شعاع إحياء السنة المهجورة احياء سنن الرسول صلى الله عليه وسلم في كل مجال |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||
| |||||||||||
إنكار البعض لأحاديث صحيحة مع وجود شواهد لها من القرآن الكريم تجرأ بعض منكري السنة النبوية على إنكار أحاديث نبوية صحيحة، بدعوى مخالفتها للقرآن الكريم، مع وجود شواهد كثيرة لها من القرآن الكريم! وسنذكر هنا مثالًا وأُحيل إلى مثالين آخرين لمن أراد زيادة الفائدة: المثال الأول: روى البخاري (5673) ومسلم (2816) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الجنةَ))، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ((ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمةٍ)). فيظن بعض الطاعنين في السنة النبوية والشاكين فيها أن هذا الحديث المذكور يخالف القرآن الكريم؛ لأن الله يقول في كتابه الكريم: ﴿ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 43]، وقال سبحانه: ﴿ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 32]، وقال عز وجل: ﴿ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الزخرف: 72]. وهذا مِن جهلهم بكتاب الله، كما جهِلوا سنة رسول الله، ففي القرآن الكريم آيات كثيرة توافق الحديث المذكور، أقتصر على ذكر بعضها فيما يلي: 1) ﴿ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [آل عمران: 73، 74]. 2) ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ ﴾ [النساء: 175]. 3) ﴿ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 87]. 4) ﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴾ [النور: 10]. 5) ﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا ﴾ [النور: 21]. 6) ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً ﴾ [الحجرات: 7، 8]. 7) ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21]. فكيف الجمع بين الآيات التي تدل على أن دخول الجنة بالعمل الصالح، وبين الآيات الأخرى الموافقة للحديث النبوي التي تدل على أن دخول الجنة برحمة الله وفضله؟ قال العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه مفتاح دار السعادة (1/ 8): "قال غير واحد من السلف: ينجون من النار بعفو الله ومغفرته، ويدخلون الجنة بفضله ونعمته ومغفرته، ويتقاسمون المنازل بأعمالهم،.. وأحسن من هذا أن يقال: الباء المقتضية للدخول غير الباء التي نفى معها الدخول، فالمقتضية هي باء السببية الدالة على أن الأعمال سببٌ للدخول، مقتضية له كاقتضاء سائر الأسباب لمسبباتها، والباء التي نفى بها الدخول هي باء المعاوضة والمقابلة التي في نحو قولهم: اشتريتُ هذا بهذا، فأخبر النبي أن دخول الجنة ليس في مقابلة عمل أحد، وأنه لولا تغمُّد الله سبحانه لعبده برحمته، لَما أدخله الجنة". وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره (7/ 239): "﴿ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الزخرف: 72]؛ أي: أعمالكم الصالحة كانت سببًا لشمول رحمة الله إياكم، فإنه لا يدخل أحدًا عملُه الجنةَ، ولكن بفضل من الله ورحمته، وإنما الدرجات تفاوتها بحسب عمل الصالحات". وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري (11/ 296): "يظهر لي في الجمع بين الآية والحديث جوابٌ آخر، وهو أن يحمل الحديث على أن العمل من حيث هو عمل، لا يستفيد به العامل دخول الجنة ما لم يكن مقبولًا، وإذا كان كذلك، فأمر القبول إلى الله تعالى، وإنما يحصل برحمة الله لمن يقبل منه، وعلى هذا فمعنى قوله: ﴿ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 32]؛ أي: تعملونه من العمل المقبول، ولا يضر بعد هذا أن تكون الباء للمصاحبة أو للإلصاق أو المقابلة، ولا يلزم من ذلك أن تكون سببية، ثم رأيت النووي جزم بأن ظاهر الآيات أن دخول الجنة بسبب الأعمال، والجمع بينها وبين الحديث أن التوفيق للأعمال، والهداية للإخلاص فيها وقَبولها، إنما هو برحمة الله وفضله؛ فيصح أنه لم يدخل بمجرد العمل، وهو مراد الحديث، ويصح أنه دخل بسبب العمل، وهو من رحمة الله تعالى". المثال الثاني: إنكار بعضهم أحاديث عذاب القبر مع وجود كثير من الآيات القرآنية والسُّنة النبوية، وزعم بعضُ أهل البدع أن ذلك غير مذكور في القرآن الكريم، وهذا من جهلهم بكتاب الله وتفسيره منها,, 1) قال الله تعالى عن قوم نوح عليه الصلاة والسلام: ﴿ مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا ﴾ [نوح: 25] أي: فبسببِ خطيئاتهم أغرقهم الله، فأُدخلوا مباشرة نارًا يُعذَّبون فيها في البرزخ، ولم يقل: (ثم أُدخلوا نارًا)، بل قال: ﴿ فَأُدْخِلُوا ﴾ [نوح: 25]، والفاء في اللغة العربية تدل على التعقيب المباشر وليس على التراخي. والجواب الشافي عن هذه الشبهة أن في القرآن إشارة إلى حد الرجم ولكن الطاعنين في السنة كما يجهلون السنة النبوية فهم أيضا يجهلون تفسير القرآن الكريم، وبيان ذلك فيما يلي: روى البخاري (3635)، ومسلم (1699) في صحيحيهما من طريق الإمام مالك بن أنس عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما "أنَّ اليهود جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا له أن رجلاً منهم وامرأة زنيا، فقال لهم رسول الله صل الله عليه وسلم: «ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟»، فقالوا: نفضحهم ويجلدون، فقال عبد الله بن سلام: كذبتم إنَّ فيها الرجم، فأتوا بالتوراة فنشروها، فوضع أحدهم يده على آية الرجم، فقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك، فرفع يده فإذا فيها آية الرجم؛ فقالوا: صدق يا محمد، فيها آية الرجم، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما، قال عبد الله: فرأيت الرجل يجنأ على المرأة يقيها الحجارة". واعلم أن طريقة أهل العلم الجمع بين النصوص الصحيحة، ولا يردون بعضها ببعض، وكم من حديث صحيح يظن بعضُ الجهلة بكتاب الله أنه مخالف لكتاب الله، مع وجود آيات كثيرة تدل عليه، وأهل العلم يَروون ما لهم وما عليهم، ولا يُخفون شيئًا من العلم ولو كان ظاهره التعارض، ويجمعون بين ما ظاهره التعارض، سواء كان التعارض بين آيات قرآنية وآيات قرآنية، أو بين آيات قرآنية وأحاديث نبوية، أو بين أحاديث نبوية وأحاديث نبوية، وقد ألَّفوا الكتب النافعة في كل نوع من هذه الأنواع، ككتاب دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب للشنقيطي، وتأويل مشكل القرآن لابن قتيبة، وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة، وشرح مشكل الآثار للطحاوي، وكشف المشكل من حديث الصحيحين لابن الجوزي. ورحم الله الإمام الشافعي حين قال: لم نجد حديثين مختلفين إلا ولهما مخرج، أو على أحدهما دلالة بأحد ما وصفت؛ إما بموافقة كتاب أو غيره من سنته أو بعض الدلائل؛ الرسالة للشافعي (ص: 216). وما أحسن ما قاله أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله: لا أعرف أنه روِي عن النبي صل الله عليه وسلم حديثان بإسنادين صحيحين متضادان، فمن كان عنده فليأت به حتى أؤلِّف بينهما؛ نقله عنه الخطيب البغدادي في كتابه الكفاية في علم الرواية (ص: 432). وقال ابن القيم رحمه الله: ليس بين أحاديث رسول الله صل الله عليه وسلم تعارضٌ ولا تناقض ولا اختلاف، وحديثه كله يُصدق بعضه بعضًا؛ زاد المعاد في هدي خير العباد (3/ 596). والله الموفق وحدَه. |
02-08-2021 | #2 |
|
رد: إنكار البعض لأحاديث صحيحة مع وجود شواهد لها من القرآن الكريم جزاك الفردوس الأعلى من الجنــــــــــان لروعة طرحك القيم والمفيد لـ عطرك الفواح في ارجاء المنتدى كل الأمتنان أتمنى أن لاننــحرم طلتك الربيعية لك أجمل التحايا و أعذب الأمنيات عناقيد من الجوري تطوقك فرحاا دمت بطاعة الله |
|
02-13-2021 | #3 |
إدارة قناة اليوتوب |
رد: إنكار البعض لأحاديث صحيحة مع وجود شواهد لها من القرآن الكريم بارك الله فيك,, و شكرا,, لمرروك وتعقيبك الذي عطر بشذاه أركان موضوعي متعك الله بالسعادة وبالصحة والعافية |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 2 : | |
, |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حكم من القرآن الكريم | ميمونة صاد | شعاع القران الكريم وعلومه | 1 | 01-13-2017 01:34 AM |
أوجه صحيحة لحفص عن عاصم لا يعرفها كثير من حفظة القرآن الكريم | أم يعقوب | شعاع علم التجويد والقراءات | 4 | 11-07-2016 05:20 PM |
أحاديث صحيحة وردت فى فضل سور من القرآن | هوازن الشريف | شعاع القران الكريم وعلومه | 3 | 03-05-2014 04:39 AM |
مقدمة في علوم القرآن الكريم - القرآن الكريم | oum-albanine | شعاع القران الكريم وعلومه | 8 | 07-27-2013 03:54 AM |