منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع التاريخ الإسلامي و الغربي (https://hwazen.com/vb/f176.html)
-   -   أغنى ملك في التاريخ .. حكاية الملك الإفريقي منسا موسى (https://hwazen.com/vb/t22314.html)

عطر الجنة 02-15-2022 02:09 AM

أغنى ملك في التاريخ .. حكاية الملك الإفريقي منسا موسى
 
http://aryanews.com//Uploads/news1/2...7225404338.png

"منسا موسى".. هو ملكٌ إفريقي مسلم ذائع الصيت في الحكايات والتراث الإفريقي، وهو يُعد واحدًا من أغني الملوك والسلاطين الذين عرفهم التاريخ، وهو أكثرهم ثروةً، وثراءً بالذهب، ولهذا يلقب بأنه: "ملك الذهب".

السلطان "منسا موسى" كان يحكم "مملكة مالي" القديمة والتي تأسست منذ حوالي القرن الخامس الهجري/ القرن الحادي عشر الميلادي في "غرب إفريقيا"، وهي المنطقةُ التي تُعرف في المصادر التاريخية باسم: (بلاد السودان الغربي)


واسم "منسا"، أو "منسى"، هو لقبٌ إفريقي محليٌ معروفٌ لكل الملوك والحكام في هذه البلاد (مملكة مالي)، ويعني هذا الاسم بلغتهم المحلية- وهي المعروفة باسم لغة الماندنجو- (السلطان)، بينما اسم هذا الملك الإفريقي المسلم:
(موسى)، ومعلومٌ أن الدين الإسلامي قد انتشر في أكثر بلاد غرب إفريقيا منذ القرن 5هـ/11م على أقل تقدير، ولهذا كان الحكام في هذه البلاد كثيرًا ما يقبلون على بناء المساجد والزوايا والمدارس في ممالكهم الإفريقية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل: تمبكتو، وجاو، وجني، وتلك المدن الإفريقية المعروفة تقع بالقرب من نهر النيجر في مالي حاليًا.


https://www.khlgy.com/do.php?img=108889


خريطة توضح بلاد غرب إفريقيا وأهم المدن بها حيث
عاش السلطان منسا موسى




ارتقى السلطان "منسا موسى" العرش في "مملكة مالي"
في حوالي سنة 712هـ/1312م، وقد بقي في الحكم حتى سنة 738ه/1338مـ. وهو يُعتبر واحدًا من أعظم الحُكام في تاريخ الممالك الإفريقية القديمة الواقعة جنوب "الصحراء الكبرى" خلال العصر الوسيط. وتذكر المصادر التاريخية أن السلطان "منسا موسى" كان حاكمًا عادلاً، تقيًا، مُقبلاً على الإسلام،
وقد حفظ القرآن الكريم منذ نعومة أظفاره، وكان محبًا للعلم والعلماء. وكان "منسا موسى" مولعًا بالبناء والعمارة،

ولهذا تُنسب له العديد من المنشآت المعمارية،
لا سيما المساجد بمدينة تمبكتو العريقة، وهي أعظم المدن الإسلامية القديمة في القارة الإفريقية. وقد أحدث السلطان "منسا موسى" طفرة إدارية كبيرة في "مملكة مالي" خلال حكمه، التي سيطرت على أكثر مناطق غرب إفريقيا آنذاك، ولهذا يعتبر عصر "منسا موسى" بمثابة "العصر الذهبي"
عبر تاريخ مملكة مالي القديمة.

منسا موسى.. ملك الذهب:
عُرف "منسا موسى" بأنه "ملك الذهب"، لأنه كان الملك الذي يسيطر على كافة "مناجم الذهب" في غرب إفريقيا في زمانه، وكانت أبرزها في أراضي غانا التي عرفت بعد ذلك باسم: "ساحل الذهب".

كما كان "منسا موسى" يتحكم في "تجارة الذهب"، والأسواق التي يباع فيها الذهب الإفريقي، ولا شك أن تجارة الذهب كانت من أكثر صنوف التجارات المربحة والتي كانت تشتهر بها

بلاد غرب إفريقيا، وكان تجار غرب إفريقيا يتبادلون الذهب

مع التجار الأجانب، لا سيما هؤلاء القادمين من مناطق شمال إفريقيا، وعلى هذا كان للتجار العرب والبربر دورٌ كبير في ازدهار تلك التجارة عبر دروب الصحراء الكبرى، فكانوا يذهبون لأسواق الذهب الكبرى،
لا سيما في مدينة "تمبكتو"، وكانوا يحملون معهم "الملح" المستخرج من مناجم الملح في موريتانيا ليقايضوا هذا الملح بـ"الذهب". ومن المعروف أن التجار الأفارقة كانوا يقبلون على الملح بشدة لاسيما في الطعام، حيث كانوا لايستغنون

عنه لعدم وجود الملح في بلادهم، ولهذا عرفت تلك التجارة باسم: تجارة "الملح والذهب"، وقد كانت تتم في بعض الأحيان بطريق "المقايضة"، فكان وللعجب "لوح الملح" يقايض بوزنه من معدن الذهب، وكانت تلك "المقايضة" تتم بطريقة جد بسيطة في البداية، وكانت تعرف باسم "المقايضة الصامتة"،
أو "التجارة الصامتة"، حيث كان التاجر العربي يضع الملح في مكان ما في السوق، ثم يأتي التاجر الإفريقي بما يقابله من الذهب، فإن رضي بذلك التاجر العربي، حمل الذهب، ومن ثم كانت تنتهي عملية المقايضة، وإن لم يرض زاد التاجر الإفريقي حتى يرضى الآخر، ومن ثم يأخذ الذهب ويمضي، وكان كل ذلك يتم في صمت.


وقد ظهر ثراء السلطان "منسا موسى" بالذهب بشكلٍ واضح خلال رحلته التي قام بها للحج في بلاد الحجاز، ومعلوم أن ملوكُ وحكام إفريقيا منذ قرون بعيدة كانوا يذهبون لأداء مناسك الحج في مواكب ضخمة، وكانوا يُجهزونها بكل ما يحتاجون له خلال تلك الرحلة الطويلة والشاقة عبر دروب ومسالك "الصحراء الكبرى" الوعرة، وكانت تلك الرحلة ربما تستغرق قرابة عامين ذهابًا من بلادهم، وحتى العودة إليها مرة أخرى بعد أداء الفريضة. وكان ملوك إفريقيا القدامى يحملون معهم ما استطاعوا من مثاقيل الذهب لنفقات تلك الرحلة الطويلة.

رحلة حج منسا موسى.. وموكب الذهب العظيم:
تذكر الروايات التاريخية أن "منسا موسى" أراد القيام بمناسك الحج كعادة الملوك والسلاطين الأفارقة من قبله، زيادة على أمر شخصي وقع له، حيث كان قد تسبب هذا الملك الإفريقي في مقتل أمه (واسمها: "نانا كنك") بطريق الخطأ.


وقد شعر السلطان "منسا موسى" بالندم الشديد رغم عدم قصده ارتكاب هذا الأمر، لا سيما أنه كان يهيم حبًا بأمه، وقد حزن على فراقها حزنًا شديدًا، لكنه كان يشعر دومًا بالندم بسبب ذلـك. ولذلك تصدق السلطان "منسا موسى" بأموال كثيرة على الفقراء والمحتاجين في بلاده (مملكة مالي)، كما نوى أن يُكثر من الصوم ليُكفـر عن ذلـك الذنب الذي ارتكبه. ولما سأل "منسا موسى" العلماء في مملكته عن أفضل الوسائل طلبًا لمغفـرة الله تعالى، فأفتـوه بأن يعجل بالذهاب إلى بلاد الحرمين، وأن يـزور قـبر الرسول ـ صل الله عليه وسلم ـ ثم يدعو الله هناك، ويطلب منه الغفران.
وعن ذلك يقول المؤرخ الإفريقي محمود كعت (ت: 955هـ) في كتابه "تاريخ الفتاش": "ولحجه سببٌ..أن ملكي كنك موسى هو الذي قتل أمه (نانا كنك) خطأً، وأسف لذلك، وندم، وخاف عقوبة ذلـك، وتصدق بمالٍ جسيم، وعزم على صوم الدهر، وسأل بعض علماء زمانه عما يفعل في الاستغفار لهذا الذنب العظيم، فقالوا له أرى أن تفزع إلى رسول الله.. وتهرب اليه، وتدخل في حُرمته، وتستشفع به، وسيُشفعه الله فيك..".

ثم خرج "منسا موسى" فى موكبه الذهبي الفخيـم قاصدًا الحج، وكان هذا الموكب يضـم- فيما يقال- عشرات الآلاف من الحجاج، فإحدى الروايات تذكر أن الموكب كان يضم زهاء 60 ألف شخص، وقيل أقل من ذلك، وكان يسبقهـم حوالي 500 من العبيد من خدم الملك الإفريقي. وقد قيل أيضاً: إن كل عبد كان يحمل قطعة هائلة من الذهب الخالص، ربما يزن أحدها زهاء 500 مثقال. كما تذكر الروايات أن "منسا موسى" حمل في موكبه أيضًا زهاء 40 خُفًا مُحملاً بأحمال الـذهب كانت تُحمل على ظهور الإبل، كما يقال إن ذلـك "الموكب الذهبي" كان به قرابة 14 ألف جارية من جواري "منسا موسى". وقيل كان
مع هذا السلطان قرابة 500 من سيدات الشرف، وأعداد هائلة من الحرس والجنود لحماية الموكب. وربما بعض تلك الأرقام بها شيءٌ من المبالغة، لكنها تُؤكد بما لا يدع مجالاً للريبة مدى ثراء هذا الملك الإفريقي المسلم.

وعلى أي حال يُقدر البعضُ ما حمله السلطان "منسا موسى" من أحمال الذهب في رحلته للحج بمقياس زماننا ما قيمته قرابة 100 مليار دولار، ولهذا فليس من المُستغرب أن يُقال عن هذا الملك الإفريقي إنه كان أغنى ملك عرفه التاريخ، وأنه قام برحلة من أعجب الرحلات في التاريخ.
ثم سـلك موكب "منسا موسى" في طريقه إلى الأراضي المصرية طريق "القـوافل الغربي"، وهو الطريق الذي يـبدأ

من منحنى "نهر النيجر" في اتجاه الشمال الشرقي.

منسا موسى.. يتوقف بالقاهرة ويلتقي سلطان مصر:
بدأ "منسا موسى" رحلته للحج في حوالي سنة 724هـ/1324م، ثم وصل مدينة القاهرة بعد رحلة طويلة، وشاقة من بلاده استغرقت عدة شهور، وقد قطع السلطان الإفريقي خلالها آلاف الكيلومترات عبر مسالك الصحراء الكبرى ودوروبها الوعرة.
وكانت القاهرة من أهم محطات رحلات الحج لملوك إفريقيا

منذ القدم، وكان توقفهم بالقاهرة انتظارًا لخروج موكب "الحج المصري" الذي كان يحمل "كسوة الكعبة" في كل عام.

وقد كان كل الحجاج الأفارقة، وحتى السلاطين والحكام منهم يحرصون على الذهاب إلى بلاد الحجاز برفقة "الموكب المصري" الذي كانت تُشرف عليه الدولة في ذلك الوقت، وكان يقوده أحد كبار الأمراء في البلاط المصري، وهو الملقب بـ"أمير الحاج".

وقد قابل السلطان "منسا موسى" سلطان مصر في أيامه

وهو "الناصر محمد بن قلاوون"، وهو من سلاطين دولة المماليك، ثم قدم الملك الإفريقي هدية ثمينة من الذهب حسب التقاليد المتبعة في زيارات الملوك آنذاك، وكذلك قدم الهدايا لرجال البلاط. وقد أحسن سلطان مصر وفادة السلطان الإفريقي، وأعطاه خيلاً، وكذلك منحه قصرًا ليسكن فيه حتى خروج "الموكب المصري"، كما أعطاه كل ما يحتاج لإعاشته، وأوصى الأمراء بالاهتمام بالسلطان الإفريقي.



ثم ذهب "منسا موسى" ليكتشف أسواق مدينة القاهرة العامرة، وقد انبهر بها أيما انبهار، وكانت القاهرة آنذاك دُرة الشرق، وعاصمة الإسلام الكُبرى أيام دولة المماليك (648-923ه).

وقد اشترى السلطان "منسا موسى" من أسواق القاهرة بضائع وأشياء كثيرة كان يحتاجها، بل إنه بالغ في الشراء، وأسرف في ذلك أشد الإسراف، حتى يقال إن سعر الذهب في ذلك الوقت بمدينة القاهرة تدنى كثيرًا بسبب ما أنفقه سلطان مالي في أسواقها.

ثم ذهب السلطان "منسا موسى" لبلاد الحرمين مع موكب الحج المصري، وأنفق الكثير من الأموال، والصدقات، والعطايا على الفقراء والمساكين هناك، كما أنه أوقف العديد الأوقاف والأحباس على أهل مكة، وطلاب العلم، وكذلك على الأشراف، والمُنتسبين لآل بيت رسول الله (ص). وبعد أن انتهى من مناسك الحج، وارتاح قلبه لأداء الفريضة،

عاد السلطان "منسا موسى" مع موكب "الحج المصري"،
ثم توقف السلطان الإفريقي مدة بالقاهرة مرة أخرى للراحة قبل رحلة العودة. ومن ثم بدأ "منسا موسى" في طريق العودة لبلاده بعد أن كان قد أنفق كل ما كان معه من الأموال والذهب، بل إن سلطان مالي استدان من بعض كبار التجار المصريين في ذلك الوقت، وقد عاد معه بعضهم ليأخذ ماله من السلطان، وكان منهم تاجر معروف تذكره المصادر باسم "ابن الكويك".
وقد عاد "منسا موسى" لبلاده في سنة 725هـ/1325م.

التُجار الأوروبيون ينبهرون بموكب الذهب لسلطان مالي بالقاهرة:
ومن اللافت أنه لما كان السلطان "منسا موسى" بمدينة القاهرة خلال قدومه الأول لها، شاهده بعضُ التجار البنادقة القادمين من أوروبا بهدف التجارة في الأسواق المصرية لا سيما بالقاهرة، وقد انبهروا الأوروبيون بثراء هذا الملك الإفريقي، وما كان معه من الذهب، وكأنهم لم يصدقوا ما يرون. ثم أرسلوا لبلادهم على وجه السرعة بأمر ثراء هذا الملك بالذهب، ومن ثم بدأت "المُخططات الأوروبية" تُعد على عجل،

وبدأت عيون المستعمرين الأوروبيين تتوجه صوب آراضي الذهب في غرب إفريقيا، وقد كان ذلك بسبب موكب "منسا موسى" الذهبي، وقد ساعد يهود بلاد الأندلس ملوك أوروبا

في الكشف عن أسرار تجارة الذهب عبر الصحراء الإفريقية، حيث أرشدهم اليهود للطرق التي تؤدي لمناجم الذهب، فقد بعضهم يتعامل مع التجار العرب الذين يذهبون إلى أسواق الذهب الإفريقية، وكانت لدى اليهود معرفة بهذه التجارة.

وقد عمل الجُغرافيون الأوروبيون (أو الكارتوجرافيون) "الخرائط الجُغرافية" في إسبانيا والبرتغال بناء على أمر ملوكهم لتصف لهم الطرق والمسالك المؤدية لمناجم الذهب الإفريقي عبر "الصحراء الكبرى" من شمال إفريقيا، وكانت رحلة القوافل التجارية من الشمال إلى جنوب الصحراء تبدأ أشهرها- في الغالب- عبر طريق "فاس"، أو "مراكش" (بالمغرب حاليًا)، ثم تنتهي الرحلة الطويلة التي تبلغ بضع شهور في أراضي كل من مالي وغانا حيث مناجم الذهب، وأسواقه الإفريقية الكبرى.


وعلى هذا، فإن موكب السلطان "منسا موسى" هو الذي لفت أنظار المُستعمرين الأوروبيين صوب إفريقيا منذ القرن 8هـ/14م، وثرواتها، وكان في مقدمتهم البرتغاليون والأسبان الذين حملوا لواء الاستعمار الأوروبي في إفريقيا بهدف الاستيلاء على كنوز تلك القارة، وخيراتها، وكان ذلك سببًا في دمار ممالك إفريقيا الإسلامية الكبرى التي تأسست، وازدهرت بعد أن دخلها العرب والمسلمون، وكان أشهر تلك الممالك الإفريقية: مملكة غانة، ومملكة مالي، ومملكة صنغي، وممالك الهوسا (في نيجيريا).


https://sarvban.com/wp-content/uploa...300420_371.gifhttps://sarvban.com/wp-content/uploa...300420_371.gif

بريق الافق 02-16-2022 01:15 AM

Re: أغنى ملك في التاريخ .. حكاية الملك الإفريقي منسا موسى
 
https://hwazen.com/vb/picture.php?al...&pictureid=380


اثريتينا بجزيل ماقدمت

لك شكري وتقديري والاحترام



دمت بخير وراحة بال


https://hwazen.com/vb/picture.php?al...&pictureid=379

عطر الجنة 02-17-2022 02:28 AM

رد: أغنى ملك في التاريخ .. حكاية الملك الإفريقي منسا موسى
 

أنرت الموضوع
بمرورك الجميل
وتعقيبك المحب
لا خلا ولا عدم يارب
جزيل الشكر لك،،،



الساعة الآن 02:13 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)