منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   مكتبة البحوث والتقارير العلمية (https://hwazen.com/vb/f102.html)
-   -   بحث وجهات نظر الدين والعلم تصادم أم تكامل (https://hwazen.com/vb/t22164.html)

عطر الجنة 12-16-2021 01:58 AM

بحث وجهات نظر الدين والعلم تصادم أم تكامل
 
https://upload.3dlat.com/uploads/13402818557.gif




يمثل الدين في معناه الاصطلاحي العلاقة التي تربط بين الإنسان والله، وهو ما يمثل خضوع العابد للمعبود، والتسليم له،والدين في مجمله نزل كي يسد الفراغ في الإجابة عن الأسئلة الوجودية العميقة التي تنتاب الإنسان عن:
ما حقيقة وجود الإنسان على الأرض؟
وما حقيقة الموت؟
وما طبيعة مصير الإنسان بعد الموت؟
وما حقيقة البعث؟

أسئلة كبرى تشكل مصدر قلق وجودي للإنسان في الحياة، ولم يستطع أي مجال من مجالات المعرفة البشرية أن تقدم لنا إجابة شافية على هذه الأسئلة فكان الدين وحده هو الذي قدم لنا الإجابات الواضحة عن هذه الأسئلة ليطفئ بعضاً من قلق الإنسان الوجودي، ويروي عاطفته المشبوبة، وذلك بالإجابات التي قدمها للإنسان حول حقيقة هذه الأمور الغيبية، والتي تؤسس جوهر الدين.

الخلاف بين العلم والدين هو نتيجة للخلاف بين رجال الدين ورجال العلم حول ملكية السلطة في المعرفة والتوجيه


وبالمقابل فإنّ العلم هو نشاط إنساني قائم على طرح فرضيات لتفسير ظواهر عالم الطبيعة والإنسان، وإذا تم التحقق من هذه الفرضيات بالملاحظة والتجربة تحولت الفروض إلى نظريات في تفسير الظواهرة التي يحاول العلم تفسيرها؛ فالعلم يستند إلى المنهج العقلي القائم على الملاحظة والتجريب، وإدراك وتفسير كيف تحدث الظواهر، وهل يمكن التحكم في مسارها، هنا يدور العلم في نطاق المجال العيني والظواهر المادية في معظمه.
ورأى طه حسين أنّ طبيعة العلم تغاير طبيعة الدين، فإنّ "الدين نزعة ذاتية، أما العلم فنزعة موضوعية عامة، وموضوعية العلم تنحصر في أن ينظر إلى عالم الطبيعة أكثر من نظره إلى طبيعة الروح المستترة، وبالتالي فإنّ للعلم حدوداً لا يتعداها، وهو حين يبحث في الدين فإنما يلزم في ذلك حدود العلم، فلا يتخطى حدود العقلية البشرية، ويترك للدين وازع ما بعد العقلية،
ومن جانب آخر فقد أكد طه حسين على أنّ كلاً من العلم والدين له ملكة خاصة به
"فالعلم والدين" لا يتصلان بملكة واحدة من ملكات الإنسان، وإنما يتصل أحدهما بالشعور، ويتصل الآخر بالعقل، يتأثر أحدهما بالخيال والعواطف، ولا يتأثر الآخر بالخيال إلا بقدر"، فثمة اتفاق واضح على الخلاف بين طبيعة العلم، وطبيعة الدين من حيث وسيلة المعرفة في كل منها، ومن حيث طبيعة المعرفة هل هي ذاتية أم موضوعية.


وهنا ينبغي أن نسأل كيف تتخلق المشاكل بين العلم والدين؟
تتجلى المشاكل حين يسعى رجال الدين إلى توظيف منتجات العلم في تعضيد الإيمان بالنص الديني فيلجأون إلى التفسير العلمي للقرآن، متجاهلين أنّ القرآن الكريم نص ثابت في حين أنّ العلم نشاط متغير ونظرياته متطورة في حركة الزمن، وبالتالي فإنّ توظيف المنتج العلمي لخدمة مسألة تعضيد الإيمان، قد يؤدي إلى الشك في النص ذاته؛ لأن العلم متغير ولا يثبت على حال فترات طويلة.

كما أنّ رجال الدين يضعون أنفسهم قيمين على تقييم النظريات العلمية
من منظور الحلال والحرام، والأخلاقي واللاأخلاقي، وقد يوظفون الدين في اضطهاد بعض رجال العلم، وذلك لأنهم يعتقدون أنّ سلطتهم الكبيرة على أرواح الناس تتيح لهم حق تقييد حركة العلماء في جانب،
ومن جانب آخر فإنّ بعض العلماء، والعديد من النخب المثقفة علمياً، قد تتجه إلى محاكمة الدين بمعتقداته الغيبية،
والفكر الديني القائم عليه من خلال الأفق العلمي القائم على الدليل والتجريب، وقد يؤدي هذا إلى التشكيك في معتقدات الدين الراسخة في المجالات التي يرون أنّها تخالف رؤيتهم الدينية في قلوب الجماهير؛ لأن أصول الاعتقاد الغيبي مجالها القلب والعاطفة، ولا يمكن إخضاعها بالكلية للعقل والتجريب، وقد يكون العلم بمحاكماته العقلية والتجريبية سبباً رئيسياً في مروق العديد من المؤمنين إلى طريق الإلحاد.


ومن هنا أكد معظم أعلام الفكر العربي أنّ الخلاف بين العلم والدين هو نتيجة للخلاف بين رجال الدين ورجال العلم حول ملكية السلطة في المعرفة والتوجيه، وأنه ليس هناك خلاف بين الدين في ذاته والعلم في ذاته.

ومن جانب آخر فإنّ الخلاف بين العلم والدين يستمد قوته وعنفه من أنّ الدين حظ الكثرة، في حين أنّ العلم هو حظ القلة فيقول طه حسين
"إنّ الخلاف بين العلم والدين لا يستمد قوته وعنفه من الفرق الجوهري بين العلم والدين فحسب، وإنما يستمد قوته وعنفه من مصدر آخر، وهو أنّ الدين حظ كثرة، والعلم حظ قلة، فسواد الناس مؤمن ديان، مهما يختلف العصر، والطور، والمكان والعلماء، والمتفلسفون قلة دائماً، فليس غريباً أن تظهر الخصومة قوية عنيفة بين هذه القلة التي نسميها العلماء أو الفلاسفة، وبين السواد.


الانفصال يؤدي إلى التكامل والازدهار
وعلاقة الانفصال بين العلم والدين

أحد مسارات التقدم الغربي الحديث



ومما سبق نلاحظ أنّ علاقة الاتصال بين العلم والدين من خلال تدخل رجال الدين في مجال العلم،
أو محاكمة رجال العلم والنخب العلمية لأصول الاعتقاد الغيبي في الدين ينتج من خلاله العديد من المشاكل التي تسبب خسائر في كلا المجالين، وبالتالي فإننا إذا نظرنا إلى مجال الدين على أنه مجال العاطفة والوجدان،

والذي يجيب للعامة والخاصة عن أسئلة وجودية جوهرية في حياتهم، فإننا نقر للدين بمجاله الفاعل في بناء القوة الروحية للإنسان في مواجهة أعباء الحياة ومشاكلها، ومواجهة المحن، ومواجهة الموت، والنهاية المحتومة له، وبالمقابل يكون نشاط العلم هو تفسير الغامض من ظواهر الطبيعة والإنسان بالتعقل والتجريب لفروض التفسير،

هنا لابد أن نقر بعلاقة الانفصال بين العلم والدين، وبين مجال رجال العلم ومجال رجال الدين، وذلك رغم تكامل كلا المجالين في الحياة الإنسانية، باعتبار أنّ لكل منهم مجاله ومحيطه، ومن ثم يمكن القول بأنّ علاقة الاتصال بين العلم والدين قد تجر إلى مشاكل لامتناهية لكل منهما، وإلى الصراع بين رجال العلم ورجال الدين، فى حين أنّ الانفصال يؤدي إلى التكامل والازدهار، ولعلّ علاقة الانفصال بين العلم والدين هو أحد مسارات التقدم الغربي الحديث.

ويوصف عصرنا الحالي بأنه عصر العلم، حيث أصبح العلم جزء من حياتنا اليومي، نحتاجه في معظم أعمالنا.
لكن في بعض الأحيان يحدث أن تصطدم الحقائق العلمية بالدين،

ترى هل يمكن أن يصل الاثنان أخيراً إلى اتفاق؟
كثيراً ما تصطدم الحقائق العلمية بالدين، ويختلفان، ويحار العلماء أنفسهم في هذا الأمر. فيرى البعض في الاكتشافات الحديثة عن لا محدودية الكون واتساعه المستمر مبرراً لشعور الإنسان بالاكتفاء الذاتي، وبعدم احتياجه إلى "إله". بينما يرفض البعض كل ما يقوله العلم ويتناقض مع الدين.

ولكن هل من الممكن فعلاً أن يكتمل العلم بدون دين؟
أو هل من الممكن أن يستمر الدين في رفضه للعلم، في زمن العلم والتكنولوجيا؟
ربما حان الوقت أخيراً للتعاون بين هذين الطرفين المتباعدين.



https://static.dw.com/image/1668454_404.jpg


##عالم بلا آلهة##

كثيراً ما كانت الظواهر الطبيعية تفسر على أنها تدخل إلهي، ثم يأتي العلم بعد ذلك ليثبت أنها أمور طبيعية، مثل الرعد والبرق، والتي اتضح أنها كهرباء.


هذا هو ما يدفع الدكتور جونتر جوستاف هازينجر Günther Gustav ، Hasinger مدير معهد ماكس بلانك للطبيعة فوق الأرضية في جارشينج إلى عدم إرجاع أصل الكون لله.


إنه مقتنع بأن العلم سيعطيه يوماً ما الإجابة الشافية عما لا يمكن إدراكه الآن. ولكنه مع ذلك يؤكد احتياج الإنسان لفلسفة ما أو لإيمان حتى يستطيع تعدي حدود عدم المعرفة. والدكتور جونتر ليس وحده في هذا الأمر،

فبالنسبة للكثيرين أصبحت القيمة الحقيقية اليوم هي تحقيق الذات. وأحد هؤلاء هو أستاذ الفلسفة الطبيعية برنولف كانيتشايدر Bernulf Kanitscheider.


ففي رأيه أنه منذ الاكتشاف الذي وصل إليه كل من عالم الرياضيات الروسي ألكسندر فريدمان Alexander Friedmann وعالم الفلك البلجيكي جورج لومتر Georges Lemaitre في عام 1920، والذي أوضح أن الكون ليس ثابتاً، ازداد التساؤل عن
إمكانية وجود حياة أخرى على كواكب أخرى. ففي الجزء المرئي فقط من كوننا هناك من عشر إلى عشرين كوكب يتوقع أن تكون بهم إمكانية حياة.


https://upload.3dlat.com/uploads/13402818558.gif

عطر الجنة 12-16-2021 02:08 AM

رد: بحث وجهات نظر الدين والعلم تصادم أم تكامل
 



https://upload.3dlat.com/uploads/13402818557.gif

الحرية حقيقة أم خيال؟
ولكن حرية الإنسان هي أمر كثر الجدل حوله، ويهتم بدراسته علم النفس بشكل خاص،
فهل حقاً هناك إرادة حرة؟
يؤكد البروفيسور فولفجانج برنز Wolfgang Prinz وهو عالم نفس يدافع عن عقل الإنسان وقدرته،
"إن عقل الإنسان أكثر كثيراً من مجرد ماكينة ".
فهو يرى أن إدراك الإنسان هو صورة للحقيقة، ولكنه ليس الحقيقة نفسها، فمعرفتنا عن أنفسنا وعن العالم حولنا أمر انتقائي، واستقبالنا للأموريتعلق بحدسنا، ولكن قد يحبط المرء عند الاصطدام بالواقع.

وبالطبع تلعب التربية الاجتماعية للمرء دوراً كبيراً في استقباله للأحداث المختلفة.
ويعتبر فولفجانج الإرادة نتيجة مباشرة للتربية، فهي في رأيه أمر أخلاقي وليست طبيعة روحية للإنسان.
أما عن العقل ودوره فهو يقول: "إن العقل عبارة عن عضو يقوم ببعض المهام الخاصة بالتصرفات،
لذلك فقط تحول لآلة تحقق هذه الأشياء، وبدون فهم هذه التصرفات لا يمكن فهم العقل
ونحن نعرف حتى الآن القليل عن هذا الأمر.وفي أي حال من الأحوال،
لا يفكر العلماء في تدخل الله في هذا الأمر. فالبحث العلمي يظل دائماً بعيداً عن الدين،
حتى بين العلماء المؤمنين".

"قيمة الإنسان" أمر يثير الجدل
وكما أثارت الحقائق الفلكية الجدل في الكنيسة في العصور الوسطى، تثير اليوم التكنولوجيا الطبيعية
الجدل الديني وأيضاً الأخلاقي. ويؤكد يقول فولفجانج فان دن دايليه Wolfgang van den Daele عضو المجلس القومي للأخلاقيات Nationalen Ethikratesفي ألمانيا أن تعريف قيمة الإنسان أمر يصعب تحديده، فالقيم تتغير على مر التاريخ. ويرى فولفجانج أنه من حق كل إنسان أن يختار حقه في الصدفة (كالشكل،
وما إلى ذلك)، أو أن يرفضه، ولذلك فعمليات التجميل مثلاً لا تعتبر أمراً غير أخلاقي.ولكن عندما يتعلق الأمر بشخص آخر، هنا تصعب الإجابة على هذا السؤال،
فهل يحق للفرد تغيير طفله على سبيل المثال؟
تغيير طباعه أو التخلص منه؟ "إنه من حق الإنسان إذا تمكن من تأكيد أن هذا التغيير لخير الآخر.
كأن يمنع عن طفله أن يرث مرضاً ما..
إنني لا أرى في ذلك اعتداء على حرية الطفل وقيمته"،
هذا ما يؤكده فولفجانج. ويختلف الرأي كثيراً في ما يتعلق بالجنين،
فالبعض يعتبره فرداً مكتملاً يجب حمايته، بينما يعتبره البعض الآخر مجرد مشروع إنسان.


"الإيمان بدون علم رجعية، والعلم بدون إيمان عماء"

في يوم ما، انفصل العلم عن الدين، عندما كان رجال الدين يعتبرون أنفسهم أصحاب الحقيقة الكاملة،
ولديهم الإجابة على كل سؤال. فاعترض العلماء على هذا الموقف المتكبر.
وبانتشار العلم ودخول تطبيقاته في عالمنا اليومية، فقد رجال الدين سلطتهم، وتبدلت المواقع،
واليوم يكرر العلماء الخطأ نفسه بافتراضهم أنهم يمتلكون كل الإجابات وأن الدين لا معنى له.

يحتاج الإيمان والمعرفة بعضهما لبعض، هذا ما يراه هانز شفارتز Hans Schwarz أستاذ علم اللاهوت. "يجب على العلماء أن يعترفوا بأنهم أحياناً ما يستخدمون الإيمان ليتمكنوا من فهم العلاقات العميقة بين مظاهر الطبيعة التي يلاحظونها"


ويرى هانز شفارتز أن العلماء لا يمتلكون الحقائق والإجابات كما يؤكدون، ويجد في التساؤلات التي يواجهها العلماء يومياً أكبر دليل على هذا الأمر، وخاصة العلماء الذين يبحثون في أصل الحياة، فكلما توصلوا لاستنتاج ناقضه اكتشاف جديد في اليوم التالي.


ومع أهمية العلم إلا أنه يمكن أن يستخدم للتدمير تماماً كما يمكن أن يستخدم للبناء، وهنا يأتي الدور الأهم للإيمان في رأي هانز. ويضيف أن التجربة العملية لا يمكن أن تأتي بكل الإجابات، وهو الأمر الذي حذر منه الفيلسوف إيمانويل كانت Immanuel Kant منذ أكثر من مئتي عام. والسؤال الأساسي الذي لا يمكن للعلم أو التجارب الإجابة عليه هو السؤال عن مصدر حياتنا والمغزى منها، وهنا يأتي دور الميتافيزيقا أو علم ما وراء الطبيعة، وهو العلم الذي فقد رونقه في عصرنا الحالي، هذا العصر الذي يعتمد فقط على كل ما يراه أو يمكن إثباته بتجربة عملية. ولكن منذ حادثة هيروشيما والعلم فقد براءته وأصبح العلم هو "خرافة" كما أطلق عليه الفيلسوف كارل جاسبرزKarl Jaspers. ومنذ ذلك الحين يصطدم العلم بأمور وأسئلة أخلاقية، لا يمكن أن يجيب عنها إلا علم يفوق مجرد التجربة. فكل هذه الأسئلة عن أصل الحياة وهدفها وأخلاقيات التجارب المختلفة، لا يمكن حلها إلا بالتعاون والتكامل بين العلم والدين. هذا التعاون يكمن في تعرف علماء اللاهوت على الحقائق العلمية وتقبلها، وكذلك تعرف رجال الدين على أسس الإيمان وتقبلها.


https://upload.3dlat.com/uploads/13402818558.gif

عطر الجنة 12-16-2021 02:15 AM

رد: بحث وجهات نظر الدين والعلم تصادم أم تكامل
 
https://upload.3dlat.com/uploads/13402818557.gif


العلم والدين
د. هاشم غرايبة


علّق أحدهم على موضوع يتحدث عن موافقة العلم والعقل للدين قائلا:
“لا علاقة للدين بالعلم، بل إن من يؤمن بالعلم لا يؤمن بالدين”.
إن جميع من لا يؤمنون بالدين وضرورته للحياة البشرية، يتطابقون في سمة واحدة،
قوامها عدم فهم الدين: جوهره ومراميه، واعتقادهم أنه مجرد طقوس تعبدية يمارسها الشخص خوفا أو طمعا، كما يشتركون جميعهم بانبهارهم بما حققه البشر من تقدم علمي واختراعات تقنية، معتقدين أنهم قد قاربوا على اكتشاف سر الحياة مما يوهمهم بأن ذلك ينقض وجود الله.

الطريف أن هؤلاء موجودون في كل الحقب التاريخية، ومع كل تقدم منذ صنع الإنسان القوس ثم المنجنيق وصولا الى البارود فالصواريخ.. في كل مرحلة كانوا يتوهمون أنهم وصلوا الى قمة العلم والمعرفة، وأنهم اقتربوا من الوصول إلى ذلك السر الخفي: كيف تتحول المادة إلى الحيوية.

سر استغراق هؤلاء في الجري وراء السراب الخادع، هو عدم فهمهم لمعنى العلم من أصله.
العلم من التعلم أي المعرفة المكتسبة بالنقل أو التجريب،
لذلك فهو ليس اختراعا بشريا من اللاموجود، بل هو من فهم ما يسمونه الظواهر الطبيعية، أي السنن الكونية بالتسمية الدينية، وهي تلك القوانين التي وجدها الإنسان تنظم علاقات الأشياء وخصائصها مثل الجاذبية والمغناطيسية والاحتكاك والتمدد ..الخ.

العلم التطبيقي
بدأ بالتعرف عليها بالملاحظة والتجريب والمقارنة، حتى توصل الى معرفة أن هنالك قوانين ثابتة تسير بموجبها، فشلت كل محاولة لتعديل أو إلغاء لأية خاصية أو مسار أي من قوانينها، لذلك انصب الجهد على استغلال تلك القوانين بصنع آلات مفيدة.

عندما تأكد العلماء أنه لا يمكن قهر هذه القوانين، ولا حتى تعديلها قيد أنملة، يفترض بمن يحتكم الى المنطق أن يعني ذلك له أنها لا يمكن أن تكون وضعت نفسها بنفسها؟،
ألا يعني ذلك أن وراءها قوة قاهرة ضابطة لها دائمة السيطرة على مساراتها بكل دقة؟،
ألا يفترض إذاً أن يكون العالِم المحايد أول مؤمن بالدين؟:
” {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} فاطر: 28.

من يلمس الدقة الفائقة في تنظيم تلك الظواهر، والتي وجدها جميعا محكومة بقوانين لا انفلات منها،
يجب أن يهديه عقله الى معرفة أن هنالك خالق قادر حكيم، ومن ينكر ذلك فهو خائن لأمانة عقله،
فلا يتبعه ويحتكم اليه كما يدّعي، بل يركبه ويسوقه وفق هواه.

لو عدنا إلى أصل العلم ومعناه ، لوجدناه على درجات ثلاث، أعلاها هي العلم بالله،
يليها العلم بأوامر الله، وأدناها هي العلم بما خلق الله، وهذا هو العلم التطبيقي الذي يتعلمه البشر عامة، وفيه تندرج كل القوانين الطبيعية والنواميس الكونية التي تضبط حياة الناس والكائنات والأجرام الكونية،
في هذا العلم (الثالث درجة)، يتبارى البشر تقدما وتأخرا، وفيه يحققون احتياجاتهم المعيشية في حياتهم، هؤلاء العلماء “{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}” [الروم:7]،
لذلك لا علاقة للدين في التقدم العلمي والتقني، لأن قوانين الكون وضعها الخالق للبشر جميعا،
وليست مختصة بالمؤمن فقط، فينهل منها كل من يستطيع ذلك من الناس بلا قيود ولا حدود ”
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ” [الرحمن:33].

لكن هذا العلم محصور بالدنيا وبكل ما يفيد الناس خلال فترة وجودهم فيها،
لذلك فإن العالِم مهما تفوق في هذا العلم، لن ينفعه ذلك في الحياة الآخرة،
إلا إن ارتقى الى الدرجتين الأعلى، مصداقاً لقول رب العزة: ”
{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}” .
الدرجة الثانية من العلم هي علم بأوامر الله،
أي التشريعات والأحكام التي أنزلها إلى البشر عن طريق الأنبياء، وهي الضامنة للعدالة والمساواة، والمنظمة للعلاقات المجتمعية والعيش التعاوني بين البشر بسلام وطمأنينة،
لذلك فإن هذا العلم ينفع الناس في الدارين، لأنه مبني على طاعة الله من ناحية وصلاح الحياة من ناحية أخرى.
أما الدرجة الأولى فهي الأعلى والفضلى، ويكتسبها الإنسان عندما يعرف الله، يعرفه بصفاته ( أسمائه الحسنى ) وفي الدنيا من غير أن يراه،
لأن البشر جميعا يوم القيامة سيعرفونه حتما سواء من كان آمن به في الدنيا أم كفر،
لهذا السبب فهو العلم الأسمى الذي تتحقق فيه المعرفة من غير الحاجة إلى أدوات العلم الأدنى (الملاحظة الحسية والمقارنة والتجريب فالإستنتاج )،
وبهذه المعرفة يرتقي ويسمو كلما ازداد قربا من الله عز وجل لأنه سبحانه مصدر المعرفة والكمال المطلق.
هكذا نخلص أن العلوم التطبيقية بأنواعها هي علم بما خلق الله، وهو أدنى درجات العلم تفاضلا ،
فهي علم نافع فقط، لكن العلم بأوامر الله نافع ورافع، والعلم بالله نافع ورافع ومُسعِد.



https://upload.3dlat.com/uploads/13402818558.gif

عطر الجنة 12-16-2021 02:17 AM

رد: بحث وجهات نظر الدين والعلم تصادم أم تكامل
 
أخذ البحث
من عدة مصادر بعد التدقيق

إسمهان الجادوي 12-16-2021 01:14 PM

رد: بحث وجهات نظر الدين والعلم تصادم أم تكامل
 

ج ـزآك الرح ـمن الـ غ ــفرآن
وأج ــزل لك الـ ع ــطآء
وأسبغ ع ــليك رضوآنآ يبلـ غ ــك أع ــآلي الـ ج ــنآن
وأبـ ع ــدك ع ــن ج ــهنم و النيرآن
لك وـآفر الشكر

بريق الافق 12-16-2021 04:31 PM

Re: بحث وجهات نظر الدين والعلم تصادم أم تكامل
 
اثريتينا بجزيل ماقدمت

اللـه يِـََـَحْــفَــظِـُـِـْـ()ــگْ.
اللـه يِـََـَحْــفَــظِـُـِـْـ()ــگْ.
وفقك الله وسدد خطاك لكل خير
لك شكري وتقديري والاحترام
دمت بخير وراحة بال

عطر الجنة 12-16-2021 10:16 PM

رد: بحث وجهات نظر الدين والعلم تصادم أم تكامل
 
افتراضي رد: بحث وجهات نظر الدين والعلم تصادم أم تكامل



ج ـزآك الرح ـمن الـ غ ــفرآن
وأج ــزل لك الـ ع ــطآء
وأسبغ ع ــليك رضوآنآ يبلـ غ ــك أع ــآلي الـ ج ــنآن
وأبـ ع ــدك ع ــن ج ــهنم و النيرآن
لك وـآفر الشكر





بصماتك في صفحاتي دوما
تترك اثرا ,,
كما الورود برائحتها
فهي تطرب لوجودك داخل اروقتها
سلمت
لا خلا ولا عدم يارب

دمت بخير وسعادة لا تفارق روحك,,


عطر الجنة 12-16-2021 10:21 PM

رد: بحث وجهات نظر الدين والعلم تصادم أم تكامل
 
Re: بحث وجهات نظر الدين والعلم تصادم أم تكامل


اثريتينا بجزيل ماقدمت

اللـه يِـََـَحْــفَــظِـُـِـْـ()ــگْ.
اللـه يِـََـَحْــفَــظِـُـِـْـ()ــگْ.
وفقك الله وسدد خطاك لكل خير
لك شكري وتقديري والاحترام
دمت بخير وراحة بال




عانق السحب العنان
وفرد سحر براعته بحنان
ليكشف عن قلبٍ توج حبه وسط جنان

شكرا لك
ياأنيق الحرف
وجميل الحضور.

لروحك الطاهرة جنائن الورد


الساعة الآن 05:31 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)