منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   خيمة الحج والعمرة (https://hwazen.com/vb/f22.html)
-   -   ماذا بعد الحج (https://hwazen.com/vb/t21878.html)

عطر الجنة 07-28-2021 12:08 AM

ماذا بعد الحج
 
الحج من أفضل الأعمال وأجل العبادات عند الله سبحانه وتعالي، فالحج المبرور سبب لغفران الذنوب، ولا جزاء له إلا الجنة.
لكن سؤالا دائما ما يطرح نفسه بعد أداء المسلم فريضة الحج،
ألا وهو: ..وماذا بعد الحج؟،
هل من أدى فريضة الحج، فأحرم ولبى وسعى وطاف ورمى وحلق ونحر الهدي، وطلب المغفرة والرحمة والتوبة من ربه، وعاهده وعاهد نفسه، على ألا يعود إلى معصيته، فرجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه.. هل يمكن أن تحدثه نفسه بأن يعود إلى اقتراف السيئات والمعاصي، وماذا عليه أن يفعل لتجنب ذلك؟!.

فكل من اختاره الله عز وجل ودعاه لزيارة بيته وأتم عليه المناسك، ليعود صفحة بيضاء كيوم ولدته أمه، مصداقا لقوله
صل الله عليه وسلم حين قال:

«مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ»،
وقالوا إن هذه نعمة كبرى تستوجب الشكر، وليس أعظم من المداومة على الطاعة شكرا لله عز وجل على تمامها، ورجاء لدوامها.
وحذر جمهور العلماء كل من أدى فريضة الحج، من أن يناله الكسل والتراخى والتقصير فى حق الله والعباد كأن يضيع صلاة، أو يمنع خيرا عن الناس، أو يأكل الربا، أو الرشوة، أو يقطع الأرحام، أو يخوض فى أعراض الناس، أو يكذب ويطغى ويتكبر، أو يحجب الميراث عن مستحقيه، أو يقصر فى زكاته، وغير ذلك من أمور الدنيا،

وأكدوا أن الزهد فى الدنيا والرغبة فى طيب الآخرة، فضلا
عن المداومة على الأعمال الصالحة والطاعة، من علامات قبول الحج، كما أن مواسم الخير تعد فرصة للالتزام بالتقوى والاستقامة ورفع الدرجات.

إن من لبى فى الحج لله تعالى، عليه أن يلبى له بالطاعة فى كل مكان وزمان؛ فإن التلبية معناها إجابة لك بعد إجابة، وطاعة لك بعد طاعة، ومن امتنع عن محظورات الإحرام فى أثناء حج بيت الله الحرام، وليعلم بأن هناك محظورات على الدوام، وطول الدهر والعام؛ فليحذر إتيانها وقربانها؛ قال الله تعالى:
«تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا»،
فينبغى أن يكون حجنا باعثا لنا إلى المزيد من الخيرات وفعل الصالحات، وحاجزا لنا عن الوقوع فى الآفات والمخالفات.


إن الحج المبرور الذي يقبله الله من العبد له علامات:
من ذلك انشراح الصدر، وسرور القلب، ونور الوجه، ومن علاماته أن صاحبه مستمر في طاعة الله مداوم عليها فالحسنة تجر الحسنة.

وأحب العمل إلى الله أدومه وإن قل، وقد نهى المولى -سبحانه وتعالى- عن الانقطاع عن العمل فقال: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً} النحل92)،
وهذا مثل لامرأة في مكة كانت تخيط الثوب حتى إذا قاربت الانتهاء منه فكت ذلك المخيط وذهب جهدها هباءً منثوراً، فكذلك الذي يحج ويتعب ويسافر من بلده ثم لا يستمر في طاعة الله،
أو يعود إلى الذنوب والمعاصي فمثله كمثل هذه المرأة، الذي ذهب جهدها هباءً منثوراً.

وإن للمداومة آثاراً عظيمة من ذلك:
1.اتصال القلب بالله.
2.ترويض النفس على طاعة الله.
3.أنها سبب لمحبة الله وولايته. وفي البخاري: "وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها".
4.وكذلك من آثارها: النجاة من الشدائد، فقد روى أحمد من حديث ابن عباس قال: قال -صل الله عليه وسلم-:
"احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة".

والمداومة سبب لمحو الخطايا: ففي الحديث المتفق عليه
عن أبي هريرة مرفوعاً: "أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم ثلاث مرات هل يبقى من درنه شيء؟قالوا:
لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا".

ومن آثار المداومة حسن الخاتمة، قال –تعالى-: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة وفي الآخرة) إبراهيم27.
وهنا قد يسأل سائل ويقول: ما الأسباب التي تعين على المداومة والاستمرار في العمل؟
الأسباب كثيرة من ذلك:
العزيمة الصادقة على طاعة الله، وكذلك القصد في العمل بمعنى التوسط، فلا إفراط ولا تفريط، وفي الحديث الذي في الصحيحين: "خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل
حتى تملوا
وكذلك من الأسباب مجالسة أهل الخير والصلاح فإنهم
ينبهون الغافل، ويذكرون الناسي،
وفي الحديث الذي رواه أحمد: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل".
ومن الأسباب العظيمة محاسبة النفس دائماً على التقصير

في جنب الله، وقراءة سير السلف من الصحابة والتابعين

في ذلك؛ فإن ذلك من أعظم الأسباب المعينة على طاعة الله -تعالى-.
أخيراً لقد أنزل الله سورة النصر على رسوله -صل الله عليه وسلم- في آخر حياته وفيها الأمر بالاستغفار.

فقال أهل العلم: شرع الاستغفار بعد نهاية كل عمل، لعلّ الواحد منا يكون قد قصر في أدائه.
أسأل الله أن يتقبل أعمالنا، وأن يخلص نياتنا، وأسأله أن يزكي نفوسنا، ويطهرها من الغل والحقد والحسد،
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك،
اللهم ثبتنا على الهدى إلى يوم لقاك..
وصل الله على سيدنا محمد، وآله وصحبه وسلم،
والحمد لله رب العالمين،،،



http://i68.servimg.com/u/f68/14/68/16/32/22772811.gif


إسمهان الجادوي 07-29-2021 12:14 PM

رد: ماذا بعد الحج
 
جزاك الفردوس الأعلى من الجنــــــــــان
لروعة طرحك القيم والمفيد
لـ عطرك الفواح في ارجاء المنتدى كل الأمتنان
أتمنى أن لاننــحرم طلتك الربيعية
لك أجمل التحايا و أعذب الأمنيات
عناقيد من الجوري تطوقك فرحاا
دمت بطاعة الله

عطر الجنة 07-30-2021 12:29 AM

رد: ماذا بعد الحج
 
جزاك الله خيرا
لمرورك وتعطيرك المتصفح

دمت بحفظ الله ورعايته


الساعة الآن 07:15 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)