منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع الحديث الشريف و أصوله (https://hwazen.com/vb/f10.html)
-   -   حديث من يرد الله به خيرا يفقه في الدين (https://hwazen.com/vb/t22256.html)

عطر الجنة 01-29-2022 04:06 PM

حديث من يرد الله به خيرا يفقه في الدين
 
روى البخاري (71) ، ومسلم (1037) عن مُعَاوِيَةَ بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال:

سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : "مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ".

التعريف براوي الحديث:

معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب ابن أمية الأموي أبو عبد الرحمن الخليفة صحابي أسلم قبل الفتح وكتب الوحي ومات في رجب سنة ستين وقد قارب الثمانين رحمه الله


والفقه في اللغة : هو الفهم ، ثم غلب إطلاقه على فهم الدين والشرع .


قال العيني رحمه الله :
"
قَوْله : (يفقهه) أَي : يفهمهُ ، إِذْ الْفِقْه فِي اللُّغَة الْفَهم

. قَالَ تَعَالَى : ( يفقهوا قولي ) طه/ 28 ، أَي : يفهموا قولي ،

من فقه يفقه ، ثمَّ خُص بِهِ علم الشَّرِيعَة ، والعالم بِهِ يُسمى فَقِيها " انتهى من "عمدة القاري" (2/42) ، وينظر: " فتح الباري" (1/ 161) .

فالفقه في الدين : معرفة أحكام الشريعة بأدلتها ، وفهم معاني الأمر والنهي ، والعمل بمقتضى ذلك ، فيرث به الفقيه الخشية من الله تعالى ومراقبته في السر والعلن .


!!!قال العلماء!!!
" الْفِقْهُ فِي الدِّينِ : فَهْمُ مَعَانِي الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ ، لِيَسْتَبْصِرَ الْإِنْسَانُ فِي دِينِه ِ، أَلَا تَرَى قَوْله تَعَالَى : ( لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) التوبة/ 122 .

فَقَرَنَ الْإِنْذَارَ بِالْفِقْهِ ؛ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْفِقْهَ مَا وَزَعَ عَنْ مُحَرَّمٍ ،

أَوْ دَعَا إلَى وَاجِبٍ ، وَخَوَّفَ النُّفُوسَ مَوَاقِعَهُ ، الْمَحْظُورَةَ " .
انتهى من"الفتاوى الكبرى" (6/ 171) ، وينظر : "مجموع الفتاوى" (20/ 212) .


وقال النووي رحمه الله :
"
فِيهِ فَضِيلَةُ الْعِلْمِ ، وَالتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ ، وَالْحَثِّ عَلَيْهِ ؛ وَسَبَبُهُ : أَنَّهُ قَائِدٌ إِلَى تَقْوَى اللَّهُ تَعَالَى ". انتهى من " شرح النووي على مسلم " (7/ 128( .


فتحصل من ذلك : أن الفقه في الدين هو : فهم مراد الله من عباده ، سواء كان مراده تصديقا لخبر ، أو عملا بأمر ، أو انتهاء عن نهي ، وليس فهم العلم فحسب ؛ بل الفهم الحامل لصاحبه على الامتثال ، ثم الناس يتفاوتون في ذلك ، علما وعملا وحالا ؛ فمن مقل ومستكثر ، وقد جعل الله لكل شيء قدرا .

"
كُلُّ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا لَا بُدَّ أَنْ يُفَقِّهَهُ فِي الدِّينِ ، فَمَنْ لَمْ يُفَقِّهْهُ فِي الدِّين ِ، لَمْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا ، وَالدِّينُ : مَا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ ؛ وَهُوَ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ التَّصْدِيقُ بِهِ وَالْعَمَلُ بِهِ ، وَعَلَى كُلِّ أَحَدٍ أَنْ يُصَدِّقَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ ، وَيُطِيعَهُ فِيمَا أَمَرَ ، تَصْدِيقًا عَامًّا ، وَطَاعَةً عَامَّةً ".
انتهى من " مجموع الفتاوى " (28/ 80).



وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
"
هذا الحديث العظيم يدلنا على فضل الفقه في الدين.
والفقه في الدين هو : الفقه في كتاب الله عز وجل ، والفقه في سنة رسول الله صل الله عليه وسلم ، وهو الفقه في الإسلام من جهة أصل الشريعة ، ومن جهة أحكام الله التي أمرنا بها ، ومن جهة ما نهانا عنه سبحانه وتعالى ، ومن جهة البصيرة بما يجب على العبد من حق الله وحق عباده ، ومن جهة خشية الله وتعظيمه ومراقبته ؛ فإن رأس العلم خشية الله سبحانه وتعالى ، وتعظيم حرماته ، ومراقبته عز وجل فيما يأتي العبد ويذر ، فمن فقد خشية الله ، ومراقبته فلا قيمة لعلمه ، إنما العلم النافع .



والفقه في الدين الذي هو علامة السعادة ، هو العلم الذي يؤثر في صاحبه خشية الله ، ويورثه تعظيم حرمات الله ومراقبته ، ويدفعه إلى أداء فرائض الله وإلى ترك محارم الله ، وإلى الدعوة إلى الله عز وجل ، وبيان شرعه لعباده .
فمن رزق الفقه في الدين على هذا الوجه : فذلك هو الدليل والعلامة على أن الله أراد به خيرا ، ومن حرم ذلك ، وصار مع الجهلة والضالين عن السبيل ، المعرضين عن الفقه في الدين ، وعن تعلم ما أوجب الله عليه ، وعن البصيرة فيما حرم الله عليه : فذلك من الدلائل على أن الله لم يرد به خيرا .




فمن شأن المؤمن طلب العلم والتفقه في الدين ، والتبصر ، والعناية بكتاب الله والإقبال عليه وتدبره ، والاستفادة منه والعناية بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتفقه فيها ، والعمل بها ، وحفظ ما تيسر منها ، فمن أعرض عن هذين الأصلين ، وغفل عنهما : فذلك دليل وعلامة على أن الله سبحانه لم يرد به خيرا ، وذلك علامة الهلاك والدمار ، وعلامة فساد القلب وانحرافه عن الهدى " .
انتهى من " مجموع فتاوى ابن باز " (9/ 129-130).
والله تعالى أعلم




فوائد الحديث
** فضل الفقه في الدين ، لأنه علامة على إرادة الله بعبده الخير الكثير. وذلك أن الله تعالى خلقنا للعبادة فقال تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وأمرنا بها فقال سبحانه (يا أيها الناس اعبدوا ربكم) ولا يمكن تحقيق هذه الغاية ولا امتثال الأمر إلا بالفقه في الدين حتى يعرف العبد ما العبادة التي أمره بها وما صفتها وما شروط صحتها وقبولها حتى يؤديها على الوجه الصحيح.

** الأساس في الفقه في الدين هو علم التوحيد الذي يحصل به إفراد الله بالعبادة والبراءة من عبادة ما سواه، لأن العبادة لا تصح مع الشرك قال تعالى (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) ثم يشمل بعد ذلك العلم بأحكام الدين المتعلقة بمسائل العقيدة وبعلم الحديث والتفسير وفقه العبادات والمعاملات كأحكام التجارة والنكاح وغير ذلك.

** الترغيب في بذل الجد والاجتهاد في طلب العلم الشرعي حتى يظفر العبد بالخيرية التي اختص الله بها الفقهاء في دينه لأن طلب العلم علامة على إرادة الله بعبده الخير، و لأن العلم لا ينال إلا بالتعلم والدراسة ومجالسة العلماء ومذاكرة الزملاء. قال تعالى (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً) وقال صلى الله عليه وسلم ” إنما العلم بالتعلم” أخرجه الخطيب وحسنه الألباني وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : «إِنَّ الرَّجُلَ لَا يُولَدُ عَالِمًا، وَإِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ» مصنف ابن أبي شيبة (5/ 284)

**أن الفقه في الدين لا ينتفع به المتعلم حتى يعمل به أما إذا تفقه في الدين ولم يعمل به كأن يتعلم للرياء أو للدنيا أو لا يخالف عمله علمه بحيث يتهاون في الواجبات ويفعل المحرمات فهذا الفقه في حقه شر ووبال لأنه يكون حجة عليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (والقرآن حجة لك أو عليك) رواه مسلم.

** البشارة ببقاء طائفة على الحق متمسكة بالقرآن والسنة خالية من البدع والمحدثات في الدين وأنه مما كثر الشر وكثرت الفرق فإن هذه الطائفة لا ينقطع وجودها من الأرض والحمد لله حتى يأتي أمر الله. ومن هنا يعلم بطلان يحكم على البشرية جمعاء بالردة أو من يصف هذا العصر بأنه كله عصر جاهلي. أو يقول (هلك الناس كلهم) أو نحو ذلك من العبارات الدالة على العموم.

** أن هذه الطائفة القائمة بأمر الله هم الصحابة ثم من اتبعهم واقتدى بهم لقوله صل الله عليه وسلم حين سئل عن الفرقة الناجية قال (هي الجماعة) وفي الحديث الآخر قال (ما أنا عليه واصحابي). قال البخاري (هم أهل العلم بالآثار) وقال أحمد (إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم) يعنون بذلك أنهم العلماء بالسنة المتمسكون بها الداعون إليها ومن اتبعهم وسلك مسلكهم وإن لم يكن من أهل العلم بالحديث.
على طالب العلم خاصة والمسلم عامة أن يحذر من الفرق والجماعات المخالفة للسنة في القديم والحديث .:

ام عبدالله وامنه 01-30-2022 07:44 PM

رد: حديث من يرد الله به خيرا يفقه في الدين
 


والفقه في الدين الذي هو علامة السعادة ، هو العلم الذي يؤثر في صاحبه خشية الله ، ويورثه تعظيم حرمات الله ومراقبته ، ويدفعه إلى أداء فرائض الله وإلى ترك محارم الله ، وإلى الدعوة إلى الله عز وجل ، وبيان شرعه لعباده .

جزاك الله خيرا الجزاء كتب الله اجرك

عطر الجنة 02-08-2022 10:03 PM

رد: حديث من يرد الله به خيرا يفقه في الدين
 


أسعد الله فؤادك
جزيل الشكر ع المرور والتعقيب


حفظك الله أينما كنت

بريق الافق 02-16-2022 01:53 AM

Re: حديث من يرد الله به خيرا يفقه في الدين
 
https://hwazen.com/vb/picture.php?al...&pictureid=380


جزاك الله خيرا

لك شكري وتقديري والاحترام



دمت بخير وراحة بال


https://hwazen.com/vb/picture.php?al...&pictureid=379

عطر الجنة 08-21-2022 06:27 PM

رد: حديث من يرد الله به خيرا يفقه في الدين
 


كل الشكر لك،،
على تواجدك الجميل وردك الرائع
ربي يعافيك ويسعدك
دمت بخير وصحة وراحة بال


الساعة الآن 04:43 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)