مكتبة البحوث والتقارير العلمية مقالات وبحوث |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||
| |||||||||||
بحث في الدلائل العقلية التي يقوم عليها الإيمان بالله إذا كانت معرفة الله أمرًا فطريًا حادثًا في النفس حاضرًا، وأقمنا الدلائل على ذلك، فلِمَ قد نحتاج إلى الدلائل العقلية؟ فدعونا نتحدث أولًا عن حاجتنا إلى أدلة عقلية على أمرٍ حادث حاصل في النفس،ثم ننتقل بعدها إلى استعراض هذه الأدلة… لِمَ قد نحتاج لأدلة عقلية على وجود الله وأصل ذلك: أن الواقع يشهد بتلوث بعض الفطر؛ لذلك نحتاج الدلائل العقلية لرد الإنسان إلى فطرته، وترسيخ ما يتعلق بها، إذ أننا بحاجة إلى التذكير بهذه المعرفة الفطرية وإزاحة الغبار عنها، مع التأكيد على أننا لسنا بصدد إحداثها، إذ أنها أمور حاصلة في النفس-كما بيَّنا-ابتداءً. كما أنَّ البعض لا يكفيه فقط هذه الدلائل الفطرية على وجود الخالق، فمن أجل هذا أرسل الله الرُسل وأيَّدهم بالأدلة على صدق دعواهم. ومع تطور العلوم التجريبية لم يزدد المسلمون إلَّا إيمانًا بصدق تصورهم ومعتقدهم، إذ أثبتت تلك العلوم في عدد من الاكتشافات الحديثة أن الكون حادِثٌ بعد أن لم يكن، وسنتناول باختصار بعض هذه النظريات ودلالتها القوية على حدوث الكون بعد أن كان عدمًا. نظرية الانفجار الكبير وأقوى هذه النظريات وأكثرها دلالة على حدوث الكون، وأكثرها حظوة وحضورًا في المجال العلمي هي نظرية الانفجار العظيم، والتي تثبت ضرورة وجود بداية للكون، يقول العالم الفلكي الشهير ستيف هاكنغ: «إن إدوين هابل أجرى سنة 1929م مشاهدة تعد علامة طريق هي أنك حيثما وجهت بصرك، تجد المجرات البعيدة تتحرك بسرعة بعيدا عنا. وبكلمات أخرى فإن الكون يتمدد. ويعني هذا أن الأشياء كانت في الأوقات السالفة أكثر اقترابا معًا. والحقيقة أنه يبدو أنه كان ثمة وقت منذ حوالي عشرة أو عشرين ألف مليون سنة، حيث كانت الأشياء كلها في نفس المكان بالضبط، وبالتالي فإن كثافة الكون وقتها كانت لا متناهية. وهذا الاكتشاف هو الذي أتى في النهاية بمسألة بداية الكون إلى دنيا العلم»[5] والأقوال في هذا كثيرة والأدلة العلمية أكثر من أن تُحصى، سنشير إلى بعض المصادر لمن أراد أن يطلع على المزيد من الدلائل على هذه الحقيقة:
إثبات المقدمة الثانية (كل حادِثٍ لا بد له مِن مُحدِث، أو كل ما له بداية فلا بد له من سبب.) تقول المقدمة الثانية: «كل حادِثٍ لا بد له مِن مُحدِث، أو كل ما له بداية فلا بد له من سبب»، وهذه المقدمة من المبادئ العقلية الضرورية، والتي لا يُفضَّلُ الخوض كثيرًا في إثباتها، إذْ أنها حاصلة في النفس من غير توسط نظر ولا استدلال. فمن ذا الذي يُنكر أنَّ هناك حدثًا يُمكن حدوثه بلا سبب، أو أنَّه يمكن ترجيح أمرٍ على أمرٍ دونما سبب للترجيح؟!
وهو دليل سهل قريب المأخذ، إذ يعتمد في إثباته على ما نشاهده في الكون من إحكام وإتقان، يمكننا وفقًا للمبادئ العقلية الضرورية إلى القول بضرورة وجود خالق أوجد هذا الإتقان وصمم الكون ليُلائم الحياة ويكون على هذا النحو، ولا بُدَّ لذلك الخالق أن يتصف بالعلم والحكمة والقدرة. مقدمات الدليل:
إثبات المقدمة الأولى (الكون مُحكمٌ مُتقَن في خلقته.) تقول المقدمة الأولى: «الكون مُحكمٌ مُتقَن في خلقته.»، وتعني أن الكون رُكِّب وعُدِّل في صورة معقدة يصعب اختزالها إلى مكونات أولية، فحتى أبسط مكونات الكون فهي تحمل في ذاتها قدرًا من الإتقان يستحيل اختزال إحداث هذا الإتقان ونسبته إلى الصدفة. ويمكننا الاستدلال على ما في الكون من إحكام وإتقان من خلال اتجاهين: 1- ما نشاهده من صرامة وإتقان في الكون. 2- ما أثبتته العلوم الطبيعية من دقة الثوابت الكونية التي يؤدي أي تغير طفيف فيها إلى كوارث طبيعية. دلائل المبادئ الحسية على الإتقان في الكون يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «إذا تأملت هيئة هذا العالم ببصرك، واعتبرتها بفكرك، وجدته كالبيت المبني المُعدّ فيه جميع ما يحتاج إليه ساكنه من آلة وعتاد، فالسماء مرفوعة كالسقف، والأرض مبسوطة كالبساط، والنجوم منضودة كالمصابيح، والجواهر مخزونة كالذخائر، وضروب النبات مهيأة للمطاعم والملابس والمآرب، وصنوف الحيوان مسخرة للمراكب، مستعملة في المرافق، والإنسان كالمُمَلّك البيت، المخول ما فيه. وفي هذا كله دلالة واضحة على أن العالم مخلوق بتدبير وتقدير ونظام وأن له صانعًا حكيمًا تام القدرة بالغ الحكمة»[6] دلائل العلم التجريبي على ما في الكون من إحكام وإتقان وليس أسهل من التدليل على هذا الباب، فالثوابت الكونية وما فيها من دقة متناهية تقف رادعة لكل من يحاول إن ينسب هذا الإحكام والإتقان إلى مجرد الصدفة، فلنبدأ أولًا بثابت الجاذبية (والذي يختلف عن عجلة الجاذبية)، والذي يبلغ G= 6.67408 × 10-11 m3 kg-1 s–2 فتغيير طفيف في هذه النسبة كفيل إلى أن يقلب حياتنا رأسًا على عقب. فهو مسئول مع القوة الطاردة المركزية عن استمرار الكوكب في مداره لا يبعد ولا يقترب من الشمس، وكذلك سرعة دوران الكوكب حول الشمس، والتي تبلغ درجة حرارة سطحها-الفوتوسفير-حوالي 10000 فهرنهايت (أي ما يُعادل 5500 درجة سيليزيوس مئوية) فيما تبلغ درجة حرارة القلب حوالي 27 مليون درجة فهرنهايت (15 مليون درجة سيليزيوس مئوية)، وتِبعًا لهذا الإتقان تبعد الشمس عنَّا 149.6 مليون كيلومتر.[7] فَلَكَ أن تتخيل ما سيُحدثه أي تغير طفيف في نسبة من هذه النسب! انتهيت من التخيل؟ اعلم أنَّ هناك من يعتقد بأن هذه الثوابت ما هي إلا مجرد أرقام نشأت نتيجة الصدفة! «أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَءلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ»[8] بعض المصادر لمن أراد أن يطلع على المزيد من الدلائل على هذه الحقيقة:
|
07-07-2021 | #2 |
|
رد: بحث في الدلائل العقلية التي يقوم عليها الإيمان بالله جزاك ربي خير الجزاء ونفع الله بك وسدد خطاك وجعلك من أهل جنات النعيم |
|
07-15-2021 | #3 |
إدارة قناة اليوتوب |
رد: بحث في الدلائل العقلية التي يقوم عليها الإيمان بالله جزاك الله خيرا ع المرور والتعقيب وأسال الله أن لايرد لك دعوة ولا يحرمك من فضلة وأن يحفظ أسرتك وأحبتك ويـيسر لكــ أمورك وان يغفر لنا ولكم ولوالدين وللمسلمين والمسلمات وأن يبلغنا أسمى مراتب الدنيا وأعلى منازل الجنه . ءامين |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 2 : | |
, |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الأسباب التي جعلت الكتب المؤلفة في السيرة الغالب عليها الضعف | أم انس السلفية | شعاع السيرة النبوية، الصحابة و السلف الصالح | 5 | 11-20-2019 06:59 PM |
ماهي المؤشرات التي تدل على قصور عمل الكليتين؟ وكيفية الحفاظ عليها | عطر الجنة | الاخبار الطبية والمعلومات | 3 | 10-03-2018 04:47 PM |
دلائل التوحيد العقلية في القرآن الكريم | ناجية عثمان | شعاع العلوم الشرعية | 8 | 04-04-2015 06:26 PM |
من لم يكفر المشركين، يقول: أنا ولله الحمد ماعندي شرك، ولا أشركت بالله | أم عبد الرحمن السلفيه | شعاع العلوم الشرعية | 2 | 04-02-2014 08:25 PM |
ما هى فتنة المحيا والممات التى نستعيذ بالله منها فى التشهد الاخير فى الصلاة ؟ | أم انس السلفية | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 11-01-2013 01:14 AM |