منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد - كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في هذا العالم

https://upload.3dlat.com/uploads/13745777821.gif

تقول القصة الرمزية أن شاباً يبلغ الـ 20 من عمره قرر أن يغير العالم كله خلال 20 عاما، وبعد 20 عاما وقد صار في الـ 40 من عمره وجد صعوبة شديدة في تحقيق ما كان يسعى إليه، وأنه لم يستطع أن يغير العالم، فقرر أن يغير بلده خلال 20 عامًا،

وبعد الـ 20 عامًا، وقد كان في الـ 60 من عمره، وجد أنه لم يصنع شيئًا، فقرر أن يغير من مدينته خلال 20 عامًا، وبعدها، وهو ابن الـ 80 آنذاك، قرر أن يغير من أسرته، وحين وصل إلى الـ 100 لم يجد تغييرا فقرر أن يغير نفسه، ولكن لم يمهله القدر فمات، لم يغير أو يتغير.

الحقيقة أن قصة الشاب الذي قلب المعادلة وأفنى عمره طلباً للتغيير هي قصة متكررة في كثير من مؤسساتنا،

أبطال القصة هم المدير الذي ينبح صوته كل يوم طلباً للتغيير والموظف الذي يصدق عليه القول «لا حياة لمن تنادي»،

تشتد حدة الإثارة في القصة مع كل موقف يصطدم فيه المدير بثقافة عقيمة لمرؤوسيه، ثقافة ينتج عنها سلوكيات سلبية

مثل عدم الاهتمام بإتقان العمل أو تغليب النزعة الفردية على مصلحة الجماعة أو التحجج بقلة الموارد والإمكانات أو التمسك الشديد بأداء المهام الواردة في التوصيف الوظيفي أو عدم الالتزام بمواعيد العمل…. إلخ.

الحقيقة إن إقناع الموظف في هذه الحالات وما شابهها أمر ليس باليسير، وفي أغلب الأحوال تنتهي القصة بجزاءات وخصومات وعداوات، للأسف الشديد لا يملك معظم مدراؤنا الثقافة الاحترافية في إدارة التغيير، تلك الثقافة التي تشتمل على مجموعة من المحاور الأساسية التي تتعلق بوجود رؤية واضحة للتغيير،

وتقديم مبررات كافية تحث العاملين على التغيير وتشكيل فريق لقيادة التغيير ومتابعة التغيير… إلخ.

الحقيقة إن هذه الجهود لا تؤتي ثمارها ما لم يقدم المدير لمرؤوسيه النموذج والقدوة في إحداث التغيير،

وفي هذا المقام تحضرني تجربة واقعية لمدير إحدى الشركات، بعد دراسة مستفيضة وجد أن الشركة يجب أن تتبنى توجهات جديدة تحقق لها التميز في مواجهة منافسيها، ترتكز هذه التوجهات على تخفيض التكاليف بأنواعها المختلفة، وفي اجتماع مع المديرين والموظفين، أخبرهم بأنه سيتخذ أول قرار يتوافق

مع الاتجاهات الجديدة للشركة في تخفيض التكاليف،

القرار كان هو الاستغناء عن كثير من أوجه الفخامة في مكتبه
من أثاث وسجاد غالي الثمن واستبداله بأثاث بسيط، وأن ينظر
في جميع المصاريف والتكاليف التي تخص المدير تمهيداً لتخفيضها واستبعاد كل تكلفة ليس لها لزوم.

ما كان يمكن أن يقدم المدير لمرؤوسيه أعظم من هذا الحافز على التغيير، اقتنعوا جميعاً بأن عليهم التخلص من عادة التبذير في النفقات.

هذا الموقف قابل للاستنساخ في العديد من سياسات الإدارة وتوجهاتها، يمكن أن يعطي المدير لمرؤوسيه الحافز لتطوير مهاراتهم بأن يبين لهم كيف أنه يسعى بكل جد واجتهاد إلى تنمية مهاراته وقدراته في العمل الإداري،

ويمكن أن يعطي لمرؤوسيه الحافز على العمل الجماعي بأن يبين لهم كيف أنه يستشير نوابه ومرؤوسيه ويشاركهم المشورة ويطلب منهم النصيحة،

ويمكن أن يحث مرؤوسيه على الالتزام بمواعيد العمل بالتزامه
هو بالحضور قبل الجميع، ويمكن أن يحث مرؤوسيه على استثمار أقل الإمكانات في تقديم أعظم النتائج بأن يوضح لهم كيف أنه كمدير لا تتوافر لديه عديد من الإمكانات، ومع ذلك يعمل وينتج.

هنا يستخدم المدير أعظم قاعدة في عالم التغيير وهي

«كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في هذا العالم».

م/ن

https://upload.3dlat.com/uploads/13745777821.gif