منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   زمن الفتن (https://hwazen.com/vb/t22193.html)

عطر الجنة 12-30-2021 01:57 AM

زمن الفتن
 




http://img-fotki.yandex.ru/get/3512/...772b4b1_XL.png






إذا صح أن نُطْلِق على زماننا هذا أنه "زمن الفِتَنلأنَّنا نصبح على فتنة، ونُمْسي على أخرى، فإنَّه من الطبيعيِّ والْمَنطقي أن يكون البحثُ عن مَخْرجٍ منها فريضةَ الوقت وحتميَّة الزمان والمكان، وتقع المسؤوليَّة الكُبْرى على أولئك الذين تبوَّؤوا مواقع النُّصح والتوجيه والإرشاد، والأمر بالمعروف والنَّهْي عن المنكر في أيِّ موقعٍ كانوا، وقد يَصِل بِهم الأمر إلى الوجوب العَيْنِيِّ بِحَسَب الموقع والفتنة؛ إذِ الفتنة في بعض صُوَرِها ما يكون كفرًا، والعياذ بالله.


ولم تعد الفِتَن مقتصرة على شريحة دون أخرى، ولا في قضيَّة دون قضيَّة، فالشَّهوات والشُّبهات هجمَتْ من كلِّ باب، بل من كلِّ منْفَذ، ولو كسَمِّ الخياط، والمعصوم مَن عصَمَه الله - سبحانه وتعالى.

ومِن أشدِّ ما تَحمله الفِتَن أن يُبتلى بِها رأسٌ في الدِّين والعلم، أو في الرأي والمكانة؛ إذْ بسببه يضلُّ أقوام، ويصبح موقفه حجَّة وبرهانًا على سلامة ما هم فيه، وردًّا على من ينكر عليهم.

ولذا فالحاجة إلى كشف الفِتَن وتعريتها وتبيين أضرارِها والدلالة على سبُلِ الوقاية منها لا تَقِلُّ أهَمِّية عن الحاجة إلى تعليم أمور الدِّين والْمُطالبة بتنفيذ أحكامه؛ إذِ الفِتَن أصلاً تَذْهب بالدِّين كُلِّه أو بعضه.

وإذا كان معروفًا أنَّ من الحكمة ألاَّ يشهر المنكر، وألاَّ يشيع ذكْرُه بين الناس؛ حتَّى لا يَستهين به البعض، ويستسيغ وجوده، فإنَّ هذه الحكمة في زمن الفضائيَّات والإنترنت والعولَمة تُصْبح نوعًا من الغباء، وضربًا من البلادة، فالفتنة تقع في الغرب وبين عشيَّةٍ وضُحاها، وإذا صداها في الشَّرق يُسابق الرِّيحَ، وأنصارُها في ازديادٍ مستمر.
لن أقف عند تفاصيل الفِتَن أو أمثلة عليها، فوضوحها وكثرتها يكفيان دلالةً على ذلك، وما أراه مُهمًّا أيضًا هو الحديث عن المخرج، والبحث عن طريق النَّجاة.
وكما قيل: لا تسأل عمَّن هلك كيف هلك؟ ولكن عمَّن نَجا كيف نجا؟!

فما المخرج من الفتن؟
ما الْمَخرج لأبٍ يَخاف على ابتنه ذاتِ الثمانيةَ عشر ربيعًا الفتنةَ، وهي ذاهبةٌ إلى الجامعة،
أو في مهمَّة شراءٍ من السُّوق، أو في جلسة مُطالعة على الإنترنت؟!
وماذا يَفْعل؛ ليحمي ابنه الْمُراهق من فِتَن الفضائيَّات، أو المواقع الإباحية، أو الشُّبهات الْمُتساقطة كالمطر؟!
ما حيلةُالدُّعاة والمصلحين؛ لِيُوقفوا زحْفَ إغراءات الشَّهوات ومَزالق الشُّبهات، التي تنتشر كالنَّار في الْهَشيم؟
ماذا عساهم أن يقدِّم المفكِّرون والتربويُّون؛ لِيَضعوا حاجِزًا بين الشباب وبين زحف الفِتَن؟
إنَّ قوانين العقوبات الوضعيَّة في أيِّ بلد لَم تَمْنع الجريمة، فالجريمةُ في زيادة مطَّرِدة على مستوى العالَم، حتَّى في الدُّول الأكثر انضباطًا وتفعيلاً للقوانين.
والقبضة الحديديَّة في التربية على طول الخطِّ تأتي بنتائج عكسيَّة.

وتعزيز وسائل المراقبة وتقوية جانب المتابعة الخارجية أشدُّ عجزًا من أن تُحْكِم السَّيطرة، ويمكن التحايل عليها.

إذًا: فما المخرج؟
أوَّلاً: لِيَكن في يقيننا أنَّ ديننا الحنيف، الذي منَّ الله به علينا وهدانا إليه - أنَّ هذا الدين لَم يَترك هذه القضية - وحاشاه - دون حلٍّ، ومَن عَجز عن معرفة الحلِّ والْمخرج، فالسَّبب منه، والضَّعف فيه وفي قدراته.

ثانيًا: إنَّ مَن يُعيد النَّظَر في تاريخ هذه الأمَّة منذ وُلِدت سيَجِد في مَقاطعه ومَفاصله أنَّ الأمة مرَّت بِفِتَن زلزلت الأرض من تحتها، وخرجت منها بعد ذلك كالذَّهب، وإنْ هلك في الطريق من أفرادها مَن هلَك.

ثالثًا: إنَّ قراءة منهج التغيير الذي تغيَّر به الكون على يد منقذ البشرية - صلَّ الله عليه وسلَّم -
يُعد عملاً ضروريًّا لمن يهتمُّ بتغيير النُّفوس وإصلاحها، ولو على مستوى شخصي.

وعليه: فإن المخرج - والله أعلم -
مما نحن فيه وما هو قادم من الفتن يتلخص فيما يلي:

تقوية العلاقة بالقرآن: على مستوى الأمَّة

وعلى مستوى الفرد؛ قراءةً وتدبُّرًا وحفظًا وعناية وصلاة وتحكيمًا، فهو كتابُ هدايةٍ وحمايةٍ وشفاء لِما في الصُّدور من حُبِّ الشهوات أو نوازغ الشُّبهات، فمن أراد أن يَحْمي نفسه أوَّلاً، فلْيَكن
له برنامَجٌ جادٌّ مع القرآن، ولْتَكن هناك جلسات ولقاءات متتالية وعلاقة متينة مع القرآن، وأخصُّها التدبُّر، وأرجاها في قيام الليل.

تقوية الرقيب الدَّاخلي: مَخْرج أكيدُ المفعول، فهو الذي جعل من الصحابِيِّ - رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين - الذي كان يشبع يومًا ويجوع أيامًا؛ يرى الكنوز، ويَحملها كاملة دون أن تُسوِّل له نفسه أن يأخذ منها مثقالَ ذرَّة، ولو أخذ، ما عَلِمَ به بشرٌ، لكنَّه الرقيب الداخلي لله - سبحانه وتعالى - والذي جعل منه أيضًا حجَرًا أصمَّ أمام أجْمل نساء قومها، جاءَتْه راغبةً فاتِنَة عارضة.

وبعيدًا عن التصنيفات غير المُنْصِفة، وعن النظريات غير الواقعيَّة، فإنَّ تَديُّن الفرد، ووازِعَه الداخليَّ، وإيمانه بِمُراقبة الله له، وقوَّة خشيته منه - سبحانه - وتيَقُّنَه بِما عند الله من نعيمٍ للطَّائعين، وعذابٍ للعاصين - أقوى أسباب الحماية من السُّقوط أو الانْحِراف، فإذا كانت قاعدةُ

"إنِّي أخاف الله" لسانَ حال المرء، فإنَّها أقوى الحواجز، وأمْتَنُ الأسوار بينه وبين سيْلِ الشَّهوات وتيَّار الشُّبهات.

والعلاقة بين تقوية الوازع الذاتِيِّ، وبين القرآن، وأنه المصدر الرَّئيس له - أوضح من أن تَحْتاج إلى استدلالٍ، وآكَدُ مِن أن تستدعي ذِكْرَ تفصيلها هنا؛ ولذلك يعود الأمر إلى أنَّ الْمَخرج الأساسيَّ من الفِتَن، والسِّياجَ الواقي منها، بل والماحق لَها هو القرآن، فالْحَمد لله الذي جعَلَنا من أُمَّة القرآن، وله الحمد على نعمة القرآن، كما حَمِدَ نفْسَه على ذلك، فقال - عزَّ وجلَّ ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ﴾ [الكهف: 1].
فيا مَن تبحث عن المخرج لنفسك وبَنِيك ومَن حولك أو حتَّى لأُمَّتِك: القرآن بين يدَيْك، أبْدِعْ في تقوية علاقتك وعلاقتهم به، وحبِّبْه إليهم، وابْذلْ في ذلك ما استطعْتَ، وقبل ذلك توجَّهْ لِمَن بيده القلوب أن يُعينك ويوفقك، وأن يجعل القرآن ربيع قلبك، ونورَ صدْرِك، وجلاء حزنك، وذهاب هَمِّك وغمِّك، وادعُ لنا معك.

التحذير من الفتن


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]،



﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]،



﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].


كلما ابتعد الناسُ عن زمن النبوة زاد ابتعادهم

عن الحق، ومسارعتهم في الباطل. وسببُ ذلك:
الهوى والجهل، فزمان النبي صلى الله عليه وسلم وزمان خلفائه الراشدين المهديين عليهم رضوان الله تعالى هو زمان العلم والهدى، والنور والتقى، والتجرد من الهوى.

وبانقضاء ذلك الزمن الفاضل ظهرت البدع والأهواء، وانتشرت الجهالاتُ والضلالات، وهي في ازدياد منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا، وستظل كذلك إلى ما شاء الله تعالى تبعًا لفساد الزمان الذي أخبر عنه النبي صل الله عليه وسلم.

قال الزبير بن عدي رحمه الله تعالى: "أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما يلقون من الحجاج، فقال: اصبروا؛ فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شرٌّ منه حتى تلقوا ربكم، سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم"؛ رواه البخاري
والأزمان التي يكون متأخرها أكثر شرًّا من متقدمها كما جاء في الحديث، ليس المقصود
بذلك الشرّ قلة الأرزاق والأموال، وإنما هو ذهاب العلم، وكثرة الجهل، واستحكام الهوى، ويستتبع ذلك كثرة الفتن والمحن، والإثم والضلال؛
كما جاء مصرحًا به عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "لا يأتي عليكم يومٌ إلا وهو شر من اليوم الذي كان قبله، حتى تقوم الساعة، لست أعني رخاءً من العيش يصيبه، ولا مالاً يفيده، ولكن لا يأتي عليكم يوم إلا وهو أقل علمًا من اليوم الذي مضى قبله، فإذا ذهب العلماء استوى الناس؛ فلا يأمرون بالمعروف، ولا ينهون عن المنكر، فعند ذلك يهلكون".
من أجل ذلك كان الخير كل الخير في أول هذه الأمة، في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حيث العلم والهدى، ثم في عهد صحابته رضي الله عنهم وفي القرون المفضلة التي زكاها النبي صل الله عليه وسلم وكان الشر والفتن والافتراق في أخريات هذه الأمة.

وكل فتنة تأتي تُنسي الناس ما قبلها من الفتن
حتى يعتاد الناس عليها، فتخلفها فتنة أعظم، وهكذا إلى حين نزول المسيح ابن مريم عليه السلام
كما قال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما:
"كنا مع رسول الله صل الله عليه وسلم في سفر، فنزلنا منزلاً، فمنا من يصلح خباءه، ومنا من ينتضل، ومنا من هو في جَشَرِه. إذ نادى منادي رسول الله صل الله عليه وسلم: الصلاةَ جامعةً، فاجتمعنا إلى رسول الله صل الله عليه وسلم" فقال: إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقًّا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شرَّ ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتنة فيُرَقِّقُ بعضها بعضًا، وتجيءُ الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه، فمن أحب أن يُزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأتِ إلى الناس الذي يُحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إمامًا فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر.
فدنوت منه فقلت له: "أنشدك الله، آنت سمعت هذا من رسول الله صل الله عليه وسلم"؟ فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه، وقال: "سمعته أذناي ووعاه قلبي"؛ رواه مسلم.

لقد نصح النبي صل الله عليه وسلم لأمته أعظم النصح، وذكر لها ما يكون من الشر والفتنة، وبيّن لها العمل تجاه تلك الفتن؛ فأرشدها إلى وَحْدة الكلمة، واجتماع الشمل، وحذرها من الفرقة،
أو شق عصا الطاعة،
قال الله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا
[آل عمران: 102 - 103]
إلى قوله: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 105].

وهذا الأصل العظيم: وهو الاعتصام بحبل الله جميعًا، وأن لا يُتفرق هو من أعظم أصول الإسلام، ومما عظمت وصية الله به في كتابه، ومما عظم ذمه لمن تركه من أهل الكتاب وغيرهم، ومما عظمت به وصية النبي صل الله عليه وسلم في مواطن عامة وخاصة مثل قوله: "عليكم بالجماعة؛ فإن يد الله مع الجماعة".

وقوله عليه السلام : "من رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر عليه؛ فإنه من فارق الجماعة قيد شبر، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه".

وقوله عليه السلام : "ألا أنبئكم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"؟ قالوا: "بلى يا رسول الله"! قال: "صلاحُ ذات البين؛ فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين"

ابتدأت الفتن تطل برأسها على هذه الأمة بمقتل عمر رضي الله عنه الذي كان بابًا مغلقًا دون الفتن، فانكسر الباب بقتله، فلا يغلق إلى آخر الزمان؛ كما جاء التصريح بذلك في حديث حذيفة رضي الله عنه.




فلا تظهر بدعة إلا قوبلت بأخرى في الطرف الآخر، ولا يُفْرِط أقوام إلا ويقابلهم آخرون بالتفريط، وهكذا احتار جمهور الأمة في كثير من الأعصار والأمصار بين دعاة الغلو ودعاة التقصير، وضاع الحق في دوامة الإفراط والتفريط، ولم يسلم من ذلك إلا أهل الحق من أتباع السلف الصالح، الذين ثبتوا على الأمر الأول، وأخذوا بوسطية الإسلام البعيدة عن الإفراط أو التفريط، والغلو أو التقصير.






لزوم البيت أمان من المعاصي والفتن

عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله ما النجاة؟ قال: « أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك »

والفتن نوعان الذنوب والمعاصي، والفتن التي تموج موج البحر.
ومن الفتن الذنوب والمعاصي وقد دل على ذلك ما رواه حذيفة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: «تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير فأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء وأي قلب أبشر بها نكتت فيه نكتة سوداء حتى تصير القلوب على قلبين أبيض مثل الصفا لا يضره فتنة ما دامت السموات والأرض والآخر أسود مربد كالكوز مجخيًا وأمال كفه لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا إلا ما أشرب من هواه» .
فالفتن نوعان الذنوب والمعاصي، والفتن التي تموج موج البحرفعن حذيفة، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: أيكم يحفظ قول رسول الله صل الله عليه وسلم في الفتنة؟ فقال حذيفة:
أنا أحفظ كما قال، قال: هات، قال: رسول الله صل الله عليه وسلم: «فتنة الرجل في أهله وماله وجاره، تكفرها الصلاة، والصدقة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر»، قال: ليست هذه، ولكن التي تموج كموج البحر، قال: يا أمير المؤمنين، لا بأس عليك منها، إن بينك وبينها
بابًا مغلقًا، قال: يفتح الباب أو يكسر؟ قال: لا،
بل يكسر، قال: ذاك أحرى أن لا يغلق، قلنا: علم عمر الباب؟ قال: نعم، كما أن دون غد الليلة،
إني حدثته حديثًا ليس بالأغاليط، فهبنا أن نسأله، وأمرنا مسروقًا فسأله فقال: من الباب؟، قال: عمر .
لزوم البيت أمان من كثير من الذنوب والمعاصي:
من فوائد لزوم المسلم بيته أن في لزوم البيت أمان من كثير من الذنوب والمعاصي، فمن ذلك النظر إلى الحرام، لاسيما في كثير من المجمعات التي يكثر فيها الاختلاط، وإلف المعاصي، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن ذلك الوقوع في الغيبة والنميمة والبهتان لاسيما في كثير من المجالس التي تخلوا من ذكر الله تعالى.

وعن عبدالله بن عمرو بن العاص "قال بينما نحن حول رسول الله صل الله عليه وسلم إذ ذكر الفتنة فقال: «إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم وخفت أماناتهم وكانوا هكذا».
وشبك بين أصابعه قال فقمت إليه فقلت كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك قال: «الزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ بما تعرف ودع ما تنكر وعليك بأمر خاصة نفسك ودع عنك أمر العامة»



نسأل الله أن يُجنِّبنا الفِتَن، ما ظهر منها وما بَطَن،

اللهم إنا نعوذ بك من فِتَن المَحيا والممات

والحمد لله ربِّ العالَمين


http://img-fotki.yandex.ru/get/4206/...de7726d_XL.png


بريق الافق 12-30-2021 05:15 PM

Re: زمن الفتن
 
اللـه يِـََـَحْــفَــظِـُـِـْـ(عطر الجنه)ــگْ.
اسعد الله قلبك وانار دربك

موضوع لامس الاحتاج...لله درك..
الله يبارك لك وفيك
لك شكري وتقديري والاحترام
دمت بخير وراحة بال

عطر الجنة 01-04-2022 07:33 PM

رد: زمن الفتن
 


ءامين واياك عزيزتي بريق الأفق
حلت نسائم العبير ,,
بمرورك العطر
و شذى تعقيبك

دمت برعاية الله ,,.


الساعة الآن 04:01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)