شعاع الثقافة العامة والتغير للافضل كيف نتغير للافضل- ثقافة عامة |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||
| |||||||||||
علو الهمة طريقك إلى القمة !!!!!!!!!الهمَّة!!!!!!!! مأخوذة من «الهم»، والهم: ما همَّ به من أمرٍ ليُفعل، والهمَّة هي الباعثة على الفعل، وتوصف بعلوٍّ وسفولٍ، فمن الناس من تكون همَّته عاليةً علوَّ السماء، ومنهم من تكون همَّته قاصرة دنيئة سافلة تهبط به إلى أسوأ الدرجات. وعلو الهمَّة: هو استصغار ما دون النهاية من معالي الأمور، وطلب المراتب السامية، واستحضار ما يجود به الإنسان عند العطية، والاستخفاف بأوساط الأمور، وطلب الغايات، والتهاون بما يملكه، وبذل ما يمكنه لمن يسأله من غير امتنانٍ ولا اعتدادٍ به. وعرَّف ابن القيم رحمه الله علو الهمَّة فقال: «علو الهمَّة ألاّ تقف – أي النفس- دون الله، ولا تتعوَّض عنه بشيء سواه، ولا ترضى بغيره بدلاً منه، ولا تبيع حظَّها من الله وقُربه والأُنس به والفرح والسرور والابتهاج به بشيءٍ من الحظوظ الخسيسة الفانية». فالهمَّة العالية على الهمم كالطائر العالي على الطيور، لا يرضى بمساقطهم، ولا تصل إليه الآفات التي تصل إليهم، فإنَّ الهمَّة كلَّما علت بعدت عن وصول الآفات إليها وكلَّما نزلت قصدتها الآفات من كلِّ مكان. !!!!!!!!تعريف دنوِّ الهمَّة!!!!!!!! أمَّا دنوّ الهمَّة: فهو ضعف النفس عن طلب المراتب العالية، وقصور الأمل عن بلوغ الغايات، واستكثار اليسير من الفضائل، واستعظام القليل من العطايا والاعتداد به، والرضا بأوساط الأمور وصغائرها. وهو كذلك إيثار الدعَّة - أي الراحة - والرضا بالدون، والقعود عن معالي الأمور. الهمَّة نوعان: الهمَّة قسمان: وهبية وكسبية، فالوهبية هي ما وهبه الله تعالى للعبد من علوِّ الهمَّة أو سفولها، ويمكن أن تُنمي وتُرعى أو تُهمل وتُترك، فإن نمَّاها صاحبها وعلا بها صارت كسبية، وإن تركها وأهملها ولم يلتفت إليها خبت وتضاءلت، وهي في هذا مثل الذكاء وقوَّة الذاكرة وحُسن الخلق وغير ذلك ممَّا هو معلوم. والهمَّة مولودة مع الآدمي، يقول ابن الجوزي: «وقد عرف بالدليل أنَّ الهمَّة مولودة مع الآدمي، وإنما تقصر بعض الهمم في بعض الأوقات، فإذا حثت سارت، ومتى رأيت في نفسك عجزًا فسلِ المنعم، أو كسلاً فالجأ إلى الموفق، فلن تنال خيرًا إلاَّ بطاعته، ولن يفوتك خيرٌ إلا بمعصيته، فمن الذي أقبل عليه ولم يرَ كلَّ مراد؟ ومن الذي أعرض عنه فمضى بفائدة أو حظي بغرضٍ من أغراضه». !!!!!!أصناف الناس في شأن الهمَّة!!!!!! يتفاوت الناس في هِمَمهم، فمنهم من تسمو همَّته، ومنهم من تدنو همَّته، ومنهم من هو بين بين .. ويمكن تقسيم الناس في شأن الهمَّة إلى أربعة أصناف: الأول- صنف يشعرون أنَّ لديهم قُدرة على عظائم الأمور، ولديهم أهدافًا ومطالب سامية، وعندهم همَّة عظيمة جعلوها في تحصيل هذه المطالب والأهداف، وهذا الصنف من يُسمَّون «عظيمي الهمَّة». والثاني- صنفٌ لديهم قُدرة على عظائم الأمور، ولكنهم يبخسون نفوسهم فيضعون همَّتهم في سفاسف الأمور وصغائرها ودنياها، وهذا الصنف من يُسمَّون «صغيري الهمَّة». والثالث- صنف ليس لديه قدرة على معالي الأمور وعظائمها، ويشعر أنه لا يستطيعها وأنه لم يُخلق لها، فيجعل همَّته وسعيه على قدر استعداده، وهذا الصنف بصيرٌ بنفسه، متواضعٌ في سيرته. والرابع- صنف لا يقدر على عظائم الأمور، ولكنه يتظاهر بأنه قويٌّ عليها، مخلوق لها، وهذا الصنف يُسمُّونه «فخورًا» وإن شئت فسمِّه «متعظمًا». !!!!!!!!! قالوا عن الهمَّة!!!!!!!!!!! 1- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لا تصغرنَّ همّتكم؛ فإني لم أرَ أقعدَ عن المكرمات من صغر الهمم». 2- وقال ممشاد الدينوري: «همَّتك فاحفظها، فإنَّ الهمَّة مقدمة الأشياء، فمن صلحت له همَّته وصدق فيها صلح له ما وراء ذلك من الأعمال». 3- وقال ابن حبَّان البستي: من لم يكن له همَّة إلاَّ بطنه وفرجه عُدَّ من البهائم، والهمَّة النبيلة تبلغ صاحبها الرتبة العالية. 4- وقال الإمام مالك رحمه الله: «عليك بمعالي الأمور وكرائمها، واتقِ رذائلها وما سفَّ منها، فإنَّ الله تعالى يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها». 5- وقال أحمد الدرعي: «كن رَجُلاً رِجله في الثرى وهمُّه في الثريا، وما افترقت الناس إلاَّ في الهمم، من علت همَّته علت رُتبته، ولا يكون أحدٌ إلا فيما رضيت له همَّته». 6- وقال عبد القادر الجيلاني لغلامه: «يا غلام لا يكن همُّك ما تأكل وما تشرب وما تلبس وما تنكح وما تسكن وما تجمع، كلُّ هذا همُّ النفس والطبع، فأين هم القلب؟.. همُّك ما أهمَّك، فليكن همُّك ربك عز وجل وما عنده». 7-وقال ابن القيم رحمه الله: «النفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلاَّ بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة، والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات، وتقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار». 8- وقال أيضًا: «من علت همَّته وخشعت نفسه، اتصف بكلِّ جميل، ومن دنت همَّته وطغت نفسه، اتصف بكلِّ خُلق رذيل». 9-وقال أيضًا: «لذَّة كلِّ أحد على حسب قدره وهمَّته وشرف نفسه، فأشرف الناس نفسًا وأعلاهم همَّةً، وأرفعهم قدرًا من لذَّتهم في معرفة الله ومحبته والشوق إلى لقائه، والتودُّد إليه بما يحبه ويرضاه». !!!!!اهتمام الإسلام بخلق علوّ الهمَّة!!!! اهتمَّ الإسلام بعلوِّ الهمَّة وحضَّ عليه، وحثَّ المسلمين على التحلِّي بهذا الخلق الطيب، ووجَّههم إلى طريق اكتسابه، وحرص على تربيتهم عليه وتنوعت الآيات والأحاديث الدالة على ذلك، وكثرت مظاهر اهتمام الإسلام به، ويمكن توضيح ذلك في النقاط الآتية: 1- إنَّ القرآن قرن بين الإيمان والعمل كما في قوله تعالى ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر: 3] والعمل هو الظاهرة المادية لعلوِّ الهمَّة في النفس؛ لأنه هو التحرُّك الجاد الذي تُبذل فيه الطاقات لتحصيل أيِّ غاية من الغايات. 2- إنَّ الإسلام حثَّ على ترقية غايات المسلمين، وهذا إعلاء لهممهم وارتفاع بها عن الدنايا، وأخذ بها إلى معالي الأمور. 3- إنَّ الإسلام وجَّه المسلمين لكسب أرزاقهم عن طريق الكدح والعمل والمشي في مناكب الأرض حتى يعفَّ الإنسان نفسه ويستغني عن غيره، ووجَّههم في المقابل إلى الترفُّع عن مسألة الناس ما لم تدع الضرورة إلى ذلك، وعرَّفهم أنَّ اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى .. قال - صل الله عليه وسلم -: «لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي الجبل، فيجيء بحزمة الحطب على ظهره، فيبيعها يكفَّ الله بها وجهه خيرٌ من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه» . 4- ومنها أنه حثَّ المسلمين على التنافس في فعل الخيرات، والتسابق إلى معالي الأمور ورفيع المنازل، وعودهم على الجد في العمل والقيام به بهمَّة ونشاط .. قال تعالى ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ﴾ [الحديد: 21] وقال سبحانه ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: 133]. 5- ومنها أنه أمر المسلمين بالجهاد ورغَّبهم فيه أيما ترغيب، والجهاد أقصى مراتب العمل الجاد .. قال تعالى: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ...﴾ [النساء: 95]. 6- ومنها أنَّ الإسلام ذم التواني والكسل، وأمر بالبعد عن الهزل واللهو واللعب، ونأى بأتباعه عن كلِّ أمرٍ لا فائدةً تُرجى من ورائه، وأمرهم بالبعد عن سفاسف الأمور والترفُّع عن الدنايا والمحقِّرات والزهد بالدنيا طلبًا لِما هو أجلَّ وأعظم وأبقى وأخلد، ألا وهو النعيم المقيم في جنات النعيم. 7- ومنها أنَّ الإسلام وضع المسلمين في موضع قيادة البشرية، وحملهم تبعات هذه القيادة، وفي هذا غرس لخلق علو الهمَّة في نفوسهم، وحفز شديد لهم حتى يتحلوا بكل ظواهرها من اختراق الصعاب وتحمل المشاق. 8- ومنها أنَّ الإسلام وجَّه المسلمين للدعاء، والدعاء بابٌ عظيمٌ من أبواب علوِّ الهمَّة، فبه تكبر النفس وتشرف وتعلو الهمَّة وتتسامى، وذلك أنَّ الداعي يأوي إلى رُكن شديد ينزل به جميع حاجاته، ويستعين به في كافة أموره. 9- ومنها أنَّ الإسلام حثَّ المسلمين على خُلق الحياء، لأنه مظهر من أعظم مظاهر علوِّ الهمَّة، وسببٌ عظيم لاكتسابها، وذلك لأنه يدفع المرء للتحلِّي بكلِّ جميلٍ محبوب، والتخلِّي عن كلِّ قبيح مكروه. 10- ومنها - بل ومن أغربها - ما جاء في قول النبي - صل الله عليه وسلم -: «إنَّ الله يُحب العُطاس ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم فحمد الله فحقَّ على كلِّ مسلم سمعه أن يشمته، أمَّا التثاؤب فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليردَّه ما استطاع، فإنَّ أحدكم إذا قال "ها" ضحك منه الشيطان» . فالعطاس الذي لا يكون عن مرضٍ هزَّة عصبية موقظة للنشاط والعمل، وهو من علوِّ الهمَّة، بخلاف التثاؤب الذي هو ظاهرةٌ من ظواهر الفتور والكسل وميل الأعصاب إلى الاسترخاء والخلود إلى الراحة وعزوف النفس عن العمل والحركة، وكل ذلك من ضعف الهمَّة، ولذلك جعل النبي - صل الله عليه وسلم - التثاؤب من الشيطان، أي مما يرضي الشيطان. ولَمَّا كان العطاس باعثًا على اليقظة والنشاط كان حقًّا على العاطس أن يحمد الله، لأنَّ العطاس نعمة. ولَمَّا كان التثاؤب دليلٌ على الكسل والفتور وضعف الهمَّة كان من الأدب أن يردَّه المسلم عن نفسه ما استطاع. وبالجملة:فالإسلام أخي الحبيب دين العزة والكرامة، ودين السمو والارتفاع، ودين الجدِّ والاجتهاد، ليس دين كسل وخمول وذلَّة ومسكنة، حثَّ على علو الهمَّة ودعا إليه، وتنوَّعت مظاهر اهتمامه به كما رأيت. !!!!!!!!! ذم دنوِّ الهمَّة!!!!!!!! في مقابل حثِّ الإسلام على علوِّ الهمَّة وتوجيه المسلمين إلى اكتسابه نجده أيضًا ذمَّ دنوَّ الهمَّة وحذَّرهم منه، وبيَّن لهم أنه مسلكٌ دنيءٌ وخُلقٌ ساقط وعملٌ مرذول، لا يليق بأهل الفضل، ولا ينبغي من أهل النبل والعقل، وتنوَّعت أيضًا أساليب القرآن في التحذير من هذا الخلق. فمنها: أنه ذمَّ ساقطي الهمَّة وصوَّرهم في أبشع صورة، قال تعالى ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الأعراف: 175، 176]. ومنها أنه ذمَّ المنافقين المتخلِّفين عن الجهاد لسقوط همَّتهم وقناعتهم بالدون، فقال في شأنهم: ﴿رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ﴾ [التوبة: 87]. وقال سبحانه ﴿وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ﴾ [التوبة: 46]. ومنها أنه شنع على الذين يؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة، ويجعلونها أكبر همهم وغاية علمهم، واعتبر هذا الإيثار من أسوأ مظاهر خسَّة الهمَّة، وأنه تسفُّل ونزول يترفع عنه المؤمن قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ [التوبة: 38]. ومنها أنه وصفَ اليهود الذين علموا فلم يعملوا بعلمهم، وشبَّههم بالحمار، فقال تعالى ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [الجمعة: 5] وقال عنهم أيضًا: ﴿وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا﴾ [الأنعام: 91]. !!!!!!!!!مظاهر دنو الهمَّة!!!!!!!!!!! لدنو الهمَّة في حياتنا مظاهر عديدة، وصور كثيرة منها: 1- التكاسل عن أداء العبادات: فضعيف الهمَّة يؤدِّي الصلاة بتثاقُلٍ وتباطؤٍ وقلَّة رغبة حاله كحال المنافقين الذين لا يقومون إلى الصلاة إلاَّ وهم كُسَالى كما وصفهم ربهم عزَّ وجل بقوله ﴿وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ﴾ [النساء: 142] كما أنه يتكاسل عن قيام الليل و صلاة الوتر وأداء السنن وبخاصة إذا فاتته. 2- التهرب من المسئولية: وهذا له صور كثيرة، منها التخاذل وذلك بكثرة الاعتذارات والاحتجاج بكثرة المشاغل، ومنها التخذيل، حيث لا يكتفي ضعيف الهمَّة بالتهرُّب، وإنما يثبط من أراد البذل والعمل، ومنها التهوين وذلك بتهوين الأمور أكثر من اللازم، وعكسه التهويل وهو تعسير الأمور وتهويلها، وكلُّ هذه الأمور دليلٌ على دنوِّ همَّة الشخص ورغبته في إيثار السلامة والتهرُّب من المسئولية. 3- الإغراق في المظهرية الجوفاء: حيث يشغل ضعيف الهمَّة نفسه بالمظاهر الفارغة فيعتني بالملبس والمركب العناية الزائدة، ويهتم اهتمامًا كبيرًا بالأمور الشكلية على حساب الأمور الجوهرية الحقيقية. 4- الاشتغال بما لا يعني والانصراف عما يعني: فضعيف الهمَّة يشغل نفسه بما لا يعنيه ويترك ما يعنيه، كأن يشغل نفسه بالقيل والقال وكثرة السؤال، والإكثار من المراء والجدال والمزاح والوقوع في الغيبة والنميمة فيضيع بذلك وقته الذي هو حياته ورأس ماله. 5- الانهماك في الترف: وهذا يورث ضعف الهمَّة، ويشغل المرء عن طاعة ربه، ويقود إلى الضياع، وينافي المراتب العالية. قال الشاعر فَمَن هَجَر اللَّذَّات نَالَ الْمُنَى ومَن أَكَبَّ عَلَى اللَّذَّاتِ عَضَّ عَلَى اليَدِ ومِن صُور الانهماك في الترف التوسُّع في المآكل والمشارب، وكثرة النوم والمبالغة في التجمل. 6- الاشتغال بسفاسف الأمور ومحقرات الأعمال: فضعيف الهمَّة يعيش بلا هدف ولا غاية، لا همَّ عنده و لا شغل إلاَّ العناية بمظهره والتأنُّق في ملبسه، وتلميع سيارته، ومتابعة أخبار الفنِّ والرياضة، والجلوس في الطُرقات وعلى الأرصفة وإيذاء الناس بالتفحيط والمعاكسات. 7- الاسترسال مع الأماني الكاذبة: فضعيف الهمَّة يهوى المعالي ويعشق المكارم، ويريد النجاح، ولكنه مع ذلك لا يسعى إليها، ولا يجدُّ في طلبها، ولا يبذل أسباب تحصيلها وإنما يكتفي بالأماني الكاذبة والأحلام المعسولة. 8- ا لتسويف والتأجيل: وهما صفة بليد الحسِّ عديم المبالاة ضعيف الهمَّة، وهما آفتان خطيرتان، لا يسلم منها إلاَّ أصحاب الهمَّة العالية والإرادات القوية، ولهما آثار وخيمة في الدنيا والآخرة. 9- التحسُّر على ما مضى وترك العمل: فضعيف الهمَّة يتحسر على ما مضى من تقصيره، ويسرف في ذلك إسرافًا شديدًا فيضيع بذلك حاضره ومستقبله كما ضاع ماضيه، ويأتيه الموت وقد ضاع عمره فيما لا فائدة فيه، ولا طائل وراءه. |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 2 : | |
, |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
طريقك إلى قلوب الناس | منال شريف | شعاع العـــام | 2 | 07-26-2017 01:32 PM |
صلاح الأمة في علو الهمة ..علو الإيمان في الهمة | امي فضيلة | شعاع العلوم الشرعية | 4 | 02-15-2017 04:50 PM |
طريقك إلى الالتزام بالمواعيد | ثناء بلعابد | شعاع العـــام | 4 | 09-20-2015 01:42 AM |
ثقتك فى نفسك طريقك الى المجد | ام بشري | شعاع العـــام | 13 | 11-04-2014 06:06 PM |
الى اختي ...افسحوا له لا تلتفت وإثبتي وواصلي الطريق .. طريقك إلى الله | أم انس السلفية | شعاع العلوم الشرعية | 7 | 05-04-2014 03:48 AM |