منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع الأدب العربي (https://hwazen.com/vb/f19.html)
-   -   الأمالي في لغة العرب للبغدادي (https://hwazen.com/vb/t21874.html)

إسمهان الجادوي 07-24-2021 01:44 PM

الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
الأمالي في لغة العرب
المؤلف :أبو علي إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي


بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله عليه وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
قال الشيخ أبو علي إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي رحمه الله الحمد لله الذي جل عن شبه الخليقة وتعالى عن الأفعال القبيحة وتنزه عن الجور وتكبر عن الظلم وعدل في أحكامه وأحسن إلى عباده وتفرد بالبقاء وتوحد بالكبرياء ودبر بلا وزير وقهر بلا معين الأول بلا غاية والآخر بلا نهاية الذي عزب عن الأفهام تحديده وتعذر على الأوهام تكييفه وعميت عن إدراكه الأبصار وتحيرت في عظمته الأفكار الشاهد لكل نجوى السامع لكل شكوى والكاشف لكل بلوى الذي لا يحويه مكان ولا يشتمل عليه زمان ولا ينتقل من حال إلى حال القادر الذي لا يدركه العجز والعالم الذي لا يلحقه الجهل والجواد الذي لا ينزح والعزيز الذي لا يخضع والجبار الذي قامت السموات بأمره ورجفت
الجبال من خشيته والحمد لله الذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالدلائل الواضحة والحجج القاطعة والبراهين الساطعة بشيرا ونذيرا وداعيا إليه بإذنه وسراجا منيرا فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونهض بالحجة ودعا إلى الحق وحض على الصدق صلى الله عليه وسلم
ثم أما بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على خير البشر صلى الله عليه وسلم فإني لما رأيت العلم أنفس بضاعة أيقنت أن طلبه أفضل تجارة فاغتربت للرواية ولزمت العلماء للدراية ثم أعملت نفسي في جمعه وشغلت ذهني بحفظه حتى حويت خطيره وأحرزت رفيعه ورويت جليله وعرفت دقيقه وعقلت شارده ورويت نادره وعملت غامضه ووعيت واضحه ثم صنته بالكتمان عمن لا يعرف مقداره ونزهته عن الإذاعة عند من يجهل مكانه وجعلت غرضي أن أودعه من يستحقه وأبديه لمن يعلم فضله وأجلبه إلى من يعرف محله وأنشره عند من يشرفه وأقصد به من يعظمه إذ بائع الجوهر وهو حجر يصونه بأجود صوان ويودعه أفضل مكان ويقصد به من يجزل ثمنه ويحمله إلى من يعرف قدره على أنه لا يستحق بسببه أن يوصف بالفضل بائعه ولا مشتريه ولا يستوجب أن يحمد من أجل المبالغة في ثمنه مقتنيه والعلم يذكر بالرجاحة طالبه وينعت بالنباهة صاحبه ويستحق الحمد عند كل العقلاء حاويه ويستوجب الثناء من جميع الفضلاء واعيه ويفيد أسنى الشرف مشرفه ويكتسب أبقى الفخر معظمه فغبرت برهة ألتمس لنشره موضعا ومكثت دهرا أطلب لإذاعته مكانا وبقيت مدة أبتغي له مشرفا وأقمت زمنا أرتاد له مشتريا حتى تواترت الأنباء المتفقة وتتابعت الصفات الملتئمة التي لا تخالجها الشكوك ولا تمازجها الظنون بأن مشرفه في عصره أفضل من ملك الورى وأكرم من جاد باللهى وأجود من تعمم وارتدى وأمجد من ركب ومشى وأسود من أمر ونهى سمام العدى فياض الندى ماضي العزيمة مهذب الخليقة محكم الرأي


صادق الوأى بذال الأموال محقق الآمال مفشي المواهب معطي الرغائب أمير المؤمنين وحافظ المسلمين وقامع المشركين ودامغ المارقين وابن عم خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن محمد محي المكارم ومبتني المفاخر الذي إذا رضي أغنى وإذا غضب أردى وإذا دعي أجاب وإذا استصرخ أغاث وأن معظمه ومشتريه وجامعه ومقتنيه ربيع العفاه وسم العداه ذو الفضل والتمام والعقل والكمال المعطي قبل السؤال والمنيل قبل أن يستنال الحكم ولي عهد المسلمين وابن سيد العالمين أمير المؤمنين عبد الرحمن بن محمد الإمام العادل والخليفة الفاضل الذي لم ير فيما مضى من الأمراء شبهه ولا نشأ في الأزمنة من الكرماء مثله ولا ولد النساء من الأجواد نظيره ولا ملك العباد من الفضلاء عديله فخرجت جائدا بنفسي باذلا لحشاشتي أجوب متون القفار وأخوض لجج البحار وأركب الفلوات وأتقحم الغمرات مؤملا أن أوصل العلق النفيس إلى من يعرفه وأنشر المتاع الخطير ببلد من يعظمه وأشرف الشريف باسم من يشرفه وأعرض الرفيع على من يشتريه وأبذل الجليل لمن يجمعه ويقتنيه فمن الله جل وعز بالسلامة وحبا تعالى ذكره بالعافية حتى حللت بعصرة الخواف وعصمة المضاف والمحل الممرع والربيع المخصب فناء أمير المؤمنين عبد الرحمن بن محمد المبارك الطلعة الميمون الغرة الجم الفواضل الكثير النوافل الغيث في المحل الثمال في الأزل البدر الطالع الصبح الساطع الضوء اللامع السراج الزاهر السحاب الماطر الذي نصر الدين وأعز المسلمين وأذل المشركين وقمع الطغاه وأباد العصاه وأطفأ نار النفاق وأهمد جمر الشقاق وذلل من الخلق من تجبر وسهل من الأمر ما توعر ولم الشعث وأمن السبل وحقن الدماء أبقاه الله سالما في جسمه معافى في بدنه مسرورا بأيامه مبتهجا بزمانه وخصه بطول المدة وتتابع النعمة وأبقى خلافته وأدام عافيته وتولى حفظه ولا أزال عناظله وصحبت


الحيا المحسب والجواد المفضل الذي إذا وعد وفى وإذا أوعد عفا وإذا وهب أسنع وإذا أعطى أفنع الحكم فرأيته أيده الله أجل الناس بعد أبيه خطرا وأرفعهم قدرا وأوسعهم كنفا وأفضلهم سلفا وأغزرهم علما وأعظمهم حلما يملك غضبه فلا يعجل ويعطي على العلات فلا يمل مع فهم ثاقب ولب راجح ولسان عضب وقلب ندب فتابعا لدي النعمة وواترا علي الإحسان حتى أبديت ما كنت له كاتما ونشرت ما كنت له طاويا وبذلت ما كنت به ضنينا ومذلت بما كنت عليه شحيحا فأمللت هذا الكتاب من حفظي في الأخمسة بقرطبه وفي المسجد الجامع بالزهراء المباركة وأودعته فنونا من الأخبار وضروبا من الأشعار وأنواعا من الأمثال وغرائب من اللغات على أني لم أذكر فيه بابا من اللغة إلا أشبعته ولا ضربا من الشعر إلا اخترته ولا فنا من الخبر إلا انتخلته ولا نوعا من المعاني والمثل إلا استجدته ثم لم أخله من غريب القرآن وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم على أنني أوردت فيه من الإبدال ما لم يورده أحد وفسرت فيه من الإتباع ما لم يفسره بشر ليكون الكتاب الذي استنبطه إحسان الخليفة جامعا والديوان الذي ذكر فيه اسم الإمام كاملا وأسأل الله عصمة من الزيغ والأشر وأعوذ به من العجب والبطر وأستهديه السبيل الأرشد والطريق الأقصد
قال أبو علي إسماعيل بن القاسم البغدادي قرأ أبو عمرو بن العلاء / < ما ننسخ من آية أو ننسأها > / على معنى أو نؤخرها والعرب تقول نسأ الله في أجلك وأنسأ الله أجلك أي أخر الله أجلك وقال النبي صلى الله عليه وسلم من سره النساء في الأجل والسعة في الرزق فليصل رحمه والنساء التأخير يقال بعته بنساء وبنسيئة أي بتأخير وأنسأته البيع وقال الله عز وجل { إنما النسيء زيادة في الكفر } والمعنى فيه على ما حدثني أبو بكر بن الأنباري رحمه الله أنهم كانوا إذا صدر واعن منى قام رجل من بني كنانة يقال له نعيم بن ثعلبة فقال أنا الذي لا أعاب ولا يرد لي قضاء فيقولون له أنسئنا شهرا أي أخر عنا حرمة



إسمهان الجادوي 07-24-2021 01:45 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 

المحرم فاجعلها في صفر وذلك أنهم كانوا يكرهون أن تتوالى عليهم ثلاثة أشهر لا تمكنهم الإغارة فيها لأن معاشهم كان من الإغارة فيحل لهم المحرم ويحرم عليهم صفرا فإذا كان في السنة المقبلة حرم عليهم المحرم وأحل لهم صفرا فقال الله عز وجل إنما النسئ زيادة في الكفر وقال الشاعر
( ألسنا الناسئين على معد ** شهور الحل نجعلها حراما ) وقال الآخر ( وكنا الناسئين على معد ** شهورهم الحرام إلى الحليل ) وقال الآخر ( نسؤا الشهور بها وكانوا أهلها ** من قبلكم والعز لم يتحول )
قال أبو بكر بن الأنباري رحمه الله معنى قوله عز وجل { ولتعرفنهم في لحن القول } أي في معنى القول وفي مذهب القول وأنشد للقتال الكلابي
( ولقد لحنت لكم لكيما تفهموا ** ووحيت وحيا ليس بالمرتاب )
معناه ولقد بينت لكم واللحن بفتح الحاء الفطنة وربما أسكنوا الحاء في الفطنة ورجل لحن أي فطن قال لبيد يصف كاتبا
( متعود لحن يعيد بكفه ** قلما على عسب ذبلن وبان ) ومن اللحن الحديث الذي يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلين اختصما إليه في مواريث وأشياء قد درست فقال صلى الله عليه وسلم لعل أحدكم أن يكون ألحن بحجته من الآخر فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار فقال كل واحد من الرجلين يا رسول الله حقي هذا لصاحبي فقال لا ولكن اذهبا فتوخيا ثم استهما ثم ليحلل كل واحد منكما صاحبه ومنه قول عمر بن عبد العزيز رحمه الله عجبت لمن لاحن الناس كيف لا يعرف جوامع الكلم أي فاطنهم وحدثني أبو بكر عن أبي العباس عن ابن الأعرابي قال يقال قد لحن الرجل يلحن لحنا فهو لاحن إذا أخطأ ولحن يلحن لحنا فهو لحن إذا


أصاب وفطن وأنشد
( وحديث ألذه هو مما ** تشتهيه النفوس يوزن وزنا )
( منطق صائب وتلحن أحيانا ** وخير الحديث ما كان لحنا )
معناه وتصيب أحيانا وحدثني أيضا قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال أخبرنا نصر ابن علي قال أخبرنا الأصمعي عن عيسى بن عمر قال قال معاوية للناس كيف ابن زياد فيكم قالوا ظريف على أنه يلحن قال فذاك أظرف له ذهب معاوية إلى اللحن الذي هو الفطنة وذهبوا هم إلى اللحن الذي هو الخطأ واللحن أيضا اللغة ذكره الأصمعي وأبو زيد ومنه قول عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه تعلموا الفرائض والسنن واللحن كما تعلمون القرآن فاللحن اللغة وروى شريك عن أبي إسحاق عن ميسرة أنه قال في قوله عز وجل { فأرسلنا عليهم سيل العرم } العرم المسناة بلحن اليمن أي بلغة اليمن وقال الشاعر ( وما هاج هذا الشوق إلا حمامة ** تغنت على خضراء سمر قيودها )
( صدوح الضحى معروفة اللحن لم تزل ** تقود الهوى من مسعد ويقودها )
وقال الآخر
( لقد تركت فؤادك مستجنا ** مطوقة على فنن تغنى )
( يميل بها وتركبه بلحن ** إذا ما عن للمحزون أنا )
( فلا يحزنك أيام تولى ** تذكرها ولا طير أرنا )
وقال الآخر
( وهاتفين بشجو بعدما سجعت ** ورق الحمام بترجيع وإرنان )
( باتا على غصن بان في ذرى فنن ** يرددان لحونا ذات ألوان )
معناه يرددان لغات وصرف أبو زيد منه فعلا فقال لحن الرجل يلحن لحنا إذا تكلم بلغته قال ويقال لحنت له لحنا إذا قلت له قولا يفهمه عنك ويخفى على غيره ولحنه عني لحنا أي فهمه وألحنته أنا إياه إلحانا وهذا مذهب أبي بكر بن دريد في تفسير قول الشاعر


منطق صائب وتلحن أحيانا
قال يريد تعوص في حديثها فتزيله عن جهته لئلا يفهمه الحاضرون ثم قال
وخير الحديث ما كان لحنا
أي خير الحديث ما فهمه صاحبك الذي تحب أفهامه وحده وخفي على غيره قال وأصل اللحن أن تريد الشيء فتوري عنه بقول آخر كقول رجل من بني العنبر كان أسيرا في بكر بن وائل فسألهم رسولا إلى قومه فقالوا له لا ترسل إلا بحضرتنا لأنهم كانوا أزمعوا غزو قومه فخافوا أن ينذر عليهم فجيء بعبد أسود فقال له أتعقل قال نعم إني لعاقل قال ما أراك عاقلا ثم قال ما هذا وأشار بيده إلى الليل فقال هذا الليل فقال أراك عاقلا ثم ملأ كفيه من الرمل فقال كم هذا فقال لا أدري وإنه لكثير فقال أيما أكثر النجوم أو النيران فقال كل كثير فقال أبلغ قومي التحية وقل لهم ليكرموا فلانا يعني أسيرا كان في أيديهم من بكر بن وائل فإن قومه لي مكرمون وقل لهم أن العرفج قد أدبى وقد شكت النساء وأمرهم أن يعروا ناقتي الحمراء فقد أطالوا ركوبها وأن يركبوا جملي الأصهب بآية ما أكلت معكم حيسا واسألوا الحرث عن خبري فلما أدى العبد الرسالة إليهم قالوا لقد جن الأعور والله ما نعرف له ناقة حمراء ولا جملا أصهب ثم سرحوا العبد ودعوا الحرث فقصوا عليه القصة فقال قد أنذركم أما قوله قد أدبى العرفج فإنه يريد أن الرجال قد استلأموا أي لبسوا الدروع وقوله شكت النساء أي اتخذن الشكاء للسفر وقوله ناقتي الحمراء أي ارتحلوا عن الدهناء واركبوا الصمان وهو الجمل الأصهب
وقوله بآية ما أكلت معكم حيسا يريد أخلاطا من الناس قد غزوكم لأن الحيس يجمع التمر والسمن والأقط فامتثلوا ما قال وعرفوا فحوى كلامه وأخذ هذا المعنى أيضا رجل من بني تميم كان أسيرا فكتب إلى قومه
( حلوا عن الناقة الحمراء أرحلكم ** والبازل الأصهب المعقول فاصطنعوا )
( إن الذئاب قد اخضرت براثنها ** والناس كلهم بكر إذا شبعوا )
يريد أن الناس كلهم إذا أخصبوا عدو لكم كبكر بن وائل قال أبو علي ومعنى صائب على مذهب أبي العباس في معنى البيت قاصد كما قال جميل


( وما صائب من نابل قذفت به ** يد وممر العقدتين وثيق )
فيكون معنى قوله منطق صائب أي قاصد للصواب وإن لم يصب وتلحن أحيانا أي تصيب وتفطن ثم قال وخير الحديث ما كان لحنا أي إصابة وفطنة
قال أبو علي ومعنى قوله عز وجل { وغدوا على حرد قادرين } أي على قصد قال الجميج
( أما إذا حردت حردي فجرية ** ضبطاء تسكن غيلا غير مقروب )
أي قصدت قصدي وقال الآخر
( أقبل سيل جاء من أمر الله ** يحرد حرد الجنة المغله )
أي يقصد قصدها وقال أبو عبيدة معنى قوله على حرد أي على غضب وحقد وأجاز ما ذكرناه قال ويجوز أن يكون على حرد معناه على منع واحتج بقول العباس بن مرداس السلمي
( وحارب فإن مولاك حارد نصره ** ففي السيف مولى نصره لا يحارد )
وحارد عندي في هذا البيت بمعنى قل يقال حاردت الإبل إذا قلت ألبانها قال الكميت
( وحاردت النكد الجلاد ولم يكن ** لعقبة قدر المستعيرين معقب )
ويقال حرد الرجل حردا بفتح الراء ومن العرب من يقول حرد الرجل حردا بتسكين الراء إذا غضب وأنشد أبو عبيدة للأشهب بن رميلة
( أسود شرى لاقت أسود خفية ** تساقوا على حرد دماء الأساود )
وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال حدثنا إسماعيل بن أحمد بن حفص سمعان النحوي قال حدثنا أبو عمر الضرير قال حدثنا عباد بن حبيب بن المهلب عن موسى بن محمد بن إبراهيم التميمي عن أبيه عن جده قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم جالس مع أصحابه إذ نشأت سحابة فقالوا يا رسول الله هذه سحابة فقال كيف ترون قواعدها قالوا ما أحسنها وأشد تمكنها قال وكيف ترون رحاها قالوا ما أحسنها وأشد استدراتها قال وكيف ترون بواسقها قالوا ما أحسنها وأشد استقامتها

إسمهان الجادوي 07-24-2021 01:47 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
قال وكيف ترون برقها أوميضا أم خفيا أم يشق شقا قالوا بل يشق شقا قال فكيف ترون جونها قالوا ما أحسنه وأشد سواده فقال صلى الله عليه وسلم الحيا فقالوا يا رسول الله ما رأينا الذي هو منك أفصح قال وما يمنعني من ذلك فإنما أنزل القران بلساني لسان عربي مبين
قال أبو علي قواعدها أسافلها واحدتها قاعدة فأما القواعد من النساء فواحدتها قاعد وهي التي قعدت عن الولد وذهب حرم الصلاة عنها ورحاها وسطها ومعظمها وكذلك رحى الحرب وسطها ومعظمها حيث استدار القوم قال الشاعر
( فدارت رحانا بفرسانهم ** فعادوا كأن لم يكونوا رميما )
وبواسقها ما علا منها وارتفع واحدتها باسقة وكل شيء ارتفع وطال فقد بسق يقال قد بسقت النخلة قال الله عز وجل { والنخل باسقات } وكذلك بسق النبت فكثر في كلامهم حتى قالوا بسق فلان على قومه أي علاهم في الشرف والكرم
والوميض اللمع الخفي قال امرؤ القيس
( أعني على برق أراه وميض ** يضئ حبيا في شمارخ بيض )
ويقال أومض البرق يومض إيماضا إذا لمع لمعا خفيا وأومض بعينه إذا غمز بعينه
والخفي البرق الضعيف قال أبو عمرو خفى البرق يخفي خفيا إذا برق برقا ضعيفا وقال الكسائي خفا يخفو خفوا
وجونها أسودها والجون من الأضداد يكون الأسود ويكون الأبيض قال الأصمعي وأتي الحجاج بدرع وكانت صافية بيضاء فجعل لا يرى صفاءها فقال له رجل وكان فصيحا
قال أبو عمر وهو أنيس الجرمي إن الشمس جونة يعني شديدة البريق والصفاء فقد غلب صفاؤها بياض الدرع وأنشد
( يبادر الآثار أن تؤبا ** وحاجب الجونة أن يغيبا )
وأنشد أبو عبيدة
( غير يا بنت الحليس لوني ** طول الليالي واختلاف الجون )


وسفر كان قليل الأون
أي الفتور وقال الفرزدق يصف قصرا أبيض
( وجون عليه الجص فيه مريضة ** تطلع منها النفس والموت حاضره ) والحيا مقصور الغيث والخصب وجمعه أحياء قال الأخطل
( ربيع حيا ما يستقل بحمله ** سؤوم ولا مستنكش البحر ناضبه )
وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله
( إنا ملوك حيا للتابعين لنا ** مثل الربيع إذا ما نبته نضرا )
وقرئ على أبي بكر يوسف بن يعقوب بن إسحق بن البهلول الأزرق في مسجد الرصافة وأنا أسمع قال حدثنا حميد قال حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا عثمان بن حكيم قال أخبرنا عامر بن سعد عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاهها أو يقتل صيدها وقال المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لا يخرج منها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه ولا يصبر أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت شهيدا أو شفيعا يوم القيامة هكذا سمعت بلاله
قال أبو علي الابة واللوبة الحرة فمن قال لابة قال في جمعها لاب ومن قال لوبة قال في الجمع لوب قال سلامة ابن جندل
( حتى تركنا وما تثنى ظعائننا ** يأخذن بين سواد الخط فاللوب )
والعضاه كل شجر له شوك يعظم ومن أعرف ذلك الطلح والسلم والسيال والعرفط والسمر والشبهان والكنهبل والواحدة عضة قال الراعي
( وخادع المجد أقوام لهم ورق ** راح العضاه به والعرق مدخول )
واللأواء الشدة قال رؤبة
لأواءها والأزل والمظاظا
الأزل الضيق والمظاظ المشارة يقال ماظظت فلانا مماظة ومظاظا
قال أبو علي وقرئ على الأزرق وأنا أسمع قال حدثنا بشر


ابن مطر قال حدثنا سفيان عن عمرو عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار فقلت إني أفعل ذلك فقال إنك إن فعلت ذلك هجمت عيناك ونفهت نفسك إن لعينك حقا ولأهلك حقا ولنفسك حقا فقم ونم وصم وأفطر
قال أبو علي قال أبو عمرو الشيباني هجمت عينه وخوصت وقدحت ونقنقت عينه نقنقة كل ذلك إذا غارت
وقال الأصمعي حجلت عينه وهجمت كلاهما غارت
وجاء حاجلة عينه وأنشد
( وأهلك مهر أبيك الدواء ** ليس له من طعام نصيب )
( فتصبح حاجلة عينه ** لحنواسته وصلاه غيوب )
وحاجلة من حجلت بالتخفيف والأكثر حجلت بالتشديد فهي محجلة
ونفهت أعيت ويقال للمغي نافة ومنفه وجمع النافه نفه قال رؤبة
( به تمطت غول كل ميله ** بنا حراجيج المهاري النفه ) والميله الذي يوله سالكه أي يحيره
وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله تعالى قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله عن عمه عبد الملك بن قريب قال سمعت أعرابيا يدعو الله وهو يقول هربت إليك بنفسي يا ملجأ الهاربين بأثقال الذنوب أحملها على ظهري لا أجد شافعا إليك إلا معرفتي بأنك أكرم من قصد إليه المضطرون وأمل فيما لديه الراغبون يا من فتق العقول بمعرفته وأطلق الألسن بحمده وجعل ما امتن به من ذلك على خلقه كفاء لتأدية حقه لا تجعل للهوى على عقلي سبيلا ولا للباطل على عملي دليلا
وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا السكن بن سعيد عن محمد بن عباد عن ابن الكلبي عن أبيه قال لما قتل عبد الملك مصعب بن الزبير دخل الكوفة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ثم قال أيها الناس إن الحرب صعبة مرة وإن السلم أمن ومسرة وقد زبنتنا الحرب وزبناها فعرفناها وألفناها فنحن بنوها وهي أمنا
أيها الناس فاستقيموا على سبل الهدى ودعوا الأهواء المردية وتجنبوا فراق جماعات المسلمين

إسمهان الجادوي 07-24-2021 01:48 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
ولا تكلفونا أعمال المهاجرين الأولين وأنتم لا تعملون أعمالهم ولا أظنكم تزدادون بعد الموعظة إلا شرا ولن نزداد بعد الإعذار إليكم والحجة عليكم إلا عقوبة فمن شاء منكم أن يعود بعد لمثلها فليعد فإنما مثلي ومثلكم كما قال قيس بن رفاعة
( من يصل ناري بلا ذنب ولا ترة ** يصل بنار كريم غير غدار )
( أنا النذير لكم مني مجاهرة ** كي لا ألام على نهي وإنذار )
( فإن عصيتم مقالي اليوم فاعترفوا ** أن سوف تلقون خزيا ظاهر العار )
( لترجعن أحاديثا ملعنة ** لهو المقيم ولهو المدلج الساري )
( من كان في نفسه حوجاء يطلبها ** عندي فإني له رهن بأصحار )
( أقيم عوجته إن كان ذا عوج ** كما يقوم قدح النبعة الباري )
( وصاحب الوتر ليس الدهر مدركه ** عندي وإني لدراك بأوتار )
قال أبو علي قوله زبنتنا الحرب وزبناها أي دفعتنا ودفعناها والزبن الدفع ومنه اشتقاق الزبانية لأنهم يدفعون أهل النار إلى النار ومنه قيل حرب زبون قال الشاعر
( عدتني عن زيارتها العوادي ** وحالت دونها حرب زبون )
عدتني صرفتني والعوادي الصوارف
والزبون من النوق التي ترمح عند الحلب
والخزي الهوان يقال خزي يخزى خزيا والخزاية الاستحياء يقال خزي يخزى خزاية
والمدلج الذي يسير من أول الليل يقال أدلجت أي سرت من أول الليل فأنا مدلج وادلجت أي سرت في آخره فأنا مدلج والدلجة والدلج بفتح الدال سير آخر الليل والإدلاج من أول الليل ويقال الدلج والدلجة سير الليل كله قال الراجز
( كأنها وقد براها الإخاس ** ودلج الليل وهاد قياس ** شرائج النبع براها القواس )
والدلجة بضم الدال من آخره ومن الناس من يجيز الدلجة والدلجة في كل واحد منهما كما قالوا برهة من الدهر وبرهة قال زيد الخيل


( يا بني الصيداء ردوا فرسي ** إنما يفعل هذا بالذليل )
( عودوه مثل ما عودته ** دلج الليل وإيطاء القتيل )
ويروى دلج جمع دلجة
والساري الذي يسير بالليل يقال سريت فأنا سار أي سرت ليلا وأسريت أيضا ويروى بيت النابغة على وجهين
( سرت عليه من الجوزاء سارية ** تزجي الشمال عليه جامد البرد )
وأسرت والسرى سير الليل
والحوجاء الحاجة
والعوج في كل ما كان منتصبا مثل الإنسان والعصا وما أشبههما والعوج في الدين والأمر وما أشبههما
والوتر الذحل بكسر الواو لا غير والوتر بفتح الواو وكسرها الفرد ويقرأ والشفع والوتر والوتر الفتح لغة أهل الحجاز والكسر لغة تميم وأسد وقيس ويقولون في الوتر الذي هو الفرد أوترت فأنا أوتر إيتارا وفي الذحل وترته فأنا أتره وترا وترة
وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا أبو عثمان قال أخبرني العتبي عن أبيه أن عبد الملك بن مروان رحمه الله كان يوجه إلى مصعب جيشا بعد جيش فيهزمون فلما طال ذلك عليه واشتد غمه أمر الناس فعسكروا ودعا بسلاحه فلبسه فلما أراد الركوب قامت إليه أم يزيد ابنه وهي عاتكة بنت يزيد بن معاوية فقالت يا أمير المؤمنين لو أقمت وبعثت إليه لكان الرأي فقال ما إلى ذلك من سبيل فلم تزل تمشي معه وتكلمه حتى قرب من الباب فلما يئست منه رجعت فبكت وبكى حشمها معها فلما علا الصوت رجع إليها عبد الملك فقال وأنت أيضا ممن يبكي قاتل الله كثيرا كأنه كان يرى يومنا هذا حيث يقول
( إذا ما أراد الغزو لم تثن همه ** حصان عليها نظم در يزينها )
( نهته فلما لم تر النهي عاقه ** بكت فبكى مما شجاها قطينها )
ثم عزم عليها بالسكوت وخرج
وقال أبو علي وبعد هذين البيتين يقول
( ولم يثنه يوم الصبابة بثها ** غداة استهلت بالدموع شؤونها


( ولكن مضى ذو مرة متثبت ** بسنة حق واضح مستبينها )
وفي عبد الملك يقول كثير
( أحاطت يداه بالخلافة بعدما ** أراد رجال آخرون اغتيالها )
وفي هذه القصيدة يقول فيه أيضا
( فما أسلموها عنوة عن مودة ** ولكن بحد المشرفي استقالها )
( وكنت إذا نابتك يوما ملمة ** نبلت لها أبا الوليد نبالها )
( سموت فأدركت العلاء وإنما ** يلقى عليات العلا من سما لها )
( وصلت فنالت كفك المجد كله ** ولم تبلغ الأيدي السوامي مصالها )
وحدثني أبو بكر بن دريد رحمه الله قال حدثنا السكن بن سعيد عن محمد بن عباد عن هشام قال قال العباس بن الوليد بن عبد الملك لمسلمة بن عبد الملك
( ألا تقنى الحياء أبا سعيد ** وتقصر عن ملاحاتي وعذلي )
( فلولا أن أصلك حين تمنى ** وفرعك منتمى فرعي وأصلي )
( وأني إن رميتك هضت عظمي ** ونالتني إذا نالتك نبلي )
( لقد أنكرتني إنكار خوف ** يضم حشاك عن شتمي وأكلي )
( كقول المرء عمر وفي القوافي ** لقيس حين خالف كل عدل )
( عذيري من خليلي من مراد ** أريد حياته ويريد قتلي )
يريد عمرو بن معد يكرب وقيس بن مكشوح
وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال حدثني من سمع أعرابيا يقول لصديق له دع ما يسبق إلى القلوب إنكاره وإن كان عندك اعتذاره فليس من حكى عنك نكرا توسعه فيك عذرا قال وأخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال قال أعرابي كبير السن أصبحت والله تقيدني الشعره وأعثر بالبعره وقد أقام الدهر صعري بعد أن أقمت صعره
قال أبو علي الصعر الميل


وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا عبد الرحمن عن عمه قال أنشدنا بعض أهل المدينة لخارجة ابن فليح المللي
( ألا طرقتنا والرفاق هجود ** فباتت بعلات النوال تجود )
( ألا طرقت ليلى لقى بين أرحل ** شجاه الهوى والنأي فهو عميد )
( فليت النوى لم تسحق الخرق بيننا ** وليت الخيال المستراث يعود )
( إذا لأقاد النفس من فجعة الهوى ** بليلى وروعات الفؤاد مقيد )
( كأن الدموع الواكفات بذكرها ** إذا أسلمتهن الجفون فريد )
( إذا أدبرت بالشوق أعقاب ليلة ** أتاك بها يوم أغر جديد )
حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج أنت عندي كسالم فلم يدر ما هو فكتب إلى قتيبة يسأله فكتب إليه أن الشاعر يقول
( يديرونني عن سالم وأديرهم ** وجلدة بين الأنف والعين سالم )
ثم كتب إليه مرة أخرى أنت عندي قدح ابن مقبل فلم يدر ما هو فكتب إلى قتيبة يسأله وكان قتيبة قد روى الشعر فكتب إليه أن ابن مقبل نعت قدحا له فقال
( غدا وهو مجدول وراح كأنه ** من المش والتقليب بالكف أفطح )
( خروج من الغمى إذا صك صكة ** بدا والعيون المستكفة تلمح )
قال أبو علي المش المسح والمشوش المنديل قال امرؤ القيس
( نمش بأعراف الجياد أكفنا ** إذا نحن قنا عن شواء مضهب )
والغمى الشدة التي تغم أي تغطي والمستكفة من قولهم استكففت الشيء إذا وضعت يدك على حاجبك تنظر هل تراه كالذي يستظل من الشمس
وقال الأصمعي من أمثال العرب العير أوقى لدمه يقال ذلك للرجل أي أنه أشد إبقاء على نفسه ويقال الرباح مع السماح يريد أن المسامح أحرى أن يربح ويقال عبد صريخه أمة يضرب مثلا للضعيف يستصرخ بمثله
وقرأنا على أبي بكر بن دريد قول الشاعر


( ولقد مررت على قطيع هالك ** من مال أشعث ذي عيال مصرم )
( من بعد ما اعتلت علي مطيتي ** فأزحت علتها فظلت ترتمي )
القطيع السوط
والهالك الضائع
والمصرم المقل المخف يقول كانت ناقتي قد اعتلت علي فلما أصبت السوط فضربتها به ظلت ترتمي أي تترامى في سيرها
وحدثنا أبو عبد الله قال أخبرني أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي عن أبي معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه قال مكتوب في الحكمة يا بني لتكن كلمتك طيبة ووجهك بسطا تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء وأنشدنا أبو عبد الله
( وكم من مليم لم يصب بملامة ** ومتبع بالذنب ليس له ذنب )
( وكم من محب صد من غير بغضة ** وإن لم يكن في ود خلته عتب )
وحدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد قال أخبرني عمي عن أبيه عن ابن الكلبي قال قالت عجوز من العرب لثلاث بنات لها صفن ما تحببن من الأزواج
فقالت الكبرى أريد أروع بساما أحذ مجذاما سيد ناديه وثمال عافيه ومحسب راجيه فناؤه رحب وقياده صعب
وقالت الوسطى أريده عالي السناء

إسمهان الجادوي 07-24-2021 01:49 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 

مصمم المضاء
عظيم نار
متمم أيسار يفيد ويبيد
ويبدئ ويعيد
هو في الأهل صبي
وفي الجيش كمي
تستعبده الحليله
وتسوده الفضيلة
وقالت الصغرى أريده بازل عام
كالمهند الصمصام
قرانه حبور
ولقاؤه سرور
إن ضم قضقض
وإن دسر أغمض
وإن أخل أحمض
قالت أمها فض فوك لقد فررت لي شرة الشباب جذعة
قال أبو علي قال أبو زيد الأروع والنجيب واحدوهما الكريم
وقال غيره الأروع الذي يروعك جماله
والأحذ ههنا الخفيف السريع والأحذ أيضا الخفيف الذنب ومنه قيل قطاة حذاء
وقال أبو بكر بن دريد الحذذ الخفة والسرعة والقطاة الحذاء السريعة الطيران ويقال القليلة ريش الذنب وحذ الشيء يحذه حذا إذا قطعه قطعا سريعا والحذة القطعة من اللحم وأنشد الأعشى


( تكفيه حذة فلذان ألم بها ** من الشواء ويروى شربه الغمر )
قال ويروى حزة فلذ وقال أبو عبيدة في قول عتبة بن غزوان حين خطب الناس فقال
( أن الدنيا قد ادنت بصرم وولت حذاء ** فلم يبق منها الإصبابة كصبابة الأناء )
قال عمرو وغيره الحذاء السريعة الحفيفة التي قد انقطع آخرها ومنه قيل للقطاة حذاء لقصر ذنبها مع خفتها وقال النابغة الذبياني
( حذاء مدبرة سكاء مقبلة ** للماء في النحر منها نوطة عجب )
قال ومن هذا قيل للحمار القصير الذنب أحذ قال أبوعلى أصل هذه الكلمة عندي الخفة ولم أسمع في بيت أعشى باهلة حذة فلذ بالذال إلا من أبى بكر رفإن صحت هذه الرواية فلا تكون الحذه إلا القطعة الخفيفة والمجذام مفعال من الجذم والجذم القطع تريد أنه قطاع للأمور
والنادي والندى المجلس
والثمال الغياث وثمال القوم غياتهم ومن يقوم بأمرهم يقال فلان ثمال لبني فلان إذا كان يقوم بأمرهم ويكون أصلالهم وغياثا ويقال هو يثملهم والمرأة تمثل الصبيان أي تكون أصلالهم قال الحطيئة
( فدى لابن حصن ما أريح فإنه ** ثمال اليتامى عصمة في المهالك )
والثمل ساكنة الميم المقام والخفض يقال ليست دارنا بدار ثمل قال أسامة بن الحرث الهذلي
( كفيت النسا نسال حدوديقة ** إذا سكن الثمل الظباء الكواسع )
كفيت النسا أي سريع العدو وتلخيص معناه أن تقول الكفيت السريع والنسا عرق في الفخذ يجري إلى الساق فكأنه قال سريع الرجل وإذا كان سريع الرجل كان سريع العدو والكواسع التي تكسع بأذنابها من الذباب ويقال اختار فلان دار الثمل أي دار الخفض والمقام وثمل فلان فما يبرح والثميلة البقية تبقى من العلف والماء في بطن البعير وغيره والجميع الثمائل قال ذو الرمة
( وأدرك المتبقى من ثميلته ** ومن ثمائلها واستنشئ الغرب )
والثميلة البقية تبقى من الماء في الصخرة أو الوادي وقد قالوا الثميل الماء الذي يبقى في الوادي


بعد مضي السيل عنه قال الأعشى
( بناجية كأتان الثميل ** تقضي السرى بعد أين عسيرا )
والأتان الصخرة تكون في الماء وإذا كانت في الماء القليل فأصابتها الشمس صلبت والثمالة رغوة اللبن يقال حقنت الصريح وثملت الرغوة يريد بقيت قال مزرد
( إذا مس خرشاء الثمالة أنفه ** ثنى مشفريه للصريح فأقنعا )
وقال الأصمعي الثمالة ما بقي في العلبة من الرغوة خاصة والثمالة ما بقي في الحوض من الماء وهو أيضا ما بقي في البطن من الماء والطعام ويقال سقاه المثمل يريد سقاه السم
قال أبو نصر ونرى أنه أنقع فبقي وثبت وسيف ثامل أي باق في أيدي أصحابه زمانا كذا قال الأصمعي وقال أبو عمرو قديم لا عهد له بالصقال وقال خالد بن كلثوم هو الذي فيه بقية قال ابن مقبل
( لمن الديار عرفتها بالساحل ** وكأنها ألواح سيف ثامل )
والثملة الصوفة تجعل في الهناء ثم يطلى بها البعير أنشد الأصمعي
( ممغوثة أعرضهم ممرطله ** كما تلاث في الهناء الثمله )
والثملة ساكنة الميم الحب والتمر والسويق يكون في الوعاء إلى نصفه فما دونه والجماع الثمل والثملة ما أخرجت من أسفل الركية من التراب والطين وهذان الحرفان رويناهما عن أبي عبيد بضم الثاء وعن أبي نصر بفتح الثاء ويقال ثمل يثمل ثملا إذا أخذ الشراب فيه
وعافيه الذين يعفونه أي يأتونه يقال عفاه يعفوه واعتفاه يعتفيه وعراه يعروه واعتراه يعتريه واعتره يعتره وعره يعره ومحسب كاف أنشدنا أبو بكر بن الأنباري لامرئ القيس
( فتملأ بيتنا أقطا وسمنا ** وحسبك من غنى شبع ورى )
أي يكفيك الشبع والري وفناؤه رحب أي واسع ويقال فناء الدار وثناؤها والسناء من الشرف ممدود من الضوء مقصور والمصمم من الرجال الذي يمضي في الأمور


لا يرد عزمه شيء والمصمم من السيوف الذي يمضي في الضرائب لا يحبسه شيء وأيسار جمع يسر وهو الذي يدخل مع القوم في القداح وهو مدح وقال الشاعر
( وراحلة نحرت لشرب صدق ** وما ناديت أيسار الجزور )
والبرم الذي لا يدخل مع القوم في الميسر وهو ذم وجمعه أبرام قال متمم
( ولا برم تهدي النساء لعرسه ** إذا القشع من برد الشتاء تقعقعا )
ويقال كان رجل برما فجاء إلى امرأته وهي تأكل لحما فجعل يأكل بضعتين بضعتين فقالت له امرأته أبرما قرونا فأرسلتها مثلا
وقال أبو زيد الكمي الجريء المقدم كان عليه سلاح أو لم يكن وقال غيره الذي يكمي شجاعته في نفسه أي يسترها وقال ابن الأعرابي الكمي الشجاع وسمى كميالأنه يتكمى الأقران لا يكع ولا يجبن عن قرنه أي يقصد وكل ما اعتمدته فقد تكميته وأنشد
( بل لو شهدت الناس اذتكموا ** بقدر حم لهم وحموا )
( وغمة لو لم تفرج غموا ** )
وحليلة الرجل امرأته وحليلته أيضا جارته التي تحاله وتنزل معه قال الشاعر
( ولست بأطلس الثوبين يصبى ** حليلته إذا هجع النيام )
وعرس الرجل امرأته أيضا قال امرؤ القيس
( كذبت لقد أصبى على المرء عرسه ** وأمنع عرسي أن يزن بها الخالي )
وهو أيضا عرسها وهي حنته قال كثير
( فقلت لها بل أنت حنة حوقل ** جرى بالفرى بيني وبينك طابن )
والفرى جمع فرية وقال الشاعر
( ما أنت بالحنة الودود ولا ** عندك خير يرجى لملتمس )
وهي طلته أيضا قال الشاعر
( وإن امرأ في الناس كنت ابن أمه ** تبدل مني طلة لغبين )


( دعتك إلى هجري فطاوعت أمرها ** فنفسك لا نفسي بذاك تهين )
وقال الآخر
( ألا بكرت طلتي تعذل ** وأسماء في قولها أعذل )
( تريد سليماك جمع التلاد ** والضيف يطلب ما يأكل )
وربضه وربضه أيضا والربض كل ما أويت إليه قال الشاعر
( جاء الشتاء ولما أتخذ ربضا ** يا ويح كفى من حفر القراميص )
والقرموص حفرة يحتفرها الصائد إلى صدره فيدخل فيها إذا اشتد عليه البرد والقرموص أيضا مبيض القطاة وقعيدة الرجل أيضا امرأته قال الأسعر الجعفي
( لكن قعيدة بيتنا مجفوة ** باد جناجن صدرها ولها غنى )
وزوجه أيضا قال الأصمعي ولا تكاد العرب تقول زوجته وقال يعقوب يقال زوجته وهي قليلة قال الفرزدق
( وإن الذي يسعى ليفسد زوجتي ** كساع إلى أسد الشرى يستبيلها )
وهي بعله أيضا وبعلته وأنشد الفراء
( شر قرين للكبير بعلته ** تولغ كلبا سؤره أو تكفته )
يعني أن امرأته قد تقذرته حين كبر فإذا شرب لبنا وبقى سؤره والسؤر بقية الشراب في الإناء تولغه كلبا أو تكفته أي تقلبه على الأرض وبيته أيضا قال الراجز
( أقول إذ حوقلت أو دنوت ** وبعض حيقال الرجال الموت )
( مالي إذا أنزعها صأيت ** أكبر غيرني أم بيت )
وشهلته أيضا أنشدني أبو بكر الأنباري
( له شهله شابت وما مس جيبها ** ولا راحتيها الششنتين عبير )
والشهلة أيضا العجوز قال الراجز
( باتت تنزى دلوها تنزيا ** كما تنزى شهلة صبيا )


وجثلته ومعزبته امرأته وقال غيره وحوبته أيضا وقال أبو زيد والحوبة القرابة من قبل الأم وكذلك كل ذي رحم محرم قال أبو يعقوب الحوبة الأم والفصيلة رهط الرجل الأدنون وقال ابن الكلبي الشعب أكثر من القبيلة ثم القبيلة ثم العمارة ثم البطن ثم الفخذ وأسرة الرجل رهطه الأدنون وكذلك فصيلته
وقولها أريده بازل عام أي تام الشباب كامل القوة لان البعير أتم ما يكون شبابا وأكمله قوة إذا كان بازل عام قال الأصمعي إذا وضعت الناقة فولدها سليل وقبل أن يعلم أذكر هو أم أنثى فإذا علم فإذا علم فإن كان ذكرا فهو سقب وأمه مسقب وإن كانت أنثى فهي حائل وأمها أم حائل قال الهذلي
( فتلك التي لا يبرح القلب حبها ** ولا ذكرها ما أرزمت أم حائل )
وهي مؤنث وقد آنثت أي جاءت بأنثى وقد أذكرت فهي مذكر إذا جاءت بذكر فإن كان من عادتها أن تضع الإناث فهي مئناث وكذلك مذكار إذا كان من عادتها أن تضع الذكور فإذا قوي ومشى مع أمه فهو راشح والأم مرشح فإذا حمل في سنامه شحما فهو مجذ ومكعر ثم هو ربع قال الأصمعي حدثني عيسى بن عمر قال سألت جبر بن حبيب أخا امرأة العجاج عن الهبع والربع فقال الربع ما نتج في أول النتاج والهيع ما نتج في آخر النتاج فإذا مشى الهبع مع الربع أبطره ذرعا فهبع بعنقه أي استعان به ثم هو حوار فإذا فصل عن أمه والفصال الفطام فهو فصيل والجمع فصلان وفصلان ومنه الحديث لا رضاع بعد فصال فإذا أتى عليه حول فهو ابن مخاض وإنما سمي ابن مخاض لأن أمه لحقت بالمخاض وهي الحوامل وإن لم تكن حاملا فإذا استكمل السنة الثانية ودخل في الثالثة فهو ابن لبون والأنثى بنت لبون وإنما سمي ابن لبون لأن أمه كانت من المخاض في السنة الثانية ثم وضعت في الثالثة فصار لها لبن لبون وهو ابن لبون فلا يزال كذلك حتى يستكمل الثالثة فإذا دخل في الرابعة فهو حينئذ حق والأنثى حقه وإنما قيل لها حقه لأنها قد استحقت أن يحمل عليها وتركب فإذا استكمل الرابعة ودخل في الخامسة فهو جذع والأنثى جذعة فإذا دخل في السادسة فهو ثني والأنثى ثنية فإذا دخل في السابعة فهو رباع والأنثى



إسمهان الجادوي 07-24-2021 01:50 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
رباعية فإذا دخل في الثامنة فهو سديس وسدس والأنثى سديسة فإذا دخل في التاسعة وبزل نابه فهو بازل يقال بزل نابه يبزل بزولا وشقأ نابه يشقأ شقوأ وشقأ وشقى أيضا وشق يشق شقوقا وفطر يفطر فطورا وبزغ وصبأ وعرد يعرد عرودا فإذا دخل في العاشرة فهو مخلف ثم ليس له اسم بعد الأخلاف ولكن يقال بازل عام وبازل عامين ومخلف عام ومخلف عامين وقضقض أي حطم كما يقضقض الأسد الفريسة وهو أن يحطمها وينفصها فتسمع لعظامها صوتا والأسد القضقاض الحطام قال رؤبة
( كم جاوزت من حية نضناض ** وأسد في في غيله قضقاض )
( ليث على أقرانه رباض ** يلقي ذراعي كلكل عرباض )
والعرباض الثقيل العظيم ودسر دفع ومنه قول ابن عباس رضي الله عنهما في العنبر إنما هو شيء دسره البحر أي لا زكاة فيه
قال وقرأنا على أبي بكر بن دريد رحمه الله قول الشاعر
( فأصبحت من سلمى كذى الداء لم يجد ** طبيبا يداوى ما به فتطببا )
( فلما اشتفى مما به عل طبه ** على نفسه من طول ما كان جربا )
يقول لما لم يجد إليها سبيلا داوى نفسه بالهجران فلما رأى ذلك قد نفعه عل الهجران أي فعله ثانية
وحدثنا الأخفش قال أنبأني أبو الفياض بن أبي شراعة عن أبي شراعة قال حدثني عبد الله بن محمد بن بشير البصري قال علق أبي جارية لبعض الهاشميين فبعثت إليه أمي تعاتبه فكتب إليها
( لا تتبعن لوعة إثرى ولا هلعا ** ولا تقاسن بعدي الهم والجزعا )
( بل أئتسى تجدي إن ائتسيت أسا ** بمثل ما قد فجعت اليوم قد فجعا )
( ما تصنعين بعين عنك طامحة ** إلى سواك وقلب عنك قد نزعا )
( إن قلت قد كنت في ود تكرمة ** فقد صدقت ولكن ذاك قد منعا )
( وأي شيء من الدنيا سمعت به ** إلا إذا صار في غاياته انقطعا )


( لم تبق عينا حسين عند لحظهما ** لغيرها في فؤادي بعدها طمعا )
( ومن يطيق مذك عند صبوته ** ومن يقوم لمستور إذا خلعا )
وأنشدنا الأخفش قال قرأت على أبي العباس الأحول الأعرابي
( يا منشر الموتى أقدني من التي ** بها نهكت نفسي سقاما وعلت )
( لقد بخلت حتى لو أنى سألتها ** قذى العين من ضاحى التراب لظنت )
( فا أم بو هالك بتنوفة ** إذا ذكرته آخر الليل حنت )
( بأكثر مني لوعه غير أنني ** أطامن أحشائي على ما أجنت )
وقرأت على أبي بكر بن دريد رحمه الله
( أبت الروادف والثدى لقمصها ** مس البطون وأن تمسى ظهورا )
( وإذا الرياح مع العشى تناوحت ** نبهن حاسدة وهجن غيورا )
وأنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي المعروف بنفطويه وأنشدنا الأخفش أيضا قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب النحوي
( فلم أرهالكا كبنى صريم ** تلفهم التهائم والنجود )
( أجل جلالة وأعز فقدا ** وأقضى للأمور وهم قعود )
( وأكثرنا ناشئا وأعز فقدا ** وأقضى للأمور وهم قعود )
( وأكثرنا ناشئا مخراق حرب ** يعين على السيادة أو يسود )
وأنشدنا إبراهيم أيضا قال أنشدنا أحمد بن يحيى
( وكنت مجاورا لبني سعيد ** فأفقد نيهم ريب الزمان )
( فلما أن فقدت بني سعيد ** فقدت الود إلا باللسان )
وحدثنا أبو بكر بن دريد قال أخبرني عمي عن أبيه عن ابن الكلبي قال وفد علبة بن مسهر الحرثي والمنتشر أحد فوارس الأرباع الذين يقول لهم الأجدع الهمداني
( وسألتني بركائبي ورحالها ** ونسيت قتل فوارس الأرباع )
إلى ذي فائش الملك الحميري وكان ذو فائش يحب اصطناع سادات العرب ويقرب مجالسهم


ويقضى حوايجهم وكان علبة شاعرا حدثا طريفا فقال له الملك يا علبة ألا تحدثني عن أبيك وأعمامك وتصف لي أحوالهم فقال بلى ايها الملك وهم أربعة زياد ومالك وعمرو ومسهر فأما زياد فما استل سيفه مذ ملكت يده قائمه الا أغمدة في جثمان بطل أو شوامت جمل وكان إذا حملق النجيد وصلصل الحديد وبلغت النفس الوريد اعتصمت بحقويه الأبطال اعتصام الوعول بذرى القلال فذاد عنهم الأبطال ذياد القروم عن الأشوال وأما مالك فكان عصمة الهوالك إذا شبهت الأعجاز بالحوارك يفرى الرعيل فرى الأديم بالازميل ويخبط البهم خبط الذئب نقاد الغنم وأما عمرو فكان إذا عصبت الأفواه وذبلت الشفاه وتفادت الكماه خاض ظلام العجاج وأظفأ نار الهياج وألوى بالاعراج وأردف كل طفلة مغناج ذات بدن رجراج ثم قال لأصحابه عليكم النهاب والأموال الرغاب عطاء لا ضنين شكس ولاحقلد عكس وأما مسهر فكان الدعاف الممقر والليث المخدر يحيي الحرب ويسعر ويبيح النهب فيكثر ولا يحتجن ولا يستأثر فقال له الملك لله أبوك مثلك فليصف أسرته
قال أبو علي الحدث الحسن الحديث والحديث الكثير الحديث والحدث الشاب فإذا ذكروا السن قالوا حديث السن ولم يقولوا حدث السن والحدث الذي يتحدث إلى النساء يقال هو حدث نساء وزير نساء إذا كان يكثر زيارتهن قال مهلهل
( فلو نبش المقابر عن كليب ** فيخبر بالذنائب اي زير )
أراد فيخبر بالذنائب أى زيرأنا وذلك أن كليبا كان يعيره فيقول إنما أنت زير نساء وهو تبع نساء إذا كان يتبعهن وخلب نساء أي يلصق بقلوبهن ويحل منهن محل الخلب قال أبو زيد الخلب حجاب القلب ومنه قيل إنه لخلب نساء أي يحببنه وأنشد غيره
( يا بكرين ويا خلب الكبد ** أصبحت منى كذراع من عضد )
ويقول أهل اليمن هو خلم نساءوا لخلم الصديق وجمعه أخلام وزادني أبو عمرو عن أبي العباس عن ابن الأعرابي وعجب نساء أي يعجب النساء وقوله في جثمان بطل قال الأصمعي


الجثمان الشخص والجثمان جماعة الجسم وهو التجاليد أيضا أنشدنا أبو بكر عن أبي حاتم عن الأصمعي
( ينبى تجاليدي وأقتادها ** ناو كراس الفدن المؤيد )
والأجلاد التجاليد قال الأسود بن يعفر
( أما تريني قد بليت وشفنى ** ما غيض من بصري ومن أجلادي )
( يريد ما نقص من بصري ومن جسمي ** ويقال لشخص الإنسان الطلل )
والآل والسمامة ويقال لأعلى شخصه السماوة والشبح والشبح جميعا الشخص قال الشاعر يصف ظليما
( هجوم عليها نفسه غير أنه ** متى يرم في عينيه بالشج ينهض )
( والشدف الشخص وجمعه شدوف قال ساعدة بن جؤية
( موكل بشدوف الصوم ينظرها ** من المغارب مخطوف الحشازرم )
يصف ثورا قال الأصمعي الصوم شجر يشبه الناس فهو يرقبه يخشى أن يكون ناسا ويقال قامة الإنسان وقومية الإنسان قال العجاج صلب القناة سلهب القومية وقومته وقوامه ويقال هو قوام هذا الأمر بكسر القاف إذا كان يقوم به والأمة القامة وجمعها أمم قال الأصمعي وصف أعرابي رجلا فقال إنه لحسن الوجه حليف اللسان طويل الأمة والحليف الحديد من كل شيء يقال لسان حليف وسنان حليف الغرب قال الأعشى
( وإن معاوية الأكرمين ** حسان الوجوه طوال الأمم )
وقال أبو عبيدة الطن القامة وقوله أوشوامث جمل فالشوامت القوائم يريد أنه يعقر الإبل للضيفان وحملق انقلب حملاقه والحملاق باطن الجفن والنجيد الشجاع يقال نجد الرجل ينجد نجدة فهو نجيد والنجد الشجاع وكذلك النجد والنجدة الشجاعة هذا قول أبي نصر صاحب الأصمعي وتابعه على ذلك يعقوب في بعض المواضع ثم قال في موضع


آخر النجد السريع الإجابة إلى الداعي إذا دعاه إلى خير أو شر وهو النجد ويقال ما كان نجدا ولقد نجد ينجد نجاده وأنجدته إنجادا فأما النجدة فالفزع في أي وجه كان وهذا قول أبي زيد ويقال استنجد فلان فلانا فأنجده أي أعانه
وقال أبو عبيدة نجدت الرجل أنجده غلبته وأنجدته أعنته والنجد ما ارتفع من الأرض وبه سميت نجد لأنها ارتفعت عن تهامة وسميت تهامة لأنها انخفضت عن نجد فتهم ريحها أي تغير يقال تهم الدهن وتمه إذا تغير والنجد الطريق في الجبل والتنجيد التزيين يقال نجدت البيت تنجيدا قال ذو الرمة
( حتى كأن رياض القف ألبسها ** من وشي عبقر تجليل وتنجيد )
والنجود ما ينجد به البيت واحدها نجد والنجود من الحمر الحائل ويقال الطويلة والنجاد حمائل السيف والأنجاد الأخذ في بلاد نجد والنجد العرق يقال نجد الرجل ينجد نجدا إذا عرق قال النابغة
( يظل من خوفه الملاح معتصما ** بالخيزرانة بعد الأين والنجد )
والمنجود المكروب قال أبو زبيد
( صاديا يستغيث غير مغاث ** ولقد كان عصرة المنجود )
وصلصل صوت والوريدان حبلا العنق والأشوال جمع شول وهي التي جفت ألبانها وواحد الشول شائلة فأما الشائل فالتي شالت بذنبها اللقاح وجمعها شول والرعيل جماعة الخيل والأزميل الشفرة قال عبدة بن الطبيب
( عيهمة ينتحى في الأرض منسمها ** كما انتحى في أديم الصرف إزميل ) العيهمة التامة الخلق ويقال السريعة وينتحى يعتمد والصرف صبغ أحمر وقال الأصمعي الصرف صبغ يعل به الأديم فيحمر والبهم واحدها بهمة وهو الشجاع الذي لا يدرى من أين يؤتى له ويقال حائط مبهم إذا لم يكن فيه باب وا لأبهم من كل شيء المصمت الذي لا صدع فيه ولا خلط والبهيم من الخيل الذي ليس به وضح والنقاد جمع


نقد وهي صغار الغنم ويقال نقد الضرس إذا ائتكل ونقد الحافر إذا تقشر وحافر نقد ويقال النقد عند الحافرة أى عند أول كملة وقال بعض اللغويين كانت الخيل أفضل ما يباع فإذا اشترى الرجل الفرس قال له صاحبه النقد عند الحافر أى عند حافر الفرس في موضعه قبل أن يزول وقال الله تعالى أئنا لمردودن في الحافرة اي إلى خلقنا الأول وأنشدنا ابن الأنباري
( أحافرة على صلع وشيب ** معاذا الله من سفه وعار )
أي أأرجع إلى الصبا بعد ما شبت وصلعت
وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال حدثني عمى عن أبيه عن ابن الكلبي قال قال لي أعرابي ما معنى قول الله تعالى { أئنا لمردودون في الحافرة } فقلت الخلق الأول قال فما معنى قوله تعلى { عظاما نخرة } قلت التي تنخر فيها الريح فقال أما سمعت قول صاحبنا يوم القادسية
( أقدم أخانهم على الأساوره ** ولاتهولنك رجل نادره )
( فانما قصرك ترب الساهره ** حتى تعود بعدها في الحافره )
( من بعدها صرت عظاما ناخره ** )
وعصب الريق إذا غلظ ولصق بالفم ويبس وأنشدنا أبو بكر بن دريد رحمه الله
( يعصب فاه الريق أي عصب ** عصب الجباب بشفاه الوطب )
ويقال تفادى القوم إذا استتر بعضهم ببعض قال الحطيئة
( تفادى كماة الخيل من وقع رمحه ** تفادى خشاش الطير من وقع أجدل )
وألوى أذهب والأعراج جمع عرج وهي نحو خمسمائة من الإبل
والطفلة الناعمة الرخصة يقال بنان طفل والطفلة الحديثة السن والحقلد الشيء الخلق كذا قال يعقوب والعكس والعكص بالسين والصاد العسر الأخلاق والذعاف السم السريع القتل والممقر عند بعضهم الشديد المرارة وعند بعضهم الشديد

إسمهان الجادوي 07-24-2021 01:51 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
الحموضة والمقر الصبر ويحتجن يحتكر ويخفي وأنشدنا أبو بكر بن دريد رحمه الله لأبي زبيد
( لها صواهل في صم السلام كما ** صاح القسيات في أيدي الصياريف )
( كأنهن بأيدي القوم في كبد ** طير تكشف عن جون مزاحيف )
وصف مساحي
والسلام الحجارة
والصياريف الصيارفة ثم شبه المساحي في أيدي الحفارين الذين يحفرون قبر عثمان رضي الله عنه بطير تطير عن إبل جون مزاحيف
والجون السود
والمزاحيف المعيية وإنما جعلها جونا لأنهم حفروا له في حرة فشبه الحرة بالإبل السود
وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال سألت عبد الرحمن يوما فقلت له إن رأيت أن تنشدني من أرق ما سمعته من عمك من أشعار العرب فضحك وقال والله لقد سألت عمي عن ذلك فقال يا بني وما تصنع برقيق أشعارهم فوالله إنه ليفرح القلوب ويحث على الصبابة ثم أنشدني للعلاء بن حذيفة الغنوي
( يقولون من هذا الغريب بأرضنا ** أما والهدايا إنني لغريب )
( غريب دعاه الشوق واقتاده الهوى ** كما قيد عود بالزمام أديب )
( وماذا عليكم إن أطاف بأرضكم ** مطالب دين أو نفته حروب )
( أمشي بأعطان المياه وأبتغي ** قلائص منها صعبة وركوب )
فقلت أريد أحسن من هذا فأنشدني
( لعمري لئن كنتم على النأي والغنى ** بكم مثل ما بي إنكم لصديق )
( فما ذقت طعم النوم منذ هجرتكم ** ولا ساغ لي بين الجوانح ريق )
( إذا زفرات الحب صعدن في الحشا ** كررن فلم يعلم لهن طريق )
قال أبو علي يفرح يجرح قال الهذلي
( لا يسلمون قريحا حل وسطهم ** يوم اللقاء ولا يشوون من قرحوا )
أي جرحوا وقرأ أبو عمرو إن يمسسكم قرح وقال القرح الجراح والقرح كأنه


ألم الجراح
وأطاف ألم وأنشدنا أبو بكر رحمه الله قال أنشدنا عبد الرحمن عن عمه قال أنشدتني عشرقة المحاربية وهي عجوز حيزبون زولة
( جريت مع العشاق في حلبه الهوى ** ففقتهم سبقا وجئت على رسلي )
( فما لبس العشاق حلل الهوى ** ولا خلعوا إلا الثياب التي أبلى )
( ولا شربوا كأسا من الحب مرة ** ولا حلوة إلا شرابهم فضلى )
قال أبو علي قال أبو بكر الحيزبون التي فيها بقية من الشباب والزولة الظريفة والزول الظريف وقوم أزوال والزول أيضا الداهية والزول العجب
وقال لي غير أبي بكر الحيزبون العجوز ولم يحد لها وقتا وأنشدني أبو المياس القطامي
( إلى حيزبون توقد النار بعدما ** تلفعت الظلماء من كل جانب )
وأنشدني أبو عمرو عن أبي العباس عن ابن الأعرابي
( لقد علمت سمراء أن حديثها ** نجيع كما ماء السماء نجيع )
( إذا أمرتني العاذلات بصرمها ** هفت كبد عما يقلن صديع )
( وكيف أطيع العاذلات وحبها ** ** يؤرقني والعاذلات هجوع )
قال أبو علي أنشدني ابن الأعرابي البيتين الأولين وأنشدنا أبو بكر بالإسناد الذي تقدم عن الأصمعي عن عشرقة البيت الثاني والثالث وأنشدنا الأخفش علي بن سليمان قال أنشدني إبراهيم بن المدبر لنفسه
( ما دمية من مرمر صورت ** أو ظبية في خمر عاطف )
( أحسن منها يوم قالت لنا ** والدمع من مقلتها ذارف )
( لأنت أحلى من لذيذ الكرى ** ومن أمان ناله خائف )
فأنشدته قول الآخر
( الله يعلم والدنيا مولية ** والعيش منتقل والدهر ذو دول )
( لأنت عندي وإن ساءت ظنونك بي ** أحلى من الأمن عند الخائف الوجل )


وأنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة المعروف بنفطويه قال أنشدنا أحمد بن يحيى ثعلب
( أعلى ماماء الفرات وبرده ** منى على ظما وفقد شراب )
( بألذ منك وان نأيت وقلما ** يرعى النساء أمانة الغياب )
وأنشدنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال أنشدنا أبو حاتم عن الأصمعي لأبي نخيلة
( أمسلم إني يا ابن كل خليفة ** ويا فارس الهيجا ويا قمر الأرض )
( شكرتك أن الشكر حبل من التقى ** وما كل من أوليته نعمة يقضي )
( وألقيت لما أن أتيتك زائرا ** على لحافا سابغ الطول والعرض )
( ونوهت من ذكرى وما كان خاملا ** ولكن بعض الدكر أنبه من بعض )
وحدثنا على بن سليمان الأخفش قال أنشدنا أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالي قال أنشدني عبد الصمد بن المعذل لمرة
( تمارضت كى أشجى وما بك علة ** تريدين قتلى قد رضيت بذلك )
( لئن ساءني أن نلتنى بمساءة ** لقد سرني أني خطرت ببالك )
وحدثنا أبو بكر بن دريد قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال قيل لكثير مالك لا تقول الشعر أجلبت فقال والله ما كان ذلك ولكن فقدت الشباب فما أطرب ورزئت عزة فما أنسب ومات ابن ليلى فما أرغب يعني عبد العزيز بن مروان
قال أبو على قوله أجبلت أي انقطعت عن قول الشعر أخذه من قولهم أجبل الحافر إذا انتهى إلى جبل فلم يمكنه الحفر وأنشدنا أبو عبد الله ابراهيم بن محمد بن عرفة المعروف بنفطويه النحوي يوم الأحد في سوق الثلاثاء على باب الكلواذاني صاحب ديوان السواد لكثير
( ألا تلك عزة قد أصبحت ** تقلب للهجر طرفا غضيضا )
( تقول مرضنا فاعدتنا ** وكيف يعود مريض مريضا )


وأنشدنا أبو بكر بن دريد رحمه الله عن عبد الرحمن عن عمه لأعرابي
( إذا وجدت أوار الحب ظاهره ** فمن لحر على الأحشاء يتقد )
وحدثنا أبو الحسن جحظة البرمكي عن حماد بن اسحق الموصلى وحدثنا أبو بكر ابن الأنباري قال حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب النحوي قال حدثنا حماد عن أبيه قال دخلت يوما على الرشيد فقال لي يااسحق أنشدني شيأ من شعرك فأنشدته
( وآمره بالبخل قلت لها اقصرى ** فذلك شيء ما إليه سبيل )
( أرى الناس خلان الجواد ولا أرى ** بخيلا له في العالمين خليل )
( ومن خير حالات الفتى لو علمته ** إذا نال شيأ أن يكون ينيل )
( فإنى رأيت البخل يزرى بأهله ** فأكرمت نفسي أن يقال بخيل )
( عطائي عطاء المكثرين تجملا ** ومالي كما قد تعلمين قليل )
( وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى ** ورأى أمير المؤمنين جميل )
فقال لا كيف إن شاء الله يا فضل أعطه مائة ألف درهم ثم قال لله در أبيات تأتينا بها يا اسحق ما اتقن أصولها وأحسن فصولها وزاد جحظة وأقل فضولها فقلت كلامك يا أمير المؤمنين أحسن من شعري فقال يا فضل أعطه مائة ألف أخرى فكان أول مال اعتقدته
وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال نظر أعرابي إلى قوم يلتمسون هلال شهر رمضان فقال والله لئن آثرتموه لتمسكن منه بذنابى عيش أغبر وأنشدنا أبو بكر بن أبي الأزهر مستملي أبي العباس المبرد وحدثنا الأخفش وابن السراج وغير واحد من أصحاب المبرد قالوا كلهم أنشدنا أبو العباس قال أنشدنا الزيادي لأعرابي هذه الأبيات وكان يستحسنها


( ما لعيني كحلت بالسهاد ** ولجنبي نابيا عن وسادي )
( لا أذوق النوم إلا غرارا ** مثل حسو الطير ماء الثماد )
( أبتغي إصلاح سعدى بجهدي ** وهي تسعى جهدها في فسادي )
( فتتاركنا على غير شيء ** ربما أفسد طول التمادي )
وقرأت على أبي بكر بن دريد رحمه الله تعالى
( أقول لصاحبي والعيس تخدي ** بنابين المنيفة فالضمار )
( تمتع من شميم عرار نجد ** فما بعد العشية من عرار )
( ألا يا حبذا نفحات نجد ** وريا روضه بعد القطار )
( وأهلك إذ يحل الحي نجدا ** وأنت على زمانك غير زار )
( شهور ينقضين وما شعرنا ** بأنصاف لهن ولا سرار )
وأنشدنا الأخفش للعطوي يرثي أخاه
( لقد باكرته بالملام العواذل ** فمارقأت منه الدموع الهواطل )
( أيقني جميل الصبر من هدركنه ** وهيض جناحاه وجد الأنامل )
( أمن بعد ما ذاق المنية أحمد ** تطيب لنا الدنيا وتصفو المناهل )
( كأن لم يكن لي خير خل وصاحب ** وخير خطيب تتقيه المقاول )
( كأن أبا العباس لم يلق ضيفه ** ببشر ولم يرحل بجدواه راحل )
وأنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي قال أنشدنا أحمد بن يحي ثعلب لابن أبي مرة المكي
( إن وصفوني فناحل الجسد ** أو فتشوني فأبيض الكبد )
( أضعف وجدي وزاد في سقمي ** أن لست أشكو الهوى إلى أحد )
( آه من الحب آه من كمدي ** إن لم أمت في غد فبعد غد )
( جعلت كفى على فؤادي من ** حر الهوى وانطويت فوق يدي )


( كأن قلبي إذا ذكرتكم ** فريسة بين ساعدي أسد )
( يدي بحبل الهوى معلقة ** فان قطعت الهوى قطعت يدي )
وأنشدني جماعة من أصحاب أبي العباس المبرد منهم ابن السراج وابن درستويه والأخفش قالوا أنشدنا أبو العباس قال أنشدنا بعض البصريين وأنشدنا أيضا أبو بكر ابن الأنباري عن المظفر
( هل من جوى الفرقة من واقي ** أم هل لداء الحب من راقى )
( أم من يداوي زفرات الهوى ** إذ جلن في مهجة مشتاق )
( يا كبدا أفنى الهوى جلها ** من بعد تلذيع إحراق )
( حتى إذا انفسها ساعة ** كرت يد البين على الباقي )
قال أبو علي البيتان الأولان رواهما أبو بكر بن الأنباري خاصة وشارك أصحاب أبي العباس في رواية البيتين الآخرين وأنشدني أبو بكر بن دريد لأعرابي
( وأنى لأهواها وأهوى لقاءها ** كما يشتهي الصادي الشراب المبردا )
( علاقة حب لج في زمن الصبا ** فأبلى وما يزداد إلا تجددا )
وأنشدنا أبو بكر بن دريد لنفسه
( بنا لابك الوصب المؤلم ** ونفسك من صرفه تسلم )
( لئن نال جسمك نهك الضنى ** لقد ضنى السودد الأعظم )
( فحاشاك من سقم عارض ** ولكن أكبادنا تسقم )
( فأنت السماء التي ظلها ** إذا زال أعقبه الصيلم )
( وأنت الصباح الذي نوره ** به ينجلى الحادث المظلم )
( وأنت الغمام الذي سيبه ** ينال الثراء به المعدم )
يخاطب عنك لسان العلا ** إذا ذكر المفضل المنعم )
( فمن نال من كرم رتبة ** فيومك من دهره أكرم )


( إذا ما تخطاك صرف الردى ** فركن المكارم لا يهدم )
( فبالله أقسم رب الورى ** ولله غاية ما يقسم )
( لو أن السماء حمت قطرها ** لكنت حيا سيبه مثجم )
قال أبو علي يقال أنجمت السماء وأغبطت وألثت وألظت اذا دام مطرها ولم ينقطع وفي الحديث ألظوا بياذا لجلال والإكرام أى الزموا هذه الدعوة وأغضنت وأدجنت فإذا أقلعت قيل أنجمت وأفصت وأفصمت ومنه أفصى الشاعر إذا انقطع عن قول الشعر وأفصت الدجاجة اذا انقطع بيضها ويقال أصفت الدجاجة وأصفى في الشعر وهو من المقلوب
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه عن أبي عمرو بن العلاء قال رأيت باليمن غلاما من جرم ينشد عنزا فقلت صفها يا غلام قال حسراء مقبلة شعراء مدبرة ما بين غثرة الدهسة وقنوء الدبسة سجعاء الخدين خطلاء الأذنين فشقاء الصورين كأن زغيتها تتواقلسية يالها أم عيال وعال مال قوله ينشد يطلب والناشد الطالب يقال نشدت الضالة فأنا أنشدها إذا طلبتها وأنشدتها عرفتها فأنا منشد وأنشدني أبو بكر بن دريد
( يصيخ للنبأة أسماعه ** إصاخة الناشد للمنشد )
وقوله خسراء مقبلة يعني أنها قليلة شعر المقدم قد انحسر شعرها وشعراء مدبرة يعني أنها كثيرة شعر المؤخر والغثرة غبرة كدره والدهسة لون كلون الدهاس
قال الأصمعي والدهاس من الرمل كل لين لا يبلغ أن يكون رملا وليس بتراب ولا طين قال ذو الرمة يذكر فراخ النعام
( جاءت من البيض زعرا لا لباس لها ** إلا الدهاس وأم برة وأب )
وقال أبو زيد الصدآء من المعز السوداء المشربة حمرة
والدهساء أقل منها حمرة والقنوء شدة الحمرة والعرب تقول أحمر قانىء وقد قنأ يقناقنوأ وأحمر ذريحى وأحمر بأحرى بحراني وقائم أي شديد الحمرة وناصع والناصع الخالص من كل لون ويانع


وناكع بين النكعة وقال ابن الأعرابي ويقال أحمر كالنكعة وهو ثمر النقاوى وهو كالنبقة وأنشد
( إليكم لا تكون لكم خلاة ** ولا نكع النقاوى إذ أحالا )
وقال أبو عبيدة قال أعرابي يقال له أبو مرهب لآخر قبح الله نكعة أنفك كأنها نكعة الطرثوث يريد حمرة أنفه ونكعة الطرثوث رأسه وهو نبت يشبه القثاء وقال أبو عمرو الشيباني وأحمر نكع وهو الذي يخالط حمرته سواد وقال غيره وأحمر سلغد أى أشقر وأحمر أسلغ وأحمر أقشر وهو الشديد الحمرة
وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله تعالى قال حدثني أبو عثمان أخبرني أبو محمد عبد الله بن هرون التوزى قال أخبرني أبو عبيدة قال تزوج رجل من بني عامر بن صعصعة امرأة من قومه فخرج في بعض اسفاره ثم قدم وقد ولدت امرأته وكان خلفها حاملا فنظر إلى ابنه فإذا هو أحمر غضب أزب الحاجبين فدعاها وانتصى السيف وأنشأ يقول
( لا تمشطي رأسي ولا تفليني ** وحاذرى ذا الريق في يميني )
( واقتربي دونك أخبريني ** ما شأنه أحمر كالهجين )
( خالف ألوان بني الجون ** )
فقالت تجبيبه
( إن له من قبلي أجدادا ** بيض الوجوه كرما أنجادا )
( ما ضرهم إن حضر وامجادا ** أو كا فحوا يوم الوغى الأندادا )
( أن لا يكون لونهم سوادا ** )
وأحمرأ كلف وهو الكدر الحمرة وأحمر فقاعي وهو الذي يخلط حمرته بياض وأحمر قرف وكالقرف وهو الأديم الأحمر وأنشدنا اللحياني ( أحمر كالقرف وأحوى أدعج ** ) قال ويقال أنه لأحمر كالصربة والصربة الصمغة الحمراء وجمعها صرب

وأحمر كالمصعة وهو ثمر العوسج
وأبيض يقق ولهق وصرح ولياح ولياح ووابص وحضي وقهب وهو الذي يخالط بياضه حمرة وقهد أيضا
وأسود حانك وحالك وحلكوك وحلكوك ومحلنكك ومحلولك وسحكوك ومسحنكك قال الراجز
( تضحك مني شيخة ضحوك ** واستنوكت وللشباب نوك )
( وقد يشيب الشعر السحكوك ** )
وحلبوب أيضا قال الشاعر
( أما تريني اليوم نضوا خالصا ** أسود حلبوبا وكنت وابصا )
والوابص الذي يبص من شدة بياضه
وأسود فاحم للشديد السواد وهو مشتق من الفحم ويحموم وحندس ودجوجي وخداري وغدا في وغربيب ومدلهم وغيهم وغيهب
وأخضر ناضر وباقل ومدهام
وأصفر فاقع وفقاعي كما قالوا في الأحمر فقاعي ووارس وأرمك رادني وأورق خطباني إذا كان خالصا
والأورق الرماد والورقة لون الرماد والأرمك دون ذلك
والدبسة حمرة يعلوها سواد وقال أبو عبيدة الدبسة شقرة يعلوها سواد
وقوله سجعاء الخدين أي سهلة الخدين حسنتهما ومن هذا قالوا أسخح أي أحسن قال الشاعر
( معاوي إننا بشر فأسجح ** فلسنا بالجبال ولا الحديدا )
أي أحسن وسهل
وخطلاء طويلة الأذنين مضطربتهما ومنه قيل لكلاب الصيد خطل وقوله فشقاء أي منتشرة متباعدة وقرأت على أبي بكر بن دريد لرؤبة
( فبات والنفس من الحرص الفشق ** في الزرب لو يمضغ شريا ما بصق ) يقول بات هذا الصائد في القترة وهي الناموس والزرب أيضا وقد أبصر وحشا فانتشرت نفسه فلو مضغ شريا ما بصق لثلا ينفر الوحش
والشرى الحنظل
والصوران القرنان واحدهما صور وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري


( نحن نطحناهم غداة الغورين ** بالضابحات في غبار النقعين ** نطحا شديد إلا كنطح الصورين )
والزغتان الهنيتان المتعلقتان ما بين لحي العنز والتتوان ذؤابتا القلنسوة واحدهما تتو وفي القلنسوة لغات يقال قلنسوة وقلنسية وقلنساة وقلساة وقال أحمد بن عبيد وقليسية تصغير قلساة قال وجمع قلساة قلاسي وحكى عن الزبيدي ما أعجب هذه القلاسي التي أراها على رؤسكم وروى أبو عبيدة عن الاصمعي وأبي زيد قليسية وجمعها قلاس وقرأت على أبي بكر بن الأنباري في الغريب المصنف قال أنشدنا أبو زيد
( إذا ما القلاسي والعمائم أخنست ** ففيهن عن صلع الرجال حسور ** )
وقوله ثمال مال أي أصل مال والثميلة ما يبقى في بطن البعير من العلف
وقيل لأعرابي اشرب فقال اني لا أشرب الاعلى ثميلة
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال مررت بحمى الربذة فإذا صبيان يتقامسون في الماء وشاب جميل الوجه ملوح الجسم قاعد فسلمت عليه فرد على السلام وقال من أين وضح الراكب قلت من الحمى قال ومتى عهدك به قلت رائحا قال وأين كان مبيتك قلت أدنى هذه المشاقر فألقى نفسه على ظهره وتنفس الصعداء فقلت تفسأ حجاب قلبه وأنشأ يقول
( سقى بلدا أمست سليمى تحله ** من المزن ما تروى به وتسيم )
( وإن لم أكن من قاطنيه فإنه ** يحل به شخص علي كريم )
( ألا حبذا من ليس يعدل قربه ** لدي وإن شط المزار نعيم )
( ومن لا مني فيه حميم وصاحب ** فرد بغيظ صاحب وحميم )

إسمهان الجادوي 07-24-2021 01:52 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
ثم سكت سكتة كالمغمى عليه فصحت بالأصبية فأتوا بماء فصببته على وجهه فأفاق وأنشأ يقول

( إذا الصب الغريب رأى خشوعي ** وأنفاسي تزين بالخشوع )
( ولي عين أضربها التفاتي ** إلى الأجراع مطلقه الدموع )
( إلى الخلوات تأنس فيك نفسي ** كما أنس الوحيد إلى الجميع )
قوله يتقامسون يتغاطون يقال قمسته في الماء ومقلته وغمسته وغططته
وقال لي أبو بكر بن دريد رحمه الله تعالى المشاقر منابت العرفج
وقال غيره المشاقر الرمال واحدها مشقر وأنشدني لذي الرمة
( كأن عرى المرجان منها تعلقت ** على أم خشف من ظباء المشاقر )
وقوله تفسأ حجاب قلبه يقال تفسأ الثوب وتهمأ إذا تشقق وتهتأ إذا انشق من البلى ويقال تسلسل الثوب وأسمل وجرد وانجردوا أسحق وانسحق وأنهج ومح وأمح وهمد كله إذا أخلق والسمل والجرد والسحق والنهج الخلق قال ذو الرمة
( قف العنس في أطلال مية فاسأل ** رسوما كأخلاق الرداء المسلسل )
وقال كثير
( فاسحق برداه ومح قيصه ** فأثوابه ليست لهن مضارج )
وقال العجاج
( ما هاج أحزانا وشجوا قد شجا ** من طلل كالأتحمي أنهجا )
وقال الأعشى
( قالت قتيلة ما لجسمك شاحبا ** وأرى ثيابك باليات همدا )
والحشيف الخلق أيضا قال الهذلي
( أتيح لها أقيدر ذو حشيف ** إذا سامت على الملقات ساما )
وكذلك الدرس والدريس قال المتنخل
( قد حال دون در يسيه مؤوبة ** نسع لها بعضاه الأرض تهزيز )
مؤوبة ريح جاءت مع الليل
ونسع ومسع اسم من أسماء الشمال والهدمل


الثوب الخلق قال تأبط شرا
( نهضت إليها من جثوم كأنها ** عجوز عليها هدمل ذات خيعل )
والهدم الخلق قال الكميت
( فأصبح باقي عيشنا وكأنه ** لواصفه هدم الخباء المرعبل )
( إذا حيص منه جانب راع جانب ** بفتقين يضحى فيهما المتظلل )
والمرعبل الممزق وحيص خيط والطمر الخلق وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله عن أبيه عن أحمد بن عبيد لشاعر قديم
( وعاذلة هبت بليل تلومني ** ولم يغتمرني قبل ذاك عذول )
( تقول انئدلا يدعك الناس مملقا ** وتزري بمن يا ابن الكرام تعول )
( فقلت أبت نفس على كريمة ** وطارق ليل غير ذاك يقول )
( ألم تعلمي يا عمرك الله أنني ** كريم على حين الكرام قليل )
( وإني لا أخزى إذا قيل مملق ** سخي وأخزى أن يقال بخيل )
( فلا تتبعي العنن الغوية وانظري ** إلى عنصر الأحساب أين يؤول )
( ولا تذهبن عيناك في كل شرمح ** له قصب جوف العظام أسيل )
( عسى أن تمنى عرسه أنني لها ** به حين يشتد الزمان بديل )
( إذا كنت في القوم الطوال فضلتهم ** بعارفة حتى يقال طويل )
( ولا خير في حسن الجسوم وطولها ** إذا لم يزن حسن الجسوم عقول )
( وكائن رأينا من فروع طويلة ** تموت إذا لم يحيهن أصول )
( فإن لا يكن جسمي طويلا فإنني ** له بالفعال الصالحات ( وصول )
( ولم أر كالمعروف أما مذاقه ** فحلو وأما وجهه فجميل )
قال أبو علي الشرمح الطويل وكذلك الشوقب
وقال أبو بكر بن الأنباري


رحمه الله تعالى العارفة النفس الصابرة وأنشدنا بعض أصحابنا العلى بن العباس الرومي
( وذخرته للدهر أعلم أنه ** كالحصن فيه لمن يؤول ما آل )
( ورأيته كالشمس إن هي لم تنل ** فضياؤها والرفق منه ينال )
وأنشدني أيضا مثل هذا المعنى لسعيد بن حميد الكاتب
( أهاب وأستحيى وارقب وعده ** فلا هو يبداني ولا أنا أسأل )
( هو الشمس مجراها بعيد وضوءها ** قريب وقلبي بالبعيد موكل )
وحدثنا أبو بكر بن دريد الأزدي قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال رأيت بالبادية امرأة على راحلة لها تطوف حول قبر وهي تقول
( يامن بمقلته زهى الدهر ** قد كان فيك تضاءل الأمر )
( زعموا قتلت ومالهم خبر ** كذبوا وقبرك مالهم عذر )
( يا قبر سيدنا المجن سماحة ** صلى الأله عليك يا قبر )
( ما ضر قبرا فيه شلوك ساكن ** أن لا يمر بأرضه القطر )
( فلينعن سماح جودك في الثرى ** وليورقن بقربك الصخر )
( وإذا غضبت تصدعت فرقا ** منك الجبال وخافك الذعر )
( وإذا رقدت فأنت منتبه ** وإذا انتبهت فوجهك البدر )
( والله لوبك لم أدع أحدا ** الا قتلت لفاتني الوتر )
قال فدنوت منها لأسألها عن أمرها فإذا هي ميتة
وأنشدنا الأخفش قال أنشدنا أحمد ابن يحيى ومحمد بن الحسن
( لله ذر ثقيف أي منزلة ** حلوا بها بين سهل الأرض والجبل )
( قوم تخير طيب العيش رائدهم ** فأصبحوا يلحفون الأرض بالحلل )


( ليسوا كمن كانت الترحال همته ** أخبث بعيش على حل ومرتحل )
وقرأت على أبي بكر بن دريد لبعض الأعراب
( سأشكر عمرا ان تراخت منيتي ** أيادي لم تمنن وان هي جلت )
( فتى غير محجوب الغنى عن صديقه ** ولا مظهر الشكوى إذا النعل زلت )
( رأى خلتي من حيث يخفى مكانها ** فكانت قذى عينيه حتى تجلت )
وأنشدنا الأخفش أيضا قال أنشدنا بعض أصحابنا
( فما تزود مما كان يجمعه ** الإحنوطا غداة البين مع خرق )
( وغير نفحة أعواد شببن له ** وقل ذلك من زاد لمنطلق )
( لا تأسين على شيء فكل فتى ** إلى منيته يستن في عنق )
( بأيما بلدة تقدر منيته ** إن لا يسارع إليها طائعا يسق )
وأنشدني أبو بكر التاريخي للبحتري
( دنوت تواضعا وبعدت قدرا ** فشأناك انحدارا وارتفاع )
( كذاك الشمس يبعد أن تسامى ** ويدنو الضوء منها والشعاع )
( وأنشدني أبو بكر بن دريد رحمه الله لبعض الأعراب
( إني حمدت بني شيبان إذ خمدت ** نيران قومي وفيهم شبت النار )
( ومن تكرمهم في المحل أنهم ** لا يعرف الجار فيهم أنه جار )
( حتى يكون عزيزا من نفوسهم ** أو أن يبين جميعا وهو مختار )
( كأنه صدع في رأس شاهقة ** من دونه لعتاق الطير أوكار )
وأنشدني أيضا
( نزلت على آل المهلب شاتيا ** غريبا عن الأوطان في زمن المحل )
( فمازال بي إكرامهم وافتقادهم ** والطافهم حتى حسبتهم أهلى )
قال أبو علي ويروى واقتفاؤهم وهو الإيثار
وحدثنا أبو بكر قال حدثني عمي


عن أبيه عن ابن الكلبي قال ابتاع شاب من العرب فرسا فجاء إلى أمه وقد كف بصرها فقال يا أمي إني قد اشتريت فرسا فقالت صفه لي قال إذا استقبل فظبى ناصب وإذا استدبر فهقل خاضب وإذا استعرض فسيد قارب مؤلل المسمعين طامح الناظرين مذعلق الصبيين قالت أجودت ان كنت أعربت قال أنه مشرف التليل سبط الخصيل وهواه الصهيل قالت أكرمت فارتبط
قال أبو على الناصب الذي نصب عنقه وهو أحسن ما يكون والهقل الذكر من النعام والانثى هقلة والخاضب الذي أكل الربيع فاحمرت ظنبوباه وأطراف ريشه والسيد الذئب ومؤلل محدد والألة الحربة وجمعها إلال والأل العهد والال القرابة قال حسان بن ثابت رضي الله عنه
( لعمرك إن إلك من قريش ** كال السقب من رأل النعام )
والال الله تبارك وتعالى وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه هذا كلام لم يخرج من إل ومنه قولهم جبرئل والأل الأول وأنشدنا أبو بكر بن دريد رحمه الله
( لمن زحلوقة زل ** بها العينان تنهل )
( ينادي الآخر الال ** ألاحلوا الاحلوا )
الزحلوقة آثار تزلج الصبيان من فوق إلى أسفل وأهل العالية يقولون زحلوفة بالفاء وتميم يقولون زحلوقة بالقاف والأل السرعة أنشدنا يعقوب
( مهر أبى الحجاب لا تشلى ** بارك فيك الله من ذي أل )
وطامح مشرف وقال قطرب بن المستنير الذعلوق نبت يشبه الكراث يلتوي وهو طيب للأكل والصبيان مجتمع لحبية من مقدمهما وقال أبو عبيدة الصبيان العظمان المنحنيان من حرفي وسط اللحيين من ظاهرهما عليهما لحم والتليل العنق والخصيل كل لحمة مستطيلة وجمعها خصائل وقال أبو عبيدة الخصيلة كل ما انماز من لحم الفخذ


بعضه من بعض والوهوهة صوت يقطعه
وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله تعالى قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال وصف أعرابي نساء فقال يلتثمن على السبائك ويتشحن على النيازك ويأتزرن على العوانك ويرتفقن على الأرائك ويتهادين على الدرانك ابتسامهن وميض عن وليع كالاغريض وهن إلى الصباصور وعن الخنى نور
قال أبو زيد اللثام على الفم واللفام على طرف الأنف يقال تلثمت المرأة وتلفمت المرأة والسبائك ههنا الأسنان شبهها لبياضها بالسبائك والنيازك واحدها نيزك وهو الرمح القصير والعوانك واحدها عانك وهو رمل منعقد يشقى فيه البعير لا يقدر على السير فيقال حينئذ قد أعتنك والأرائك السرر واحدها أريكة وقال قوم الفرش ويتهادين يمشين مشيا ضعيفا قال الأعشى تهادى كما قد رأيت البهيرا ** والدرانك الطنافس واحدها درنوك والوميض اللمعان الخفي والاغريض والوليع الطلع وصور موائل ومنه قيل للمائل العنق أصور ونور نفر من الريبة واحدها نوار وأنشدنا أبو بكر بن دريد فيما أملاه علينا من معاني الشعر
( إذا ما اجتلى الراني إليها بطرفه ** غروب ثناياها أنار وأظلما )
الغروب حد الأسنان واحدها غرب والراني المديم النظر وقوله أنار وأظلم أي أصاب ضوأ وظلما والظلم ماء الأسنان وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا عبد الرحمن عن عمه لأعرابي
( أيا عمرو كم من مهرة عربية ** من الناس قد بليت بوغد يقودها )
( يسوس وما يدري لها من سياسة ** يريد بها أشياء ليست تريدها )
( مبتلة الأعجاز زانت عقودها ** بأحسن مما زينتها عقودها )
( خليلي شدا بالعمامة واحزما ** على كبد قد بان صدعا عمودها )
( خليلي هل ليلى مؤدية دمي ** إذا قتلتني أو أمير يقيدها )


وكيف تقاد النفس لم تقل ** قتلت ولم يشهد عليها شهودها )
( ولن يلبث الواشون أن يصدعوا العصا ** إذا لم يكن صلبا على البري عودها )
( نظرت إليها نظرة ما يسرني ** بها حمر أنعام البلاد وسودها )
( ولي نظرة بعد الصدود من الهوى ** كنظرة ثكلى قد أصيب وحيدها )
( فختامتي هذا الصدود إلى متى ** لقد شف نفسي هجرها وصدودها )
( فلو أن ما أبقيت منى معلق ** بعود ثمام ما تأود عودها )
ومما اخترته ودفعته إلى أبي بكر فقرأه علي
( يلقى السيوف بوجهه وبنحره ** ويقيم هامته مقام المغفر )
( ويقول للطرف اصطبر لشبا القنا ** فعقرت ركن المجدان لم تعقر )
( وإذا تأمل شخص ضيف مقبل ** متسربل أثواب عيش أغبر )
( أوما إلى الكوماء هذا طارق ** نحرتني الأعداء إن لم تنحري )
وأنشدنا أبو عبد الله قال أنشدنا أحمد بن يحي النحوي
( لقد هزئت مني بنجران أن رأت ** مقامي في الكبلين أم أبان )
( كأن لم ترى قبلي أسيرا مقيدا ** ولا رجلا يرمى به الرجوان )
( خليلي ليس الرأي في صدر واحد ** أشيرا علي اليوم ما تريان )
( أ أركب صعب الأمر إن ذلوله ** بنجران لا يقضى لحين أوان )
وحدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد قال أخبرني عمي عن أبيه عن ابن الكلبي قال مر منسر من العرب بغلام يرعى غنيمة له وبينه وبين أهله شعب أو نقب فترك غنمه وأسند في الجبل فأتى قومه فأنذرهم فقالوا له ما رأيت قال رأيت سبعة كالرماح على سبعة كالقداح غائرة العيون لواحق البطون ملس المتون جريها انبتار وتقريبها انكدار وإرخاؤها استعار وعهدي بهم قد لاذوا بالضلع وكأنكم بغبارهم قد سطع فلم يفرغ من كلامه حتى رأوا الغبرة فاستعدوا وصادفهم القوم

إسمهان الجادوي 07-24-2021 01:52 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
حاذرين فأدبر وا عنهم
قال أبو علي المنسر جماعة الخيل والمنسر بكسر الميم منقار الطائر لأنه ينسر به أي ينتف به وأحسب النسر من هذا لأنه ينسر اللحم أي ينتفه قال الأصمعي منسر في الخيل والمنقار بكسر الميم وتابعه على ذلك يعقوب وقال الأصمعي إنما سمى منسرا لأنه ينسر به كل ما مر به أي ينتفه ويأخذه والشعب أكبر من اللصب وهو الشق في الجبل والنقب الطريق في الجبل قال عمرو بن الأيهم التغلبي
( وتراهن شربا كالسعالي ** يتطلعن من ثغور النقاب )
( قال أبو علي الانبتار الشدة في العدو لأنه انقطع عن التقريب والإرخاء وانكدار انفعال من قولهم انكدر إذا أسرع بعض الإسراع والتقريب تقريبان فالتقريب الأدنى أن يجمع يديه ورجليه عند الحضر والتقريب الأعلى أن يجمع يديه مع رجليه ويحزئل متنه وهذا هو الإرخاء الأدنى فأما الإرخاء الأعلى فهو أن يدعه وسومه من الحضر والضلع الجبيل الصغير وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله
( ولست بصادر عن بيت جاري ** صدور العير غمره الورود )
( ولست بسائل جارات بيتي ** أغياب رجالك أم شهود )
( ولا ألقي لذي الودعات سوطي ** لألهيه وريبته أريد )
أي لا أصدر عن بيت جاري مثل العير الذي قد تغمر أي لم يرو وفيه حاجة إلى العودة يقول فأنا لا آتي بيت جاري هكذا أريد الريبة وذو الودعات الصبي يقول لا ألهي الصبي بالسوط وأخلو أنا بأمه ومثله قول مسكين الدارمي
( لا آخذ الصبيان ألثمهم ** والأمر قد يعزى به الأمر )
قال أبو علي وحدثني محمد بن السرى وابن درستويه والأخفش قالوا حدثنا أبو العباس محمد بن يزيد قال أخبرنا عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير قال وقع بين أعمامي وأخوالى لحاء في أرض فتراضوا عند حاكم لهم يشيخ منهم ورضوا بيمينه مع الشهادة


فكان إذا استحلف بالمشي إلى مكة حلف بالمشي إلى جدة وإذا استحلف بطلاق امرأة حلف بطلاق اربع وإذا استحلف بعتاق عبد حلف بعتاق مائه وكنت أحب أن يظهر أعمامي على أخوالي فظهروا عليهم فقلت
( لاشيء يدفع حق خصم شاغب ** إلا كحلف عبيدة بن سميذع )
( يمضي اليمين على اليمين لجاجة ** عض الجموح على اللجام المقدع )
( وإذا يذكر حلفة أصغى لها ** وإذا يذكر بالتقى لم يسمع )
( سهل اليمين إذا أردت يمينه ** بخدائع السفراء غير مخدع )
( يهتز حين تمر حجة خصمه ** خوف الهضيمة كاهتزاز الأشجع )
( يغشى مضرته لنفع صديقه ** ما خير ذي حسب إذا لم ينفع )
وقريء على أبي بكر بن دريد وأنا أسمع لرجل ذكر دارا ووصف ما فيها فقال
( إلا رواكد بينهن خصاصة ** سفع المناكب كلهن قد اصطلى )
( ومجوفات قد علا أجوازها ** أسار جرد مترصات كالنوى )
رواكد ثوابت يعني أثافي والخصاصة الفرجة والسفعة سواد تعلوه حمرة ومجوفات يعني نعاما والتجويف أن يبلغ البياض البطن وقوله علا أجوازها أي علا التجويف أوساطها وأسار بقايا الواحد سؤر وجرد خيل قصار شعر الأبدان واحدتها جرداء وذلك من عتقها يقول قد طردت الخيل هذه النعام فقتلت بعضها وبقي بعض فهذه البقايا بقايا هذه الخيل ومترصات محكمات كالنوى أي صلاب ويجوز أن يكون في ضمرهن
وحدثنا أبو عبد الله نفطويه قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي قال أخبرنا الزبير قال أخبرنا عبد الملك قال قال لي أبو السائب يا ابن أخي أنشدني للأحوص فأنشدته قوله
( قالت وقلت بحرجي وصلى ** حبل امرىء بوصالكم صب )
( صاحب اذا بعلى فقلت لها ** ألغدر شيء ليس من ضربي )


( ثنتان لا أدنو لوصلهما ** عرس الخليل وجارة الجنب )
( أما الخليل فلست فاجعه ** والجار أوصاني به ربي )
( عوجا كذا نذكر لغانية ** بعض الحديث مطيكم صحبى )
( ونقل لها فيم الصدود ولم ** نذنب بل أنت بدأت بالذنب )
( ان تقبلى نقبل وننزلكم ** منا بدار الود والرحب )
( أو تدبرى تكدر معيشتنا ** وتصدعى متلائم الشعب )
فقال لي يا ابن أخي هذا المحب عينالا الذي يقول
( وكنت إذا جبيت رام صرمي ** وجدت وراي منفسحا عريضا )
اذهب فلا صحبك الله ولا وسع عليك
قال أبو علي اسمعيل بن القاسم البغدادي وأخبرنا أبو بكر قال أخبرنا السكن بن سعيد قال أخبرنا على بن نصر الجهضمي قال دخل كثير على عبد الملك بن مروان رحمه الله فقال عبد الملك بن مروان أأنت كثير عزة قال نعم قال أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه فقال يا أمير المؤمنين كل عند محله رحب الفناء شامخ البناء عالي السناء ثم أنشأ يقول
( ترى الرجل النحيف فتزدريه ** وفي أثوابه أحد أسد هصور )
( ويعجبك الطرير اذا تراه ** فيخلف ظنك الرجل الطرير )
( بغاث الطير أطولها رقابا ** ولم تطل البزاة ولا الصقور )
( خشاش الطير أكثرها فراخا ** وأم الصقر مقلات نزور )
( ضعاف الأسد أكثرها زئيرا ** وأصرمها اللواتي لا تزير )
( وقد عظم البعير بغير لب ** فلم يستغن بالعظم البعير )
( ينوخ ثم يضرب بالهراوى ** فلا عرف لديه ولا نكير )
( يقوده الصبى بكل أرض ** وينحره على الترب الصغير )
( فاعظم الرجال لهم بزين ** ولكن زينهم كرم وخير )


فقال عبد الملك لله دره ما أفصح لسانه وأضبط جنانه وأطول عنانه والله إني لأظنه كما وصف نفسه وأنشدنا أبو عبد الله نفطويه وأبو الحسن الأخفش وأبو بكر بن دريد والألفاظ مختلطة لعبد الله بن سبرة الجرشي وكانت قطعت يده في بعض غزواته الروم فقال يرثيها
( ويل أم جار غداة الروع فارقني ** أهون علي به اذبان فانقطعا )
( يمنى يدي غدت مني مفارقة ** لم أستطع يوم فلطاس لها تبعا )
( وما ضننت عليها أن أصاحبها ** لقد حرصت على أن نستريح معا )
( وقائل غاب عن شأني وقائلة ** هلا اجتنبت عدو الله إذ صرعا )
( وكيف أركبه يسعى بمنصله ** نحوي وأعجز عنه بعد ما وقعا )
( ما كان ذلك يوم الروع من خلقي ** ولو تقارب مني الموت فاكتنعا )
( ويل أمه فارسا أجلت عشيرته ** حامي وقد ضيعوا الأحساب فارتجعا )
( يمشي إلى مستميت مثله بطل ** حتى إذا أمكنا سيفيهما امتصعا )
( كل ينوء بماضي الحدذي شطب ** جلى الصياقل عن ذريه الطبعا )
( حاسيته الموت حتى اشتف آخره ** فما استكان لما لاقى ولاجزعا )
( كأن لمته هداب مخملة ** أحم أزرق لم يشمط وقد صلعا )
( فإن يكن أطربون الروم قطعها ** فقد تركت بها أوصاله قطعا )
( وإن يكن أطربون الروم قطعها ** فإن فيها بحمد الله منتفعا )
( بنانتين وجذمورا أقيم بها ** صدر القناة إذا ما آنسوا فزعا )
قال أبو علي الجذمور الأصل ويقال أخذت الشيء بجذاميره وأنشدنا إبراهيم قال أنشدنا أحمد بن يحي قال أنشدنا الزبير لجرير الديلي
( كأنما خلقت كفاه من حجر ** فليس بين يديه والندى عمل )
( يرى التيمم في بر وفي بحر ** مخافة أن يرى في كفه بلل )


وحدثنا أبو بكر بن دريد قال أخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة عن يونس قال كنت عند أبي عمرو بن العلاء فجاءه شبيل بن عروة الضبعي فقام إليه أبو عمرو فألقى إليه لبدة بغلته فجلس عليها ثم أقبل عليه يحدثه فقال شبيل يا أبا عمرو وسألت رؤبتكم هذا عن اشتقاق اسمه فما عرفه قال يونس فلما ذكر رؤبة لم أملك نفسي فزحفت إليه فقلت لعلك تظن أن معد بن عدنان أفصح من رؤبة وأبيه فأنا غلام رؤبة فما الروبة والروبة والروبة والروبة والرؤبة فلم يحر جوابا وقام مغضبا فأقبل علي أبو عمرو بن العلاء وقال هذا رجل شريف يقصد مجالسنا ويقضي حقوقنا وقد أسأت فيما واجهته به فقلت لم أملك نفسي عند ذكر رؤبه ثم فسر لنا يونس فقال الروبة خميرة اللبن والروبة قطعة من الليل وفلان لا يقوم بروبة أهله أي بما أسندوا إليه من أموالهم ومن حوائجهم والروبة جمام ماء الفحل والرؤبة مهموزة القطعة تدخلها في الإناء تشعب بها الإناء وأنشدنا أبو بكر رحمه الله تعالى عن أبي حاتم عن الأصمعي وأبي عبيدة للاحيمر أحد لصوص بني سعد
( وقالت أرى ربع القوام وشاقها ** طويل القناة بالضحاء نؤوم )
( فإن أك قصدا في الرجال فإنني ** إذا حل أمر ساحتي لجسيم )
وزادني أبو عبيدة بعد هذين البيتين
( تعيرني الاعدام والبدو معرض ** وسيفي بأموال التجار زعيم ) قال ثم تاب فقال
( أشكو إلى الله صبري عن زواملهم ** وما ألاقي إذا مروا من الحزن )
( قل للصوص بني اللخناء يحتسبوا ** بز العراق وينسوا طرفة اليمن )
( فرب ثوب كريم كنت آخذه ** من القطار بلا نقد ولا ثمن )
وأنشدنا أبو بكر عن أبي حاتم عن الأصمعي وأنشدني أيضا الأخفش قال أنشدنا بعض أصحابنا هذه الأبيات
( حللنا آمنين بخير عيش ** ولم يشعر بنا واش يكيد )


( ولم نشعر بجد البين حتى ** أجد البين سيار عنود )
( وحتى قيل قوض آل بشر ** وجاءهم ببنهم البريد )
( وأبرزت الهوادج ناعمات ** عليهن المجاسد والعقود )
( فلما ودعونا واستقلت ** بهم قلص هواديهن قود )
( كتمت عواذلي ما في فؤادي ** وقلت لهن ليتهم بعيد )
( فجالت عبرة أشفقت منها ** تسيل كأن وابلها فريد )
( فقالوا قد جزعت فقلت كلا ** وهل يبكي من الطرب الجليد )
( ولكني اصاب سواد عيني ** عويد قذى له طرف حديد )
( فقالوا ما لدمعهما سواء ** أكلتا مقلتيك اصاب عود )
( لقبل دموع عينك خبرتنا ** بما جمجمت زفرتك الصعود )
( فقم وانظر يزدك مطال شوق ** هنالك منظر منهم بعيد )
وحدثنا أبو معاذ عبدان الخولي المتطبب قال دخلنا يوما بسر من رأى على عمرو بن بحر الجاحظ نعوده وقد فلج فلما أخذنا مجالسنا أتى رسول المتوكل فيه فقال وما يصنع أمير المؤمنين بشق مائل ولعاب سائل ثم أقبل علينا فقال ما تقولون في رجل له شقان أحدهما لوغرز بالمسال ما أحس والشق الآخر يمربه الذباب فيغوث وأكثر ما أشكوه الثمانون ثم أنشدنا أبياتا من قصيدة عوف بن محلم الخزاعي قال أبو معاذ وكان سبب هذه القصيدة أن عوفا دخل على عبد الله بن طاهر فسلم عليه عبد الله فلم يسمع فأعلم بذلك فزعموا أنه ارتجل هذه القصيدة ارتجالا فأنشده
( يا ابن الذي دان له المشرقان ** طرا وقد دان له المغربان )
( إن الثمانين وبلغتها ** قد أحوجت سمعى إلى ترجمان )
( وبدلتني بالشطاط انحنا ** وكنت كالصعدة تحت السنان )
( وبدلتني من زماع الفتى ** وهمتي هم الجبان الهدان )


وقاربت مني خطالم تكن ** مقاربات وثنت من عنان )
( وأنشأت بيني وبين الورى ** عنانة من غير نسج العنان )
( ولم تدع في لمستمتع ** إلا لساني وبحسبي لسان )
( أدعو به الله واثني به ** على الأمير المصعبي الهجان )
( فقرباني بأبي أنتما ** من وطني قبل اصفرار البنان )
( وقبل منعاي إلى نسوة ** أوطانها حران والرقتان )
وقرأنا على أبي بكر بن دريد رحمه الله لذي الرمة
( رمى الادلاج أيسر مرفقيها ** بأشعث مثل أشلاء اللجام )
يقول أدلج فأعيا فإذا نام توسد يسرى ذراعي ناقته فيعني أن الادلاج هو الذي فعل بها ذلك وأسلاء اللجام بقاياه من حديده وسيوره ويعني بالأشعث نفسه
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال سمعت أعرابيا بصف خيلا فقال سباط الخصائل ظماء المفاصل شداد الأباجل قب الأياطل كرام النواجل قال أبو على الخصائل واحدتها خصيلة وهي كل قطعة من اللحم مستطيلة أو مجتمعة وقال أبو عبيدة الخصائل ما انماز من لحم الفخذ بعضه من بعض وظماء ضمر والأباجل جمع أبجل وهو من الفرس بمنزلة الأكحل من الإنسان يريد أنها شداد القوائم قب ضمر والأياطل جمع أيطل والأيطل والاطل والصقل والقرب والكشح واحد والنواجل جمع ناجلة وهي التي نجلته أي ولدته
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا عبد الرحمن عن عمه قال سمعت أعرابيا يصف ابلا فقال إنها العظام الحناجر وسباط المشافر كوم بهازر نكد خناجر أجوافها رغاب وأعطانها رحاب تمنع من البهم وتبذل للجمم
قال أبو علي الحناجر واحدها حنجور وهو الحلقوم والكوم جمع أكوم وكوماء وهي العظام الأسنمة والبهازر العظام واحدها بهزرة والنكد العزيزة اللبن في هذا الموضع والنكد أيضا التي لا يبقى لها ولد وقال الأصمعي


الصفى والخنجور واللهموم والرهشوش كل هذه الغزيرة اللبن والرغاب الواسعة وأعطانها مباركها عند الماء والبهم جمع بهمة وهو الشجاع الذي لا يدري من أين يؤتى من شدة بأسه والجمم واحدها جمة وهم القوم يسألون في الديات وأنشدنا أبو بكر
( وجمة تسألني أعطيت ** وسائل عن خبر لويت )
( وقلت لا أدرى وقد دريت ** )
وأنشدني أبو بكر قال أنشدني الرياشي
( لو قد تركتك لم تنخ بك جمة ** ترجو العطاء ولم يزرك خليل )
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال قلت لاعرابي بحمى الربذة ألك بنون قال نعم وخالقهم لم تقم عن مثلهم منجبة فقلت صفهم لي فقال جهم وما جهم ينضى الوهم ويصد الدهم ويفرى الصفوف ويعل السيوف قلت ثم من قال عشمشم وما غشمشم ماله مقسم وقرنه مجرجم جذل حكاك ومدره لكاك قلت ثم من قال عشرب وما عشرب ليث محرب وسمام مقشب ذكره باهر وخصمه عاثر وفناؤه رحاب وداعيه مجاب قلت فصف لي نفسك فقال ليث أبو ريابل ركاب معاضل عساف مجاهل حمال أعباء نهاض ببزلاء قوله ينضى يهزل والنضو المهزول والوهم الضخم العظيم من الإبل قال ذو الرمة
( كأنها جمل وهم وما بقيت ** إلا النحيزة والألواح والعصب )
ويصد يكف والدهم العدد الكثير ويفرى يشق يقال فريت الشىء إذا شققته للإصلاح وأفريته إذا قطعته للإفساد ويعل يوردها الدماء ثانية مأخوذ من العلل في الشرب والمجرجم المصروع والجذل أصل الشجرة وذلك أن الابل الجرب تحتك به فتجد له لذة وإنما قال جذل حكاك أي أنه ممن يستشفى به في الأمور بمنزلة ذاك الجذل الذي يستشفى به الابل والمدره لسان القوم و المتكلم عنهم والدافع عنهم يقال درهته عني


ودرأته عني دفعته والتدرأ مثل المدره واللكاك الزحام يقال التك القوم على الماء إذا ازدحموا والمحرب المغضب الذي قد اشتد غضبه واحتد وحربت السكين إذا أحددته ومقشب مخلوط وباهر غالب وريابل جمع ريبال وهو الأسد قال أبو علي روينا الريايل في هذا الخبر غير مهموز وروينا في الغريب المصنف الريابل واحدها ريبال يهمز ولا يهمز والمعاضل الدواهي والعساف الذي يركب الطريق على غير هداية والأعباء الأثقال واحدها عبء والبزلاء الرأي الجيد الذي يبزل عن الصواب أي الذي يشق عنه قال الراعي
( من رأي ذي بدوات لا تزال له ** بزلاء يعيابها الجثامة اللبد )
وحدثنا أبو عبد الله نفطويه قال حدثنا أبو العباس أحمد بن يحي النحوي قال قدم علينا أعرابي فسمع غناء حمائم بستان إبراهيم بن المهدي فاشتاق إلى وطنه فقال
( أشاقتك البوارق والجنوب ** ومن علوي الرياح لها هبوب )
( أتتك بنفحة من شيح نجد ** تضوع والعرار بها مشوب )
( وشمت البارقات فقلت جيدت ** حبال النشر أو مطر القليب )
( ومن بستان إبراهيم غنت ** حمائم بينها فنن رطيب )
( فقلت لها وقيت سهام رام ** ورقط الريش مطعمها الجنوب )
( كما هيجت ذا حزن غريبا ** على أشجانه فبكى الغريب )
وأنشدنا أبو بكر رحمه الله قال أنشدني عمي عن أبيه عن ابن الكلبي لحجيه بن المضرب يمدح يعفر بن زرعة أحد الاملوك أملوك ردمان
( إذا كنت سألآ عن المجد والعلى ** وأين العطاء الجزل والنائل الغمر )
( فنقب عن الأملوك واهتف بيعفر ** وعش جار ظل لا يغالبه الدهر )
( أولئك قوم شيد الله فخرهم ** فما فوقه فخروان عظم الفخر )
( أناس إذا ما الدهر أظلم وجهه ** فأيديهم بيض وأوجههم زهر )


يصونون أحسابا ومجدا مؤثلا ** ببذل أكف دونها المزن والبحر )
( سموا في المعالي رتبة فوق رتبة ** أحلتهم حيث النعائم والنسر )
( أضاءت لهم أحسابهم فتضاءلت ** لنورهم الشمس المنيرة والبدر )
( فلولا مس الصخر الأصم أكفهم ** لفاضت ينابيع الندى ذلك الصخر )
( ولو كان في الأرض البسيطة منهم ** لمختبط عاف لما عرف الفقر )
( شكرت لكم آلاءكم وبلاءكم ** وما ضاع معروف يكافئه شكر )
وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال أملى علينا أبو العباس أحمد بن يحي النحوي أو قرأ الشك من أبي علي على باب داره ثم أنشدناه في المسجد الجامع يقرؤه على عبد الله بن المعتز قال أنشدني بعض أصحابنا عن النضر بن جرير عن الأصمعي
( سقى دمنتين ليس لي بهما عهد ** بحيث التقى الدارات والجرع الكبد )
( فيا ربوة الربعين حييت ربوة ** على النأي منا واستهل بك الرعد )
( قضيت الغواني غير أن مودة ** لذلفاء ما قضيت آخرها بعد )
( إذا ورد المسواك ظمآن بالضحى ** عوارض منها ظل يخصره البرد )
( وألين من مس الرخامات يلتقي ** بمارنه الجادي والعنبر الورد )
( فرى نائبات الدهر بيني وبينها ** وصرف الليالي مثل ما فري البرد )
( فإن تدعي نجدا ندعه ومن به ** وإن تسكني نجدا فيا حبذا نجد )
( وإن كان يوم الوعد أدنى لقائنا ** فلا تعذليني أن أقول متى الوعد )
وأنشدنا أبو عبد الله نفطويه قال أنشدنا أحمد بن يحي لأبي الهندي وهو من بني رياح
( قل للسري أبي قيس أتهجرنا ** ودارنا أصبحت من داركم صددا )
( أبا الوليد أما والله لو عملت ** فيك الشمول لما فارقتها أبدا )
( ولا نسيت حمياها ولذتها ** ولا عدلت بها مالا ولا ولدا )

إسمهان الجادوي 07-24-2021 01:53 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
وحدثني جحظة قال حدثني حماد بن إسحاق الموصلي قال حدثني أبي قال كتبت إلي زهراء الأعرابية وقد غابت عني كتابا فيه
( وجدي بجمل على أنى أحجمجه ** وجد السقيم يبرء بعد إدناف )
( أووجد ثكلى أصاب الموت واحدها ** أووجد مشتعب من بين ألاف )
فكتبت إليها
( أما أويت لمن قد بات مكتئبا ** يذري مدامعه سحا وتوكافا )
( اقر السلام على الزهراء إذ شحطت ** وقل لها قد أذقت القلب ما خافا )
( فما وجدت على ألف أفارقه ** وجدي عليك فقد فارقت ألافا )
وأنشدنا الأخفش
أقول لصاحبي بأرض نجد ** وجد مسيرنا ودنا الطروق )
( أرى قلبي سينقطع اشتياقا ** وأحزانا وما انقطع الطريق )
وأنشدنا جحظة عن حماد عن أبيه
( طربت إلى الأصيبية الصغار ** وهاجك منهم قرب المزار )
( وأبرح ما يكون الشوق يوما ** إذا دنت الديار من الديار )
وقرأت على أبي بكر لطفيل الغنوي
( أناس إذا ما أنكر الكلب أهله ** حموا جارهم من كل شنعاء مضلع )
قال ويروى مفظع قوله أنكر الكلب أهله أي اذا البسوا السلاح وتقنعوا لم يعرف الكلب أهله وحدثني بعض شيوخنا أن ابن حبيب قال إذا ما غزوا فصار معهم أعداؤهم في ديارهم فتواثبوا أنكرهم الكلب اذ ذاك لتغيرهم عن حالهم والشنعاء الداهية المشهورة ومضلع شديدة يقال أضلعني الأمر إذا اشتد على وغلبني وقرأت على أبي عبد الله لذي الرمة
( إذا نتجت منها المهارى تشابهت ** على العوذ الا بالأنوف سلائله )


العوذ الحديثات النتاج واحدها عائذ وإنما قيل لها عائذ لان ولدها عاذبها وكان القياس أن يكون هو عائذا بها ولكنه لما كانت متعطفة عليه قيل لها عائذ يقول تشابه عليها أولادها الا أن تشمها بأنوفها وذلك أنها من نجار واحد وفحل واحد وقد تقاربت في الوضع فهي تشبه بعضها بعضا والسلائل الاولاد واحدها سليل
وحدثنا أبو المياس الراوية قال حدثني أحمد بن عبيد عن بعض شيوخه قال كانت وليمة في قريش تولى أمرها مقاس الفقعسى فأجلس عمارة الكلبي فوق هشام بن عبد الملك فأحفظه ذلك وآلى على نفسه أنه متى أفضت الخلافة اليه عاقبه فلما جلس في الخلافة أمر أن يؤتى به وتقلع أضراسه وأظفار يديه ففعل ذلك به فأنشأ يقول
( عذبوني بعذاب ** قلعوا جوهر راسى )
( ثم زادوني عذابا ** نزعوا عني طساسي )
( بالمدى حزز لحى ** وبأطراف المواسي )
قال أبو على قال أبو العباس قال لي أبو المياس الطساس الأظفار ولم أر أحدا من أصحابنا يعرفه ثم أخبرني رجل من أهل اليمن قال يقال عندنا طسه اذا تناوله بأطراف أصابعه وأنشدنا أبو المياس وكان من أروى الناس للرجز وهو من أهل سر من رأى لدكين بن رجاء الراجز
( لم أر بؤسا مثل هذا العام ** أرهنت فيه للشقا خيتامى )
( وحق فخري وبني أعمامي ** ما في القروف حفنتا حتام )
قال أبو على أرهنت ورهنت جميعا يقالان قال ويقال خاتم وخاتام وخيتام وخاتم وقال أبو المياس القروف الجراب وأحسبه غلطا انما هو القروف جمع قرف وهو الجراب والحتام البقية من كل شيء
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرني عمي عن أبيه عن ابن الكلبي قال خرج رجل من العرب في الشهر الحرام طالبا حاجة فدخل في الحل فطلب رجلا يستجيربه فدفع إلى أغيلمة يلعبون فقال لهم من سيدهذا الحواء فقال غلام منهم أبيه قال ومن أبوك قال باعث بن عويص العاملى قال صف لي بيت أبيك من الحواء


قال بيت كأنه حرة سوداء أو غمامة حماء بفنائه ثلاثة أفراس أما أحدها فمفرع الأكتاف متماحل الأكناف مائل كالطراف وأما الآخر فذيال جوال صهال أمين الأوصال أشم القذال وأما الثالث فغار مدمج محبوك محملج كالقهقر الأدعج فضى الرجل حتى انتهى إلى الخباء ففقد زمام ناقته ببعض أطنابه وقال يا باعث جار علقت علائقه واستحكمت وثائقه فخرج إليه باعث فأجاره
قال أبو على المفرع المشرف والفرعة والفرعة بفتح الراء وتسكينها أعلى الجبل وجمعها فراع يقال ائت فرعة من فراع الجبل فأنزلها ومنه قيل جبل فارع ونقى فارع إذا كان أطول مما يليه وبه سميت المرأة فارعة ويقال انزل بفارعه الوادي وأحذر أسفله وتلاع فوارع أي مشرفات المسايل وقال أبو نصر يقال فرع فلان قومه اذا علاهم بشرف أو جمال أو غيره ولقيه ففرع رأسه بالعصا يريد علاه وقال أبو زيد يقال تفرع فلان القوم إذا ركبهم وشتمهم وقال غيره تفرعت الشيء علوته وقال أبو نصر فرع إذا علا وفرع وأفرع إذا انحدر قال الشماخ
( فان كرهت هجائي فاجتنب سخطى ** لا يدركنك إفراعي وتصعيدي )
واصابته دبرة على فروع كتفيه يريد على أعاليهما ويقال فرعت بين القوم أي حجزت وأفرع بينهما أي احجز وفرعت فرسي أفرعه أي قدعته قال الشاعر
( نفرعه فرعا ولسنا نعتله ** وأفرعت المرأة إذا حاضت )
ومنه قول الأعشى
( صددت عن الأعداء يوم عباعب ** صدود المذاكى أفرعتها المساحل )
والمساحل اللجثم واحدها مسحل يعني أن المساحل أدمتها كما أفرع الحيض المرأة بالدم وافترعت المرأة اقتضضتها والفرع ذبح كان في الجاهلية وهو أول النتاج كان إذا انتجت الناقة في أول نتاجها ذبح يتبركون به قال أوس بن حجر
( وشبه الهيدب العبام من ** الأقوام سقبا مجللا فرعا )


قال أبو عمرو الفرع القسم أيضا وقد أفرع القوم أيضا إذا نتجت إبلهم وقال أبو نصر يقال بئس ما أفرعت به أي بئس ما ابتدأت به والفرع من القسي ما كان من طرف القضيب والفرعة القملة العظيمة ومنه قيل حسان ابن الفريعة وقوله متماحل الأكناف المتماحل الطويل والاكناف النواحي يريد أنه طويل العنق والقوائم وذلك مدح والماثل القائم المنتصب والماثل اللاطئ بالأرض وهو من الأضداد ويقال رأيت شخصا ثم مثل أي ذهب فلم أره قال الهذلي
( يقربه النهض اننجيح لما يرى ** فمنه بدومرة ومثول )
بدو ظهور ومثول ذهاب والطراف بيت من أدم والذيال الطويل الذنب قال النابغة الذبياني
( وكل مدجح كالليث يسمو ** على أوصال ذيال رفن )
والأوصال واحدها وصل قال ذو الرمة
( إذا ابن أبي موسى بلالا بلغته ** فقام بفأس بين وصليك جازر )
وأشم مرتفع والشمم الارتفاع والقذال معقد العذار والمغار الشديد الفتل يريد أنه شديد البدن والعرب تقول أغرت الحبل إذا شددت فتله قال امرؤ القيس
( فيا لك من ليل كأن نجومه ** بكل مغار الفتل شدت بيذبل )
وغار الرجل يغور غورا إذا أتى الغور وزاد اللحياني وأغار أيضا وأنشد بيت الأعشى
( نبي يرى ما لا ترون وذكره ** أغار لعمري في البلاد وأنجدا )
فهذا على ما قال اللحياني وكان الكسائي يقول هو من الإغارة وهي السرعة وكان الأصمعي يقول أغار ليس هو من الغور إنما هو بمعنى عدا وقال اللحياني يقال للفرس أنه لمغوار أي شديد العدو والجمع مغاوير والتفسير الأول الوجه لأنه قال وأنجدا فإنما أراد أتى الغور وأتى نجدا والغور تهامة وغار الماء يغور غورا قال الله عز وجل { إن أصبح ماؤكم غورا } أي غائرا وزاد أبو نصر غؤورا وغارت عينه تغور غثوورا


وغارت الشمس تغور غؤورا أيضا والغور والاسم يقول سقطت في الغور يعني الشمس وغار فلان على أهله يغار غيرة رجل غيور من قوم غير وامرأة غيري من نسوة غيارى وقال الأصمعي فلان شديد الغار على أهله أي شديد الغيرة وزاد اللحياني والغير وقال أبو نصر أغار فلان على بني فلان يغير إغارة وقال اللحياني يقال للرجل إنه لمغوار أي شديد الإغارة والجمع مغاوير وقال أبو نصر يقال غارهم يغيرهم إذا مارهم والغيار المصدر قال الهذلي
( ماذا يغير ابنتي ربع عويلهما ** لا ترقدان ولا بؤسي لمن رقدا )
وقال اللحياني غارهم الله بمطر يغيرهم ويغورهم والاسم الغيرة ويقال هذه أرض مغيرة ومغيورة قال والغير التغيير يقال مغ الغير الغيار ولا يقال منه فعلت بالتخفيف إنما يقال غيرت عليه بالتثقيل قال وأنشدنا أبو شبل
( أقول بالسبت فويق الدير ** إذ أنا مغلوب قليل الغير )
أراد التغيير والغاران الجيشان يقال لقي غار غارا وقال أبو عبيدة الغار الجمع الكثير من الناس قال ويروى عن الأحنف أنه قال في انصراف الزبير وما أصنع به إن كان جمع بين غارين من الناس ثم تركهم وذهب
قال أبو علي فقول الأحنف من الناس يدل على أن الغار يكون الجمع من غير الناس وقال أبو نصر الغاران البطن والفرج يقال المرء يسعى لغاريه أي لبطنه وفرجه وقال أبو عبيدة يقال لفم الإنسان وفرجه الغاران وقال أبو نصر الغار كالكهف في الجبل ويقال عسى الغوير أبؤسا وهو تصغير غار يريد عسى أن يكون جاء البأس من الغار وقال اللحياني يقال غرت في الغار والغور أغور غورا أو غؤرا وأغرت أيضا فيهما جميعا قال أبو علي قوله غؤرا نادر شاذ والغار شجرة طيبة الريح قال عدي بن زيد
( رب نار بت أرمقها ** تقضم الهندي والغارا )
وقال الأصمعي يقال غار النهار إذا اشتد حره وغور القوم تغويرا إذا قالوا من القائلة


والغائرة القائلة وقال اللحياني غور الماء تغويرا إذا ذهب في العيون ويقال غرت فلانا من أخيه أغيره غيرا وقال أبو عبيدة غارني الرجل يغيرني ويغورني إذا وداك من الدية والاسم الغيرة وجمعها غير أي أعطيته الدية وقال أبو نصر أغار الرجل إغارة الثعلب إذا أسرع ودفع في عدوه وأنشد لبشر
( فعد طلابها وتعد عنها ** بحرف قد تغير إذا تبوع )
وقال خالد بن كلثوم غاريت وعاديت بين اثنين أي واليت ومنه قول كثير
( إذا قلت أسلو غارت العين بالبكا ** غراء ومدتها مدامع حفل )
قال معنى غارت فاعلت من الولاء وقال أبو عبيدة هي فاعلت من غريت بالشيء أغرى به ومحبوك موثق مشدود يقال حبكت الشيء إذا شددته فهو محبوك وحبيبك ويقال جاد ما حبك هذا الثوب أي نسج قال الهذلي
( فرميت فوق ملاءة محبوكة ** وأبنت للأشهاد حزة أدعي )
يقول ابنت لهم قولي خذها وأنا ابن فلان وحزة يعني ساعة أدعي ومنه قولهم أحتبك بازاره أي احتزم به ومحملج مفتول والقهقر الحجر الصلب والأدعج الأسود قال الأصمعي يقال رجل أدعج أي أسود وليل أدعج والدعج شدة سواد الحدقة وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال أخبرني يونس قال كان لرجل من بني ضبة في الجاهلية بنون سبعة فخرجوا بأكلب لهم يقتنصون فأووا إلى غار فهوت عليهم صخرة فأتت عليهم جميعهم فلما استراث أبوهم اخبارهم اقتفر آثارهم حتى انتهى إلى الغار فانقطع عنه الأثر فأيقن بالشر فرجع وأنشأ يقول
( أسبعة أطواد أسبعة أبحر ** أسبعة آساد أسبعة أنجم )
( رزئتهم في ساعة جرعتهم ** كؤس المنايا تحت صخر مرضم )
( فمن تك أيام الزمان حميدة ** لديه فإني قد تعرقن أعظمى )
( بلغن نسيسي وارتشفن بلالتي ** وصلينني جمر الأسى المتضرم )


( أحين رماني بالثمانين منكب ** من الدهر منح في فؤادي بأسهم )
( رزئت بأعضادي الذين بأيدهم ** أنوء وأحمي حوزتي وأحتمي )
( فإن لم تذب نفسي عليهم صبابة ** فسوف أشوب دمعها بعد بالدم )
ثم لم يلبث بعدهم إلا يسيرا حتى مات كمدا قال أبو علي اقتفر اتبع يقال قفرت الأثر واقتفرته إذا اتبعته ومرضم منضد بعضه على بعض قال الأصمعي يقال بنى فلان دارا فرضم فيها الحجارة رضما وذلك إذا نضد الحجارة بعضها على بعض ومنه قيل رضم البعير بنفسه إذا رمى بها فلم يتحرك وتعرقن أخذن ما عليه من اللحم يقال عرقت العظم وتعرقته إذا أخذت ما عليه من اللحم والنسيس بقية النفس قال الشاعر فقد أودى إذا بلغ النسيس وارتشفن امتصصن والبلالة الرطوبة وحدثنا أبو بكر رحمه الله تعالى قال حدثنى أبو عثمان الأشناندانى قال حدثنى التوزى عن أبي عبيدة قال لما مات حصين بن الحمام سمعوا صارخا يصيح من جبل ويقول
( ألا ذهب الحلو الحلال الحلاحل ** ومن عقده حزم وعزم ونائل )
( ومن قوله فصل إذا القوم أفحموا ** تصيب مرادي قوله ما يحاول )
فلما سمعه معية أخوه قال هلك والله حصين وأنشأ يقول
( نعيت حيا الأضياف في كل شتوة ** ومدره إذ حرب تخاف الزلازل )
( ومن لا ينادى بالهضيمة جاره ** إذا أسلم الجار الألف المواكل )
( فمن وبمن نستدفع الضيم بعده ** وقد صممت فينا الخطوب النوازل )
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن وأبو حاتم والأشنانداني والرياشي قالوا كلهم سمعنا الأصمعي يقول كنت بالبادية فرأيت امرأة عند قبر وهي تبكي وتقول
( فمن للسؤال ومن للنوال ** ومن للمقال ومن للخطب )
( ومن للحماة ومن للكماه ** إذا ما الكماة جثوا للركب )


( إذا قيل مات أبو مالك ** فتى المكرمات قريع العرب )
( فقد مات عز بني آدم ** وقد ظهر النكد بعد الطرب )
قال فملت إليها فقلت لها من هذا الذي مات هؤلاء الخلق كلهم بموته فقالت أو ما تعرفه قلت اللهم لا فأقبلت ودمعتها تنحدر وإذا هي مقاء برشاء ثرماء فقالت فديتك هذا أبو مالك الحجام ختن أبي منصور الحائك فقلت عليك لعنة الله والله ما ظننت إلا أنه سيد من سادات العرب قال أبو علي قريع الشول فحلها والقريع الفحل من الرجال الشجاع والمقاء الطويلة والأمق الطويل والمقق الطول والثزماء التي قد سقطت ثنيتاها وأنشدنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال أنشدنا عبد الرحمن عن عمه لأعرابي
( يقر بعيني أن أرى من مكانه ** ذرى عقدات الأبرق المتقاود )
( وأن أرد الماء الذي شربت به ** سليمى وقد مل السرى كل واحد )
( وألصق أحشائي ببرد ترابه ** وإن كان مخلوطا بسم الأساود )
قال وأنشدني عبد الرحمن عن عمه
( أمس العين ما مست يداها ** لعل العين تبرأ من قذاها )
( يقول الناس ذو رمد معنى ** وما بالعين من رمد سواها )
قال وأنشدنا أبو بكر ولم يسم قائله ولا عزاه إلى أحد
( ال ليلى إن ضيفكم ** ضائع في الحي مذ نزلا )
( أمكنوه من ثنيتها ** لم يرد خمرا ولا عسلا )
وأنشدنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال أنشدنا أبو حاتم عن أبي زيد
( إن كان غرك إطرافي أبا حسن ** فالسيف يطرق حينا قبل هزته )
( والحية الصل لا تغررك هدأته ** فكم سليم وموقوذ لنكزته )


وأنشدنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال أنشدني عمي عن أبيه عن ابن الكلبي وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري عن أحمد بن يحيى ثعلب عن ابن الأعرابي
( يامر ياخير أخ ** نازعت در الحمله )
( يا خير من أوقدلك ** أضياف نارا حجمه )
( يا جالب الخيل إلى الخيل ** تعادى أضمه )
( يا قائد الخيل ومجتاب الدلاص الدرمه )
( سيفك لا يشقى به ** إلا العسير السنمه )
( جاد على قبرك غيث ** من سماء رزمه )
( ينبت نورا أرجا ** جرجاره والينمه )
قال أبو على الحمله طرف الثدى والدرمة اللينة التي لا حجم لها واضمة غضابى يقال أضم عليه أضما أي غضب عليه قال الأخطل
( أضما وهزلهن رمحى رأسه ** أن قد أتيح لهن موت أحمر )
وضمد عليه يضمد ضمدا إذا هاج وغضب قال النابغة
( ومن عصاك فعاقبه معاقبة ** تنهى الظلوم ولا تقعد على ضمد )
وحرب حربا إذا هاج وغضب وحربته أنا فهو محرب قال الهذلي
( كأن محربا من أسدترج ** ينازلهم لنابيه قبيب )
وأضم وأتضم قال الشاعر
( ومؤتضم علي لأن جدي ** يبذ جدوده المتقدمينا )
ويقال أغذ عليه إغدادا وأصله من غدة البعير فهو مغد واسمغد فهو مسمغد إذا انتفخ من الغضب وورم وضرم عليه ضرما وأصله من اضطرام النار واحتدم عليه إذا تحرق عليه وأصله من احتدام الحر وأسف عليه يأسف قال الله تعالى { فلما آسفونا انتقمنا منهم } وعبد عليه يعبد وحشم عليه يحشم حشما وهؤلاء حشم فلان للذين


الساعة الآن 04:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)