شعاع العلوم الشرعية مقالات- ارشاد- توجيه- خواطر تهدف للدعوة الى الله- حملات دعوية و ثقافة إسلامية.... |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||
| |||||||||||
لكل من يسأل أين الله سبحانه وتعالى ظهر بعض من الناس يشككون المسلمين فى عقيدتهم بالسؤال عن مكان الله تعالى، فكان الجواب بالإثبات بالأدلة العقلية والنقلية، بالتفصيل ؛ فمن ثوابت العقيدة عند المسلمين أن الله تعالى لا يحويه مكان ولا يحده زمان؛ لأن المكان والزمان مخلوقان، وتعالى الله سبحانه أن يحيط به شيء من خلقه؛ بل هو خالق كل شىء، وهو المحيط بكل شىء، وهذا الاعتقاد متفق عليه بين المسلمين لا ينكره منهم منكر وأما ما ورد فى الكتاب والسنة من النصوص الدالة على علو الله عز وجل على خلقه فالمراد بها علو المكانة والشرف والهيمنة والقهر؛ لأنه تعالى منـزه عن مشابهة المخلوقين، وليست صفاته كصفاتهم، وليس فى صفة الخالق سبحانه ما يتعلق بصفة المخلوق من النقص، بل له جل وعلا من الصفات كمالها ومن الأسماء حسناها، وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذلك، والعجز عن درك الإدراك إدراك، والبحث فى كنه ذات الرب إشراك. فإذا سألنا إنسان: أين الله؟ أجبناه بأن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شىء كما أخبر سبحانه عن نفسه فى كتابه العزيز؛ حيث قال تعالى ï´؟ليس كمثله شىء وهو السميع البصير). ونخبره بأنه لا ينبغى له أن يتطرق ذهنه إلى التفكير فى ذات الله سبحانه وتعالى بما يقتضى الهيئة والصورة؛ فهذا خطر كبير يفضى إلى تشبيه الله سبحانه وتعالى بخلقه، ونخبره بأنه يجب علينا أن نتفكر فى دلائل قدرته سبحانه وتعالى وآيات عظمته فيزداد إيماننا به سبحانه. أما عن السؤال عن الله سبحانه وتعالى بـ"أين" كمسألة عقائدية: فيؤمن المسلمون بأن الله سبحانه وتعالى واجب الوجود، ومعنى كونه تعالى واجب الوجود: أنه لا يجوز عليه العدم، فلا يقبل العدم لا أزلا ولا أبدا. وأن وجوده ذاتى ليس لعلة، بمعنى أن الغير ليس مؤثرا فى وجوده تعالى. فلا يعقل أن يؤثر فى وجوده وصفاته الزمان والمكان. فإن قصد بهذا السؤال طلب معرفة الجهة والمكان لذات الله، والذى تقتضى إجابته إثبات الجهة والمكان لله سبحانه وتعالى، فلا يليق بالله أن يسأل عنه بـ"أين" بهذا المعنى؛ لأن الجهة والمكان من الأشياء النسبية الحادثة، بمعنى أننا حتى نصف شيئا بجهة معينة يقتضى أن تكون هذه الجهة بالنسبة إلى شيء آخر، فإذا قلنا مثلا: السماء فى جهة الفوق، فستكون جهة الفوقية بالنسبة للبشر، وجهة السفل بالنسبة للسماء التى تعلوها وهكذا، وما دام أن الجهة نسبية وحادثة فهى لا تليق بالله سبحانه وتعالى. وعلى ذلك: فلو قال مسلم: (الله فى السماء) فإنه يحمل قوله على معنى أن الله له صفة العلو المطلق فى المكانة على خلقه؛ لأن الله تعالى منزه عن الحلول فى الأماكن، فهو سبحانه بكل شىء محيط، ولا يحيط به شيء، والقول بأن الله تعالى فى السماء معناه: علوه على خلقه لا أنه حال فيها حاشاه سبحانه وتعالى، أما من يعتقد أن الله تعالى فى السماء بمعنى أنها تحيط به إحاطة الظرف بالمظروف فهذا أمر لا يجوز اعتقاده، ويجب تعليمه حينئذ الصواب من الخطأ فى ذلك وكشف الشبهة العالقة بذهنه. والجواب ا الذي أجاب به النبي عليه الصلاة والسلام، فالله جل وعلا في السماء، في العلو ، كما قال : أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ غ أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ[الملك:16-17]، وقال جل وعلا: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى[طه:5]، وقال سبحانه: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ[الأعراف:54]. فهو فوق العرش في جهة العلو، فوق جميع الخلق، عند جميع أهل العلم من أهل السنة، قد أجمع أهل السنة والجماعة رحمة الله عليهم على أن الله في السماء فوق العرش فوق جميع الخلق ، وهذا هو المنقول عن رسول الله ï·؛، وعن أصحابه ، وعن أتباعهم بإحسان، كما أنه موجود في كتاب الله القرآن. وقد سأل النبى صل الله عليه وآله وسلم جارية فقال لها: «أين الله؟» فأشارت بأصبعها إلى السماء، فقال النبى صل الله عليه وآله وسلم لصاحبها: «أعتقها فإنها مؤمنة» رواه مسلم، وليس فى ذلك إثبات المكان لله، وإنما ذلك لأن السماء قبلة الدعاء؛ لأن جهة العلو هى أشرف الجهات، لا أن الله محصور فيها، حاشاه سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا، ولذلك قال الإمام النووى رحمه الله تعالى فى "شرح صحيح مسلم" وهو يتحدث عن مسلك التأويل: كان المراد امتحانها؛ هل هى موحدة تقر بأن الخالق المدبر الفعال هو الله وحده، وهو الذى إذا دعاه الداعى استقبل السماء كما إذا صلى المصلى استقبل الكعبة؟ وليس ذلك لأنه منحصر فى السماء، كما أنه ليس منحصرا فى جهة الكعبة، بل ذلك لأن السماء قبلة الداعين، كما أن الكعبة قبلة المصلين. فالمسلمون يؤمنون بأن الله سبحانه وتعالى قديم، أى إنهم يثبتون صفة القدم، وهو القدم الذاتى ويعنى عدم افتتاح الوجود، أو هو عدم الأولية للوجود، وهو ما استفيد من كتاب الله فى قوله تعالى: ï´؟هو الأولï´¾ وقوله صل الله عليه وآله وسلم: «أنت الأول فليس قبلك شيء» رواه مسلم؛ فصفة القدم تنفى أن يسبق وجوده وجود شيء قبله أو وجود شيء معه، لذا فهى تسلب معنى تقدم الخلق عليه. وصفات الله سبحانه وتعالى كذلك قديمة فهى لا تتغير بحدوث الحوادث، وإثبات الجهة والمكان معناه يقتضى هذا التغير، بمعنى أن الله لم يكن متصفا بالعلو والفوقية من حيث الجهة إلا بعد أن خلق العالم، فقبل خلق العالم لم يكن فى جهة الفوق لعدم وجود ما هو فى جهة السفل، وبهذا تكون الفوقية المكانية أو العلو المكانى صفة حادثة نتجت عن حادث؛ ولذا فهى لا تصلح صفة لله سبحانه وتعالى. كما يؤمن المسلمون بمخالفته سبحانه وتعالى للحوادث، وتعنى مخالفة الحوادث فى حقائقها، فهى تسلب الجرمية والعرضية والكلية والجزئية ولوازمها عنه تعالى، فلازم الجرمية التحيز، ولازم العرضية القيام بالغير، ولازم الكلية الكبر والتجزئة، ولازم الجزئية الصغر، إلى غير ذلك، فإذا ألقى الشيطان فى ذهن الإنسان: إذا لم يكن المولى جرما ولا عرضا ولا كلا ولا جزء فما حقيقته، فقل فى ردك ذلك: لا يعلم الله إلا الله. وقيل ليحيى بن معاذ الرازى: "أخبرنا عن الله عز وجل، فقال: إله واحد، فقيل له: كيف هو؟ قال: ملك قادر، فقيل له: أين هو؟ فقال: بالمرصاد، فقال السائل: لم أسألك عن هذا؟ فقال: ما كان غير هذا كان صفة المخلوق، فأما صفته فما أخبرت عنه. فالمسلم الذي على عقيدة صالحة،لا يلتفت إلى أقوال المشبوهين والملبسين؛ فإنهم في ضلال. وعليه بحمد الله ومن معك على هذه العقيدة أنتم على الحق في إيمانكم بأن الله في السماء، فوق العرش، فوق جميع الخلق وعلمه في كل مكان جل وعلا، ولا يشابه الخلق في شيء من صفاته ، وليس في حاجة إلى العرش، ولا إلى السماء، بل هو غني عن كل شيء ، والسماوات مفتقرة إليه، والعرش مفتقر أيضًا، وهو الذي أقام العرش، وهو الذي أقام الكرسي، وهو الذي أقام السماوات، وهو الذي أمسكها ، كما قال سبحانه : وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ[الروم:25]، وقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا[فاطر:41]، فالله الذي أمسك السماوات، وأمسك العرش، وأمسك هذه المخلوقات، فلولا إمساكه لها، وإقامته لها؛ لاندك بعضها على بعض، ولكنه جل وعلا هو الذي أقامها وأمسكها حتى يأتي أمر القيامة، فإذا جاء يوم القيامة صار لها حال أخرى. فهو سبحانه على كل شيء قدير، وبكل شيء عليم، وهو العالي فوق جميع خلقه، وصفاته كلها علا، وأسماؤه كلها حسنى، فالواجب على أهل العلم والإيمان أن يصفوا الله سبحانه بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله عليه الصلاة والسلام، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، بل مع الإيمان بأنه سبحانه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}[الشورى:11] فقد أجمع علماء الإسلام أن الله في السماء فوق العرش، فوق جميع الخلق، والجهة التي هو فيها جهة العلو وهي ما فوق جميع الخلق، وهذه الأسئلة ليست بدعة، ولم ننه عنها، بل هذه الأسئلة مأمور بها نعلمها الناس، كما سأل عنها النبي ï·؛ قال: أين الله وسأله أبو رزين قال: أين ربنا؟ فأخبره أنه في العلو ïپ‰، فالله ïپ• في العلو في جهة العلو فوق السماوات، فوق العرش، فوق جميع الخلق. المصدر للشيخ ابن باز رحمه الله "هذا والله أجل وأعلم" "وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين" آخر تعديل عطر الجنة يوم
01-01-2021 في 01:18 AM. |
01-02-2021 | #2 |
|
رد: لكل من يسأل أين الله سبحانه وتعالى موضوع مهم و مميز و مفيد لرواد و أعضاء شعاع و ملم لكي تكون مميزة و فاعلة في شعاع جزاك الفردوس الأعلى من الجنــــــــــان لروعة طرحك القيم والمفيد لـ عطرك الفواح في ارجاء المنتدى كل الأمتنان أتمنى أن لاننــحرم طلتك الربيعية لك أجمل التحايا و أعذب الأمنيات |
التعديل الأخير تم بواسطة إسمهان الجادوي ; 01-02-2021 الساعة 06:08 PM |
01-05-2021 | #3 |
إدارة قناة اليوتوب |
رد: لكل من يسأل أين الله سبحانه وتعالى شكرا ع مرورك الباااااااهي سعــدت بـ تواجدكـ هنـا كــل الوِد لك .. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 2 : | |
, |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
إن لله سبحانه وتعالى صفات ... ومنها صفة الرحمة | امي فضيلة | شعاع العلوم الشرعية | 6 | 11-22-2017 12:54 PM |
من فوائد ذكر الله سبحنه وتعالى ..... | ميمونة صاد | شعاع العلوم الشرعية | 7 | 02-13-2017 01:08 PM |
الأدب مع الله تعالى {كيف تتأدب مع الله سبحانه وتعالى ؟} | مريم مصطفى رفيق | شعاع العلوم الشرعية | 4 | 10-24-2014 07:57 PM |
الكمال لله سبحانه وتعالى | حمامة الاسلام | شعاع العلوم الشرعية | 4 | 05-27-2014 12:06 AM |
احبتي في الله هل تذوقتم لذة الإفتقار الى الله سبحانه وتعالى ؟؟ | امي فضيلة | شعاع العلوم الشرعية | 8 | 12-03-2013 01:45 PM |