#1
| |||||||||||
| |||||||||||
في الصيام فوائد كثيرة وحكم عظيمة في الصيام فوائد كثيرة وحكم عظيمة، منها: تطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها من الأخلاق السيئة والصفات الذميمة، كالأشر والبطر والبخل، وتعويدها على الأخلاق الكريمة كالصبر والحلم والجود والكرم ومجاهدة النفس فيما يرضي الله ويقرب إليه. ومن فوائد الصوم: أنه يعرف العبد نفسه وحاجته وضعفه وفقره لربه، ويذكره بعظيم نعم الله عليه، ويذكره أيضاً بحاجة إخوانه الفقراء فيوجب له ذلك شكر الله سبحانه، والاستعانة بنعمه على طاعته، ومواساة إخوانه الفقراء والإحسان إليهم، وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى هذه الفوائد في قوله عز وجل :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" فأوضح سبحانه أنه كتب علينا الصيام لنتقيه سبحانه، فدل ذلك على أن الصيام وسيلة للتقوى، والتقوى هي: طاعة الله ورسوله بفعل ما أمر وترك ما نهى عنه عن إخلاص لله عز وجل، ومحبة ورغبة ورهبة، وبذلك يتقي العبد عذاب الله وغضبه، فالصيام شعبة عظيمة من شعب التقوى، وقربى إلى المولى عز وجل، ووسيلة قوية إلى التقوى في بقية شؤون الدين والدنيا، وقد أشار النبي صل الله عليه وسلم إلى بعض فوائد الصوم في قوله صل الله عليه وسلم: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء". فبين النبي عليه الصلاة والسلام أن الصوم وجاء للصائم، ووسيلة لطهارته وعفافه، وما ذاك إلا لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، والصوم يضيق تلك المجاري ويذكر بالله وعظمته، فيضعف سلطان الشيطان ويقوى سلطان الإيمان وتكثر بسببه الطاعات من المؤمنين، وتقل به المعاصي. ومن فوائد الصوم أيضاً: أنه يطهر البدن من الأخلاط الرديئة ويكسبه صحة وقوة اعترف بذلك الكثير من الأطباء وعالجوا به كثيراً من الأمراض، وقد أخبر الله سبحانه في كتابه العزيز أنه كتب علينا الصيام كما كتبه على الذين من قبلنا، وأوضح سبحانه أن المفروض علينا هو صيام شهر رمضان، وأخبر نبينا عليه الصلاة والسلام أن صيامه هو أحد أركان الإسلام الخمسة. من حكم الصوم : المساواة بين الأغنياء والفقراء ، فهذا الصوم فقر إجباري يفرضه الإسلام على المسلمين كافة ليتساوى الجميع في بواطنهم ، إنه فقر إجباري يراد به إشعار النفس الإنسانية بطريقة عملية أن المساواة الصحيحة حين يتساوى الناس في الشعور ، لا حين يختلفون ، وحين يتعاطفون بإحساس الألم الواحد لا حين يتنازعون بالرغبات المتعددة . وللصوم فوائد طبية متعددة ، فهو يقي بإذن الله تعالى من كثير من الأمراض ، يقول أحد الباحثين أكد على منافع الصوم ففي فرنسا مراكز مخصصة لدراسة أمراض التغذية والعلاج لها ، وقد تبنت لمرضاها الصيام الكامل الدوري ، وسمته ( العلاج الرمضاني ) بعد ما تأكد لها جدوى هذه الطريقة من الصيام وفوائدها على أعضاء الجسم كلها ، ومن أمثلة على ذلك : القلب : ينتظم خفقانه وينعم بفترة راحة من الناحية الوظائفية المرهقة الناجمة عن عملية الهضم . الدم : تنتفي منه الزوائد من الشحوم والدهون والحموضات . الكبد : هذا المعمل الكبير المتعدد الخصائص يقوم بوظائف دونما إجهاد ، فيصنع للجسم المواد الحيوية دونما إرهاق بوجود المعوقات الهضمية وسمومها . المعدة : إن الصوم لبضعة أيام متوالية يدفع بالغدد الهضمية لأن تقلل من إفرازاتها ، وهذا مما يحميها وأغشيتها من زيادة الإفرازات التي هي من أهم أسباب التقرح في المستقبل . والصوم يحمي الإنسان من البدانة ، ومرض السكري ، والروماتيزم الناجم عن ترسيب الأملاح البولية في الأنسجة والمفاصل ، والحصى الكلوية ، وحصى المرارة الدهنية والكلسية وارتفاع الضغط الشرياني ومضاعفاته على الرأس والدماغ والعين والقلب والكلى " روح الدين الإسلامي" لعفيف طبارة (490_491) . ولما كان بعض المرضى يشق عليهم الصيام , فقد أباح لهم الله عز وجل الفطر , وكذلك الحال بالنسبة للمسافر , قال تعالى : {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} البقرة / 184 . وقد لاحظ الشرع في الصيام التيسير وعدم المشقة , ولهذا كان الأمر في أول الإسلام أن الصائم إذا نام قبل أن يفطر , فإنه يتم صيامه إلى آخر اليوم التالي ولا يفطر , ثم نسخ الله عز وجل ذلك رحمة بعباده , كما ثبت في "صحيح البخاري" (1915) من حديث البراء بن عازب ، قال : " كان أصحاب محمد صل الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار ، فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي ، وأن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما ، فلما حضر الإفطار أتى امرأته ، فقال لها : أعندك طعام ؟ قالت : لا ، ولكن أنطلق فأطلب لك ، وكان يومه يعمل ، فغلبته عيناه ، فجاءته امرأته ، فلما رأته قالت : خيبه لك ، فلما انتصف النهار غشي عليه ، فذكر ذلك للنبي صل الله عليه وسلم , فنزلت هذه الآية : أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ البقرة / 187 ، ففرحوا فرحا شديدا , فنزلت :{ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ }البقرة / 187 . فالحمد لله على نعمة الإسلام , ونسأله عز وجل أن يديم علينا هذه النعمة , وأن يرزقنا شكرها , وأن يحسن لنا الختام , والله تعالى أعلم وأحكم , وصل الله على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه وسلم . |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 5 : | |
, , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رؤية طبية ... فوائد الصيام في زمن الكورونا | عطر الجنة | حملة توعوية للأمراض المعدية | 4 | 06-08-2020 03:23 AM |
فوائد الصيام لجسم الإنسان (مصوَّر) | امي فضيلة | مواضيع تخص رمضان | 1 | 05-24-2017 06:08 PM |
الحنطة السوداء فوائد عظيمة للجسم | أم نوفل | شعاع الطب البديل | 3 | 12-30-2016 12:05 AM |
فوائد وحكم من سورة العاديات | امي فضيلة | شعاع القران الكريم وعلومه | 10 | 11-27-2015 06:19 PM |