منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   رجب شهر الله الحرام (https://hwazen.com/vb/t21304.html)

عطر الجنة 02-20-2021 05:23 PM

رجب شهر الله الحرام
 



https://sites.sju.edu/sla/files/2018...9196672150.png






رجب شهر الله الحرام

إن الأشهر الحرم أربعة، وهي ( ذو الحجة، ذو القعدة، محرم، رجب ). وهذه الأشهر الحُرُم يوضع فيها القتال ـ إلا ردًّا للعدوان ـ وتُضاعف فيها الحسنةُ كما تُضاعف السيئةُ.



وكانت الأشهر الحرم معظمة في شريعة إبراهيم عليه السلام واستمر ذلك باقياً، فكان العرب قبل الإسلام يعظمونها، ويحرمون القتال فيها . ثم بقيت لهذه الأشهر حرمتها في الإسلام ونُهي المسلمون عن انتهاكها.

قال تعالى ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ التوبة: 36

قال قتادة: في قول الله تعالى: (فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أنْفُسَكُمْ)
إن الظلم في الأشهر الحُرُم أعظم خطيئةٍ ووِزْرًا من الظلم فيما سواها وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء.



وقال: " إن الله اصطفى صفايا من خلقه، اصطفى من الملائكة رُسلا ومن الناس رُسلا، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجدَ، واصطفى من الشهور رمضانَ والأشهرَ الحرمَ، واصطفى من الأيام يومَ الجمعةِ، واصطفى من الليالي ليلةَ القدرِ فعَظِّموا ما عظَّم الله ".


وقال القرطبي رحمه الله:
لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب، لأن الله سبحانه إذا عظم شيئاً من جهة واحدة صارت له حرمة واحدة، وإذا عظمه من جهتين أو جهات صارت حرمته متعددة فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيء، كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح، فإن من أطاع الله في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام، ومن أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في شهر حلال في بلد حلال.


العبادة في الأشهر الحرم
لم يصح عن النبي صل الله عليه وسلم شيء في استحباب وتخصيص الأشهر الحرم بالصيام ، وروي النهي عن تخصيص رجب بالصوم دون سائر الشهور، فعن ابن عباس أن النبي صل الله عليه وسلم نهى عن صيام رجب، ولكن هذا لا يصح لضعف الرواية. وقد ورد عن بعض السلف مشروعية صيام الأشهر الحرم كلها، منهم الحسن البصري وأبو إسحاق السبيعي، وقال الثوري: "الأشهر الحرم أحب إلي أن أصوم فيها . وهذا لمن يصوم الدهر كما نص على ذلك أحمد رحمه الله.



من بدع شهر رجب
لقد تعود الناس في هذا الشهر بتخصيصه ببعض الطقوس والعبادات عن سائر الشهور منها:

1ـ تخصيصه بصيام:

ليس هناك حديث صحيح يُحتج به لتخصيص رجب بصيامه إلا أن تكون عادة العبد صيام النوافل التي يأتي بها في سائر الأيام من يوم الأثنين والخميس وصيام الثلاثة أيام من نصف كل شهر أو صيام يوم وإفطار آخر.

2- تخصيصه بعمرة:
لم يرد دليل بفضل العمرة في شهر رجب ولا بأن النبي صل الله عليه وسلم قد اعتمر فيه .والعمرة مشروعة في سائر الشهور وكل ما ورد من فضل للعمرة فضلها في شهر رمضان لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " عمرة في رمضان تعدل حجة " وفي لفظ " عمرة في رمضان تعدل حجة معي " رواه مسلم.


3- تخصيصه بصلاة:

لا يوجد في الشرع ما يوجب صلاة مخصوصة بعينها في يوم من أيام شهر رجب، كما يفعل ذلك الجٌهَّال من
"الصوفية القبوريين أفراخ الشيعة المنحرفين"
بصلاة تسمى " الرغائب "


4- تخصيصه بذبح:
إن إراقة الدماء من أعظم القربات إلى رب الأرض والسماوات، بل إن الدم ليقع عند الله عز وجل قبل إن يقع على الأرض والغرض من الذبح ليس اللحم ولا الشحم ولكن التقوى.
قال تعالى:
( لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ )
الحج:37

وعليه فإن الذبح في أي وقت مباح ومشروع، ولكن التخصيص بالذبح في رجب دون غيره من الشهور فيه تشبيه بأهل الجاهلية بذبحهم في هذا الوقت بما يسمى ( العتيرة ) وقد اختلف أهل العلم في حكمها على قولين.


القول الأول: وهو رأي الجمهور بأن الإسلام أبطلها ونسخ العمل بها لقول أبو هريرة رضي الله عنه:" لا فرع ولا عتيرة "
رواه البخاري ومسلم.

وقول الحسن:"ليس في الإسلام عتيرة، إنما كانت العتيرة في الجاهلية ، كان أحدهم يصوم ويعتر"

القول الثاني: بأنها سنة مستحبة وهذا قول ابن سيرين.

وأنها منسوخة نسخ الوجوب فقط و ليس نسخ الأصل, فمن السّنة أنّ كلّ أهل بيت يذبحون ذبيحة في رجب, و هذه سُنّة مهجورة .

فعَنْ مِخْنَفِ بْنِ سُلَيْمٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: كُنَّا وُقُوفًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَاتٍ فَسَمِعْتُهُ يَقُول: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ فِي كُلِّ عَامٍ أُضْحِيَّةٌ وَعَتِيرَةٌ هَلْ تَدْرُونَ مَا الْعَتِيرَةُ، هِيَ الَّتِي تُسَمُّونَهَا الرَّجَبِيَّةَ"


أخرجه البيهقي وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه صحيح سنن الترمذي.


5- الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج:
اعتاد الناس في سائر البلدان على الاحتفال في ليلة السابع والعشرين من رجب بليلة الإسراء والمعراج، والذي لا خلاف فيه بأن الإسراء والمعراج بالنبي المختار صل الله عليه وسلم من الآيات البنات الواضحات.
قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى، الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ، لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) الإسراء:1.

والصحيح بأنه لم يتم التعيين أو التصريح بتاريخ هذه الليلة المباركة ولا معرفة شهرها أو يومها أو ليلتها. ولم يثبت بأن النبي صلى الله عليه وسلم احتفل بهذه الليلة ولا الصحابة من بعده رضوان الله عليهم ولا التابعين من بعدهم بإحسان .


قال ابن حجر:
" لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه ، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه.. حديث صحيح يصلح للحجة،وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ، " انتهى كلام الحافظ

ولكن لا يمنع هذا أنَّ نَجتهد في العبادة والطاعة ونغتنم هذا الشهر الحرام بالتقرب إلى الله عز وجل بالمحافظة على الفروض والزيادة في التطوع والنوافل، والبعد عن المعاصي والأوزار والآثام، والتوبة والنوبة والأوبة إلى الله الرحيم الرحمن، في حدود الشرع والدليل والبعد عن التكلف والبدع المُحدثَة والعادات المتبعة السيئة .

وهذا من تقوى القلوب والتقرب إلى علام الغيوب الذي بعلمه لا يغيب عنه عَملنا ولا ما يَدور في فِكرنا وماتُخفي صُدورنا.

قال تعالى: (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) الحج:23


الخلاصة:

إنَّ رجب من الأشهر الحرم التي يجري عليه الحكم كما يجري على باقي الشهور بعدم تخصيصه بعبادة معينة أو زيادة في أي نوع من العبادات إلا بنص وأنَّ كل ما ورد في فضائل رجب من أحاديث أو عبادة إما موضوعة أو ضعيفة لا تقوم مقام الاحتجاج بها.



هذا. والله أعلم

وصل الله وسلم على النبي محمد وعلى اله وصحبه وسلم

https://brtechnosoft.com/wp-content/...1551013771.png


هوازن الشريف 02-20-2021 06:47 PM

رد: رجب شهر الله الحرام
 
جزاك الله خيرا

ونفع الله بك

شهر عظيم جدا
تضاعف فيه الاعمال

عطر الجنة 02-21-2021 01:51 PM

رد: رجب شهر الله الحرام
 
شكرا بحجم الكون
ع المرور والتعقيب
نورتينا أستاذة
لا خلا ولاعدم هاالطلة المبهجة

إسمهان الجادوي 02-21-2021 06:47 PM

رد: رجب شهر الله الحرام
 
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة رحمة وجعل ما تكتبين في ميزان حسناتك ورفع درجاتك في الدنيا والآخرة

عطر الجنة 02-24-2021 05:56 AM

رد: رجب شهر الله الحرام
 
لا خلا ولا عدم يارب
حضورك الباذخ وتواجدك ونثر حروفك العطره
دمتِ بود ..


الساعة الآن 07:26 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)