منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   أطفال ذوي الإحتياجات الخصوصية (https://hwazen.com/vb/f279.html)
-   -   كيف نربي الطفل الأصم؟ وكيف نعلمه؟ (https://hwazen.com/vb/t20971.html)

إسمهان الجادوي 12-24-2020 02:26 PM

كيف نربي الطفل الأصم؟ وكيف نعلمه؟
 




كيف نربي الطفل الأصم؟ وكيف نعلمه؟



د مصطفى رجب

يعد المعوقون سمعياً – بعد المكفوفين – هم الفئة الثانية التي عانت وما زالت تعافي الحرمان من التمتع بالحياة مع الأسوياء، وذلك لأن حاسة البصر وسيلة لكي يتعرف بها الإنسان على بيئته المادية، أما حاسة السمع فهي وسيلته للتعرف على بيئته الاجتماعية، أي أنهم فئة تتطور حياتها من دون التمتع إما بالاتصال أو بالتعامل الكامل مع البيئة على أساس سمعي.
والطفل الأصم تعرفه الصحة العالمية للطفولة بأنه "الطفل الذي ولد فاقداً لحاسة السمع إلى درجة تجعل الكلام المنطوق مستحيلا - مع أو من دون - المعينات السمعية".
ويعتمد تصنيف هذه الفئة منن المعاقين على أساس التصنيف الوظيفي للسمع، والذي يمكن توقعه على مستويات مختلفة من الفقدان كلما قيست بوحدات الديسبل وهي تصنيفات تستند على متوسطات النغمة الصافية، إذ تعتمد على كمية السمع للذبذبات 500، 1000، 2000 وحدة صوتية (MZ) وهي مدى ذبذبات الكلام، وتبعاً لذلك يضم هذا المنظور التصنيفي فئتين هما: الأصم، وضعيف السمع.
فالطفل الأصم – بناء على ما سبق - هو الطفل الذي فقد القدرة السمعية قبل تعلم الكلام أو الذي فقدها بمجرد أن تعلم لدرجة أن آثار التعليم فُقدت بسرعة فهو يعاني عجزاً أو اختلالاً يحول بينه وبني الاستفادة من حاسة المسع لأنها معطلة لديه، ولذلك فهو لا يستطيع اكتساب اللغة بالطريقة العادية.
وهناك فرق بين الطفل الأصم والطفل ضعيف السمع، وهذا الفرق هو فرق في الدرجة، وذلك نظراً لأن الطفل الأصم يتعذر عليه الاستجابة التي تدل على فهم الكلام المسموع، أما الطفل ضعيف السمع فهو قادر على استخدام حاسة السمع لديه في اكتساب القدرة على فهم الكلام.

أنواع الصمم وأسبابه:
ويجدر بنا في هذا المقام حتى يمكن تحديد السمات البارزة للطفل الأصم – أن نذكر أنواع الصمم وأسبابه، فهناك صمم ولادي تبلغ نسبته حوالي 15% من مجموع حالات الصمم، وهي أكثر شيوعاً في البنين عن البنات، مما يعطل نمو اللغة عندهم، حيث يولدون بإصابة في الأذن الداخلية، خاصة العصب السمعي بأمراض تتلفها أو تعطلها عن العمل، وهناك النوع الثاني من الصمم وهو الصمم المكتسب ويكون نتيجة الإصابة بأحد الأمراض التي تسبب نسيان الطفل المحصول الكلامي الذي اكتسبه في الفترة التي سبقت الإصابة مثل الإصابة بالحصبة الألمانية والتي تسبب ما يقرب من %10 من حالات صمم الأطفال، وكذلك الالتهاب السحائي والإصابة في الأغشية الواقية بالمخ والنخاع الشوكي وهذه الأمراض وراء مايقارب من 3 إلى 5% من المصابين بالصمم. وقد يكون عرضاً من الأعراض المصاحبة لفصام الطفولة إذ إنه لم يعد يجد ضرورة للاتصال بالغير عن طريق التنبيه الكلامي أو أي وسيلة أخرى كما قد يكون عرضاً هستيرياً ولكنه في هذه الحالة يكون صمما وقتيا.
خصائص الطفل الأصم:
إن الطفل الأصم يملك كل أجهزة الاستقبال ما عدا السمع فهو يشعر كما يشعر الطفل العادي، ويتأثر بما يتأثر به غيره من الأطفال العاديين، غير أن الإعاقة السمعية وما يتبعها من مشكلات عدم التوافق مع مجتمع السامعين تفرض على الأصم أنواعاً معينة من ردود الأفعال، وتُشعرهم بيئاتهم الأسرية - مع الأسف - بأن الأسرة فاشلة في إشباع حاجاتهم.
كما أن الطفل الأصم يحس بأنه أقل من زميله عادي السمع نتيجة لقصور لديه يؤدي إلى شعوره بالنقص والدونية مما يولد لديه إحساساً مؤلماً بقسوة في الظروف، وقلة في الحظ، ومرارة في النفس، وأن العالم الخالي من الحركة الذي يعيش فيه يؤدي إلى حالة من الاكتئاب والحزن والتشاؤم تميزه من الطفل العادي، هذا إلى جانب الانسحاب من المجتمع والانزواء، ويزداد هذا الميل الانطوائي وضوحاً كلما كانت الإصابة مبكرة.
وهناك خصائص أخرى للطفل الأصم منها أن الطفل الأصم غير ناضج اجتماعياً بدرجة كافية وأن الأطفال الصم لديهم مشكلات خاصة بالسلوك مثل العدوان والسرقة والرغبة في التنكيل والكيد للآخرين وأنهم يميلون إلى الإشباع المباشر لحاجاتهم.
وأما عن استجابات الطفل الأصم لاختيارات الذكاء فهو لا يختلف عن الطفل العادي، أيضا لا يستطيع الطفل الأصم تحمل المسؤولية وأنه يخاف من المستقبل لكنه لا يختلف عن الطفل العادي في شيء من الخصائص الجسمية، كما تتسبب عاهة الصمم في سوء التحصيل وعدم التركيز مما يسبب التأخر الدراسي، وهو أميل إلى الانطواء وأقل حبا للسيطرة من الطفل العادي.
كيف نربي الطفل الأصم؟:
التربية والاتصال الاجتماعي من أهم عوامل البناء الحضاري والثقافي للمجتمع وتؤديان دوراً بارزاً في التنشئة الاجتماعية والسياسية لأفراد المجتمع، فالأهداف المرتبطة بتحديث بنية المعرفة أساس لاستقامة الحياة الاجتماعية في الإطار الحضاري المعاصر، بما يتيح للأجيال الصاعدة استيعاب هذه المعرفة والوعي بأساليب استخدامها في ترقية واقع حياة مجمعاتها، وتتمثل في تثبيت موقع المعرفة الدينية بين أنواع المعرفة الأخرى التي يتداولها المجتمع، والوعي بالتراث والإفادة منه في الإضافة للمعرفة الراهنة، وتقدير الفكر الإنساني دون تعصب، وتنمية قدرات التعلم الذاتي، وتنمية القدرة على الاتصال.
والتواصل الثقافي مع الثقافة العالمية والوعي بمصادر المعرفة والحكم على مدى موثوقيتها وتبسيط المعرفة تبعا للمراحل ومستويات نمو الشخصية والقدرة على توظيف لمعرفة في واقع الحياة والوعي بمفهوم التخصص في إطار وحدة المعرفة هذا ويعد الاتصال أساساً لحياة الجماعة والفرد لأن الاتصال نشاط قائم على ترجمة الرسالة الموجهة إلى رموز ويجرى نقلها للآخرين لذلك فإن عبء الاتصال بالمعاقين سمعياً لا يقع على بعد الرسالة الاتصالية أو القناة الحاملة أو على مضمون الرسالة وشكلها فحسب، بل إن المتلقي ينبغي أن بعد هو الآخر، إعداداً يجعله قادراً وميالاً أيضا إلى فك رموز الرسالة.
وهذا لا يتأتى إلا من خلال تدريب المتلقي ذي الإعاقة السمعية على فهم الدلالات والرموز والسياقات النفسية والاجتماعية التي تقدم من خلالها الرسالة الاتصالية، وهي تأخذ أشكالاً متعددة منها الاتصال الشخصي. والاتصال الجمعي والاتصال الجماهيري. والاتصال الذاتي وهو الاتصال بين الفرد وذاته والاتصال بين الفرد وآله وهو ما قدمته ثورة تكنولوجيا الاتصالات الحديثة للمعاقين من برامج لتعليم الأطفال الصم الكلام بواسطة الحاسب الآلي.
إن التأثير المهم للعجز عن الكلام يؤدي بالطفل إلى العزلة في وقت مبكر يدفع إلى التنبيه الداخلي بإحساسه بالفشل، وهذا بالتالي يكثف حالة الإحباط والاكتئاب عنده.. تصبح هذه العزلة عموماً أقل وطأة عندما يكون الطفل بعض المفردات اللغوية، إلا أنه توجد ثغرة تتسع بسرعة بين الطفل النامي وبين المطالب الاجتماعية والنفسية والجنسية التي توضع على كاهله في مراحل نموه المستقبلة.
و... كيف نعلم الأصم؟:
إن الطفل الأصم إذا لم يتعلم فإنه يحيا حياة مغلفة لا تعرف معنى التواصل أو التفاهم مع الآخرين، حياة خامدة هامدة جامدة يصنعها بنفسه لنفسه، إلا أن الوضع يختلف تماما في حالة تصميم ورسم برامج أكثر تناسباً وأكثر إحكاماً لهؤلاء الأطفال إذا وفرنا لهم التعليم بالطريقة الشفوية الإشارية المشتركة أو النظام الكامل وفيه تضم لغة الهجاء الأصبعي إلى الطريقة الشفاهية والإرشادية المشتركة. فهناك الطريقة الشفوية وهي تعتمد على معرفة أفكار المتعلم بملاحظة حركات فمه فالأساس فيها هو الكلام وقراءته أي قراءة حركة الشفتين، ومن أهم معوقات هذه الطريقة أن ما يقرب من 40 – 60 % من الأصوات والكلمات الإنجليزية متشابهة في النطق، وكذلك العديد من الكلمات في اللغة العربية مما يصعب تشكيلها على الشفاه لمطابقتها الأصوات أخرى، وبالتالي فبدون أسس لغوية مناسبة لا يستطيع الطفل الأصم أن يصل إلى التفهم الحقيقي للكلمات والأصوات، كما أن الطفل الأصم عندما ينضج ويعرف أن المحادثة الشفوية والقراءة هي وسيلة الاتصال والتعليم الأساسية فإن ذلك سيزيد ميله للعزلة، إذ يجب عليه أن يلجأ إلى الفعل والإشارة ليوصل رغباته.
وهناك أيضا الإشارات والحركات الصامتة: وهي وسيلة طبيعية للتخاطب والاتصال بين المعاقين سمعياً وهو نظام يقترن فيه المنبه البصري بالمعني وهي غما إشارات وصفية وهي اليدوية التلقائية التي تصف فكرة معينة مثل رفع اليد للتعبير عن الطول، فتح الذراعين للتعبير عن الكثرة وهكذا وهناك الإشارات غير الوصفية وهي إشارات ذات دلالة خاصة تكون بمثابة لغة متداولة بين الصم، وتسمى الهجاء الأصبعي حيث يقف المعلم أمام الطفل الأصم مكونا الجمل والعبارات وتلاقي هذه الطريقة قبولا أكثر.
إلا أن هذه الطريقة لا تصلح للأطفال الصغار في سن مبكر، حيث يجهل الطفل لغة الرموز –والتي لا يستطيع فهمها، والتعامل بها– وبالتالي فإن هذه الطريقة بمفردها لا تزيد عن تنمية اللغة بالنسبة للطفل الذي يرقد في سريره.


م ق



الساعة الآن 11:01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)