|
ماذنبها هي في النهايةِ امرأةٌ .. فيها ما فيها من الطّيبةِ .. و لديها ما لديها من الدَّهاء هي تظلُّ امرأةً .. فيها شيءٌ من الغدرِ .. وشيءٌ من الوفاء .. تارةً.. كنسيمِ الصيفِ تمضي .. وتارةً .. كالعاصفةِ الهَوْجاء .. في رُكنٍ في أعماقِها يرقُدُ الخُبثُ الجميلُ .. و في ركنٍ آخرَ يستفيقُ النَّقاء. في دمعِها .. مَكرُ الثعالبِ يختبئُ .. و فيهِ يتَجَلَّیٰ وَهَنُ الظّباء هي امرأةٌ .. يملأُ الحبُّ ضلوعَها .. يُشعِلُ الشوقُ شموعَها .. لكنها ... كَبرقِ الشتاء .. تُضيءُ و تختفي . وحين أُظِلُّها بِمِعطَفي .. تنسحبُ .. تاركةً مكانَها للهَواء هي إنسانٌ مِثلُنا .. من طينٍ و ماء تتقاذَفُها مِثلَنا الأفكارُ .. و الهواجسُ .. والأهواء هي امرأةٌ .. تكرهُ و تحبُّ ... ترضَى و تغضبُ .. تفرحُ و تتعَبُ ... تصدُقُ و تكذِبُ ... متى تشاءُ وكيفَ تشاء فما ذنبُها .. إنْ أنا عامَلْتُها كَقِدّيسةٍ .. لا تعرفُ الأخطاء وما ذنبُها .. إن أنا اعتبرتُها ملاكاً .. من عبيرٍ ومن ضِياء ما ذنبُها .. أنَّها غَدَت عاديّةً ... و قد عِشتُ العُمرَ أحسَبُها الاستثناء ما ذنبُها أنها .. لم تحتمِل هذا الجنون .. أو تقاذفَتها الظنون ... فاختلطَت عليها الأمورُ و الأشياء فَعدَّتني حُباً عابراً .. وعدَّتني اسماً كَبَقِيَّةِ الأسماء ما ذنبُها أنها ... لم تقرأ بقلبِها كلماتي .. ولم تُصغِ جيّداً لحكاياتي .. فَتَناسَتها باسمِ الكبرياء ما ذنبُها .. أنها لم تَعَي .. أنَّ موطِنَها الوحيدَ أضلُعي .. فاختارتِ العَيشَ في العَراء و ما ذنبُها .. أنها لم تقرأْ رسائلَ الياسَمين .. و لم تحتَمِلْ أشواقَ السنين .. فلم تَقوَ على البقاء ما ذنبُها .. أنها اعتبرت قصائدي .. مُجَرَّدَ حِبرٍ علَى وَرَق .. ولم تلحَظ وَجَعي ساعةَ الغَرَقِ .. في بئرِ العناء ما ذنبُها ... إنْ لم تُصدّقِ الأحلامْ .. و إنْ فاجَأها هذا الغرامْ .. وكُلُّ هذا العشقِ وهذا الوفاء ما ذنبُها .. أنها كانتِ امرأةً .. مِثلَ كُلّ النساء ! .. عماد أحمد عابدين |
Re: ماذنبها سلمت يداك حبيبتى ام يعقوب كلام راق ومعبر الله لا يحرمنا كتاباتك الرائعة |
| الساعة الآن 02:57 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)