منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع الحديث الشريف و أصوله (https://hwazen.com/vb/f10.html)
-   -   من حديث (إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها, غير مفسدة..) (https://hwazen.com/vb/t22190.html)

بريق الافق 12-28-2021 08:39 PM

من حديث (إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها, غير مفسدة..)
 
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبيُّ ﷺ: إذا أنفقت المرأةُ من طعام بيتِها غير مفسدةٍ كان لها أجرُها بما أنفقت، ولزوجها أجره بما اكتسب، وللخازن مثل ذلك, لا ينقص بعضُهم من أجر بعضٍ شيئًا. متفقٌ عليه.


وعن أبي سعيدٍ الخدري قال: جاءت زينب امرأةُ ابن مسعودٍ فقالت: يا رسول الله, إنَّك أمرت اليوم بالصَّدقة, وكان عندي حُليٌّ لي, فأردتُ أن أتصدَّق به, فزعم ابنُ مسعودٍ أنه وولده أحقّ مَن أتصدق به عليهم, فقال النبيُّ ﷺ: صدق ابنُ مسعودٍ, زوجك وولدك أحقُّ مَن تصدقت به عليهم. رواه البخاري.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله ﷺ: لا يزال الرجلُ يسأل الناسَ حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعةُ لحمٍ. متَّفق عليه.

azez
الشيخ: الحمد لله، وصلَّى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.--

أما بعد: فهذه الأحاديث الثلاثة فيها الحثُّ على الصَّدقة والإحسان، وأنَّ أقارب الإنسان وزوج المرأة أحقُّ مَن يتصدق عليهم بصدقة التطوع، وأن السؤال مذمومٌ لا ينبغي إلَّا للضَّرورة، أو ما أذن به الشرعُ؛ لأنه ذُلٌّ ووسيلةٌ إلى فضيحة يوم القيامة.

يقول النبيُّ ﷺ: إذا أنفقت المرأةُ من طعام بيتها غير مفسدةٍ كان لها أجرُها بما أنفقت، ولزوجها أجرٌ بما اكتسب، وللخازن مثل ذلك، لا ينقص بعضُهم من أجر بعضٍ شيئًا، فإذا أنفقت إنفاقًا مناسبًا ليس فيه إسرافٌ ولا تبذيرٌ وكان في محلِّه فلها أجرها، ذلك بإذن زوجها؛ لأنَّ المال مال زوجها، كما جاء في الأحاديث الأخرى: لا يحلّ لامرأةٍ عطية إلا بإذن زوجها، فلا بدّ أن تستأذن وتعمل بما يراه زوجُها، سواء كان الإذنُ نطقيًّا أو عرفيًّا، وهو ما جرت به العادةُ أنه يُسمح به ويُؤذن فيه، فإذا فعلت ما جرت العادةُ بالإنفاق منه، أو بالإذن الصَّريح فيه، مُتحريةً للخير، متحرية للصواب، لا إسراف، ولا تبذير؛ فلها أجرها كاملًا، وله أجره كاملًا، وللخازن الذي معهم والخادم كذلك إذا شارك في الخير، فكلهم شرُكاء في الأجر، لا ينقص بعضُهم من أجر بعضٍ شيئًا هذا بكسبه، والمرأة بإنفاقها وتحريها، والخازن بالتَّعاون معهم، والحرص على إيصال الصَّدقة إلى أهلها.

وهذا من فضل الله جلَّ وعلا، ومن كرمه : أنَّ المنفق والزوجة والخادم المعين شُركاء في الأجر.

والإذن يكون تارةً بالصراحة، وتارةً بالعُرْف؛ بأن تعلم من حاله ومن طريقته ومن عادته أنه يسمح بهذا الشيء.


azez


والحديث الثاني حديث ابن مسعودٍ في قصة زوجته حين استأذنت النبيَّ ﷺ أن تتصدَّق بحُليّها؛ لأن الرسول ﷺ حثَّهم على الصَّدقة، يعني: صدقة التطوع، فقالت: "يا رسول الله، عندي حُلي، وأريد أن أتصدق به"، والحُلي مثل الأسورة، ومثل القلائد، ومثل الخواتم، هذه يُقال لها: حلي، وابن مسعودٍ يقول: إنَّه أحقُّ بالصَّدقة من الأجانب هو وولده، فقال النبيُّ ﷺ: نعم صدق ابن مسعود، زوجُكِ وولدك أحقُّ مَن تصدَّقْتِ عليهم، فإذا كان زوجُها وأولادها محتاجين فالصَّدقة فيهم أولى من البعيدين؛ لأنَّ نفقة أولادها واجبةٌ، وزوجها عاجزٌ، فالواجب أن تكون الصدقةُ فيهم لا في البعيدين، ولهذا يقول ﷺ: الصدقة على الفقير صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة، وصلة جميعًا.

فإذا كانت عند المرأة صدقات وزوجها محتاج وأولادها فهم أولى من غيرهم، أما الزكاة فتُصرف في مصاريفها، وأولادها ما هم محل صدقةٍ، وما هم محل زكاةٍ، أما زوجها فالصَّحيح أنه إذا كان فقيرًا فهو محلٌّ للزكاة أيضًا.



الثالث حديث ابن عمر: يقول النبيُّ ﷺ: لا يزال الرجلُ يسأل الناسَ يعني: في الدنيا حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحمٍ يعني: يأتي مكشوف الوجه، ما فيه إلَّا عظام، فهذه فضيحةٌ على رؤوس الأشهاد؛ لكونه يسأل الناس من غير مُوجِبٍ للسؤال، ولكنه اتَّخذها عادةً جشعًا على المال وحبًّا له -نسأل الله العافية.

ويأتي في الحديث الآخر: مَن سأل الناسَ أموالهم تكثُّرًا فإنما يسأل جمرًا، فليستقِلَّ أو ليستكثر -نسأل الله العافية.

فالواجب على المؤمن أن يحذر السؤال إلَّا عند الضَّرورة، وإذا كان في ضرورةٍ فله أن يسأل قدر الحاجة، كما في حديث قبيصة الآتي: أن المسألة لا تحلّ إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمَّل حمالةً فحلَّت له المسألة حتى يُصيبها ثم يمسك يعني: تحمَّل أموالًا ليُصلح بين الناس، أو بين شخصين، أو بين قبيلتين، فيُعطى حتى يُسدد الحمالة من الزكاة أو غيرها.

الثاني: رجل أصابته جائحةٌ اجتاحت ماله مطر، أو نار، أو شيء من ذلك، فيُعطى حتى يُصيب قوامًا من عيشٍ، يعنى: يُعطى كي يسدَّ حاجته.

والثالث: أصابته فاقة فقرٌ، .........، كسادٌ في التِّجارة، أو غير ذلك، حتى يقول ثلاثةٌ من ذوي الحِجَى من قومه: لقد أصابته فاقةٌ، يشهدون له أنه أُصيب بفاقةٍ، وأنَّ ماله ذهب، فيُعطى ما يحصل به السَّداد والقوام من العيش، كي يسدَّ حاله، وما سواهنَّ من المسألة سحتٌ، فالإنسان لا يسأل إلا عند هذه الضَّرورات الثلاث.

وفَّق الله الجميع.



FGTR

منقول من

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ


الإمام ابن باز رحمه الله




عطر الجنة 12-30-2021 02:04 AM

رد: من حديث (إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها, غير مفسدة..)
 

بوركت غالية
ع النقل المفيد
ونفع بك
جعله الله في موازين أعمالك
جزاك الله الجزاء الأوفى

بريق الافق 12-30-2021 05:00 PM

Re: من حديث (إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها, غير مفسدة..)
 
اللـه يِـََـَحْــفَــظِـُـِـْـ(عطر الجنه)ــگْ.
اسعد الله قلبك وانار دربك

حضورك نور وردك على نور

لك شكري وتقديري والاحترام
دمت بخير وراحة بال

إسمهان الجادوي 12-31-2021 07:36 PM

رد: من حديث (إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها, غير مفسدة..)
 
لك منـــــــي اجمل تحية
موضوع في قمة الروعــــــــة
جزاك الله خيرا حبيبتي
و نفعك و نفع بك جميع المسلمين

بريق الافق 01-18-2022 07:03 PM

Re: من حديث (إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها, غير مفسدة..)
 
حضورك نور وردك على نور
اللـه يِـََـَحْــفَــظِـُـِـْـ(اسمهان)ــگْ.
لك شكري وتقديري والاحترام

دمت بخير وراحة بال


الساعة الآن 06:20 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)