ ** مَا كُلُّ سَعْيٍ نَاجِحُ هَذَا جَزَاءُ مَنْ عَصَى ** نَصِيحَهُ وَانْتَقَصَا لِلحِرْصِ طَعْمٌ مُرُّ ** وَشَرُّهُ شَمِرُّ وَكَمْ غَدَتْ أُمْنِيَّهْ ** جَالِبَةً مَنِيَّهْ فَقَالَتِ الجَمَاعَهْ ** دَعِ المَلاَمَ السَّاعَهْ إِنْ أَقْبَلَ القَنَّاصُ ** فَمَا لَنَا مَنَاصُ وَالفِكْرُ فِي الفِكَاكِ ** مِنْ وَرْطَةِ الهَلاَكِ أَوْلَى مِنَ المَلاَمِ ** وَكَثْرَةِ الكَلاَمِ وَمَا يُفِيدُ اللاَّحِي ** فِي القَدَرِ المُتَاحِ فَاحْتَل عَلَى الخَلاَصِ ** كَحِيلَةِ ابْنِ العَاصِ فَقَالَ ذَاكَ الحَازِمُ ** طَوْعُ النَّصُوحِ لاَزِمُ فَإِنْ أَطَعْتُمْ نُصْحِي ** ظَفِرْتُمُ بِالنُّجْحِ وَإِنْ عَصَيْتُمْ أَمْرِي ** خَاطَرْتُمُ بِالعُمْرِ فَقَالَ كُلٌّ هَاتِ ** فِكْرَكَ بِالنَّجَاةِ جَمِيعُنَا مُطِيعُ ** وَكُلُّنَا سَمِيعُ وَلَيْسَ كُلَّ وَقْتِ ** يَزُولُ عَقْلُ الثَّبْتِ فَقَالَ لاَ تَحَرَّكُوا ** فَتَسْتَمِرَّ الشَّبَكُ وَاتَّفِقُوا فِي الهِمَّهْ ** لِهَذِهِ المُلِمَّهْ حَتَّى تَطِيرُوا بِالشَّبَكْ ** وَتَأْمَنُوا مِنَ الدَّرَكْ ثُمَّ الخَلاَصُ بَعْدُ ** لَكُمْ عَلَيَّ وَعْدُ فَقَبِلُوا مَقَالَهُ ** وَامْتَثَلُوا مَا قَالَهُ وَاجْتَمَعُوا فِي الحَرَكَهْ ** وَارْتَفَعُوا بِالشَّبَكَهْ فَقَالَ سِيرُوا عَجَلاَ ** سَيْرًا يَفُوتُ الأَجَلاَ وَلاَ تَمَلُّوا فَالمَلَل ** يَعُوقُ فَالخَطْبُ جَلَل فَأَمَّهُمْ وَرَاحُوا ** كَأَنَّهُمْ رِيَاحُ وَأَقْبَلَ الحَبَّالُ ** فِي مَشْيِهِ يَخْتَالُ يَحْسَبُ أَنَّ البَرَكَهْ ** قَدْ وَقَعَتْ فِي الشَّبَكَهْ فَأَبْصَرَ الحَمَامَهْ ** قَدْ حَلَّقَتْ أَمَامَهْ وَخَلَّتِ الحِبَالَهْ ** وَأَوْقَعَتْ خَبَالَهْ فَعَضَّ غَيْظًا كَفَّهْ ** عَلَى ذَهَابِ الكِفَّهْ فَرَاحَ يَعْدُو خَلفَهَا ** يَرْجُو اللِّحَاقَ سَفَهَا حَتَّى إِذَا مَا أَيِسَا ** عَادَ وَهُوْ مُبْتَئِسَا وَأَقْبَلَ الحَمَامُ ** كَأَنَّهُ غَمَامُ عَلَى فَلاَةٍ قَفْرِ ** مِنَ الأَنَامِ صِفْرِ فَقَالَتِ الحَمَامَهْ ** بُشْرَاكُمُ السَّلاَمَهْ هَذَا مَقَامُ الأَمْنِ ** مِنْ كُلِّ خَوْفٍ يَعْنِي وَإِنْ أَرَدتُّمْ فَقَعُوا ** لاَ يَعْتَرِيكُمْ فَزَعُ فَهَذِهِ المَوْمَاتُ ** لَنَا بِهَا النَّجَاةُ وَلِي بِهَا خَلِيلُ ** إِحْسَانُهُ جَمِيلُ يُنْعِمُ بِالفِكَاكِ ** مِنْ رِبْقَةِ الشِّبَاكِ فَلَجَئُوا إِلَيْهَا ** وَوَقَعُوا عَلَيْهَا فَنَادَتِ الحَمَامَهْ ** أَقْبِل أَبَا أُمَامَهْ فَأَقْبَلَتْ فُوَيْرَهْ ** كَأَنَّهَا نُوَيْرَهْ تَقُولُ مَنْ يُنَادِي ** أَبِي بِهَذَا الوَادِي قَالَ لَهَا المُطَوَّقُ ** أَنَا الخَلِيلُ الشَّيِّقُ قُولِي لَهُ فَليَخْرُجِ ** وَآذِنِيهِ بِالمَجِي فَرَجَعَتْ وَأَقْبَلاَ ** فَأْرٌ يَهُدُّ الجَبَلاَ فَأَبْصَرَ المُطَوَّقَا ** فَضَمَّهُ وَاعْتَنَقَا فَقَالَ أَهْلًا بِالفَتَى ** وَمَرْحَبًا بِمَنْ أَتَى قَدِمْتَ خَيْرَ مَقْدَمِ ** عَلَى الصَّدِيقِ الأَقْدَمِ فَادْخُل بِيُمْنِ دَارِي ** مُشَرِّفًا مِقْدَارِي وَانْزِل بِرَحْبٍ وَدِعَهْ ** وَجَفْنَةٍ مُدَعْدَعَهْ وَاشْفِ جَوَى القُلُوبِ ** بِوَصْلِكَ المَحْبُوبِ فَالشَّوْقُ لِلتَّلاَقِ ** قَدَ بَلَغَ التَّرَاقِي فَقَالَ كَيْفَ أَنْعَمُ ** أَمْ كَيْفَ يَهْنَأُ المُنَعَّمُ وَهَل يَطِيبُ عَيْشُ ** أَمْ هَل يَقَرُّ طَيْشُ وَأُسْرَتِي فِي الأَسْرِ ** يَشْكُونَ كُلَّ عُسْرِ أَعْنَاقُهُمْ فِي غُلِّ ** وَكُلُّهُمْ فِي ذُلِّ فَقَالَ مُرْنِي أَئْتَمِرْ ** عَدَاكَ نَحْسٌ مُسْتَمِرّْ قَالَ اقْرُضِ الحِبَالَهْ ** قَرْضًا بِلاَ مَلاَلَهْ وَحُلَّ قَيْدَ أَسْرِهِمْ ** وَفُكَّهُمْ مِنْ أَسْرِهِمْ قَالَ أَمْرَتَ طَائِعَا ** وَخَادِمًا مُطَاوِعَا فَقَرَضَ الشِّبَاكَا ** وَقَطَّعَ الأَشْرَاكَا وَخَلَّصَ الحَمَامَا ** وَقَدْ رَأَى الحِمَامَا فَأَعْلَنُوا بِحَمْدِهِ ** وَاعْتَرَفُوا بِمَجْدِهِ فَقَالَ قَرُّوا عَيْنَا ** وَلاَ شَكَوْتُمْ أَيْنَا وَقَدَّمَ الحُبُوبَا ** لِلأَكْلِ وْالمَشْرُوبَا وَقَامَ بِالضِّيَافَهْ ** بِالبِشْرِ وَاللَّطَافَهْ أَضَافَهُمْ ثَلاَثَا ** مِنْ بَعْدِ مَا أَغَاثَا فَقَالَ ذَاكَ الخِلُّ ** اَلخَيْرُ لاَ يُمَلُّ فُقْتَ أَبَا أُمَامَهْ ** جُودًا عَلَى ابْنِ مَامَهْ وَجِئْتَ بِالصَّدَاقَهْ ** بِالصِّدْقِ فَوْقَ الطَّاقَهْ أَلبَسْتَنَا نِطَاقَا ** وَزِدْتَنَا أَطْوَاقَا مِنْ فِعْلِكَ الجَمِيلِ ** وَفَضْلِكَ الجَزِيلِ مِثْلُكَ مَنْ يُدَّخَرُ ** لِرَيْبِ دَهْرٍ يُحْذَرُ وَتَرْتَجِيهِ الصَّحْبُ ** إِنْ عَنَّ يَوْمًا خَطْبُ فَأْذَنْ بِالاِنْصِرَافِ ** لَنَا بِلاَ تَجَافِي دَامَ لَكَ الإِنْعَامُ ** مَا غَرَّدَ الحَمَامُ وَدُمْتَ مَشْكُورَ النِّعَمْ ** مَا رَنَّ شَادٍ بِنَغَمْ فَقَالَ ذَاكَ الفَارُ ** جَفَا الصَّدِيقِ عَارُ وَلَسْتُ أَرْضَى بُعْدَكُمْ ** لاَ ذُقْتُ يَوْمًا فَقْدَكُمْ وَلاَ أَرَى خِلاَفَكُمْ ** إِنْ رُمْتُمُ انْصِرَافَكُمْ عَمَّتْكُمُ السَّلاَمَهْ ** فِي الظَّعْنِ وَالإِقَامَهْ فَوَدَّعُوا وَانْصَرَفُوا ** وَالدَّمْعُ مِنْهُمْ يُذْرَفُ فَاعْجَبْ لِهَذَا المَثَلِ ** اَلمُعْرِبِ المُؤَثَّلِ أَوْرَدتُّهُ لِيُحْتَذَى ** إِذَا عَرَى الخِلَّ أَذَى فَصْلٌ فِي اتِّحَادِ الصَّدِيقَيْنِ وَاتِّصَافِ كُلٍّ مِنْهُمَا بِصِفَاتِ الآخَرِ اَلصِّدْقُ فِي الوِدَادِ ** يَقْضِي بِالاِتِّحَادِ فِي النَّعْتِ وَالصِّفَاتِ ** وَالحَالِ وَالهَيْئَاتِ فَيُكْتَسَى المَشُوقُ ** مَا كُسِيَ المَعْشُوقُ حَتَّى يُظَنَّ أَنَّهُ ** مِنَ الحَبِيبِ كُنْهُهُ لِشِدَّةِ العَلاَقَهْ ** وَالصِّدْقِ فِي الصَّدَاقَهْ وَهَذِهِ القَضِيَّهْ ** فِي حُكْمِهَا مَرْضِيَّهْ أَثْبَتَهَا البَيَانُ ** اَلنَّقْلُ وَالعِيَانُ لِذَاكَ قَالَ الأَوَّلُ ** وَالحَقُّ لاَ يُؤَوَّلُ نَحْنُ مِنَ المُسَاعَدَهْ ** نَحْيَى بِرُوحٍ وَاحِدَهْ وَمَثَّلُوا بِالجَسَدِ ** وَالرُّوحِ ذِي التَّجَرُّدِ فَالرُّوحُ إِنْ أَمْرٌ عَنَا ** تَقُولُ لِلجِسْمِ: أَنَا وَقَالَ جَدُّ النَّاظِمِ ** مُسْتَنَدُ الأَعَاظِمِ مَنْ لِلعُلُومِ قَدْ نَشَرْ ** مَنْصُورُ أُسْتَاذُ البَشَرْ وَلِمَ هَذَا الحُكْمُ ** لَمْ يَقْتَرِنْ بِعْلِمِ وَإِنَّهُ قَدْ ظَهَرَا ** مُشَاهَدًا بِلاَ مِرَا فَمِنْهُ مَا جَرَى لِي ** فِي غَابِرِ اللَّيَالِي أَصَابَنِي يَوْمٌ أَلَمْ ** مِنْ غَيْرِ إِنْذَارٍ أَلَمّْ فَاحْتَرْتُ مِنْهُ عَجَبَا ** لَمَّا فَقَدتُّ السَّبَبَا وَاسْتَغْرَقَتْنِي الفِكَرُ ** حَتَّى أَتَانِي الخَبَرُ أَنَّ صَدِيقًا لِي عَرَضْ ** لِجِسْمِهِ هَذَا المَرَضْ فَازْدَادَ عِنْدَ عِلمِي ** تَصْدِيقُ هَذَا الحُكْمِ فَالصِّدْقُ فِي المَحَبَّهْ ** يُوجِبُ هَذِي النِّسْبَهْ فَكُنْ صَدِيقًا صَادِقَا ** وَلاَ تَكُنْ مُمَاذِقَا حَتَّى تَقُولَ مُعْلِنَا ** إِنِّي وَمَنْ أَهْوَى أَنَا ![]() |
![]() ![]() |
![]() | #3 (permalink) |
![]() إدارة قناة اليوتوب ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]() ![]() فَصْلٌ فِي تَزَاوُرِ الإِخْوَانِ وَتَلاَقِيهِمْ تَزَاوُرُ الإِخْوَانِ ** مِنْ خَالِصِ الإِيمَانِ إِنَّ التَّآخِي شَجَرَهْ ** لَهَا التَّلاَقِي ثَمَرَهْ لاَ تَتْرُكِ الزِّيَارَهْ ** فَتَرْكُهَا حَقَارَهْ كُلُّ أَخٍ زَوَّارُ ** وَإِنْ تَنَاءَتْ دَارُ وَقَدْ رَأَوْا آرَاءَ ** وَاخْتَلَفُوا أَهْوَاءَ فِي الحَدِّ لِلزِّيَارَةِ ** وَالمُدَّةِ المُخْتَارَةِ فَقِيلَ كُلَّ يَوْمِ ** كَالشَّمْسِ بَيْنَ القَوْمِ وَقِيلَ كُلَّ شَهَرِ ** مِثْلَ طُلُوعِ القَمَرِ وَقِيلَ مَا نَصَّ الأَثَرْ ** عَلَيْهِ نَصًّا وَاشْتَهَرْ زُرْ مَنْ تُحِبُّ غِبًّا ** تَزْدَدْ إِلَيْهِ حُبَّا وَاخْتَلَفُوا فِي الغِبِّ ** عَنْ أَيِّ مَعْنًى يُنْبِي فَقِيلَ عَنْ أَيَّامِ ** خَوْفًا مِنَ الإِبْرَامِ وَقِيلَ عَنْ أُسْبُوعِ ** وَقْفًا عَلَى المَسْمُوعِ وَقِيلَ بَل مَعْنَاهُ زُرْ ** يَوْمًا وَيَوْمًا لاَ تَزُرْ فَاعْمَل بِمَا تَرَاهُ ** فِي وَصْلِ مَنْ تَهْوَاهُ وَزُرْ أَخَاكَ عَارِفَا ** بِحَقِّهِ مُلاَطِفَا وَإِنْ حَلَلتَ مَنْزِلَهْ ** فَاجْعَل صَنِيعَ الفَضْلِ لَهْ وَاقْبَل إِذَا مَا رَامَا ** مِنْهُ لَكَ الإِكْرَامَا فَمَنْ أَبَى الكَرَامَهْ ** حَلَّتْ بِهِ المَلاَمَهْ وَإِنْ أَتَاكَ زَائِرَا ** فَانْهَضْ إِلَيْهِ شَاكِرَا وَقُل مَقَالَ مَنْ شَكَرْ ** فَضْلَ الصَّدِيقِ وَذَكَرْ إِنْ زَارَنِي بِفَضْلِهِ ** أَوْ زُرْتُهُ لِفَضْلِهِ فَالفَضْلُ فِي الحَالَيْنِ لَهْ ** وَوَصْلُ مَنْ تَهْوَى صِلَهْ وَالضَّمُّ وَالمُصَافَحَهْ ** مِنْ سُنَّةِ المُصَالَحَهْ أَوْ كَانَ يَوْمَ عِيدِ ** أَوْ جَاءَ مِنْ بَعِيدِ هَذَا هُوَ المَشْهُورُ ** يَصْنَعُهُ الجُمْهُورُ وَقَدْ أَتَى فِي الأَثَرِ ** عَنِ النَّبِيِّ المُنْذِرِ تَصَافُحُ الإِخْوَانِ ** يُسَنُّ كُلَّ آنِ مَا افْتَرَقَا وَاجْتَمَعَا ** يَغْشَاهُمَا الخَيْرُ مَعَا ![]() فَصْلٌ فِي مُحَادَثَةِ الإِخْوَانِ إِنْ رُمْتَ أَنْ تُحَدِّثَا ** بِمَا مَضَى أَوْ حَدَثَا لِتُؤْنِسَ الأَصْحَابَا ** فَأَحْسِنِ الخِطَابَا وَاخْتَصِرِ العِبَارَهْ ** وَلاَ تَكُنْ مِهْذَارَهْ وَاخْتَرْ مِنَ الكَلاَمِ ** مَا لاَقَ بِالمَقَامِ مِنْ فَائِقِ العُلُومِ ** وَرَائِقِ المَنْظُومِ وَاذْكُرْ مِنَ المَنْقُولِ ** مَا صَحَّ فِي العُقُولِ وَاجْتَنِبِ الغَرَائِبَا ** كَيْلاَ تُظَنَّ كَاذِبَا وَإِنْ أَخُوكَ أَسْمَعَا ** فَكُنْ لَهُ مُسْتَمِعَا وَالزَمْ لَهُ السُّكَاتَا ** وَأَحْسِنِ الإِنْصَاتَا وَلاَ تَكُنْ مُلتَفِتَا ** عَنْهُ إِلَى أَنْ يَسْكُتَا وَإِنْ أَتَى بِنَقْلِ ** سَمِعْتَهُ مِنْ قَبْلِ فَلاَ تَقُل هَذَا الخَبَرْ ** عَلِمْتُهُ فِيمَا غَبَرْ فَلاَ تُكَذِّبْ مَا رَوَى ** وَدَعْ سَبِيلَ مَنْ غَوَى ![]() |
![]() ![]() |
![]() | #4 (permalink) |
![]() إدارة قناة اليوتوب ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]() ![]() فَصْلٌ فِي مِزَاحِ الإِخْوَانِ وَمُدَاعَبَتِهِمْ اَلمَزْحُ وَالدُّعَابَهْ ** مِنْ شِيَمِ الصَّحَابَهْ فَإِنَّهُ فِي الخَلقِ ** عُنْوَانُ حُسْنِ الخُلقِ تُولِي بِهِ السُّرُورَا ** خَلِيلَكَ المَصْدُورَا فَامْزَحْ مِزَاحَ مَنْ قَسَطْ ** وَكُنْ عَلَى حَدٍّ وَسَطْ وَاجْتَنِبِ الإِيحَاشَا ** وَلاَ تَكُنْ فَحَّاشَا فَالفُحْشُ فِي المِزَاحِ ** ضَرْبٌ مِنَ السِّلاَحِ يَجُرُّ لِلسَّخِيمَهْ ** وَالوَظْنَةِ الوَخِيمَهْ وَجَانِبِ الإِكْثَارَا ** وَحَاذِرِ العِثَارَا وَكَثْرَةُ الدُّعَابَهْ ** تَذْهَبُ بِالمَحَابَهْ وَعَثْرَةُ اللِّسَانِ ** تُوقِعُ بِالإِنْسَانِ وَاحْمِل مِزَاحَ الإِخْوَهْ ** وَخَلِّ عَنْكَ النَّخْوَهْ فَالبَسْطُ فِي المُصَاحَبَهْ ** يُفْضِي إِلَى المُدَاعَبَهْ وَإِنْ سَمِعْتَ نَادِرَهْ ** فَلاَ تَفُهْ بِبَادِرَهْ لاَ تَغْضَبَنَّ فَالغَضَبْ ** في المَزْحِ مِنْ سُوءِ الأَدَبْ وَانْظُرْ إِلَى المَقَامِ ** وَقَائِلِ المَقَامِ فَإِنْ يَكُنْ وَلِيَّا ** وَصَاحِبًا صَفِيَّا فَقَوْلُهُ وَإِنْ نَبَا ** فَهْوَ الوَلاَءُ المُجْتَبَى وَإِنْ يَكُنْ عَدُوَّا ** وَكَاشِحًا مَجْفُوَّا فَقَوْلُهُ وَإِنْ حَلاَ ** لِسَامِعٍ هُوَ البَلاَ أَلاَ تَرَى لِلعَرَبِ ** تَقُولُ عِنْدَ العَجَبِ قَاتَلَهُ اللهُ وَلاَ ** تَقُولُ ذَاكَ عَنْ قِلَى ![]() فَصْلٌ فِي ضِيَافَةِ الإِخْوَانِ إِذَا صَدِيقٌ طَرَقَا ** مِنْ غَيْرِ وَعْدٍ سَبَقَا فَقَدِّمَنَّ مَا حَضَرْ ** فَلَيْسَ فِي البِرِّ خَطَرْ وَلاَ تَرُمْ تَكُلَّفَا ** خَيْرُ الطَّعَامِ مَا كَفَى وَاعْلَمْ بِأَنَّ الأُلفَهْ ** مُسْقِطَةٌ لِلكُلفَهْ وَإِنْ دَعَوْتَ فَاحْتَفِل ** وَلاَ تَكُنْ كَمَنْ بَخِل وَقُمْ بِحَقِّ الضَّيْفِ ** فِي شَتْوَةٍ وَصَيْفِ وَاسْأَلهُ عَمَّا يَشْتَهِي ** مِنْ طُرُقِ التَّفَكُّهِ وَأْتِ بِمَا يَقْتَرِحُ ** فَاللُّطْفُ لاَ يُسْتَقْبَحُ وَاعْمَل بِقَوْلِ الأَوَّلِ ** اَلضَّيْفُ رَبُّ المَنْزِلِ وَأَظْهِرِ الإِينَاسَا ** وَلاَ تَكُنْ عَبَّاسَا فَالبِشْرُ وَاللَّطَافَهْ ** خَيْرٌ مِنَ الضِّيَافَهْ وَخِدْمَةُ الأَضْيَافِ ** سَجِيَّةُ الأَشْرَافِ اِحْرِصْ عَلَى سُرُورِهِمْ ** بِالبَسْطِ فِي حُضُورِهِمْ لاَ تَشْكُ دَهْرًا عِنْدَهُمْ ** وَلاَ تُكَدِّرْ وِرْدَهُمْ وَاحْلُمْ عَنِ الخُدَّامِ ** فِي الفِعْلِ وَالكَلاَمِ وَإِنْ أَسَاءُوا الأَدَبَا ** كَيْلاَ يَرْوَكَ مُغْضَبَا وَقَدِّمِ الخِوَانَا ** وَأَكْرِمِ الإِخْوَانَا عَنِ انْتِظَارِ مَنْ يَجِي ** فَذَاكَ فِعْلُ المَهْرَجِ وَقَدْ رَوَوْا فِيمَا وَرَدْ ** أَعْظَمُ مَا يُضْنِي الجَسَدْ مَائِدَةٌ تَنْتَظِرُ ** بِأَكْلِهَا مَنْ يَحْضُرُ آنِسْهُمُو فِي الأَكْلِ ** فِعْلَ الكَرِيمِ الجَزْلِ وَأَطِلِ الحَدِيثَا ** وَلاَ تَكُنْ حَثِيثَا فَاللُّبْثُ بِالطَّعَامِ ** مِنْ شِيَمِ الكِرَامِ وَشَيِّعِ الأَضْيَافَا ** إِنْ طَلَبُوا انْصِرَافَا وَإِنْ دَعَاكَ مَنْ تُحِبّْ ** إِلَى طَعَامٍ فَأَجِبْ إِجَابَةُ الصَّدِيقِ ** فَرْضٌ عَلَى التَّحْقِيقِ فَإِنْ أَجَبْتَ دَعْوَتَهْ ** فَاحْذَرْ وَجَانِبْ جَفْوَتَهْ وَلاَ تَزُرْ بِصَاحِبِ ** أَوْ أَحَدِ الأَقَارِبِ وَاجْلِسْ بِحَيْثُ أَجْلَسَكْ ** وَأْنَسْ بِهِ مَا آنَسَكْ لاَ تَأْبَ مِنْ كَرَامَتِهِ ** وَكُفَّ عَنْ غَرَامَتِهِ إِيَّاكَ وَالتَّنْقِيلاَ ** وَلاَ تَكُنْ ثَقِيلاَ لاَ تَحْتَقِرْ مَا أَحْضَرَا ** وَلاَ تَعِبْ مَا حَضَرَا فَالذَّمُّ لِلطَّعَامِ ** مِنْ شِيمَةِ الطَّغَامِ لاَ تَحْتَشِمْ مِنْ أَكْلِ ** كَفِعْلِ أَهْلِ الجَهْلِ مَا جِيءَ بِالطَّعَامِ ** إِلاَّ لِلاِلتِقَامِ ![]() فَصْلٌ فِي عِيَادَةِ الإِخْوَانِ عِيَادَةُ العَلِيلِ ** فَرْضٌ عَلَى الخَلِيلِ فَعُدْ أَخَاكَ إِنْ مَرِضْ ** وَاعْمَل بِحُكْمِ مَا فُرِضَ وَاسْأَلهُ عَنْ أَحْوَالِهِ ** بِاللُّطْفِ فِي سُؤَالِهِ وَسَلهُ عَمَّا بِهِ ** يُسَلَّ عَنِ اكْتِآبِهِ وَادْعُ لَهُ بِالعَافِيَهْ ** وَالصِّحَّةِ المُوَافِيَهْ وَاحْذَرْ مِنَ التَّطْوِيلِ ** بِضَجَرِ العَلِيلِ فَمُكْثُ ذِي الصَّدَاقَهْ ** قَدْرُ احْتِلاَبِ النَّاقَهْ إِلاَّ إِذَا مَا التَمَسَا ** بِنَفْسِهِ أَنْ تَجْلِسَا وَالعَوْدُ لِلعِيَادَهْ ** بَعْدَ ثَلاَثٍ عَادَهْ هَذَا لِمَنْ أَحَبَّا ** وَإِنْ تَشَأْ فَغِبَّا وَسُنَّةُ المُعْتَلِّ ** إِيذَانُ كُلِّ خِلِّ لِيَقْصِدُوا وِفَادَتَهْ ** وَيَغْنَمُوا عِيَادَتَهْ وَليَتْرُكِ الشِّكَايَهْ ** وَيَكْتُمِ النِّكَايَهْ عَنْ عَائِدٍ وَزَائِرِ ** فِعْلَ الكَرِيمِ الصَّابِرِ وَليَحْمَدِ اللهَ عَلَى ** بَلاَئِهِ بِمَا ابْتَلَى لِيُحْزِرَ الثَّوَابَا ** وَالأَجْرَ وَالصَّوَابَا فَصْلٌ فِي مُكَاتَبَةِ الإِخْوَانِ تَوَاصُلُ الأَحْبَابِ ** فِي البُعْدِ بِالكِتَابِ فَكَاتِبِ الإِخْوَانَا ** وَلاَ تَكُنْ خَوَّانَا فَتَرْكُكَ المُكَاتَبَهْ ** ضَرْبٌ مِنَ المُجَانَبَهْ وَالبَدْءُ لِلمُسَافِرِ ** فِي الكَتْبِ لاَ لِلحَاضِرِ وَالرَّدُّ لِلجَوَابِ ** فَرْضٌ بِلاَ ارْتِيَابِ ![]() فَصْلٌ فِي التَّحْذِيرِ مِنْ صُحْبَةِ الأَحْمَقِ لاَ تَصْحَبَنَّ الأَحْمَقَا ** اَلمَائِقَ الشَّمَقْمَقَا عَدُوُّ سُوءٍ عَاقِلُ ** وَلاَ صَدِيقٌ جَاهِلُ إِنَّ اصْطِحَابَ المَائِقِ ** مِنْ أَعْظَمِ البَوَائِقِ فَإِنَّهُ لِحُمْقِهِ ** وَغَوْصِهِ فِي عُمْقِهِ يُحِبُّ جَهْلاً فِعْلَهُ ** وَأَنْ تَكُونَ مِثْلَهُ يَسْتَحْسِنُ القَبِيحَا ** وَيُبْغِضُ النَّصِيحَا بَيَانُهُ فَهَاهَهْ ** وَحِلمُهُ سَفَاهَهْ وَرُبَّمَا تَمَطَّى ** وَكَشَفَ المُغَطَّى لاَ يَحْفَظُ الأَسْرَارَا ** وَلاَ يَخَافُ عَارَا يَعْجَبُ مِنْ غَيْرِ عَجَبْ ** يَغْضَبُ مِنْ غَيْرِ غَضَبْ كَثِيرُهُ وَجِيزُ ** لَيْسَ لَهُ تَمْيِيزُ وَرُبَّمَا إِذَا نَظَرْ ** أَرَادَ نَفْعًا فَأَضَرّْ كَفِعْلِ ذَاكَ الدُّبِّ ** بِخِلِّهِ المُحِبِّ ![]() |
![]() ![]() |
![]() | #5 (permalink) |
![]() إدارة قناة اليوتوب ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]() ![]() حِكَايَةُ الدُّبِّ وَانْعِكَاسِ فِعْلِهِ الجَمِيلِ رَوَوْا أُولُو الأَخْبَارِ ** عَنْ رَجُلٍ سَيَّارِ أَبْصَرَ فِي صَحْرَاءِ ** فَسِيحَةِ الأَرْجَاءِ دُبًّا عَظِيمًا مُوثَقَا ** فِي سَرْحَةٍ مُعَلَّقَا يَعْوِي عِوَاءَ الكَلبِ ** مِنْ شِدَّةٍ وَكَرْبِ فَأَدْرَكَتْهُ الشَّفَقَهْ ** عَلَيْهِ حَتَّى أَطْلَقَهْ وَحَلَّهُ مِنْ قَيْدِهِ ** لأَِمْنِهِ مِنْ كَيْدِهِ وَنَامَ تَحْتَ الشَّجَرَهْ ** مَنَامَ مَنْ قَدْ ضَجَّرَهْ طُولُ الطَّرِيقِ وَالسَّفَرْ ** فَنَامَ مِنْ فَرْطِ الضَّجَرْ فَجَاءَ ذَاكَ الدُّبُّ ** عَنْ وَجْهِهِ يَذُبُّ وَقَالَ ذَاكَ الخِلُّ ** جَفَاهُ لاَ يَحِلُّ أَنْقَذَنِي مِنْ أَسْرِي ** وَفَكَّ قَيْدَ عُسْرِي فَحَقُّهُ أَنْ أَرْصُدَهْ ** مِنْ كُلِّ سُوءٍ قَصَدَهْ فَأَقْبَلَتْ ذُبَابَهْ ** تَرِنُّ كَالرَّبَابَهْ فَوَقَعَتْ لِحَيْنِهِ ** عَلَى شِفَارِ عَيْنِهِ فَجَاشَ غَيْظُ الدُّبِّ ** وَقَالَ لاَ وَرَبِّي لاَ أَدَعُ الذُّبَابَا ** يَسُومُهُ عَذَابَا فَأَسْرَعَ الدَّبِيبَا ** لِصَخْرَةٍ قَرِيبَا فَقَلَّهَا وَأَقْبَلاَ ** يَسْعَى إِلَيْهِ عَجِلاَ حَتَّى إِذَا حَاذَاهُ ** صَكَّ بِهَا مَجْلاَهُ لِيَقْتُلَ الذُّبَابَهْ ** مِنْ غَيْرِ مَا إِرَابَهْ فَرَضَّ مِنْهُ الرَّاسَا ** وَفَرَّقَ الأَضْرَاسَا وَأَهْلَكَ الخَلِيلاَ ** بِقَصْدِهِ الجَلِيلاَ فَهَذِهِ الرِّوَايَهْ ** تَنْهَى عَنِ الغِوَايَهْ فِي طَلَبِ الصَّدَاقَهْ ** عِنْدَ أُولِي الحَمَاقَهْ إِذْ كَانَ فِعْلُ الدُّبِّ ** هَذَا لِفَرْطِ الحُبِّ وَجَاءَ فِي الصَّحِيحِ ** نَقْلاً عَنِ المَسِيحِ عَالَجْتُ كُلَّ أَكْمَهِ ** وَأَبْرَصٍ مُشَوَّهِ لَكِنَّنِي لَمْ أُطِقِ ** قَطُّ عِلاَجَ الأَحْمَقِ ![]() |
![]() ![]() |
![]() | #6 (permalink) |
![]() إدارة قناة اليوتوب ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]() ![]() حِكَايَةُ «مُزَبِّدٍ» وَ«رَبْرَبَ» المَدَنِيَّةِ حَكَى أُولُو الأَخْبَارِ ** وَنَاقِلُو الآثَارِ عَنْ غَادَةٍ عُطْبُولِ ** تَلعَبُ بِالعُقُولِ بِطَرْفِهَا الكَحِيلِ ** وَخَصْرِهَا النَّحِيلِ وَخَدِّهَا المُوَرَّدِ ** وَصُدْغِهَا المُزَرَّدِ وَقَدِّهَا القَضِيبِ ** وَرِدْفِهَا الكَثِيبِ وَتَعْمُرُ المَغَانِي ** بِرَنَّةِ الأَغَانِي كَانَتْ تُسَمَّى «رَبْرَبَا» ** تُحْيِي النُّفُوسَ طَرَبَا وَكَانَتِ الأَشْرَافُ ** وَالسَّادَةُ الظِّرَافُ يَجْمَعُهُمْ مَغْنَاهَا ** لِيَسْمَعُوا غِنَاهَا وَكَانَ مَوْلاَهَا فَتَى ** بِكُلِّ ظَرْفٍ نُعِتَا فَاجْتَمَعَتْ جَمَاعَهْ ** لِلبَسْطِ وَالخَلاَعَهْ وَاسْتَطْرَدُوا فِي النَّقْلِ ** لِذِكْرِ أَهْلِ البُخْلِ فَاتَّفَقُوا بِأَسْرِهِمْ ** أَنْ لَمْ يَرَوْا فِي عَصْرِهِمْ وَلاَ رَأَوْا فِيمَا مَضَى ** مِنَ الزَّمَانِ وَانْقَضَى بَل لاَ يَكُونُ أَبَدَا ** شَخْصًا عَلاَ «مُزَبَّدَا» فِي بُخْلِهِ وَالشُّحِّ ** وَحِرْصِهِ المُلِحِّ فَقَالَتِ الفَتَاةُ ** اَلغَادَةُ الا لايا إِنِّي لَكُمْ كَفِيلَهْ ** بِأَخْذِهِ بِالحِيلَهْ حَتَّى يَجُودَ بِالذَّهَبْ ** وَيَسْتَقِلَّ مَا وَهَبْ فَقَالَ مَوْلاَهَا لَهَا ** أُشْهِدُ أَرْبَابَ النُّهَى إِنْ تَخْدَعِي «مُزَبَّدَا» ** عَلَيْكِ حِينَ مَا بَدَا لأَنْثُرَنَّ الذَّهَبَا ** عَلَيْكِ حَتَّى يَذْهَبَا قَالَتْ إِذَا جَاءَ فَلاَ ** تَحْجُبْهُ عَنِّي عَجِلاَ وَخَلِّ عَنْكَ الغَيْرَهْ ** وَلاَ تُنَفِّرْ طَيْرَهْ فَقَالَ أَقْسَمْتُ بِمَنْ ** حَلاَّكِ بِالخَلقِ الحَسَنْ لأَرْفَعَنَّ الغَيْرَهْ ** وَلَوْ حَبَاكِ أَيْرَهْ فَأَرْسَلُوا رَسُولاَ ** يَسْأَلُهُ الوُصُولاَ فَجَاءَهُمْ عَشِيَّهْ ** وَأَحْسَنَ التَّحِيَّهْ فَأَهَّلُوا وَرَحَّبُوا ** حَتَّى إِذَا مَا شَرِبُوا تَسَاكَرُوا عَنْ عَمْدِ ** وَهَوَّمُوا عَنْ قَصْدِ كَيْمَا يَرَوْا وَيَسْمَعُوا ** لِـ«رَبْرَبٍ» مَا تَصْنَعُ فَعِنْدَمَا رَأَتْهُمُو ** قَدْ سَكِرُوا وَهَوَّمُوا مَالَتْ إِلَى «مُزَبِّدِ» ** بِالبِشْرِ وَالتَّوَدُّدِ وَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِ ** مُشِيرَةً إِلَيْهِ قَالَتْ أَبَا إِسْحَاقِ ** نَعِمْتَ بِالتَّلاَقِ كَأَنَّنِي بِنَفْسِكَا ** إِذْ غَرِقَتْ بِأُنْسِكَا تَهْوَى بِأَنْ أُغَنِّي ** سَارَ الفَرِيقُ عَنِّي فَقَالَ زَوْجِي طَالِقُ ** وَخَدَمِي عَتَائِقُ إِنْ لَمْ تَكُونِي عَارِفَهْ ** بِالغَيْبِ أَوْ مُكَاشَفَهْ فَأَسْمَعَتْهُ وَطَرِبْ ** ثُمَّ سَقَتْهُ وَشَرِبْ وَخَاطَبَتْهُ ثَانِيَهْ ** بِلُطْفِهَا مُدَانِيَهْ قَالَتْ أَبَا إِسْحَاقِ ** يَا سَيِّدَ الرِّفَاقِ إِنِّي أَظُنُّ قَلبَكَا ** يَهْوَى جُلُوسِي قُرْبَكَا لِتَلثِمَ الخُدُودَا ** وَتَقْطِفَ الوُرُودَا فَقَالَ مَالِي صَدَقَهْ ** وَامْرَأَتِي مُطَلَّقَهْ إِنْ لَمْ تَكُونِي فِي الوَرَى ** مِمَّنْ مَضَى وَغَبَرَا عَالِمَةً بِالغَيْبِ ** حَقًّا بِغَيْرِ رَيْبِ فَنَهَضَتْ إِلَيْهِ ** وَجَلَسَتْ لَدَيْهِ فَضَمَّهَا وَقَبَّلاَ ** وَقَالَ نِلتُ الأَمَلاَ يَا غُرَّةَ الغَوَانِي ** وَمُنْتَهَى الأَمَانِي تَفْدِيكِ أُمِّي وَأَبِي ** وَكُلُّ شَادٍ مُطْرِبِ فَحِينَ ظَنَّتْ أَنْهَا ** قَدْ أَوْسَعَتْهُ مِنْهَا قَالَتْ لَهُ أَلاَ تَرَى ** لِزَلَّةٍ لَنْ تُغْفَرَا مِنْ هَؤُلاَءِ القَوْمِ ** فِي مِثْلِ هَذَا اليَوْمِ يَدْعُونَنِي لِلطَّرَبِ ** وَكُلُّهُمْ يَأْنَسُ بِي وَلَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ فَتَى ** لِلبِرِّ بِي مُلتَفِتَا فَيَشْتَرِي رَيْحَانَا ** بِدَرْهَمٍ مَجَّانَا فَهَاتِ أَنْتَ دِرْهَمَا ** وَفُقْهُمُو تَكَرُّمَا فَقَامَ عَنْهَا وَوَثَبْ ** وَصَاحَ يَدْعُو مِنْ كَثَبْ وَقَالَ: مَهْ! أَيْ زَانِيَهْ ** صَلِيتِ نَارًا آنِيَهْ دَنَّسْتِ عِلمَ الغَيْبِ ** مِنْكِ بِكُلِّ عَيْبِ فَضَحِكَ الأَقْوَامُ ** مِنْ فِعْلِهِ وَقَامُوا وَعَلِمُوا أَنَّ الخِدَعْ ** لَمْ تُجْدِ فِي ذَاكَ اللُّكَعْ فَأَقْبَلَتْ بِاللَّوْمِ ** عَلَيْهِ بَيْنَ القَوْمِ فَسَبَّهَا وَأَغْضَبَا ** وَسَارَ عَنْهُمْ مُغْضَبَا فَهَذِهِ الحِكَايَهْ ** تَكْفِي أُولِي الهِدَايَهْ فِي شِيمَةِ البَخِيلِ ** وَدَائِهِ الدَّخِيلِ ![]() |
![]() ![]() |
![]() | #7 (permalink) |
![]() إدارة قناة اليوتوب ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]() ![]() فَصْلٌ فِي التَّحْذِيرِ مِنْ مَوَدَّةِ البَخِيلِ مَوَدَّةُ البَخِيلِ ** جَهْلٌ بِلاَ تَأْوِيلِ يَسْتَكْثِرُ القَلِيلاَ ** وَيَحْرِمُ الخَلِيلاَ يَبْخَلُ إِنْ جَدْبٌ عَرَا ** وَلاَ يَجُودُ بِالقِرَا يَمْنَعُ ذَا الوِدَادِ ** مَوَارِدَ الإِمْدَادِ يَقُولُ لاَ إِنْ سَأَلاَ ** بُخْلاً وَيُولِيهِ القِلَى يَحْرِمُهُ مَا عِنْدَهُ ** وَلاَ يُرَاعِي وُدَّهُ إِنْ رَامَ مِنْهُ قَرْضَا ** رَأَى البِعَادَ فَرْضَا يَضِنُّ بِالزَّهِيدِ ** فِي الزَّمَنِ الشَّدِيدِ فَصُحْبَةُ الشَّحِيحِ ** تَمَسُّكٌ بِالرِّيحِ لاَ تَحْسَبِ المَوَدَّهْ ** تَحُلُّ مِنْهُ عُقْدَهْ إِنَّ وُجُوهَ الحِيلَهْ ** فِي البُخْلِ مُسْتَحِيلَهْ وَاسْمَعْ حَدِيثًا عَجَبَا ** قَدْ نَقَلَتْهُ الأُدَبَا فِي البُخْلِ عَنْ «مُزَبِّدِ» ** مَعْ «رَبْرَبٍ» لِتَهْتَدِي ![]() فَصْلٌ فِي التَّحْذِيرِ مِنْ صُحْبَةِ الكَذَّابِ صَحَابَةُ الكَذَّابِ ** كَلاَمِعِ السَّرَابِ يُخْلِفُ مَا يَقُولُ ** مَعْلُومُهُ مَجْهُولُ يُقَرِّبُ البَعِيدَا ** وَيَأْمَنُ الوَعِيدَا وَيُخْلِفُ المَوْعُودَا ** وَلاَ يَلِينُ عُودَا يَمِينُ فِي اليَمِينِ ** وَلَيْسَ بِالأَمِينِ وَفِي كَلاَمِ الأُدَبَا ** اَلعُلَمَاءِ النُّجَبَا لَمْ يُرَ فِي القَبَائِحِ ** وَجُمْلَةِ الفَضَائِحِ كَالكِذْبِ أَوْهَى سَبَبَا ** وَلاَ أَضَلَّ مَذْهَبَا وَلاَ أَعَزَّ طَالِبَا ** وَلاَ أَذَلَّ صَاحِبَا يُسْلِمُ مَنْ يَعْتَصِمُ ** بِهِ وَمَنْ يَلتَزِمُ طُلُوعُهُ أُفُولُ ** وَفَضْلُهُ فُضُولُ غَلِيلُهُ لاَ يَنْقَعُ ** وَخَرْقُهُ لاَ يُرْقَعُ صَاحِبُهُ مُكَذَّبُ ** وَفِي غَدٍ مُعَذَّبُ فَجَانِبِ الكَذَّابَا ** وَأَوْلِهِ اجْتِنَابَا فَاسْمَعْ حَدِيثًا عَجَبَا ** فِي ذَمِّ مَنْ قَدْ كَذَبَا ![]() |
![]() ![]() |
![]() | #8 (permalink) |
![]() إدارة قناة اليوتوب ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]() ![]() حِكَايَةُ الفَتَى البَغْدَادِيِّ مَعَ الأَمِيرِ المُهَلَّبِي رَوَى أُولُو الأَخْبَارِ ** وَنَاقِلُو الآثَارِ عَنْ حَدَثٍ ذِي أَدَبِ ** وَخُلُقٍ مُهَذَّبِ ليسكن في بغداد ** في نعمه تلادي فَارَقَ يَوْمًا وَالِدَهْ ** وَطِرْفَهُ وَتَالِدَهْ وَحَلَّ أَرْضَ البَصْرَهْ ** بِلَوْعَةٍ وَحَسْرَهْ فَظَلَّ فِيهَا حَائِرَا ** يُكَابِدُ الفَوَاقِرَا وَلَمْ يَزَل ذَا فَحْصِ ** يَسْأَلُ كُلَّ شَخْصِ عَمَّنْ بِهَا مِنْ نَازِلِ ** وَفَاضِلٍ مُشَاكِلِ فَوَصَفُوا نَدِيمَا ** ذَا أَدَبٍ كَرِيمَا مُنَادِمَ المُهَلَّبِ ** وَهْوَ أَمِيرُ العَرَبِ فَأَمَّهُ وَقَصَدَهْ ** وَحِينَ حَلَّ مَعْهَدَهْ عَرَّفَهُ بِأَمْرِهِ ** وَحُلوِهِ وَمُرِّهِ فَقَالَ أَنْتَ تَصْلُحُ ** بَل خَيْرُ مَنْ يُسْتَمْلَحُ لِصُحْبَةِ الأَمِيرِ ** اَلسَّيِّدِ الخَطِيرِ إِنْ كُنْتَ مِمَّنْ يَصْبِرُ ** لِخَصْلَةٍ تُسْتَنْكَرُ فَقَالَ أَيُّ خَصْلَهْ ** فِيهِ تُنَافِي وَصْلَهْ فَقَالَ هَذَا رَجُلُ ** لاَ يَعْتَرِيهِ المَلَلُ مِنِ افْتِرَاءِ الكَذِبِ ** فِي حَزَنٍ وَطَرَبِ فَإِنْ أَرَدتَّ طَوْلَهْ ** فَصَدِّقَنْ قَوْلَهْ فِي كُلِّ مَا يَخْتَلِقُ ** وَيَفْتَرِي وَيَنْطِقُ حَتَّى تَنَالَ نَائِلَهْ ** وَلاَ تَرَى غَوَائِلَهْ قَالَ الفَتَى سَأَفْعَلُ ** ذَاكَ وَلَسْتُ أَجْهَلُ فَذَهَبَ النَّدِيمُ ** وَهْوَ بِهِ زَعِيمُ فَعَرَّفَ الأَمِيرَا ** بِفَضْلِهِ كَثِيرَا حَتَّى دَعَاهُ فَحَضَرْ ** وَسَرَّهُ عِنْدَ النَّظَرْ فَرَاشَهُ فِي الحَالِ ** بِكُسْوَةٍ وَمَالِ فَلاَزَمَ المُلاَزَمَهْ ** لِلأُنْسِ وَالمُنَادَمَةْ وَلَمْ يَزَل يُصَدِّقُهُ ** فِي كُلِّ إِفْكٍ يَخْلُقُهْ فَقَالَ يَوْمًا وَافْتَرَى ** بُهْتًا وَكِذْبًا مُنْكَرَا لِي عَادَةٌ مُسْتَحْسَنَهْ ** أَفْعَلُهَا كُلَّ سَنَهْ أَطْبُخُ لِلحُجَّاجِ ** مِنْ لَحَمِ الدَّجَاجِ فِي فَرْدِ قِدْرٍ نَزَلاَ ** يَكْفِي الجَمِيعَ أَكْلاَ فَحَارَ ذَلِكَ الفَتَى ** مِنْ قَوْلِهِ وَبُهِتَا وَقَالَ لَيْتَ شِعْرِي ** مَا قَدْرُ هَذَا القِدْرِ هَل هِيَ بِئْرُ زَمْزَمِ ** أَمْ هِيَ بَحْرُ القُلزُمِ أَمْ هِيَ فِي الفَضَاءِ ** بَادِيَةُ الدَّهْنَاءِ فَغَضِبَ الأَمِيرُ ** وَغَاظَهُ النَّكِيرُ فَقَالَ رُدُّوا صِلَتَهْ ** مِنْهُ وَقُدُّوا خِلعَتَهْ وَأَخْرِجُوهُ الآنَا ** عَنَّا فَلاَ يَرَانَا فَنَدِمَ الأَدِيبُ ** وَسَاءَهُ التَّكْذِيبُ وَعَاوَدَ النَّدِيمَا ** لِعُذْرِهِ مُقِيمَا وَقَالَ مُنْذُ دَهْرِي ** لَمْ أَشْتَغِل بِسُكْرِ فَغَالَنِي الشَّرَابُ ** وَحَاقَ بِي العَذَابُ وَقُلتُ مَا لاَ أَعْقِلُ ** وَالهَفْوُ قَدْ يُحْتَمَلُ فَسَل لِيَ الإِغْضَاءَ ** وَالعَفْوَ وَالرِّضَاءَ قَالَ النَّدِيمُ إِنِّي ** أُرْضِيهِ بِالتَّأَنِّي بِشَرْطِ أَنْ تُنِيبَا ** وَتَتْرُكَ التَّكْذِيبَا فَرَاجَعَ الأَمِيرَا ** وَاسْتَوْهَبَ التَّقْصِيرَا وَاسْتَأْنَفَ الإِنْعَامَا ** عَلَيْهِ وَالإِكْرَامَا فَعَادَ لِلمُنَادَمَهْ ** بِاللُّطْفِ وَالمُلاَئَمَهْ فَكَانَ كُلَّمَا كَذَبْ ** وَقَالَ إِفْكًا وَانْتَدَبْ صَدَّقَهُ وَأَقْسَمَا ** بِكَوْنِهِ مُسَلِّمَا حَتَّى جَرَى فِي خَبَرِ ** ذِكْرُ كِلاَبِ عَبْقَرِ وَوَصْفِهَا بِالصِّغَرِ ** وَخَلقِهَا المُخْتَصَرِ قَالَ الأَمِيرُ وَابْتَكَرْ ** لَيْسَ العِيَانُ كَالخَبَرْ قَدْ كَانَ مُنْذُ مُدَّهْ ** لَدَيَّ مِنْهَا عِدَّهْ أَضَعُهَا فِي مُكْحُلَهْ ** لِلهَزْلِ وَالخُزَعْبَلَهْ وَكَانَ عِنْدِي مَسْخَرَهْ ** أَكْحُلُ مِنْهَا بَصَرَهْ فَكَانَتِ الكِلاَبُ ** فِي عَيْنِهِ تَنْسَابُ وَهْيَ عَلَى مُجُونِهِ ** تَنْبَحُ فِي جُفُونِهِ فَقَامَ ذَلِكَ الفَتَى ** يَقُولُ لاَ عِشْتُ مَتَى صَدَّقْتُ هَذَا الكَذِبَا ** شَاءَ الأَمِيرُ أَوْ أَبَى وَرَدَّ مَا كَسَاهُ ** بِهِ وَمَا حَبَاهُ وَرَاحَ يَعْدُو عَارِيَا ** مِنَ البَلاَءِ نَاجِيَا ![]() |
![]() ![]() |
![]() | #9 (permalink) |
![]() إدارة قناة اليوتوب ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]() ![]() فَصْلٌ فِي التَّحْذِيرِ مِنْ صُحْبَةِ الأَشْرَارِ وَصُحْبَةُ الأَشْرَارِ ** أَعْظَمُ فِي الأَضْرَارِ مِنْ خُدْعَةِ الأَعْدَاءِ ** وَمِنْ عُضَالِ الدَّاءِ يُقَبِّحُونَ الحَسَنَا ** وَدَأْبُهُمْ قَوْلُ الخَنَا شَأْنُهُمُ النَّمِيمَهْ ** وَالشِّيَمُ الذَّمِيمَهْ إِذَا أَرَدتَّ تَصْنَعُ ** خَيْرًا بِشَخْصٍ مَنَعُوا اَلغِلُّ فِيهِمْ وَالحَسَدْ ** وَالشَّرُّ حَبْلٌ مِنْ مَسَدْ إِنْ مُنِعُوا مَا طَلَبُوا ** تَنَمَّرُوا وَكَلَّبُوا وَأَعْرَضُوا إِعْرَاضَا ** وَمَزَّقُوا الأَعْرَاضَا لَيْسَ لَهُمْ صَلاَحُ ** حَرَامُهُمْ مُبَاحُ لاَ يَتَّقُونَ قُبْحَا ** وَلاَ يَعُونَ نُصْحَا يُغْرُونَ بِالقَبِيحِ ** وَالضَّرِّ وَالتَّبْرِيحِ كَلاَمُهُمْ إِفْحَاشُ ** وَأُنْسُهُمْ إِيحَاشُ اَلخَيْرُ مِنْهُمْ وَانِ ** وَالشَّرُّ مِنْهُمْ دَانِ شَيْطَانُهُمْ مُطَاعُ ** وَدِينُهُمْ مُضَاعُ لاَ يَرْقُبُونَ إِلاَّ ** وَلاَ يَرَوْنَ خِلاَّ إِخْلاَصُهُمْ مُدَاهَنَهْ ** وَوُدُّهُمْ مُشَاحَنَهْ صَلاَحُهُمْ فَسَادُ ** رَوَاجُهُمْ كَسَادُ عَزِيزُهُمْ ذَلِيلُ ** صَحِيحُهُمْ عَلِيلُ ضِيَاؤُهُمْ ظَلاَمُ ** وَعُذْرُهُمْ مَلاَمُ تَقْرِيبُهُمْ تَبْعِيدُ ** وَوَعْدُهُمْ وَعِيدُ إِذَا سَأَلتَ ضَنُّوا ** أَوْ مَنَحُوكَ مَنُّوا وَإِنْ عَدَلتَ مَالُوا ** وَإِنْ سَأَلتَ قَالُوا رِبْحُهُمُو خُسْرَانُ ** وَشُكْرُهُمْ كُفْرَانُ شَرَابُهُمْ سَرَابُ ** وَعَذْبُهُمْ عَذَابُ وِفَاقُهُمْ نِفَاقُ ** إِنْجَاحُهُمْ إِخْفَاقُ وَفَاؤُهُمْ مُحَالُ ** وَخِصْبُهُمْ إِمْحَالُ وِدَادُهُمْ خِدَاعُ ** وَسِرُّهُمْ مُذَاعُ إِذْعَانُهُمْ لَجَاجُ ** مَعِينُهُمْ أُجَاجُ وَلَيْسَ فِيهِمْ عَارِ ** مِنِ ادِّرَاعِ العَارِ اَلبُعْدُ عَنْهُمْ خَيْرُ ** وَالقُرْبُ مِنْهُمْ ضَيْرُ فَاحْذَرْهُمُو كُلَّ الحَذَرْ ** لَحَاكَ لاَحٍ أَوْ عَذَرْ وَاسْمَعْ مَقَالَ النَّاصِحِ ** سَمْعَ اللَّبِيبِ الرَّاجِحِ وَقَالَ أَرْبَابُ الحِكَمْ ** اَلعَالِمُونَ بِالأُمَمْ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُصَاحِبَا ** مِنَ الأَنَامِ صَاحِبَا مِنْ حَالَةٍ تُرِيدُهَا ** أَوْ حَاجَةٍ تُفِيدُهَا فَإِنَّ أَشَارَ نَاصِحَا ** بِالخَيْرِ كَانَ صَالِحَا فَأَوْلِهِ الصَّدَاقَهْ ** وَلاَ تَخَفْ شِقَاقَهْ فَالخَيْرُ فِيهِ طَبْعُ ** وَأَصْلُهُ وَالفَرْعُ وَإِنْ أَشَارَ مُغْرِيَا ** بِالشَّرِّ كَانَ مُغْوِيَا فَاجْتَنِبِ اصْطِحَابَهْ ** وَأَوْجِبِ اجْتِنَابَهْ فَالشِّيَمُ الرَّدِيَّهْ ** أَضْحَتْ لَهُ سَجِيَّهْ هَذَا وَقَدْ تَمَّ الرَّجَزْ ** بِعَوْنِ رَبِّي وَنَجَزْ وَهَاكَهَا أَحْكَامَا ** أَحْكَمْتُهَا إِحْكَامَا كَدُرَرِ البُحُورِ ** عَلَى نُحُورِ الحُورِ تُشَنِّفُ المَسَامِعَا ** وَتُطْرِبُ المَجَامِعَا تُفْحِمُ كُلَّ نَاظِمِ ** وَصَادِحٍ وَبَاغِمِ وَالحَمْدُ للهِ عَلَى ** إِبْلاَغِهِ المُؤَمَّلاَ ثُمَّ الصَّلاَةُ أَبَدَا ** عَلَى النَّبِيِّ أَحْمَدَا وَآلِهِ الأَطْهَارِ ** وَصَحْبِهِ الأَبْرَارِ مَا طَارَ طَيْرٌ وَشَدَا ** وَلاَحَ فَجْرٌ وَبَدَا انتهى منظومة عشرة الإخوان ![]() |
![]() ![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
![]() | |
, , , , , , , |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أفضل عشرة أطعمة لصحتكم | أم يعقوب | شعاع الطب البديل | 13 | 11-22-2018 09:02 PM |
عشرة أشياء تحجب عن الله (هام جدا) | هوازن الشريف | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 06-10-2016 02:46 AM |
عشرة مفاتيح للفرج بعد الشدائد | حمامة الاسلام | شعاع العلوم الشرعية | 12 | 03-02-2016 09:16 PM |
عشرة ذي الحجة فضلها بالصور | امي فضيلة | خيمة الحج والعمرة | 2 | 09-14-2015 07:41 PM |
عشرة أشياء ضائعة لا ينتفع بها | دكتورة سعاد | شعاع العلوم الشرعية | 6 | 02-27-2015 05:30 PM |