شعاع القران الكريم وعلومه تفسير | اعجاز | علوم القران |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||
| |||||||||||
التَّأنِّي في القرآن و السُّنَّة النَّبويَّة معنى التَّأنِّي لغةً: التَّأنِّي: الحِلم والوقار، وأَنِيَ وتَأَنَّى واسْتأْنَى: تَثبَّت، ورجل آنٍ -على فاعل- أَي: كثير الأَناة والحِلْم. وتقول للرَّجل: إنَّه لذو أناةٍ، أي: لا يَعجَل في الأمور، وهو آنٍ: وقورٌ وقال أبو هلال العسكريُّ: الأناة: هي المبالغة في الرِّفق بالأمور والتَّسبُّب إليها - قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا [النِّساء: 94]. قال الطَّبري: فتبيَّنوا، يقول: فتأنَّوا في قتل مَن أشكل عليكم أمره، فلم تعلموا حقيقة إسلامه ولا كفره، ولا تعجلوا فتقتلوا مَن الْتَبَس عليكم أمره، ولا تتقدَّموا على قتل أحدٍ إلَّا على قتل مَن علمتموه -يقينًا- حرْبًا لكم ولله ولرسوله . - وقال سبحانه: وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ [يوسف: 50]. قال ابن عطيَّة: هذا الفعل مِن يوسف -عليه السَّلام- أناةً وصبرًا وطلبًا لبراءة السَّاحة، وذلك أنَّه -فيما رُوِي- خشي أن يخرج وينال مِن الملك مرتبة، ويسكت عن أمر ذنبه صفحًا، فيراه النَّاس بتلك العين أبدًا، ويقولون: هذا الذي راود امرأة مولاه، فأراد يوسف -عليه السَّلام- أن تَبِين براءته، وتتحقَّق منزلته مِن العفَّة والخير . - وقال تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الحديد: 4]. خلقها في ستَّة أيام -والله أعلم- لحكمتين:... الثَّانية: أنَّ الله علَّم عباده التُّؤدة والتَّأنِّي، وأنَّ الأهم إحكام الشَّيء لا الفراغ منه، حتى يتأنَّى الإنسان فيما يصنعه، فعلَّم الله -سبحانه- عباده التَّأنِّي في الأمور التي هم قادرون عليها . - وقال عزَّ مِن قائل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [الحجرات: 6]. قرأ الجمهور: فتبيَّنوا مِن التَّبيُّن، وقرأ حمزة والكسائي: فتثبَّتوا، مِن التَّثبُّت، والمراد مِن التَّبيُّن: التَّعرُّف والتَّفحُّص، ومِن التَّثبُّت: الأناة وعدم العَجَلَة، والتَّبصُّر في الأمر الواقع، والخبر الوارد حتى يتَّضح ويظهر. ثانيًا: التَّأنِّي في السُّنَّة النَّبويَّة - عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم للأشجِّ -أشجِّ عبد القيس-: "إنَّ فيك خصلتين يحبُّهما الله: الحِلْم، والأناة". قال القاضي عياض: الأناة: تربُّصه حتى نظر في مصالحه ولم يعجل، والحِلْم: هذا القول الذي قاله، الدَّال على صحَّة عقله، وجودة نظره للعواقب، قلت: ولا يخالف هذا ما جاء في مسند أبي يعلى وغيره: أنَّه لما قال رسول الله صل الله عليه وسلم للأشجِّ: "إنَّ فيك خصلتين..." الحديث، قال: يا رسول الله، كانا فيَّ أم حدثا؟ قال: "بل قديم"، قال: قلت: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبُّهما . - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النَّبيِّ صل الله عليه وسلم: "التَّأنِّي مِن الله، والعَجَلة مِن الشَّيطان". قال المناوي: "التَّأنِّي مِن الله تعالى أي: ممَّا يرضاه ويثيب عليه، والعَجَلَة مِن الشَّيطان أي: هو الحامل عليها بوسوسته؛ لأنَّ العَجَلَة تمنع مِن التَّثبُّت، والنَّظر في العواقب. وقال ابن القيِّم: العَجَلَة مِن الشَّيطان فإنَّها خفَّةٌ وطيشٌ وحدَّةٌ في العبد تمنعه مِن التَّثبُّت والوقار والحِلْم، وتوجب له وضع الأشياء في غير مواضعها، وتجلب عليه أنواعًا من الشُّرور، وتمنع عنه أنواعًا من الخير. - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: "لو لبثتُ في السِّجن ما لبث يوسف لأجبت الدَّاعي" قال القاسمي: مدحه النَّبيُّ صل الله عليه وسلم على هذه الأناة، كان في طي هذه المدحة بالأناة والتَّثبُّت تنزيهه وتبرئته ممَّا لعلَّه يسبق إلى الوهم أنَّه همَّ بامرأة العزيز همًّا يؤاخذ به، لأنَّه إذا صبر وتثبَّت فيما له ألَّا يصبر فيه، وهو الخروج مِن السِّجن، مع أن الدَّواعي متوافرة على الخروج منه، فلأن يصبر فيما عليه أن يصبر فيه مِن الهمِّ، أولى وأجدر . - وعن أمِّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: لما أمر رسول الله صل الله عليه وسلم بتخيير أزواجه بدأ بي، فقال: إنِّي ذاكر لك أمرًا، فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك قال ابن حجر:قوله: فلا عليك أن لا تعجلي. أي: فلا بأس عليك في التَّأنِّي، وعدم العَجَلَة حتى تشاوري أبويك . - وعن سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه أنَّه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم:التُّؤدة في كلِّ شيء خيرٌ إلَّا في عمل الآخرة. قال القاري: التُّؤدة: بضمِّ التَّاء وفتح الهمزة، أي: التَّأنِّي، في كلِّ شيء أي: مِن الأعمال. ((خيرٌ)) أي: مستحسن، إلَّا في عمل الآخرة أي: لأنَّ في تأخير الخيرات آفات. ورُوِي أنَّ أكثر صياح أهل النَّار مِن تسويف العمل. قال الطِّيبي: وذلك لأنَّ الأمور الدُّنيويَّة لا يعلم عواقبها في ابتدائها أنَّها محمودة العواقب حتى يتعجَّل فيها، أو مذمومة فيتأخر عنها، بخلاف الأمور الأخرويَّة؛ لقوله تعالى: {فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ – وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ} آخر تعديل عطر الجنة يوم
01-10-2021 في 02:11 AM. |
01-22-2021 | #2 |
|
رد: التَّأنِّي في القرآن و السُّنَّة النَّبويَّة لكِ كل التقدير لهذا الجهد . عملٌ قيم نسأل الله أن ينفع به وأن يجعله في موازين حسناتكِ وأن يجزل لكِ الثناء . دمتِ موفقة وللخير مسددة |
|
02-08-2021 | #3 |
إدارة قناة اليوتوب |
رد: التَّأنِّي في القرآن و السُّنَّة النَّبويَّة شكرا لك,, على مروووووورك العطر لك مني اجمل باقات الورود والتقدير |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 2 : | |
, |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
يا صديقي ...القرآن أوﻻ .. القرآن أبدًا | أم يعقوب | شعاع العلوم الشرعية | 11 | 11-05-2016 11:28 PM |
سلسلة لماذا أقرأ القرآن (نوايا تلاوة القرآن) | أم يعقوب | شعاع القران الكريم وعلومه | 16 | 03-27-2016 02:25 PM |
قصتنا مع حفظ القرآن.. وشبيهتها في القرآن | أم انس السلفية | شعاع القصص الوعظية | 2 | 01-03-2016 01:30 AM |
مقدمة في علوم القرآن الكريم - القرآن الكريم | oum-albanine | شعاع القران الكريم وعلومه | 8 | 07-27-2013 03:54 AM |