منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   الشتاء والبرد والمطر حكم وأحكام (https://hwazen.com/vb/t22208.html)

عطر الجنة 01-05-2022 09:05 PM

الشتاء والبرد والمطر حكم وأحكام
 



لقد أقبل علينا فصل الشتاء يحمل معه شدة البرد، وكثرة المرض، وصعوبة الحركة، وقلة الإنتاج. وهذه مضار لكن مع المضار منافع للبشرية لا تتحقق إلا في فصل الشتاء، ولا تتم إلا في ظل البرد.

قال ابن القيم رحمه الله: "تأمل أحوال هذه الشمس في انخفاضها وارتفاعها لإقامة هذه الأزمنة والفصول وما فيها من المصالح والحكم؛ إذ لو كان الزمان كله فصلاً واحداً لفاتت مصالح الفصول الباقية فيه، فلو كان صيفاً كله لفاتت منافع مصالح الشتاء، ولو كان شتاء لفاتت مصالح الصيف، وكذلك لو كان ربيعاً كله،
أو خريفاً كله، ففي الشتاء تغور الحرارة في الأجواف وبطون الأرض والجبال، فتتولد مواد الثمار وغيرها، وتبرد الظواهر، ويستكثف فيه الهواء، فيحصل السحاب والمطر، والثلج والبرد الذي به حياة الأرض وأهلها، واشتداد أبدان الحيوان وقوتها، وتزايد القوى الطبيعية، واستخلاف ما حللته حرارة الصيف من الأبدان، وفي الربيع تتحرك الطبائع، وتظهر المواد المتولدة في الشتاء، فيظهر النبات ويتنور الشجر بالزهر، ويتحرك الحيوان للتناسل".
في فصل الشتاء يسخن جوف الإنسان، ويبرد في الصيف؛ لأنه في الشتاء يكون بارداً، فيبرد ظاهر البدن، فتهرب الحرارة إلى باطن البدن؛ لأن الضد يهرب من الضد؛ ولهذا يسخن جوف الأرض في الشتاء؛ لسخونة الظواهر، فتهرب البرودة إلى الأجواف.

ومن حكم الله أن نبات وفواكه الشتاء لو أكلت في الصيف أو العكس لربما أضرت بالبدن وسببّت له الأذى، فسبحان الخالق الحكيم.
إن محبي العبادة المكثرين منها يفرحون بقدوم الشتاء؛ لأنه موسم للازدياد من الطاعة ليلاً ونهاراً، وموعد للراحة في التمتع بطول ملازمتها.
قال ابن مسعود رضي الله عنه:" مرحباً بالشتاء، تنزل فيه البركة، ويطول الليل للقيام، ويقصر النهار للصيام.
وحينما حضرت الوفاة معاذاً رضي الله عنه بكى، وقال: إنما أبكي على ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء، ومزاحمة العلماء بالركب على حِلَق الذِّكْر.
إن زمن الليل في فصل الشتاء يمتد ويبارك فيه؛ فهو بذلك فرصة لتطويل صلاة الليل، مع أخذ الجسم حظه الكافي من النوم، وللروح بعد ذلك أن تحلِّق في آفاق القيام ما شاءت.
قال تعالى: ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 17، 18].

والشتاء فصل ملائم لعبادة الصيام؛ لأن نهار الشتاء بارد لا يحس الإنسان فيه بشدة الظمأ، وألم الجوع، وضنك التعب، ولأن النهار في الشتاء أيضاً يمضي سريعاً؛ لقصر زمانه فيه.
وهذا كله يعين المسلم الحريص على الصيام أن يكثر منه، ويداوم عليه؛ لتحصيله الأجر بلا تعب ولا مشقة كبيرين.

ولذلك جاء في الحديث: الصيام في الشتاء الغنيمة الباردة.
قال بعض العلماء: " إنما وصفها بالبرد؛ لأن الغنيمة إنما أصلها من أرض العدو ولا تنال ذلك إلا بمباشرة الحرب والاصطلاء بحرها، يقول: فهذه غنيمة ليس فيها لقاء حرب ولا قتال".
إذا جاء فصل الشتاء كثرت فيه أمراض الزكام و الحمى والصداع، وغير ذلك.
ولكن الإسلام يعلمنا ما يخفف عنا وقع هذه الأمراض وآثارها، فيعلمنا التفاؤل عند المكاره؛ لأن المكاره قد تحمل معها المحاب والمسار. قال تعالى
﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

فما يحمله الشتاء من العناء - ويختلف ذلك باختلاف الأماكن شدةً وخفةً - في طياته منافعُ للأرواح وللأبدان، فكم زُرعتْ في الشتاء من خيرات، وجُنيت من حسنات، ومُحيت من سيئات، لدى من جدّ وسعى وتفكر.
وكم عوفيت من أبدان بتلك الأمراض، وربما صحت الأجسام بالعلل.
يقول ابن القيم رحمه الله: " الحمى فيها من المنافع للأبدان مالا يعلمه إلا الله، وفيها من إذابة الفضلات وإنضاج المواد الفجة وإخراجها ما لا يصل إليه دواء غيرها، وكثير من الأمراض إذا عُرض لصاحبها الحمى استبشر بها الطبيب.

وأما انتفاع القلب والروح بالآلام والأمراض فأمر لا يحس به
إلا من فيه حياة؛ فصحة القلوب والأرواح موقوفة على آلام الأبدان ومشاقها، وقد أحصيت فوائد الأمراض فزادت على مائة فائدة".
فالمرض يذكِّر الإنسان ضعفه وعجزه؛ فيلجأ إلى القوي القادر ليذهب عنه سقمه وألمه، فيعرف الإنسان حينذاك أنه عبد لمعبود حق، وأنه مفتقر إليه معتمد عليه، وأن قضاء حوائجه، وتفريج كرباته، وتحصيل راحته وسعادته لا يكون إلا عن طريق التجائه إلى مولاه، وسعيه في سبيل مرضاته.

فلو بقي الإنسان قوياً بلا ضعف، قادراً لا يطرأ عليه العجز، صحيحاً لا يزوره المرض لطغى وبغى وتجبر وتكبر، فجاء المرض ليعرِّفه حقيقة نفسه، وحق ربه عليه.
وعلمنا الإسلام - عند تلك الأمراض - أن نواجهها بالصبر والاحتساب، فمن صبر ورضي خف ألمه، وسهل سقمه، وقوي أمله بما ادخره الله له؛ جزاء تسليمه لقضائه وقدره، فحين ذلك ينسى الوجع بسبب الموعود المنتظر. بل قد يجد بعض الراضين المؤمنين لذات في عنفوان الآلام والأسقام لا يجدونها أيام العافية، والعامل النفسي له أثره على ما يَرِد إلى البدن من مسار أو مضار.
قال النبي صل الله عليه و سلم: "ما يصيب المسلمَ من نصَب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ".

وقال عليه الصلاة والسلام: "لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة
في جسده وماله ونفسه حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة".
الإسلام يعلّمنا - كذلك - الحِميَةَ والابتعاد عن مظان الداء، وأسباب البلاء، قال رسول الله صل الله عليه وسلم: "فرَّ من المجذوم فرارك من الأسد".

وهذا الحديث قاعدة في الوقاية عن مخالطة أصحاب الأمراض المعدية، مع الاعتقاد بأن كل شيء يجري بقضاء الله وقدره.
ويعلمنا الإسلام أيضاً فعل الأسباب الممكنة في دفع ضرر شدة البرد كالاستدفاء والاحتماء والاستشفاء.

فقد أنعم الله على الإنسان بما يقيه البردَ من ملابس وفرش وأغطية وأردية معدة لذلك، إضافة إلى البيوت والمساكن التي يتحصن بها، ويأوي إليها.
وفي عصرنا الحاضر بلغت هذه النعمة مبلغاً كبيراً في جودتها وتوفرها وتمام الانتفاع بها لدفع أذى الشتاء.
قال الله تعالى- ممتناً على عباده - ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ * وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ﴾ [النحل: 80، 81].

إن صيام رمضان يذكر الصائم آلام الجائعين، وحاجة الفقراء والمساكين، ومجيء الشتاء-كذلك- يذكرنا بما أنعم الله علينا
من وسائل الدفء والحماية من إيذاء البرد. وفي ظل ذلك علينا
أن نتذكر إخواناً لنا يعانون شراسة البرد وتبعاته، وآلامه ومضراته، هجم عليهم البرد بخيله ورجِله فخلف من بينهم بلايا وضحايا، حينما لم تكن لهم بيوت واقية، وملابس كافية، وأطعمة الخاصة التي تعطيهم طاقة وحرارة تحجز عنهم بعض سهام البرد الحادة، بل لقد وجدت حالات مأساوية لبعض الأسر الفقيرة التي مات بعض أطفالها أيام شدة البرد.

المليء،.. إذا كان لديك ملابس شتوية تقيك البرد من أخمص قدميك إلى هامة رأسك، فتذكر أن هناك أجساماً مُسلمَة لباسها الصيفي الرقيق هو لباسها في الشتاء البارد، وإذا كان عندك فرش وثيرة وأغطية كثيفة كثيرة فتذكر من ليس معه من ذلك شيء،
أوْ له شيء منه ولكن لا يكفيه وأسرته، فتصدق مما أعطاك الله؛ إن الله يجزي المتصدقين.
إن في أيام الشتاء عبراً وعظات لمن أراد أن يتعظ ويعتبر؛
فريح الشتاء تذكر الإنسان أن الله عذّب قوماً بها، وهم قوم عاد؛ نصراً لنبيه هود عليه السلام، ومن معه من المؤمنين.
قال تعالى ﴿ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ
[الحاقة: 6 - 8].

وردّ الله بها كيد الأحزاب التي تحزّبت لغزو المدينة؛ نصراً لرسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، ومن معه من الصحابة الكرام رضي الله عنهم، قال تعالى:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ﴾ [الأحزاب: 9].

وقال: ﴿ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ﴾ [الأحزاب: 25].
وفي هاتين الريحين - الريح التي أهلكت عاداً، والريح التي ردت كيد الأحزاب - يقول النبي عليه الصلاة والسلام: "نُصرت بالصَبا وأُهلكتْ عاد بالدَّبور" .
إن الريح جندي من جنود الله مسخرة بأمره لما يشاؤه سبحانه وتعالى، فقد ترسل بالرحمة، وقد ترسل بالعذاب؛ ولهذا كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا رأى أو سمع هبوب الريح عُرفت الكراهية في وجهه؛ خشية أن تكون عذاباً أُرسل إلى أمته، وهذا من رحمته ورأفته عليه الصلاة والسلام بأمته كما وصفه
الله تعالى بقوله ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128].

فلأجل هذا يستحب للمسلم أن يسأل الله خيرها ويستعيذ به من شرها، ولا يجوز له سبها أو لعنها، فقد كان النبي صل الله عليه و سلم إذا عصفت الريح قال: "اللهم إني أسألك خيرها، وخير
ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشرما فيها، وشر ما أرسلت به".

وروى البخاري في الأدب المفرد وأحمد في مسنده وغيرهما
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أخذت الناس الريح في طريق مكة وعمر حاج فاشتدت فقال عمر: لمن حوله ما الريح؟ فلم يرجعوا بشيء، فاستحثثت راحلتي فأدركته فقلت: بلغني أنك سألت عن الريح، وإني سمعت رسول الله صل الله عليه و سلم
قال: "الريح من رَوْح الله-أي: من رحمته بعباده- تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب؛ فلا تسبوها، وسلوا الله خيرها، وتعوذوا من شرها".

وعن ابن عباس رضي الله عنه أن رجلا نازعته الريح رداءه
على عهد النبي صل الله عليه وسلم فلعنها - فقال النبي صل الله عليه وسلم: "لا تلعنها؛ فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه".

إن برد الشتاء يذكرنا ببرد جهنم، نسأل الله أن يقينا عذابه يوم يبعث عباده، نعم، هناك برد في جهنم، ولكنه برد عذاب لا برد نعيم على أهل الحرارة واللهيب. قال الله تعالى-عن أهل الجنة-: ﴿ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا
[الإنسان: 13]
بخلاف أهل النار فإنهم يرون الشمس والزمهرير.
قال رسول الله صل الله عليه وسلم: "إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة؛ فإن شدة الحر من فيح جهنم، واشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب، أكل بعضي بعضاً، فأذن لها بنفسين: نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد
ما تجدون من الزمهرير".
قال ابن رجب رحمه الله: " وقد جعل الله تعالى ما في الدنيا من شدة الحر والبرد مذكراً بحر جهنم وبردها، ودليلاً عليها؛
ولهذا تستحب الاستعاذة منها عند وجود ذلك".

قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى
﴿ هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴾ [ص: 57]: " الغساق: الزمهرير البارد، الذي يُحرق من برده".

نسأل الله العفو والعافية، والوقاية والحماية من كل أذى في الدنيا والآخرة.






إسمهان الجادوي 01-05-2022 10:19 PM

رد: الشتاء والبرد والمطر حكم وأحكام
 
جزاك الفردوس الأعلى من الجنــــــــــان
لروعة طرحك القيم والمفيد
لـ عطرك الفواح في ارجاء المنتدى كل الأمتنان
أتمنى أن لاننــحرم طلتك الربيعية
لك أجمل التحايا و أعذب الأمنيات
عناقيد من الجوري تطوقك فرحاا
دمت بطاعة الله

عطر الجنة 01-07-2022 10:56 PM

رد: الشتاء والبرد والمطر حكم وأحكام
 
شكرا لك،،
سرني تشريفك لموضوعي
وأنار تعقيبك به البهجة والسرور
جزآك الله خير الجزاء


الساعة الآن 12:02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)