منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع القران الكريم وعلومه (https://hwazen.com/vb/f28.html)
-   -   من عجائب القرآن : السور المتماثلة (https://hwazen.com/vb/t20948.html)

إسمهان الجادوي 12-21-2020 09:10 PM

من عجائب القرآن : السور المتماثلة
 




النموذج الأول
سورتا النساء والأحزاب
هاتان السورتان مدنيتان ، ولكن على العكس من ترتيب المصحف نجد أن سورة الأحزاب هى الأسبق نزولا من سورة النساء ، ولهذا السبب قدمتُ ذكر آيات سورة الأحزاب فى مواضع المقارنة على آيات سورة النساء كما سنرى لاحقاً
ويلاحظ أن السورتين لم يفصل بينهما فى ترتيب النزول غير سورة واحدة فقط هى سورة الممتحنة ، حيث نزلت الأحزاب أولا يليها الممتحنة ، ثم النساء

أولاً : التماثل الموضوعى بين السورتين :
من الملفت للنظر بقوة أن نجد سورة الأحزاب قد تحدثت كثيراً عن النساء ، فتماثلت فى ذلك مع سورة النساء التى دل اسمها على هذا. وحتى يكون حديثى دقيقاً أقول :
أولا : سورة النساء هى أكثر سور القرآن حديثا عن نساء المسلمين بوجه عام ، بينما سورة الأحزاب هى أكثر سور القرآن حديثا عن نساء النبى بوجه خاص
ثانياً : سورة النساء هى التى قيدت عدد الزوجات لعامة المسلمين بأربع نساء للرجل بحد أقصى ، مع اشتراط العدل بينهن ( انظر الآية الثالثة منها )
وبالمثل نجد أن سورة الأحزاب قد جاءت هى الأخرى بقيد مماثل ، لكنه كان خاصأ بأزواج النبى
https://vb.tafsir.net/core/images/smilies/slah.png
، حيث حرمت عليه الزواج فوق نسائه اللائى كن فى عصمته بالفعل وقت نزول هذا التحريم ، حيث قالت : (( لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شىء رقيبا )) – الآية 52
وبإيجاز نقول أن سورة النساء قد اهتمت بتنظيم الحياة الزوجية للمؤمنين بوجه عام ، بينما اهتمت سورة الأحزاب بتنظيم الحياة الزوجية للنبى
https://vb.tafsir.net/core/images/smilies/slah.png
بوجه خاص
ومن العجيب أن نجد هذا التجانس بين السورتين من جهة المضمون قد امتد ليشمل الناحية البيانية كذلك ، وتلك ظاهرة اعجازية عجيبة ، ولنرى معاً :

ثانياً : التماثل اللفظى بين السورتين :
لوحظ أن هاتين السورتين ( الأحزاب والنساء ) تشتركان فى بعض التعبيرات التى لا تشاركهما فيها أى سورة أخرى من سور القرآن ، بمعنى أن تلك التعبيرات قد اقتصر ذكرها فى القرآن على هاتين السورتين فحسب ، وفيما يلى أمثلة منها:

1) " وتوكل على الله ، وكفى بالله وكيلا " : وردت هذه العبارة فى الآيتين 3 ، 48 من سورة الأحزاب ، ثم تكررت فى سورة النساء الآية 81 ، ولم تتكرر ثانيةً فى القرآن كله فى غير تلك المواضع الثلاثة
2) " ميثاقا غليظا " : ورد هذا التعبير فى الآية السابعة من سورة الأحزاب ، كما ورد فى سورة النساء فى الآيتين 21 ، 154 منها ، ولم يأت له ذكر فى أى سورة أخرى
3) " كفى بالله حسيبا " : ورد ذكر هذا التعبير فى الآية 39 من سورة الأحزاب ، ثم تكرر فى الآية 6 من سورة النساء ، وهذا هو كل ما جاء منه فى القرآن كله
4) " اعتدنا للكافرين عذابا مهينا ": وردت هذه العبارة فى الآية 57 من سورة الأحزاب ، كما جاءت ثلاث مرات فى سورة النساء ، فى الآيات : 37 - 102 - 151 ولم تتكرر مرة أخرى فى القرآن
5) " بهتانا واثما مبينا " : ورد ذكره فى الأحزاب 58 ، ثم فى النساء : 20 ، 112 ولم يتكرر فى غيرهما
هذا ما تيسر رصده من أوجه الشبه بين السورتين ، وفيما سيلى من مشاركات سأعرض لسور أخرى متماثلة شكلاً وموضوعأ ، قريبأ إن شاء الله



إسمهان الجادوي 12-21-2020 09:11 PM

رد: من عجائب القرآن : السور المتماثلة
 




النموذج الثانى :
التماثل بين سورتى الأنعام ويونس

أولأ : التماثل فى الموضوع :
فى تعريفه بسورة يونس نجد العلامة سيد قطب
https://vb.tafsir.net/core/images/smilies/rhm.png
يقارن بين أربع سور مكية ، فهو يقارن بين سورتى الأنعام والأعراف من جهة وسورتى يونس وهود من جهة أخرى ، فيقول :
(( ولقد كان آخر عهدنا – فى هذه الظلال – بالقرآن المكى سورة الأنعام وسورة الأعراف متواليتين فى ترتيب المصحف .. فالآن إذ نعود إلى القرآن المكى نجد سورتى يونس وهود متواليتين فى ترتيب المصحف وترتيب النزول أيضأ .. والعجيب أن هناك شبهأ كبيرأ بين هاتين السورتين ( يونس وهود ) وتلكما ( الأنعام والأعراف ) فى الموضوع ، وفى طريقة عرض هذا الموضوع كذلك !! فسورة الأنعام تتناول حقيقة العقيدة ذاتها وتواجه الجاهلية بها ، وتفند هذه الجاهلية عقيدةً وشعورأ ، وعبادةً وعملاً . بينما سورة الأعراف تتناول حركة هذه العقيدة فى الأرض وقصتها فى مواجهة الجاهلية على مدار التاريخ
وكذلك هنا مع سورتى يونس وهود ، فى شبه كبير فى الموضوع وفى طريقة العرض أيضأ .. إلا أن سورة الأنعام تنفرد عن سورة يونس ، بارتفاع وضخامة فى الإيقاع ، وسرعة وقوة فى النبض ، ولألاء شديد فى التصوير والحركة ... فأما هود فهى شديدة الشبه بالأعراف موضوعأ وعرضأ وإيقاعأ ونبضأ ))
ثم فى بداية تفسيره لسورة يونس يعود مرة أخرى إلى مقارنتها بسورة الأنعام فيقول :
(( السورة كلها - كما أسلفنا في تقديمها - لحمة واحدة، يصعب تقسيمها إلى مقاطع: شأنها في هذه الخاصية شأن سورة الأنعام التي سبق الحديث عنها في الجزء السابع - مع تميز كل سورة بشخصيتها وطابعها الخاص - فهي تتدفق في هيئة موجات متوالية؛ تنصب بمؤثراتها الموحية على القلب البشري، وتخاطبه بإيقاعات منوعة.. من التعجيب من أمر المشركين في استقبالهم للوحي والقرآن. إلى عرض المشاهد الكونية التي تتجلى فيها ألوهية الله سبحانه.. إلى عرض مشاهد القيامة. إلى عرض أحوال البشر في مواجهة الأحداث التي تمر بهم. إلى عرض مصارع الغابرين.. إلى آخر ما سبقت الإشارة إليه من الموضوعات والمؤثرات التي تحتويها السورة. ))

ثانيأ : التماثل فى الاسلوب :
نجد بين سورتى الأنعام ويونس تشابهأ كبيرأ فى الألفاظ والتعبيرات ، بل أكثر من هذا نجد هاتين السورتين قد انفردتا بذكر تعبيرات خاصة بهما وحدهما لم تشاركهما فيها أى سورة أخرى ، وهناك نوع آخر من التعبيرات كادت تنفرد بذكرها هاتان السورتان ، حيث لم تشاركهما فيها غير سورة واحدة فقط . وفيما يلى أمثلة من هذين النوعين من التعبيرات ، مع ملاحظة أنى قد ميّزت النوع الأول منهما باللون الأحمر ، بينما ميّزت النوع الثانى باللون الأزرق :
1)" إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ" : وردت هذه العبارة فى الآية 15 من سورة الأنعام ، ثم فى الآية 15 أيضأ من سورة يونس !!
2) " وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ " : وردت فى الأنعام 17 وفى يونس 107
3) " مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ .." : فى الأنعام 21 ، ثم فى يونس 17
4) " وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ " : الأنعام 22 ، يونس 28
5) " وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ " : الأنعام 25 ، ثم يونس 42 لكن بلفظ "يستمعون"
6) " إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ " : الأنعام 50 ، يونس 15
7) " الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ " : الأنعام 108 ، يونس 66
8) " رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ " : الأنعام 62 ، يونس 30
9) " لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ" : الأنعام 63 ، يونس 22 لكن بلفظ " أَنجَيْتَنَنا"
10) " فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ " : الأنعام 114 ، يونس 94
11) " إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ " : الأنعام 116 ، يونس 66
12) " كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ " : الأنعام 122 ، ثم فى يونس 12 لكن بلفظ " لِلْمُسْرِفِينَ" بدلأ من " للكافرين "
13) " يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ" : الأنعام 125 ، ثم فى يونس 100 لكن بلفظ " يَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ "
14) " قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ ... وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ" : الأنعام 140 ، يونس 45
15 ) " إِن كُنَّا عَن ... لَغَافِلِينَ " : الأنعام 156 ، يونس 29
16) " لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا " : الأنعام 158
وفى يونس 98 لكن بلفظ " فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا " ، ورغم اختلاف التعبيرين قليلاً ، لكن وجه التماثل بينهما هو حديثهما المشترك عن نفع الإيمان
وهكذا يبدو التشابه قويأ جدأ بين سورتى الأنعام ويونس ، سواء من جهة الموضوع ، أو من جهة الاسلوب
وإلى اللقاء مع نموذج جديد قريبأ إن شاء الله

إسمهان الجادوي 12-21-2020 09:12 PM

رد: من عجائب القرآن : السور المتماثلة
 






النموذج الثالث :
التماثل بين سورتى الأعراف وهود

أولأ : التماثل فى الموضوع :
فى النموذج السابق رأينا كيف قارن العلامة سيد قطب
https://vb.tafsir.net/core/images/smilies/rhm.png
بين سورتى الأنعام والأعراف من جهة وسورتى يونس وهود من جهة أخرى ، وكان مما قاله :
(( والعجيب أن هناك شبهأ كبيرأ بين هاتين السورتين وتلكما فى الموضوع ، وفى طريقة عرض هذا الموضوع كذلك !! فسورة الأنعام تتناول حقيقة العقيدة ذاتها ... بينما سورة الأعراف تتناول حركة هذه العقيدة على مدار التاريخ ، وكذلك هنا مع سورتى يونس وهود ، فى شبه كبير فى الموضوع وفى طريقة العرض أيضأ... فأما هود فهى شديدة الشبه بالأعراف موضوعأ وعرضأ وإيقاعأ ونبضأ ))
ويمكن أن نضيف إلى هذا الكلام الرائع أن سورة الأعراف يستغرقها القصص القرآنى حول دعوة رُسل الله لأقوامهم وفقأ للتسلسل التاريخى لهم ، وأن نفس هذا الأمر نجده فى سورة هود كذلك وبنفس التسلسل تمامأ !!
ومن الأفضل أن نترك تفصيل هذا الأمر إلى العنصر الثانى المتعلق بطريقة العرض أو التماثل فى الاسلوب ، فهيا لنرى معاً تفاصيل هذا الأمر العجيب
ثانيأ : التماثل فى الاسلوب
:
من المدهش ملاحظة أنه توجد سورتان اثنتان فقط فى القرآن كله قد انفردتا بذكر قصص ستة من رسل الله على التوالى ، ودون الإخلال بترتيبهم فى الذكر ، هؤلاء الرسل هم :
نوح ، ثم هود ، ثم صالح ، ثم لوط ، ثم شعيب ، ثم موسى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
أما السورتان المعنيتان فهما : الأعراف وهود فقط لا غير
فأما الأعراف فقد ذكرت قصص هؤلاء الرسل الستة فى الآيات من 59 حتى 137
وأما هود فذكرتهم فى الآيات من 25 حتى 99
ولم يقف الأمر عند حد انفراد هاتين السورتين بذكر تلك القصص معاً على التعاقب ، بل إنه يوجد العديد من المتشابهات اللفظية بين قصص السورتين ، نذكر منها ما يلى :
أولأ : فى سورة الأعراف نجد قصة قوم هود مثلاً تبدأ هكذا :
وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُأَفَلَا تَتَّقُونَ (65)
وفى سورة هود تبدأ هكذا :
وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50)

ثانيأ : فى الأعراف 73 وهود 61 تبدأ قصة قوم صالح هكذا :
وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ

ثالثأ : فى الأعراف 73 : هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌأَلِيمٌ
وفى هود 64 : وَيَا قَوْمِهَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌقَرِيبٌ

رابعأ : فى الأعراف 85 وفى هود 84 تبدأ قصة قوم شعيب هكذا : وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ

خامسأ : فى الأعراف 85 : فَـأَوْفُواالْكَيْلَوَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا
وفى هود 85 أيضأ : وَيَا قَوْمِأَوْفُواالْمِكْيَالَوَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ

سادسأ : فى الأعراف 85 : ذَلِكُمْخَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
وفى هود 86 : بَقِيَّتُ اللَّهِخَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ

سابعأ : فى الأعراف 103 : ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْمُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ
وفى هود 96 ، 97: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَامُوسَى بِآيَاتِنَاوَسُلْطَانٍ مُبِينٍإِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ

ثامنأ : فى الأعراف 101 : تِلْكَالْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا
وفى هود 100 : ذَلِكَمِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ
ومن المهم ملاحظة أن تعبير " أنباء القرى " قد اقتصر على هاتين السورتين فقط ، فهو مميز لهما وحدهما

وهكذا يتبين لنا أن هاتين السورتين متماثلتان من وجوه كثيرة ، وأن العلامة سيد قطب
https://vb.tafsir.net/core/images/smilies/rhm.png
كان ثاقب النظر حين قرر أن :
(( سورة هود شديدة الشبه بالأعراف موضوعأ وعرضأ وإيقاعأ ونبضأ ))
والحمد لله على توفيقه لنا فى إثبات هذا التماثل
ونلتقى مع نماذج أخرى فيما بعد إن شاء الله.

إسمهان الجادوي 12-21-2020 09:13 PM

رد: من عجائب القرآن : السور المتماثلة
 




النموذج الرابع
سورتا الاسراء والفرقان

أولأ : التماثل الموضوعى بين السورتين :
هاتان السورتان الكريمتان تشتركان فى حديثهما المسهب عن موقف الكفار من النبى
https://vb.tafsir.net/core/images/smilies/slah.png
واستعراض أقوالهم فيه
وللمقارنة السريعة انظر على سبيل المثال الآيات من 7 الى 10 من سورة الفرقان وقارنها بالآيتين 47- 48 من سورة الاسراء وكذلك بالآيات من 90 الى 93 منها ، فيتبين لك التشابه الشديد بين السورتين ، وإليكم الآيات :
أولاً : آيات سورة الفرقان :
وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9) تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10)
ثانياً : آيات سورة الإسراء :
نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (47) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48)
وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93)
وقد كان من اللافت للنظر فى الدلالة على هذا المعنى أن نجد السورتين كلتيهما قد افتتحا ببيان فضل الله العظيم على النبى
https://vb.tafsir.net/core/images/smilies/slah.png
، وأنهما عبرتا عن ذلك بلفظ مشترك بينهما ، هو لفظ ( عبده )
ففاتحة الفرقان تقول : " تبارك الذى نزل الفرقان على عبده .. "
وفاتحة الاسراء تقول : " سبحان الذى أسرى بعبده .. "
ففى الافتتاح نفسه تجانس وانسجام بين السورتين !!
بل ان الآية الأولى فى كل منهما قد بدأت بلفظ يفيد تنزيه الله تعالى وتقديسه ، فهو فى الفرقان ( تبارك ) ، وفى الاسراء ( سبحان ) !!

ثانياً : التماثل اللفظى بين السورتين :
لوحظ أن سورتى الفرقان والاسراء قد اشتركتا فى العديد من التعبيرات التى جاءت خاصة بهما وحدهما من دون سور القرآن جميعا
من تلك العبارات ما يلى :
1)" قال الظالمون ان تتبعون الا رجلا مسحورا "
وردت بالآية الثامنة من سورة الفرقان ، وقد ورد ما يماثلها فى الآية 47 من الاسراء ، فيما عدا مضارعة فعل القول ( يقول ) فى الاسراء بدلا من ماضيه ( قال ) فى الفرقان . وبرغم هذا الاختلاف اليسير فاننا نجد أن هذا التعبير لم يأت مرة أخرى خارج هاتين السورتين
2)" انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلاً "
وردت هذه العبارة فى الآية التاسعة من سورة الفرقان ، ثم تكررت فى الآية 48 من سورة الاسراء ، ولم تأت مرة أخرى فى أى سورة سواهما
3)" كفى بربك "
ورد هذا التعبير فى الآية 31 من الفرقان ، ثم تكرر فى الآيتين 17 و 65 من الاسراء ، ولم يتكرر مطلقا فى أى سورة سواهما
" 4)" فأبى أكثر الناس الا كفورا "
فى الآية 50 من الفرقان ، 89 من الاسراء ، وقد اقتصر هذا التعبير كذلك على هاتين السورتين فحسب
5)" بذنوب عباده خبيرا "
فى الآية 58 من الفرقان ، 17 من الاسراء لكن بزيادة ( بصيرا ) ، ومع ذلك فهو تعبير خاص بهاتين السورتين وحدهما
6)" سبيلاً " : ورد هذا اللفظ ست مرات تماما فى كلٍ من السورتين
7)" كبيراً " : جاء هذا اللفظ هكذا ( منونا بالفتح ) ست مرات فى سورة الاسراء ( وهو أكبر عدد لتكراره فى سورة من السور ) ، ثم تلتها فى هذا سورة الفرقان فى المرتبة الثانية مباشرة
وبعد ، فتلك مجرد أمثلة وليست هى كل شىء ، وإلا فالتجانس بين السورتين يعد أوسع مما ذكرنا ، ولكنى أكتفى بهذا القدر لأنه يفى بالغرض.

عطر الجنة 12-22-2020 08:13 PM

رد: من عجائب القرآن : السور المتماثلة
 
نفع الله بك الأمة
ودام عطاؤك القيم

جزاك الله كل خير


الساعة الآن 01:53 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)