منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   لماذا نتعلم (https://hwazen.com/vb/t21906.html)

عطر الجنة 08-06-2021 03:32 AM

لماذا نتعلم
 

https://ibda3alfan.com/wp-content/up...3484b_orig.png



حديثنا عن وصف الطريق إلى العلم الشرعي الذي به يُعرف المعبود جل وعلا وبه تعرف الطريق الموصلة إليه، وبه تعرف الدار التي يصير إليها الإنسان.لماذا نتعلم؟


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۝ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ۝ إِيَّاكَ نَعْبُدُ، وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ۝ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ۝ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ، وَلَا الضَّالِّينَ الفاتحة: [1 - 7] ءامين،



ما هو المقصود من العلم؟
فالإنسان حينما يقدم على عمل من الأعمال لابد له من هدف محدد؛ لأنه لا يمكن أن يتعاطى الأشياء عبثًا من غير أمر يسعى لتحصيله.

نحن نتعلم العلم؛ لأن الله عز وجل يحبه، ويرضاه،
فهو عبادة جليلة من أجلِّ العبادات، يرفع الله عز وجل أصحابها في أعلى الدرجات، ويثيبهم الثواب الذي وصّفه النبي ﷺ
نحن نتعلم العلم؛ لأن الله عز وجل يحبه، ويرضاه، فهو عبادة جليلة من أجلِّ العبادات، يرفع الله عز وجل أصحابها في أعلى الدرجات، ويثيبهم الثواب الذي وصّفه النبي ﷺ

وينبغي أن يكون لنا فيه نية، ولهذا كان بعض العلماء قالوا:
"من أراد أن يأكل الخبز بالعلم فلتبكِ عليه البواكي".

فالعلم لا يطلب من أجل الوظائف، ولا من أجل تحصيل الأموال، والدراهم، وإنما هو أشرف، وأجلّ من ذلك كله، فيراعي الإنسان قصده، ونيته، وإرادته، فيريد وجه الله - تبارك، وتعالى - دون التفات إلى ما سواه، لا يطلب العلم من أجل الرياء، والسمعة،
ولا من أجل عرض من الدنيا، يقول أبو الحسن القطان - رحمه الله - : "أصبت ببصري، وأظن أني عوقبت بكثرة كلامي أيام الرحلة" الذهبي - رحمه الله - يعلق على هذا: "صدق والله، فقد كانوا مع حسن القصد، وصحة النية غالبًا يخافون من الكلام، وإظهار المعرفة".

قال علي بن بكار البصري: "لأَنْ ألقى الشيطان أحبُّ إليّ من أن ألقى حذيفة المرعشي، أخاف أن أتصنع له فأسقط من عين الله - تعالى".

كانوا يراقبون النيات، ويخافون، ولا يتزيدون. ثم إن الإنسان

أيضًا يطلب العلم من أجل أن يعمل به، فلا يصح بحال من الأحوال أن تستوي حال طالب العلم مع حال الجاهل الذي لم يعرف معرفته، ولم يدرس دراسته، النبي ﷺ حينما
قال: من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين فهذا العلم، أو هذا الفقه،
أو هذا الخير الذي عناه النبي ﷺ هو الفقه المستلزم للعمل؛
كما قال الحافظ ابن القيم - رحمه الله -.


وأمّا إن أريد به مجرد العلم وحده فلا يدل على أن من فُقّه في الدين فقد أريد به خيرًا، مجرد معرفةٍ، وثقافة، واطلاع لا يعقبه العمل، فلا ينكف الإنسان عما حرم الله عز وجل ولا تنهض عزيمته، وهمته من أجل العمل لمرضاة الله - تبارك، وتعالى -

فما فائدة العلم؟ فهو وسيلة من الوسائل ليس مقصوداً لنفسه، وإنما هو، وسيلة يتوصل بها إلى العمل، فالشاطبي - رحمه الله - يقرر: "أن كل ما ورد في فضل العلم فإنما هو ثابت للعلم من
جهة ما هو مكلف بالعمل به" فهو ليس بمجرد صورته هو النافع،
بل معناه، وإنما ينال معناه من تعلمه للعمل، فكلما دله على فضل اجتهد في نيله؛

كما قال ابن الجوزي: "وكلما نهاه عن نقص بالغ في مباعدته، فحينئذ يكشف له العلم سره" وإنما "المسكين كل المسكين من ضاع عمره في علم لم يعمل به، ففاتته لذات الدنيا، وخيرات الآخرة، فقدم مفلساً مع قوة الحجة عليه"ينحبس فلا يخرج،
ولا يتنزه، ولا يجتمع بالناس، ويبدأ من أول نهاره، ثم بعد ذلك يكابد الليل في التحصيل، والطلب، ولكن ليس له فيه نية، ولا يعقب ذلك العمل، فهذا شقاء في الدنيا يعقبه شقاء في الآخرة - نسأل الله العافية -.

وقد ذكر ابن القيم - رحمه الله - من علامات الشقاوة في
أمثال هؤلاء - أعاذنا الله - وإياكم جميعًا من هذه الأحوال -:
أنه كلما زيد في علمه زيد في كبره، وتيهه، وكلما زيد في علمه زيد في فخره، واحتقاره للناس، وحسن ظنه بنفسه
هو عارف كل شيء لا يحتاج أن ينصحه أحد، ولا أن يوجهه
أحد، ولا أن يذكر له أحد ملاحظة، أو تصحيحًا، أو تقويماً،
أو أن يستدرك عليه خطأ وقع فيه، فيغضب أشد الغضب،
فهذا الإنسان الذي قد انتفش، وتعاظم بسبب هذا العلم إنما كان
هذا العلم ضررًا له، كما أن بعض ما ينبته الربيع يقتل حَبطًا،
أو يُلمّ، كما قال المعصوم - عليه الصلاة، والسلام -
فهذا ليس بالأمر الهين، والإنسان لربما يستمرئ ذلك، ويتساهل، ويتهاون، ويفرط، كما نسمع، ونشاهد، فإذا أصر على ترك ما أمر به من السنة، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -
فقد يعاقب بسلب فعل الواجبات، هو في البداية يفرط في السنن يقول: هذه سنة، ويتفلسف، قبل ذلك كان يتحرى، فلما تعلم عرف أنها سنة، وأن هذا لا يجب، فبدأ يتساهل، فقد يعاقب بسلب فعل الواجبات حتى يصير فاسقًا، أو داعيًا إلى بدعة، وقد يفعل ما
نهاه الله عز وجل عنه، يقول:
"وإن أصر على الكبائر فقد يُخاف عليه أن يسلب الإيمان،
فالسنة كسفينة نوح ﷺ من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق".


وكان السلف يقولون: "احذروا من فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون"



https://ibda3alfan.com/wp-content/up...3484b_orig.png

إسمهان الجادوي 08-06-2021 02:15 PM

رد: لماذا نتعلم
 
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك حبيبتي

عطر الجنة 08-09-2021 01:03 AM

رد: لماذا نتعلم
 
أسعدك الله حبيبتي

ابتهج المتصفح
بحضورك الباهي
وتعقيبك المحب

جزيل الشكر لك


الساعة الآن 08:30 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)