منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد - أحْبِبْ حبيبَك هَوْنًا مَا......

أحْبِبْ حبيبَك هَوْنًا مَا.........

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه

أما بعد

فقد قال الإمام الترمذي رحمه الله في جامعه :

"[باب ما جاء في الاقتصاد في الحبّ والبغض] حدثنا أبو كريب قال حدثنا سويد

بن عمرو الكلبي عن حماد بن سلمة عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي

هريرة رضي الله عنه - أُراه رفعه - قال : "أحبِبْ حبيبك هَوْنًا ما، عسى أن يكون
بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هَونًا ما، عسى أن يكون حبيبك يومًا ما"أ.هـ

والكلام عن الحديث من جهتين، السند والمتن، أما الكلام عن سند الحديث فقد قال

الإمام الألباني رحمه الله في كتابه (غاية المرام) عند ذكره لهذا الحديث برقم

(٤٧٢) : "رواه الترمذي والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة ورواه

البخاري في الأدب المفرد عن علي موقوفًا" ثم قال : "وإسناد حديث أبي هريرة

عندي جيد رجاله كلهم ثقات" إلى أن قال : "وجملة القول : أن الحديث من طريق ابن سيرين صحيح مرفوعًا بلا ريب"أ.هـ

وأما الكلام على متنه فقد قال العلامة المباركفوري في تحفة الأحوذي في شرحه

لهذا الحديث :
"أي : أحببه حبًا قليلًا وقال في المجمع : حبًا مقتصدًا لا إفراط فيه، ولفظ (ما)

للتقليل وقوله (عسى أن يكون بغيضك...إلى آخره) قال المناوي في شرح الجامع

الصغير : "إذ ربما انقلب ذلك بتغير الزمان والأحوال بغضًا فلا تكون قد أسرفت

في حبه فتندم عليه إذا أبغضته، أو حبًا فلا تكون قد أسرفت في بغضه فتستحي منه

إذا أحببته

ولذلك قال الشاعر :
فهَوْنك في حبٍّ وبغضٍ فربّما
بدا صاحبٌ مِن جانبٍ بعد جانبِ"أ.هـ
ونفس كلمة المناوي السابقة قالها ابن الأثير رحمه الله في النهاية في مادة (هون) عند شرحه لألفاظ الحديث.

وقال الإمام البخاري رحمه الله في الأدب المفرد : "[باب أحبب حبيبك هونًا ما]" ثم ساق الحديث موقوفًا عن علي رضي الله عنه، وقال عنه العلامة الألباني في صحيح الأدب المفرد برقم ١٣٢١/٩٩٧ : "حسن لغيره موقوفًا"

ثم قال الإمام البخاري رحمه الله : "[باب لا يكن بغضك تلفًا]" وساق بسندٍ صححه العلامة الألباني عن عمر رضي الله عنه موقوفًا : "لا يكن حبّك كلَفًا، وبغضك تَلفًا" قال أسلَم - راوي الأثر عن عمر - : فقلت : كيف ذاك؟ قال : "إذا أحببتَ كلِفتَ كلَف الصبيّ، وإذا أبغضتَ أحببت لصاحبك التّلف".
قال العلامة الألباني رحمه الله معلقًا على هذا الأثر :"(الكلف) هو الولوع بالشيء مع شغل القلب"