شعاع العلوم الشرعية مقالات- ارشاد- توجيه- خواطر تهدف للدعوة الى الله- حملات دعوية و ثقافة إسلامية.... |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||
| |||||||||||
تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة وهي وصية غالية إذا أردت أن يحفظك الله في الشدائد والمحن، ويدفع عنك ما تكره من الرزايا والنقم، ويحفظ عليك دينك من مضلات الفتن، فتعرف عليه في حال رخائك، فإن العبد إذا اتقى الله في حال رخائه، وحفظ حدوده وراعى حقوقه، وأطاعه في أوامره ونواهيه، وعظمه في كل وقت وحال، صارت له بالله معرفةٌ خاصة، ومحبةٌ ومودة تقتضي أن يحفظه الله في حال شدته". فإذا كنت في صحة وعافية، ومال وغنى، وأمن ورفاهية، هدوء في عائلتك، وسكينة بينك وبين زوجتك، أولادك طائعون لك، أمورك تسير على ما يرام وعلى ما تشتهي.. فأنت في رخاء ونعيم، فلا يصدنك كثرة الرخاء والنعيم عن الاشتغال بالعبادة، وكثرة الدعاء، وتلاوة القرءان، وكثرة الذكر، والعمل الصالح. لا تكن كعبد السوء لا يعرف ربه إلا في حال الضر والحاجة الفقر الفاقة. لا تكن عبد سوء إذا مسه ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا. عود نفسك اللجوء إلى الله قبل ساعات الاضطرار.. فإن الناس كلهم يحسنون التوجه إليه في ضرائهم وعند حاجاتهم حتى مشركوا العرب، وكفار العالم، و ملحدوا البشرية كلهم {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} (العنكبوت:65). وقد ذكر بعض إخواننا أنه ركب طائرة من عاصمة عربية متجها إلى موسكو ـ عاصمة الإلحاد في العالم ـ وعلى متنها عدد كبير ممن يقولون: "لا إله".. قال فبينما نحن في السماء دخلت الطائرة في سحابة رعدية فاضطربت اضطرابا شديدا حتى أيقن كل من فيها بالهلاك.. قال: فما بقي في الطائرة أحد إلا ورفع يده يسأل الله النجاة!!! وصدق الله إذ يقول {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ....}(يونس:22، 23). البطولة الحقيقية إن البطولة ليست أن تذكر الله عند حاجتك وفاقتك وفي ضرائك ومحنتك، فهذا يحسنه كل أحد كما قلنا، وإنما البطولة كل البطولة أن تكون ذاكرا لله في سرائك، شاكرا لأنعمه، عاملا بمرضاته، قائما بحقه، سائرا على طريقه الذي رسمه لك. وأما الذين لا يعرفون ربهم إلا عند الشدائد وينسونه حال النعمة والعافية فقد نعى الله عليهم، وذمهم كثيرا في كتابه. قال تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ}(الزمر:8). وقال سبحانه {وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(يونس:12). وقال جل في علاه {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ}(فصلت:51). والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهي تدل على واقع يعيشه أكثرنا، فطالما كنا في عافية فنحن غافلون بعيدون عن الله وعن عبادته وطاعته معرضون عن دعائه، حتى إذا حلت بنا مصيبة، أو وقعنا في كرب أو أصابنا مرض أو ابتلاء رفعنا أكف الضراعة، ولهجت ألسنتنا بالسؤال والدعاء العريض. وإنما يستجيب الله في الشدائد لمن كان يعرفه في رخائه، وانظر كيف عامل الله عبده يونس بن متى عليه السلام حين التقمه الحوت فدعا ربه في ظلمات ثلاث: ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت {لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}(الأنبياء:87)، قال تعالى {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} (الأنبياء:88)، وبيّن الله سبب الاستجابة وإنقاذه من هذا المكان العجيب الذي لا يخرج منه أحد أبدا فقال: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ}(الصافات:143، 144)؛ أي لولا تسبيحه لنا وكثرة ذكره ودعائه وطاعته في زمن رخائه لما أنجيناه في زمن شدته وبلائه. أي أنك في زمان الرخاء كفرت وتكبرت وعتوت ونسيت، فما وجدنا لك عند شدتك رصيدا كما وجدنا ليونس عليه السلام. {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً}(يونس:92). قال الرسول صل الله عليه وسلم [مَن سرَّه أن يستجيبَ الله له عند الشدائد والكرب، فليكثر الدعاء في الرخاء] رواه الترمذي والحاكم وصححه. وصل الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. |
01-26-2022 | #3 |
إدارة قناة اليوتوب |
رد: تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة كل الشكر لك حببتي أم الغيداء على تواجدك الجميل وردك الأروع نورت المتصفح ربي يعافيك ويسعدك دمت بخير و سرور .. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 3 : | |
, , |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بئست الأخوة أخوة الرخاء وهجران الشدة !! | أم انس السلفية | شعاع العـــام | 1 | 02-03-2020 02:11 AM |
عزيزتنا تعرف على حلول مشاكل ترسبات الزيوت في المنازل والمطابخ , مصائد الزيت ؟ | رويدا فيلاني | شعاع التدبير المنزلي | 5 | 11-02-2019 06:11 PM |
نصائح مهمة من أجل دوام الصحة بمشيئة الله | ام بشري | الاخبار الطبية والمعلومات | 1 | 11-09-2017 01:46 AM |
بقع الزيت | ام بشري | شعاع التدبير المنزلي | 3 | 04-09-2014 08:59 AM |
(قصيدة في ذم تشبه الرجال بالنساء)أرجوزة الخنفس... أحمد فرح عقيلان ...رحمه الله | أم انس السلفية | شعاع الأدب العربي | 1 | 11-10-2013 10:56 PM |